قائمة السور | مواضيع القرآن الكريم مرتبة حسب الآيات :آيات القرآن الكريم مقسمة حسب كل موضوع و فئة | لقراءة سورة كاملة اختر من : فهرس القرآن | - للاستماع للقراء : القرآن الكريم mp3
آيات قرآنية عن التكبر في القرآن الكريم
✅ مواضيع القرآن الكريم
﴿وَإِذۡ قُلۡنَا لِلۡمَلَٰٓئِكَةِ ٱسۡجُدُواْ لِأٓدَمَ فَسَجَدُوٓاْ إِلَّآ إِبۡلِيسَ أَبَىٰ وَٱسۡتَكۡبَرَ وَكَانَ مِنَ ٱلۡكَٰفِرِينَ ﴾ [البقرة: 34]
أمر الله الملائكةَ بالسجود لآدم؛ طاعةً له سبحانه وتعظيما، وتشريفًا لأبينا وتكريما، فمَن طلب الرفعةَ بغير طاعة الله واتِّباع أمره ذلَّ وهان. خلَّتان شيطانيَّتان: العصيان والاستكبار، فإيَّاك أن يجري منهما شيءٌ في عروقك مهما قلَّ. |
﴿۞ وَٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ وَلَا تُشۡرِكُواْ بِهِۦ شَيۡـٔٗاۖ وَبِٱلۡوَٰلِدَيۡنِ إِحۡسَٰنٗا وَبِذِي ٱلۡقُرۡبَىٰ وَٱلۡيَتَٰمَىٰ وَٱلۡمَسَٰكِينِ وَٱلۡجَارِ ذِي ٱلۡقُرۡبَىٰ وَٱلۡجَارِ ٱلۡجُنُبِ وَٱلصَّاحِبِ بِٱلۡجَنۢبِ وَٱبۡنِ ٱلسَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتۡ أَيۡمَٰنُكُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يُحِبُّ مَن كَانَ مُخۡتَالٗا فَخُورًا ﴾ [النساء: 36]
توحيد الله هو أعظمُ الأوامر، فلا غَروَ أن يكونَ أوَّلَ مأمورٍ به في آية الحقوق العشَرة. ليس المطلوب مجرَّد إيصال البرِّ إلى الوالدين؛ بل عليك أن تُحسِنَ بوالديك مباشرة، فلا يسبقنَّك أحدٌ إلى العناية بهما، فإنهما إن لم يكونا محتاجَين إلى إحسانك فأنت محتاجٌ إلى برِّهما. أقارب الإنسان أولى بالإحسان، فحريٌّ به أن يبتدئهم بإحسانه وألا يمنعهم من عطائه، فإن منعهم وزاد إلى ذلك إساءتَه إليهم بقوله وفعله فقد جمع طرفي القطيعة، ودلَّ على لؤم الطبيعة. إن لم نكن لليتيم الأبَ الذي يَمحَضُه الحبَّ صِرفا، فلنكن له الأبَ الذي يحنو عليه عطفا. للمساكين حقٌّ من الإحسان تفضَّل الله به عليهم، وأوصى غيرَهم بأدائه لهم، أفنبخل عليهم بما هو حقٌّ لهم؟! قد أوصت الشريعة بالجار وإن بَعُد، وبالصاحب وإن قلَّت صُحبته، فكيف بالزوجة وهي أقربُ جارٍ وألصقُ صاحب؟ لكلِّ مَن صحبك حقٌّ ولو قلَّ؛ الرفيقُ في السفر، والجارُ في الحيِّ، والزميلُ في التعلُّم والوظيفة، والقاعد إلى جنبك في مسجدٍ وغيره. من سموِّ شريعتنا أنها خصَّت الغريبَ المنقطِعَ الذي لا يجد مَن يُؤنسه بمزيدِ إحسان. مِلكُ اليمين في حُكم الشريعة لا يعني أن يفعلَ المالكُ به ما يشاء، بل أن يستخدمَه في العمل المشروع استخدامًا يكتنفُه الإحسان. |
﴿لَّن يَسۡتَنكِفَ ٱلۡمَسِيحُ أَن يَكُونَ عَبۡدٗا لِّلَّهِ وَلَا ٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ ٱلۡمُقَرَّبُونَۚ وَمَن يَسۡتَنكِفۡ عَنۡ عِبَادَتِهِۦ وَيَسۡتَكۡبِرۡ فَسَيَحۡشُرُهُمۡ إِلَيۡهِ جَمِيعٗا ﴾ [النساء: 172]
التوحيد دليلٌ على رجاحةِ العقل وصفاء التفكير، فمَن رجَحَ عقلُه وصفا فكرُه أقبلَ على عبادة الله وحدَه، فإن أعرضَ عن ذلك فقد دلَّ على خِفَّة عقله، وكدَرِ فكره. الإنسان كلَّما ازداد علمًا وتُقى وعقلًا وصدقًا، ازداد تواضعًا واتِّباعًا للحق، فإن تكبَّر على الحقِّ والخلق فقد كشف عن جهله، وضعفِ دينه وعقلِه. إن عيسى عليه السلام وإن أُيِّد بالمعجزات، وأُعلم بالمغيَّبات، ورقِّي في السماوات، فإنه لم يرتفع عن درجة العبودية، فكيف تُدَّعى له الألوهيَّة؟! لا يمتنع العاقلُ عن عبادة ربِّه، سواءٌ أكان امتناعُه عن أنفةٍ واستنكاف، أم عن تعالٍ واستكبار. إذا استشرى مرضُ الكِبْر في القلوب فلا دواءَ أنجعَ من التذكير بالله والقدوم عليه، فمَن لم يَشفِه هذا العلاجُ فلا شفاءَ له. |
﴿فَأَمَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ فَيُوَفِّيهِمۡ أُجُورَهُمۡ وَيَزِيدُهُم مِّن فَضۡلِهِۦۖ وَأَمَّا ٱلَّذِينَ ٱسۡتَنكَفُواْ وَٱسۡتَكۡبَرُواْ فَيُعَذِّبُهُمۡ عَذَابًا أَلِيمٗا وَلَا يَجِدُونَ لَهُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ وَلِيّٗا وَلَا نَصِيرٗا ﴾ [النساء: 173]
الإيمان والعمل الصالح يورثان التواضعَ الذي يجعل الإنسان عبدًا لربِّه، ومَن كان كذلك نال الأجرَ العظيم، والزيادةَ من المعطي الكريم. حين يرى المستنكِفُون ثوابَ أهل الطاعة، ثم يُشاهدون ما يستحقُّونه من العقوبة؛ فإن آلامهم تَزيد، وحسَراتِهم تعظُم. فليستكبر مَن شاء كيف يشاء، وليعتدَّ بأهل القوَّة والشرف كما يريد، ولكن أيُّ وليٍّ ينصرُه من بأس الله إن جاءه، في يومٍ لا يُغني فيه جاهٌ ولا مال؟ |
﴿قَالَ فَٱهۡبِطۡ مِنۡهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَن تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَٱخۡرُجۡ إِنَّكَ مِنَ ٱلصَّٰغِرِينَ ﴾ [الأعراف: 13]
من وسائل تطهير المجتمع الصالح من الفساد المتسرِّب إليه: علاجُ ذلك الفساد، فإن لم يَنجَع فالتخلُّصُ منه سببٌ للسلامة من فشُوِّه واتساع شروره. مَن طلب الرِّفعةَ على سُلَّم الكِبر أذلَّه اللهُ ووضعَه، ومَن تواضع لله أعزَّه ورفعَه. |
﴿وَٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِـَٔايَٰتِنَا وَٱسۡتَكۡبَرُواْ عَنۡهَآ أُوْلَٰٓئِكَ أَصۡحَٰبُ ٱلنَّارِۖ هُمۡ فِيهَا خَٰلِدُونَ ﴾ [الأعراف: 36]
ما أبعدَ المكذِّبين المستكبرين عن أن يكونوا وِجهةً للمقتدين! وما أقربَهم من كونهم قدوةً للضالِّين والمعرِضين! نار جهنَّمَ هي السجنُ المؤبَّد الذي حُكم به على المكذِّبين بآيات ربِّ العالمين، أما إنهم لو آمنوا وصدَّقوا لما صدرَ هذا الحكمُ في حقِّهم. |
﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِـَٔايَٰتِنَا وَٱسۡتَكۡبَرُواْ عَنۡهَا لَا تُفَتَّحُ لَهُمۡ أَبۡوَٰبُ ٱلسَّمَآءِ وَلَا يَدۡخُلُونَ ٱلۡجَنَّةَ حَتَّىٰ يَلِجَ ٱلۡجَمَلُ فِي سَمِّ ٱلۡخِيَاطِۚ وَكَذَٰلِكَ نَجۡزِي ٱلۡمُجۡرِمِينَ ﴾ [الأعراف: 40]
مَن يستكبرُ على الإيمان لا يرتفعُ له عملٌ ولا شأن، بل تُنكَّس روحُه تنكيسًا. من السماءِ تنزلُ الخيرات، وإليها تصعدُ الأعمالُ الصالحات، فهنالك موضعُ البهجة ومعدِنُ السعادات. الموقوف على المُحال محال؛ فلا دخولَ لكافرٍ الجنَّةَ يومَ المآل، إلا إذا نفَذَ الجملُ من ثَقْب إبرة، فما أعظمَ هذا المثَل للعِبرة! ما أشأمَ الإجرامَ على فاعليه، وأسوأَ أثرَه على مرتكبيه! إنه ليُودي بهم في المهالِك، وهذه سنَّةُ الله فيهم عبرَ الأمم والممالك. |
﴿فَأَرۡسَلۡنَا عَلَيۡهِمُ ٱلطُّوفَانَ وَٱلۡجَرَادَ وَٱلۡقُمَّلَ وَٱلضَّفَادِعَ وَٱلدَّمَ ءَايَٰتٖ مُّفَصَّلَٰتٖ فَٱسۡتَكۡبَرُواْ وَكَانُواْ قَوۡمٗا مُّجۡرِمِينَ ﴾ [الأعراف: 133]
يا له من عذاب! فإن أخصبَت الأرضُ بعد الطوفان أفسدها الجراد، وإن طار الجرادُ بقي في الأرض القُمَّل، وما سلِم منه بعدها نالته الضفادع، وعمَّ الضررُ المشارب كذلك. مَن تمكَّن من قلبه الاستكبارُ والتعالي وازدراءُ الحقِّ والخلق لم ينتفع بالآيات، ولا ردعَته العقوبات. |
﴿سَأَصۡرِفُ عَنۡ ءَايَٰتِيَ ٱلَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي ٱلۡأَرۡضِ بِغَيۡرِ ٱلۡحَقِّ وَإِن يَرَوۡاْ كُلَّ ءَايَةٖ لَّا يُؤۡمِنُواْ بِهَا وَإِن يَرَوۡاْ سَبِيلَ ٱلرُّشۡدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلٗا وَإِن يَرَوۡاْ سَبِيلَ ٱلۡغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلٗاۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمۡ كَذَّبُواْ بِـَٔايَٰتِنَا وَكَانُواْ عَنۡهَا غَٰفِلِينَ ﴾ [الأعراف: 146]
حقائق الإيمان لا تنبُت في أرضٍ سَبِخةٍ بداء الكِبْر الذي صرفَ عن صاحبه الهداية، وأنبتَ في قلبه حُبَّ الغَواية. الكِبرُ في حقِّ الخلقِ صفةٌ ذميمة، وخَصلة غيرُ كريمة؛ لما فيها من نفخ الذات، واحتقارِ ما سواها من الذوات. الكِبْر في حقِّ الخالق صفةٌ حسنة من صفاته، ونعتٌ كريم من نعوته؛ لكونه الربَّ المعبود، والإلهَ العظيم القاهر لكلِّ موجود. إنما تلتبسُ الحقائقُ على مَن اختار الغَيَّ عمدا، وحاد عن الرُّشد قصدا، ولم يبذل للاسترشاد جُهدا، فمتى تبيَّنَ للمرء الهدى فليستمسك به. التصديق بالآيات والتبصُّر فيها يقودُ إلى سبيل الرُّشد، ويعصِم من طريق الغَيِّ. كيف يهتدي إلى الحقِّ مَن هو مكذِّب به، أو غافلٌ عنه غيرُ ملتفتٍ إليه؟! |
﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ عِندَ رَبِّكَ لَا يَسۡتَكۡبِرُونَ عَنۡ عِبَادَتِهِۦ وَيُسَبِّحُونَهُۥ وَلَهُۥ يَسۡجُدُونَۤ۩ ﴾ [الأعراف: 206]
سلامة القلب من الكِبْر تحمل صاحبَها على الخضوع لربِّه، وتنزيهِه عمَّا لا يليق به، والانقيادِ لأمره، والابتعاد عن نهيه وزجره. |
﴿لَا جَرَمَ أَنَّ ٱللَّهَ يَعۡلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعۡلِنُونَۚ إِنَّهُۥ لَا يُحِبُّ ٱلۡمُسۡتَكۡبِرِينَ ﴾ [النحل: 23]
لن يحظى متكبرٌ بمحبة الله، فإن الله لا يحب إلا المتواضعين الخاضعين لجلاله. مَرَّ الحسينُ بنُ عليٍّ رضي الله عنهما على مساكينَ يأكلون، فدَعوه فأجابهم وأكلَ معهم، وتلا: ﴿إنه لا يحب المستكبرين﴾ ، ثم دعاهم إلى منزله، فأطعمَهم وأكرمَهم. |
﴿فَٱدۡخُلُوٓاْ أَبۡوَٰبَ جَهَنَّمَ خَٰلِدِينَ فِيهَاۖ فَلَبِئۡسَ مَثۡوَى ٱلۡمُتَكَبِّرِينَ ﴾ [النحل: 29]
اتسعَت جهنَّمُ حتى صار لها أبواب، ولكلِّ بابٍ أصحاب يتباينون في العذاب، وكلٌّ منهم له حساب. بئس مَقامُ الذلِّ والهوان لمَن تكبَّرَ عن اتباع الرسالات، وأبى الاهتداءَ بالمواعظِ والآيات! |
﴿وَلَا تَمۡشِ فِي ٱلۡأَرۡضِ مَرَحًاۖ إِنَّكَ لَن تَخۡرِقَ ٱلۡأَرۡضَ وَلَن تَبۡلُغَ ٱلۡجِبَالَ طُولٗا ﴾ [الإسراء: 37]
هلَّا نظر العبد أين هو، وما حجمُه على الأرض التي تُقلُّه، وتحت السماء التي تُظلُّه، إذن لما تفاخر ولا تجبَّر. |
﴿كُلُّ ذَٰلِكَ كَانَ سَيِّئُهُۥ عِندَ رَبِّكَ مَكۡرُوهٗا ﴾ [الإسراء: 38]
لو كان في قلب العبد نوعُ محبَّةٍ لربِّه لأقلعَ عمَّا يكرهه، فكيف بما توعَّد عليه العاصين؟! |
﴿۞ وَقَالَ ٱلَّذِينَ لَا يَرۡجُونَ لِقَآءَنَا لَوۡلَآ أُنزِلَ عَلَيۡنَا ٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ أَوۡ نَرَىٰ رَبَّنَاۗ لَقَدِ ٱسۡتَكۡبَرُواْ فِيٓ أَنفُسِهِمۡ وَعَتَوۡ عُتُوّٗا كَبِيرٗا ﴾ [الفرقان: 21]
كم يجرُّ فساد العقيدة والتصوُّر على صاحبه من فسادٍ في الأقوال والأفعال والأخلاق! عجبًا للمشركين الذين ينازعون الله في أفعاله فيقترحون عليه مَن يرسل ومَن لا يرسل عتوًّا واستكبارًا! أوَليس اللهُ بأعلمَ بما يَصلُح لعباده؟! كيف لمخلوق ضعيف يعيش على نِعم سيِّده، يبلغ منه التكبر والجحود أن يطلب من مولاه أن يظهر له حتى يؤمن بألوهيته ورسوله الذي بعثه إليه؟ |
﴿وَعِبَادُ ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلَّذِينَ يَمۡشُونَ عَلَى ٱلۡأَرۡضِ هَوۡنٗا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ ٱلۡجَٰهِلُونَ قَالُواْ سَلَٰمٗا ﴾ [الفرقان: 63]
السَّكينةَ السَّكينةَ في عباداتكم، فإن العبد مأمورٌ بالسكينة والوَقار في الأفعال العادية التي هي من جنس الحركة، فكيف الأفعال العبادية؟ ثم كيف بما هو فيها من جنس السكون كالركوع والسجود؟ لا يَسلَم أهلُ العلم والفضل والدين والصلاح من الجاهلين الذين لا ينفكُّون يخاطبونهم بالسوء ويرمونهم بالأذى. جواب المؤمنين بالسلام ليس عن ضعف ولا عجز، ولكن عن ترفُّع وتعزُّز طلبًا للأجر، وصيانةً للوقت والجهد أن يُنفقا فيما لا يليق أن يفعله الرجل الكريم المشغول بالخيرات عن الترَّهات. |
﴿تِلۡكَ ٱلدَّارُ ٱلۡأٓخِرَةُ نَجۡعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوّٗا فِي ٱلۡأَرۡضِ وَلَا فَسَادٗاۚ وَٱلۡعَٰقِبَةُ لِلۡمُتَّقِينَ ﴾ [القصص: 83]
من أراد الآخرة لم يَدَع العلوَّ والفساد فحسب، وإنما يدَعُ كذلك إرادتهما، ويحفظ قلبه من الميل إليهما. حينما يبغي المرء العلوَّ في الأرض ليحقِّقَ لنفسه حظوظها، فإنه لا بدَّ أن ينجرَّ إلى فعل الفساد، حتى يحقِّقَ ذلك المراد. |
﴿وَلَا تُصَعِّرۡ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمۡشِ فِي ٱلۡأَرۡضِ مَرَحًاۖ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخۡتَالٖ فَخُورٖ ﴾ [لقمان: 18]
تصعير الخدِّ والتبخترُ في المشي من مظاهر التعالي والعُجب، وذلك مما يسبِّب العزلةَ بين صاحبه وبين الناس، ويبعده عن محبَّة الله عزَّ وجلَّ، وكفى بها مذمَّة. |
﴿إِنَّمَا يُؤۡمِنُ بِـَٔايَٰتِنَا ٱلَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُواْ بِهَا خَرُّواْۤ سُجَّدٗاۤ وَسَبَّحُواْ بِحَمۡدِ رَبِّهِمۡ وَهُمۡ لَا يَسۡتَكۡبِرُونَ۩ ﴾ [السجدة: 15]
في السجود لله تعالى والخضوع له والتواضع لجنابه لذَّةٌ لا يعرفها الجبَّارون ولا المتكبِّرون. |
﴿إِلَّآ إِبۡلِيسَ ٱسۡتَكۡبَرَ وَكَانَ مِنَ ٱلۡكَٰفِرِينَ ﴾ [ص: 74]
الكِبْر داءٌ ما استحكم من قلب عبد إلا بلغ به هاويةَ الكفر والجحود، أعاذنا الله منه ومن شروره. |
﴿قَالَ يَٰٓإِبۡلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسۡجُدَ لِمَا خَلَقۡتُ بِيَدَيَّۖ أَسۡتَكۡبَرۡتَ أَمۡ كُنتَ مِنَ ٱلۡعَالِينَ ﴾ [ص: 75]
كلُّ مَن استنكف عن طاعة الله وأنِفَ من الخضوع لشرعه فقد ائتمَّ بإبليسَ الشيطان، أوَّل مَن سنَّ العصيان، وقائد المستكبرين إلى النيران. |
﴿بَلَىٰ قَدۡ جَآءَتۡكَ ءَايَٰتِي فَكَذَّبۡتَ بِهَا وَٱسۡتَكۡبَرۡتَ وَكُنتَ مِنَ ٱلۡكَٰفِرِينَ ﴾ [الزمر: 59]
لا عذرَ لكافرٍ أو جاحدٍ جاءته الآياتُ واضحاتٍ مبيِّنات، فكذَّب بها مستكبرًا؛ أفلا يكون من الهالكين؟ البشر الذين قامت عليهم الحُجَّة نالوا فرصتهم كاملة للتوبة والإنابة، ولكنَّ النفوس الخبيثة مهما تكرَّرت الفرصُ لا تنتفع بها. |
﴿وَيَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ تَرَى ٱلَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى ٱللَّهِ وُجُوهُهُم مُّسۡوَدَّةٌۚ أَلَيۡسَ فِي جَهَنَّمَ مَثۡوٗى لِّلۡمُتَكَبِّرِينَ ﴾ [الزمر: 60]
إذا كان الكذب مذمومًا، فما ظنُّكم بالكذب على الله تعالى، وعلى شرعه القويم وهديه المستقيم؟! |
﴿قِيلَ ٱدۡخُلُوٓاْ أَبۡوَٰبَ جَهَنَّمَ خَٰلِدِينَ فِيهَاۖ فَبِئۡسَ مَثۡوَى ٱلۡمُتَكَبِّرِينَ ﴾ [الزمر: 72]
ليس كالكِبْر حاجزٌ يصُدُّ الإنسانَ عن الانقياد للحقِّ والاستجابة لنداء الفِطرة، ولن تجدَ مَن يرفض الحقَّ وحُجَجه ويتعامى عن نوره وضيائه، إلا والكبر راسخٌ في نفسه مُثقِلٌ لكاهله، أعاذنا الله منه ومن سوء مصيره. |
﴿ٱلَّذِينَ يُجَٰدِلُونَ فِيٓ ءَايَٰتِ ٱللَّهِ بِغَيۡرِ سُلۡطَٰنٍ أَتَىٰهُمۡۖ كَبُرَ مَقۡتًا عِندَ ٱللَّهِ وَعِندَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْۚ كَذَٰلِكَ يَطۡبَعُ ٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ قَلۡبِ مُتَكَبِّرٖ جَبَّارٖ ﴾ [غافر: 35]
المتكبِّرون لم يعظِّموا الله حقَّ التعظيم، فجادلوا في آياته بغير علم، في حين استعظم المؤمنون ذلك الجدال ومقتوه أشدَّ المقت؛ لأنهم عظَّموا الله، فأحبُّوا ما أحبَّه، وأبغضوا ما أبغضه. إن الله يحجُب عن الهدى كلَّ متكبِّر مغرور، فتراه مصعِّرًا خدَّه شامخًا بأنفه، ولو أبصرت قلبه لرأيته خاويًا خرِبًا لا يعرف معروفًا ولا يُنكر منكرًا. |
﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ٱدۡعُونِيٓ أَسۡتَجِبۡ لَكُمۡۚ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَسۡتَكۡبِرُونَ عَنۡ عِبَادَتِي سَيَدۡخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ﴾ [غافر: 60]
كان عمرُ رضي الله عنه يقول: (إني لا أحمل همَّ الإجابة، وإنما أحمل همَّ الدعاء، فإذا أُلهمتُ الدعاءَ فإن الإجابة معه). صِدق التضرُّع إلى الله بالدعاء، يطهِّر الصدورَ من العُجب والكِبرياء، ويَشفي النفوسَ من كلِّ آفةٍ وداء، فألحُّوا على ربِّكم بالرجاء. كان سفيان الثوريُّ يقول: (يا مَن أحَبُّ عباده إليه مَن سأله فأكثرَ سؤالَه، ويا مَن أبغضُ عباده إليه مَن لم يسأله، وليس أحدٌ كذلك غيرُك يا رب). |
﴿ٱدۡخُلُوٓاْ أَبۡوَٰبَ جَهَنَّمَ خَٰلِدِينَ فِيهَاۖ فَبِئۡسَ مَثۡوَى ٱلۡمُتَكَبِّرِينَ ﴾ [غافر: 76]
شتَّانَ بين أبواب تُفتَّح للمحسنين المتَّقين، وأبواب تُفتَح للمتكبِّرين المجرمين، فيا بئسَ مَن لم يكن يومئذٍ من الناجين الفالحين! جريمة الكِبْر عن عبادة الله لا تكاد تَعدِلها جريمة؛ فاستحقَّ أصحابها عقوبةً دونها كلُّ عقوبة، إنها الخلود في النار، وأعظِم بها من عقوبة! |
﴿وَيَوۡمَ يُعۡرَضُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ عَلَى ٱلنَّارِ أَذۡهَبۡتُمۡ طَيِّبَٰتِكُمۡ فِي حَيَاتِكُمُ ٱلدُّنۡيَا وَٱسۡتَمۡتَعۡتُم بِهَا فَٱلۡيَوۡمَ تُجۡزَوۡنَ عَذَابَ ٱلۡهُونِ بِمَا كُنتُمۡ تَسۡتَكۡبِرُونَ فِي ٱلۡأَرۡضِ بِغَيۡرِ ٱلۡحَقِّ وَبِمَا كُنتُمۡ تَفۡسُقُونَ ﴾ [الأحقاف: 20]
إن أُناسًا ألهتهم الملذَّات، وغرَّتهم الشهوات، فقضَوا أعمارهم في تحصيلها، حتى قدِموا على ربِّهم بلا عمل صالح؛ لَأناسُ سوء. مَن تذكَّر ما في الجنَّة من النعيم تقلَّل في هذه الدنيا وزهِد في كثير من متاعها؛ لئلَّا يكونَ ممَّن أذهب طيِّباته في دنياه. يتكبَّر الإنسان وينسى نفسَه، وتغيب عنه حقيقته، فيُعرض عن أوامر الله الذي خلقه وسوَّاه، ولم يكن ليوجَد لولاه سبحانه، ألا فليتواضع قبل ندمه. إن الذنوب جميعَها مُهلكة للعبد، إلا أن ذنوب القلوب أشدُّ خطرًا وأعظم ضررًا من ذنوب الجوارح. |
﴿لِّكَيۡلَا تَأۡسَوۡاْ عَلَىٰ مَا فَاتَكُمۡ وَلَا تَفۡرَحُواْ بِمَآ ءَاتَىٰكُمۡۗ وَٱللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخۡتَالٖ فَخُورٍ ﴾ [الحديد: 23]
عن ابن عبَّاس قال: (ليس أحدٌ إلا وهو يحزنُ ويفرح، ولكنْ إن أصابته مُصيبةٌ جعلها صَبرا، وإن أصابه خيرٌ جعله شُكرا). الحزنُ والفرح شعوران فطريَّان لا حرجَ فيهما ما لم يطغَيا، ويتجاوزا حدَّ الرضا بأمر الله وحُكمه. المسلم يعيشُ حياته في اعتدال؛ فلا يفرحُ بالنعمة فرحَ بطَرٍ وأشَرٍ يُطغيه، ولا يأسى على مُصابٍ أسى قنوطٍ ويأسٍ يُشقيه. لا بدَّ أن نربِّيَ أنفسَنا وأولادَنا على الإيمان بالقضاء والقدَر، إيمانًا يبعثُ على الطُّمَأنينة، والرضا والسَّكينة. من أبغضَه الله لاختياله وغروره كرهَهُ الناسُ وأبغضوه، وتجنَّبوا مخالطتَه وعِشرتَه. المصائب إن لم تكن دروسًا تحطِّم استكبارَ العبد وتعاليَه عادت وَبالًا عليه. |
مواضيع أخرى في القرآن الكريم
آجال الأمم عداوة اليهود للملائكة والمسلمين القسيسون آداب الاستئذان طاعة الله ورسوله و ولي الأمر الاضطهاد بسبب العقيدة ظلم لا يجوز أعمال محرمة ما عفى عنه الشرع ثمود (قوم صالح) الرهن
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Thursday, December 26, 2024
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب