﴿ ۞ قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ ۖ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ۖ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۖ وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُم مِّنْ إِمْلَاقٍ ۖ نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ ۖ وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ ۖ وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ۚ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ﴾
[ الأنعام: 151]
سورة : الأنعام - Al-Anam
- الجزء : ( 8 )
-
الصفحة: ( 148 )
Say (O Muhammad SAW): "Come, I will recite what your Lord has prohibited you from: Join not anything in worship with Him; be good and dutiful to your parents; kill not your children because of poverty - We provide sustenance for you and for them; come not near to Al-Fawahish (shameful sins, illegal sexual intercourse, etc.) whether committed openly or secretly, and kill not anyone whom Allah has forbidden, except for a just cause (according to Islamic law). This He has commanded you that you may understand.
أتلُ . . : أقرأ . .
إملاق : فقر
الفواحش : كبائر المعاصي كالزّنى و نحوه
وصّاكم به : أمركم و ألزمكم بهقل -أيها الرسول- لهم: تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم: أن لا تشركوا معه شيئًا من مخلوقاته في عبادته، بل اصرفوا جميع أنواع العبادة له وحده، كالخوف والرجاء والدعاء، وغير ذلك، وأن تحسنوا إلى الوالدين بالبر والدعاء ونحو ذلك من الإحسان، ولا تقتلوا أولادكم مِن أجل فقر نزل بكم؛ فإن الله يرزقكم وإياهم، ولا تقربوا ما كان ظاهرًا من كبير الآثام، وما كان خفيًّا، ولا تقتلوا النفس التي حرم الله قتلها إلا بالحق، وذلك في حال القصاص من القاتل أو الزنى بعد الإحصان أو الردة عن الإسلام، ذلكم المذكور مما نهاكم الله عنه، وعهد إليكم باجتنابه، ومما أمركم به، وصَّاكم به ربكم؛ لعلكم تعقلون أوامره ونواهيه.
قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم ألا تشركوا به شيئا وبالوالدين - تفسير السعدي
يقول تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم: { قُلْ } لهؤلاء الذين حرموا ما أحل الله.
{ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ } تحريما عاما شاملا لكل أحد، محتويا على سائر المحرمات، من المآكل والمشارب والأقوال والأفعال.
{ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا }- أي: لا قليلا ولا كثيرا.
وحقيقة الشرك بالله: أن يعبد المخلوق كما يعبد الله، أو يعظم كما يعظم الله، أو يصرف له نوع من خصائص الربوبية والإلهية، وإذا ترك العبد الشرك كله صار موحدا، مخلصا لله في جميع أحواله، فهذا حق الله على عباده، أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا.
ثم بدأ بآكد الحقوق بعد حقه فقال: { وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا } من الأقوال الكريمة الحسنة، والأفعال الجميلة المستحسنة، فكل قول وفعل يحصل به منفعة للوالدين أو سرور لهما، فإن ذلك من الإحسان، وإذا وجد الإحسان انتفى العقوق.
{ وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ } من ذكور وإناث { مِنْ إِمْلَاقٍ }- أي: بسبب الفقر وضيقكم من رزقهم، كما كان ذلك موجودا في الجاهلية القاسية الظالمة، وإذا كانوا منهيين عن قتلهم في هذه الحال، وهم أولادهم، فنهيهم عن قتلهم لغير موجب، أو قتل أولاد غيرهم، من باب أولى وأحرى.
{ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ }- أي: قد تكفلنا برزق الجميع، فلستم الذين ترزقون أولادكم، بل ولا أنفسكم، فليس عليكم منهم ضيق.
{ وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ } وهي: الذنوب العظام المستفحشة، { مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ }- أي: لا تقربوا الظاهر منها والخفي، أو المتعلق منها بالظاهر، والمتعلق بالقلب والباطن.
والنهي عن قربان الفواحش أبلغ من النهي عن مجرد فعلها، فإنه يتناول النهي عن مقدماتها ووسائلها الموصلة إليها.
{ وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ } وهي: النفس المسلمة، من ذكر وأنثى، صغير وكبير، بر وفاجر، والكافرة التي قد عصمت بالعهد والميثاق.
{ إِلَّا بِالْحَقِّ } كالزاني المحصن، والنفس بالنفس، والتارك لدينه المفارق للجماعة.
{ ذَلِكُمْ } المذكور { وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ } عن الله وصيته، ثم تحفظونها، ثم تراعونها وتقومون بها.
ودلت الآية على أنه بحسب عقل العبد يكون قيامه بما أمر الله به.
تفسير الآية 151 - سورة الأنعام
تفسير الجلالين | التفسير الميسر | تفسير السعدي |
تفسير البغوي | التفسير الوسيط | تفسير ابن كثير |
تفسير الطبري | تفسير القرطبي | إعراب الآية |
قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم : الآية رقم 151 من سورة الأنعام
قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم ألا تشركوا به شيئا وبالوالدين - مكتوبة
الآية 151 من سورة الأنعام بالرسم العثماني
﴿ ۞ قُلۡ تَعَالَوۡاْ أَتۡلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمۡ عَلَيۡكُمۡۖ أَلَّا تُشۡرِكُواْ بِهِۦ شَيۡـٔٗاۖ وَبِٱلۡوَٰلِدَيۡنِ إِحۡسَٰنٗاۖ وَلَا تَقۡتُلُوٓاْ أَوۡلَٰدَكُم مِّنۡ إِمۡلَٰقٖ نَّحۡنُ نَرۡزُقُكُمۡ وَإِيَّاهُمۡۖ وَلَا تَقۡرَبُواْ ٱلۡفَوَٰحِشَ مَا ظَهَرَ مِنۡهَا وَمَا بَطَنَۖ وَلَا تَقۡتُلُواْ ٱلنَّفۡسَ ٱلَّتِي حَرَّمَ ٱللَّهُ إِلَّا بِٱلۡحَقِّۚ ذَٰلِكُمۡ وَصَّىٰكُم بِهِۦ لَعَلَّكُمۡ تَعۡقِلُونَ ﴾ [ الأنعام: 151]
﴿ قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم ألا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا ولا تقتلوا أولادكم من إملاق نحن نرزقكم وإياهم ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ذلكم وصاكم به لعلكم تعقلون ﴾ [ الأنعام: 151]
تحميل الآية 151 من الأنعام صوت mp3
تدبر الآية: قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم ألا تشركوا به شيئا وبالوالدين
ارتقُوا أيها الناس، وارتفِعوا من حضيض التشريعات الوضعيَّة، إلى سموِّ الأحكام الربانيَّة.
إن الله هو الربُّ لعباده فهل يكونُ الحُكم فيهم إلا له وهو خالقُهم العليمُ بما يُصلِحُهم؟!
الشِّرك بالله هو أشدُّ المحرَّماتِ وأعلاها، وشرُّ المعاصي وأخبثُها؛ لأنه خروجٌ عن حقِّ العبودية الخالصة للمعبود الواحد إلى غيره من خلقه.
الأمر ببرِّ الوالدين مقترنٌ بالأمر بتوحيد الله، وذلك لأن للهِ تعالى على الإنسان نعمةَ الخلق والإيجاد، وللوالدين بعد الله نعمةَ التربية والإيلاد، فاشكرِ الله بالتوحيد، واشكر والديك بالبِرِّ.
لقد ضمنَ اللهُ للناسِ أرزاقَهم قبل الإيجاد، فليس للإنسان العاقلِ أن يخشى كثرةَ الأولاد، فالخالقُ هو الرازق سبحانه وتعالى.
تحديد النَّسلِ من أجل الحفاظ على رُقيِّ الاقتصاد نظرةٌ مادِّية خاطئة، فكلُّ مخلوقٍ ورزقُه مقترنان، وزيادةُ الأعداد زيادةٌ في الإنتاج.
الإسلامُ دِينُ وقايةٍ قبل أن يقيمَ الحدودَ ويوقِعَ العقوبات، وهو دينُ حمايةٍ للضمائر والجوارح قبل التأديبِ على ركوبِ الموبقات.
الإنسان المراقِبُ لله يفرُّ عن المعاصي خوفًا من ربِّه المعبود، لا فرارًا من العقوبة وإقامةِ الحدود، ويتعبَّدُ لله بترك الخطيئات، كما يتعبَّدُ له تعالى بفعل الطاعات.
ظاهر النصِّ القرآنيِّ النهيُ عن القُرب من المعصيةِ لا عن إتيانها، ليحثَّ العبدَ على البعد عن أسبابها، وطرقِ الوصول إليها.
شرح المفردات و معاني الكلمات : تعالوا , أتل , حرم , ربكم , تشركوا , الوالدين , إحسانا , تقتلوا , أولادكم , إملاق , نرزقكم , تقربوا , الفواحش , ظهر , بطن , تقتلوا , النفس , حرم , الله , الحق , وصاكم , تعقلون ,
English | Türkçe | Indonesia |
Русский | Français | فارسی |
تفسير | انجليزي | اعراب |
آيات من القرآن الكريم
- وقال الذين أشركوا لو شاء الله ما عبدنا من دونه من شيء نحن ولا آباؤنا
- وإذ قال الله ياعيسى ابن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله
- وإن للذين ظلموا عذابا دون ذلك ولكن أكثرهم لا يعلمون
- إنا مكنا له في الأرض وآتيناه من كل شيء سببا
- وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة لتبتغوا فضلا من ربكم
- قالوا لا ضير إنا إلى ربنا منقلبون
- وقلنا من بعده لبني إسرائيل اسكنوا الأرض فإذا جاء وعد الآخرة جئنا بكم لفيفا
- ومن الليل فسبحه وأدبار السجود
- وسكنتم في مساكن الذين ظلموا أنفسهم وتبين لكم كيف فعلنا بهم وضربنا لكم الأمثال
- قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق قل هي للذين آمنوا
تحميل سورة الأنعام mp3 :
سورة الأنعام mp3 : قم باختيار القارئ للاستماع و تحميل سورة الأنعام
ماهر المعيقلي
سعد الغامدي
عبد الباسط
أحمد العجمي
المنشاوي
الحصري
مشاري العفاسي
ناصر القطامي
فارس عباد
ياسر الدوسري
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Thursday, November 21, 2024
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب