تفسير الطبري تفسير الصفحة 590 من المصحف

 تفسير الطبري - صفحة القرآن رقم 590
591
589
 سورة البروج مكيّة
وآياتها ثنتان وعشرون
بسم الله الرحمَن الرحيـم

الآية : 1-5
القول فـي تأويـل قوله تعالى:{وَالسّمَآءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ * وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ * وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ * قُتِلَ أَصْحَابُ الاُخْدُودِ * النّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ }.
قال أبو جعفر رحمه الله: قوله: والسّماءِ ذَاتِ البُرُوجِ أقسم الله جلّ ثناؤه بالسماء ذات البروج.
واختلف أهل التأويل في معنى البروج في هذا الموضع, فقال بعضهم: عُنِي بذلك: والسماء ذات القصور. قالوا: والبروج: القصور. ذكر من قال ذلك:
28454ـ حدثني محمد بن سعد, قال: ثني أبي, قال: ثني عمي, قال: ثني أبي, عن أبيه, عن ابن عباس والسّماءِ ذَاتِ البُرُوجِ قال ابن عباس: قصور في السماء, قال غيره: بل هي الكواكب.
28455ـ حُدثت عن الحسين, قال: سمعت أبا معاذ يقول: حدثنا عبيد, قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: البُرُوجِ يزعمون أنها قصور في السماء, ويقال: هي الكواكب.
وقال آخرون: عني بذلك: والسماء ذات النجوم, وقالوا: نجومها: بروجها. ذكر من قال ذلك:
28456ـ حدثني محمد بن عمرو, قال: حدثنا أبو عاصم, قال: حدثنا عيسى وحدثني الحرث, قال: حدثنا الحسن, قال: حدثنا ورقاء, جميعا عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد في قول الله: ذَاتِ البُرُوجِ قال: البروج: النجوم.
28457ـ حدثنا ابن حميد, قال: حدثنا مهران, عن سفيان, عن ابن أبي نجيح والسّماءِ ذَاتِ البُرُوجِ قال: النجوم.
28458ـ حدثنا بشر, قال: حدثنا يزيد, قال: حدثنا سعيد, عن قتادة, قوله: والسّماءِ ذَاتِ البُرُوجِ وبروجها: نجومها.
وقال آخرون: بل معنى ذلك: والسماء ذات الرمل والماء. ذكر من قال ذلك:
28459ـ حدثني الحسن بن قزعة, قال: حدثنا حصين بن نمير, عن سفيان بن حسين, في قوله: والسّماءِ ذَاتِ البُرُوجِ قال: ذات الرمل والماء.
وأولى الأقوال في ذلك بالصواب: أن يقال: معنى ذلك: والسماء ذات منازل الشمس والقمر, وذلك أن البروج: جمع برج, وهي منازل تتخذ عالية عن الأرض مرتفعة, ومن ذلك قول الله: وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيّدَةٍ, وهي منازل مرتفعة عالية في السماء, وهي اثنا عشر برجا, فمسير القمر في كلّ برج منها يومان وثلث, فذلك ثمانية وعشرون منزلاً, ثم يستسرّ ليلتين, ومسير الشمس في كلّ برج منها شهر.
وقوله: وَالْيَوْمِ المَوْعُودِ يقول تعالى ذكره: وأقسم باليوم الذي وعدته عبادي, لفصل القضاء بينهم, وذلك يوم القيامة. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل, وجاء الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. ذكر من قال ذلك:
28460ـ حدثنا أبو كريب, قال: حدثنا ابن نمير وإسحاق الرازي, عن موسى بن عبيدة, عن أيوب بن خالد, عن عبد الله بن رافع, عن أبي هريرة, قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «الْيَوْمُ المَوْعُودُ: يَوْمُ الْقِيامَةِ».
قال: ثنا وكيع, عن موسى بن عبيدة, عن أيوب بن خالد, عن عبد الله بن رافع, عن أبي هريرة, عن النبيّ صلى الله عليه وسلم, مثله.
حدثنا يعقوب, قال: حدثنا ابن علية, قال: حدثنا يونس, قال أنبأني عمار, قال: قال أبو هريرة: «الْيَوْمُ المَوْعُودُ: يَوْمُ الْقِيامَةِ». قال يونس, وكذلك الحسن.
28461ـ حدثنا بشر, قال: حدثنا يزيد, قال: حدثنا سعيد, عن قتادةوالْيَوْم المَوْعُودِ يعني: يوم القيامة.
حدثنا ابن عبد الأعلى, قال: حدثنا ابن ثور, عن معمر, عن قتادة, في قوله وَالْيَوْمِ المَوْعُودِ قال: القيامة.
28462ـ حدثني يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد الْيَوْمِ المَوْعُودِ يوم القيامة.
حدثنا ابن حميد, قال: حدثنا مهران, عن سفيان, عن يونس بن عبيد, عن عمار بن أبي عمار, مولى بني هاشم, عن أبي هريرة وَالْيَوْمِ المَوْعُودِ يوم القيامة.
حدثنا ابن حميد, قال: حدثنا مهران, عن موسى بن عبيدة, عن أيوب بن خالد, عن عبد الله بن رافع, عن أبي هريرة, عن النبيّ صلى الله عليه وسلم: «الْيَوْمُ المَوْعُودُ: يَوْمُ الْقِيامَةِ».
28463ـ حدثنا محمد بن عوف, قال: حدثنا محمد بن إسماعيل بن عياش, قال: ثني أبي, قال: ثني ضمضم بن زرعة, عن شريح بن عبيد, عن أبي مالك الأشعريّ, قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الْيَوْمُ المَوْعُودُ: يوم القيامة».
وقوله: وَشاهِدٍ وَمَشْهُودٍ: اختلف أهل التأويل في معنى ذلك, فقال بعضهم: معنى ذلك: وأقسم بشاهد, قالوا: وهو يوم الجمعة, ومشهود, قالوا: وهو يوم عرفة. ذكر من قال ذلك:
28464ـ حدثني يعقوب, قال: أخبرنا ابن علية, قال: أخبرنا يونس, قال: أنبأني عمار, قال: قال أبو هريرة: الشاهد: يوم الجمعة, والمشهود: يوم عرفة قال يونس, وكذلك قال الحسن.
28465ـ حدثنا ابن المثنى, قال: حدثنا محمد بن جعفر, قال: حدثنا شعبة, عن أبي إسحاق, قال: سمعت حارثة بن مضرب, يحدّث عن عليّ رضي الله عنه, أنه قال في هذه الاَية: وَشاهِدٍ وَمَشْهُودٍ قال: يوم الجمعة, ويوم عرفة.
28466ـ حدثني محمد بن سعد, قال: ثني أبي, قال: ثني عمي, قال: ثني أبي, عن أبيه, عن ابن عباس وَشاهِدٍ وَمَشْهُودٍ قال: الشاهد يوم الجمعة, والمشهود: يوم عرفة ويقال: الشاهد: الإنسان, والمشهود: يوم القيامة.
28467ـ حدثنا بشر, قال: حدثنا يزيد, قال: حدثنا سعيد, عن قتادة وَشاهِدٍ وَمَشْهُودٍ: يومان عظيمان من أيام الدنيا, كنا نحدّث أن الشاهد يوم الجمعة, والمشهود يوم عرفة.
حدثنا ابن عبد الأعلى, قال: حدثنا ابن ثور, عن معمر, عن قتادة وَشاهِدٍ وَمَشْهُودٍ قال: الشاهد: يوم الجمعة, والمشهود: يوم عرفة.
حدثنا ابن حميد, قال: حدثنا مهران, عن سفيان, عن أبي إسحاق, عن الحارث, عن عليّ رضي الله عنه: وَشاهِدٍ وَمَشْهُودٍ قال: الشاهد يوم الجمعة, والمشهود: يوم عرفة.
28468ـ حدثني يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد, في قوله: وَشاهِدٍ يوم الجمعة, ومَشْهُودٍ: يوم عرفة.
28469ـ حدثنا أبو كريب, قال: حدثنا وكيع, عن موسى بن عبيدة, عن أيوب بن خالد, عن عبد الله بن رافع, عن أبي هريرة, قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «وَشاهِدٍ: يَوْمَ الجُمُعَةِ, وَمَشْهُودٍ: يَوْمُ عَرَفَةَ».
حدثنا أبو كريب, قال: حدثنا ابن نمير وإسحاق الرازي, عن موسى بن عبيدة, عن أيوب بن خالد, عن عبد الله بن رافع, عن أبي هريرة, قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «المَشْهُودُ: يَوْمُ عَرَفَةَ, والشّاهِدُ: يَوْمُ الجُمُعَةِ».
28470ـ حدثنا سهل بن موسى, قال: حدثنا ابن أبي فديك, عن ابن حرملة, عن سعيد: أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنّ سَيّدَ الأيّامِ يَوْمُ الجُمُعَة, وَهُوَ الشّاهِدُ, وَالمَشْهُودُ: يَوْمُ عَرَفةَ».
حدثنا ابن حميد, قال: حدثنا مهران, عن موسى بن عبيد, عن أيوب بن خالد, عن عبد الله بن رافع عن أبي هريرة, عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: «المَشْهُودُ: يَوْمُ عَرَفَةَ, والشّاهِدُ: يَوْمُ الجُمُعَةِ, فِيهِ ساعَةٌ لا يُوَافِقُها مُؤْمِنٌ يَدْعُو اللّهَ بِخَيْرٍ إلاّ اسْتَجابَ لَهُ, وَلا يَسْتَعِيذُهُ مِنْ شَرَ إلاّ أعاذَهُ».
28471ـ حدثني محمد بن عوف, قال: حدثنا محمد بن إسماعيل, قال: ثني أبي, قال: ثني ضمضم بن زُرْعة, عن شريح بن عبيد, عن أبي مالك الأشعريّ, قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنّ الشّاهِدَ يَوْمُ الجُمُعَةِ, وَإنّ المَشْهُودَ يَوْمُ عَرَفَةَ, فَيَوْمُ الجُمُعَةِ خِيرَةُ الله لَنا».
حدثني سعيد بن الربيع الرازي, قال: حدثنا سفيان, عن عبد الرحمن بن حرملة, عن سعيد بن المسيب, قال: سيد الأيام يوم الجمعة, وهو شاهد.
وقال آخرون: الشاهد: محمد, والمشهود: يوم القيامة. ذكر من قال ذلك:
28472ـ حدثنا أبو كريب, قال: حدثنا وكيع, عن شعبة, عن عليّ بن زيد, عن يوسف المكيّ, عن ابن عباس قال: الشاهد: محمد, والمشهود: يوم القيامة, ثم قرأ ذَلكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النّاسُ وَذَلكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ.
28473ـ حدثنا ابن حميد, قال: حدثنا جرير, عن مغيرة, عن شباك, قال: سأل رجل الحسن بن عليّ, عن وشاهِدٍ وَمَشْهُودٍ قال: سألت أحدا قبلي؟ قال: نعم سألت ابن عمر وابن الزبير, فقالا: يوم الذبح ويوم الجمعة قال: لا, ولكن الشاهد: محمد, ثم قرأ: فَكَيْفَ إذَا جِئْنا مِنْ كُلّ أُمّةٍ بِشَهِيدٍ, وَجِئْنا بِكَ عَلى هَؤُلاءِ شَهِيدا والمشهود: يوم القيامة, ثم قرأ: ذَلك يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النّاسُ وَذلكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ.
حدثنا ابن حميد, قال: حدثنا مهران, عن سفيان, عن جابر, عن أبي الضحى, عن الحسن بن عليّ, قال: الشاهد: محمد, والمشهود: يوم القيامة.
28474ـ حدثني سعيد بن الربيع, قال: حدثنا سفيان, عن عبد الرحمن بن حَرْملة, عن سعيد بن المسيب: وَمَشْهُودٍ: يوم القيامة.
وقال آخرون: الشاهد: الإنسان, والمشهود: يوم القيامة. ذكر من قال ذلك:
28475ـ حدثني محمد بن عبيد المحاربيّ, قال: حدثنا أسباط, عن عبد الملك, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد, في قوله: وَشاهِدٍ وَمَشْهُودٍ قال: الشاهد: ابن آدم, والمشهود يوم القيامة.
حدثني محمد بن عمرو, قال: حدثنا أبو عاصم, قال: حدثنا عيسى عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد, قوله وَشاهِدٍ وَمَشْهُودٍ قال: الإنسان, وقوله وَمَشْهُودٍ قال: يوم القيامة.
28476ـ حدثنا ابن حميد, قال: حدثنا مهران, عن سفيان, عن ابن أبي نجيح, قال: الشاهد: الإنسان, والمشهود: يوم القيامة.
28477ـ حدثني يعقوب, قال: حدثنا ابن عُلَية, عن خالد الحذّاء, عن عكرِمة, في قوله: وَشاهِدٍ وَمَشْهُودٍ قال: شاهد: ابن آدم, ومشهود: يوم القيامة.
28478ـ حُدثت عن الحسين, قال: سمعت أبا معاذ يقول: أخبرنا عبيد, قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: وَشاهِدٍ يعني الإنسان وَمَشْهُودٍ يوم القيامة, قال الله: وَذَلكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ.
وقال آخرون: الشاهد: محمد, والمشهود: يوم الجمعة. ذكر من قال ذلك:
28479ـ حدثنا ابن حميد, قال: حدثنا يحيى بن واضح, قال: حدثنا الحسين, عن يزيد, عن عكرِمة, في قوله: وَشاهِدٍ وَمَشْهُودٍ قال: الشاهد: محمد, والمشهود: يوم الجمعة, فذلك قوله: فَكَيْفَ إذَا جِئْنا مِنْ كُلّ أُمّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنا بِكَ عَلى هَؤُلاءِ شَهِيدا.
وقال آخرون: الشاهد الله, والمشهود: يوم القيامة. ذكر من قال ذلك:
28480ـ حدثني عليّ, قال: حدثنا أبو صالح, قال: ثني معاوية, عن عليّ, عن ابن عباس, في قوله وَشاهِدٍ يقول الله وَمَشْهُودٍ يقول: يوم القيامة.
وقال آخرون: الشاهد: يوم الأضحى, والمشهود: يوم الجمعة. ذكر من قال ذلك:
28481ـ حدثنا ابن حميد, قال: حدثنا جرير, عن مغيرة, عن شباك, قال: سأل رجل الحسن بن عليّ, عن شاهِدٍ وَمَشْهُودٍ قال: سألتَ أحدا قبلي؟ قال: نعم, سألت ابن عمر وابن الزبير, فقالا: يوم الذبح, ويوم الجمعة.
وقال آخرون: الشاهد: يوم الأضحى, والمشهود, يوم عَرَفة. ذكر من قال ذلك:
28482ـ حدثنا ابن حميد, قال: حدثنا مهران, عن سفيان, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد, عن ابن عباس: وَشاهِدٍ وَمَشْهُودٍ قال: الشاهد: يوم عرفة, والمشهود: يوم القيامة.
وقال آخرون: المشهود: يوم الجمعة, ورَوَوْا ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. ذكر الرواية بذلك:
28483ـ حدثنا أحمد بن عبد الرحمن, قال: ثني عمي عبد الله بن وهب, قال: أخبرني عمرو بن الحارث, عن سعيد بن أبي هلال, عن زيد بن أيمن, عن عبادة بن نسيّ, عن أبي الدرداء, قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أكْثِرُوا عَليّ الصّلاةَ يَوْمُ الجُمُعَةِ, فإنّهُ يَوْمٌ مَشْهُودٌ تَشْهَدُهُ المَلائِكَةُ».
والصواب من القول في ذلك عندنا: أن يقال: إن الله أقسم بشاهد شهد, ومشهود شهد, ولم يخبرنا مع إقسامه بذلك أيّ شاهد وأيّ مشهود أراد, وكلّ الذي ذكرنا أن العلماء قالوا: هو المعنيّ مما يستحقّ أن يُقال له شاهِدٍ وَمَشْهُودٍ.
وقوله: قُتِلَ أصحَابُ الأُخْدُودِ يقول: لعن أصحاب الأخدود. وكان بعضهم يقول: معنى قوله: قُتِلَ أصحَابُ الأُخْدُودِ خبر من الله عن النار أنها قتلتهم.
وقد اختلف أهل العلم في أصحاب الأخدود من هم؟ فقال بعضهم: قوم كانوا أهل كتاب من بقايا المجوس. ذكر من قال ذلك:
28484ـ حدثنا ابن حميد, قال: حدثنا يعقوب القمي, عن جعفر عن ابن أبْزَى, قال: لما رجع المهاجرون من بعض غزواتهم, بلغهم نعي عمر بن الخطاب رضي الله عنه, فقال بعضهم لبعض: أيّ الأحكام تجري في المجوس, وإنهم ليسوا بأهل كتاب, وليسوا من مشركي العرب, فقال عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه: قد كانوا أهل كتاب, وقد كانت الخمر أُحلّت لهم, فشربها ملك من ملوكهم, حتى ثمل منها, فتناول أخته فوقع عليها, فلما ذهب عنه السكر قال لها: ويحك فما المخرج مما ابتليتُ به؟ فقالت: اخطب الناس, فقل: يا أيها الناس إن الله قد أحلّ نكاح الأخوات, فقام خطيبا, فقال: يا أيها الناس إن الله قد أحلّ نكاح الأخوات, فقال الناس: إنا نبرأ إلى الله من هذا القول, ما أتانا به نبيّ, ولا وجدناه في كتاب الله, فرجع إليها نادما, فقال لها: ويحك إن الناس قد أبَوا عليّ أن يقرّوا بذلك, فقالت: ابسط عليهم السّياط, ففعل, فبسط عليهم السياط, فأبَوا أن يقرّوا, فرجع إليها نادما, فقال: إنهم أبَوا أن يقرّوا, فقالت: اخطبهم فإن أبوا فجرّد فيهم السيف, ففعل, فأبى عليه الناس, فقال لها: قد أبى عليّ الناس, فقالت: خدّ لهم الأخدود, ثم اعرض عليها أهل مملكتك, فمن أقرّ, وإلاّ فاقذفه في النار, ففعل, ثم عرض عليها أهل مملكته, فمن لم يقرّ منهم قذفه في النار, فأنزل الله فيهم: قُتِلَ أصحَابُ الأُخْدُودِ النّارِ ذَاتِ الوَقُودِ إلى أنْ يُؤْمِنُوا باللّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ إنّ الّذِينَ فَتَنُوا المُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِناتِ حرّقوهم ثُمّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنّمَ ولَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ فلم يزالوا منذ ذلك يستحلون نكاح الأخوات والبنات والأمهات.
28485ـ حدثنا بشر, قال: حدثنا يزيد, قال: حدثنا سعيد, عن قتادة, قوله: قُتِلَ أصحَابُ الأُخْدُودِ قال: حدثنا أن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه كان يقول: هم ناس بمذارع اليمن, اقتتل مؤمنوها وكفارها, فظهر مؤمنوها على كفارها, ثم اقتتلوا الثانية, فظهر مؤمنوها على كفارها, ثم أخذ بعضهم على بعض عهدا ومواثيق أن لا يغدر بعضهم ببعض, فغدر بهم الكفار فأخذوهم أخذا ثم إن رجلاً من المؤمنين قال لهم: هل لكم إلى خير, توقدون نارا ثم تعرضوننا عليها, فمن تابعكم على دينكم فذلك الذي تشتهون, ومن لا, اقتحم النار فاسترحتم منه قال: فأجّجوا نارا وعرضوا عليها, فجعلوا يقتحمونها صناديدهم, ثم بقيت منهم عجوز كأنها نكصت, فقال لها طفل في حجرها: يا أماه, امضي ولا تنافقي, قصّ الله عليكم نبأهم وحديثهم.
28486ـ حدثنا ابن عبد الأعلى, قال: حدثنا ابن ثور, عن معمر, عن قتادة, في قوله: قُتِلَ أصحَابُ الأُخْدُودِ قال: يعني القاتلين الذين قتلوهم يوم قتلوا.
28487ـ حدثني محمد بن سعد, قال: ثني أبي, قال: ثني عمي, قال: ثني أبي, عن أبيه, عن ابن عباس: قُتِلَ أصحَابُ الأُخْدُودِ النّارِ ذَاتِ الوَقُودِ قال: هم ناس من بني إسرائيل, خدّوا أخدودا في الأرض, ثم أوقدوا فيها نارا, ثم أقاموا على ذلك الأخدود رجالاً ونساء, فعرضوا عليها, وزعموا أنه دانيال وأصحابه.
28488ـ حدثني محمد بن عمرو, قال: حدثنا أبو عاصم, قال: حدثنا عيسى وحدثني الحرث, قال: حدثنا الحسن, قال: حدثنا ورقاء, جميعا عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد, قوله: قُتِلَ أصحَابُ الأُخْدُودِ قال: كان شقوق في الأرض بنَجْران, كانوا يعذّبون فيها الناس.
28489ـ حُدثت عن الحسين, قال: سمعت أبا معاذ يقول: حدثنا عبيد, قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: قُتِلَ أصحَابُ الأُخْدُودِ يزعمون أن أصحاب الأخدود من بني إسرائيل, أخذوا رجالاً ونساء, فخدّوا لهم أخدودا, ثم أوقدوا فيها النيران, فأقاموا المؤمنين عليها, فقالوا: تكفرون أو نقذفكم في النار.
28490ـ حدثني محمد بن معمر, قال: ثني حرمي بن عمارة, قال: حدثنا حماد بن سلمة, قال: حدثنا ثابت البُنانيّ, عن عبد الرحمن بن أبي ليلَى, عن صهيب, قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كان فِيمَنْ كانَ قَبْلَكُمْ مَلِكٌ, وكانَ لَهُ ساحِرٌ, فأَتى السّاحِرُ المَلِكَ, فَقالَ: قَدْ كَبِرَتْ سِنّي, وَدَنا أجَلِي, فادْفَعْ لي غُلاما أُعَلّمْهُ السّحْرَ قالَ: فَدَفَعَ إلَيْهِ غُلاما يُعَلّمَهُ السّحْرَ, قالَ: فَكانَ الغُلامُ يَخْتَلِفُ إلى السّاحِرِ, وكانَ بَينَ السّاحِرِ وَبَينَ المَلِكِ رَاهِبٌ قال: فَكانَ الغُلامُ إذَا مَرّ بالرّاهِبِ قَعَدَ إلَيْهِ, فَسَمِعَ مِنْ كَلامِهِ, فأُعْجِبَ بكَلامِهِ, فَكان الغُلامُ إذَا أَتى السّاحِرُ ضَرَبَهُ وَقالَ: ما حَبَسَكَ؟ وَإذَا أَتى أهْلَه قَعَدَ عِنْدَ الرّاهِبِ يَسْمَعُ كَلامَهُ, فإذَا رَجَعَ إلى أهْلِهِ ضَرَبُوهُ وَقالُوا: ما حَبَسَكَ؟ فَشَكا ذلك إلى الرّاهِبِ, فَقالَ لَهُ الرّاهِبُ: إذَا قالَ لكَ السّاحِر: ما حَبَسَكَ؟ قُلْ حَبَسَنِي أهْلِي, وَإذَا قالَ أهْلُكَ: ما حَبَسَكَ؟ فَقُلْ حَبَسَنِي السّاحِرُ. فَبَيْنَما هُو كَذلكَ إذْ مَرّ في طَرِيقٍ وَإذَا دَابّةٌ عَظِيمَةٌ فِي الطّرِيقِ قَدْ حَبَسَتِ النّاسَ لا تَدَعْهُمْ يَجُوزُونَ فَقالَ الغُلامُ: الاَنَ أعْلَمُ أمْرُ السّاحِرِ أرْضَى عِنْدَ اللّهِ أمْ أمْرُ الرّاهِبِ؟ قال: فأخَذَ حَجَرا, قال: فَقالَ: اللّهُمّ إنْ كانَ أمْرُ الرّاهِبِ أحَبّ إلَيْكَ مِنْ أمْرِ الساحِرِ فإنّي أرْمي بِحَجَرِي هَذَا فَيَقْتُلَهُ ويَمُرّ النّاسُ. قالَ: فَرَماها فَقَتَلَها, وَجازَ النّاسُ فَبَلَغَ ذلكَ الرّاهِبَ قال: وأتاهُ الغُلام فَقالَ الرّاهِبُ للْغُلامِ: إنّكَ خَيْرٌ مِنّي, وَإن ابْتُلِيتَ فَلا تَدُلّنّ عَليّ قال: وكانَ الغُلامُ, يُبْرِىء الأكْمَهَ والأبْرَصَ, وَسائِرَ الأدْوَاءِ وكان للْمَلِكِ جَلِيسٌ, قال: فَعَمِيَ قال: فَقِيلَ له: إنّ هاهُنا غُلاما يُبْرِىءُ الأكمَهَ والأبْرَص, وَسائِرَ الأدْوَاءِ, فَلَوْ أتَيْتَهُ؟ قال: فاتّخَذَ لَهُ هَدَايا قال: ثُمّ أتاهُ فَقالَ: يا غُلامُ إنْ أبْرأتَنِي فَهَذه الهَدَايا كُلّها لَكَ, فَقال: ما أنا بطَبِيبٍ يَشْفِيكَ, وَلَكِنّ اللّهَ يَشْفِي, فإذَا آمَنْتَ دَعَوْتُ اللّهَ أنْ يَشْفِيَكَ قال: فآمَنَ الأعْمَى, فَدَعا اللّهَ فَشَفاهُ, فَقَعَدَ الأعْمَى إلى المَلِكِ كمَا كانَ يَقْعُدُ, فَقالَ لَهُ المَلِكُ: ألَيْسَ كُنْتَ أعْمَى؟ قالَ: نَعَمْ قال: فَمَنْ شَفاكَ؟ قال: رَبّي قال: ولَكَ رَبّ غَيرِي؟ قال: نَعَمْ, رَبّي وَرَبّكَ اللّهُ قال: فأخَذَهُ بالْعَذَابِ فَقالَ: لَتَدُلّنّنِي عَلى مَنْ عَلّمَكَ هَذا, قال: فَدَلّ عَلى الغُلامِ, فَدَعا الغُلامَ فقالَ: ارْجِعْ عَنْ دِينِكَ, قال: فأَبى الغُلامُ قال: فأخَذَهُ بالعَذَابِ قال: فَدَلّ عَلى الرّاهِبِ, فأخَذَ الرّاهِبَ, فَقالَ: ارْجِعْ عَنْ دِينِكَ فأَبى قال: فَوَضَعَ المِنْشارَ عَلى هامَتِهِ فَشَقّهُ حتى بَلَغَ الأرْضَ, قال: وأخَذَ الأعْمَى فَقال: لَترْجِعَنّ أوْ لأَقْتُلَنّكَ قال: فأَبى الأعْمَى, فَوَضَعَ المِنْشارَ عَلى هامَتِهِ, فَشَقّهُ حتى بَلَغَ الأرْضَ, ثُمّ قالَ للْغُلامِ: لَترْجِعَنّ أوْ لأَقْتُلَنّكَ قال: فأَبى قال: فقال: اذْهَبُوا بِهِ حتى تَبْلُغُوا بِهِ ذِرْوَةَ الجَبَلِ, فإنْ رَجَعَ عَنْ دِينِهِ, وَإلاّ فَدَهْدِهُوهُ, فَلَمّا بَلَغُوا به ذِرْوَةَ الجَبَلِ فَوَقَعُوا فَمَاتُوا كُلّهُمْ. وَجاءَ الغُلامُ يَتَلَمّسُ حتى دَخَلَ عَلى المَلِكِ, فَقال: أيْنَ أصحَابُكَ؟ قال: كَفانِيهُمُ اللّهُ قال: فاذْهَبُوا بِهِ فاحْمِلُوهُ فِي قُرْقُورٍ, فَتَوَسّطُوا بِهِ الْبَحْرَ, فإنْ رَجَعَ عَنْ دِينِهِ وَإلاّ فَغَرّقُوهُ قال: فَذَهَبُوا بِهِ, فَلَمّا تَوَسّطُوا بِهِ البَحْرَ قالَ الغُلامُ: اللّهُمّ اكْفِنِيهِمْ, فانْكَفأَتْ بِهِمُ السّفِينَةُ. وَجاءَ الغُلامُ يَتَلَمّسُ حتى دَخَلَ على المَلِكِ فَقالَ المَلِكُ: أيْنَ أصحَابُكَ؟ فقال: دَعَوْتُ اللّهَ فَكَفانِيهِمْ, قال: لأَقْتُلَنّكَ, قال: ما أنْتَ بقاتِلي حتى تَصْنَعَ ما آمُرُكَ, قال: فَقال الغُلامُ للْمَلِكِ: اجْمَعِ النّاسَ فِي صَعِيدٍ واحِدٍ, ثُمّ اصْلُبْنِي, ثُمّ خُذْ سَهْما مِنْ كِنانَتي فارْمِني وَقُلْ: باسْمِ رَبّ الغُلامِ, فإِنّكَ سَتَقْتُلُنِي قال: فَجَمَعَ النّاسَ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ قال: وَصَلَبَهُ وأخَذَ سَهْما مِنْ كِنانَتهِ, فَوَضَعَهُ فِي كَبِدِ القَوْسِ, ثُمّ رَمى, فَقال: باسْمِ رَبّ الغُلامِ, فَوَقَعَ السّهْمُ فِي صُدْغِ الغُلامِ, فَوَضَعَ يَدَهُ هَكَذَا عَلى صُدْغِهِ, وَماتَ الغُلامُ, فَقالَ النّاسُ: آمَنّا بِرَبّ الغُلامِ, فَقالُوا للْمَلِكِ: ما صَنَعْتَ, الّذِي كُنْتَ تَحْذَرُ قَدْ وَقَعَ, قَدْ آمَنَ النّاسُ, فأمَرَ بأفْوَاهِ السّكَكِ فأُخِذَتْ, وخَدّ الأُخْدُودَ وضَرّمَ فِيهِ النّيرَانَ, وأخَذَهُمْ وَقالَ: إنْ رَجَعُوا وَإلاّ فألْقُوهُمْ فِي النّارِ قال: فَكانُوا يُلْقُونَهُمْ فِي النّارِ قال: فَجاءَتِ امْرأةٌ مَعَها صَبِيّ لَهَا, قالَ: فَلَمّا ذَهَبَتْ تَقْتَحِمُ وَجَدَتْ حَرّ النّارِ, فَنَكَصَتْ, قال: فَقالَ لَهَا صَبِيّها يا أُمّاهُ, امْضِي فإنّكِ عَلى الحَقّ, فاقْتَحَمَتْ فِي النارِ».
وقال آخرون: بل الذين أحرقتهم النار هم الكفار الذين فَتَنوا المؤمنين. ذكر من قال ذلك:
28491ـ حُدثت عن عمار, عن عبد الله بن أبي جعفر, عن أبيه, عن الربيع بن أنس, قال: كان أصحاب الأخدود قوما مؤمنين, اعتزلوا الناس في الفترة, وإنّ جَبّارا, من عَبدة الأوثان أرسل إليهم, فعرض عليهم الدخول في دينه, فأبوا, فخدّ أخدودا, وأوقد فيه نارا, ثم خيرهم بين الدخول في دينه, وبين إلقائهم في النار, فاختاروا إلقاءهم في النار, على الرجوع عن دينهم, فألقوا في النار, فنجّى الله المؤمنين الذين أُلْقُوا في النار من الحريق, بأن قبض أرواحهم, قبل أن تمسهم النار, وخرجت النار إلى من على شفير الأخدود من الكفار فأحرقتهم, فذلك قول الله: فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنّمَ في الاَخرة ولَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ في الدنيا.
واختُلف في موضع جواب القسم بقوله: والسّماءِ ذَاتِ البُرُوجِ فقال بعضهم: جوابه: إنّ بَطْشَ رَبّكَ لَشَدِيدٌ. ذكر من قال ذلك:
28492ـ حدثنا بشر, قال: حدثنا يزيد, قال: حدثنا سعيد, عن قتادة, قال: وقع القسم هاهنا إنّ بَطْشَ رَبّكَ لَشَدِيدٌ.
وقال بعض نحويّي البصرة: موضع قسمها والله أعلم, على قتل أصحاب الأخدود, أضمر اللام كما قال: والشّمْسِ وضُحاها قَدْ أفْلَحَ مَنْ زَكّاها يريد: إن شاء الله: لقد أفلح من زكّاها, فألقى اللام, وإن شئت قلت على التقديم, كأنه قال: قتل أصحاب الأخدود, والسماء ذات البروج.
وقال بعض نحويي الكوفة: يقال في التفسير: إن جواب القسم في قوله: قُتِلَ كما كان قسم والشّمْسِ وَضُحاها في قوله: قَدْ أفْلَحَ هذا في التفسير قالوا: ولم نجد العرب تدع القسم بغير لام يستقبل بها أو «لا» أو «إن» أو «ما», فإن يكن ذلك كذلك, فكأنه مما ترك فيه الجواب, ثم استؤنف موضع الجواب بالخبر, كما قيل: يا أيها الإنسان, في كثير من الكلام.
وأولى الأقوال في ذلك عندي بالصواب: قول من قال: جواب القسم في ذلك متروك, والخبر مستأنف لأن علامة جواب القسم لا تحذفها العرب من الكلام إذا أجابته.
وأولى التأويلين بقوله: قُتِلَ أصحَابُ الأُخْدُودِ: لُعِن أصحاب الأخدود الذين ألقوا المؤمنين والمؤمنات في الأخدود.
وإنما قلت: ذلك أولى التأويلين بالصواب للذي ذكرنا عن الربيع من العلة, وهو أن الله أخبر أن لهم عذاب الحريق مع عذاب جهنم, ولو لم يكونوا أحرقوا في الدنيا لم يكن لقوله ولَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ معنى مفهوم, مع إخباره أن لهم عذاب جهنم, لأن عذابَ جهنم هو عذاب الحريق مع سائر أنواع عذابها في الاَخرة والأخدود: الحفرة تحفر في الأرض.
وقوله: النّارِ ذَاتِ الوَقُودِ فقوله النار: ردّ على الأخدود, ولذلك خفضت, وإنما جاز ردّها عليه وهي غيره, لأنها كانت فيه, فكأنها إذ كانت فيه هو, فجرى الكلام عليه لمعرفة المخاطبين به بمعناه وكأنه قيل: قتل أصحاب النار ذَاتِ الوَقُودِ. ويعني بقوله: ذَاتِ الوَقُودِ ذات الحطب الجزل, وذلك إذا فتحت الواو, فأما الوقود بضم الواو, فهو الاتقاد.
الآية : 6-8
القول فـي تأويـل قوله تعالى:{إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ * وَهُمْ عَلَىَ مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ * وَمَا نَقَمُواْ مِنْهُمْ إِلاّ أَن يُؤْمِنُواْ بِاللّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ }.
يقول تعالى ذكره: النار ذات الوقود, إذ هؤلاء الكفار من أصحاب الأخدود عليها, يعني على النار, فقال عليها, والمعنى أنهم قعود على حافة الأخدود, فقيل: على النار, والمعنى: لشفير الأخدود, لمعرفة السامعين معناه: وكان قتادة يقول في ذلك ما:
28493ـ حدثنا بشر, قال: حدثنا يزيد, قال: حدثنا سعيد, عن قتادة, قوله: النّارِ ذَاتِ الوَقُودِ إذْ هُمْ عَلَيْها قُعُودٌ يعني بذلك المؤمنين.
وهذا التأويل الذي تأوّله قتادة على مذهب من قال: قُتل أصحاب الأخدود من أهل الإيمان. وقد دللنا على أن الصواب من تأويل ذلك غير هذا القول الذي وجه تأويله قتادة قبل.
وقوله: وَهُمْ عَلى ما يَفْعَلُونَ بالمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ يعني: حضور. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
28494ـ حدثنا بشر, قال: حدثنا يزيد, قال: حدثنا سعيد, عن قتادة وَهُمْ عَلى ما يَفْعَلُونَ بالمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ يعني بذلك الكفار.
وقوله: وَما نَقَمُوا مِنْهُمْ إلاّ أنْ يُؤْمِنُوا بالله العَزِيزِ الْحَمِيدِ يقول تعالى ذكره: وما وجد هؤلاء الكفار الذين فتنوا المؤمنين على المؤمنين والمؤمنات بالنار في شيء, ولا فعلوا بهم ما فعلوا بسبب إلاّ من أجل أنهم آمنوا بالله, وقال: إلاّ أن يؤمنوا بالله, لأن المعنى إلاّ إيمانهم بالله, فلذلك حسن في موضعه يؤمنوا, إذ كان الإيمان لهم صفة. الْعَزِيزِ يقول: الشديد في انتقامه ممن انتقم منه الْحَمِيدِ يقول: المحمود بإحسانه إلى خلقه.

الآية : 9-10
القول فـي تأويـل قوله تعالى:{الّذِي لَهُ مُلْكُ السّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَاللّهُ عَلَى كُلّ شَيْءٍ شَهِيدٌ * إِنّ الّذِينَ فَتَنُواْ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمّ لَمْ يَتُوبُواْ فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ }.
يقول تعالى ذكره: الذي له سلطان السموات السبع والأرضين وما فيهنّ وَاللّهُ عَلى كُلّ شَيْء شَهِيدٌ يقول تعالى ذكره: والله على فعل هؤلاء الكفار من أصحاب الأخدود بالمؤمنين الذين فتنوهم شاهد, وعلى غير ذلك من أفعالهم وأفعال جميع خلقه, وهو مجازيهم جزاءهم.
وقوله: إنّ الّذِينَ فَتَنُوا المُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِناتِ يقول: إن الذين ابتلوا المؤمنين والمؤمنات بالله بتعذيبهم, وإحراقهم بالنار. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
28495ـ حدثني محمد بن سعد, قال: ثني أبي, قال: ثني عمي, قال: ثني أبي, عن أبيه, عن ابن عباس إنّ الّذِينَ فَتَنُوا المُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِناتِ: حرّقوا المؤمنين والمؤمنات.
28496ـ حدثني محمد بن عمرو, قال: حدثنا أبو عاصم, قال: حدثنا عيسى وحدثني الحرث, قال: حدثنا الحسن, قال: حدثنا ورقاء, جميعا عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد, في قوله: إنّ الّذِينَ فَتَنُوا قال: عَذّبوا.
28497ـ حدثنا بشر, قال: حدثنا يزيد, قال: حدثنا سعيد, عن قتادة قوله: إنّ الّذِينَ فَتَنُوا المُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِناتِ قال: حرّقوهم بالنار.
28498ـ حُدثت عن الحسين, قال: سمعت أبا معاذ يقول: حدثنا عبيد, قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: فَتَنُوا المُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِناتِ يقول: حرّقوهم.
28499ـ حدثنا ابن حميد, قال: حدثنا يعقوب, عن جعفر, عن ابن أبزى إنّ الّذِينَ فَتَنُوا المُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِناتِ حرّقوهم.
وقوله: ثُمّ لَمْ يَتُوبُوا يقول: ثم لم يتوبوا من كفرهم وفعلهم, الذي فعلوا بالمؤمنين والمؤمنات من أجل إيمانهم بالله فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنّمَ في الاَخرة ولَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ في الدنيا, كما:
28500ـ حدثت عن عمار, قال: حدثنا عبد الله بن أبي جعفر, عن أبيه, عن الربيع فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنّم فِي الاَخِرَةِ, ولَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ في الدنيا.

الآية : 11-12
القول فـي تأويـل قوله تعالى:{إِنّ الّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصّالِحَاتِ لَهُمْ جَنّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأنْهَارُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ * إِنّ بَطْشَ رَبّكَ لَشَدِيدٌ }.
يقول تعالى ذكره: إن الذين أقرّوا بتوحيد الله, وهم هؤلاء القوم الذين حرّقهم أصحاب الأخدود وغيرهم من سائر أهل التوحيد وعَمِلُوا الصّالِحاتِ يقول: وعملوا بطاعة الله, وأْتَمروا لأمره, وانتهَوا عما نهاهم عنه لَهُمْ جَنّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِها الأنهارُ يقول: لهم في الاَخرة عند الله بساتين تجري من تحتها الأنهار والخمر واللبن والعسل ذلكَ الْفَوْزُ الكَبِيرُ يقول: هذا الذي هو لهؤلاء المؤمنين في الاَخرة, هو الظفر الكبير بما طلبوا والتمسوا بإيمانهم بالله في الدنيا, وعملهم بما أمرهم الله به فيها ورضيه منهم.
وقوله: إنّ بَطْشَ رَبّكَ لَشَدِيدٌ يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: إن بطش ربك يا محمد لمن بطش به من خلقه, وهو انتقامه ممن انتقم منه لشديد, وهو تحذير من الله لقوم رسوله محمد صلى الله عليه وسلم, أن يُحِلّ بهم من عذابه ونقمته, نظير الذي حلّ بأصحاب الأخدود على كفرهم به, وتكذيبهم رسوله, وفتنتهم المؤمنين والمؤمنات منهم. القول فـي تأويـل قوله تعالى:{إِنّ الّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصّالِحَاتِ لَهُمْ جَنّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأنْهَارُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ * إِنّ بَطْشَ رَبّكَ لَشَدِيدٌ }.
يقول تعالى ذكره: إن الذين أقرّوا بتوحيد الله, وهم هؤلاء القوم الذين حرّقهم أصحاب الأخدود وغيرهم من سائر أهل التوحيد وعَمِلُوا الصّالِحاتِ يقول: وعملوا بطاعة الله, وأْتَمروا لأمره, وانتهَوا عما نهاهم عنه لَهُمْ جَنّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِها الأنهارُ يقول: لهم في الاَخرة عند الله بساتين تجري من تحتها الأنهار والخمر واللبن والعسل ذلكَ الْفَوْزُ الكَبِيرُ يقول: هذا الذي هو لهؤلاء المؤمنين في الاَخرة, هو الظفر الكبير بما طلبوا والتمسوا بإيمانهم بالله في الدنيا, وعملهم بما أمرهم الله به فيها ورضيه منهم.
وقوله: إنّ بَطْشَ رَبّكَ لَشَدِيدٌ يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: إن بطش ربك يا محمد لمن بطش به من خلقه, وهو انتقامه ممن انتقم منه لشديد, وهو تحذير من الله لقوم رسوله محمد صلى الله عليه وسلم, أن يُحِلّ بهم من عذابه ونقمته, نظير الذي حلّ بأصحاب الأخدود على كفرهم به, وتكذيبهم رسوله, وفتنتهم المؤمنين والمؤمنات منهم.
الآية : 13-18
القول فـي تأويـل قوله تعالى:{إِنّهُ هُوَ يُبْدِىءُ وَيُعِيدُ * وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ * ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ * فَعّالٌ لّمَا يُرِيدُ * هَلُ أَتَاكَ حَدِيثُ الْجُنُودِ * فِرْعَوْنَ وَثَمُودَ }.
اختلف أهل التأويل في معنى قوله: إنّهُ هُوَ يُبْدِىءُ وَيُعِيدُ فقال بعضهم: معنى ذلك: إن الله أبدى خلقه, فهو يبتدىء, بمعنى: يحدث خلقه ابتداء, ثم يميتهم, ثم يعيدهم أحياء بعد مماتهم, كهيئتهم. قبل مماتهم. ذكر من قال ذلك:
28501ـ حُدثت عن الحسين, قال: سمعت أبا معاذ يقول: حدثنا عبيد, قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: يُبْدِىءُ ويُعِيدُ يعني: الخلق.
28502ـ حدثني يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد, في قوله: يُبْدِىءُ وَيُعِيدُ قال: يُبدىء الخلق حين خلقه, ويعيده يوم القيامة.
وقال آخرون: بل معنى ذلك: إنه هو يبدىء العذاب ويعيده. ذكر من قال ذلك:
28503ـ حدثني محمد بن سعد, قال: ثني أبي, قال: ثني عمي, قال: ثني أبي, عن أبيه, عن ابن عباس إنّهُ هُوَ يُبْدِىءُ وَيُعِيدُ قال: يبدىء العذاب ويعيده.
وأوليَ التأويلين في ذلك عندي بالصواب, وأشبههما بظاهر ما دلّ عليه التنزيل, القول الذي ذكرناه عن ابن عباس, وهو أنه يُبدىء العذاب لأهل الكفر به ويعيد, كما قال جلّ ثناؤه: فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنّمَ ولَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ في الدنيا, فأبدأ ذلك لهم في الدنيا, وهو يعيده لهم في الاَخرة.
وإنما قلت: هذا أولى التأويلين بالصواب, لأن الله أتبع ذلك قوله إنّ بَطْشَ رَبّكَ لَشَدِيدٌ فكان للبيان عن معنى شدّة بطشه الذي قد ذكره قبله, أشبه به بالبيان عما لم يجر له ذكر ومما يؤيد ما قلنا من ذلك وضوحا وصحة, قوله: وَهُوَ الْغَفُورُ الوَدُودُ فبين ذلك عن أن الذي قبله من ذكر خبره عن عذابه وشدّة عقابه.
وقوله: وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ يقول تعالى ذكره: وهو ذو المغفرة لمن تاب إليه من ذنوبه, وذو المحبة له. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
28504ـ حدثني عليّ, قال: حدثنا أبو صالح, قال: ثني معاوية, عن عليّ, عن ابن عباس, قوله: الْغَفُورُ الْوَدُودُ يقول: الحبيب.
28505ـ حدثني يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد, في قول الله: الْغَفُورُ الْوَدُودُ قال الرحيم.
وقوله: ذُو الْعَرْشِ المَجِيدُ يقول تعالى ذكره: ذو العرش الكريم. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
28506ـ حدثني عليّ, قال: حدثنا أبو صالح, قال: ثني معاوية, عن عليّ, عن ابن عباس, قوله: ذُو العَرْشِ المَجِيدُ يقول: الكريم.
واختلفت القرّاء في قراءة قوله: المَجِيدُ فقرأته عامة قرّاء المدينة ومكة والبصرة وبعض الكوفيين رفعا, ردّا على قوله: ذُو الْعَرْشِ على أنه من صفة الله تعالى ذكره. وقرأ ذلك عامة قرّاء الكوفة خفضا, على أنه من صفة العرش.
والصواب من القول في ذلك عندنا: أنهما قراءتان معروفتان, فبأيتهما قرأ القارىء فمصيب.
وقوله: فَعّالٌ لِما يُرِيدُ يقول: هو غفار لذنوب من شاء من عباده إذا تاب وأناب منها, معاقب من أصرّ عليها وأقام, لا يمنعه مانع من فعل أراد أن يفعله, ولا يحول بينه وبين ذلك حائل, لأن له مُلك السموات والأرض, وهو العزيز الحكيم.
وقوله: هَلْ أتاكَ حَدِيثُ الجُنُودِ يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: هل جاءك يا محمد حديث الجنود, الذين تجندوا على الله ورسوله بأذاهم ومكروههم يقول: قد أتاك ذلك وعلمته, فاصبر لأذى قومك إياك, لما نالوك به من مكروه, كما صبر الذين تجند هؤلاء الجنود عليهم من رسلي, ولا يثنيك عن تبليغهم رسالتي, كما لم يَثْنِ الذين أرسلوا إلى هؤلاء, فإن عاقبة من لم يصدّقك ويؤمن بك منهم إلى عطب وهلاك, كالذي كان من هؤلاء الجنود, ثم بين جلّ ثناؤه عن الجنود من هم؟ فقال: فِرْعَوْنَ وَثَمُودَ يقول: فرعون, فاجتُزىءَ بذكره, إذ كان رئيس جنده, من ذكر جنده وتُبّاعه. وإنما معنى الكلام: هل أتاك حديث الجنود فرعون وقومه وثمود وخفض فرعون ردّا على الجنود, على الترجمة عنهم, وإنما فتح لأنه لا يجرى وثمود.

الآية :19- 22
القول فـي تأويـل قوله تعالى:{بَلِ الّذِينَ كَفَرُواْ فِي تَكْذِيبٍ * وَاللّهُ مِن وَرَآئِهِمْ مّحِيطٌ * بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مّجِيدٌ * فِي لَوْحٍ مّحْفُوظٍ }.
يقول تعالى ذكره: ما بهؤلاء القوم الذين يكذّبون بوعيد الله, أنهم لم يأتهم أنباء من قبلهم من الأمم المكذّبة رسل الله, كفرعون وقومه, وثمود وأشكالهم, وما أحلّ الله بهم من النقم, بتكذيبهم الرسل, ولكنهم في تكذيب بوحي الله وتنزيله, إيثارا منهم لأهوائهم, واتّباعا منهم لسنن آبائهم وَاللّهُ مِنْ وَرَائِهِمْ مُحِيطٌ بأعمالهم, مُحْصٍ لها, لا يخفى عليه منها شيء, وهو مجازيهم على جميعها.
وقوله: بَلْ هُوَ قُرآنٌ مَجيدٌ يقول, تكذيبا منه جلّ ثناؤه للقائلين للقرآن هو شعرٌ وسجع: ما ذلك كذلك, بل هو قرآن كريم.
28507ـ حدثنا بشر, قال: حدثنا يزيد, قال: حدثنا سعيد, عن قتادة بَلْ هُوَ قُرآنٌ مَجِيدٌ يقول: قرآن كريم.
28508ـ حدثنا أبو كريب, قال: حدثنا ابن يمان, عن أشعث بن إسحاق, عن جعفر, عن سعيد, في قوله: بَلْ هُوَ قُرآنٌ مَجيدٌ قال: كريم.
وقوله: فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ يقول تعالى ذكره: هو قرآن كريم, مثبت في لوح محفوظ.
واختلفت القرّاء في قراءة قوله: مَحْفُوظٍ فقرأ ذلك من قرأه من أهل الحجاز, أبو جعفر القارىء, وابن كثير. ومن قرأه من قرّاء الكوفة عاصم والأعمش وحمزة والكسائي, ومن البصريين أبو عمرو محفوظٍ خفضا على معنى أن اللوح هو المنعوت بالحفظ. وإذا كان ذلك كذلك كان التأويل في لوح محفوظ من الزيادة فيه, والنقصان منه, عما أثبته الله فيه. وقرأ ذلك من المكّيين ابن مُحَيْصِن, ومن المدنيين نافع «مَحْفُوظٌ» رفعا, ردّا على القرآن, على أنه من نعته وصفته. وكان معنى ذلك على قراءتهما: بل هو قرآن مجيد, محفوظ من التغيير والتبديل في لوح.
والصواب من القول في ذلك عندنا: أنهما قراءتان معروفتان في قَرَأة الأمصار, صحيحتا المعنى, فبأيتهما قرأ القارىء فمصيب. وإذ كان ذلك كذلك, فبأيّ القراءتين قرأ القارىء فتأويل القراءة التي يقرؤها على ما بيّنا. وقد:
28509ـ حدثنا محمد بن بشار, قال: حدثنا يحيى, قال: حدثنا سفيان, عن منصور, عن مجاهد فِي لَوْحٍ قال: في أمّ الكتاب.
28510ـ حدثنا بشر, قال: حدثنا يزيد, قال: حدثنا سعيد, عن قتادة فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ عند الله.
وقال آخرون: إنما قيل محفوظ, لأنه من جبهة إسرافيل. ذكر من قال ذلك:
28511ـ حدثنا عمرو بن عليّ, قال: سمعت قرة بن سليمان, قال: حدثنا حرب بن سريج, قال: حدثنا عبد العزيز بن صهيب, عن أنس بن مالك, في قوله: بَلْ هُوَ قُرآنٌ مَجِيدٌ فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ قال: إن اللوح المحفوظ الذي ذكر الله, بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مجيد فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ في جَبْهة إسرافيل.

نهاية تفسير الإمام الطبري لسورة البروج