تفسير الآية 8 من سورةالحجرات - التفسير الوسيط

تفسير السعدي : فضلا من الله ونعمة والله عليم حكيم

فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَنِعْمَةً أي: ذلك الخير الذي حصل لهم، هو بفضل الله عليهم وإحسانه، لا بحولهم وقوتهم.
وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ أي: عليم بمن يشكر النعمة، فيوفقه لها، ممن لا يشكرها، ولا تليق به، فيضع فضله، حيث تقتضيه حكمته.

تفسير البغوي : مضمون الآية 8 من سورة الحجرات

" فضلاً "، أي كان هذا فضلاً، " من الله ونعمةً والله عليم حكيم ".

التفسير الوسيط : فضلا من الله ونعمة والله عليم حكيم

وقوله- سبحانه -: فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَنِعْمَةً.. تعليل لما منّ به- سبحانه - عليهم من تزيين الإيمان في قلوبهم.
أى: فعل ما فعل من تحبيب الإيمان إليكم، ومن تبغيض الكفر إلى قلوبكم، لأجل فضله عليكم، ورحمته بكم، وإنعامه عليكم بالنعم التي لا تحصى.
وَاللَّهُ-تبارك وتعالى- عَلِيمٌ بكل شيء حَكِيمٌ في كل أفعاله وأقواله وتصرفاته.
وبذلك نرى الآيات الكريمة، قد رسمت للمؤمنين أحكم الطرق في تلقى الأخبار، وأرشدتهم إلى مظاهر فضله عليهم، لكي يستمروا على شكرهم له وطاعتهم لرسله.
ثم انتقلت السورة إلى دائرة أوسع وأرحب، فدعت المؤمنين إلى التدخل بين الطوائف المتنازعة لعقد المصالحة بينها، وإلى قتال الفئة الباغية حتى ترجع إلى حكم الله-تبارك وتعالى- فقال- سبحانه -:

تفسير ابن كثير : شرح الآية 8 من سورة الحجرات

ثم قال : ( فضلا من الله ونعمة ) أي : هذا العطاء الذي منحكموه هو فضل منه عليكم ونعمة من لدنه ، ( والله عليم حكيم ) أي : عليم بمن يستحق الهداية ممن يستحق الغواية ، حكيم في أقواله وأفعاله ، وشرعه وقدره .

تفسير الطبري : معنى الآية 8 من سورة الحجرات

وقوله ( فَضْلا مِنَ اللَّهِ وَنِعْمَةً ) يقول: ولكن الله حبَّب إليكم الإيمان, وأنعم عليكم هذه النعمة التي عدّها فضلا منه, وإحسانا ونعمة منه أنعمها عليكم ( وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ) يقول: والله ذو علم بالمحسن منكم من المسيء, ومن هو لنعم الله وفضله أهل, ومن هو لذلك غير أهل, وحكمة في تدبيره خلقه, وصرفه إياهم فيما شاء من قضائه.
وبنحو الذي قلنا في تأويل قوله ( وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِنَ الأمْرِ لَعَنِتُّمْ ) قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:حدثنا بشر, قال: ثنا يزيد, قال: ثنا سعيد, عن قتادة ( وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ ).
.
.
حتى بلغ ( لَعَنِتُّمْ ) هؤلاء أصحاب نبيّ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم, لو أطاعهم نبيّ الله في كثير من الأمر لعنتم, فأنتم والله أسخف رأيا, وأطيش عقولا اتهم رجل رأيه, وانتصح كتاب الله, وكذلك كما قلنا أيضا في تأويل قوله ( وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الإيمَانَ ) قالوا .
* ذكر من قال ذلك:حدثني يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد, في قوله ( حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الإيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ ) قال: حببه إليهم وحسَّنه في قلوبهم.
وبنحو الذي قلنا في تأويل قوله ( وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُولَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ * فَضْلا مِنَ اللَّهِ وَنِعْمَةً ) قالوا أيضا.
* ذكر من قال ذلك:حدثني يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد, في قوله: ( وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ ) قال: الكذب والعصيان; قال: عصيان النبيّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم ( أُولَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ ) من أين كان هذا؟ قال: فضل من الله ونعمة; قال: والمنافقون سماهم الله أجمعين في القرآن الكاذبين; قال: والفاسق: الكاذب في كتاب الله كله.

1. تفسير: ياأيها الذين آمنوا كونوا أنصار الله كما قال عيسى ابن مريم للحواريين من أنصاري إلى
2. تفسير: فنادوا صاحبهم فتعاطى فعقر
3. تفسير: ألم تر إلى ربك كيف مد الظل ولو شاء لجعله ساكنا ثم جعلنا الشمس عليه
4. تفسير: أم أمنتم أن يعيدكم فيه تارة أخرى فيرسل عليكم قاصفا من الريح فيغرقكم بما كفرتم
5. تفسير: كذلك يوحي إليك وإلى الذين من قبلك الله العزيز الحكيم
6. تفسير: ولو ترى إذ المجرمون ناكسوا رءوسهم عند ربهم ربنا أبصرنا وسمعنا فارجعنا نعمل صالحا إنا
7. تفسير: وما كان هذا القرآن أن يفترى من دون الله ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل
8. تفسير: الحق من ربك فلا تكونن من الممترين
9. تفسير: أولئك الذين لعنهم الله ومن يلعن الله فلن تجد له نصيرا
10. تفسير: ولقد جعلنا في السماء بروجا وزيناها للناظرين