قائمة السور | مواضيع القرآن الكريم مرتبة حسب الآيات :آيات القرآن الكريم مقسمة حسب كل موضوع و فئة | لقراءة سورة كاملة اختر من : فهرس القرآن | - للاستماع للقراء : القرآن الكريم mp3
آيات قرآنية عن احكام الطلاق في القرآن الكريم
✅ مواضيع القرآن الكريم
﴿وَٱلۡمُطَلَّقَٰتُ يَتَرَبَّصۡنَ بِأَنفُسِهِنَّ ثَلَٰثَةَ قُرُوٓءٖۚ وَلَا يَحِلُّ لَهُنَّ أَن يَكۡتُمۡنَ مَا خَلَقَ ٱللَّهُ فِيٓ أَرۡحَامِهِنَّ إِن كُنَّ يُؤۡمِنَّ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِۚ وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ فِي ذَٰلِكَ إِنۡ أَرَادُوٓاْ إِصۡلَٰحٗاۚ وَلَهُنَّ مِثۡلُ ٱلَّذِي عَلَيۡهِنَّ بِٱلۡمَعۡرُوفِۚ وَلِلرِّجَالِ عَلَيۡهِنَّ دَرَجَةٞۗ وَٱللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾ [البقرة: 228]
لم يؤمن بالله حقَّ الإيمان مَن خان ما اؤتُمن عليه، ومن أبشع الخيانة كتمانُ النساء ما في أرحامهنَّ، ولكن أنَّى لهنَّ الإفلاتُ من الحساب، والنجاةُ من العقاب؟! لا بدَّ للزوجين من وقتٍ كافٍ يختبران فيه عواطفَهما بعد الطلاق، فإذا ذهب ما في قلبَيهما من أسباب الشِّقاق، استَصغرا دوافعَ الفِراق، وحنَّا إلى عهد الوئام والوِفاق. قال ابن عبَّاس رضي الله عنهما: (إني لأحبُّ أن أتزيَّنَ للمرأة كما أحبُّ أن تتزيَّنَ لي؛ لأن الله يقول: ﴿ولهنَّ مِثلُ الذي عليهِنَّ بالمَعرُوف﴾ . وما أحبُّ أن أستوفيَ جميع حقِّي عليها؛ لأن الله يقول: ﴿وللرِّجال عليهِنَّ درَجة﴾ ). إنما هي درجةٌ واحدة لا درَجات، فحاذر أيها الرجلُ أن تستبدَّ وتظلم، واعلم أن خير الناس خيرُهم لأهلهم، والظلم ظلماتٌ يوم القيامة. ألا فلتستشعر القلوبُ المؤمنة جلالَ هذين الاسمين العظيمين (العزيز والحكيم)، عساها تستقيم على الحقِّ وإقامة ميزان العدل، من غير زَيغٍ ولا انحراف. |
﴿فَإِن طَلَّقَهَا فَلَا تَحِلُّ لَهُۥ مِنۢ بَعۡدُ حَتَّىٰ تَنكِحَ زَوۡجًا غَيۡرَهُۥۗ فَإِن طَلَّقَهَا فَلَا جُنَاحَ عَلَيۡهِمَآ أَن يَتَرَاجَعَآ إِن ظَنَّآ أَن يُقِيمَا حُدُودَ ٱللَّهِۗ وَتِلۡكَ حُدُودُ ٱللَّهِ يُبَيِّنُهَا لِقَوۡمٖ يَعۡلَمُونَ ﴾ [البقرة: 230]
الطلقتان الأولى والثانية قد تدعو لهما أسبابُهما أو خطأ أصحابهما، لكنَّ الثالثة دليلٌ على عدم صلاحية الحياة الزوجيَّة، إلا أن تكونَ بداية جديدة، قائمة على حدود الشريعة. لا تُشاد العَلاقات الزوجيَّة على رغَبات النفوس وأهوائها، ولكنَّها ميثاقٌ غليظ يُشاد على حدود الله وقوانينه العادلة. العاقل اللبيب يعرف قدرَ نفسه فلا يُقحمها فيما لا طاقةَ لها به، في أمور الحياة كلِّها، فإن المسؤوليَّة أمانة، وإنها يوم القيامة خزيٌ وندامة، لمَن لم يكن أهلًا لها. لم يترُك الله حدودَه وأحكام شريعته غامضةً خفيَّة، ولكنَّه بيَّنها في كتابه الكريم، وأوضحَها في سنَّة نبيِّه الأمين، لمَن يعلمون فيعملون. |
﴿وَإِذَا طَلَّقۡتُمُ ٱلنِّسَآءَ فَبَلَغۡنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمۡسِكُوهُنَّ بِمَعۡرُوفٍ أَوۡ سَرِّحُوهُنَّ بِمَعۡرُوفٖۚ وَلَا تُمۡسِكُوهُنَّ ضِرَارٗا لِّتَعۡتَدُواْۚ وَمَن يَفۡعَلۡ ذَٰلِكَ فَقَدۡ ظَلَمَ نَفۡسَهُۥۚ وَلَا تَتَّخِذُوٓاْ ءَايَٰتِ ٱللَّهِ هُزُوٗاۚ وَٱذۡكُرُواْ نِعۡمَتَ ٱللَّهِ عَلَيۡكُمۡ وَمَآ أَنزَلَ عَلَيۡكُم مِّنَ ٱلۡكِتَٰبِ وَٱلۡحِكۡمَةِ يَعِظُكُم بِهِۦۚ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ بِكُلِّ شَيۡءٍ عَلِيمٞ ﴾ [البقرة: 231]
إن المعروف والجميل والحسنى خلالٌ كريمةٌ يجب أن تسودَ الحياة الزوجيَّة، سواءٌ اتصلَت حبالها أو انفصمَت عُراها، ولا يجوز أن تُداخلَها نيَّة الإيذاء والإعنات. مَن يمسك المطلَّقةَ اعتداءً وظلمًا فإنما يظلم نفسَه بإيراده إيَّاها موردَ الهلكة، وإشاعته سلوكًا سيِّئًا في المجتمع. من الاستهزاء بآيات الله التلاعبُ بها، وارتكابُ خلاف مقاصدها، فارعَها أيها المؤمنُ حقَّ رعايتها، وإيَّاك والتهاونَ في تعظيمها. استشعار مِنَن الله تعالى في حِكَمه السَّديدة وشريعته العادلة خيرُ باعثٍ على امتثالها والاستقامة على نهجها، والاتِّعاظ بمواعظها. نِعَم الله كثيرةٌ جليلة، ومن أجلِّها أن جعل لك واعظًا في قلبك من كتاب ربِّك وسنَّة نبيِّك، يُلزمك الكتابَ والحكمة، ويحجُزك عمَّا يضرُّك. يستثير القرآنُ في المؤمن شعورَ الخوف والحذر من المنعِم، بعد شعور الحياء والخَفَر بتذكُّر النِّعَم، ويأخذ النفسَ من أقطارها؛ ليقودَها في طريق السماحة والرِّفق والتجمُّل. |
﴿وَإِذَا طَلَّقۡتُمُ ٱلنِّسَآءَ فَبَلَغۡنَ أَجَلَهُنَّ فَلَا تَعۡضُلُوهُنَّ أَن يَنكِحۡنَ أَزۡوَٰجَهُنَّ إِذَا تَرَٰضَوۡاْ بَيۡنَهُم بِٱلۡمَعۡرُوفِۗ ذَٰلِكَ يُوعَظُ بِهِۦ مَن كَانَ مِنكُمۡ يُؤۡمِنُ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِۗ ذَٰلِكُمۡ أَزۡكَىٰ لَكُمۡ وَأَطۡهَرُۚ وَٱللَّهُ يَعۡلَمُ وَأَنتُمۡ لَا تَعۡلَمُونَ ﴾ [البقرة: 232]
مهما بحثتَ وفحَصتَ فلن تجدَ قانونًا ولا تشريعًا حفظ للمرأة حقوقها كلَّها مثلَ شريعة الإسلام، حتى المطلَّقةُ أحاط حقوقها بسِياج من الحفظ؛ لئلَّا يظلمَها زوجها ولا وليُّها. حين يَعمُر القلبُ بالإيمان بالله والتصديق بيوم الحساب تكون للموعظة فيه أبلغُ الأثر، فهي تتعلَّق بعالمٍ أرحبَ من هذه الأرض، وتتطلَّع إلى رضا الله فيما تأخذ وتدَع. شعور المؤمن بأن ربَّه يريد له ما هو أزكى وأطهر يستحثُّه على الاستجابة لأمره؛ لاغتنام الزكاة والطُّهر لنفسه، وللمجتمع من حوله. إن من أعظم البواعث للعبد على الالتزام بشريعة الله عن رضًا ويقينٍ معرفتَه أن مَن اختار له هذا الطريقَ هو الله الذي قد أحاط بكلِّ شيءٍ علمًا. |
﴿لَّا جُنَاحَ عَلَيۡكُمۡ إِن طَلَّقۡتُمُ ٱلنِّسَآءَ مَا لَمۡ تَمَسُّوهُنَّ أَوۡ تَفۡرِضُواْ لَهُنَّ فَرِيضَةٗۚ وَمَتِّعُوهُنَّ عَلَى ٱلۡمُوسِعِ قَدَرُهُۥ وَعَلَى ٱلۡمُقۡتِرِ قَدَرُهُۥ مَتَٰعَۢا بِٱلۡمَعۡرُوفِۖ حَقًّا عَلَى ٱلۡمُحۡسِنِينَ ﴾ [البقرة: 236]
تتبدَّى في شريعة الله الرحيم مراعاةُ النفوس البشريَّة خيرَ مراعاة، ففي تمتيع المرأة المطلَّقة جَبرٌ لكسرها، وتطييبٌ لخاطرها، وتسكينٌ لقلبها، وتعويضٌ لها عن بعض ما لحقها من ضُر. من حُسن التشريع أن الله تعالى لم يحدِّد متعةَ الطلاق، بل جعلها راجعةً إلى حال الزوج في الغنى والفقر، فما أعظمَه من تشريعٍ صالح لكلِّ زمانٍ ومكانٍ وأمَّة! إنها صورةٌ مشرقةٌ من صور كمال التشريع، تتجلَّى في الوصيَّة بأن يكونَ المتاع بالمعروف؛ استبقاءً للمودَّة الإنسانيَّة، واحتفاظًا بالذِّكرى الكريمة، وتنديةً لجفاف القلوب، دون إعنات الزوج بما لا يُطيق. |
﴿وَإِن طَلَّقۡتُمُوهُنَّ مِن قَبۡلِ أَن تَمَسُّوهُنَّ وَقَدۡ فَرَضۡتُمۡ لَهُنَّ فَرِيضَةٗ فَنِصۡفُ مَا فَرَضۡتُمۡ إِلَّآ أَن يَعۡفُونَ أَوۡ يَعۡفُوَاْ ٱلَّذِي بِيَدِهِۦ عُقۡدَةُ ٱلنِّكَاحِۚ وَأَن تَعۡفُوٓاْ أَقۡرَبُ لِلتَّقۡوَىٰۚ وَلَا تَنسَوُاْ ٱلۡفَضۡلَ بَيۡنَكُمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ بِمَا تَعۡمَلُونَ بَصِيرٌ ﴾ [البقرة: 237]
أين التشريعاتُ الأرضيَّة كلُّها من الرعاية الربَّانيَّة لحقِّ المرأة في عَقد النكاح؟ إن شريعة الله تُثبت لها النصفَ الذي لا يسقط إلا بعفوها؛ لئلَّا يستخفَّ بها الرجل فيطلِّقَها بعد العَقد عليها. أقرب الناس للتقوى الذي يعفو ويصفَح؛ لأن مَن سمَح بترك حقِّه كان محسنًا، والإحسان عنوانُ التقوى. السماحة والعفو في العقود والمعاملات ممَّا يقرِّب إلى تحقيق تقوى الله سبحانه؛ لما فيهما من تربيةٍ للنفس على التواضع، والزهد في الدنيا، وإيثار الآخرة. ﴿ولا تنسَوا الفضلَ بينكُم﴾ عنوانٌ كبير يندرج تحته من كريم الشمائل، وجميل الخِلال ما تُستطاب به الحياة، وتعمُّ السَّكينة والوِئام. ليتذكَّر الزوجانِ عند نشوب الخلاف، وهبوب عاصفة الشِّجار والخصام، ما كان بينهما من سابق الفضل والإحسان، فإن ذلك أدعى إلى السَّماحة والعفو. ممَّا يُعينك على التفضُّل والإحسان أن تستحضرَ اطِّلاعَ البصير الكريم واسع الفضل عليك، فتلتمسَ بذلك فضلَه وإحسانه. |
﴿وَلِلۡمُطَلَّقَٰتِ مَتَٰعُۢ بِٱلۡمَعۡرُوفِۖ حَقًّا عَلَى ٱلۡمُتَّقِينَ ﴾ [البقرة: 241]
التقوى لا تمنع الطلاقَ عند وقوع أسبابه، لكنَّها تحجُز أهلها المتَّقين عن اتخاذه ذريعةً إلى الإساءة والظُّلم والانتقام. |
﴿كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ ٱللَّهُ لَكُمۡ ءَايَٰتِهِۦ لَعَلَّكُمۡ تَعۡقِلُونَ ﴾ [البقرة: 242]
لو عقَل الناسُ الحكمةَ والرحمة والنعمة في هذا المنهج الإلهيِّ القويم، وما فيه من السَّماحة مع الحسم، لقابلوه بالرضا والطاعة والتسليم. |
﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِذَا نَكَحۡتُمُ ٱلۡمُؤۡمِنَٰتِ ثُمَّ طَلَّقۡتُمُوهُنَّ مِن قَبۡلِ أَن تَمَسُّوهُنَّ فَمَا لَكُمۡ عَلَيۡهِنَّ مِنۡ عِدَّةٖ تَعۡتَدُّونَهَاۖ فَمَتِّعُوهُنَّ وَسَرِّحُوهُنَّ سَرَاحٗا جَمِيلٗا ﴾ [الأحزاب: 49]
الإيمان وصفٌ شريف يقتضي صدقَ الرغبة في المرأة، ودوامَ العِشرة، وتمامَ الاتصال والصحبة. يراعي الإسلام حفظ نسب الزوج، وتوقيرَ الزوجة، فجعل العِدة للزوج لحفظ نسبه، وجعل التمتيع بالمال للزوجة جبرًا لكسرها، فإذا لم يدخل الزوج بزوجته، فتسقط العِدة، وتبقى لها عطية المال. مراعاة المشاعر وجبرُ الخواطر حتى ساعة الكره والغضب دعا إليه الإسلام، فاشترِ القلوب بقليل ممَّا في اليد، فامرأة انقطعت عنها عِشرةٌ كانت ترجو دوامها أحقُّ بأن تُعطى شيئًا من الدنيا يخفِّف عنها مصيبتها. إن كان التسريح بإحسان مطلوبًا من رجلٍ فارقَ مَن عقد عليها قبل مسِّها، فكيف بمَن عاش مع أهله دهرًا وخدمته عُمرًا، وربما كان له منها ولد؟ |
﴿وَٱلَّٰٓـِٔي يَئِسۡنَ مِنَ ٱلۡمَحِيضِ مِن نِّسَآئِكُمۡ إِنِ ٱرۡتَبۡتُمۡ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلَٰثَةُ أَشۡهُرٖ وَٱلَّٰٓـِٔي لَمۡ يَحِضۡنَۚ وَأُوْلَٰتُ ٱلۡأَحۡمَالِ أَجَلُهُنَّ أَن يَضَعۡنَ حَمۡلَهُنَّۚ وَمَن يَتَّقِ ٱللَّهَ يَجۡعَل لَّهُۥ مِنۡ أَمۡرِهِۦ يُسۡرٗا ﴾ [الطلاق: 4]
ألا ما أوسعَ فضلَ الله على عباده؛ لم يدَعهُم في حَيرة من أمرهم وشك، ولكن فصَّل لهم الأحكامَ بأبلغ بيان، ووضَّحها بأحكم تبيان، ليكونوا على بيضاء نقيَّة. مَن لم يتَّقِ الله في الطلاق وغيره أوقع نفسَه في الشدائد والأغلال حتى يعجِزَ عن التخلُّص منها، والتحرُّر من تبعتها، فيندمَ ندامةً عظيمة. مع التقوى تكون الفسحةُ واليُسر، ومع المعاصي يكون الضيقُ والعُسر، ﴿ومَن أعرَضَ عن ذِكرِي فإنَّ له مَعِيشةً ضَنْكًا﴾ . |
﴿ذَٰلِكَ أَمۡرُ ٱللَّهِ أَنزَلَهُۥٓ إِلَيۡكُمۡۚ وَمَن يَتَّقِ ٱللَّهَ يُكَفِّرۡ عَنۡهُ سَيِّـَٔاتِهِۦ وَيُعۡظِمۡ لَهُۥٓ أَجۡرًا ﴾ [الطلاق: 5]
طاعةُ الله تعالى في أوامره وأحكامه تحقيقٌ لمعنى الإيمان؛ كيف لا، وقد أنزل الله هذه الأحكامَ للمؤمنين ليعملوا بها؛ رحمةً منه وفضلًا؟ إذا ما علمتَ أيها المسلمُ أن أحكام دين الله هي وحيٌ منه سبحانه، أنزلها لصلاح البشَر في عاجل أمرهم وآجله، فاحرِص على رعاية أمر الله والعلم به والعمل بمقتضاه. |
﴿أَسۡكِنُوهُنَّ مِنۡ حَيۡثُ سَكَنتُم مِّن وُجۡدِكُمۡ وَلَا تُضَآرُّوهُنَّ لِتُضَيِّقُواْ عَلَيۡهِنَّۚ وَإِن كُنَّ أُوْلَٰتِ حَمۡلٖ فَأَنفِقُواْ عَلَيۡهِنَّ حَتَّىٰ يَضَعۡنَ حَمۡلَهُنَّۚ فَإِنۡ أَرۡضَعۡنَ لَكُمۡ فَـَٔاتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَأۡتَمِرُواْ بَيۡنَكُم بِمَعۡرُوفٖۖ وَإِن تَعَاسَرۡتُمۡ فَسَتُرۡضِعُ لَهُۥٓ أُخۡرَىٰ ﴾ [الطلاق: 6]
قال ﷺ: «الرَّاحمونَ يرحمُهم الرَّحمن» فمَن طمع برحمة الله تعالى فليرحَم غيرَه، وأولى الناس برحمته وصَفحه مَن كانت قبلُ زوجَه وسكنَه. من صفات المنافق أنه إذا خاصم فَجَر، فما بالكم بمَن يفجُر في الخصومة مع مَن كانت يومًا دِفئًا لقلبه، وأُنسًا لروحه، وموضعًا لسرِّه، وأمًّا لفِلذات كبِده؟! العلاقات الزوجيَّة تتوثَّق أواصرُها بالمعروف، وينبغي أن يُحلَّ عَقدُها بالمعروف أيضًا؛ استبقاءً لمودَّات القلوب، وتقديرًا لذكريات الأيام الخوالي. شُرع الطلاقُ رحمةً بالناس حين يستحيل دوامُ الزواج، فإيَّاكم أن تجعلوه شرًّا؛ بالظلم والتجنِّي، والنكاية والتشفِّي. لا تشتطَّ أيها الأبُ في الشحِّ والبخل، ولا تشتطِّي أيتها الأمُّ في الحرص والطَّمَع، واتفقوا بالمعروف على ما فيه مصلحةُ أولادكما. |
﴿لِيُنفِقۡ ذُو سَعَةٖ مِّن سَعَتِهِۦۖ وَمَن قُدِرَ عَلَيۡهِ رِزۡقُهُۥ فَلۡيُنفِقۡ مِمَّآ ءَاتَىٰهُ ٱللَّهُۚ لَا يُكَلِّفُ ٱللَّهُ نَفۡسًا إِلَّا مَآ ءَاتَىٰهَاۚ سَيَجۡعَلُ ٱللَّهُ بَعۡدَ عُسۡرٖ يُسۡرٗا ﴾ [الطلاق: 7]
ما أحوجَنا إلى امتثال توجيهات الله تعالى وأوامره، ومنها قناعةُ المرء بما يُنفَقُ عليه، دون تكليف المُنفِق ما ليس في طَوقه وقدرته. لمَّا كان الأمر كلُّه بيد الله وحدَه؛ فهو الذي يعطي ويمنع، ويبسُط ويقبض، وبيده الضِّيق والفرَج، والشدَّة والرَّخاء، وجبَ أن نُفردَه بالطَّلب والالتجاء. إن العُسر لا بدَّ أن يعقبَه يُسر، والمشقَّة يعقبها راحة، ولكن لكلٍّ وقتٌ معلوم، وما عليك إلا أن تتفاءلَ وتترقَّبَ الفرَج. مهما اشتدَّ بك الأسى، وأظلمَت عليك الدنيا، وسُدَّت في وجهك الآفاق، فإن الخلاص آتٍ آت، فتسلَّح بالأمَل؛ ليكونَ قائدَك إلى الصبر والعمَل. |
مواضيع أخرى في القرآن الكريم
نور القسم الحث على الدعاء الشهداء اسم الله الرؤوف أصحاب السفينة الكيد ذو فضل عبادة الأنصاب والأزلام تنزيه الله تعالى عن الظلم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Friday, December 27, 2024
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب