قائمة السور | مواضيع القرآن الكريم مرتبة حسب الآيات :آيات القرآن الكريم مقسمة حسب كل موضوع و فئة | لقراءة سورة كاملة اختر من : فهرس القرآن | - للاستماع للقراء : القرآن الكريم mp3
آيات قرآنية عن الاستقامة في القرآن الكريم
✅ مواضيع القرآن الكريم
﴿وَلَا تَهِنُواْ وَلَا تَحۡزَنُواْ وَأَنتُمُ ٱلۡأَعۡلَوۡنَ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ ﴾ [آل عمران: 139]
العلوُّ معنًى لا يناله إلا المؤمنون الصادقون، سواء قُدِّر لهم بالغلَبة والتمكين، أو ادُّخِر لهم في جنان الخُلد والتكريم. على المؤمن في كلِّ أحواله - ولا سيَّما عند الابتلاء - أن يطردَ الحزنَ عن قلبه، والوهنَ عن بدنه، فإنهما ممَّا يزيد المصيبةَ فيه، ويعين عدوَّه عليه، وليرضَ بقدَر الله؛ فإنه شفاءٌ لبَلواه. أمر الله الصَّحابةَ بترك الحزَن ونبذ الوهَن، وقد أُخرجوا من ديارهم وأموالهم وقُتل منهم مَن قُتل، فما شأنُ مَن هم أقلُّ منهم ابتلاءً؟! |
﴿إِن يَمۡسَسۡكُمۡ قَرۡحٞ فَقَدۡ مَسَّ ٱلۡقَوۡمَ قَرۡحٞ مِّثۡلُهُۥۚ وَتِلۡكَ ٱلۡأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيۡنَ ٱلنَّاسِ وَلِيَعۡلَمَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمۡ شُهَدَآءَۗ وَٱللَّهُ لَا يُحِبُّ ٱلظَّٰلِمِينَ ﴾ [آل عمران: 140]
إذا كان أهلُ الباطل ثابتين على مواقفهم مع شدَّة ما يصيبُهم، أفيَضعُف أهلُ الحقِّ عند المِحَن وهم الموعودون بالنصر والتمكين؟! إن الشدَّة بعد الرخاء، والرخاء بعد الشدَّة، لكفيلان بالكشف عن معادن النفوس، وخفايا القلوب. قد يبلُغ المرء بابتلاء الله تعالى وامتحانه له من منازل الكرامة يوم القيامة ما لم يكن ليبلُغَها بمجرَّد عمله. ليست الشهادة في سبيل الله رَزيَّةً وخسارة، بل هي اصطفاءٌ وتكريم، وهكذا الأقضية الربَّانية تكمُن وراءها الألطافُ الإلهيَّة. لا يحبُّ الله الظالمين، وإن قدِّر لهم الغَلَبة في بعض الأحايين، كما أنه لا يكره عبادَه المؤمنين، وإن لم ينصُرهم في كلِّ حين. |
﴿وَكَأَيِّن مِّن نَّبِيّٖ قَٰتَلَ مَعَهُۥ رِبِّيُّونَ كَثِيرٞ فَمَا وَهَنُواْ لِمَآ أَصَابَهُمۡ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَمَا ضَعُفُواْ وَمَا ٱسۡتَكَانُواْۗ وَٱللَّهُ يُحِبُّ ٱلصَّٰبِرِينَ ﴾ [آل عمران: 146]
من فوائد ذكر مآثر الصالحين: تحريكُ الهِمَم واستنهاضُ العزائم، وإيقاظُ الغَيرة المحمودة في السِّباق إلى الخيرات. حبُّ الله للصابرين حبٌّ يأسو الجُرح، ويمسح القَرح، ويعوِّض عن الضُّرِّ. |
﴿وَمَا كَانَ قَوۡلَهُمۡ إِلَّآ أَن قَالُواْ رَبَّنَا ٱغۡفِرۡ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسۡرَافَنَا فِيٓ أَمۡرِنَا وَثَبِّتۡ أَقۡدَامَنَا وَٱنصُرۡنَا عَلَى ٱلۡقَوۡمِ ٱلۡكَٰفِرِينَ ﴾ [آل عمران: 147]
إنما النصر بالطاعة، أمَّا التقصيرُ في الحقوق، والتجاوز للحدود، فذنبان يمكِّنان العدوَّ. الأدب مع الله صفة الربَّانيِّين من العباد؛ فهم ينسُبون إلى الله كلَّ خير ونِعَم، ويحمِّلون ذنوبهم جريرةَ ما يصيبُهم من نِقَم. لنسأل الله الظفرَ والنصر، فإنه وحدَه مَن يثبِّت عباده الموحِّدين، وما لنا سوى الأخذِ بالأسباب ثم صدق الدعاء والالتجاء. الرعب والفزعُ من نتائج الذَّنب والعصيان، والثبات ورباطةُ الجأش من ثمرات الطاعة والإحسان. |
﴿وَلَقَدۡ صَدَقَكُمُ ٱللَّهُ وَعۡدَهُۥٓ إِذۡ تَحُسُّونَهُم بِإِذۡنِهِۦۖ حَتَّىٰٓ إِذَا فَشِلۡتُمۡ وَتَنَٰزَعۡتُمۡ فِي ٱلۡأَمۡرِ وَعَصَيۡتُم مِّنۢ بَعۡدِ مَآ أَرَىٰكُم مَّا تُحِبُّونَۚ مِنكُم مَّن يُرِيدُ ٱلدُّنۡيَا وَمِنكُم مَّن يُرِيدُ ٱلۡأٓخِرَةَۚ ثُمَّ صَرَفَكُمۡ عَنۡهُمۡ لِيَبۡتَلِيَكُمۡۖ وَلَقَدۡ عَفَا عَنكُمۡۗ وَٱللَّهُ ذُو فَضۡلٍ عَلَى ٱلۡمُؤۡمِنِينَ ﴾ [آل عمران: 152]
ثق بوعد الله تعالى فإنه وعد صادق لا يتخلَّف، فإن لم يتمَّ الموعود فلأن العبد لم يحقق الشروط. الاجتهادات المتعلِّقة بقضايا الأمَّة الكبرى لا ينبغي أن تصدرَ إلا عن أمر وليِّ الأمر، ورحم الله مَن عرَف حدَّه فوقف عنده. إيَّاك والبحثَ عن المكاسب الدنيويَّة من وراء عملك أو دعوتك، ولا تزاحم بإرادتها إرادةَ الآخرة، فإن الآخرة غنيمةٌ دونها كلُّ الغنائم. جهاد الأعداء هو جهادٌ لله وفي سبيل الله، لا ينصر الله فيه إلا مَن أخلص له، وابتغى وجهَه دونما سواه. الاختلافُ في الإرادات يؤدِّي إلى الفشل والتفرُّق، والضعف والهزيمة، ولن يمكِّنَ الله لهذه الأمَّة حتى تجتمعَ كلمتُها على طاعته وطلب رضاه. الابتلاء لطفٌ من الله بعبده؛ يمرِّنه به على التجلُّد والصبر، ويزيده من الثقة واليقين، ويختبر به حقائقَ نفسه، ويمحِّصه من الذنوب والآثام. إذا ابتُلي المؤمن ببلاء فإنه يحمَد ربَّه أنه لم يكن أشدَّ، ألا ترى أن عفوَه عن المؤمنين في أحُدٍ نجَّاهم من استئصال عدوِّهم لهم؟ عصَوا أمرَ رسول الله ﷺ، وتسبَّبوا في كسر رَباعِيَته، وانكسار جيشه، ومقتل عمِّه وخيار صَحبه، ومع ذلك كلِّه فتح الله لهم بابَ العفو والفضل، فلا تيئسوا أيها المؤمنون من رَوح الله. |
﴿وَيَقُولُونَ طَاعَةٞ فَإِذَا بَرَزُواْ مِنۡ عِندِكَ بَيَّتَ طَآئِفَةٞ مِّنۡهُمۡ غَيۡرَ ٱلَّذِي تَقُولُۖ وَٱللَّهُ يَكۡتُبُ مَا يُبَيِّتُونَۖ فَأَعۡرِضۡ عَنۡهُمۡ وَتَوَكَّلۡ عَلَى ٱللَّهِۚ وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ وَكِيلًا ﴾ [النساء: 81]
