تفسير الآية - القول في معنى قوله تعالى : فأتياه فقولا إنا رسولا ربك فأرسل معنا ..

  1. تفسير السعدي
  2. تفسير البغوي
  3. التفسير الوسيط
  4. تفسير ابن كثير
  5. تفسير الطبري
الفسير الوسيط | التفسير الوسيط للقرآن الكريم للطنطاوي | تأليف شيخ الأزهر محمد سيد طنطاوي (المتوفى: 1431هـ) : ويعتبر هذا التفسير من التفاسير الحديثة و القيمة لطلاب العلم و الباحثين في تفسير القرآن العظيم بأسلوب منهجي سهل و عبارة مفهومة, تفسير الآية 47 من سورةطه - التفسير الوسيط .
  
   

﴿ فَأْتِيَاهُ فَقُولَا إِنَّا رَسُولَا رَبِّكَ فَأَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا تُعَذِّبْهُمْ ۖ قَدْ جِئْنَاكَ بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكَ ۖ وَالسَّلَامُ عَلَىٰ مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَىٰ﴾
[ سورة طه: 47]

معنى و تفسير الآية 47 من سورة طه : فأتياه فقولا إنا رسولا ربك فأرسل معنا .


تفسير الجلالين التفسير الميسر تفسير السعدي
تفسير البغوي التفسير الوسيط تفسير ابن كثير
تفسير الطبري تفسير القرطبي إعراب الآية

تفسير السعدي : فأتياه فقولا إنا رسولا ربك فأرسل معنا


أي: فأتياه بهذين الأمرين، دعوته إلى الإسلام، وتخليص هذا الشعب الشريف بني إسرائيل -من قيده وتعبيده لهم، ليتحرروا ويملكوا أمرهم، ويقيم فيهم موسى شرع الله ودينه.
قَدْ جِئْنَاكَ بِآيَةٍ تدل على صدقنا فَأَلْقَى موسى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُبِينٌ* وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاءُ لِلنَّاظِرِينَ إلى آخر ما ذكر الله عنهما.
وَالسَّلَامُ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى أي: من اتبع الصراط المستقيم، واهتدى بالشرع المبين، حصلت له السلامة في الدنيا والآخرة.

تفسير البغوي : مضمون الآية 47 من سورة طه


( فأتياه فقولا إنا رسولا ربك ) أرسلنا إليك ، ( فأرسل معنا بني إسرائيل ) أي : خل عنهم وأطلقهم من أعمالك ، ( ولا تعذبهم ) لا تتعبهم في العمل .
وكان فرعون يستعملهم في الأعمال الشاقة ، ( قد جئناك بآية من ربك ) قال فرعون : وما هي؟ فأخرج يده لها شعاع كشعاع الشمس ، ( والسلام على من اتبع الهدى ) ليس المراد منه التحية ، إنما معناه سلم من عذاب الله من أسلم .

التفسير الوسيط : فأتياه فقولا إنا رسولا ربك فأرسل معنا


ثم رسم لهما- سبحانه - طريق الدعوة فقال: فَأْتِياهُ فَقُولا إِنَّا رَسُولا رَبِّكَ ...
أى: فأتيا فرعون، وادخلا عليه داره أو مكان سلطانه، وقولا له بلا خوف أو وجل إِنَّا رَسُولا رَبِّكَ الذي خلقك فسواك فعدلك.
وكان البدء بهذه الجملة لتوضيح أساس رسالتهما، ولإحقاق الحق من أول الأمر، ولإشعاره منذ اللحظة الأولى بأنهما قد أرسلهما ربه وربهما ورب العالمين، لدعوته إلى الدين الحق، وإلى إخلاص العبادة لله الواحد القهار، وإلى التخلي عن الكفر والطغيان.
وأنهما لم يأتياه بدافع شخصى منهما وإنما أتياه بتكليف من ربه ورب العالمين.
أما الجملة الثانية التي أمرهما الله-تبارك وتعالى- أن يقولاها لفرعون فقد حكاها- سبحانه - بقوله: فَأَرْسِلْ مَعَنا بَنِي إِسْرائِيلَ وَلا تُعَذِّبْهُمْ أى: فأطلق سراح بنى إسرائيل، ودعهم يعيشون أحرارا في دولتك ولا تعذبهم باستعبادهم وقهرهم، وقتل أبنائهم، واستحياء نسائهم.
قال-تبارك وتعالى-: وَإِذْ نَجَّيْناكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذابِ، يُذَبِّحُونَ أَبْناءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِساءَكُمْ، وَفِي ذلِكُمْ بَلاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ .
قال الآلوسى: والمراد بالإرسال: إطلاقهم من الأسر، وإخراجهم من تحت يده العادية، لا تكليفهم أن يذهبوا معهما إلى الشام، كما ينبئ عنه قوله- سبحانه - وَلا تُعَذِّبْهُمْ أى: بإبقائهم على ما كانوا عليه من العذاب، فإنهم كانوا تحت سيطرة القبط، يستخدمونهم في الأشغال الشاقة كالحفر والبناء.. .
وقوله-تبارك وتعالى-: قَدْ جِئْناكَ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكَ جملة ثالثة تدل على صدقهما في رسالتهما.
والمراد بالآية هنا: جنسها، فتشمل العصا واليد وغيرهما من المعجزات التي أعطاها الله-تبارك وتعالى- لنبيه موسى- عليه السلام-.
أى: قد جئناك بمعجزة من ربك تثبت صدقنا، وتؤيد مدعانا، وتشهد بأنا قد أرسلنا الله-تبارك وتعالى- إليك لهدايتك ودعوتك أنت وقومك إلى الدخول في الدين الحق.
فالجملة الكريمة تقرير لما تضمنه الكلام السابق من كونهما رسولين من رب العالمين، وتعليل لوجوب إطلاق بنى إسرائيل، وكف الأذى عنهم.
أما الجملة الرابعة التي أمرهما الله-تبارك وتعالى- بأن يقولاها لفرعون فهي قوله- سبحانه -: وَالسَّلامُ عَلى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدى.
أى: وقولا له- أيضا- السلامة من العذاب في الدارين لمن اتبع الهدى بأن آمن بالله-تبارك وتعالى- وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر ...
فالسلام مصدر بمعنى السلامة، وعلى بمعنى اللام.
ويفهم من الآية الكريمة أن من لم يتبع الهدى، لا سلامة له، ولا أمان عليه.
وفي هذه الجملة من الترغيب في الدخول في الدين الحق ما فيها، ولذا استعملها النبي صلّى الله عليه وسلّم في كثير من كتبه، ومن ذلك قوله صلّى الله عليه وسلّم في رسالته إلى هرقل ملك الروم: بسم الله الرحمن الرحيم من محمد رسول الله إلى هرقل عظيم الروم.
سلام على من اتبع الهدى..

تفسير ابن كثير : شرح الآية 47 من سورة طه


( فأتياه فقولا إنا رسولا ربك ) ، قد تقدم في حديث " الفتون " عن ابن عباس أنه قال : مكثا على بابه حينا لا يؤذن لهما ، ثم أذن لهما بعد حجاب شديد .وذكر محمد بن إسحاق بن يسار : أن موسى وأخاه هارون خرجا ، فوقفا بباب فرعون يلتمسان الإذن عليه وهما يقولان : إنا رسل رب العالمين ، فآذنوا بنا هذا الرجل ، فمكثا فيما بلغني سنتين يغدوان ويروحان ، لا يعلم بهما ولا يجترئ أحد على أن يخبره بشأنهما ، حتى دخل عليه بطال له يلاعبه ويضحكه ، فقال له : أيها الملك ، إن على بابك رجلا يقول قولا عجيبا ، يزعم أن له إلها غيرك أرسله إليك . قال : ببابي ؟ قال : نعم . قال : أدخلوه ، فدخل ومعه أخوه هارون وفي يده عصاه ، فلما وقف على فرعون قال : إني رسول رب العالمين . فعرفه فرعون .وذكر السدي أنه لما قدم بلاد مصر ، ضاف أمه وأخاه وهما لا يعرفانه ، وكان طعامهما ليلتئذ الطعثلل وهو اللفت ، ثم عرفاه وسلما عليه ، فقال له موسى : يا هارون ، إن ربي قد أمرني أن آتي هذا الرجل فرعون فأدعوه إلى الله ، وأمر أن تعاونني . قال : افعل ما أمرك ربك . فذهبا ، وكان ذلك ليلا فضرب موسى باب القصر بعصاه ، فسمع فرعون فغضب وقال من يجترئ على هذا الصنيع ؟ فأخبره السدنة والبوابون بأن هاهنا رجلا مجنونا يقول : إنه رسول الله . فقال : علي به . فلما وقفا بين يديه قالا وقال لهما ما ذكر الله في كتابه .وقوله : ( قد جئناك بآية من ربك ) أي : بدلالة ومعجزة من ربك ، ( والسلام على من اتبع الهدى ) أي : والسلام عليك إن اتبعت الهدى .ولهذا لما كتب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى هرقل عظيم الروم كتابا ، كان أوله : " بسم الله الرحمن الرحيم ، من محمد رسول الله إلى هرقل عظيم الروم سلام على من اتبع الهدى . أما بعد ، فإني أدعوك بدعاية الإسلام فأسلم تسلم يؤتك الله أجرك مرتين " .وكذلك لما كتب مسيلمة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم كتابا ، صورته : " من مسيلمة رسول الله إلى محمد رسول الله ، سلام عليك . أما بعد ، فإني قد أشركت في الأمر معك ، فلك المدر ولي الوبر ، ولكن قريش قوم يعتدون " . فكتب إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من محمد رسول الله إلى مسيلمة الكذاب ، سلام على من اتبع الهدى ، أما بعد ، فإن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين " .ولهذا قال موسى وهارون ، عليهما السلام ، لفرعون : ( والسلام على من اتبع الهدى)

تفسير الطبري : معنى الآية 47 من سورة طه


( فَأْتِيَاهُ فَقُولا لَهُ إِنَّا رَسُولا رَبِّكَ ).
وبنحو الذي قلنا في ذلك، قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج ( قَالَ لا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى ) ما يحاوركما، فأوحي إليكما فتجاوبانه.
وقوله ( فَأْتِيَاهُ فَقُولا إِنَّا رَسُولا رَبِّكَ ) أرسلنا إليك يأمرك أن ترسل معنا بني إسرائيل، فأرسلهم معنا ولا تعذّبهم بما تكلفهم من الأعمال الرديئة ( قَدْ جِئْنَاكَ بِآيَةٍ ) معجزة (مِنْ رَبِّكَ) على أنه أرسلنا إليك بذلك، إن أنت لم تصدّقنا فيما نقول لك أريناكها، ( والسلام على من اتبع الهدى ) يقول: والسلامة لمن اتبع هدى الله، وهو بيانه ، يقال: السلام على من اتبع الهدى، ولمن اتبع بمعنى واحد.

فأتياه فقولا إنا رسولا ربك فأرسل معنا بني إسرائيل ولا تعذبهم قد جئناك بآية من ربك والسلام على من اتبع الهدى

سورة : طه - الأية : ( 47 )  - الجزء : ( 16 )  -  الصفحة: ( 314 ) - عدد الأيات : ( 135 )

تفسير آيات من القرآن الكريم

  1. تفسير: فما أوتيتم من شيء فمتاع الحياة الدنيا وما عند الله خير وأبقى للذين آمنوا وعلى
  2. تفسير: إذ يغشى السدرة ما يغشى
  3. تفسير: الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا
  4. تفسير: وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت أيديهم ولعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان ينفق كيف
  5. تفسير: ثم يوم القيامة يخزيهم ويقول أين شركائي الذين كنتم تشاقون فيهم قال الذين أوتوا العلم
  6. تفسير: وربك يعلم ما تكن صدورهم وما يعلنون
  7. تفسير: ياصاحبي السجن أأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار
  8. تفسير: فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون
  9. تفسير: بأكواب وأباريق وكأس من معين
  10. تفسير: وقد كفروا به من قبل ويقذفون بالغيب من مكان بعيد

تحميل سورة طه mp3 :

سورة طه mp3 : قم باختيار القارئ للاستماع و تحميل سورة طه

سورة طه بصوت ماهر المعيقلي
ماهر المعيقلي
سورة طه بصوت سعد الغامدي
سعد الغامدي
سورة طه بصوت عبد  الباسط عبد الصمد
عبد الباسط
سورة طه بصوت أحمد العجمي
أحمد العجمي
سورة طه بصوت محمد صديق المنشاوي
المنشاوي
سورة طه بصوت محمود خليل الحصري
الحصري
سورة طه بصوت مشاري راشد العفاسي
مشاري العفاسي
سورة طه بصوت ناصر القطامي
ناصر القطامي
سورة طه بصوت فارس عباد
فارس عباد
سورة طه بصوت ياسر لدوسري
ياسر الدوسري

,

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب