تفسير الآية - القول في معنى قوله تعالى : ما أشهدتهم خلق السموات والأرض ولا خلق ..

  1. تفسير السعدي
  2. تفسير البغوي
  3. التفسير الوسيط
  4. تفسير ابن كثير
  5. تفسير الطبري
الفسير الوسيط | التفسير الوسيط للقرآن الكريم للطنطاوي | تأليف شيخ الأزهر محمد سيد طنطاوي (المتوفى: 1431هـ) : ويعتبر هذا التفسير من التفاسير الحديثة و القيمة لطلاب العلم و الباحثين في تفسير القرآن العظيم بأسلوب منهجي سهل و عبارة مفهومة, تفسير الآية 51 من سورة الكهف - التفسير الوسيط .
  
   

﴿ ۞ مَّا أَشْهَدتُّهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَا خَلْقَ أَنفُسِهِمْ وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا﴾
[ سورة الكهف: 51]

معنى و تفسير الآية 51 من سورة الكهف : ما أشهدتهم خلق السموات والأرض ولا خلق .


تفسير الجلالين التفسير الميسر تفسير السعدي
تفسير البغوي التفسير الوسيط تفسير ابن كثير
تفسير الطبري تفسير القرطبي إعراب الآية

تفسير السعدي : ما أشهدتهم خلق السموات والأرض ولا خلق


يقول تعالى: ما أشهدت الشياطين [وهؤلاء المضلين]، خلق السماوات والأرض ولا خلق أنفسهم- أي: ما أحضرتهم ذلك، ولا شاورتهم عليه، فكيف يكونون خالقين لشيء من ذلك؟! بل المنفرد بالخلق والتدبير، والحكمة والتقدير، هو الله، خالق الأشياء كلها، المتصرف فيها بحكمته، فكيف يجعل له شركاء من الشياطين، يوالون ويطاعون، كما يطاع الله، وهم لم يخلقوا ولم يشهدوا خلقا، ولم يعاونوا الله تعالى؟! ولهذا قال: { وَمَا كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا }- أي: معاونين، مظاهرين لله على شأن من الشئون،- أي: ما ينبغي ولا يليق بالله، أن يجعل لهم قسطا من التدبير، لأنهم ساعون في إضلال الخلق والعداوة لربهم، فاللائق أن يقصيهم ولا يدنيهم.

تفسير البغوي : مضمون الآية 51 من سورة الكهف


( ما أشهدتهم ) ما أحضرتهم وقرأ أبو جعفر " ما أشهدناهم " بالنون والألف على التعظيم أي : أحضرناهم يعني إبليس وذريته .
وقيل: الكفار .
وقال الكلبي : يعني الملائكة ( خلق السماوات والأرض ولا خلق أنفسهم ) يقول : ما أشهدتهم خلقا فأستعين بهم على خلقها وأشاورهم فيها ، ( وما كنت متخذ المضلين عضدا ) أي الشياطين الذين يضلون الناس عضدا ، أي : أنصارا وأعوانا .

التفسير الوسيط : ما أشهدتهم خلق السموات والأرض ولا خلق


ثم ساق- سبحانه - ما يدل على كمال علمه وقدرته، وعلى عجز وجهالة المعبودين من دونه، فقال-تبارك وتعالى-: ما أَشْهَدْتُهُمْ خَلْقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَلا خَلْقَ أَنْفُسِهِمْ.
والضمير في قوله «ما أشهدتهم» يعود إلى إبليس وذريته، والإشهاد: بمعنى الإحضار والإعلام.
أى: ما أشهدت إبليس وذريته خلق السموات والأرض، لأنى خلقتهما دون أن أستعين في خلقهما بأحد، أو لأنى خلقتهما قبل خلقهم، وَلا خَلْقَ أَنْفُسِهِمْ أى: ولا أشهدت بعضهم خلق بعض، لأنى لا أستعين بأحد حين أخلق ما أشاء، ولا أستشير أحدا حين أقدر ما أشاء.
وما دام الأمر كذلك فكيف تتخذونهم أولياء وشركاء من دوني وأنا الخالق لكل شيء، والقاهر فوق كل شيء؟.
فالجملة الكريمة استئناف مسوق لبيان كمال علمه وقدرته- سبحانه -، ولبيان عدم استحقاق إبليس وذريته للاتخاذ المذكور في أنفسهم، بعد بيان المواقع والصوارف التي تمنع وتصرف عن اتخاذهم أولياء، من خباثة أصلهم، وفسوقهم عن أمر ربهم.
وهذا المعنى الذي صرحت به الآية الكريمة من تفرد الله-تبارك وتعالى- بالخلق والقدرة.
قد جاء في آيات أخرى منها قوله-تبارك وتعالى- هذا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي ماذا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ، بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ .
وقوله- سبحانه - وَما كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُداً مؤكد لما قبله من تفرده- سبحانه - بالخلق والقدرة والعلم.
والعضد- بفتح العين وضم الضاد- في الأصل، يطلق على العضد المعروف ما بين المرفق إلى الكتف، ويستعار للمعين والناصر فيقال: فلان عضدي، أى: نصيرى.
ومنه قوله-تبارك وتعالى- لنبيه موسى- عليه السلام- سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ أى:سنقويك ونعينك بأخيك هارون وذلك لأن اليد قوامها العضد، فإذا فقدته أصابها العجز.
أى: وما كنت متخذ المضلين عن سبيلي أعوانا وأنصارا في شأن من شئونى، وخص- سبحانه - المضلين بالذكر، زيادة في ذمهم وتوبيخهم، وتقريعا لأمثالهم، لأنه- عز وجل - ليس له أعوان ولا أنصار فيما يفعله لا من المضلين ولا من المهتدين.
ولم يقل- سبحانه - وما كنت متخذهم.. بالإضمار، كما قال: ما أَشْهَدْتُهُمْ بل أظهر في مقام الإضمار، لتسجيل الضلال عليهم، حتى ينصرف عنهم كل عاقل، وللتنبيه على أن الضالين المضلين لا تصح الاستعانة بهم.
ولقد حكى الله-تبارك وتعالى- عن نبيه موسى- عليه السلام- براءته من المجرمين فقال:قالَ رَبِّ بِما أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيراً لِلْمُجْرِمِينَ .
والظهير: الناصر والمعين لغيره.

تفسير ابن كثير : شرح الآية 51 من سورة الكهف


يقول تعالى : هؤلاء الذين اتخذتموهم أولياء من دوني عبيد أمثالكم ، لا يملكون شيئا ، ولا أشهدتهم خلقي للسموات والأرض ، ولا كانوا إذ ذاك موجودين ، يقول تعالى : أنا المستقل بخلق الأشياء كلها ، ومدبرها ومقدرها وحدي ، ليس معي في ذلك شريك ولا وزير ، ولا مشير ولا نظير ، كما قال : { قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض وما لهم فيهما من شرك وما له منهم من ظهير ولا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن له } الآية [ سبإ : 23 ، 22 ] ؛ ولهذا قال : { وما كنت متخذ المضلين عضدا } قال مالك : أعوانا .

تفسير الطبري : معنى الآية 51 من سورة الكهف


القول في تأويل قوله تعالى : مَا أَشْهَدْتُهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلا خَلْقَ أَنْفُسِهِمْ وَمَا كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا ( 51 )يقول عزّ ذكره: ما أشهدت إبليس وذرّيته ( خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ ) يقول: ما أحضرتهم ذلك فأستعين بهم على خلقها( وَلا خَلْقَ أَنْفُسِهِمْ ) يقول: ولا أشهدت بعضهم أيضا خلق بعض منهم، فأستعين به على خلقه، بل تفرّدت بخلق جميع ذلك بغير معين ولا ظهير، يقول: فكيف اتخذوا عدوّهم أولياء من دوني، وهم خلق من خلق أمثالهم، وتركوا عبادتي وأنا المنعم عليهم وعلى أسلافهم، وخالقهم وخالق من يوالونه من دوني منفردا بذلك من غير معين ولا ظهير.
وقوله: ( وَمَا كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا ) يقول: وما كنت متخذ من لا يهدي إلى الحقّ، ولكنه يضلّ، فمن تبعه يجور به عن قصد السبيل أعوانا وأنصارا ، وهو من قولهم: فلان يعضد فلانا إذا كان يقوّيه ويعينه.
وبنحو ذلك قال بعض أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: ( وَمَا كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا ) : أي أعوانا.
حدثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن قتادة، مثله، وإنما يعني بذلك أن إبليس وذرّيته يضلون بني آدم عن الحقّ، ولا يهدونهم للرشد، وقد يحتمل أن يكون عنى بالمضلين الذين هم أتباع على الضلالة، وأصحاب على غير هدى.

ما أشهدتهم خلق السموات والأرض ولا خلق أنفسهم وما كنت متخذ المضلين عضدا

سورة : الكهف - الأية : ( 51 )  - الجزء : ( 15 )  -  الصفحة: ( 299 ) - عدد الأيات : ( 110 )

تفسير آيات من القرآن الكريم

  1. تفسير: قلنا يانار كوني بردا وسلاما على إبراهيم
  2. تفسير: فأصبح في المدينة خائفا يترقب فإذا الذي استنصره بالأمس يستصرخه قال له موسى إنك لغوي
  3. تفسير: فاصبر على ما يقولون وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب
  4. تفسير: إن الذين كفروا لو أن لهم ما في الأرض جميعا ومثله معه ليفتدوا به من
  5. تفسير: ولقد نجينا بني إسرائيل من العذاب المهين
  6. تفسير: وإذ غدوت من أهلك تبوئ المؤمنين مقاعد للقتال والله سميع عليم
  7. تفسير: قالوا أئنك لأنت يوسف قال أنا يوسف وهذا أخي قد من الله علينا إنه من
  8. تفسير: أولم يهد لهم كم أهلكنا من قبلهم من القرون يمشون في مساكنهم إن في ذلك
  9. تفسير: ومهدت له تمهيدا
  10. تفسير: وما ذلك على الله بعزيز

تحميل سورة الكهف mp3 :

سورة الكهف mp3 : قم باختيار القارئ للاستماع و تحميل سورة الكهف

سورة الكهف بصوت ماهر المعيقلي
ماهر المعيقلي
سورة الكهف بصوت سعد الغامدي
سعد الغامدي
سورة الكهف بصوت عبد  الباسط عبد الصمد
عبد الباسط
سورة الكهف بصوت أحمد العجمي
أحمد العجمي
سورة الكهف بصوت محمد صديق المنشاوي
المنشاوي
سورة الكهف بصوت محمود خليل الحصري
الحصري
سورة الكهف بصوت مشاري راشد العفاسي
مشاري العفاسي
سورة الكهف بصوت ناصر القطامي
ناصر القطامي
سورة الكهف بصوت فارس عباد
فارس عباد
سورة الكهف بصوت ياسر لدوسري
ياسر الدوسري

,

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب