تفسير الطبري تفسير الصفحة 281 من المصحف

 تفسير الطبري - صفحة القرآن رقم 281
282
280
 الآية : 119-128
تأويل قوله تعالى{ثُمّ إِنّ رَبّكَ لِلّذِينَ عَمِلُواْ السّوَءَ بِجَهَالَةٍ ثُمّ تَابُواْ مِن بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوَاْ إِنّ رَبّكَ مِن بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رّحِيمٌ * إِنّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمّةً قَانِتاً لِلّهِ حَنِيفاً وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ * شَاكِراً لأنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَىَ صِرَاطٍ مّسْتَقِيمٍ * وَآتَيْنَاهُ فِي الْدّنْيَا حَسَنَةً وَإِنّهُ فِي الاَخِرَةِ لَمِنَ الصّالِحِينَ * ثُمّ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ أَنِ اتّبِعْ مِلّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ * إِنّمَا جُعِلَ السّبْتُ عَلَىَ الّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ وَإِنّ رَبّكَ لَيَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُواْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ * ادْعُ إِلِىَ سَبِيلِ رَبّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنّ رَبّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ * وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُواْ بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِن صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لّلصّابِرينَ * وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلاّ بِاللّهِ وَلاَ تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلاَ تَكُ فِي ضَيْقٍ مّمّا يَمْكُرُونَ * إِنّ اللّهَ مَعَ الّذِينَ اتّقَواْ وّالّذِينَ هُم مّحْسِنُونَ }
16583ـ حدثنا أحمد، قال: حدثنا أبو أحمد، قال: حدثنا فضيـل بن مرزوق، عن عطية العوفـيّ فـي قوله: ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِـمَةً طَيّبَةً كَشَجَرةٍ طَيّبَةٍ قال: ذلك مثل الـمؤمن، لا يزال يخرج منه كلام طيب وعمل صالـح يصعد إلـيه.
16584ـ حدثنا القاسم، قال: حدثنا الـحسين، قال: ثنـي حجاج، عن أبـي جعفر، عن الربـيع بن أنس، قال: «أصْلُها ثابِتٌ فِـي الأرْضِ» وكذلك كان يقرؤها، قال: ذلك الـمؤمن ضرب مثله، قال: الإخلاص لله وحده وعبـادته، لا شريك له. قال: أصلُها ثابِتٌ قال: أصل عمله ثابت فـي الأرض وَفَرْعُها فِـي السّماءِ قال: ذكره فـي السماء.
واختلفوا فـي هذه الشجرة التـي جعلت للكلـمة الطيبة مثلاً، فقال بعضهم: هي النـخـلة. ذكر من قال ذلك:
16585ـ حدثنا ابن الـمثنى، قال: حدثنا مـحمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن معاوية بن قرة قال: سمعت أنس بن مالك فـي هذا الـحرف: كَشَجَرَةٍ طَيّبَةٍ قال: هي النـخـلة.
حدثنا الـحسن بن مـحمد، قال: حدثنا أبو قطن، قال: حدثنا شعبة، عن معاوية بن قرة، عن أنس، مثله.
حدثنا الـحسن، قال: حدثنا شبـابة، قال: حدثنا شعبة، عن معاوية بن قرة، قال: سمعت أنس بن مالك يقول: كَلِـمَةً طَيّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيّبَةٍ قال: النـخـل.
16586ـ حدثنـي يعقوب والـحسن بن مـحمد، قالا: حدثنا ابن علـية، قال: حدثنا شعيب، قال: قال خرجت مع أبـي العالـية نريد أنس بن مالك، قال: فأتـيناه، فدعا لنا بِقْنوٍ علـيه رطب، فقال: كلوا من هذه الشجرة التـي قال الله عزّ وجلّ: ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلَـمَةً طَيّبَةً كَشَجَرةٍ طَيّبَةٍ أصْلُها ثابِتٌ وفَرْعُا فِـي السّماءِ. وقال الـحسن فـي حديثه: بقناع.
16587ـ حدثنا خلاد بن أسلـم، قال: أخبرنا النضر بن شميـل، قال: أخبرنا حماد بن سلـمة، قال: أخبرنا شعيب بن الـحبحاب، عن أنس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أُتـي بقناع بسر، فقال: «مثل كَلـمَةٍ طَيّبَةٍ كَشَجَرَةٍ طَيّبَةٍ» قال: «هِيَ النّـخْـلَةُ».
حدثنا سوار بن عبد الله، قال: حدثنا أبـي، قال: حدثنا حماد بن سلـمة، عن شعيب بن الـحبحاب، عن أنس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتـى بقناع فـيه بسر، فقال: «مَثَلُ كَلِـمَةٍ طَيّبَةٍ كَشَجَرَةٍ طَيّبَةٍ» قال: «هي النّـخْـلَةُ» قال شعيب، فأخبرت بذلك أبـا العالـية، فقال: كذلك كانوا يقولون.
16588ـ حدثنـي الـمثنى، قال: حدثنا حجاج، قال: حدثنا حماد بن سلـمة، عن شعيب بن الـحبحاب، قال: كنا عند أنس، فأتـينا بطبق أو قنع علـيه رطب، فقال: كل يا أبـا العالـية، فإن هذا من الشجرة التـي ذكر الله عزّ وجلّ فـي كتابه ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلَـمَةً طَيّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيّبَةٍ أصْلُها ثابِتٌ».
حدثنـي الـمثنى، قال: حدثنا الـحجاج بن الـمنهال، قال: حدثنا مهدي بن ميـمون، عن شعيب بن الـحبحاب، قال: كان أبو العالـية يأتـينـي، فأتانـي يوما فـي منزلـي بعد ما صلـيت الفجر، فـانطلقت معه إلـى أنس بن مالك، فدخـلنا معه إلـى أنس بن مالك، فجيء بطبق علـيه رطب، فقال أنس لأبـي العالـية: كل يا أبـا العالـية، فإن هذه من الشجرة التـي قال الله فـي كتابه: ألَـمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلَـمَةً طَيّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيّبَةٍ أصْلُها ثابتٌ. قال: هكذا قرأها يومئذٍ أنس.
16589ـ حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا طلق، قال: حدثنا شريك، عن السديّ، عن مرة، عن عبد الله، مثله.
16590ـ حدثنـي الـحارث، قال حدثنا عبد العزيز، قال: حدثنا عبد الغفـار بن القاسم، عن جامع بن أبـي راشد، عن مرّة بن شراحيـل الهمدانـي، عن مسروق: كَشَجَرَةٍ طَيّبَةٍ قال: النـخـلة.
16591ـ حدثنـي مـحمد بن عمرو، قال: حدثنا أبو عاصم، قال: حدثنا عيسى «ح» وحدثنـي الـحارث، قال: حدثنا الـحسن، قال: حدثنا شبـابة، قال: حدثنا ورقاء «ح» وحدثنـي الـمثنى، قال: حدثنا أبو حذيفة، قال: حدثنا شبل جميعا، عن ابن أبـي نـجيح، عن مـجاهد، مثله.
حدثنا أحمد، قال: حدثنا أبو أحمد، قال: حدثنا إسرائيـل، عن السديّ، عن مرّة، عن عبد الله، مثله.
16592ـ حدثنـي الـمثنى، قال: حدثنا معلـى بن أسد، قال: حدثنا خالد، قال: أخبرنا حُصَين، عن عكرمة، فـي قوله: كَشَجَرَةٍ طَيّبَةٍ قال: هي النـخـلة لا تزال فـيها منفعة.
16593ـ حدثنـي الـمثنى، قال: حدثنا إسحاق، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مغراء، عن جويبر، عن الضحاك، فـي قوله: كَشَجَرةٍ طَيّبَةٍ قال: ضرب الله مثل الـمؤمن كمثل النـخـلة تؤتـي أكلها كلّ حين.
16594ـ حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة، قوله: مَثَلاً كَلِـمَةً طَيّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيّبَةٍ كنا نـحدّث أنها النـخـلة.
حدثنا مـحمد بن عبد الأعلـى، قال: حدثنا مـحمد بن ثور، عن معمر، عن قتادة: كَشَجَرَةٍ طَيّبَةٍ قال: يزعمون أنها النـخـلة.
16595ـ حدثنـي يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، فـي قوله: تُؤْتِـي أُكُلَها كُلّ حِينٍ قال: هي النـخـلة.
16596ـ حدثنا الـحسن بن مـحمد، قال: حدثنا مـحمد بن عبـيد، قال: حدثنا الأعمش، عن الـمنهال بن عمرو، عن سعيد بن جبـير، عن ابن عبـاس، فـي قوله: وَفَرْعُها فِـي السّماءِ قال: النـخـلة.
قال: حدثنا الـحسن، قال: حدثنا سعيد بن منصور، قال: حدثنا خالد، عن الشيبـانـي، عن عكرمة: تُؤْتِـي أُكُلَها كُلّ حِينٍ قال: هي النـخـلة.
حدثنا مـحمد بن عبد الأعلـى، قال: حدثنا مـحمد بن ثور، عن معمر، قال: قال شعيب بن الـحبحاب، عن أنس بن مالك: الشجرة الطيبة: النـخـلة.
وقال آخرون: بل هي شجرة فـي الـجنة. ذكر من قال ذلك:
16597ـ حدثنا الـحسن بن مـحمد، قال: حدثنا عفـان، قال: حدثنا أبو كدينة، قال: حدثنا قابوس بن أبـي ظبـيان، عن أبـيه، عن ابن عبـاس، فـي قول الله عزّ وجلّ: ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِـمَةً طَيّبَةً كَشَجَرةٍ طَيّبَةٍ أصْلُها ثابِتٌ وَفَرْعُها فِـي السماءِ تُؤْتِـي أُكُلَها كُلّ حِينٍ بإذْنِ رَبّها قال: هي شجرة فـي الـجنة.
وأولـى القولـين بـالصواب فـي ذلك، قول من قال: «هي النـخـلة» لصحة الـخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بـما:
16598ـ حدثنا به الـحسن بن مـحمد، قال: حدثنا سفـيان بن عيـينة، عن ابن أبـي نـجيح، عن مـجاهد، قال: صحبت ابن عمر إلـى الـمدينة، فلـم أسمعه يحدّث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا حديثا واحدا، قال: كنا عند النبـيّ صلى الله عليه وسلم، فأُتـي بجمار، فقال: «مِنَ الشّجَرِ شَجَرَةٌ مَثَلُها مَثَلُ الرّجُلِ الـمُسْلِـمِ» فأردت أن أقول: هي النـخـلة، فإذا أنا أصغر القوم، فسكتّ.
حدثنا الـحسن، قال: حدثنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا سلـيـمان، عن يوسف بن سرح، عن رجل، عن ابن عمر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «هَلْ تَدْرُونَ ما الشّجَرَةُ الطّيّبَةُ؟» قال ابن عمر: فأردت أن أقول هي النـخـلة، فمنعنـي مكان عمر، فقالوا: الله ورسوله أعلـم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «هِيَ النّـخْـلَةُ».
حدثنا الـحسن، قال: حدثنا يحيى بن حماد، قال: حدثنا عبد العزيز، قال: حدثنا عبد الله بن دينار، عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم هِيَ النّـخْـلَةُ».
حدثنا الـحسن، قال: حدثنا عاصم بن علـيّ، قال: حدثنا عبد العزيز بن مسلـم القِسْمِلِـي، قال: حدثنا عبد الله بن دينار، عن ابن عمر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إنّ مِنَ الشّجَرِ شَجَرَةً لا يَسْقُطُ وَرَقُها وَهِيَ مَثلُ الـمُؤْمِنِ، فَتُـحَدّثُونِـي ما هِيَ؟» فذكر نـحوه.
حدثنا الـحسن، قال: حدثنا علـيّ، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، قال: حدثنا عبـيد الله، قال: ثنـي نافع، عن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أخْبِرُونِـي بشَجَرَةٍ كَمَثَلِ الرّجُلِ الـمُسْلِـمِ تُؤْتِـي أُكُلَها كُلّ حِينٍ لا يتَـحاتّ وَرَقُها» قال: فوقع فـي نفسي أنها النـخـلة، فكرهت أن أتكلـم وثمّ أبو بكر وعمر، فلـما لـم يتكلـموا، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «هِيَ النّـخْـلَةُ».
حدثنا الـحسن، قال: حدثنا مـحمد بن الصبـاح، قال: حدثنا إسماعيـل، عن عبـيد الله، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبـيّ صلى الله عليه وسلم، نـحوه.
واختلف أهل التأويـل فـي معنى الـحين الذي ذكر الله عزّ وجلّ فـي هذا الـموضع فقال: تُؤْتِـي أُكُلَها كُلّ حِينٍ بإذْنِ رَبّها فقال بعضهم: معناه: تؤتـي أكلها كّل غداة وعشية. ذكر من قال ذلك:
16599ـ حدثنا الـحسن بن مـحمد، قال: حدثنا أبو معاوية، قال: حدثنا الأعمش، عن أبـي ظبـيان، عن ابن عبـاس، قال: الـحِين قد يكون غدوة وعشية.
حدثنا الـحسن بن مـحمد، قال: حدثنا مـحمد بن عبـيد،قال: حدثنا الأعمش، عن أبـي ظبـيان، عن ابن عبـاس فـي قوله: تُؤْتِـي أُكُلَها كّلّ حِينٍ بإذْنِ رَبّها قال: غُدوة وعشية.
حدثنا ابن بشار، قال: حدثنا يحيى، قال: حدثنا سفـيان، عن الأعمش، عن أبـي ظبـيان، عن ابن عبـاس، مثله.
حدثنا مـحمد بن الـمثنى، قال: حدثنا مـحمد بن أبـي عديّ، عن شعبة، عن سلـيـمان، عن أبـي ظبـيان، عن ابن عبـاس، بـمثله.
حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا طلق، عن زائدة، عن الأعمش، عن أبـي ظبـيان، عن ابن عبـاس مثله.
حدثنا الـحسن، قال: حدثنا علـيّ بن الـجعد، قال: حدثنا شعبة، عن الأعمش عن أبـي ظبـيان، عن ابن عبـاس، فـي قوله: تُؤْتِـي أُكُلَها كُلّ حِينٍ بإذْنِ رَبّها قال: بكرة وعشيا.
حدثنا أحمد، قال: حدثنا أبو أحمد، قال: حدثنا شريك، عن الأعمش، عن أبـي ظبـيان، عن ابن عبـاس: تُؤْتِـي أُكُلَها كُلّ حِينٍ بإذْنِ رَبّها قال: بكرة وعشية.
حدثنـي مـحمد بن سعد، قال: ثنـي أبـي، قال: ثنـي عمي، قال: ثنـي أبـي، عن أبـيه، عن ابن عبـاس: تُؤِتـي أُكُلَها كُلّ حِينٍ بإذْنِ رَبّها قال: يُذكر الله كلّ ساعة من اللـيـل والنهار.
حدثنا الـحسن، قال: حدثنا عفـان، قال: حدثنا أبو كدينة، قال: حدثنا قابوس، عن أبـيه، عن ابن عبـاس: تُؤْتِـي أُكُلَها كُلّ حِينٍ بإذْن رَبّها قال: غدوة وعشية.
16600ـ حدثنـي الـمثنى، قال: حدثنا إسحاق، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مَغْراء، عن جويبر، عن الضحاك، فـي قوله: تُؤْتِـي أُكُلَها كُلّ حِينٍ بإذْنِ رَبّها قال: الـمؤمن يطيع الله بـاللـيـل والنهار، وفـي كلّ حين.
16601ـ حدثنـي الـمثنى، قال: حدثنا إسحاق، قال: حدثنا عبد الله بن أبـي جعفر، عن أبـيه، عن الربـيع بن أنس: تُؤْتِـي أُكُلَها كُلّ حِينٍ بإذْنِ رَبّها يصعد عمله أوّل النهار وآخره.
حدثنا القاسم، قال: حدثنا الـحسين، قال: ثنـي حجاج، عن أبـي جعفر، عن الربـيع بن أنس: تُؤْتِـي أُكُلُهَا كُلّ حِينٍ بإذْنِ رَبّها قال: يَصْعَد عمله غدوة وعشية.
16602ـ حُدثت عن الـحسين، قال: سمعت أبـا معاذ، قال: أخبرنا عبـيد بن سلـيـمان، قال: سمعت الضحاك يقول فـي قوله: تُؤْتِـي أُكُلَها كُلّ حِينٍ بإذْنِ رَبّها قال: تُـخْرِج ثمرَتها كلّ حين. وهذا مثل الـمؤمن يعمل كلّ حين كل ساعة من النهار، وكلّ ساعة من اللـيـل وبـالشتاء والصيف بطاعة الله.
وقال آخرون: معنى ذلك: تؤتـي أكلها كلّ ستة أشهر من بـين صِرَامها إلـى حملها. ذكر من قال ذلك:
16603ـ حدثنا مـحمد بن بشار، قال: حدثنا يحيى، قال: حدثنا سفـيان، عن طارق بن عبد الرحمن، عن سعيد بن جبـير، عن ابن عبـاس، قال: الـحين: ستة أشهر.
16604ـ حدثنـي يعقوب، قلا: حدثنا ابن علـية،قال: أخبرنا أيوب، قال: قال عكرمة: سئلت عن رجل حلف أن لا يصنع كذا وكذا إلـى حين، فقلت: إن من الـحين حينا يدرك، ومن الـحين حينا لا يدرك، فـالـحين الذي لا يدرك قوله: وَلَتَعْلَـمُنّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ والـحين الذي يدرك: تُؤْتِـي أُكُلَها كُلّ حِينٍ بإذْنِ رَبّها قال: وذلك من حين تُصْرَمُ النـخـلة إلـى حين تُطْلِع، وذلك ستة أشهر.
16605ـ حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا وكيع، عن سفـيان، عن ابن الأصبهانـي، عن عكرمة، قال: الـحِين: ستة أشهر.
16606ـ حدثنا الـحسن، قال: حدثنا سعيد بن منصور، قال: حدثنا خالد، عن الشيبـانـي، عن عكرمة، فـي قوله: تُؤْتِـي أُكُلَها كُلّ حِينٍ بإذْنِ رَبّها قال: هي النـخـلة، والـحِين: ستة أشهر.
16607ـ حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا كثـير بن هشام، قال: حدثنا جعفر، قال: حدثنا عكرمة: تُؤْتِـي أُكُلَها كُلّ حِينٍ بإذْنِ رَبّها قال: هو ما بـين حمل النـخـلة إلـى أن تُـحْزر.
حدثنـي الـمثنى، قال: حدثنا قبـيصة بن عقبة، قال: حدثنا سفـيان، قال: قال عكرمة: الـحِين: ستة أشهر.
16608ـ حدثنا أحمد، قال: حدثنا أبو أحمد، قال: حدثنا قـيس، عن طارق بن عبد الرحمن، عن سعيد بن جبـير، عن ابن عبـاس، أنه سئل عن رجل حلف أن لا يكلـم أخاه حِينا، قال: الـحِين: ستة أشهر، ثم ذكر النـخـلة ما بـين حملها إلـى صِرامها ستة أشهر.
16609ـ حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا وكيع، عن سفـيان، عن طارق، عن سعيد بن جبـير: تُؤْتِـي أُكُلَها كُلّ حِينٍ قال: ستة أشهر.
16610ـ حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة، قوله: تُؤْتِـي أُكُلَها كُلّ حينٍ بإذْنِ رَبّها والـحين: ما بـين السبعة والستة، وهي تؤكل شتاءً وصيفـا.
16611ـ حدثنا مـحمد بن عبد الأعلـى، قال: حدثنا مـحمد بن ثور، عن معمر، قال: قال الـحسن: ما بـين الستة الأشهر والسبعة يعنـي الـحين.
حدثنا ابن بشار، قال: حدثنا عبد الرحمن، قال: حدثنا سفـيان، عن عبد الرحمن بن الأصبهانـي، عن عكرمة، قال: الـحين: ستة أشهر.
وقال آخرون: بل الـحين ههنا سنة. ذكر من قال ذلك:
16612ـ حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا وكيع، عن أبـي مكين، عن عكرمة: أنه نذر أن يقطع يد غلامه أو يحبسه حينا، قال: فسألنـي عمر بن عبد العزيز، فقلت: لا تقطع يده، ويحبسه سنة، والـحين: سنة. ثم قرأ: لَـيَسْجُنُنّهُ حتـى حينٍ، وقرأ: تُؤْتِـي أُكُلَها كُلّ حينٍ بإذْنِ رَبّها.
16613ـ حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا وكيع، قال: وزاد أبو بكر الهذلـيّ، عن عكرمة، قال: قال ابن عبـاس: الـحين حينان: حين يعرف، وحين لا يعرف فأما الـحين الذي لا يعرف: وَلَتَعْلَـمُنّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينِ. وأما الـحين الذي يعرف فقوله: تُؤْتِـي أُكُلَها كُلّ حِينٍ بإذْنِ رَبّها.
16614ـ حدثنا ابن الـمثنى، قال: حدثنا مـحمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، قال: سألت حمادا والـحكَم، عن رجل حلف إلاّ يكلـم رجلاً إلـى حِين، قالا الـحِين: سنة.
16615ـ حدثنا مـحمد بن عمرو، قال: حدثنا أبو عاصم، قال: حدثنا عيسى «ح» وحدثنـي الـحرث، قال: حدثنا الـحسن، قال: حدثنا ورقاء «ح» وحدثنا الـحسن بن مـحمد، قال: حدثنا شبـابة، قال: ثنـي ورقاء «ح» وحدثنـي الـمثنى، قال: حدثنا أبو حذيفة، قال: حدثنا شبل، عن ابن أبـي نـجيح، عن مـجاهد، قوله: كُلّ حِينٍ قال: كلّ سنة.
16616ـ حدثنـي يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، فـي قوله: تُؤْتِـي أُكُلُها كُلّ حِينٍ قال: كلّ سنة.
16617ـ حدثنا أحمد، قال: حدثنا أبو أحمد، قال: حدثنا سلام، عن عطاء بن السائب، عن رجل منهم، أنه سأل ابن عبـاس، فقال: حلفت ألاّ أكلـم رجلاً حِينا، فقرأ ابن عبـاس: تُؤْتِـي أُكُلَها كُلّ حِينٍ فـالـحِين: سنة.
حدثنا أحمد، قال: حدثنا أبو أحمد، قال: حدثنا ابن عسيـل، عن عكرمة، قال: أرسل إلـيّ عمر بن عبد العزيز فقال: يا مولـى ابن عبـاس، إنـي حلفت أن لا أفعل كذا وكذا حِينا، فلـما الـحين الذي يعرف به؟ قلت: إن من الـحين حينا لا يدرك، ومن الـحين حين يدرك فأما الـحين الذي لا يدرك فقول الله: هَلْ أتَـى علـى الإنْسانِ حِينٌ مِنَ الدّهْرِ لَـمْ يَكُنْ شَيْئا مَذْكُورا: والله ما يدري كم أتـى له إلـى أن خـلق. وأما الذي يدرك فقوله: تُؤْتِـي أُكُلَها كُلّ حِينٍ بإذْنِ رَبّها، فهو ما بـين العام إلـى العام الـمقبل. فقال: أصبت يا مولـى ابن عبـاس، ما أحسن ما قلت.
حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا جرير، عن عطاء، قال: أتـى رجل ابن عبـاس، فقال: إنـي نذَرت أن لا أكلـم رجلاً حينا، فقال ابن عبـاس: تُؤْتِـي أُكُلَها كُلّ حِينٍ فـالـحِين: سنة.
وقال آخرون: بل الـحين فـي هذا الـموضع: شهران. ذكر من قال ذلك:
16618ـ حدثنا أحمد بن إسحاق، قال: حدثنا أبو أحمد، قال: حدثنا مـحمد بن مسلـم الطائفـي، عن إبراهيـم بن ميسرة، قال: جاء رجل إلـى سعيد بن الـمسيب، فقال: إنـي حلفت أن لا أكلـم فلانا حينا، فقال: قال الله تعالـى: تُؤْتِـي أُكُلَها كُلّ حِينٍ بإذْنٍ رَبّها قال: هي النـخـلة لا يكون منها أكلها إلا شهرين، فـالـحِين شهران.
وأولـى الأقوال فـي ذلك عندي بـالصواب قول من قال: عنى بـالـحين فـي هذا الـموضع: غدوة وعشية، وكلّ ساعة لأن الله تعالـى ذكره ضرب ما تؤتـي هذه الشجرة كلّ حين من الأكل لعمل الـمؤمن وكلامه مثلاً، ولا شكّ أن الـمؤمن يرفع له إلـى الله فـي كلّ يوم صالـح من العمل والقول، لا فـي كلّ سنة أو فـي كلّ ستة أشهر أو فـي كلّ شهرين. فإذا كان ذلك كذلك، فلا شكّ أن الـمثل لا يكون خِلافـا للـمُـمَثّل به فـي الـمعنى. وإذا كان ذلك كذلك كان بـيّنا صحة ما قلنا.
فإن قال قائل: فأيّ نـخـلة تؤتـي فـي كلّ وقت أكلاً صيفـا وشتاءً؟ قـيـل: أما فـي الشتاء فإن الطلع من أكلها، وأما فـي الصيف فـالبلـح والبسر والرطب والتـمر، وذلك كله من أكلها. وقوله: تُؤْتِـي أُكُلَها فإنه كما:
16619ـ حدثنا به مـحمد بن عبد الأعلـى، قال: حدثنا مـحمد بن ثور، عن معمر، قتادة: تُؤْتِـي أُكُلَها كُلّ حِينٍ بإذْنِ رَبّها قال: يؤكل ثمرها فـي الشتاء والصيف.
حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة: تُؤْتِـي أُكُلَها كُلّ حِينٍ قال: هي تؤكل شتاء وصيفـا.
16620ـ حدثنـي الـمثنى، قال: حدثنا إسحاق، قال: حدثنا عبد الله بن أبـي جعفر، عن أبـيه، عن الربـيع بن أنس: تُؤْتِـي أُكُلَها كُلّ حِينٍ بإذْنِ رَبّها يصعد عمله، يعنـي عمل الـمؤمن من أوّل النهار وآخره.

نهاية تفسير الإمام الطبرى لسورة النحل