وجوه شِرار الناس تلبَسُ لكلِّ قوم ما يَروق لهم، ووجوه خيارِ الناس لا تتلوَّن حسَب المصالح والرغَبات. لا يُحكَم على الناس إلا بما تنطِق به ظواهرُهم، أمَّا سرائرُهم فتوكَلُ إلى بارئهم الذي يعلم خفايا الأمور، وخبايا النفوس والصدور. المنهج الصحيحُ في التعامل مع أصحاب الوجهين ألا يُنظرَ إليهم ولا يُسمعَ لهم، بل يُعرَض عنهم ويُنكَر عليهم، ويُستعان بالله عليهم، وكفى به وكيلًا. |
﴿إِذۡ يُغَشِّيكُمُ ٱلنُّعَاسَ أَمَنَةٗ مِّنۡهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيۡكُم مِّنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءٗ لِّيُطَهِّرَكُم بِهِۦ وَيُذۡهِبَ عَنكُمۡ رِجۡزَ ٱلشَّيۡطَٰنِ وَلِيَرۡبِطَ عَلَىٰ قُلُوبِكُمۡ وَيُثَبِّتَ بِهِ ٱلۡأَقۡدَامَ ﴾ [الأنفال: 11]
يرعى اللهُ أولياءه وهم أحوجُ ما يكونون إلى تلك الرعاية، فقد نقل المؤمنين هنا بالنوم من أجواء الحرب إلى أخصِّ أجواء الأمان. إن نصرَ الله قد يجيءُ بسببٍ يسير، ففي هذه الغزوة نزل ماءٌ من السماء فطابت به نفوسُ المؤمنين حين تطهَّرت به، وثبتت به أرضُهم وقلوبهم، وزَلِقت به أرضُ الكافرين وأفئدتُهم. أنعمَ الله على الصحابة بتثبيت القلوب، فثباتُها ثباتٌ للأبدان، كما أنعم عليهم بالطهارة، فللطهارة أثرٌ في تطمين النفوس. |
﴿إِذۡ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى ٱلۡمَلَٰٓئِكَةِ أَنِّي مَعَكُمۡ فَثَبِّتُواْ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْۚ سَأُلۡقِي فِي قُلُوبِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ٱلرُّعۡبَ فَٱضۡرِبُواْ فَوۡقَ ٱلۡأَعۡنَاقِ وَٱضۡرِبُواْ مِنۡهُمۡ كُلَّ بَنَانٖ ﴾ [الأنفال: 12]
تأييدُ المؤمنين بالملائكة نعمةٌ خفيَّة أظهرها الله تعالى لهم، وكم للهِ على عبده المؤمن من نِعَم ظاهرة جليَّة، ونِعَم مستورة خفيَّة، تستحقُّ جميعًا الشكر. ما من أحدٍ من خَلق الله إلا وهو إلى معيَّة الله جلَّ جلاله مفتقر، حتى الملائكةُ الكرام. الخَلقُ جميعًا إمَّا موفَّقٌ بتثبيت الله تعالى له، وإمَّا مخذولٌ بترك التثبيت؛ فلذلك لا يستغني عبدٌ عن تثبيت اللهِ له طَرفةَ عين. كان المشركون أكثرَ عَددًا، وأكملَ عُددًا، ومع ذلك دبَّ الرعبُ في قلوبهم، من ثُلَّةٍ مؤمنة قليلة العُدَّة والعَدد؛ لأن الله هو الذي تولَّى إلقاءَ الفزَع في قلوب المشركين. الرعب جنديٌّ من جنود الله، يُلقيه سبحانه في قلوب أهل الباطل لينصرَ به أهلَ الحقِّ، وقد نصر اللهُ به رسولَه والمؤمنين. تعطيل وسائل القوَّة والتأثير عند الأعداء من أكبر أسباب هزيمتهم، فليُعمِل المسلمون الحكمةَ في معاركهم، فالرأيُ مقدَّم على الشجاعة. |
﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِذَا لَقِيتُمۡ فِئَةٗ فَٱثۡبُتُواْ وَٱذۡكُرُواْ ٱللَّهَ كَثِيرٗا لَّعَلَّكُمۡ تُفۡلِحُونَ ﴾ [الأنفال: 45]
لقاء الأعداءِ في مَيدان الحرب يحتاج إلى ثباتٍ ومصابرة؛ لأن المسلم المقارعَ للعدوِّ يمثِّل مَن وراءه من المسلمين، وبثباته يعلو صرحُ الدين، ومثل ذا في ميادين الفكر. إذا كانت كثرةُ الذِّكرِ مطلوبةً والعبدُ أشغلُ ما يكون قلبًا، وأطيَشُ ما يكون لُبًّا، فما الذي ينبغي أن يكونَ عليه حالَ الرخاء؟! للهِ درُّ المحبِّ الذي لا ينسى محبوبَه جلَّ جلاله، وإن كان المحبُّ في خطر؛ ذلك أنه أغلى عليه من نفسه وأعزُّ، أليس في سبيله يجاهد؟ لولا أن ذكرَ الله والصلاةَ هما من أحبِّ الأعمال إلى الله لما أمر بهما عبادَه عند القتال. |
﴿أَكَانَ لِلنَّاسِ عَجَبًا أَنۡ أَوۡحَيۡنَآ إِلَىٰ رَجُلٖ مِّنۡهُمۡ أَنۡ أَنذِرِ ٱلنَّاسَ وَبَشِّرِ ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَنَّ لَهُمۡ قَدَمَ صِدۡقٍ عِندَ رَبِّهِمۡۗ قَالَ ٱلۡكَٰفِرُونَ إِنَّ هَٰذَا لَسَٰحِرٞ مُّبِينٌ ﴾ [يونس: 2]
عجبًا لهم كيف جوَّزوا أن يكونَ المنحوتُ من الخشب والمعمولُ من الصخر إلهًا معبودًا، وتعجَّبوا أن يكونَ محمَّدٌ ﷺ في جلالة قدره رسولًا؟! هذا هو الضلال البعيد. الوحيُ إنذارٌ للناس بعاقبةِ المخالفة، وتبشيرٌ للمؤمنين بعُقبى الطاعة، وبيانٌ للمكلَّفين فيما يفعلونه، وفيما يتركونه. قدِّم لنفسك من الإيمان والعملِ الصالح ما يَرضى به ربُّك عنك، فمَن قدَّم خيرًا أثبت اللهُ له أجرًا. لا يظنَّ المعاندون أن كلَّ ما ليس في مقدور البشر فعلُ مثلِه هو من باب السحر، إن كتاب الله المعجزَ ما هو إلا وحيٌ من عنده. |
﴿قَالَ قَدۡ أُجِيبَت دَّعۡوَتُكُمَا فَٱسۡتَقِيمَا وَلَا تَتَّبِعَآنِّ سَبِيلَ ٱلَّذِينَ لَا يَعۡلَمُونَ ﴾ [يونس: 89]
إذا أجابَ اللهُ دعاءك، وحقَّقَ رجاءك، فقد أحسنَ إليك، فقابِل ذلك الإحسانَ بالشكر لنعمته، والاستقامةِ على شريعته. على المؤمن عندما يدعو على أعداء الدين أن يثِقَ بربِّه، ولا يستبطئ إجابةَ دعائه؛ فإن من العلم اليقينيِّ عند المؤمن أن الله ناصرُ أوليائه، وهازمُ أعدائه. |
﴿فَٱسۡتَقِمۡ كَمَآ أُمِرۡتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطۡغَوۡاْۚ إِنَّهُۥ بِمَا تَعۡمَلُونَ بَصِيرٞ ﴾ [هود: 112]
من لوازم الاستقامة أن تكونَ وَفق ما أُمرتَ به، وإن لم يكن على نحو ما ترغبُ فيه. المطلوبُ من الأمَّة جمعاءَ الاستقامةُ التي لا يمازجُها عِوجٌ، فمن أرادَ قدوةً في ذلك فلينظر إلى استقامةِ رسولِ الله، فإنه أعظمُ الناسِ امتثالًا لأمرِ ربِّه. أساس الاستقامةِ الوحيُ ﴿كما أُمِرتَ﴾ ، وشرطها عدمُ تجاوزِ الحدِّ ﴿ولا تَطغَوا﴾ ، والمعين عليها الصُّحبةُ الصالحة ﴿ومن تاب معك﴾ ، وشعار أهلِها المراقبةُ الدائمة لله تعالى ﴿إنه بما تعملون بصير﴾ . |
﴿يُثَبِّتُ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ بِٱلۡقَوۡلِ ٱلثَّابِتِ فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا وَفِي ٱلۡأٓخِرَةِۖ وَيُضِلُّ ٱللَّهُ ٱلظَّٰلِمِينَۚ وَيَفۡعَلُ ٱللَّهُ مَا يَشَآءُ ﴾ [إبراهيم: 27]
اللهم يا مقلِّبَ القلوبِ ثَبِّت قلوبَنا على طاعتك، فإننا لا نستغني عن تثبيتك لها طرفةَ عين؛ لا في الحياة الدنيا وبلوائها، ولا عند الموت وشدته، وفي القبر وامتحانه. ثبات المؤمنِ على الطريق المستقيم إنما هو بتثبيتِ الله له، لا بحرصِه ولا بقدرته، فعليه أن يشكرَ اللهَ على هذه النعمة. على العبدِ أن يكثرَ من الإقبال على ربه، وإلقاءِ أزِمَّة الافتقار بين يديه، طمعًا في تثبيته، وخوفًا من أن يُوكَلَ إلى نفسه، ويؤاخذ بظلمه. |
﴿قُلۡ نَزَّلَهُۥ رُوحُ ٱلۡقُدُسِ مِن رَّبِّكَ بِٱلۡحَقِّ لِيُثَبِّتَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَهُدٗى وَبُشۡرَىٰ لِلۡمُسۡلِمِينَ ﴾ [النحل: 102]
يا مَن ترجو الثبات، أقبِل على القرآن وتدبَّره، ولا سيَّما في زمن الفتن، تَنَل النجاة. |
﴿وَلَوۡلَآ أَن ثَبَّتۡنَٰكَ لَقَدۡ كِدتَّ تَرۡكَنُ إِلَيۡهِمۡ شَيۡـٔٗا قَلِيلًا ﴾ [الإسراء: 74]
لا يعصِمُك من الركون إلى الكافرين إلا توفيقُ الله تعالى لك، وتثبيتُه إياك، فتلك العنايةُ الربَّانية هي التي عصمت نبيَّك الكريم من أدنى مراتب ذلك الركون. صاحب الحقِّ الذي يقبَل التنازلَ في جزء منه ولو يسيرًا، وفي إغفال طرف منه ولو ضئيلًا، لا يملِك أن يقفَ عندما سلَّم به أوَّل مرَّة؛ لأن استعداده للتنازل يتزايد كلما رجَع خطوةً إلى الوراء. ينبغي للعبد أن يكونَ في كلِّ أوقاته متضرِّعًا إلى ربِّه أن يثبِّته على الإيمان، ساعيًا في كل سبب موصِلٍ إلى ذلك؛ لأن النبي ﷺ -وهو أكملُ الخَلق- قد خُوطب بهذه الآية، فكيف بغيره؟! |
﴿نَّحۡنُ نَقُصُّ عَلَيۡكَ نَبَأَهُم بِٱلۡحَقِّۚ إِنَّهُمۡ فِتۡيَةٌ ءَامَنُواْ بِرَبِّهِمۡ وَزِدۡنَٰهُمۡ هُدٗى ﴾ [الكهف: 13]
إذا جاءك القَصصُ عن الله فهو الحقُّ الذي لا باطل معه، والصدق الذي لا كذب فيه، والحَدث الذي تُستقى منه العِبرة والعظات. أيها الشاب؛ لتحملك قوةُ شبابك على البحث عن الحق، والتضحية من أجله، ولا تُصغِ لمَن ينادون باستفراغ الشباب في اللهو. ما أقبل عبدٌ على ربِّه بإيمان وعمل صالح إلا زاده هدًى وقُربًا، ومَن أتى ربَّه يمشي أتاه الله هرولة، فما أحرانا أن نخطوَ إلى رضا ربنا خطوات وخطوات! |
﴿وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيۡنَ مَا كُنتُ وَأَوۡصَٰنِي بِٱلصَّلَوٰةِ وَٱلزَّكَوٰةِ مَا دُمۡتُ حَيّٗا ﴾ [مريم: 31]
داوِم على الصلاة مدةَ حياتك؛ فهي وصية الله لعيسى كلمِته، وآخرُ وصية نبيك محمد لأمته. مَن كانت الصلاةُ والزكاة من لوازم سيرته كما يحب الله، فيُرجى منه الصلاح والعدالة والصدق؛ لأن بهاتين العبادتين صلاحَ علاقة العبد مع خالقه، ومع بني جنسه. |
﴿وَأَشۡرِكۡهُ فِيٓ أَمۡرِي ﴾ [طه: 32]
إذا وهبك اللهُ أخًا يعينك على أمر دينك، ويخلص لك الودَّ، فقد رزقتَ خيرًا عظيمًا. استعانتُك بغيرك من أقاربك أو غيرهم في أعمالك الطيبة مشاركة في الخير لا دليل العجز. عن عائشة أنها سمعت رجلًا يقول: (إني لأدري أيُّ أخٍ في الدنيا كان أنفع لأخيه: موسى حين سأل لأخيه النبوة). فقالت: (صدق والله). |
﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَقُولُواْ قَوۡلٗا سَدِيدٗا ﴾ [الأحزاب: 70]
ينبغي أن تكونَ أفعال المؤمن دائرةً على التقوى، وأقوالُه موافقةً للحقِّ والهدى. ما من شيء أذهبُ بالرشد، وأجلب للضُّر، وأقتل للتقوى من اللسان السائب. |
﴿قُلۡ إِنَّمَآ أَنَا۠ بَشَرٞ مِّثۡلُكُمۡ يُوحَىٰٓ إِلَيَّ أَنَّمَآ إِلَٰهُكُمۡ إِلَٰهٞ وَٰحِدٞ فَٱسۡتَقِيمُوٓاْ إِلَيۡهِ وَٱسۡتَغۡفِرُوهُۗ وَوَيۡلٞ لِّلۡمُشۡرِكِينَ ﴾ [فصلت: 6]
التواضع يرفعُك عند الله، ويقرِّبك من عباد الله، أوَليس لك قُدوة في رسول الله؟ لقد علَّمه ربُّه التواضعَ، ورفعه به مكانًا عليًّا، فما أحسنَ حالَ الداعية حين يتواضع في ردِّه على المخالفين، ويخاطبهم بمنطق الفطرة، ويبيِّن لهم الحقَّ المبين. الاستقامة على أمر الله لا تكــون إلا بنقــاء التوحيـد وإخلاص العبادة، ثمَّ الاستغفار لما قد يشوب العملَ من قصور، وما يصيب صاحبَه من فتور. عن قَتادة قال: (كان يُقال: الزكاة قنطرةُ الإسلام، مَن قطعها واجتازها فقد برئ ونجا، ومَن لم يقطعها فقد خسر وهلَك). مَن أيقن بزوال الدنيا وفنائها، وخلود الآخرة وبقائها، لم يمنع حقًّا أوجبه الله عليه، بل جعل من أدائه له طُهرةً لنفسه، ونماءً لإيمانه وإخلاصه. |
﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ قَالُواْ رَبُّنَا ٱللَّهُ ثُمَّ ٱسۡتَقَٰمُواْ تَتَنَزَّلُ عَلَيۡهِمُ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ أَلَّا تَخَافُواْ وَلَا تَحۡزَنُواْ وَأَبۡشِرُواْ بِٱلۡجَنَّةِ ٱلَّتِي كُنتُمۡ تُوعَدُونَ ﴾ [فصلت: 30]
أصل الكمال الإنسانيِّ إيمانٌ بالله يطرح خبائثَ الشكوك المحيِّرة، واستقامةٌ على أمر الله بإصابة الحقِّ وسلوك دربه. جوهر الاستقامة الاعتدالُ، بلا غلوٍّ وإفراط، ولا تقصيرٍ وتفريط، فهي مسلكُ المؤمنين الصادقين، ودربُ العارفين المُخبِتين. لمَّا كانت الاستقامة أمرًا شاقًّا على النفس، كان جزاء مَن لزِمَها وصبرَ على تكاليفها أن تُحبَّه الملائكة وتبشِّرَه بالرضوان، والفوز بالجنان. سبقت للمؤمنين البشرى، فلا خوفٌ يعتريهم، ولا فزعٌ يؤذيهم، يخرجون من هذه الحياة الدنيا آمنين مطمئنِّين، وبوعد ربِّهم مستبشرين. ليستحضرِ المؤمنُ دومًا هذا الوعدَ الإلهيَّ المتجدِّد له بالجنَّة ونعيمها، ليسارعَ بهمَّة إلى الطاعات، وينأى بحزم عن المنكرات. |
﴿نَحۡنُ أَوۡلِيَآؤُكُمۡ فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا وَفِي ٱلۡأٓخِرَةِۖ وَلَكُمۡ فِيهَا مَا تَشۡتَهِيٓ أَنفُسُكُمۡ وَلَكُمۡ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ ﴾ [فصلت: 31]
كما كان الملائكة أولياءَ الصالحــين في الدنيــا، فإنهــم أولياؤهم في الآخرة، يؤنسونهم في وَحشة القبور، ويؤمِّنونهم يوم البعث والنشور، فهنيئًا لمَن كانت الملائكة أُنسَهم وأنيسهم. لا يُحرَم المؤمن في الجنَّة من شيء اشتهاه، وسيجد فيها كلَّ ما طلبه وتمنَّاه، فليس ثَمَّ إلا الأنسُ والنعيم، والرَّاحة والتكريم. |
﴿نُزُلٗا مِّنۡ غَفُورٖ رَّحِيمٖ ﴾ [فصلت: 32]
برحمته سبحانه ومغفرته نالوا كرمَ الضيافة، ولولا ذلك ما وصلوا إلى ذلك العطاء الكريم، فاحرِص على أسباب رحمة الله ومغفرته لتنالَ ما نالوا. |
﴿فَلِذَٰلِكَ فَٱدۡعُۖ وَٱسۡتَقِمۡ كَمَآ أُمِرۡتَۖ وَلَا تَتَّبِعۡ أَهۡوَآءَهُمۡۖ وَقُلۡ ءَامَنتُ بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ مِن كِتَٰبٖۖ وَأُمِرۡتُ لِأَعۡدِلَ بَيۡنَكُمُۖ ٱللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمۡۖ لَنَآ أَعۡمَٰلُنَا وَلَكُمۡ أَعۡمَٰلُكُمۡۖ لَا حُجَّةَ بَيۡنَنَا وَبَيۡنَكُمُۖ ٱللَّهُ يَجۡمَعُ بَيۡنَنَاۖ وَإِلَيۡهِ ٱلۡمَصِيرُ ﴾ [الشورى: 15]
عنوان الفلاح والنجاح الدعوةُ إلى الحقِّ والاستقامةُ عليه دومًا؛ امتثالًا لأمر الله، وتأسِّيًا برسول الله. مَن اتَّخذ غيرَ الإسلام دينًا فإنما دينه هواه؛ ﴿ومَن أضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَواهُ بغَيرِ هُدًى من الله إنَّ اللهَ لا يَهدِي القَومَ الظَّالِمِين﴾ . العدل ميزانُ الله في الأرض؛ به يُؤخذ للمظلوم من الظالم، وللضعيف من القويِّ، وبالعدل يصدِّق الله الصادقَ، ويكذِّب الكاذب. تبرُز في هذه الآية طبيعةُ الرسالة الأخيرة، التي تستكمل فضائل الرسالات السابقة، وتمضي مترفِّعةً عن أهواء البشر، ومحقِّقةً العدالةَ في الأرض. واجب العلماء والدعاة في كلِّ مكان وزمان العملُ على جمع الكلمة وَفقَ الكتاب والسنَّة، وتوحيد الصفوف، ونبذ الفُرقة والخلاف. أيُّها الدعاة، لا تُضيعوا أوقاتَكم بكثرة الجدال وطول النزاع، وحسبكم أن تبيِّنوا الحقَّ من الباطل، وتقيموا الحُجَج الواضحات. |
﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ قَالُواْ رَبُّنَا ٱللَّهُ ثُمَّ ٱسۡتَقَٰمُواْ فَلَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ ﴾ [الأحقاف: 13]
الاستقامة ظاهرًا وباطنًا طريقٌ يوصل سالكه إلى سعادة الدنيا والآخرة؛ فبه يطمئنُّ ممَّا هو مُقدِم عليه، وبه ينسلخ عن الحزن على ما خلَّف وراءه. هذه البشرى ممَّا يُثلج صدرَ المؤمن، ويقذف الطُّمَأنينةَ والأمان في قلبه، ففي ذلك الموقف الشديد يكون المؤمن بمَعزِل عن أيِّ أذًى أو خوف. |
﴿أُوْلَٰٓئِكَ أَصۡحَٰبُ ٱلۡجَنَّةِ خَٰلِدِينَ فِيهَا جَزَآءَۢ بِمَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ ﴾ [الأحقاف: 14]
ما أعظمَها من جائزة! وأحسنَها من عاقبة لمَن كان من أهل الاستقامة! فاعمل لتنال، واستقِم لتظفَرَ بالخير الكثير. |
﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِن تَنصُرُواْ ٱللَّهَ يَنصُرۡكُمۡ وَيُثَبِّتۡ أَقۡدَامَكُمۡ ﴾ [محمد: 7]
كيف لمَن كفرَ بربِّه أو عصاه أن يَطمَعَ في نُصرته؟! فقد كتب الله الذلَّ والهوان على مَن خالف أمرَه وعصاه. إن نصر الله المتحقِّقَ للمؤمنين يَسرُّ ولا يَغُرُّ، ويبثُّ في نفس المؤمن الثباتَ على مبادئ دينه، ويُذكي فيه معانيَ التعلُّق بربِّه، بعيدًا عن الزَّهْو والخُيَلاء. إذا ثبَّت الله الأقدام، لم تعرِف النفوسُ سوى البَسالة والإقدام، وتمتلئ الصدور ثقةً بالله واعتزازًا به، فيَعقُب ذلك اجتهادًا في الأعمال، وصلاحًا في الأحوال. |
﴿فَلَا تَهِنُواْ وَتَدۡعُوٓاْ إِلَى ٱلسَّلۡمِ وَأَنتُمُ ٱلۡأَعۡلَوۡنَ وَٱللَّهُ مَعَكُمۡ وَلَن يَتِرَكُمۡ أَعۡمَٰلَكُمۡ ﴾ [محمد: 35]
الإسلام يدعو أهله إلى الشجاعة في جِلاد أعدائهم المحاربين، وترك مصالحتهم في حال علوِّهم عليهم وقهرهم لهم؛ من أجل أن تكونَ كلمة الله هي العليا، وكلمة الذين كفروا السُّفلى. أيُّها المسلمون؛ أنتم الغالبون وإن علا الكافرون بعَتادهم، فلا تُعطوا الدنِيَّة في دينكم، بل انهضوا لتُزيلوا كلَّ ما يَحُول دون نشر دين ربِّكم. مَن كان الله معه فليَبشُر بالنصر والغلبة، فمعه القوَّةُ التي لا تُغلب، والقدرة التي لا تَعجِز. مَن قام بما أمره الله به في مواجهة عدوِّه فليطمئنَّ إلى الثواب الجزيل الذي يَزيد ولا يَنقُص. |
﴿لِمَن شَآءَ مِنكُمۡ أَن يَسۡتَقِيمَ ﴾ [التكوير: 28]
تربية الإرادة في النفس مَطلبٌ شريف، فإنَّ ترك المنكرات وفعلَ الطاعات يحتاجان إلى قوَّة إرادة. |
مواضيع أخرى في القرآن الكريم
قصة ذو القرنين الخصيان مناسك الحج فقه الدعوة الوعيد الجماع في فترة الحيض العجب بالنفس فاطر السماوات والأرض السير والنظر في عاقبة الماضين أهل المغفرة
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Friday, December 27, 2024
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب