﴿ إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا ۚ سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ﴾
[ الأنفال: 12]

سورة : الأنفال - Al-Anfāl  - الجزء : ( 9 )  -  الصفحة: ( 178 )

(Remember) when your Lord inspired the angels, "Verily, I am with you, so keep firm those who have believed. I will cast terror into the hearts of those who have disbelieved, so strike them over the necks, and smite over all their fingers and toes."


أنِّي معكم : مُعينكم على تثبيت المؤمنين
الرّعب : الخوف و الفزع و الإنزعاج
كلّ بنان : كلّ الأطراف أو كلّ مفصل

إذ يوحي ربك -أيها النبي- إلى الملائكة الذين أمدَّ الله بهم المسلمين في غزوة "بدر" أني معكم أُعينكم وأنصركم، فقوُّوا عزائم الذين آمنوا، سألقي في قلوب الذين كفروا الخوف الشديد والذلة والصَّغَار، فاضربوا -أيها المؤمنون- رؤوس الكفار، واضربوا منهم كل طرف ومِفْصل.

إذ يوحي ربك إلى الملائكة أني معكم فثبتوا الذين آمنوا سألقي في - تفسير السعدي

ومن ذلك أن اللّه أوحى إلى الملائكة أَنِّي مَعَكُمْ بالعون والنصر والتأييد، فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا- أي: ألقوا في قلوبهم، وألهموهم الجراءة على عدوهم، ورغبوهم في الجهاد وفضله.
سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ الذي هو أعظم جند لكم عليهم،فإن اللّه إذا ثبت المؤمنين وألقى الرعب في قلوب الكافرين، لم يقدر الكافرون على الثبات لهم ومنحهم اللّه أكتافهم.
فَاضْرِبُوا فَوْقَ الأعْنَاقِ- أي: على الرقاب وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ- أي: مفصل.
وهذا خطاب، إما للملائكة الذين أوحى الله إليهم أن يثبتوا الذين آمنوا فيكون في ذلك دليل أنهم باشروا القتال يوم بدر،أو للمؤمنين يشجعهم اللّه، ويعلمهم كيف يقتلون المشركين، وأنهم لا يرحمونهم،وذلك لأنهم شاقوا الله ورسوله- أي: حاربوهما وبارزوهما بالعداوة.

تفسير الآية 12 - سورة الأنفال

تفسير الجلالين التفسير الميسر تفسير السعدي
تفسير البغوي التفسير الوسيط تفسير ابن كثير
تفسير الطبري تفسير القرطبي إعراب الآية

إذ يوحي ربك إلى الملائكة أني معكم : الآية رقم 12 من سورة الأنفال

 سورة الأنفال الآية رقم 12

إذ يوحي ربك إلى الملائكة أني معكم فثبتوا الذين آمنوا سألقي في - مكتوبة

الآية 12 من سورة الأنفال بالرسم العثماني


﴿ إِذۡ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى ٱلۡمَلَٰٓئِكَةِ أَنِّي مَعَكُمۡ فَثَبِّتُواْ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْۚ سَأُلۡقِي فِي قُلُوبِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ٱلرُّعۡبَ فَٱضۡرِبُواْ فَوۡقَ ٱلۡأَعۡنَاقِ وَٱضۡرِبُواْ مِنۡهُمۡ كُلَّ بَنَانٖ  ﴾ [ الأنفال: 12]


﴿ إذ يوحي ربك إلى الملائكة أني معكم فثبتوا الذين آمنوا سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب فاضربوا فوق الأعناق واضربوا منهم كل بنان ﴾ [ الأنفال: 12]

  1. الآية مشكولة
  2. تفسير الآية
  3. استماع mp3
  4. الرسم العثماني
  5. تفسير الصفحة
فهرس القرآن | سور القرآن الكريم : سورة الأنفال Al-Anfāl الآية رقم 12 , مكتوبة بكتابة عادية و كذلك بالشكيل و مصورة مع الاستماع للآية بصوت ثلاثين قارئ من أشهر قراء العالم الاسلامي مع تفسيرها ,مكتوبة بالرسم العثماني لمونتاج فيديو اليوتيوب .
  
   

تحميل الآية 12 من الأنفال صوت mp3


تدبر الآية: إذ يوحي ربك إلى الملائكة أني معكم فثبتوا الذين آمنوا سألقي في

تأييدُ المؤمنين بالملائكة نعمةٌ خفيَّة أظهرها الله تعالى لهم، وكم للهِ على عبده المؤمن من نِعَم ظاهرة جليَّة، ونِعَم مستورة خفيَّة، تستحقُّ جميعًا الشكر.
ما من أحدٍ من خَلق الله إلا وهو إلى معيَّة الله جلَّ جلاله مفتقر، حتى الملائكةُ الكرام.
الخَلقُ جميعًا إمَّا موفَّقٌ بتثبيت الله تعالى له، وإمَّا مخذولٌ بترك التثبيت؛ فلذلك لا يستغني عبدٌ عن تثبيت اللهِ له طَرفةَ عين.
كان المشركون أكثرَ عَددًا، وأكملَ عُددًا، ومع ذلك دبَّ الرعبُ في قلوبهم، من ثُلَّةٍ مؤمنة قليلة العُدَّة والعَدد؛ لأن الله هو الذي تولَّى إلقاءَ الفزَع في قلوب المشركين.
الرعب جنديٌّ من جنود الله، يُلقيه سبحانه في قلوب أهل الباطل لينصرَ به أهلَ الحقِّ، وقد نصر اللهُ به رسولَه والمؤمنين.
تعطيل وسائل القوَّة والتأثير عند الأعداء من أكبر أسباب هزيمتهم، فليُعمِل المسلمون الحكمةَ في معاركهم، فالرأيُ مقدَّم على الشجاعة.

ثم ذكرهم بنعمة أخرى كان لها أثرها العظيم في نصرهم على المشركين فقال- سبحانه -:إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ.
فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا، سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ، فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْناقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنانٍ.
والبنان: - كما يقول القرطبي- واحده بنانة.
وهي هنا الأصابع وغيرها من الأعضاء..وهو- أى البنان- مشتق من قولهم أبّن الرجل بالمكان إذا أقام به.
فالبنان يعتمل به ما يكون للإقامة والحياة.
وقيل: المراد بالبنان هنا أطراف الأصابع من اليدين والرجلين، وهو عبارة عن الثبات في الحرب وموضع الضرب، فإذا ضربت البنان تعطل من المضروب القتال بخلاف سائر الأعضاء......وذكر بعضهم: «أنها سميت بنانا لأن بها صلاح الأحوال التي بها يستقر الإنسان..» .
والمعنى: واذكر- أيها الرسول الكريم- وقت أن أوحى ربك إلى الملائكة الذين أمد بهم المسلمين في بدر أَنِّي مَعَكُمْ أى بعونى وتأييدى فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا أى فقووا قلوبهم، واملئوا نفوسهم ثقة بالنصر، وصححوا نياتهم في القتال حتى تكون غايتهم إعلاء كلمة الله.
قال الآلوسى: والمراد بالتثبيت: الحمل على الثبات في موطن الحرب والجد في مقاساة شدائد القتال.
وكان ذلك هنا- في قول- بظهورهم لهم في صورة بشرية يعرفونها، ووعدهمإياهم النصر على أعدائهم، فقد أخرج البيهقي في الدلائل أن الملك كان يأتى الرجل في صورة الرجل يعرفه فيقول له: أبشروا فإنهم ليسوا بشيء، والله معكم.
كروا عليهم.
وقال الزجاج: كان بأشياء يلقونها في قلوبهم تصح بها عزائمهم ويتأكد جدهم.
وللملك قوة إلقاء الخير في القلب ويقال له إلهام، كما أن للشيطان قوة إلقاء الشر ويقال له وسوسة، .
وقوله-تبارك وتعالى-: سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ بشارة عظيمة للمؤمنين.
أى: سأملأ قلوب الكافرين بالخوف والفزع منكم- أيها المؤمنون-، وسأقذف فيها الهلع والجزع حتى تتمكنوا منهم.
والرعب: انزعاج النفس وخوفها من توقع مكروه، وأصله التقطيع من قولهم: رعبت السنام ترعيبا إذا قطعته مستطيلا، كأن الخوف يقطع الفؤاد.
وقوله: فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْناقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنانٍ الخطاب فيه للمؤمنين، وقيل، للملائكة.
والمراد بما فوق الأعناق الرءوس كما روى عن عطاء وعكرمة.
أو المراد بها الأعناق ذاتها فتكون فوق بمعنى: على وهو قول أبى عبيدة.
ويرى صاحب الكشاف أن المراد بما فوق الأعناق: أعالى الأعناق التي هي المذابح، لأنها مفاصل، فكان إيقاع الضرب فيها جزا وتطييرا للرءوس.
والمراد بالبنان- كما سبق أن بينا- الأصابع أو مطلق الأطراف.
والمعنى: لقد أعطيتكم- أيها المؤمنون- من وسائل النصر ما أعطيتكم، فهاجموا أعدائى وأعداءكم بقوة وغلظة، واضربوهم على أعناقهم ورءوسهم ومواضع الذبح فيهم.
واضربوهم على كل أطرافهم حتى تشلوا حركتهم، فيصبحوا عاجزين عن الدفاع عن أنفسهم.
قوله تعالى إذ يوحي ربك إلى الملائكة أني معكم فثبتوا الذين آمنوا سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب فاضربوا فوق الأعناق واضربوا منهم كل بنانقوله تعالى إذ يوحي ربك إلى الملائكة أني معكم العامل في " إذ " يثبت ، أي يثبت به الأقدام ذلك الوقت .
وقيل : العامل " ليربط " أي وليربط إذ يوحي .
وقد يكون التقدير : اذكر إذ يوحي ربك إلى الملائكة أني معكم في موضع نصب ، والمعنى : بأني معكم ، أي بالنصر والمعونة .
معكم بفتح العين ظرف ، ومن أسكنها فهي عنده حرف .
فثبتوا الذين آمنوا أي بشروهم بالنصر أو القتال معهم أو الحضور معهم من غير قتال ; فكان الملك يسير أمام الصف في صورة الرجل ويقول : سيروا فإن الله ناصركم .
ويظن المسلمون أنه منهم ; وقد تقدم في " آل عمران " أن الملائكة قاتلت ذلك اليوم .
فكانوا يرون رءوسا تندر عن الأعناق من غير ضارب يرونه .
وسمع بعضهم قائلا يسمع قوله ولا يرى شخصه : أقدم حيزوم .
وقيل : كان هذا التثبيت ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم للمؤمنين نزول الملائكة مددا .
قوله تعالى سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب تقدم في " آل عمران " بيانه .
فاضربوا فوق الأعناق هذا أمر للملائكة .
وقيل : للمؤمنين ، أي اضربوا الأعناق ، وفوق زائدة ; قاله الأخفش والضحاك وعطية .
وقد روى المسعودي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إني لم أبعث لأعذب بعذاب الله وإنما بعثت بضرب الرقاب وشد الوثاق .
وقال محمد بن يزيد : هذا خطأ ; لأن فوق تفيد معنى فلا يجوز زيادتها ، ولكن المعنى أنهم أبيح لهم ضرب الوجوه وما قرب منها .
وقال ابن عباس : كل هام وجمجمة .
وقيل : أي ما فوق الأعناق ، وهو الرءوس ; قال عكرمة .
والضرب على الرأس أبلغ ; لأن أدنى شيء يؤثر في الدماغ .
وقد مضى شيء من هذا المعنى في " النساء " وأن فوق ليست بزائدة ، عند قوله : فوق اثنتين .
واضربوا منهم كل بنان قال الزجاج : واحد البنان بنانة ، وهي هنا الأصابع وغيرها من الأعضاء .
والبنان مشتق من قولهم : أبن الرجل بالمكان إذا أقام به .
فالبنان يعتمل به ما يكون للإقامة والحياة .
وقيل : المراد بالبنان هنا أطراف الأصابع من اليدين والرجلين .
وهو عبارة عن الثبات في الحرب وموضع الضرب ; فإذا ضربت البنان تعطل من المضروب القتال بخلاف سائر الأعضاء .
قال عنترة :وكان فتى الهيجاء يحمي ذمارها ويضرب عند الكرب كل بنانومما جاء أن البنان الأصابع قول عنترة أيضا :وأن الموت طوع يدي إذا ما وصلت بنانها بالهندوانيوهو كثير في أشعار العرب ، البنان : الأصابع .
قال ابن فارس : البنان الأصابع ، ويقال : الأطراف .
وذكر بعضهم أنها سميت بنانا لأن بها صلاح الأحوال التي بها يستقر الإنسان ويبن وقال الضحاك : البنان كل مفصل .


شرح المفردات و معاني الكلمات : يوحي , ربك , الملائكة , فثبتوا , آمنوا , سألقي , قلوب , كفروا , الرعب , فاضربوا , فوق , الأعناق , واضربوا , بنان ,
English Türkçe Indonesia
Русский Français فارسی
تفسير انجليزي اعراب

آيات من القرآن الكريم

  1. فلولا ألقي عليه أسورة من ذهب أو جاء معه الملائكة مقترنين
  2. فإذا جاءتهم الحسنة قالوا لنا هذه وإن تصبهم سيئة يطيروا بموسى ومن معه ألا إنما
  3. ورفعناه مكانا عليا
  4. علم الإنسان ما لم يعلم
  5. وأقسموا بالله جهد أيمانهم لئن جاءتهم آية ليؤمنن بها قل إنما الآيات عند الله وما
  6. لأخذنا منه باليمين
  7. وإنه لعلم للساعة فلا تمترن بها واتبعون هذا صراط مستقيم
  8. وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به
  9. أولئك الذين حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة وما لهم من ناصرين
  10. قال ربي يعلم القول في السماء والأرض وهو السميع العليم

تحميل سورة الأنفال mp3 :

سورة الأنفال mp3 : قم باختيار القارئ للاستماع و تحميل سورة الأنفال

سورة الأنفال بصوت ماهر المعيقلي
ماهر المعيقلي
سورة الأنفال بصوت سعد الغامدي
سعد الغامدي
سورة الأنفال بصوت عبد  الباسط عبد الصمد
عبد الباسط
سورة الأنفال بصوت أحمد العجمي
أحمد العجمي
سورة الأنفال بصوت محمد صديق المنشاوي
المنشاوي
سورة الأنفال بصوت محمود خليل الحصري
الحصري
سورة الأنفال بصوت مشاري راشد العفاسي
مشاري العفاسي
سورة الأنفال بصوت ناصر القطامي
ناصر القطامي
سورة الأنفال بصوت فارس عباد
فارس عباد
سورة الأنفال بصوت ياسر لدوسري
ياسر الدوسري


الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, March 28, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب