تفسير الآية - القول في معنى قوله تعالى : ومن الأعراب من يتخذ ما ينفق مغرما ..

  1. تفسير السعدي
  2. تفسير البغوي
  3. التفسير الوسيط
  4. تفسير ابن كثير
  5. تفسير الطبري
الفسير الوسيط | التفسير الوسيط للقرآن الكريم للطنطاوي | تأليف شيخ الأزهر محمد سيد طنطاوي (المتوفى: 1431هـ) : ويعتبر هذا التفسير من التفاسير الحديثة و القيمة لطلاب العلم و الباحثين في تفسير القرآن العظيم بأسلوب منهجي سهل و عبارة مفهومة, تفسير الآية 98 من سورة التوبة - التفسير الوسيط .
  
   

﴿ وَمِنَ الْأَعْرَابِ مَن يَتَّخِذُ مَا يُنفِقُ مَغْرَمًا وَيَتَرَبَّصُ بِكُمُ الدَّوَائِرَ ۚ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾
[ سورة التوبة: 98]

معنى و تفسير الآية 98 من سورة التوبة : ومن الأعراب من يتخذ ما ينفق مغرما .


تفسير الجلالين التفسير الميسر تفسير السعدي
تفسير البغوي التفسير الوسيط تفسير ابن كثير
تفسير الطبري تفسير القرطبي إعراب الآية

تفسير السعدي : ومن الأعراب من يتخذ ما ينفق مغرما


فمنهم ‏{‏مَنْ يَتَّخِذُ مَا يُنْفِقُ‏}‏ من الزكاة والنفقة في سبيل اللّه وغير ذلك، ‏{‏مَغْرَمًا‏}‏ أي‏:‏ يراها خسارة ونقصا، لا يحتسب فيها، ولا يريد بها وجه اللّه، ولا يكاد يؤديها إلا كرها‏.‏‏{‏وَيَتَرَبَّصُ بِكُمُ الدَّوَائِرَ‏}‏ أي‏:‏ من عداوتهم للمؤمنين وبغضهم لهم، أنهم يودون وينتظرون فيهم دوائر الدهر، وفجائع الزمان، وهذا سينعكس عليهم فعليهم دائرة السوء‏.‏وأما المؤمنون فلهم الدائرة الحسنة على أعدائهم، ولهم العقبى الحسنة، ‏{‏وَاللَّهُ سميع عليم‏}‏ يعلم نيات العباد، وما صدرت عنه الأعمال، من إخلاص وغيره‏.‏

تفسير البغوي : مضمون الآية 98 من سورة التوبة


( ومن الأعراب من يتخذ ما ينفق مغرما ) قال عطاء : لا يرجو على إعطائه ثوابا ، ولا يخاف على إمساكه عقابا ، إنما ينفق خوفا أو رياء والمغرم التزام ما لا يلزم .
( ويتربص ) وينتظر ( بكم الدوائر ) يعني : صروف الزمان ، التي تأتي مرة بالخير ومرة بالشر .
وقال يمان بن رئاب : يعني ينقلب الزمان عليكم فيموت الرسول ويظهر المشركون ، ( عليهم دائرة السوء ) عليهم يدور البلاء والحزن .
ولا يرون في محمد ودينه إلا ما يسوءهم .
وقرأ ابن كثير وأبو عمرو : " دائرة السوء " هاهنا وفي سورة الفتح بضم السين ، معناه : الضر والبلاء والمكروه .
وقرأ الآخرون بفتح السين على المصدر .
وقيل: بالفتح الردة والفساد ، وبالضم الضر والمكروه .
( والله سميع عليم ) نزلت في أعراب أسد وغطفان وتميم .
ثم استثنى فقال :

التفسير الوسيط : ومن الأعراب من يتخذ ما ينفق مغرما


ثم بين- سبحانه - حال فريق آخر من منافقي الأعراب فقال: وَمِنَ الْأَعْرابِ مَنْ يَتَّخِذُ ما يُنْفِقُ مَغْرَماً.
أى: ومن الأعراب قوم آخرون يعتبرون ما ينفقونه في سبيل الله غرامة وخسارة عليهم لأنهم لا ينفقون ما ينفقونه طمعا في ثواب، أو خوفا من عقاب وإنما ينفقونه تقية ورياء ومداراة للمسلمين، لا مساعدة للغزاة والمجاهدين، ولا حبا في انتصار المؤمنين.
قال الجمل: وقوله: «من يتخذ ما ينفق مغرما» «من» مبتدأ، وهي موصولة أو موصوفة، و «مغرما» .
مفعول ثان، لأن «اتخذ» هنا بمعنى صير، والمفعول الأول قوله: «ما ينفق» .
والمغرم: الخسران، مشتق من الغرم وهو الهلاك لأنه سببه، وقيل أصله الملازمة، ومنه الغريم للزومه من يطالبه» .
وقوله: وَيَتَرَبَّصُ بِكُمُ الدَّوائِرَ معطوف على ما قبله، والتربص: الانتظار والترقب والدوائر: جمع دائرة.
وهو ما يحيط بالإنسان من مصائب ونكبات، كما تحيط الدائرة بالشيء الذي بداخلها.
أى: أنهم بجانب اعتبارهم ما ينفقونه غرامة وخسارة، ينتظرون بكم- أيها المؤمنون- صروف الدهر ونوائبه التي تبدل حالكم من الخير إلى الشر ومن النصر إلى الهزيمة، ومن الصحة إلى المرض والأسقام، ومن الأمان والاطمئنان إلى القلق والاضطراب..وقوله: عَلَيْهِمْ دائِرَةُ السَّوْءِ جملة معترضة، جيء بها للدعاء عليهم.
أى: عليهم لا عليكم- أيها المؤمنون- تدور دائرة السوء، التي يتبدل بها حالهم إلى الهلاك والفساد.
والسوء- بفتح السين- مصدر ساءه يسوءه سوءا، إذا فعل به ما يكره، والسوء- بالضم - اسم منه.
وقيل المفتوح بمعنى الذم، والمضموم بمعنى العذاب والضرر.
وإضافة الدائرة إلى السوء من إضافة الموصوف إلى صفته للمبالغة، كما في قولهم: رجل صدق.
وفي هذا التعبير ما فيه من الذم لهؤلاء المنافقين، لأنه- سبحانه - جعل السوء كأنه دائرة تطبق عليهم فلا تفلتهم، وتدور بهم فلا تدع لهم مهربا أو منجاة من عذابها وضررها.
وقوله: وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ تذييل قصد به تهديدهم وتحذيرهم بما ارتكسوا فيه من نفاق وكفر وشقاق.
والله تعالى- «سميع» لكل ما يتفوهون به من أقوال، «عليم» بكل ما يظهرونه وما يبطنونه من أحوال، وسيحاسبهم على ما صدر منهم حسابا عسيرا يوم القيامة: وينزل بهم العقاب الذي يناسب جرائمهم..

تفسير ابن كثير : شرح الآية 98 من سورة التوبة


وأخبر تعالى أن منهم { من يتخذ ما ينفق } أي: في سبيل الله { مغرما } أي: غرامة وخسارة ، { ويتربص بكم الدوائر } أي: ينتظر بكم الحوادث والآفات ، { عليهم دائرة السوء } أي: هي منعكسة عليهم والسوء دائر عليهم ، { والله سميع عليم } أي: سميع لدعاء عباده ، عليم بمن يستحق النصر ممن يستحق الخذلان .

تفسير الطبري : معنى الآية 98 من سورة التوبة


القول في تأويل قوله : وَمِنَ الأَعْرَابِ مَنْ يَتَّخِذُ مَا يُنْفِقُ مَغْرَمًا وَيَتَرَبَّصُ بِكُمُ الدَّوَائِرَ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ( 98 )قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: ومن الأعراب من يَعُدُّ نفقته التي ينفقها في جهاد مشرك، أو في معونة مسلم، أو في بعض ما ندب الله إليه عباده =( مغرما )، يعني: غرمًا لزمه، لا يرجو له ثوابًا، ولا يدفع به عن نفسه عقابًا =( ويتربص بكم الدوائر )، يقول: وينتظرون بكم الدوائر، ( 22 ) أن تدور بها الأيام والليالي إلى مكروهٍ ومجيء محبوب, ( 23 ) وغلبة عدوٍّ لكم.
( 24 ) يقول الله تعالى ذكره: ( عليهم دائرة السوء )، يقول: جعل الله دائرة السوء عليهم, ونزول المكروه بهم لا عليكم أيها المؤمنون, ولا بكم =( والله سميع )، لدعاء الداعين =( عليم ) بتدبيرهم، وما هو بهم نازلٌ من عقاب الله، وما هم إليه صائرون من أليم عقابه.
( 25 )* * *وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:17094- حدثني يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال، قال ابن زيد في قول الله: ( ومن الأعراب من يتخذ ما ينفق مغرمًا ويتربص بكم الدوائر )، قال: هؤلاء المنافقون من الأعراب الذين إنما ينفقون رياءً اتِّقاءَ أن يُغْزَوْا أو يُحارَبوا أو يقاتلوا, ويرون نفقتهم مغرمًا.
ألا تراه يقول: ( ويتربص بكم الدوائر عليهم دائرة السوء )؟* * *واختلفت القرأة في قراءه ذلك.
فقرأ عامة قرأة أهل المدينة والكوفة: ( عَلَيهِم دَائِرَةُ السَّوْءِ ) بفتح السين, بمعنى النعت ل " الدائرة ", وإن كانت " الدائرة " مضافة إليه, كقولهم: " هو رجل السَّوْء ", " وامرؤ الصدق ", من كأنه إذا فُتح مصدرٌ من قولهم: سؤته أسوُءه سَوْءًا ومَساءَةً ومَسَائِيَةً.
( 26 )* * *وقرأ ذلك بعض أهل الحجاز وبعض البصريين: ( عَلَيهِم دَائِرَةُ السُّوْءِ ) ، بضم السين، كأنه جعله اسمًا, كما يقال: عليه دائرة البلاء والعذاب.
ومن قال: " عليهم دائرة السُّوء " فضم, لم يقل: " هذا رجل السُّوء " بالضم, و " الرجل السُّوء ", ( 27 ) وقال الشاعر: ( 28 )وكُنْتُ كَذِئْبِ السَّوْءِ لَمَّا رَأَى دَمًابِصَاحِبِه يَوْمًا أحَالَ عَلَى الدَّمِ ( 29 )قال أبو جعفر: والصواب من القراءة في ذلك عندنا بفتح السين, بمعنى: عليهم الدائرة التي تَسُوءهم سوءًا.
كما يقال: " هو رجل صِدْق "، على وجه النعت.

الهوامش :( 22 ) انظر تفسير " التربص " فيما سلف ص : 291 ، تعليق : 2 ، والمراجع هناك .
( 23 ) في المطبوعة " ونفى محبوب " ، وأثبت ما في المخطوطة ، وهي سيئة الكتابة .
( 24 ) انظر تفسير " الدوائر " فيما سلف 10 : 404 .
( 25 ) انظر تفسير " سميع " و " عليم " فيما سلف من فهارس اللغة ( سمع ) ، ( علم ) .
( 26 ) انظر معاني القرآن للفراء 1 : 449 ، 450 .
( 27 ) انظر معاني القرآن للفراء 1 : 450 .
( 28 ) هو الفرزدق .
( 29 ) ديوانه : 749 ، وطبقات فحول الشعراء : 306 ، والحيوان 5 : 319 ، 6 : 298 ، واللسان ( حول ) ، وغيرها كثير ، من أبيات لها خبر طويل .
وقوله : " أحال على الدم " ، أي : أقبل عليه .
والذئبان ربما أقبلا على الرجل إقبالا واحدًا ، وهما سواء على عداوته والجزم على أكله ، فإذا أدمى أحدهما وثب على صاحبه فمزقه وأكله ، وترك الإنسان ( من كلام الجاحظ ) .
وقد كرر الفرزدق هذا المعنى في قوله :فَتًى لَيْسَ لابْنِ العَمِّ كالذِّئْبِ , إن رَأَىبِصَاحِبِهِ يَوْمًا دَمًا فَهْوَ آكِلُهُ.

ومن الأعراب من يتخذ ما ينفق مغرما ويتربص بكم الدوائر عليهم دائرة السوء والله سميع عليم

سورة : التوبة - الأية : ( 98 )  - الجزء : ( 11 )  -  الصفحة: ( 202 ) - عدد الأيات : ( 129 )

تفسير آيات من القرآن الكريم

  1. تفسير: وأن استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يمتعكم متاعا حسنا إلى أجل مسمى ويؤت كل ذي
  2. تفسير: إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه
  3. تفسير: متكئين فيها يدعون فيها بفاكهة كثيرة وشراب
  4. تفسير: ونرثه ما يقول ويأتينا فردا
  5. تفسير: لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين
  6. تفسير: قالوا أوذينا من قبل أن تأتينا ومن بعد ما جئتنا قال عسى ربكم أن يهلك
  7. تفسير: ونعمة كانوا فيها فاكهين
  8. تفسير: خالدين فيها أبدا لا يجدون وليا ولا نصيرا
  9. تفسير: يسبح لله ما في السموات وما في الأرض له الملك وله الحمد وهو على كل
  10. تفسير: وفي الأرض آيات للموقنين

تحميل سورة التوبة mp3 :

سورة التوبة mp3 : قم باختيار القارئ للاستماع و تحميل سورة التوبة

سورة التوبة بصوت ماهر المعيقلي
ماهر المعيقلي
سورة التوبة بصوت سعد الغامدي
سعد الغامدي
سورة التوبة بصوت عبد  الباسط عبد الصمد
عبد الباسط
سورة التوبة بصوت أحمد العجمي
أحمد العجمي
سورة التوبة بصوت محمد صديق المنشاوي
المنشاوي
سورة التوبة بصوت محمود خليل الحصري
الحصري
سورة التوبة بصوت مشاري راشد العفاسي
مشاري العفاسي
سورة التوبة بصوت ناصر القطامي
ناصر القطامي
سورة التوبة بصوت فارس عباد
فارس عباد
سورة التوبة بصوت ياسر لدوسري
ياسر الدوسري

,

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب