تفسير الآية - القول في معنى قوله تعالى : ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين ..

  1. تفسير السعدي
  2. تفسير البغوي
  3. التفسير الوسيط
  4. تفسير ابن كثير
  5. تفسير الطبري
الفسير الوسيط | التفسير الوسيط للقرآن الكريم للطنطاوي | تأليف شيخ الأزهر محمد سيد طنطاوي (المتوفى: 1431هـ) : ويعتبر هذا التفسير من التفاسير الحديثة و القيمة لطلاب العلم و الباحثين في تفسير القرآن العظيم بأسلوب منهجي سهل و عبارة مفهومة, تفسير الآية 12 من سورةالمؤمنون - التفسير الوسيط .
  
   

﴿ وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ﴾
[ سورة المؤمنون: 12]

معنى و تفسير الآية 12 من سورة المؤمنون : ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين .


تفسير الجلالين التفسير الميسر تفسير السعدي
تفسير البغوي التفسير الوسيط تفسير ابن كثير
تفسير الطبري تفسير القرطبي إعراب الآية

تفسير السعدي : ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين


ذكر الله في هذه الآيات أطوار الآدمي وتنقلاته، من ابتداء خلقه إلى آخر ما يصير إليه، فذكر ابتداء خلق أبي النوع البشري آدم عليه السلام، وأنه مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ أي: قد سلت، وأخذت من جميع الأرض، ولذلك جاء بنوه على قدر الأرض، منهم الطيب والخبيث، وبين ذلك، والسهل والحزن، وبين ذلك.

تفسير البغوي : مضمون الآية 12 من سورة المؤمنون


قوله عز وجل : ( ولقد خلقنا الإنسان ) يعني : ولد آدم ، و " الإنسان " اسم الجنس ، يقع على الواحد والجمع ، ( من سلالة ) روي عن ابن عباس أنه قال : السلالة صفوة الماء .
وقال مجاهد : من بني آدم .
وقال عكرمة : هو يسيل من الظهر ، والعرب تسمي النطفة سلالة ، والولد سليلا وسلالة ، لأنهما مسلولان منه .
قوله : ( من طين ) يعني : طين آدم .
والسلالة تولدت من طين خلق آدم منه .
قال الكلبي : من نطفة سلت من طين ، والطين آدم عليه السلام ، وقيل المراد من الإنسان هو آدم .
وقوله : " من سلالة : أي : سل من كل تربة .

التفسير الوسيط : ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين


والمراد بالإنسان هنا: آدم- عليه السلام-.
والسلالة: اسم لما سلّ من الشيء واستخرج منه.
تقول: سللت الشعرة من العجين، إذا استخرجتها منه.
ويقال: الولد سلالة أبيه.
أى كأنه انسل من ظهر أبيه.
والمعنى: ولقد خلقنا أباكم آدم من جزء مستخرج من الطين.
والتعبير بسلالة يشعر بالقلة، إذ لفظ الفعالة يدل على ذلك، كقلامة الظفر، ونحاتة الحجر، وهي ما يتساقط عند النحت.
و «من» في الموضعين: ابتدائية إلا أن الأولى متعلقة «بخلقنا» والثانية متعلقة بسلالة بمعنى مسلولة من الطين.

تفسير ابن كثير : شرح الآية 12 من سورة المؤمنون


قول تعالى مخبرا عن ابتداء خلق الإنسان من سلالة من طين ، وهو آدم ، عليه السلام ، خلقه الله من صلصال من حمأ مسنون .وقال الأعمش ، عن المنهال بن عمرو ، عن أبي يحيى ، عن ابن عباس : ( من سلالة من طين ) قال : صفوة الماء .وقال مجاهد : ( من سلالة ) أي : من مني آدم .قال ابن جرير : وإنما سمي آدم طينا لأنه مخلوق منه .وقال قتادة : استل آدم من الطين . وهذا أظهر في المعنى ، وأقرب إلى السياق ، فإن آدم ، عليه السلام ، خلق من طين لازب ، وهو الصلصال من الحمأ المسنون ، وذلك مخلوق من التراب ، كما قال تعالى : ( ومن آياته أن خلقكم من تراب ثم إذا أنتم بشر تنتشرون ) [ الروم : 20 ] .وقال الإمام أحمد : حدثنا يحيى بن سعيد ، حدثنا عوف ، حدثنا قسامة بن زهير ، عن أبي موسى ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إن الله خلق آدم من قبضة قبضها من جميع الأرض ، فجاء بنو آدم على قدر الأرض ، جاء منهم الأحمر والأسود والأبيض ، وبين ذلك ، والخبيث والطيب ، وبين ذلك " .وقد رواه أبو داود والترمذي ، من طرق ، عن عوف الأعرابي ، به نحوه . وقال الترمذي : حسن صحيح .

تفسير الطبري : معنى الآية 12 من سورة المؤمنون


يقول تعالى ذكره: ( وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإنْسَانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ ) أسللناه منه، فالسلالة: هي المستلة من كلّ تربة، ولذلك كان آدم خلق من تربة أخذت من أديم الأرض.
وبنحو الذي قلنا في ذلك، قال أهل التأويل على اختلاف منهم في المعني بالإنسان في هذا الموضع، فقال بعضهم: عنى به آدم.
* ذكر من قال ذلك:حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قَتَادة: ( مِنْ طِينٍ ) قال: استلّ آدم من الطين.
حدثنا الحسن، قال: أخبرنا عبد الرزاق، عن معمر، عن قتادة، في قوله: ( مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ ) قال: استلّ آدم من طين، وخُلقت ذرّيته من ماء مهين.
وقال آخرون: بل معنى ذلك: ولقد خلقنا ولد آدم، وهو الإنسان الذي ذكر في هذا الموضع، من سلالة، وهي النطفة التي استلَّت من ظهر الفحل من طين، وهو آدم الذي خُلق من طين.
*ذكر من قال ذلك:حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن المنهال بن عمرو، عن أبي يحيى، عن ابن عباس: ( مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ ) قال: صفوة الماء.
حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء ، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قول الله: ( مِنْ سُلالَةٍ ) من منيّ آدم.
حدثنا القاسم.
قال: ثنا الحسين.
قال: ثني حجاج، عن ابن جُرَيج، عن مجاهد، مثله.
وأولى القولين في ذلك بالصواب قول من قال: معناه: ولقد خلقنا ابن آدم من سُلالة آدم، وهي صفة مائه، وآدم هو الطين؛ لأنه خُلق منه.
وإنما قلنا ذلك أولى التأويلين بالآية؛ لدلالة قوله: ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ على أن ذلك كذلك؛ لأنه معلوم أنه لم يصر في قرار مكين إلا بعد خلقه في صلب الفحل، ومن بعد تحوّله من صلبه صار في قرار مكين؛ والعرب تسمي ولد الرجل ونطفته: سليله وسلالته.
لأنهما مسلولان منه، ومن السُّلالة قول بعضهم:حَمَلتْ بِهِ عَضْبَ الأدِيمِ غَضَنفرًاسُلالَةَ فَرجٍ كان غيرَ حَصِين (1)وقول الآخر:وَهَلْ كُنْتُ إلا مُهْرَةً عَرَبِيَّةًسُلالَةَ أفْراسٍ تجَللها بَغْلُ (2)فمن قال: سلالة جمعها سلالات، وربما جمعوها سلائل، وليس بالكثير.
لأن السلائل جمع للسليل، ومنه قول بعضهم:إذا أُنْتِجَتْ مِنْها المَهارَى تَشابَهَتْعَلى القَوْد إلا بالأنُوفِ سَلائلُهْ (3)وقول الراجز:يَقْذِفْنَ فِي أسْلابِها بالسَّلائِلِ (4)-------------------------------الهوامش :(1) البيت لحسان بن ثابت (اللسان: سلل) وفيه: فجاءت في موضع حملت.
وهو شاهد على أن السلالة بمعنى نطفة الإنسان، وسلالة الشيء: ما استل من.
واستشهد به المؤلف على أن العرب تسمي ولد الرجل ونطفته: سلالة.
وفي اللسان: وقال الفراء: السلالة الذي سل من كل تربة.
وقال أبو الهيثم: السلالة: ما سل من صلب الرجل وترائب المرأة، كما يسل الشيء سلا.
والسليل: الولد حين يخرج من بطن أمه، لأنه خلق من السلالة.
وعن عكرمة أنه قال في السلالة: إنه الماء يسل من الظهر سلا.
وعضب الأديم: غليظ الجلد، ولعله يريد وصفه بالشدة والقسوة.
ولم أجد هذا التعبير في معاجم اللغة، ووجدته في حاشية جانبية على نسخة مصورة من مجاز القران محفوظة بمكتبة جامعة القاهرة، رقمها26059 عند تفسير قوله تعالى: ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين .
(2) البيت لهند بنت النعمان (اللسان: سلل ).
وروايته: "وما هند إلا مهرة".
وهو شاهد على أن السليل الولد، والأنثى سليلة، قال أبو عمرو: السليلة بنت الرجل من صلبه.
وتجللها: علاها.
والمراد بالبغل هنا: الرجل الشبيه بالبغل والبغل مذموم عند العرب.
وفي اللسان: سلل: قال ابن بري: وذكر بعضهم أنها تصحيف، وأن صوابه "نغل" بالنون، وهو الخسيس من الناس والدواب، لأن البغل لا ينسل.
وقال ابن شميل: يقال للإنسان أول ما تضعه أمه: سليل.
والسليل والسليلة: المهر والمهرة.
(3) لم أجد هذا البيت في معاني القرآن للفراء ولا في مجاز القرآن لأبي عبيدة، ولا في شواهد معاجم اللغة.
وهو شاهد على أن السلائل جمع سلالة، وقد شرحنا معناها في الشاهدين السابقين بما أغنى عن تكراره هنا.
(4) كذا ورد هذا الشطر في الأصول محرفًا وحسبه المؤلف من الرجز، ويلوح لي أن هذا جزء من بيت للنابغة الذبياني نسخه بعض النساخ في بعض الكتب، ولم يفطن له المؤلف.
وبيت النابغة من البحر الطويل، وهو من قصيدة له يصف الخيل في وقعة عمرو بن الحارث الأصغر الغساني ببني مرة بن عوف بن سعد بن ذبيان، قال فيها:وَقَدْ خِفْتُ حتى مَا تَزِيدُ مَخَافَتِيعَلى وَعِلٍ فِي ذِي المَطَارَةِ عَاقِلِمَخَافَةَ عَمْرٍو أَنْ تَكُونَ جِيَادُهُيُقَدْنَ إِلَيْنَا بَيْنَ حَافٍ وَنَاعِلِإِذَا اسْتَعْجَلُوهَا عَنْ سَجِيَّةِ مَشْيِهَاتَتَلَّعُ فِي أَعْنَاقِهَا بِالجَحَافِلِوَيَقْذِفْنَ بِالأَوْلادِ فِي كُلِّ مَنْزِلٍتَشَحَّطُ فِي أسْلائِهَا كَالْوَصَائِلِوهذا البيت الأخير هو محل الشاهد في بحثنا وليس فيه شاهد للمؤلف على السلائل جمع السلالة، لأنها لم تذكر في البيت ولا في القصيدة كلها.
وأصل تشحط: تتشحط، أي تضطرب يريد أولاد الخيل.
والسلى: الجلدة التي يكون فيها الولد من الإنسان أو الحيوان إذا ولد.
الوصائل الثياب الحمر المخططة.
والمراد أن الأسلاب كانت موشحة بالدم، وانظر البيت في (اللسان: شحط) وفي المخصص.
لابن سيده ( 1 : 17) ومختار الشعر الجاهلي بشرح مصطفى السقا (طبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده بالقاهرة ص 211).

ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين

سورة : المؤمنون - الأية : ( 12 )  - الجزء : ( 18 )  -  الصفحة: ( 342 ) - عدد الأيات : ( 118 )

تفسير آيات من القرآن الكريم

  1. تفسير: فبأي آلاء ربكما تكذبان
  2. تفسير: مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا بئس مثل القوم الذين
  3. تفسير: ألم يروا كم أهلكنا قبلهم من القرون أنهم إليهم لا يرجعون
  4. تفسير: فلما أتاها نودي ياموسى
  5. تفسير: أليس الله بأحكم الحاكمين
  6. تفسير: لنحيي به بلدة ميتا ونسقيه مما خلقنا أنعاما وأناسي كثيرا
  7. تفسير: ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون
  8. تفسير: قال الذين حق عليهم القول ربنا هؤلاء الذين أغوينا أغويناهم كما غوينا تبرأنا إليك ما
  9. تفسير: أولئك هم الكافرون حقا وأعتدنا للكافرين عذابا مهينا
  10. تفسير: فالملقيات ذكرا

تحميل سورة المؤمنون mp3 :

سورة المؤمنون mp3 : قم باختيار القارئ للاستماع و تحميل سورة المؤمنون

سورة المؤمنون بصوت ماهر المعيقلي
ماهر المعيقلي
سورة المؤمنون بصوت سعد الغامدي
سعد الغامدي
سورة المؤمنون بصوت عبد  الباسط عبد الصمد
عبد الباسط
سورة المؤمنون بصوت أحمد العجمي
أحمد العجمي
سورة المؤمنون بصوت محمد صديق المنشاوي
المنشاوي
سورة المؤمنون بصوت محمود خليل الحصري
الحصري
سورة المؤمنون بصوت مشاري راشد العفاسي
مشاري العفاسي
سورة المؤمنون بصوت ناصر القطامي
ناصر القطامي
سورة المؤمنون بصوت فارس عباد
فارس عباد
سورة المؤمنون بصوت ياسر لدوسري
ياسر الدوسري

,

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب