﴿ وَلَقَدْ مَكَّنَّاهُمْ فِيمَا إِن مَّكَّنَّاكُمْ فِيهِ وَجَعَلْنَا لَهُمْ سَمْعًا وَأَبْصَارًا وَأَفْئِدَةً فَمَا أَغْنَىٰ عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلَا أَبْصَارُهُمْ وَلَا أَفْئِدَتُهُم مِّن شَيْءٍ إِذْ كَانُوا يَجْحَدُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ﴾
[ الأحقاف: 26]

سورة : الأحقاف -  Al-Ahqaaf  - الجزء : ( 26 )  -  الصفحة: ( 505 )

And indeed We had firmly established them with that wherewith We have not established you (O Quraish)! And We had assigned them the (faculties of) hearing (ears), seeing (eyes), and hearts, but their hearing (ears), seeing (eyes), and their hearts availed them nothing since they used to deny the Ayat (Allah's Prophets and their Prophethood, proofs, evidences, verses, signs, revelations, etc.) of Allah, and they were completely encircled by that which they used to mock at!


مكّـنّاهم : أقدرناهم و بسطنا لهم
فيما إن مكّـنّـاكم فيه : في الذي ما مكّـنّـاكم فيه
فما أغنى عنهم : فما دفع عنهم
حاق بهم : أحاط أو نزل بهم

ولقد يسَّرنا لعاد أسباب التمكين في الدنيا على نحوٍ لم نمكنكم فيه معشر كفار قريش، وجعلنا لهم سمعًا يسمعون به، وأبصارًا يبصرون بها، وأفئدة يعقلون بها، فاستعملوها فيما يسخط الله عليهم، فلم تغن عنهم شيئًا إذ كانوا يكذِّبون بحجج الله، ونزل بهم من العذاب ما سخروا به واستعجلوه. وهذا وعيد من الله جل شأنه، وتحذير للكافرين.

ولقد مكناهم فيما إن مكناكم فيه وجعلنا لهم سمعا وأبصارا وأفئدة فما - تفسير السعدي

هذا مع أن الله تعالى قد أدر عليهم النعم العظيمة فلم يشكروه ولا ذكروه ولهذا قال: { وَلَقَدْ مَكَّنَّاهُمْ فِيمَا إِنْ مَكَّنَّاكُمْ فِيهِ }- أي: مكناهم في الأرض يتناولون طيباتها ويتمتعون بشهواتهاوعمرناهم عمرا يتذكر فيه من تذكر، ويتعظ فيه المهتدي،- أي: ولقد مكنا عادا كما مكناكم يا هؤلاء المخاطبون- أي: فلا تحسبوا أن ما مكناكم فيه مختص بكم وأنه سيدفع عنكم من عذاب الله شيئا، بل غيركم أعظم منكم تمكينا فلم تغن عنهم أموالهم ولا أولادهم ولا جنودهم من الله شيئا.{ وَجَعَلْنَا لَهُمْ سَمْعًا وَأَبْصَارًا وَأَفْئِدَةً }- أي: لا قصور في أسماعهم ولا أبصارهم ولا أذهانهم حتى يقال إنهم تركوا الحق جهلا منهم وعدم تمكن من العلم به ولا خلل في عقولهم ولكن التوفيق بيد الله.
{ فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلَا أَبْصَارُهُمْ وَلَا أَفْئِدَتُهُمْ مِنْ شَيْءٍ } لا قليل ولا كثير، وذلك بسبب أنهم { يَجْحَدُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ } الدالة على توحيده وإفراده بالعبادة.{ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ }- أي: نزل بهم العذاب الذي يكذبون بوقوعه ويستهزئون بالرسل الذين حذروهم منه.

تفسير الآية 26 - سورة الأحقاف

تفسير الجلالين التفسير الميسر تفسير السعدي
تفسير البغوي التفسير الوسيط تفسير ابن كثير
تفسير الطبري تفسير القرطبي إعراب الآية

