قائمة السور | مواضيع القرآن الكريم مرتبة حسب الآيات :آيات القرآن الكريم مقسمة حسب كل موضوع و فئة | لقراءة سورة كاملة اختر من : فهرس القرآن | - للاستماع للقراء : القرآن الكريم mp3
آيات قرآنية عن الريح في القرآن الكريم
✅ مواضيع القرآن الكريم
﴿إِنَّ فِي خَلۡقِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَٱخۡتِلَٰفِ ٱلَّيۡلِ وَٱلنَّهَارِ وَٱلۡفُلۡكِ ٱلَّتِي تَجۡرِي فِي ٱلۡبَحۡرِ بِمَا يَنفَعُ ٱلنَّاسَ وَمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مِن مَّآءٖ فَأَحۡيَا بِهِ ٱلۡأَرۡضَ بَعۡدَ مَوۡتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَآبَّةٖ وَتَصۡرِيفِ ٱلرِّيَٰحِ وَٱلسَّحَابِ ٱلۡمُسَخَّرِ بَيۡنَ ٱلسَّمَآءِ وَٱلۡأَرۡضِ لَأٓيَٰتٖ لِّقَوۡمٖ يَعۡقِلُونَ ﴾ [البقرة: 164]
القلب المؤمن هو الذي تتجدَّد فيه مشاهدُ آيات الله في كونه، ويظلُّ أبدًا يتفكَّر في بديع صُنع الله فيها، فيتلقَّاها في كلِّ مرَّة كما لو أنه يراها أوَّلَ مرَّة. كما أنَّ كمال الانتفاع بالنِّعَم الدنيوية لا يكون إلا مع سلامة الحواسِّ، فإن الانتفاع بالنِّعَم الدينيَّة لا يكمُل إلا مع سلامة القلوب والعقول. عجبًا لمَن يرى آلةً من صُنع البشر فيَدهَش لإتقانها، وحُسن إحكامها، وأمام ناظريه مشاهدُ الكون برُمَّتها لا تحرِّك فيه ساكنًا، ولا يستشعر فيها عظمةَ مبدعها، وحكمةَ باريها! |
﴿أَيَوَدُّ أَحَدُكُمۡ أَن تَكُونَ لَهُۥ جَنَّةٞ مِّن نَّخِيلٖ وَأَعۡنَابٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ لَهُۥ فِيهَا مِن كُلِّ ٱلثَّمَرَٰتِ وَأَصَابَهُ ٱلۡكِبَرُ وَلَهُۥ ذُرِّيَّةٞ ضُعَفَآءُ فَأَصَابَهَآ إِعۡصَارٞ فِيهِ نَارٞ فَٱحۡتَرَقَتۡۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ ٱللَّهُ لَكُمُ ٱلۡأٓيَٰتِ لَعَلَّكُمۡ تَتَفَكَّرُونَ ﴾ [البقرة: 266]
قال الحسن البَصريُّ: (هذا مثَلٌ قلَّ واللهِ مَن يعقِله من الناس؛ شيخٌ كبيرٌ ضعُف جسمُه وكثُر صبيانُه وهو أفقرُ ما كان إلى جنَّته، وإن أحدكم واللهِ أفقرُ ما يكون إلى عمله إذا انقطعَت عنه الدنيا). قال السُّدِّي: (هذا مثَلُ المُرائي في نفقته الذي يُنفق لغير الله، ينقطع عنه نفعُها وهو أحوجُ ما يكون إليه). يا له من مثَلٍ ترتجف له القلوب خوفًا وحذرًا! خوفًا من أن تحبَطَ أعمال المرء في آخر حياته وهو أحوجُ ما يكون إليها، وحذرًا من أن يعقبُها ما يجعلها هباءً فلا يكاد يراها. |
﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ ٱشۡتَرَوُاْ ٱلۡكُفۡرَ بِٱلۡإِيمَٰنِ لَن يَضُرُّواْ ٱللَّهَ شَيۡـٔٗاۖ وَلَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٞ ﴾ [آل عمران: 177]
الرغبة عن الإيمان والإحسان؛ حبًّا للكفر وإيثارًا للعصيان، صفقةٌ خاسرة، وتجارةٌ بائرة، لا ربحَ فيها إلا العذابُ الأليم. |
﴿وَهُوَ ٱلَّذِي يُرۡسِلُ ٱلرِّيَٰحَ بُشۡرَۢا بَيۡنَ يَدَيۡ رَحۡمَتِهِۦۖ حَتَّىٰٓ إِذَآ أَقَلَّتۡ سَحَابٗا ثِقَالٗا سُقۡنَٰهُ لِبَلَدٖ مَّيِّتٖ فَأَنزَلۡنَا بِهِ ٱلۡمَآءَ فَأَخۡرَجۡنَا بِهِۦ مِن كُلِّ ٱلثَّمَرَٰتِۚ كَذَٰلِكَ نُخۡرِجُ ٱلۡمَوۡتَىٰ لَعَلَّكُمۡ تَذَكَّرُونَ ﴾ [الأعراف: 57]
المطر مظهرٌ من مظاهر رحمة الله بعباده، جعل بين يديه أسبابًا ينزل بها، فما أحرانا أن نأخذَ بها. يقيم اللهُ حُججَ قدرته ببعض مَشاهدِ خلقه؛ حتى يؤمنَ الجاحد، ويقوى إيمانُ الضعيف. |
﴿هُوَ ٱلَّذِي يُسَيِّرُكُمۡ فِي ٱلۡبَرِّ وَٱلۡبَحۡرِۖ حَتَّىٰٓ إِذَا كُنتُمۡ فِي ٱلۡفُلۡكِ وَجَرَيۡنَ بِهِم بِرِيحٖ طَيِّبَةٖ وَفَرِحُواْ بِهَا جَآءَتۡهَا رِيحٌ عَاصِفٞ وَجَآءَهُمُ ٱلۡمَوۡجُ مِن كُلِّ مَكَانٖ وَظَنُّوٓاْ أَنَّهُمۡ أُحِيطَ بِهِمۡ دَعَوُاْ ٱللَّهَ مُخۡلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَ لَئِنۡ أَنجَيۡتَنَا مِنۡ هَٰذِهِۦ لَنَكُونَنَّ مِنَ ٱلشَّٰكِرِينَ ﴾ [يونس: 22]
الجأ إلى ربِّك ساعةَ الشدَّة وحالَ الرخاء، فقدرتُه تعالى على رعايتك في الحالين سِيَّان. المؤمنُ الصادقُ ثابتُ الدِّيانةِ في كل أحواله، فلا يتلوَّنُ في دين الله حسبَ مصالحه، كرجل السوء، الذي لم يقدُرِ اللهَ حقَّ قدره. التوحيد وفاءٌ بحقِّ الله، وليس مشارطةً على النِّعمة. ما أبعدَ أولئك القوم الذين إذا نزلت بهم مصيبةٌ استغاثوا بالأموات، دون ربِّ الأرض والسماوات! · إذا انقطعَت بالعبد الأسباب، ورجع مضطرًّا إلى ربِّ الأرباب؛ أُجيبَ دعاؤه ولو كان كافرًا، فإن إجابة الدعاء من مقتضى الربوبيَّة، وليس كلُّ من أجاب اللهُ دعاءه يكون راضيًا عنه. |
﴿مَّثَلُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِمۡۖ أَعۡمَٰلُهُمۡ كَرَمَادٍ ٱشۡتَدَّتۡ بِهِ ٱلرِّيحُ فِي يَوۡمٍ عَاصِفٖۖ لَّا يَقۡدِرُونَ مِمَّا كَسَبُواْ عَلَىٰ شَيۡءٖۚ ذَٰلِكَ هُوَ ٱلضَّلَٰلُ ٱلۡبَعِيدُ ﴾ [إبراهيم: 18]
لو جُمعَ الرمادُ فلا نفعَ له، فكيف به إذا نثَرته الرياحُ في كلِّ مكان! كذلك هي أعمالُ الكفَّار، مآلها أن تذهبَ هباءً. الأعمال التي لا تقومُ على قاعدةٍ من الإيمان، ولا تلتحم بالعُروة الوثقى؛ مفكَّكةٌ كالهباء والرماد، لا قِوامَ لها ولا نظام. من أعظم الضلال والخسران أن تضيعَ أعمالُ الإنسان وهو أحوجُ ما يكون إليها، بفَقدِها شرطًا من شروط القَبول. |
﴿وَأَرۡسَلۡنَا ٱلرِّيَٰحَ لَوَٰقِحَ فَأَنزَلۡنَا مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءٗ فَأَسۡقَيۡنَٰكُمُوهُ وَمَآ أَنتُمۡ لَهُۥ بِخَٰزِنِينَ ﴾ [الحجر: 22]
مَن تأمَّل كيف ارتفعت مياهُ البحار والأنهار، وكيف غدت سحابًا ثِقالًا، وهي مع ثِقَلها معلَّقةٌ في السماء، بدا له من أدلَّة القدرة ما فيه عِبرة. |
﴿أَفَأَمِنتُمۡ أَن يَخۡسِفَ بِكُمۡ جَانِبَ ٱلۡبَرِّ أَوۡ يُرۡسِلَ عَلَيۡكُمۡ حَاصِبٗا ثُمَّ لَا تَجِدُواْ لَكُمۡ وَكِيلًا ﴾ [الإسراء: 68]
ما من مكانٍ يعصِمُ من غضب الله تعالى إن حلَّ، فإنه كما يُغيِّب مَن شاء بالغرق في البحر، كذلك يغيِّب مَن أراد بالخسف في البرِّ، وكلاهما أمام قدرته سِيَّان. إذا أراد الله أن تنهارَ بعباده الأرضُ خسفًا، أو يُمطرَهم بحجارة من السماء فتقتلَهم، فلن يجدوا أحدًا يحفظهم مِن عذابه؟ أفما كان الأجدى لهم أن يوحِّدوه، حتى يَسلَموا من المكروه؟ |
﴿أَمۡ أَمِنتُمۡ أَن يُعِيدَكُمۡ فِيهِ تَارَةً أُخۡرَىٰ فَيُرۡسِلَ عَلَيۡكُمۡ قَاصِفٗا مِّنَ ٱلرِّيحِ فَيُغۡرِقَكُم بِمَا كَفَرۡتُمۡ ثُمَّ لَا تَجِدُواْ لَكُمۡ عَلَيۡنَا بِهِۦ تَبِيعٗا ﴾ [الإسراء: 69]
إنك لا تزالُ بحاجةٍ إلى الله عزَّ وجلَّ ما حَييت، ولولا حفظُ الله وتوفيقُه ما بقيت. |
﴿وَٱضۡرِبۡ لَهُم مَّثَلَ ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا كَمَآءٍ أَنزَلۡنَٰهُ مِنَ ٱلسَّمَآءِ فَٱخۡتَلَطَ بِهِۦ نَبَاتُ ٱلۡأَرۡضِ فَأَصۡبَحَ هَشِيمٗا تَذۡرُوهُ ٱلرِّيَٰحُۗ وَكَانَ ٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ مُّقۡتَدِرًا ﴾ [الكهف: 45]
من أعظم ما يُبعد المرءَ عن ربِّه الانهماكُ في الدنيا؛ إقبالًا على نعيمها، واغترارًا بزخارفها، ومَن تأمَّل في هذه الصورة القرآنيَّة والظاهرة الكونيَّة، وجد فيهما عبرةً للحال والمآل. لو فكَّر العاقلُ في دنياه لما غفَل عن أخراه؛ فحياته الدنيا قصيرة دنية، وحياته الأخروية خالدة علية، فماذا سيختار ذو اللبِّ الحصيف؟ التفكر الدائم في حقيقة الدنيا، وأنها أشبهُ بروضةٍ خضِرة لا يلبَث أن يضمحلَّ نبتُها ويَذهب رونقُها؛ يبعث في النفس العزيمةَ للعمل للآخرة ونعيمِها الباقي. لو تدبرتَ هذه القصةَ عرَّفتك قدرةَ الله تعالى على خلق الأشياء وأضدادها، وجعله أوائلها مُفضيةً إلى أواخرها. |
﴿وَلِسُلَيۡمَٰنَ ٱلرِّيحَ عَاصِفَةٗ تَجۡرِي بِأَمۡرِهِۦٓ إِلَى ٱلۡأَرۡضِ ٱلَّتِي بَٰرَكۡنَا فِيهَاۚ وَكُنَّا بِكُلِّ شَيۡءٍ عَٰلِمِينَ ﴾ [الأنبياء: 81]
ما أعظم النعمةَ على سليمان بالريح عاصفةً ورُخاء! فهي في قوة اندفاعها عاصفة، وفي رقَّة نسيمها ولينها في سيرها بأمره رُخاء! عِلم اللهِ واسع لا يحيط به أحد، ولا يحُده شيء، فقد علَّم أنبياءه ما شاء، ولا يزال سبحانه يلهم عباده، ويَهديهم إلى عجائبَ علمية لم يقف عليها كثيرون، فسبحان العليم الخبير! |
﴿حُنَفَآءَ لِلَّهِ غَيۡرَ مُشۡرِكِينَ بِهِۦۚ وَمَن يُشۡرِكۡ بِٱللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ ٱلسَّمَآءِ فَتَخۡطَفُهُ ٱلطَّيۡرُ أَوۡ تَهۡوِي بِهِ ٱلرِّيحُ فِي مَكَانٖ سَحِيقٖ ﴾ [الحج: 31]
الإقبال على الله تعالى، والميل إلى الشرك به لا يجتمعان؛ لأن التوحيد والشرك أمران متغايران لا يلتقيان. المُعرِض عن وحي السماء، واللاهثُ خلف مَن يراهم لله شركاء، كالمتردي من قمم عاليات إلى منحدرات ساحقات. مَن ترك الاعتصام بالإيمان تخطَّفته الشياطين من كل مكان، ومزقت شمله وأمره، وأذهبت دنياه ودينه. |
﴿أَلَمۡ تَرَ أَنَّ ٱللَّهَ يُزۡجِي سَحَابٗا ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيۡنَهُۥ ثُمَّ يَجۡعَلُهُۥ رُكَامٗا فَتَرَى ٱلۡوَدۡقَ يَخۡرُجُ مِنۡ خِلَٰلِهِۦ وَيُنَزِّلُ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مِن جِبَالٖ فِيهَا مِنۢ بَرَدٖ فَيُصِيبُ بِهِۦ مَن يَشَآءُ وَيَصۡرِفُهُۥ عَن مَّن يَشَآءُۖ يَكَادُ سَنَا بَرۡقِهِۦ يَذۡهَبُ بِٱلۡأَبۡصَٰرِ ﴾ [النور: 43]
يصيب سبحانه وتعالى بالمطر والبَرَد مَن يشاء من خلقه، ويصرفه عمن يريد من عباده، حسب حكمته وتقديره، لا حسب طلب المخلوق ومشيئته. في دويِّ الرعد وزمجرته ولمَعان البرق وتألقه تنبيهٌ للعقول السابحة في متاهات الغفلة، كي تتذكر قدرة الخالق وقوته، وعجز المخلوق وضعفه. |
﴿وَهُوَ ٱلَّذِيٓ أَرۡسَلَ ٱلرِّيَٰحَ بُشۡرَۢا بَيۡنَ يَدَيۡ رَحۡمَتِهِۦۚ وَأَنزَلۡنَا مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءٗ طَهُورٗا ﴾ [الفرقان: 48]
هلَّا تذكَّر العبد وهو يفرح بالسُّحُب التي تجري بها الرياح مبشرةً بهَطْل الأمطار أنها رحمةٌ من الله تعالى، فأثنى عليه بما هو أهله؟ الماء الطَّهور نعمةٌ عظيمة ومنَّة جسيمة، لكونه أهنأَ وأنفع، كما فيه للإنسان إشارةٌ إلى تطهير باطنه بالإيمان من المكروهات، كما يطهر بالماء الطَّهور ظاهرُه من الأقذار والنجاسات. |
﴿أَمَّن يَهۡدِيكُمۡ فِي ظُلُمَٰتِ ٱلۡبَرِّ وَٱلۡبَحۡرِ وَمَن يُرۡسِلُ ٱلرِّيَٰحَ بُشۡرَۢا بَيۡنَ يَدَيۡ رَحۡمَتِهِۦٓۗ أَءِلَٰهٞ مَّعَ ٱللَّهِۚ تَعَٰلَى ٱللَّهُ عَمَّا يُشۡرِكُونَ ﴾ [النمل: 63]
مَن للإنسان إذا تاه في مجاهل البَرِّ أو في ظلمات البحر ولا دليلَ له يهديه، ولا معلِّم له يرشده سوى ربِّه بما ركَّب فيه من إدراك، وجعل من نجوم وأعلام؟ |
﴿وَمِنۡ ءَايَٰتِهِۦٓ أَن يُرۡسِلَ ٱلرِّيَاحَ مُبَشِّرَٰتٖ وَلِيُذِيقَكُم مِّن رَّحۡمَتِهِۦ وَلِتَجۡرِيَ ٱلۡفُلۡكُ بِأَمۡرِهِۦ وَلِتَبۡتَغُواْ مِن فَضۡلِهِۦ وَلَعَلَّكُمۡ تَشۡكُرُونَ ﴾ [الروم: 46]
يَنزل المطر فتخضر الأرض، ويَدِر الضرع، وتحيا الكائنات، وتطيب الأجواء والنفوس، وكل ذلك مجرد إذاقة من رحمته تبارك وتعالى! فكيف بمن نال رحمته في دار كرامته؟ حين يذوق المؤمن بعض آثار رحمة الله في الأرض من نزول المطر وصلاح حياة الناس به، يزداد يقينًا بأن رحمة الله هي سفينة النجاة لعباده، فيسارع للعمل الصالح؛ شكرًا لله، وطلبًا لمزيد رحمته. مَن نظر إلى البحر العظيم وعليه تلك المراكبُ الصغيرة التي يبلغ بها الإنسانُ إلى مقاصده ومنافعه؛ شكر الله تعالى على هذه النعمة المسخَّرة في هذا الخضمِّ المَهُول. |
﴿وَلَئِنۡ أَرۡسَلۡنَا رِيحٗا فَرَأَوۡهُ مُصۡفَرّٗا لَّظَلُّواْ مِنۢ بَعۡدِهِۦ يَكۡفُرُونَ ﴾ [الروم: 51]
انظر إلى جحود الإنسان البعيد عن الإيمان حينما يصاب ماله بآفة كيف يجحد نِعم ربه، وييئس من فَرَجه، أما لو استسلم لقضاء الله، وتوجه إليه بالضراعة لرفع عنه البلاء. |
﴿أَوَلَمۡ يَرَوۡاْ أَنَّا نَسُوقُ ٱلۡمَآءَ إِلَى ٱلۡأَرۡضِ ٱلۡجُرُزِ فَنُخۡرِجُ بِهِۦ زَرۡعٗا تَأۡكُلُ مِنۡهُ أَنۡعَٰمُهُمۡ وَأَنفُسُهُمۡۚ أَفَلَا يُبۡصِرُونَ ﴾ [السجدة: 27]
يا له من مشهد يفتح نوافذَ القلب للاعتبار بهذه الحياة النامية، والإحساس بإنعام واهبها، وذلك ما يزيد القلب حبًّا له، وإيمانًا بقدرته وحكمته وإتقانه. منظر السحاب يجتمع، والغيث ينهمر، والماء يأتي إلى الأرض العطشى فيرويها، والنبات يشقُّ الأرض، والبهائم ترعى في خمائلها، نعمة منظورة تملأ البصر حسنًا، والقلب بهجة وفرحًا، وإيمانًا بالله تعالى. |
﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱذۡكُرُواْ نِعۡمَةَ ٱللَّهِ عَلَيۡكُمۡ إِذۡ جَآءَتۡكُمۡ جُنُودٞ فَأَرۡسَلۡنَا عَلَيۡهِمۡ رِيحٗا وَجُنُودٗا لَّمۡ تَرَوۡهَاۚ وَكَانَ ٱللَّهُ بِمَا تَعۡمَلُونَ بَصِيرًا ﴾ [الأحزاب: 9]
مَن لاحظ نعم الله عليه، وما أولاه إياه من التوفيق للخير ودفع الضُّر، دعاه ذلك إلى الثبات على أمره، وتقديم طاعة ربه على طاعة غيره. سبحان مَن سخَّر الريح لإهلاك عدوِّه، ونجَّى منها أولياءه، وهم أقربُ ما يكونون إليها! أما لو تذكَّرت ما دفع الله عنك فيما سلف لهانت عليك مقاساةُ البلاء في الحال، ولو تذكَّرت ما أولاك في الماضي لقرُبت من قلبك الثقةُ في إيصال ما تؤمِّله في المستقبل. علم الله تعالى ما لاقاه المسلمون من مشاق، وما بذلوه في سبيل نصرة دينه من أسباب، فجازاهم بالنصر المبين من عنده. |
﴿وَلِسُلَيۡمَٰنَ ٱلرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهۡرٞ وَرَوَاحُهَا شَهۡرٞۖ وَأَسَلۡنَا لَهُۥ عَيۡنَ ٱلۡقِطۡرِۖ وَمِنَ ٱلۡجِنِّ مَن يَعۡمَلُ بَيۡنَ يَدَيۡهِ بِإِذۡنِ رَبِّهِۦۖ وَمَن يَزِغۡ مِنۡهُمۡ عَنۡ أَمۡرِنَا نُذِقۡهُ مِنۡ عَذَابِ ٱلسَّعِيرِ ﴾ [سبأ: 12]
كلُّ نعمة يُنعمها الله سبحانه وتعالى على الأبناء، فإنما هي نعمٌ على الآباء كذلك، وأيُّ أبٍ لا تقَرُّ عيناه بسعادة ابنه؟! طاعة مَن أمر الله بطاعته طاعةٌ لله، ومعصية مَن نهى عن معصيته معصيةٌ كذلك له. |
﴿وَٱللَّهُ ٱلَّذِيٓ أَرۡسَلَ ٱلرِّيَٰحَ فَتُثِيرُ سَحَابٗا فَسُقۡنَٰهُ إِلَىٰ بَلَدٖ مَّيِّتٖ فَأَحۡيَيۡنَا بِهِ ٱلۡأَرۡضَ بَعۡدَ مَوۡتِهَاۚ كَذَٰلِكَ ٱلنُّشُورُ ﴾ [فاطر: 9]
يقرِّب الله تعالى لخلقه صورةَ إحيائه الموتى بصور حسيَّة؛ رجاءَ أن يؤمنوا ولا يكذِّبوا؛ رحمةً منه بهم وهو الغنيُّ عن إيمانهم تبارك وتعالى. |
﴿إِن يَشَأۡ يُسۡكِنِ ٱلرِّيحَ فَيَظۡلَلۡنَ رَوَاكِدَ عَلَىٰ ظَهۡرِهِۦٓۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَٰتٖ لِّكُلِّ صَبَّارٖ شَكُورٍ ﴾ [الشورى: 33]
لولا قدرةُ الله تعالى ما كان لتلك الفُلك العظيمة أن تَمخُرَ عُبابَ الماء، ولو شاء سبحانه لأوقف أسباب جريانها، فتعطَّلت كثيرٌ من مصالح العباد، ولكنه تعالى برحمته بهم سخَّرها لهم، أفلا شكرنا الله على هذه النعمة؟ الصبر على الابتلاء، والشكر على النعماء، هما قِوامُ النفس المؤمنة في الضرَّاء والسرَّاء، والزاد للاعتبار بالآيات البيِّنات. |
﴿وَٱخۡتِلَٰفِ ٱلَّيۡلِ وَٱلنَّهَارِ وَمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مِن رِّزۡقٖ فَأَحۡيَا بِهِ ٱلۡأَرۡضَ بَعۡدَ مَوۡتِهَا وَتَصۡرِيفِ ٱلرِّيَٰحِ ءَايَٰتٞ لِّقَوۡمٖ يَعۡقِلُونَ ﴾ [الجاثية: 5]
مَن غيرُ الله يستطيع تقليبَ الليل والنهار؟ فهل من أحد يملك اختلافهما أو التحكُّم فيهما؟ تعالى ربُّنا في سمائه، وعَظُم بقدرته وكبريائه. سبحان مَن جعل من الماء حياةً ورزقًا، يُحيي به الأرض المَوات، فتنبت به من الخيرات والطيِّبات. الرياح مسخَّرة بأمر ربِّها، يوجِّهها أنَّى يشاء، ويُصرِّفها كيفما يريد، ويجعلها سببًا للخير للخلق، وجندًا يذيق بها الكافرين ألوانَ العذاب. حريٌّ بكلِّ ذي عقل ولُبٍّ أكرمه الله به وميَّزه من الأنعام والدوابِّ، أن يتفكَّر في خلق الله ليزدادَ إيمانًا وثباتًا ويقينا. |
﴿فَلَمَّا رَأَوۡهُ عَارِضٗا مُّسۡتَقۡبِلَ أَوۡدِيَتِهِمۡ قَالُواْ هَٰذَا عَارِضٞ مُّمۡطِرُنَاۚ بَلۡ هُوَ مَا ٱسۡتَعۡجَلۡتُم بِهِۦۖ رِيحٞ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٞ ﴾ [الأحقاف: 24]
إن أشدَّ العذاب وأكثره إيلامًا حين يأتي في صورة رحمة فيكون أشدَّ وقعًا، وأعظمَ صدمةً، حيث جاءهم على حال توقَّعوا فيها الخيرَ والعافية. قالت عائشةُ رضي الله عنها: (كان النبيُّ ﷺ إذا رأى غيمًا أو ريحًا عُرف في وجهه)؛ وذلك لخشيته أن يكونَ ذلك عذابًا، ومَن عرَف الله خشيَ عذابه وعقابه. |
﴿تُدَمِّرُ كُلَّ شَيۡءِۭ بِأَمۡرِ رَبِّهَا فَأَصۡبَحُواْ لَا يُرَىٰٓ إِلَّا مَسَٰكِنُهُمۡۚ كَذَٰلِكَ نَجۡزِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلۡمُجۡرِمِينَ ﴾ [الأحقاف: 25]
لئن عصى اللهَ أكثرُ الإنس والجنِّ إن لله تعالى من غيرهم مَن يطيعه ولا يعصيه؛ فالريح جنديٌّ من جنوده قامت بما أمرها به ربُّها كما أراد منها. من كان بعض جنوده بهذه القوَّة كيف ستكون قوَّته؟! فما أعظمك ربنا، وما أجل شأنك! هلَكت عادٌ وبقيت ديارهم خاويةً على عروشها، لتبيِّن للناس كافَّة سُنَّة الله في المجرمين، ولتُظهرَ عاقبةَ الكافرين والمكذِّبين. |
﴿وَفِي عَادٍ إِذۡ أَرۡسَلۡنَا عَلَيۡهِمُ ٱلرِّيحَ ٱلۡعَقِيمَ ﴾ [الذاريات: 41]
لئن اعتدتَّ أن تكونَ الرياحُ لحَمل المطَر، وتلقيح الشجَر، إنَّ منها ما يكون عذابًا للبشَر، فلا يُغني يومئذٍ حذَر. |
﴿مَا تَذَرُ مِن شَيۡءٍ أَتَتۡ عَلَيۡهِ إِلَّا جَعَلَتۡهُ كَٱلرَّمِيمِ ﴾ [الذاريات: 42]
لئن اعتدتَّ أن تكونَ الرياحُ لحَمل المطَر، وتلقيح الشجَر، إنَّ منها ما يكون عذابًا للبشَر، فلا يُغني يومئذٍ حذَر. |
﴿إِنَّآ أَرۡسَلۡنَا عَلَيۡهِمۡ رِيحٗا صَرۡصَرٗا فِي يَوۡمِ نَحۡسٖ مُّسۡتَمِرّٖ ﴾ [القمر: 19]
أعظم الشُّؤم معصيةُ الله تعالى والجنوحُ عن صراطه، فهي السببُ في شقاء الدنيا والآخرة. يا لهول مشهد الكفَّار وقد غدَوا جثثًا بلا رؤوس، كأنهم أعجازُ نخل قُلعت من تُربتها! إن لم يوقظ هذا المشهدُ القلوبَ خشيةً لله فما يوقظُها؟ |
﴿تَنزِعُ ٱلنَّاسَ كَأَنَّهُمۡ أَعۡجَازُ نَخۡلٖ مُّنقَعِرٖ ﴾ [القمر: 20]
أعظم الشُّؤم معصيةُ الله تعالى والجنوحُ عن صراطه، فهي السببُ في شقاء الدنيا والآخرة. يا لهول مشهد الكفَّار وقد غدَوا جثثًا بلا رؤوس، كأنهم أعجازُ نخل قُلعت من تُربتها! إن لم يوقظ هذا المشهدُ القلوبَ خشيةً لله فما يوقظُها؟ |
﴿وَأَمَّا عَادٞ فَأُهۡلِكُواْ بِرِيحٖ صَرۡصَرٍ عَاتِيَةٖ ﴾ [الحاقة: 6]
أين المعتبرون ذوو البصيرة والحِجا؛ ليرَوا عاقبةَ من فجَرَ واستكبر؟ إن الله حليم، ولكنَّ أخذه شديدٌ أليم. من نازع الله في كبريائِه، وزاحمه في عظمته وخُيَلائِه، قصم ظهرَه واستأصل شأفتَه، وتركه كأصول نخلٍ بالية، فهل من مُعتبِر؟! |
﴿سَخَّرَهَا عَلَيۡهِمۡ سَبۡعَ لَيَالٖ وَثَمَٰنِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومٗاۖ فَتَرَى ٱلۡقَوۡمَ فِيهَا صَرۡعَىٰ كَأَنَّهُمۡ أَعۡجَازُ نَخۡلٍ خَاوِيَةٖ ﴾ [الحاقة: 7]
أين المعتبرون ذوو البصيرة والحِجا؛ ليرَوا عاقبةَ من فجَرَ واستكبر؟ إن الله حليم، ولكنَّ أخذه شديدٌ أليم. من نازع الله في كبريائِه، وزاحمه في عظمته وخُيَلائِه، قصم ظهرَه واستأصل شأفتَه، وتركه كأصول نخلٍ بالية، فهل من مُعتبِر؟! |
مواضيع أخرى في القرآن الكريم
التجسس وعد الله للمؤمنين صفات الملائكة النظافة الشخصية حد الزنى تنظيم معاملة الرقيق على أساس من الإنسانية اسم الله العفو اسم الله الواحد جنة عالية المساجد
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Thursday, November 21, 2024
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب