تفسير الآية 85 من سورة طه - التفسير الوسيط

تفسير السعدي : قال فإنا قد فتنا قومك من بعدك

{ فَإِنَّا قَدْ فَتَنَّا قَوْمَكَ مِنْ بَعْدِكَ }- أي: بعبادتهم للعجل، ابتليناهم، واختبرناهم، فلم يصبروا، وحين وصلت إليهم المحنة، كفروا { وَأَضَلَّهُمُ السَّامِرِيُّ }{ فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلًا جَسَدًا } وصاغه فصار { لَهُ خُوَارٌ فَقَالُوا } لهم { هَذَا إِلَهُكُمْ وَإِلَهُ مُوسَى } فنسيه موسى، فافتتن به بنو إسرائيل، فعبدوه، ونهاهم هارون فلم ينتهوا.

تفسير البغوي : مضمون الآية 85 من سورة طه

( قال فإنا قد فتنا قومك من بعدك ) أي : ابتلينا الذين خلفتهم مع هارون ، وكانوا ستمائة ألف ، فافتتنوا بالعجل غير اثني عشر ألفا ( من بعدك ) أي : من بعد انطلاقك إلى الجبل .
( وأضلهم السامري ) أي : دعاهم وصرفهم إلى عبادة العجل وأضافه إلى السامري لأنهم ضلوا بسببه .

التفسير الوسيط : قال فإنا قد فتنا قومك من بعدك

وقوله-تبارك وتعالى-: قالَ فَإِنَّا قَدْ فَتَنَّا قَوْمَكَ مِنْ بَعْدِكَ وَأَضَلَّهُمُ السَّامِرِيُّ إخبار منه- سبحانه - بما فعله قومه بعد مفارقته لهم.
وكلمة فَتَنَّا من الفتن ومعناه لغة: وضع الذهب في النار ليتبين أهو خالص أم زائف.
والفتنة تطلق في القرآن بإطلاقات متعددة منها: الدخول في النار كما في قوله-تبارك وتعالى-:يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ.
ومنها الحجة كما في قوله-تبارك وتعالى-: ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ إِلَّا أَنْ قالُوا وَاللَّهِ رَبِّنا ما كُنَّا مُشْرِكِينَ.
ومنها: الاختبار والامتحان، كما في قوله- سبحانه -: أَنَّما أَمْوالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ.
ومنها الإضلال والإشراك، كما في قوله-تبارك وتعالى-: وَقاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وقوله- سبحانه -: وَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَنْ تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللَّهِ شَيْئاً ...
ويبدو أن المراد بالفتنة هذا المعنى الأخير وهو الإضلال والشرك، لأن فتنتهم كانت بسبب عبادتهم للعجل في غيبة موسى- عليه السلام-.
ويدل على هذا قوله-تبارك وتعالى-: وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسى مِنْ بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلًا جَسَداً لَهُ خُوارٌ ...
والسامري: اسم للشخص الذي كان سببا في ضلال بنى إسرائيل، قيل: كان من زعماء بنى إسرائيل وينسب إلى قبيلة تعرف بالسامرة.
وقيل: إنه كان من قوم يعبدون البقر، وقيل غير ذلك من أقوال مظنونة غير محققة.
أى: قال الله-تبارك وتعالى- لموسى: فإنا قد أضللنا قومك من بعد مفارقتك لهم، وكان السبب في ضلالهم السامري، حيث دعاهم إلى عبادة العجل فانقادوا له وأطاعوه.

تفسير ابن كثير : شرح الآية 85 من سورة طه

{ قال فإنا قد فتنا قومك من بعدك وأضلهم السامري } أخبر تعالى نبيه موسى بما كان بعده من الحدث في بني إسرائيل ، وعبادتهم العجل الذي عمله لهم ذلك السامري . وفي الكتب الإسرائيلية : أنه كان اسمه هارون أيضا ، وكتب الله تعالى له في هذه المدة الألواح المتضمنة للتوراة ، كما قال تعالى : { وكتبنا له في الألواح من كل شيء موعظة وتفصيلا لكل شيء فخذها بقوة وأمر قومك يأخذوا بأحسنها سأريكم دار الفاسقين } [ الأعراف : 145 ] أي: عاقبة الخارجين عن طاعتي المخالفين لأمري .

تفسير الطبري : معنى الآية 85 من سورة طه

القول في تأويل قوله تعالى : قَالَ فَإِنَّا قَدْ فَتَنَّا قَوْمَكَ مِنْ بَعْدِكَ وَأَضَلَّهُمُ السَّامِرِيُّ ( 85 )يقول الله تعالى ذكره قال الله لموسى: فإنا يا موسى قد ابتلينا قومك من بعدك بعبادة العجل، وذلك كان فتنتهم من بعد موسى.
ويعني بقوله ( مِنْ بَعْدِكَ ) من بعد فراقك إياهم يقول الله تبارك وتعالى ( وَأَضَلَّهُمُ السَّامِرِيُّ ) وكان إضلال السامريّ إياهم دعاءه إياهم إلى عبادة العجل.

1. تفسير: الله الذي أنـزل الكتاب بالحق والميزان وما يدريك لعل الساعة قريب
2. تفسير: ألم تر أن الله يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل وسخر الشمس والقمر
3. تفسير: وأمددناهم بفاكهة ولحم مما يشتهون
4. تفسير: ألم يأتكم نبأ الذين كفروا من قبل فذاقوا وبال أمرهم ولهم عذاب أليم
5. تفسير: وإن كانوا من قبل أن ينـزل عليهم من قبله لمبلسين
6. تفسير: ونـزع يده فإذا هي بيضاء للناظرين
7. تفسير: بلى إن ربه كان به بصيرا
8. تفسير: ولا ينفقون نفقة صغيرة ولا كبيرة ولا يقطعون واديا إلا كتب لهم ليجزيهم الله أحسن
9. تفسير: فأقبلوا إليه يزفون
10. تفسير: قال اخسئوا فيها ولا تكلمون