تفسير الشوكاني تفسير الصفحة 157 من المصحف



فتح القدير - صفحة القرآن رقم 157

156

واللام في 52- "ولقد جئناهم" جواب القسم. والمراد بالكتاب الجنس، إن كان الضمير للكفار جميعاً، وإن كان للمعاصرين للنبي صلى الله عليه وسلم، فالمراد بالكتاب القرآن، والتفصيل التبيين، و "على علم" في محل نصب على الحال: أي عالمين حال كونه "هدى" للمؤمنين "ورحمة" لهم. قال الكسائي والفراء: ويجوز هدى ورحمة بالخفض على النعت لكتاب.
قوله: 53- "هل ينظرون إلا تأويله" بالهمز من آل، وأهل المدينة يخفون الهمزة. والنظر الانتظار: أي هل ينتظرون إلا ما وعدوا به في الكتاب من العقاب الذي يؤول الأمر إليه، وقيل: تأويله جزاؤه، وقيل: عاقبته. والمعنى متقارب. ويوم ظرف ليقول: أي يوم يأتي تأويله، وهو يوم القيامة "يقول الذين نسوه من قبل" أي تركوه من قبل أن يأتي تأويله "قد جاءت رسل ربنا بالحق" الذي أرسلهم الله به إلينا "فهل لنا من شفعاء" استفهام منهم، ومعناه التمني "فيشفعوا لنا" منصوب لكونه جواباً للاستفهام. قوله: "أو نرد". قال الفراء: المعنى أو هل نرد "فنعمل غير الذي كنا نعمل". وقال الزجاج: نرد عطف على المعنى: أي هل يشفع لنا أحد أو نرد. وقرأ ابن أبي إسحاق أو نرد فنعمل بنصبهما، كقول امرئ القيس: فقلت له لا تبك عينك إنما نحاول ملكاً أو نموت فنعذرا وقرأ الحسن برفعهما، ومعنى الآية: هل لنا شفعاء يخلصونا مما نحن فيه من العذاب، أو هل نرد إلى الدنيا فنعمل صالحاً غير ما كنا نعمل من المعاصي "قد خسروا أنفسهم" أي لم ينتفعوا بها فكانت أنفسهم بلاء عليهم ومحنة لهم فكأنهم خسروها كما يخسر التاجر رأس ماله، وقيل: خسروا النعيم وحظ الأنفس "وضل عنهم ما كانوا يفترون" أي افتراؤهم أو الذي كانوا يفترونه. والمعنى أنه بطل كذبهم الذي كانوا يقولونه في الدنيا أو غاب عنهم ما كانوا يجعلونه شريكاً لله فلم ينفعهم ولا حضر معهم.
قوله: 54- "إن ربكم الله الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام" هذا نوع من بديع صنع الله وجليل قدرته وتفرده بالإيجاد الذي يوجب على العباد توحيده وعبادته. وأصل ستة سدسة أبدلت التاء من أحد السينين وأدغم فيها الدال، والدليل على هذا أنك تقول في التصغير سديسة، وفي الجمع أسداس، وتقول جاء فلاناً سادساً. واليوم من طلوع الشمس إلى غروبها، قيل: هذه الأيام من أيام الدنيا، وقيل: من أيام الآخرة، وهذه الأيام الست أولها الأحد وآخرها الجمعة، وهو سبحانه قادر على خلقها في لحظة واحدة يقول لها كوني فتكون، ولكنه أراد أن يعلم عباده الرفق والتأني في الأمور، أو خلقها في ستة أيام لكون لكل شيء عنده أجلاً، وفي آية أخرى: "ولقد خلقنا السموات والأرض وما بينهما في ستة أيام وما مسنا من لغوب". قوله: "ثم استوى على العرش": قد اختلف العلماء في معنى هذا على أربعة عشر قولاً، وأحقها وأولاها بالصواب مذهب السلف الصالح أنه استوى سبحانه عليه بلا كيف بل على الوجه الذي يليق به مع تنزهه عما لا يجوز عليه، والاستواء في لغة العرب هو العلو والاستقرار. قال الجوهري: استوى على ظهر دابته: أي استقر، واستوى إلى السماء: أي صعد، واستوى: أي استولى وظهر، ومنه قول الشاعر: قد استوى بشر على العراق من غير سيف ودم مهراق واستوى الرجل: أي انتهى شبابه، واستوى: أي انتسق واعتدل. وحكي عن أبي عبيدة أن معنى "استوى" هنا: علا، ومثله قول الشاعر: فيورد بهم ماء ثقيفاً بقفرة وقد حلق النجم اليماني فاستوى أي علا وارتفع. والعرش. قال الجوهري: هو سرير الملك. ويطلق العرش على معان أخر منها عرش البيت: سقفه، وعرش البئر: طيها بالخشب، وعرش السماك: أربعة كواكب صغار، ويطلق على الملك والسلطان والعز ومنه قول زهير: تداركتما عبساً وقد ثل عرشها وذبيان إذ زلت بأقدامهما النعل وقول الآخر: إن يقتلوك فقد ثللت عروشهم بعتيبة بن الحرث بن شهاب وقول الآخر: رأوا عرشي تثلم جانباه فلما أن تثلم أفردوني وقد ثبت في الأحاديث الصحيحة صفة عرش الرحمن وإحاطته بالسموات والأرض وما بينهما وما عليهما، وهو المراد هنا. قوله: "يغشي الليل النهار" أي يجعل الليل كالغشاء للنهار فيغطي بظلمته ضياءه. وقرأ عاصم وحمزة والكسائي "يغشي" بالتشديد، وقرأ الباقون بالتخفيف وهما لغتان، يقال: أغشى يغشي، وغشي يغشي، والتغشية في الأصل: إلباس الشيء الشيء، ولم يذكر في هذه الآية يغشي الليل بالنهار اكتفاء بأحد الأمرين عن الآخر كقوله تعالى: "سرابيل تقيكم الحر". وقرأ حميد بن قيس يغشي الليل والنهار على إسناد الفعل إلى الليل، ومحل هذه الجملة النصب على الحال، والتقدير: استوى على العرش مغشياً الليل النهار، وهكذا قوله: "يطلبه حثيثاً" حال من الليل: أي حال كون الليل طالباً للنهار طلباً حثيثاً لا يفتر عنه بحال، وحثيثاً صفة مصدر محذوف، أي يطلبه طلباً حثيثاً: أو حال من فاعل يطلب. والحث: الاستعجال والسرعة، يقال ولى حثيثاً: أي مسرعاً. قوله: "والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره". قال الأخفش: معطوف على السموات، وقرأ ابن عامر برفعها كلها على الابتداء والخبر. والمعنى على الأول: وخلق الشمس والقمر والنجوم حال كونها مسخرات، وعلى الثاني: الإخبار عن هذه بالتسخير. قوله: "ألا له الخلق والأمر" إخبار منه سبحانه لعباده بأنهما له، والخلق: المخلوق، والأمر: كلامه، وهو كن في قوله: " إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون "، أو المراد بالأمر ما يأمر به على التفصيل، أو التصرف في مخلوقاته، ولما ذكر سبحانه في هذه الآية خلق السموات والأرض في ذلك الأمد اليسير، ثم ذكر استواءه على عرشه وتسخير الشمس والقمر والنجوم، وأن له الخلق والأمر. قال: "تبارك الله رب العالمين" أي كثرت بركته واتسعت، ومنه بورك الشيء وبورك فيه، كذا قال ابن عرفة. وقال الأزهري في "تبارك" معناه تعالى وتعاظم. وقد تقدم تفسير "رب العالمين" في الفاتحة مستكملاً. وقد أخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس في قوله: "ونادى أصحاب النار أصحاب الجنة". قال: ينادي الرجل أخاه فيقول: يا أخي أغثني فإني قد احترقت فأفض علي من الماء، فيقال: أجبه، فيقول: "إن الله حرمهما على الكافرين". وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدي في قوله: "أفيضوا علينا من الماء أو مما رزقكم الله" قال: من الطعام. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن زيد في الآية قال: يستسقونهم ويستطعمونهم، وفي قوله: "إن الله حرمهما على الكافرين" قال: طعام الجنة وشرابها. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس في قوله: "فاليوم ننساهم كما نسوا لقاء يومهم هذا" يقول: نتركهم في النار كما تركوا لقاء يومهم هذا. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله: "فاليوم ننساهم" قال: نؤخرهم. وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة في قوله: "هل ينظرون إلا تأويله" قال: عاقبته. وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد قال: "يوم يأتي تأويله" جزاؤه. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس "يوم يأتي تأويله" قال: يوم القيامة. وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس "ما كانوا يفترون" قال: ما كانوا يكذبون في الدنيا. وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه عن ابن عباس في قوله: "استوى على العرش" الكيف غير معقول، والاستواء غير مجهول، والإقرار به إيمان، والجحود كفر. وأخرج اللالكائي عن مالك أن رجلاً سأله كيف استوى على العرش؟ فقال: الكيف غير معقول والاستواء منه غير مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة. وأخرج ابن أبي الدنيا في كتاب الدعاء والخطيب في تاريخه عن الحسن بن علي قال: أنا ضامن لمن قرأ هذه العشرين آية في كل ليلة أن يعصمه الله من كل سلطان ظالم، ومن كل شيطان مريد، ومن كل سبع ضاري، ومن كل لص عادي: آية الكرسي، وثلاث آيات من الأعراف "إن ربكم الله الذي خلق السموات والأرض" وعشراً من أول سورة الصافات، وثلاث آيات من الرحمن، أولها "يا معشر الجن والإنس" وخاتمة الحشر. وأخرج أبو الشيخ عن عبيد بن أبي مرزوق قال: من قرأ عند نومه "إن ربكم الله الذي خلق السموات والأرض" الآية، بسط عليه ملك جناحه حتى يصبح وعوفي من السرق. وأخرج أبو الشيخ عن محمد بن قيس صاحب عمر بن عبد العزيز قال: مرض رجل من أهل المدينة فجاءه زمرة من أصحابه يعودونه، فقرأ رجل منهم "إن ربكم الله الذي خلق السموات والأرض" الآية كلها، وقد أصمت الرجل فتحرك ثم استوى جالساً، ثم سجد يومه وليلته حتى كان من الغد من الساعة التي سجد فيها، قال له أهله: الحمد لله الذي عافاك، قال: بعث إلى نفسي ملك يتوفاها، فلما قرأ صاحبكم الآية التي قرأ سجد الملك وسجدت بسجوده، فهذا حين رفع رأسه، ثم مال فقضى. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدي في قوله: "يغشي الليل النهار" قال: يغشي الليل النهار فيذهب بضوئه ويطلبه سريعاً حتى يدركه. وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة قال: يلبس الليل النهار. وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: "حثيثاً" قال: سريعاً. وأخرج ابن أبي حاتم عن سفيان بن عيينة في قوله: "ألا له الخلق والأمر" قال: الخلق ما دون العرش، والأمر ما فوق ذلك. وأخرج ابن أبي حاتم والبيهقي عنه قال: الخلق هو الخلق، والأمر هو الكلام.
أمرهم الله سبحانه بالدعاء، وقيد ذلك بكون الداعي متضرعاً بدعائه مخفياً له، وانتصاب 55- "تضرعاً وخفية" على الحال: أي متضرعين بالدعاء مخفين له، أو صفة مصدر محذوف: أي ادعوه دعاء تضرع ودعاء خفية. والتضرع من الضراعة، وهي الذلة والخشوع والاستكانة، والخفية: الإسرار به، فإن ذلك أقطع لعرق الرياء، وأحسم لباب ما يخالف الإخلاص، ثم علل ذلك بقوله: "إنه لا يحب المعتدين" أي المجاوزين لما أمروا به في الدعاء وفي كل شيء، فمن جاوز ما أمره الله به في شيء من الأشياء فقد اعتدى، والله لا يحب المعتدين، وتدخل المجاوزة في الدعاء في هذا العموم دخولاً أولياً. ومن الاعتداء في الدعاء أن يسأل الداعي ما ليس له كالخلود في الدنيا، أو إدراك ما هو محال في نفسه، أو بطلب الوصول إلى منازل الأنبياء في الآخرة أو يرفع صوته بالدعاء صارخاً به.
قوله: 56- "ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها" نهاهم الله سبحانه عن الفساد في الأرض بوجه من الوجوه قليلاً كان أو كثيراً، ومنه قتل الناس وتخريب منازلهم وقطع أشجارهم وتغوير أنهارهم. ومن الفساد في الأرض الكفر بالله والوقوع في معاصيه، ومعنى "بعد إصلاحها": بعد أن أصلحها الله بإرسال الرسل وإنزال الكتب وتقرير الشرائع. قوله: "وادعوه خوفاً وطمعاً" إعرابهما يحتمل الوجهين المتقدمين في "تضرعاً وخيفة" وفيه أنه يشرع للداعي أن يكون عند دعائه خائفاً وجلاً طامعاً في إجابة الله لدعائه، فإنه إذا كان عند الدعاء جامعاً بين الخوف والرجاء ظفر بمطلوبه. والخوف: الانزعاج من المضار التي لا يؤمن من وقوعها، والطمع: توقع حصول الأمور المحبوبة. قوله: " إن رحمة الله قريب من المحسنين " هذا إخبار من الله سبحانه بأن رحمته قريبة من عباده المحسنين بأي نوع من الأنواع كان إحسانهم، وفي هذا ترغيب للعباد إلى الخير وتنشيط لهم، فإن قرب هذه الرحمة التي يكون بها الفوز بكل مطلب مقصود لكل عبد من عبادة الله. وقد اختلف أئمة اللغة والإعراب في وجه تذكير خبر رحمة الله حيث قال: قريب ولم يقل قريبة، فقال الزجاج: إن الرحمة مؤولة بالرحم لكونها بمعنى العفو والغفران، ورجح هذا التأويل النحاس. وقال النضر بن شميل: الرحمة مصدر بمعنى الترحم، وحق المصدر التذكير. وقال الأخفش سعيد: أراد بالرحمة هنا المطر، وتذكير بعض المؤنث جائز، وأنشد: فلا مزنة ودقت ودقها ولا أرض أبقل أبقالهــــا وقال أبو عبيدة: تذكير قريب على تذكير المكان: أي مكان قريب. قال علي بن سليمان الأخفش: وهذا خطأ، ولو كان كما قال لكان قريب منصوباً كما تقول: إن زيداً قريباً منك. وقال الفراء: إن القريب إذا كان بمعنى المسافة فيذكر ويؤنث، وإن كان بمعنى النسب فيؤنث بلا اختلاف بينهم. وروي عن الفراء أنه قال: يقال في النسب قريبة فلان، وفي غير النسب يجوز التذكير والتأنيث فيقال: دارك عنا قريب وفلانة منا قريب. قال الله تعالى: "وما يدريك لعل الساعة تكون قريباً" ومنه قول امرئ القيس: لك الويل أن أمسى ولا أم هاشم قريب ولا البسباسة ابنة يشكرا وروي عن الزجاج أنه خطأ الفراء فيما قاله وقال: إن سبيل المذكر والمؤنث أن يجريا على أفعالهما، وقيل: إنه لما كان تأنيث الرحمة غير حقيقي جاز في خبرها التذكير، ذكر معناه الجوهري.
قوله: 57- " وهو الذي يرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته " عطف على قوله: "يغشي الليل النهار" يتضمن ذكر نعمة من النعم التي أنعم بها على عباده مع ما في ذلك من الدلالة على وحدانيته وثبوت إلاهيته. ورياح جمع ريح، وأصل ريح روح، وقرأ أهل الحرمين وأبو عمرو "نشراً" بضم النون والشين جمع ناشر على معنى النسب: أي ذات نشر. وقرأ الحسن وقتادة وابن عامر "نشراً" بضم النون وإسكان الشين من نشر. وقرأ الأعمش وحمزة والكسائي "نشراً" بفتح النون وإسكان الشين على المصدر ويجوز أن يكون مصدراً في موضع الحال، ومعنى هذه القراءات يرجع إلى النشر الذي هو خلاف الطي فكأن الريح مع سكونها كانت مطوية ثم ترسل من طيها فتصير كالمنفتحة. وقال أبو عبيدة: معناه متفرقة في وجوهها على معنى ننشرها هاهنا وهاهنا. وقرأ عاصم "بشراً" بالباء الموحدة وإسكان الشين جمع بشير: أي الرياح تبشر بالمطر، ومثله قوله تعالى: " يرسل الرياح مبشرات ". قوله: "بين يدي رحمته" أراد بالرحمة هنا المطر: أي قدام رحمته، والمعنى: أنه سبحانه يرسل الرياح ناشرات أو مبشرات بين يدي المطر. قوله: "حتى إذا أقلت سحاباً ثقالاً" أقل فلان الشيء: حمله ورفعه، والسحاب يذكر ويؤنث، والمعنى: حتى إذا حملت الرياح سحاباً ثقالاً بالماء الذي صارت تحمله "سقناه" أي السحاب "لبلد ميت" أي مجدب ليس فيه نبات، يقال: سقته لبلد كذا، وإلى بلد كذا، وقيل اللام هنا لام العلة: أي لأجل بلد ميت، والبلد هو الموضع العامر من الأرض "فأنزلنا به الماء" أي بالبلد الذي سقناه لأجله أو بالسحاب: أي أنزلنا بالسحاب الماء الذي تحمله أو بالريح: أي فأنزلنا بالريح المرسلة بين يدي المطر الماء، وقيل إن الباء هنا بمعنى من: أي فأنزلنا منه الماء "فأخرجنا به" أي بالماء "من كل الثمرات" أي من جميع أنواعها. قوله: "كذلك نخرج الموتى" أي مثل ذلك الإخراج، وهو إخراج الثمرات نخرج الموتى من القبور يوم حشرهم "لعلكم تذكرون" أي تتذكرون فتعلمون بعظيم قدرة الله وبديع صنعته وأنه قادر على بعثكم كما قدر على إخراج الثمرات التي تشاهدونها.