حديث حذرنا النبي صلى الله عليه وسلم من ارتكاب الكبائر والذنوب العظيمة وشدد النكير


شرح حديث


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

حَذَّرَنا النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِنَ ارتِكابِ الكَبائِرِ والذُّنوبِ العَظيمةِ، وشَدَّدَ النَّكيرَ على فاعِلِها؛ لِمَا فيها مِن قُبحِ الفِعالِ، ولِمَا تَجُرُّهُ على العَبدِ مِنَ الآثامِ والوُقوعِ في الحَرَجِ الشَّرعيِّ، وقد ذَكَرَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الكَبائِرَ في رِواياتٍ مُتَعدِّدةٍ، ومنها هذه الرِّوايةُ التي تُبَيِّنُ بَعضَها، فيَروي سَلَمةُ بنُ قَيسٍ الأشجَعيُّ رَضيَ اللهُ عنه أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قالَ في خُطبَتِه في حَجَّةِ الوَداعِ: "ألَا إنَّما هُنَّ أربَعٌ"، بمعنى أنَّ الكَبائِرَ أربَعٌ، ويَجِبُ اجتِنابُها، واقتِصارُه في هذه الرِّوايةِ على الأربَعِ؛ لِكَوْنِها مِن أفحَشِ الكَبائِرِ، مع كَثرةِ وُقوعِها، لا سِيَّما فيما كانَتْ عليه الجاهِليَّةُ: "أنْ لا تُشرِكوا باللهِ شَيئًا"، وهذا نَهيٌ عنِ الإشراكِ باللهِ شَيئًا في عِبادَتِه، ولا في أسمائِه وصِفاتِه ورُبوبيَّتِه؛ واعتِقادِ أنَّ أحَدًا غَيرَ اللهِ له أيُّ صِفةٍ مِن صِفاتِ الرُّبوبيَّةِ، كالخَلْقِ والرِّزْقِ والتَّدبيرِ، وغيرِ ذلك، وصَرفِ أيِّ عِبادةٍ -كالدُّعاءِ والاستِعاذةِ والنَّذْرِ والذَّبحِ وغيرِ ذلك- لِغَيرِ اللهِ سُبحانَه.
"ولا تَقتُلوا النَّفْسَ التي حَرَّمَ اللهُ إلَّا بالحَقِّ"، وهذا نَهيٌ عن قَتلِ النَّفْسِ ظُلمًا بغَيرِ وَجهِ حَقٍّ مِنَ الحُقوقِ التي أوجَبَها اللهُ تَعالى؛ لِمَا فيها مِن مُنافاةِ المَقصِدِ الشَّرعيِّ مِنَ الحِفاظِ على النَّفْسِ المُؤمِنةِ مَعصومةِ الدَّمِ.
"ولا تَزْنوا"، وهذا نَهيٌ عنِ ارتِكابِ الفاحِشةِ وهَتكِ الأعراضِ المُحصَنةِ؛ لِمَا فيه مِن مُنافاةِ مَقصِدِ الشَّرعِ مِنَ المُحافَظةِ على الأعراضِ والنَّسلِ.
"ولا تَسرِقوا"، وهذا نَهيٌ عن أخْذِ مالِ الغَيرِ بغَيرِ وَجهِ حَقٍّ؛ لِمَا فيه مِن مُنافاةِ مَقصِدِ الشَّرعِ مِنَ المُحافَظةِ على الأموالِ وصَوْنِها.
قالَ سَلَمةُ رَضيَ اللهُ عنه: "فما أنا بأشَحَّ عليهِنَّ مِنِّي إذْ سَمِعتُهُنَّ مِن رَسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وعلى آلِهِ وسلَّمَ"، والمُرادُ أنَّه أشَدُّ شُحًّا وتَمَسُّكًا بعَدَمِ ارتِكابِهِنَّ والوُقوعِ فيهِنَّ بَعدَ أنْ عَلِمَهُنَّ مِنَ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.
وقد جاءَ في بَعضِ الرِّواياتِ أنَّ الكَبائِرَ سَبعٌ، وفي بَعضِها ثَلاثٌ، وفي هذه الرِّوايةِ أربَعٌ، وهذا ليس حصرًا لِلكَبائِرِ في عَدَدٍ مَذكورٍ، وهي تَشمَلُ كُلَّ الذُّنوبِ العَظيمةِ، وكُلَّ ذَنبٍ أُطلِقَ عليهِ في القُرآنِ أوِ السُّنَّةِ الصَّحيحةِ أوِ الإجماعِ أنَّه كَبيرةٌ، أو أنَّه ذَنبٌ عَظيمٌ، أو أُخْبِرَ فيه بشِدَّةِ العِقابِ، أو كانَ فيه حَدٌّ، أو شُدِّدَ النَّكيرُ على فاعِلِه، أو وَرَدَ فيه لَعْنُ فاعِلِه.
وقيلَ: الكَبائِرُ هي كُلُّ فِعلٍ قَبيحٍ شَدَّدَ الشَّرْعُ في النَّهيِ عنه، وأعْظَمَ أمْرَه.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
حديث شريف
حديث شريف
حديث شريف
حديث شريف
حديث شريف
حديث شريف
حديث شريف
صحيح أبي داودمن سكن البادية جفا ومن اتبع الصيد غفل ومن أتى السلطان افتتن
صحيح المواردأن الحبشة كانوا يزفنون بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم
السلسلة الصحيحةليس شيء من الجسد إلا يشكو إلى الله اللسان على حدته
صحيح المواردمن أخذ شبرا من مال امرئ مسلم بيمين فاجرة فليتبوأ
صحيح الترغيبإن وراءكم عقبة كؤودا لا يجوزها المثقلون فأنا أحب أن أتخفف لتلك العقبة


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, July 17, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب