تفسير الشوكاني تفسير الصفحة 554 من المصحف



فتح القدير - صفحة القرآن رقم 554

553

قوله: 9- "يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة" أي وقع النداء لها، والمراد به الأذان إذا جلس الإمام على المنبر يوم الجمعة، لأنه لم يكن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم نداء سواه، وقوله: "من يوم الجمعة" بيان لإذا وتفسير لها. وقال أبو البقاء: إن من بمعنى في كما في قوله: "أروني ماذا خلقوا من الأرض" أي في الأرض. قرأ الجمهور "الجمعة" بضم الميم. وقرأ عبد الله بن الزبير والأعمش بإسكانها تخفيفاً. وهما لغتان وجمعها جمع وجمعات. قال الفراء: يقال الجمعة بسكون الميم وبفتحها وبضمها. وهي صفة لليوم: أي يوم يجمع الناس: قال الفراء أيضاً وأبو عبيد: والتخفيف أخف وأقيس، نحو: غرفة وغرف وطرفة وطرف وحجرة وحجر. وفتح الميم لغة عقيل. وقيل إنما سميت جمعة لأن الله جمع فيها خلق آدم، وقيل لأن الله فرغ فيها من خلق كل شيء فاجتمعت فيها جميع المخلوقات، وقيل لاجتماع الناس فيها للصلاة "فاسعوا إلى ذكر الله" قال عطاء: يعني الذهاب والمشي إلى الصلاة. وقال الفراء: المضي والسعي والذهاب في معنى واحد، ويدل على ذلك قراءة عمر بن الخطاب وابن مسعود " فاسعوا إلى ذكر الله " وقيل المراد القصد. قال الحسن: والله ما هو سعي على الأقدام، ولكنه قصد بالقلوب والنيات، وقيل هو العمل كقوله: "من أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن" وقوله: "إن سعيكم لشتى" وقوله: "وأن ليس للإنسان إلا ما سعى" قال القرطبي: وهذا قول الجمهور، ومنه قول زهير: سعى بعدهم قوم لكي يدركوهم وقال أيضاً: سعى ساعياً غيظ بن مرة بعدما تنزل ما بين العشيرة بالدم أي فاعملوا على المضي إلى ذكر الله واشتغلوا بأسبابه من الغسل والوضوء والتوجه إليه، ويؤيد هذا القول قول الشاعر: أسعى على جل بني مالك كل امرئ في شأنه ساعي "وذروا البيع" أي اتركوا المعاملة به ويلحق به سائر المعاملات. قال الحسن: إذا أذن المؤذن يوم الجمعة لم يحل الشراء والبيع، والإشارة بقوله: "ذلكم" إلى السعي إلى ذكر الله وترك البيع، وهو مبتدأ وخبره "خير لكم" أي خير لكم من فعل البيع وترك السعي لما في الامتثال من الأجر والجزاء. وفي عدمه من عدم ذلك إذا لم يكن موجباً للعقوبة "إن كنتم تعلمون" أي إن كنتم من أهل العلم، فإنه لا يخفى عليكم أن ذلكم خير لكم.
10- "فإذا قضيت الصلاة" أي إذا فعلتم الصلاة وأديتموها وفرغتم منها "فانتشروا في الأرض" للتجارة والتصرف فيما تحتاجون إليه من أمر معاشكم "وابتغوا من فضل الله" أي من رزقه الذي ينفضل به على عباده بما يحصل لهم من الأرباح في المعاملات والمكاسب، وقيل المراد به ابتغاء ما عند الله من الأجر بعمل الطاعات واجتناب ما لا يحل "واذكروا الله كثيراً" أي ذكراً كثيراً بالشكر له على ما هداكم إليه من الخير الأخروي والدنيوي، وكذا اذكروه بما يقربكم إليه من الأذكار، كالحمد والتسبيح والتكبير والاستغفار ونحو ذلك "لعلكم تفلحون" أي كي تفوزا بخير الدارين وتظفروا به.
11- " وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها وتركوك قائما " سبب نزول هذه الآية أنه كان بأهل المدينة فاقة وحاجة، فأقبلت عير من الشام والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب يوم الجمعة، فانفتل الناس إليه حتى لم يبق إلا إثنا عشر رجلاً في المسجد. ومعنى "انفضوا إليها" تفرقوا خارجين إليها. وقال المبرد: مالوا إليها، والضمير للتجارة، وخصت بإرجاع الضمير إليها دون اللهو لأنها كانت أهم عندهم، وقيل التقدير: وإذا رأوا تجارة انفضوا إليها، أو لهواً انفضوا إليه، فحذف الثاني لدلالة الأول عليه كما في قول الشاعر: نحن بما عندنا وأنت بما عندك راض والرأي مختلف وقيل إنه اقتصر على ضمير التجارة، لأن الانفضاض إليها إذا كان مذموماً مع الحاجة إليها فكيف بالانفضاض إلى اللهو، وقيل غير ذلك "وتركوك قائماً" أي على المنبر: ثم أمره الله سبحانه أن يخبرهم بأن العمل للآخرة خير من العمل للدنيا فقال: "قل ما عند الله" يعني من الجزاء العظيم وهو الجنة "خير من اللهو ومن التجارة" اللذين ذهبتم إليهما وتركتم البقاء في المسجد وسماع خطبة النبي صلى الله عليه وسلم لأجلها "والله خير الرازقين" فمنه اطلبوا الرزق، وإليه ترسلوا بعمل الطاعة، فإن ذلك من أسباب تحصيل الرزق وأعظم ما يجلبه. وقد أخرج سعيد بن منصور وابن مردويه عن أبي هريرة قال: "قلت يا رسول الله لأي شيء سمي يوم الجمعة؟ قال: لأن فيه جمعت طينة أبيكم آدم، وفيه الصعقة والبعثة، وفي آخره ثلاث ساعات منها ساعة من دعا الله فيها بدعوة استجاب له". وأخرج سعيد بن منصور وأحمد والنسائي وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه عن سلمان قال: "قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: أتدري ما يوم الجمعة؟ قلت: الله ورسوله أعلم، قالها ثلاث مرات ثم قال في الثالثة: هو اليوم الذي جمع الله في أباكم آدم أفلا أحدثكم عن يوم الجمعة" الحديث. وأخرج أحمد ومسلم والترمذي وابن مردويه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خير يوم طلعت فيه الشمس يوم الجمعة، فيه خلق آدم وفيه أدخل الجنة، وفيه أخرج منها، ولا تقوم الساعة إلا في يوم الجمعة" وفي الباب أحاديث مصرحة بأنه خلق فيه آدم. وورد في فضل يوم الجمعة أحاديث كثيرة، وكذلك في فضل صلاة الجمعة وعظيم أجرها، وفي الساعة التي فيها، وأنه يستجاب الدعاء فيها، وقد أوضحت ذلك في شرحي للمنتقى بما لا يحتاج الناظر فيه إلى غيره. وأخرج أبو عبيد في فضائله وسعيد بن منصور وابن أبي شيبة وابن المنذر وابن الأنباري في المصاحف عن خرشة بن الحر قال: رأى معي عمر بن الخطاب لوحاً مكتوباً فيه "إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله" فقال: من أملى عليك هذا؟ قلت أبي بن كعب، قال: إن أبياً أقرأنا للمنسوخ اقرأها فامضوا إلى ذكر الله وروى هؤلاء ما عدا أبا عبيد عن ابن عمر قال: لقد توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وما نقرأ هذه الآية التي في سورة الجمعة إلا فامضوا إلى ذكر الله وأخرجه عنه أيضاً الشافعي في الأم وعبد الرزاق والفريابي وابن جرير وابن أبي حاتم. وأخرجوا كلهم أيضاً عن ابن مسعود أنه كان يقرأ فامضوا إلى ذكر الله قال: ولو كان فاسمعوا لسعيت حتى يسقط ردائي. وأخرج عبد بن حميد عن أبي بن كعب أنه قرأ كذلك. وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس "فاسعوا إلى ذكر الله" قال: فامضوا. وأخرج عبد بن حميد عنه أن السعي العمل. وأخرج عبد بن حميد عن محمد بن كعب: "أن رجلين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كانا يختلفان في تجارتهما إلى الشام، فربما قدما يوم الجمعة ورسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب فيدعونه ويقومون، فنزلت الآية "وذروا البيع" فحرم عليهم ما كان قبل ذلك". وأخرج ابن جرير عن أنس قال: "قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله: "فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله" قال: ليس لطلب دنيا، ولكن عيادة مريض، وحضور جنازة، وزيارة أخ في الله" وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في الآية قال: لم تؤمروا بشيء من طلب الدنيا إنما هو عيادة مريض وحضور جنازة وزيارة أخ في الله. وأخرج البخاري ومسلم وغيرهما عن جابر بن عبد الله قال: "بينما النبي صلى الله عليه وسلم يخطب يوم الجمعة قائماً إذ قدمت عير المدينة، فابتدرها أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى لم يبق منهم إلا إثنا عشر رجلاً أنا فيهم [و] أبو بكر وعمر، فأنزل الله: " وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها " إلى آخر السورة. وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس في الآية قال: جاءت عير عبد الرحمن بن عوف تحمل الطعام، فخرجوا من الجمعة بعضهم يريد أن يشتري، وبعضهم يريد أن ينظر إلى دحية، وتركوا رسول الله صلى الله عليه وسلم قائماً على المنبر، وبقي في المسجد اثنا عشر رجلاً وسبع نسوة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لو خرجوا كلهم لاضطرم المسجد عليهم ناراً". وفي الباب روايات متضمنة لهذا المعنى عن جماعة من الصحابة وغيرهم سورة المنافقون هي إحدى عشرة آية وهي مدنية. قال القرطبي: في قول الجميع. وأخرج ابن الضريس والنحاس وابن مردويه والبيهقي عن ابن عباس قال: نزلت سورة المنافقين بالمدينة. وأخرج ابن مردويه عن ابن الزبير مثله. وأخرج سعيد بن منصور والطبراني في الأوسط، قال السيوطي بسند حسن عن أبي هريرة قال:" كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في صلاة الجمعة بسورة الجمعة فيحرض بها على المؤمنين، وفي الثانية بسورة المنافقين فيقرع بها المنافقين". وأخرج البزار والطبراني عن أبي عنية الخولاني مرفوعاً نحوه. قوله: 1- "إذا جاءك المنافقون" أي إذا وصلوا إليك وحضروا مجلسك، وجواب الشرط قالوا، وقيل محذوف، وقالوا حال، والتقدير: جاءوك قائلين كيت وكيت فلا [تقبل] منهم.
وقيل الجواب 2- "اتخذوا أيمانهم جنة" وهو بعيد "قالوا نشهد إنك لرسول الله" أكدوا شهادتهم بإن واللام للإشعار بأنها صادرة من صميم قلوبهم من خلوص اعتقادهم، والمراد بالمنافقين عبد الله بن أبي وأصحابه، ومعنى نشهد نحلف، فهو يجري مجرى القسم، ولذلك يلتقى بما يلتقى به القسم، ومن هذا قول قيس بن ذريح: وأشهد عند الله أني أحبها فهذا لها عندي فما عندها ليا ومثل نشهد نعلم، فإنه يجري مجرى القسم كما في قول الشاعر: ولقد علمت لتأتين منيتي إن المنايا لا تطيش سهامها وجمله "والله يعلم إنك لرسوله" معترضة مقررة لمضمون ما قبلها، وهو ما أظهروه من الشهادة، وإن كانت بواطنهم على خلاف ذلك "والله يشهد إن المنافقين لكاذبون" أي في شهادتهم التي زعموا أنها من صميم القلب وخلوص الاعتقاد، لا إلى منطوق كلامهم، وهو الشهادة بالرسالة، فإنه حق. والمعنى: "والله يشهد إنهم لكاذبون" فيما تضمنه كلامهم من التأكيد الدال على أن شهادتهم بذلك صادرة عن خلوص اعتقاد وطمأنينة قلب وموافقة باطن لظاهر "اتخذوا أيمانهم جنة" أي جعلوا حلفهم الذي حلفوا لكم به إنهم لمنكم وإن محمداً لرسول الله وقاية تقيهم منكم وسترة يستترون بها من القتل والأسر، والجملة مستأنفة لبيان كذبهم وحلفهم عليه، وقد تقدم قول من قال إنها جواب الشرط. قرأ الجمهور "أيمانهم" بفتح الهمزة، وقرأ الحسن بكسرها، وقد تقدم تفسير هذا في سورة المجادلة "فصدوا عن سبيل الله" أي منعوا الناس عن الإيمان والجهاد وأعمال الطاعة بسبب ما يصدر منهم من التشكيك والقدح في النبوة. وهذا معنى الصد الذي بمعنى الصرف، ويجوز أن يكون من الصدود: أي أعرضوا عن الدخول في سبيل الله وإقامة أحكامه "إنهم ساء ما كانوا يعملون" من النفاق والصد.
وفي ساء معنى التعجب والإشارة بقوله: 3- "ذلك" إلى ما تقدم ذكره من الكذب والصد وقبح الأعمال، وهو مبتدأ وخبره "بأنهم آمنوا" أي بسبب أنهم آمنوا في الظاهر نفاقاً "ثم كفروا" في الباطن، أو أظهروا الإيمان للمؤمنين وأظهروا الكفر للكافرين، وهذا صريح في كفر المنافقين، وقيل نزلت الآية في قوم آمنوا ثم ارتدوا. والأول أولى كما يفيده السياق "فطبع على قلوبهم" أي ختم عليها بسبب كفرهم. قرأ الجمهور "فطبع" على البناء للمفعول، والقائم مقام الفاعل الجار والمجرور بعده، وقرأ زيد بن علي على البناء للفاعل، والفاعل ضمير يعود إلى الله سبحانه، ويدل على هذا قراءة الأعمش فطبع الله على قلوبهم "فهم لا يفقهون" ما فيه من صلاحهم ورشادهم وهو الإيمان.
4- " وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم " أي هيئاتهم ومناظرهم، يعني أن لهم أجساماً تعجب من يراها لما فيها من النضارة والرونق "وإن يقولوا تسمع لقولهم" فتحسب أن قولهم حق وصدق لفصاحتهم وذلاقة ألسنتهم، وقد كان عبد الله بن أبي رأس المنافقين فصيحاً جسيماً جميلاً، وكان يحضر مجلس النبي صلى الله عليه وسلم، فإذا قال سمع النبي صلى الله عليه وسلم مقالته. قال الكلبي: المراد عبد الله بن أبي وجد بن قيس، ومعتب بن قيس كانت لهم أجسام ومنظر وفصاحة، والخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم، وقيل لكل من يصلح له، ويدل عليه قراءة من قرأ يسمع على البناء للمفعول، وجملة "كأنهم خشب مسندة" مستأنفة لتقرير ما تقدم من أن أجسامهم تعجب الرائي وتروق الناظر، ويجوز أن تكون في محل رفع على أنها خبر مبتدأ محذوف، شبهوا في جلوسهم في مجالس رسول الله صلى الله عليه وسلم مستندين بها بالخشب المنصوبة المسندة إلى الحائط التي لا تفهم ولا تعلم، وهم كذلك لخلوهم عن الفهم النافع والعلم الذي ينتفع به صاحبه، قال الزجاج: وصفهم بتمام الصور، ثم أعلم أنهم في ترك الفهم والاستبصار بمنزلة الخشب. قرأ الجمهور " خشب " بضمتين، وقرأ أبو عمرو والكسائي وقنبل بإسكان الشين، وبها قرأ البراء بن عازب، واختارها أبو عبيد لأن واحدتها خشبة كبدنة وبدن، واختار القراءة الأولى أبو حاتم. وقرأ سعيد بن جبير وسعيد بن المسيب بفتحتين، ومعنى مسندة أنها أسندت إلى غيرها، من قولهم: أسندت كذا إلى كذا، والتشديد للتكثير. ثم عابهم الله سبحانه بالجبن فقال: "يحسبون كل صيحة عليهم" أي يحسبون كل صيحة يسمعونها واقعة عليهم نازلة بهم لفرط جبنهم ورعب قلوبهم، وفي المفعول الثاني للحسبان وجهان: أحدهما أنه عليهم، ويكون قوله: "هم العدو" جملة مستأنفة لبيان أنهم الكاملون في العداوة لكونهم يظهرون غير ما يبطنون، والوجه الثاني أن المفعول الثاني للحسبان هو قوله: "هم العدو"، ويكون قوله: "عليهم" متعلقاً بصيحة، وإنما جاء بضمير الجماعة باعتبار الخبر، وكان حقه أن يقال: هو العدو، والوجه الأول أولى. قال مقاتل والسدي: أي إذا نادى مناد في العسكر أو انفلتت دابة أو أنشدت ضالة ظنوا أنهم المرادون لما في قلوبهم من الرعب، ومن هذا قول الشاعر: مازلت تحسب كل شيء بعدهم خيلاً تكر علهم ورجالاً وقيل كان المنافقون على وجل من أن ينزل فيهم ما يهتك أستارهم ويبيح دماءهم وأموالهم. ثم أمر الله سبحانه رسوله بأن يأخذ حذره منهم فقال: "فاحذرهم" أن يتمكنوا من فرصة منك أو يطلعوا على شيء من أسرارك لأنهم عيون لأعدائك من الكفار. ثم دعا عليهم بقوله: "قاتلهم الله أنى يؤفكون" أي لعنهم الله، وقد تقول العرب هذه الكلمة على طريقة التعجب، كقولهم: قاتله الله من شاعر، أو ما أشعره، وليس بمراد هنا، بل المراد ذمهم وتوبيخهم، وهو طلب من الله سبحانه طلبه من ذاته عز وجل أن يلعنهم ويخزيهم، أو هو تعليم للمؤمنين أن يقولو ذلك، ومعنى "أنى يؤفكون" كيف يصرفون عن الحق ويميلون عنه إلى الكفر. قال قتادة: معناه يعدلون عن الحق. وقال الحسن معناه يصرفون عن الرشد.