ولقد مكناهم فيما إن مكناكم فيه وجعلنا : الآية رقم 26 من سورة الأحقاف

 سورة الأحقاف الآية رقم 26

ولقد مكناهم فيما إن مكناكم فيه وجعلنا لهم سمعا وأبصارا وأفئدة فما - مكتوبة

الآية 26 من سورة الأحقاف بالرسم العثماني


﴿ وَلَقَدۡ مَكَّنَّٰهُمۡ فِيمَآ إِن مَّكَّنَّٰكُمۡ فِيهِ وَجَعَلۡنَا لَهُمۡ سَمۡعٗا وَأَبۡصَٰرٗا وَأَفۡـِٔدَةٗ فَمَآ أَغۡنَىٰ عَنۡهُمۡ سَمۡعُهُمۡ وَلَآ أَبۡصَٰرُهُمۡ وَلَآ أَفۡـِٔدَتُهُم مِّن شَيۡءٍ إِذۡ كَانُواْ يَجۡحَدُونَ بِـَٔايَٰتِ ٱللَّهِ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُواْ بِهِۦ يَسۡتَهۡزِءُونَ  ﴾ [ الأحقاف: 26]


﴿ ولقد مكناهم فيما إن مكناكم فيه وجعلنا لهم سمعا وأبصارا وأفئدة فما أغنى عنهم سمعهم ولا أبصارهم ولا أفئدتهم من شيء إذ كانوا يجحدون بآيات الله وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون ﴾ [ الأحقاف: 26]

  1. الآية مشكولة
  2. تفسير الآية
  3. استماع mp3
  4. الرسم العثماني
  5. تفسير الصفحة
فهرس القرآن | سور القرآن الكريم : سورة الأحقاف Al-Ahqaaf الآية رقم 26 , مكتوبة بكتابة عادية و كذلك بالشكيل و مصورة مع الاستماع للآية بصوت ثلاثين قارئ من أشهر قراء العالم الاسلامي مع تفسيرها ,مكتوبة بالرسم العثماني لمونتاج فيديو اليوتيوب .
  
   

تحميل الآية 26 من الأحقاف صوت mp3


تدبر الآية: ولقد مكناهم فيما إن مكناكم فيه وجعلنا لهم سمعا وأبصارا وأفئدة فما

لم تحظَ قريشٌ بما حظيت به عاد؛ فقد كانت عادٌ أكثرَ أموالًا، وأبسطَ أجسامًا، وأشدَّ أبدانًا، فلم يُغنِ عنهم ذلك شيئًا، والأولى بمَن كان أضعف منهم أن يدَّكر ويتَّعظ.
أشدُّ ما يُعرِّض العبدَ لعذاب الله وسخَطه أن يستعملَ نِعم الله في معصيته، وأن يغترَّ بما آتاه الله من نِعم، وما حباه من مِنَن.
متى ما قضى الله على مَن عصاه بعقوبته فلن تدفعَها عنه قُواه وقدراته، ولا استعداداته وتحصيناته، فليطمئنَّ المؤمن إلى قوَّة الله وقدرته في الانتصار على أعداء دينه.

ولم تكتف السورة الكريمة بعرض مصارع هؤلاء المجرمين، الذين لا يخفى أمرهم على المشركين المعاصرين للنبي صلّى الله عليه وسلّم بل أخذت في تذكير هؤلاء المشركين، بما يحملهم على الزيادة من العظة والعبرة لو كانوا يعقلون، فقال-تبارك وتعالى-: وَلَقَدْ مَكَّنَّاهُمْ فِيما إِنْ مَكَّنَّاكُمْ فِيهِ، وَجَعَلْنا لَهُمْ سَمْعاً وَأَبْصاراً وَأَفْئِدَةً.
و «ما» في قوله: فِيما إِنْ مَكَّنَّاكُمْ فِيهِ موصولة.
و «إن» نافية.
أى: والله لقد مكنا قوم هود وغيرهم من الأقوام السابقين عليكم- يا أهل مكة- في الذي لم نمكنكم فيه، بأن جعلناهم أشد منكم قوة، وأكثر جمعا، وأعطيناهم من فضلنا أسماعا وأبصارا وأفئدة.
فالمقصود من الآية بيان أن المشركين السابقين، أعطاهم الله-تبارك وتعالى- من الأموال والأولاد والقوة.. أكثر مما أعطى الكافرين المعاصرين للنبي صلّى الله عليه وسلّم.
ولكن هؤلاء الطغاة السابقين لما لم يشكروا الله-تبارك وتعالى- على نعمه كانت عاقبتهم الهلاك، كما يدل عليه قوله- سبحانه - بعد ذلك: فَما أَغْنى عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلا أَبْصارُهُمْ وَلا أَفْئِدَتُهُمْ مِنْ شَيْءٍ ...
أى: أعطيناهم من النعم ما لم نعطكم يا أهل مكة، ولكنهم لما لم يشكرونا على نعمنا، ولم يستعملوها في طاعتنا، أخذناهم أخذ عزيز مقتدر، دون أن تنفعهم شيئا أسماعهم ولا أبصارهم ولا أفئدتهم، حين نزل بهم عذابنا، بل كل ما بين أيديهم من قوة ومن نعم ذهب أدراج الرياح وصار معهم هباء منثورا.
و «من» في قوله: مِنْ شَيْءٍ لتأكيد عدم الإغناء.
أى: ما أغنت عنهم شيئا حتى ولو كان هذا الشيء في غاية القلة والحقارة.
ثم بين- سبحانه - أن ما أصابهم من دمار كان بسبب جحودهم للحق واستهزائهم به، فقال: إِذْ كانُوا يَجْحَدُونَ بِآياتِ اللَّهِ، وَحاقَ بِهِمْ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ.
أى: هذا الهلاك والدمار الذي حاق بهم، كان بسبب جحودهم لآيات الله الدالة على وحدانيته وكمال قدرته، واستهزائهم بما جاءهم به رسلهم من الحق.
ومن الآيات القرآنية التي وردت في هذا المعنى، قوله-تبارك وتعالى-: فَأَهْلَكْنا أَشَدَّ مِنْهُمْ بَطْشاً وَمَضى مَثَلُ الْأَوَّلِينَ.
وقوله- سبحانه - أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ، كانُوا أَكْثَرَ مِنْهُمْ وَأَشَدَّ قُوَّةً وَآثاراً فِي الْأَرْضِ.
فَما أَغْنى عَنْهُمْ ما كانُوا يَكْسِبُونَ.
قوله تعالى : ولقد مكناهم فيما إن مكناكم فيه قيل : إن إن زائدة ، تقديره ولقد مكناكم فيما مكناكم فيه .
وهذا قول القتبي .
وأنشد الأخفش :يرجي المرء ما إن لا يراه وتعرض دون أدناه الخطوبوقال آخر [ فروة بن مسيك المرادي ] :فما إن طبنا جبن ولكن منايانا ودولة آخريناوقيل : إن ما بمعنى الذي .
وإن بمعنى ما ، والتقدير ولقد مكناهم في الذي ما مكناكم فيه ، قاله المبرد .
وقيل : شرطية وجوابها مضمر محذوف ، والتقدير ولقد مكناهم في ما إن مكناكم فيه كان بغيكم أكثر وعنادكم أشد ، وتم الكلام .
ثم ابتدأ فقال : وجعلنا لهم سمعا وأبصارا وأفئدة يعني قلوبا يفقهون بها .
فما أغنى عنهم سمعهم ولا أبصارهم ولا أفئدتهم من شيء من عذاب الله .
إذ كانوا يجحدون يكفرون بآيات الله وحاق بهم أحاط بهم ما كانوا به يستهزئون .


شرح المفردات و معاني الكلمات : , مكناهم , مكناكم , جعلنا , سمعا , أبصارا , أفئدة , أغنى , سمعهم , أبصارهم , أفئدتهم , شيء , يجحدون , آيات , الله , وحاق , يستهزئون ,
English Türkçe Indonesia
Русский Français فارسی
تفسير انجليزي اعراب

آيات من القرآن الكريم


تحميل سورة الأحقاف mp3 :

سورة الأحقاف mp3 : قم باختيار القارئ للاستماع و تحميل سورة الأحقاف

سورة الأحقاف بصوت ماهر المعيقلي
ماهر المعيقلي
سورة الأحقاف بصوت سعد الغامدي
سعد الغامدي
سورة الأحقاف بصوت عبد  الباسط عبد الصمد
عبد الباسط
سورة الأحقاف بصوت أحمد العجمي
أحمد العجمي
سورة الأحقاف بصوت محمد صديق المنشاوي
المنشاوي
سورة الأحقاف بصوت محمود خليل الحصري
الحصري
سورة الأحقاف بصوت مشاري راشد العفاسي
مشاري العفاسي
سورة الأحقاف بصوت ناصر القطامي
ناصر القطامي
سورة الأحقاف بصوت فارس عباد
فارس عباد
سورة الأحقاف بصوت ياسر لدوسري
ياسر الدوسري


الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Sunday, December 22, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب