﴿ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ ۚ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَىٰ مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ ۖ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ۖ وَلَا تَقُولُوا ثَلَاثَةٌ ۚ انتَهُوا خَيْرًا لَّكُمْ ۚ إِنَّمَا اللَّهُ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ ۖ سُبْحَانَهُ أَن يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ ۘ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۗ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ وَكِيلًا﴾
[ النساء: 171]
سورة : النساء - An-Nisa
- الجزء : ( 6 )
-
الصفحة: ( 105 )
O people of the Scripture (Jews and Christians)! Do not exceed the limits in your religion, nor say of Allah aught but the truth. The Messiah 'Iesa (Jesus), son of Maryam (Mary), was (no more than) a Messenger of Allah and His Word, ("Be!" - and he was) which He bestowed on Maryam (Mary) and a spirit (Ruh) created by Him; so believe in Allah and His Messengers. Say not: "Three (trinity)!" Cease! (it is) better for you. For Allah is (the only) One Ilah (God), Glory be to Him (Far Exalted is He) above having a son. To Him belongs all that is in the heavens and all that is in the earth. And Allah is All-Sufficient as a Disposer of affairs.
لا تغلوا : لا تُجاوزوا الحدّ و لا تُفرطوا
كلمتُه : "وُجِد بكلمة ""كنْ"" بلا أب و نطفة"
روحٌ منه : ذو روحٍ من أمر ربّهيا أهل الإنجيل لا تتجاوزوا الاعتقاد الحق في دينكم، ولا تقولوا على الله إلا الحق، فلا تجعلوا له صاحبةً ولا ولدًا. إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله أرسله الله بالحق، وخَلَقَه بالكلمة التي أرسل بها جبريل إلى مريم، وهي قوله: "كن"، فكان، وهي نفخة من الله تعالى نفخها جبريل بأمر ربه، فَصدِّقوا بأن الله واحد وأسلموا له، وصدِّقوا رسله فيما جاؤوكم به من عند الله واعملوا به، ولا تجعلوا عيسى وأمه مع الله شريكين. انتهوا عن هذه المقالة خيرًا لكم مما أنتم عليه، إنما الله إله واحد سبحانه. ما في السموات والأرض مُلْكُه، فكيف يكون له منهم صاحبة أو ولد؟ وكفى بالله وكيلا على تدبير خلقه وتصريف معاشهم، فتوكَّلوا عليه وحده فهو كافيكم.
ياأهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق - تفسير السعدي
ينهى تعالى أهل الكتاب عن الغلو في الدين وهو مجاوزة الحد والقدر المشروع إلى ما ليس بمشروع.
وذلك كقول النصارى في غلوهم بعيسى عليه السلام، ورفعه عن مقام النبوة والرسالة إلى مقام الربوبية الذي لا يليق بغير الله، فكما أن التقصير والتفريط من المنهيات، فالغلو كذلك، ولهذا قال: { وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ } وهذا الكلام يتضمن ثلاثة أشياء: أمرين منهي عنهما، وهما قول الكذب على الله، والقول بلا علم في أسمائه وصفاته وأفعاله وشرعه ورسله، والثالث: مأمور به وهو قول الحق في هذه الأمور.
ولما كانت هذه قاعدة عامة كلية، وكان السياق في شأن عيسى عليه السلام نصَّ على قول الحق فيه، المخالف لطريقة اليهودية والنصرانية فقال: { إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ }- أي: غاية المسيح عليه السلام ومنتهى ما يصل إليه من مراتب الكمال أعلى حالة تكون للمخلوقين، وهي درجة الرسالة التي هي أعلى الدرجات وأجلّ المثوبات.
وأنه { كَلِمَتُهُ } التي { أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ }- أي: كلمة تكلم الله بها فكان بها عيسى، ولم يكن تلك الكلمة، وإنما كان بها، وهذا من باب إضافة التشريف والتكريم.
وكذلك قوله: { وَرُوحٌ مّنْهُ }- أي: من الأرواح التي خلقها وكملها بالصفات الفاضلة والأخلاق الكاملة، أرسل الله روحه جبريل عليه السلام فنفخ في فرج مريم عليها السلام، فحملت بإذن الله بعيسى عليه السلام.
فلما بيّن حقيقة عيسى عليه السلام، أمر أهل الكتاب بالإيمان به وبرسله، ونهاهم أن يجعلوا الله ثالث ثلاثة أحدهم عيسى، والثاني مريم، فهذه مقالة النصارى قبحهم الله.
فأمرهم أن ينتهوا، وأخبر أن ذلك خير لهم، لأنه الذي يتعين أنه سبيل النجاة، وما سواه فهو طريق الهلاك، ثم نزه نفسه عن الشريك والولد فقال: { إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ }- أي: هو المنفرد بالألوهية، الذي لا تنبغي العبادة إلا له.
{ سُبْحَانَهُ }- أي: تنزه وتقدس { أَن يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ } لأن { لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ } فالكل مملوكون له مفتقرون إليه، فمحال أن يكون له شريك منهم أو ولد.
ولما أخبر أنه المالك للعالم العلوي والسفلي أخبر أنه قائم بمصالحهم الدنيوية والأخروية وحافظها، ومجازيهم عليها تعالى.
تفسير الآية 171 - سورة النساء
تفسير الجلالين | التفسير الميسر | تفسير السعدي |
تفسير البغوي | التفسير الوسيط | تفسير ابن كثير |
تفسير الطبري | تفسير القرطبي | إعراب الآية |
ياأهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا : الآية رقم 171 من سورة النساء
ياأهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق - مكتوبة
الآية 171 من سورة النساء بالرسم العثماني
﴿ يَٰٓأَهۡلَ ٱلۡكِتَٰبِ لَا تَغۡلُواْ فِي دِينِكُمۡ وَلَا تَقُولُواْ عَلَى ٱللَّهِ إِلَّا ٱلۡحَقَّۚ إِنَّمَا ٱلۡمَسِيحُ عِيسَى ٱبۡنُ مَرۡيَمَ رَسُولُ ٱللَّهِ وَكَلِمَتُهُۥٓ أَلۡقَىٰهَآ إِلَىٰ مَرۡيَمَ وَرُوحٞ مِّنۡهُۖ فَـَٔامِنُواْ بِٱللَّهِ وَرُسُلِهِۦۖ وَلَا تَقُولُواْ ثَلَٰثَةٌۚ ٱنتَهُواْ خَيۡرٗا لَّكُمۡۚ إِنَّمَا ٱللَّهُ إِلَٰهٞ وَٰحِدٞۖ سُبۡحَٰنَهُۥٓ أَن يَكُونَ لَهُۥ وَلَدٞۘ لَّهُۥ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِۗ وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ وَكِيلٗا ﴾ [ النساء: 171]
﴿ ياأهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه فآمنوا بالله ورسله ولا تقولوا ثلاثة انتهوا خيرا لكم إنما الله إله واحد سبحانه أن يكون له ولد له ما في السموات وما في الأرض وكفى بالله وكيلا ﴾ [ النساء: 171]
تحميل الآية 171 من النساء صوت mp3
تدبر الآية: ياأهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق
داء الغلوِّ متأصِّلٌ في الأمم من قديم، واستئصالُه مؤكَّدٌ في قوانين الشريعة الحميدة.
لا يجوز لأحدٍ أن يتقوَّلَ على الله بلا علم، أو يقولَ على الله غيرَ الحق، فمَن فعل فقد غَلا وجاوز ما حُدَّ له؛ فإنَّ التقوُّلَ والغلوَّ صِنوان.
ليس عيسى عليه السلام سوى رسولٍ من الله، وكلمةٍ منه إلى مريمَ، وروحٍ منه سبحانه، فمَن رفعَه إلى رتبة الإلهيَّة فقد كذَب وافترى إثمًا عظيمًا.
قد ذُمَّ الغلوُّ في عيسى رسولِ الله، وهو المخلوقُ بكلمةٍ من الله، فكيف الغلوُّ في شيخ أو زعيم أو وجيه؟!
لا ترفعَنَّ عبدًا مخلوقًا فوق قدره، فتُبلِغَه منزلةً لا تليقُ إلا بالمعبودِ الخالق؛ فإن ذلك خروجٌ عن الإيمان، ومَظهرٌ من مظاهر الطغيان.
سبحانه من إلهٍ حليم؛ يُشركون به غيرَه وهو القادرُ على عقابهم، فيدعوهم إلى الانتهاء عن شركهم؛ ليحوزوا الخيرَ عنده!
هل يكون محتاجًا إلى الولد مَن يملكُ السماواتِ والأرضَ وما فيهنَّ ومَن فيهنَّ، مع غناه عنها وعنهُنَّ؟!
لو صدَقنا في اعتمادنا على الله وحدَه لكان سبحانه حسيبَنا، ومَن كان اللهُ حسبَه كفاه.
شرح المفردات و معاني الكلمات : أهل , الكتاب , تغلوا , دينكم , الله , الحق , المسيح , عيسى , ابن , مريم , رسول , الله , كلمته , ألقاها , مريم , روح , الله , رسله , ثلاثة , انتهوا , خيرا , الله , إله , واحد , سبحانه , ولد , السماوات , الأرض , الله , وكيلا ,
English | Türkçe | Indonesia |
Русский | Français | فارسی |
تفسير | انجليزي | اعراب |
آيات من القرآن الكريم
- ربنا وآتنا ما وعدتنا على رسلك ولا تخزنا يوم القيامة إنك لا تخلف الميعاد
- إنا مرسلوا الناقة فتنة لهم فارتقبهم واصطبر
- والذين يمسكون بالكتاب وأقاموا الصلاة إنا لا نضيع أجر المصلحين
- قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم أو من تحت أرجلكم أو
- أم يقولون به جنة بل جاءهم بالحق وأكثرهم للحق كارهون
- قال الملأ من قومه إنا لنراك في ضلال مبين
- والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم
- إن هذا القرآن يقص على بني إسرائيل أكثر الذي هم فيه يختلفون
- ولله ملك السموات والأرض وإلى الله المصير
- لا ظليل ولا يغني من اللهب
تحميل سورة النساء mp3 :
سورة النساء mp3 : قم باختيار القارئ للاستماع و تحميل سورة النساء
ماهر المعيقلي
سعد الغامدي
عبد الباسط
أحمد العجمي
المنشاوي
الحصري
مشاري العفاسي
ناصر القطامي
فارس عباد
ياسر الدوسري
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Sunday, November 17, 2024
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب