شرح حديث
كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة
كان الصَّحابةُ رضِيَ اللهُ عنهم يُحبون النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حُبًّا جَمًّا، وكانوا يَحرِصونَ على مُصاهَرَتِه، وكانوا يُقدِّمونَه على ذَويهم مِن الزَّوجاتِ والأبناءِ والأقاربِ.
وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ عبدُ اللهِ بنُ عُمَرَ رضِيَ اللهُ عنهما: "دَخَلَ عُمَرُ" ابنُ الخطابِ رضِيَ اللهُ عنهم "على حَفصَةَ" وهي ابنتُه، وكانت زوجَةَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ "وهي تَبكي، فقال لها: ما يُبكيكِ؟ لعلَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم طلَّقكِ"، فظنَّ أنَّ بُكاءَها لأجلِ أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قد طلَّقَها، "إنَّه قد كان طلَّقكِ مرَّةً ثم راجَعَكِ مِن أجْلي" أي: طلَّقكِ تَطليقةً واحدةً، ثمَّ راجَعَها والرَّجْعةُ: هي أن يَرُدَّ الرَّجُلُ امرأتَه، وهي في عِدَّتِها ما لم يُطلِّقْها ثلاثًا على ما كان بينَهما مِن عَقدٍ، فإذا انقَضَتِ العِدَّةُ ولم يُراجِعْها خِلالَها فقد بانَتْ منه، ولا تُرَدُّ له إلَّا بعَقدِ زواجٍ جديدٍ، واللهُ عزَّ وجلَّ هو الَّذي أمَر برَجْعتِها، كما أخرَجَ ذلك الحاكِمُ مِن حديثِ أنَسٍ رضِيَ اللهُ عنه، ثم قال لها أبوها عُمَرُ: "واللهِ لئن كان طلَّقكِ مرَّةً أخرى، لا أُكلِّمُكِ أبدًا" والمعنى أمتَنِعُ وأنقَطِعُ عن التَّحديثِ مَعكِ أبدًا بسبَبِ طلاقِكِ مِن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وهذا مِن حُبِّه الشَّديدِ للنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.
وفي الحديثِ: أنَّ التَّطليقَ لا يُنافي الكَمالَ إذا كان لِمَصلَحةٍ.
وفيه: بيانُ ما كان يَحصُلُ للنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مع زَوجاتِه حتَّى يُؤدِّيَ ذلك إلى أنْ يُفارِقَ أهلَه، وما كان في ذلِك مِن التَّشريعِ لأُمَّتِه، كيف يُطلِّقون؟ وكيف يُراجِعون؟ .
شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم