شرح حديث دعوة الأخ لأخيه في الغيب مستجابة
كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة
حثَّ الشَّرعُ الحنيفُ المُسلِمينَ على المَوَدَّةِ وحُبِّ الخَيرِ فيما بيْنَهم، وقد وَجَّهَنا إلى الدُّعاءِ بالخَيرِ لِبَعضِنا، وأعْلَمَنا أحْوالَ استِجابةِ الدُّعاءِ؛ من ذلك الدُّعاءُ بظَهرِ الغَيبِ للمُسلِمينَ.
وفي هذا الحَديثِ يَقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "دَعْوةُ الأخِ لأخيهِ"، أي: لأخيهِ فِي الدِّينِ وإنْ لم يكُنْ أخاه من النَّسَبِ، "في الغَيبِ"، أي: في غَيْبةِ المَدْعُوِّ له عنه، وإنْ كان حاضِرًا معه بأنْ دَعا له بقَلبِهِ حينئذٍ أو بلِسانِهِ ولم يَسمَعْهُ؛ لأنَّ الغَيبَ ما غابَ عنكَ سَواءً كان قَريبًا أو بَعيدًا، "مُسْتجابةٌ"، أي: يَقبَلُها اللهُ سُبْحانَهُ؛ لأنَّها أبلَغُ في الإخْلاصِ، وعَدَمِ الشَّوبِ بالرِّياءِ ونحْوِهِ؛ فهي أكثَرُ دَلالةً على خُلوصِ النِّيَّةِ وصَفاءِ الطَّويَّةِ؛ ولأنَّه سُبْحانَهُ يَقبَلُ العَمَلَ الخالِصَ بالنِّيَّةِ الخالِصةِ، وفي صَحيحِ مُسلِمٍ: "إذا دَعا الرَّجُلُ لأخيهِ بظَهرِ الغَيبِ، قال المَلَكُ: ولَكَ بمِثلِ ذلك"، وهذا دُعاءٌ مِنَ المَلَكِ لِلدَّاعي، ولا يَكونُ إلَّا عن أَمْرِ اللهِ فيَنْبَغي لِلعَبْدِ أنْ يُكْثِرَ مِن دُعائِه لِأخيهِ؛ فَهو عَمَلٌ صالِحٌ يُؤجَرُ عليه ويَستفيدُ منه.
وفي الحَديثِ: الحثُّ على إِحْسانِ المُؤمنينَ بَعْضِهْم إلى بَعْضٍ .
شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم