تفسير الآية - القول في معنى قوله تعالى : ثم بعثنا من بعدهم موسى بآياتنا إلى ..

  1. تفسير السعدي
  2. تفسير البغوي
  3. التفسير الوسيط
  4. تفسير ابن كثير
  5. تفسير الطبري
الفسير الوسيط | التفسير الوسيط للقرآن الكريم للطنطاوي | تأليف شيخ الأزهر محمد سيد طنطاوي (المتوفى: 1431هـ) : ويعتبر هذا التفسير من التفاسير الحديثة و القيمة لطلاب العلم و الباحثين في تفسير القرآن العظيم بأسلوب منهجي سهل و عبارة مفهومة, تفسير الآية 103 من سورةالأعراف - التفسير الوسيط .
  
   

﴿ ثُمَّ بَعَثْنَا مِن بَعْدِهِم مُّوسَىٰ بِآيَاتِنَا إِلَىٰ فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَظَلَمُوا بِهَا ۖ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ﴾
[ سورة الأعراف: 103]

معنى و تفسير الآية 103 من سورة الأعراف : ثم بعثنا من بعدهم موسى بآياتنا إلى .


تفسير الجلالين التفسير الميسر تفسير السعدي
تفسير البغوي التفسير الوسيط تفسير ابن كثير
تفسير الطبري تفسير القرطبي إعراب الآية

تفسير السعدي : ثم بعثنا من بعدهم موسى بآياتنا إلى


أي: ثم بعثنا من بعد أولئك الرسل موسى الكليم، الإمام العظيم، والرسول الكريم، إلى قوم عتاة جبابرة، وهم فرعون وملؤه، من أشرافهم وكبرائهم، فأراهم من آيات اللّه العظيمة ما لم يشاهد له نظير فَظَلَمُوا بِهَا بأن لم ينقادوا لحقها الذي من لم ينقد له فهو ظالم، بل استكبروا عنها.
فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ كيف أهلكهم اللّه، وأتبعهم الذم واللعنة في الدنيا ويوم القيامة، بئس الرفد المرفود،

تفسير البغوي : مضمون الآية 103 من سورة الأعراف


قوله تعالى : ( ثم بعثنا من بعدهم ) أي : من بعد نوح وهود وصالح وشعيب ، ( موسى بآياتنا ) بأدلتنا ، ( إلى فرعون وملئه فظلموا بها ) فجحدوا بها ، والظلم : وضع الشيء في غير موضعه ، فظلمهم وضع الكفر موضع الإيمان ، ( فانظر كيف كان عاقبة المفسدين ) وكيف فعلنا بهم .

التفسير الوسيط : ثم بعثنا من بعدهم موسى بآياتنا إلى


ومن هنا فهي لا تحدثنا عن قصة موسى من أولها كما جاء في سورة القصص مثلا وإنما هي تبدأ حديثها عنها بالغرض الذي جاءت من أجله وهو التخويف من عواقب التكذيب فتقول:ثُمَّ بَعَثْنا مِنْ بَعْدِهِمْ مُوسى بِآياتِنا إِلى فِرْعَوْنَ وَمَلَائِهِ فَظَلَمُوا بِها فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ.
وهكذا تصرح السورة الكريمة في أول آية من قصة موسى بالهدف الذي سيقت من أجله وهو النظر والتدبر في عاقبة المفسدين.
ثم بعد ذلك تحدثنا حديثا مستفيضا زاخرا بالعبر والعظات عما دار بين موسى وفرعون من محاورات ومجادلات انتهت بغرق فرعون وقومه، ثم عما دار بين موسى وبين بنى إسرائيل من مجادلات تدل على أصالتهم في الكذب والإفساد والفسوق عن أمر الله.
والآن فلنستمع إلى السورة الكريمة وهي تحكى لنا قصة موسى مع فرعون ومع بنى إسرائيل في نحو سبعين آية تبدؤها بقوله-تبارك وتعالى-:هذا هو الدرس الأول من قصة موسى مع فرعون وفيه نرى ما دار بين موسى وفرعون من محاورات، وما دار بين موسى والسحرة من مناقشات ومساجلات انتهت بإيمان السحرة وهم يضرعون إلى الله بلسان صادق، وقلب سليم فيقولون- كما حكى القرآن عنهم-: رَبَّنا أَفْرِغْ عَلَيْنا صَبْراً وَتَوَفَّنا مُسْلِمِينَ.
ولنبدأ في تفسير آيات هذا الدرس من أولها فنقول:قوله-تبارك وتعالى- ثُمَّ بَعَثْنا مِنْ بَعْدِهِمْ مُوسى بِآياتِنا إِلى فِرْعَوْنَ وَمَلَائِهِ معطوف على ما قبله من قصص الأنبياء الذين تحدثت عنهم السورة الكريمة.
وموسى- عليه السلام- هو ابن عمران من نسل لاوى بن يعقوب.
ويرى بعض المؤرخين أن ولادة موسى كانت في حوالى القرن الثالث عشر قبل الميلاد، وان بعثته كانت في عهد منفتاح بن رمسيس الثاني.
وفرعون: لقب لملوك مصر القدماء، كلقب قيصر لملوك الروم، وكسرى لملوك الفرس، والمعنى: ثم بعثنا من بعد أولئك الرسل الذين سبق الحديث عنهم- وهم نوح وهود وصالح ولوط وشعيب- بعثنا من بعدهم موسى بآياتنا التي تدل على صدقه فيما يبلغه عن ربه إلى فرعون وملئه، وهم اشراف قومه، ووجهاء دولته.
قال بعض العلماء: «ولم يقل- سبحانه - إلى فرعون وقومه، لأن الملك ورجال الدولة هم الذين كانوا مستعبدين لبنى إسرائيل، وبيدهم أمرهم، وليس لسائر المصريين من الأمر شيء، ولأنهم كانوا مستعبدين- أيضا ولكن الظلم على بنى إسرائيل الغرباء كان أشد» .
وقوله بِآياتِنا متعلق بمحذوف وقع حالا من مفعول بعثنا، أو صفة لمصدره.
أى:بعثناه- عليه السلام- ملتبسا بها.
أو بعثناه بعثا ملتبسا بها.
والمراد بها الآيات التسع وهي العصا، واليد البيضاء، والسنون، ونقص الثمرات، والطوفان، والجراد، والقمل، والضفادع، والدم.
ثم بين- سبحانه - في الآية الأولى من هذه القصة كيف تلقى فرعون وملؤه دعوة موسى وآياته فقال: فَظَلَمُوا بِها أى: فكفروا بهذه الآيات تكبرا وجحودا، فكان عليهم وزر ذلك، وقد عدى الظلم هنا بالباء مع أنه يتعدى بنفسه لتضمنه معنى الكفر، إذ هما من واد واحد قال-تبارك وتعالى- إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ.
ويجوز أن تكون الباء للسببية والمفعول محذوف، أى: ظلموا أنفسهم بسببها بأن عرضوها للعقاب المهين.
أو ظلموا الناس بصدهم عن الإيمان بهذه الآيات، واستمروا على ذلك إلى أن حق عليهم العذاب الأليم.
ثم ختمت الآية بالأمر بالتدبر في أحوال هؤلاء الظالمين وفيما حل بهم من سوء المصير فقال-تبارك وتعالى- فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ أى: فانظر أيها الرسول الكريم- أو أيها العاقل- كيف كانت عاقبة فرعون وملئه الذين أفسدوا في الأرض، لقد أخذهم الله بذنوبهم فأغرقهم في اليم، وموسى وقومه ينظرون إليهم، وتلك عاقبة كل من طغى وآثر الحياة الدنيا.
ووضع- سبحانه - المفسدين موضع ضميرهم للإيذان بأن الظلم مستلزم للافساد.
وكَيْفَ خبر لكان مقدم عليها لاقتضائه الصدارة.
وعاقبة، اسمها، وهذه الجملة الاستفهامية في محل نصب على إسقاط حرف الجر، إذ التقدير: فانظر بعين عقلك إلى كيفية ما فعلناه بهم.
وهكذا نرى السورة الكريمة ترينا في أول آية من هذه القصة الغرض الذي سيقت من أجله وهو التدبر في عواقب المكذبين، والتخويف من المصير الذي ساروا إليه، وتنهى الناس في كل زمان ومكان عن السير على منوالهم.
والسورة الكريمة عند ما ترينا ذلك في مطلع هذه القصة تكون متناسقة كل التناسق مع أسلوبها الذي اختارته في دعوة الناس إلى وحدانية الله وإلى مكارم الأخلاق، وهو أسلوب التذكير بالنعم، والتحذير من عواقب الظلم والطغيان- كما سبق أن أشرنا إلى ذلك في التمهيد بين يدي السورة.

تفسير ابن كثير : شرح الآية 103 من سورة الأعراف


يقول تعالى : ( ثم بعثنا من بعدهم ) أي : الرسل المتقدم ذكرهم ، كنوح ، وهود ، وصالح ، ولوط ، وشعيب ، صلوات الله وسلامه عليهم وعلى سائر أنبياء الله أجمعين . ( موسى بآياتنا ) أي : بحججنا ودلائلنا البينة إلى ) فرعون ) وهو ملك مصر في زمن موسى ، ) وملئه ) أي : قومه ، ( فظلموا بها ) أي : جحدوا وكفروا بها ظلما منهم وعنادا ، كقوله تعالى ( وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا فانظر كيف كان عاقبة المفسدين ) [ النمل : 14 ] أي : الذين صدوا عن سبيل الله وكذبوا رسله ، أي : انظر - يا محمد - كيف فعلنا بهم ، وأغرقناهم عن آخرهم ، بمرأى من موسى وقومه . وهذا أبلغ في النكال بفرعون وقومه ، وأشفى لقلوب أولياء الله - موسى وقومه - من المؤمنين به .

تفسير الطبري : معنى الآية 103 من سورة الأعراف


القول في تأويل قوله : ثُمَّ بَعَثْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ مُوسَى بِآيَاتِنَا إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَإهِ فَظَلَمُوا بِهَا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ (103)قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: ثم بعثنا من بعد نوح وهود وصالح ولوط وشعيب، موسى بن عمران.
* * *و " الهاء والميم " اللتان في قوله: " من بعدهم "، هي كناية ذكر الأنبياء عليهم السلام التي ذكرت من أول هذه السورة إلى هذا الموضع.
* * *=" بآياتنا " يقول: بحججنا وأدلتنا (14) " إلى فرعون وملئه ", يعني: إلى جماعة فرعون من الرجال (15) = " فظلموا بها "، يقول: فكفروا بها.
و " الهاء والألف " اللتان في قوله: " بها " عائدتان على " الآيات ".
ومعنى ذلك: فظلموا بآياتنا التي بعثنا بها موسى إليهم= وإنما جاز أن يقال: " فظلموا بها," بمعنى: كفروا بها, لأن الظلم وَضْعُ الشيء في غير موضعه.
وقد دللت فيما مضى على أن ذلك معناه، بما أغنى عن إعادته.
(16) .
* * *والكفر بآيات الله، وضع لها في غير موضعها, وصرف لها إلى غير وجهها الذي عُنِيت به= " فانظر كيف كان عاقبه المفسدين "، يقول جل ثناؤه لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: فانظر يا محمد، بعين قلبك، كيف كان عاقبة هؤلاء الذين أفسدوا في الأرض؟ (17) = يعني فرعون وملأه, إذ ظلموا بأيات الله التي جاءهم بها موسى عليه السلام , وكان عاقبتهم أنهم أغرقوا جميعًا في البحر.
------------------الهوامش :(14) انظر تفسير (( الآية )) فيما سلف في فهارس اللغة ( أيى ) .
(15) انظر تفسير (( الملأ )) فيما سلف 12 : 565 تعليق : 2 ، والمراجع هناك .
(16) انظر تفسير (( الظلم )) فيما سلف من فهارس اللغة ( ظلم ) .
(17) انظر تفسير (( العاقبة )) فيما سلف 12 : 560 ، تعليق 1 ، والمراجع هناك .
= وتفسير (( الفساد )) فيما سلف 12 : 560 تعليق : 2 ، والمراجع هناك .

ثم بعثنا من بعدهم موسى بآياتنا إلى فرعون وملئه فظلموا بها فانظر كيف كان عاقبة المفسدين

سورة : الأعراف - الأية : ( 103 )  - الجزء : ( 9 )  -  الصفحة: ( 163 ) - عدد الأيات : ( 206 )

تفسير آيات من القرآن الكريم

  1. تفسير: ربنا إنك جامع الناس ليوم لا ريب فيه إن الله لا يخلف الميعاد
  2. تفسير: ومن آياته الليل والنهار والشمس والقمر لا تسجدوا للشمس ولا للقمر واسجدوا لله الذي خلقهن
  3. تفسير: أم خلقوا السموات والأرض بل لا يوقنون
  4. تفسير: فكان قاب قوسين أو أدنى
  5. تفسير: يوم يدعوكم فتستجيبون بحمده وتظنون إن لبثتم إلا قليلا
  6. تفسير: ياداود إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى فيضلك عن
  7. تفسير: إن الذين لا يؤمنون بالآخرة ليسمون الملائكة تسمية الأنثى
  8. تفسير: يامعشر الجن والإنس ألم يأتكم رسل منكم يقصون عليكم آياتي وينذرونكم لقاء يومكم هذا قالوا
  9. تفسير: ثم أرسلنا موسى وأخاه هارون بآياتنا وسلطان مبين
  10. تفسير: فكذبوه فأخذهم عذاب يوم الظلة إنه كان عذاب يوم عظيم

تحميل سورة الأعراف mp3 :

سورة الأعراف mp3 : قم باختيار القارئ للاستماع و تحميل سورة الأعراف

سورة الأعراف بصوت ماهر المعيقلي
ماهر المعيقلي
سورة الأعراف بصوت سعد الغامدي
سعد الغامدي
سورة الأعراف بصوت عبد  الباسط عبد الصمد
عبد الباسط
سورة الأعراف بصوت أحمد العجمي
أحمد العجمي
سورة الأعراف بصوت محمد صديق المنشاوي
المنشاوي
سورة الأعراف بصوت محمود خليل الحصري
الحصري
سورة الأعراف بصوت مشاري راشد العفاسي
مشاري العفاسي
سورة الأعراف بصوت ناصر القطامي
ناصر القطامي
سورة الأعراف بصوت فارس عباد
فارس عباد
سورة الأعراف بصوت ياسر لدوسري
ياسر الدوسري

,

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب