لا تهِنوا : لا تضعفوا عن قتال أعدائكم
ولا تضْعُفوا -أيها المؤمنون- عن قتال عدوكم، ولا تحزنوا لما أصابكم في "أُحد"، وأنتم الغالبون والعاقبة لكم، إن كنتم مصدقين بالله ورسوله متَّبعين شرعه.
ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين - تفسير السعدي
يقول تعالى مشجعا لعباده المؤمنين، ومقويا لعزائمهم ومنهضا لهممهم: { ولا تهنوا ولا تحزنوا }- أي: ولا تهنوا وتضعفوا في أبدانكم، ولا تحزنوا في قلوبكم، عندما أصابتكم المصيبة، وابتليتم بهذه البلوى، فإن الحزن في القلوب، والوهن على الأبدان، زيادة مصيبة عليكم، وعون لعدوكم عليكم، بل شجعوا قلوبكم وصبروها، وادفعوا عنها الحزن وتصلبوا على قتال عدوكم، وذكر تعالى أنه لا ينبغي ولا يليق بهم الوهن والحزن، وهم الأعلون في الإيمان، ورجاء نصر الله وثوابه، فالمؤمن المتيقن ما وعده الله من الثواب الدنيوي والأخروي لا ينبغي منه ذلك، ولهذا قال [تعالى]: { وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين }
تفسير الآية 139 - سورة آل عمران
تفسير الجلالين | التفسير الميسر | تفسير السعدي |
تفسير البغوي | التفسير الوسيط | تفسير ابن كثير |
تفسير الطبري | تفسير القرطبي | إعراب الآية |
ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن : الآية رقم 139 من سورة آل عمران

ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين - مكتوبة
الآية 139 من سورة آل عمران بالرسم العثماني
﴿ وَلَا تَهِنُواْ وَلَا تَحۡزَنُواْ وَأَنتُمُ ٱلۡأَعۡلَوۡنَ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ ﴾ [ آل عمران: 139]
﴿ ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين ﴾ [ آل عمران: 139]
تحميل الآية 139 من آل عمران صوت mp3
تدبر الآية: ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين
العلوُّ معنًى لا يناله إلا المؤمنون الصادقون، سواء قُدِّر لهم بالغلَبة والتمكين، أو ادُّخِر لهم في جنان الخُلد والتكريم.
على المؤمن في كلِّ أحواله - ولا سيَّما عند الابتلاء - أن يطردَ الحزنَ عن قلبه، والوهنَ عن بدنه، فإنهما ممَّا يزيد المصيبةَ فيه، ويعين عدوَّه عليه، وليرضَ بقدَر الله؛ فإنه شفاءٌ لبَلواه.
أمر الله الصَّحابةَ بترك الحزَن ونبذ الوهَن، وقد أُخرجوا من ديارهم وأموالهم وقُتل منهم مَن قُتل، فما شأنُ مَن هم أقلُّ منهم ابتلاءً؟!
ويبشرهم بأنهم هم الأعلون فيقول:وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ.
وقوله تَهِنُوا من الوهن- بسكون الهاء وفتحها- وهو الضعف.
وأصله ضعف الذات كما في قوله-تبارك وتعالى- حكاية عن زكريا: قالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي أى ضعف جسمي.
وهو هنا مجاز عن خور العزيمة، وضعف الإرادة، وانقلاب الرجاء يأسا والشجاعة جبنا، واليقين شكا، ولذلك نهوا عنه.
وقوله تَحْزَنُوا من الحزن وهو ألم نفسي يصيب الإنسان عند فقد ما يحب أو عدم إدراكه، أو عند نزول أمر يجعل النفس في هم وقلق.
والمقصود من النهى عن الوهن والحزن، النهى عن سببهما وعن الاسترسال في الألم مما أصابهم في غزوة أحد.
والمعنى: لا تسترسلوا- أيها المؤمنون- في الهم والألم مما أصابكم في يوم أحد، ولا تضعفوا عن جهاد أعدائكم فإن الضعف ليس من صفات المؤمنين، ولا تحزنوا على من قتل منكم فإن هؤلاء القتلى من الشهداء الذين لهم منزلتهم السامية عند الله.
وقوله وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ جملة حالية من ضمير الجماعة في ولا تهنوا ولا تحزنوا والمقصود بها بشارتهم وتسليتهم وإدخال الطمأنينة على قلوبهم.
أى لا تضعفوا ولا تحزنوا والحال أنكم أنتم الأعلون الغالبون دون عدوكم فأنتم قد أصبتم منهم في غزوة بدر أكثر مما أصابوا منكم في غزوة أحد.
وأنتم تقاتلون من أجل إعلاء كلمة الله وهم يقاتلون في سبيل الطاغوت.
وأنتم سيكون لكم النصر عليهم في النهاية، لأن الله-تبارك وتعالى- قد وعدكم بذلك فهو القائل: إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهادُ .
وقوله إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ جملة شرطية، وجواب الشرط محذوف دل عليه ما قبله.
أى: إن كنتم مؤمنين حقا فلا تهنوا ولا تحزنوا بل اعتبروا بمن سبقكم ولا تعودوا لما وقعتم فيه من أخطاء فإن الإيمان يوجب قوة القلب، وصدق العزيمة، والصمود في وجه الأعداء، والإصرار على قتالهم حتى تكون كلمة الله هي العليا.
والتعليق بالشرط في قوله إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ المراد منه التهييج لنفوسهم حتى يكون تمسكها بالإيمان أشد وأقوى، إذ قد علم الله-تبارك وتعالى- أنهم مؤمنون، ولكنهم لما لاح عليهم الوهن والحزن بسبب ما أصابهم في أحد صاروا بمنزلة من ضعف يقينه، فقيل لهم: إن كنتم مؤمنين حقا فاتركوا الوهن والحزن وجدوا في قتال أعدائكم، فإن سنة الله في خلقه اقتضت أن تصيبوا من أعدائكم وأن تصابوا منهم إلا أن العاقبة ستكون لكم.
فالآية الكريمة تحريض للمؤمنين على الجهاد والصبر، وتشجيع على القتال وتسلية لهم عما أصابهم، وبشارة بأن النصر في النهاية سيكون حليفهم.
ولا تحزنوا على ظهورهم ، ولا على ما أصابكم من الهزيمة والمصيبة .
وأنتم الأعلون أي لكم تكون العاقبة بالنصر والظفر إن كنتم مؤمنين أي بصدق وعدي .
وقيل : " إن " بمعنى " إذ " .
قال ابن عباس : انهزم أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم أحد فبينا هم كذلك إذ أقبل خالد بن الوليد بخيل من المشركين ، يريد أن يعلو عليهم الجبل ; فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : اللهم لا يعلن علينا ، اللهم لا قوة لنا إلا بك ، اللهم ليس يعبدك بهذه البلدة غير هؤلاء النفر .
فأنزل الله هذه الآيات .
وثاب نفر من المسلمين رماة فصعدوا الجبل ورموا خيل المشركين حتى هزموهم ; فذلك قوله تعالى : وأنتم الأعلون يعني الغالبين على الأعداء بعد أحد .
فلم يخرجوا بعد ذلك عسكرا إلا ظفروا في كل عسكر كان في عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وفي كل عسكر كان بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكان فيه واحد من الصحابة كان الظفر لهم ، وهذه البلدان كلها إنما افتتحت على عهد أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم بعد انقراضهم ما افتتحت بلدة على الوجه كما كانوا يفتتحون في ذلك الوقت .
وفي هذه الآية بيان فضل هذه الأمة ; لأنه خاطبهم بما خاطب به أنبياءه ; لأنه قال لموسى : إنك أنت الأعلى وقال لهذه الأمة : وأنتم الأعلون .
وهذه اللفظة مشتقة من اسمه الأعلى فهو سبحانه العلي ، وقال للمؤمنين : وأنتم الأعلون
شرح المفردات و معاني الكلمات : تهنوا , تحزنوا , الأعلون , مؤمنين ,
English | Türkçe | Indonesia |
Русский | Français | فارسی |
تفسير | انجليزي | اعراب |
آيات من القرآن الكريم
- رب هب لي من الصالحين
- يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى
- يوم ترى المؤمنين والمؤمنات يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم بشراكم اليوم جنات تجري من تحتها
- ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون
- وما جعله الله إلا بشرى لكم ولتطمئن قلوبكم به وما النصر إلا من عند الله
- بل الذين كفروا في عزة وشقاق
- أولئك جزاؤهم أن عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين
- لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر والمجاهدون في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم فضل
- وأقسموا بالله جهد أيمانهم لئن أمرتهم ليخرجن قل لا تقسموا طاعة معروفة إن الله خبير
- فما زالت تلك دعواهم حتى جعلناهم حصيدا خامدين
تحميل سورة آل عمران mp3 :
سورة آل عمران mp3 : قم باختيار القارئ للاستماع و تحميل سورة آل عمران
ماهر المعيقلي
سعد الغامدي
عبد الباسط
أحمد العجمي
المنشاوي
الحصري
مشاري العفاسي
عمار الملا علي
فارس عباد
ياسر الدوسري
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Sunday, April 27, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب