﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالْأَذَىٰ كَالَّذِي يُنفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۖ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْدًا ۖ لَّا يَقْدِرُونَ عَلَىٰ شَيْءٍ مِّمَّا كَسَبُوا ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ﴾
[ البقرة: 264]
سورة : البقرة - Al-Baqarah
- الجزء : ( 3 )
-
الصفحة: ( 44 )
O you who believe! Do not render in vain your Sadaqah (charity) by reminders of your generosity or by injury, like him who spends his wealth to be seen of men, and he does not believe in Allah, nor in the Last Day. His likeness is the likeness of a smooth rock on which is a little dust; on it falls heavy rain which leaves it bare. They are not able to do anything with what they have earned. And Allah does not guide the disbelieving people.
رئاء النّاس : مُراءة لهم و سُمعة لا لوجهه تعالى
صفوان : حجر كبير أملس
وابل : مطر شديد عظيم القطر
صلدا : أجردَ نقيّا من الترابيا من آمنتم بالله واليوم الآخر لا تُذْهِبُوا ثواب ما تتصدقون به بالمنِّ والأذى، فهذا شبيه بالذي يخرج ماله ليراه الناس، فيُثنوا عليه، وهو لا يؤمن بالله ولا يوقن باليوم الآخر، فمثل ذلك مثل حجر أملس عليه تراب هطل عليه مطر غزير فأزاح عنه التراب، فتركه أملس لا شيء عليه، فكذلك هؤلاء المراؤون تضمحلُّ أعمالهم عند الله، ولا يجدون شيئًا من الثواب على ما أنفقوه. والله لا يوفق الكافرين لإصابة الحق في نفقاتهم وغيرها.
ياأيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى كالذي ينفق ماله رئاء - تفسير السعدي
ينهى عباده تعالى لطفا بهم ورحمة عن إبطال صدقاتهم بالمن والأذى ففيه أن المن والأذى يبطل الصدقة، ويستدل بهذا على أن الأعمال السيئة تبطل الأعمال الحسنة، كما قال تعالى: { ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون } فكما أن الحسنات يذهبن السيئات فالسيئات تبطل ما قابلها من الحسنات، وفي هذه الآية مع قوله تعالى { ولا تبطلوا أعمالكم } حث على تكميل الأعمال وحفظها من كل ما يفسدها لئلا يضيع العمل سدى، وقوله: { كالذي ينفق ماله رئاء الناس ولا يؤمن بالله واليوم الآخر }- أي: أنتم وإن قصدتم بذلك وجه الله في ابتداء الأمر، فإن المنة والأذى مبطلان لأعمالكم، فتصير أعمالكم بمنزلة الذي يعمل لمراءاة الناس ولا يريد به الله والدار الآخرة، فهذا لا شك أن عمله من أصله مردود، لأن شرط العمل أن يكون لله وحده وهذا في الحقيقة عمل للناس لا لله، فأعماله باطلة وسعيه غير مشكور، فمثله المطابق لحاله { كمثل صفوان } وهو الحجر الأملس الشديد { عليه تراب فأصابه وابل }- أي: مطر غزير { فتركه صلدا }- أي: ليس عليه شيء من التراب، فكذلك حال هذا المرائي، قلبه غليظ قاس بمنزلة الصفوان، وصدقته ونحوها من أعماله بمنزلة التراب الذي على الصفوان، إذا رآه الجاهل بحاله ظن أنه أرض زكية قابلة للنبات، فإذا انكشفت حقيقة حاله زال ذلك التراب وتبين أن عمله بمنزلة السراب، وأن قلبه غير صالح لنبات الزرع وزكائه عليه، بل الرياء الذي فيه والإرادات الخبيثة تمنع من انتفاعه بشيء من عمله، فلهذا { لا يقدرون على شيء } من أعمالهم التي اكتسبوها، لأنهم وضعوها في غير موضعها وجعلوها لمخلوق مثلهم، لا يملك لهم ضررا ولا نفعا وانصرفوا عن عبادة من تنفعهم عبادته، فصرف الله قلوبهم عن الهداية، فلهذا قال: { والله لا يهدي القوم الكافرين }
تفسير الآية 264 - سورة البقرة
تفسير الجلالين | التفسير الميسر | تفسير السعدي |
تفسير البغوي | التفسير الوسيط | تفسير ابن كثير |
تفسير الطبري | تفسير القرطبي | إعراب الآية |
ياأيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن : الآية رقم 264 من سورة البقرة
ياأيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى كالذي ينفق ماله رئاء - مكتوبة
الآية 264 من سورة البقرة بالرسم العثماني
﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تُبۡطِلُواْ صَدَقَٰتِكُم بِٱلۡمَنِّ وَٱلۡأَذَىٰ كَٱلَّذِي يُنفِقُ مَالَهُۥ رِئَآءَ ٱلنَّاسِ وَلَا يُؤۡمِنُ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِۖ فَمَثَلُهُۥ كَمَثَلِ صَفۡوَانٍ عَلَيۡهِ تُرَابٞ فَأَصَابَهُۥ وَابِلٞ فَتَرَكَهُۥ صَلۡدٗاۖ لَّا يَقۡدِرُونَ عَلَىٰ شَيۡءٖ مِّمَّا كَسَبُواْۗ وَٱللَّهُ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلۡكَٰفِرِينَ ﴾ [ البقرة: 264]
﴿ ياأيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى كالذي ينفق ماله رئاء الناس ولا يؤمن بالله واليوم الآخر فمثله كمثل صفوان عليه تراب فأصابه وابل فتركه صلدا لا يقدرون على شيء مما كسبوا والله لا يهدي القوم الكافرين ﴾ [ البقرة: 264]
تحميل الآية 264 من البقرة صوت mp3
تدبر الآية: ياأيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى كالذي ينفق ماله رئاء
مراعاة نفوس الناس وتطييبُها أَولى من رعاية أجسادهم وحاجاتها؛ ألا ترى كيف بطلت الصدقة بسبب المنِّ والأذى؟!
قد يجود الكافر ويُنفق طلبًا للحمد والجاه والذِّكر الحسن، لكنَّ إنفاقه لا يسمَّى صدقة؛ إذ لا دَلالةَ فيه على صدق الإيمان.
في الإخبار بأنَّ المنَّ والأذى يُحبِطان الصدقة دليلٌ على أن الحسنةَ قد تحبَط بالسيِّئة، فاحذر مُحبِطات الأعمال.
تقريب المعاني بالصُّور والتشبيهات مما يُرسِخ القناعة، ويزيد اليقين، ويبعث على العمل، في الترغيب والترهيب.
القلب المُقفِر من الإخلاص كحَجَرٍ أملسَ عليه ترابٌ يسترُه، تظنُّه أرضًا زكيَّة قابلة للإنبات، وحقيقته هباءٌ سرعانَ ما يزول، وهكذا عمل المنافق لا حقيقةَ له ولا ثوابَ عليه.
ما أشقى مَن ضيَّعَ ماله بفساد نيَّته؛ فلا هو انتفع به في دنياه، ولا هو أحرز ثوابه في أخراه!
شرح المفردات و معاني الكلمات : آمنوا , تبطلوا , صدقاتكم , المن , الأذى , كالذي , ينفق , ماله , رئاء , الناس , يؤمن , الله , اليوم , الآخر , فمثله , كمثل , صفوان , تراب , فأصابه , وابل , فتركه , صلدا , يقدرون , شيء , كسبوا , الله , يهدي , القوم , الكافرين , لا+تبطلوا+صدقاتكم+بالمن+والأذى , كالذي+ينفق+ماله+رئاء+الناس , فمثله+كمثل+صفوان+عليه+تراب+فأصابه+وابل+فتركه+صلدا , لا+يقدرون+على+شيء+مما+كسبوا ,
English | Türkçe | Indonesia |
Русский | Français | فارسی |
تفسير | انجليزي | اعراب |
آيات من القرآن الكريم
- وهذا كتاب أنـزلناه مبارك فاتبعوه واتقوا لعلكم ترحمون
- أو تقول لو أن الله هداني لكنت من المتقين
- فالذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم مغفرة ورزق كريم
- ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعا
- الذي خلق سبع سموات طباقا ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت فارجع البصر هل
- ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرة وتركتم ما خولناكم وراء ظهوركم وما نرى معكم
- وإن كادوا ليستفزونك من الأرض ليخرجوك منها وإذا لا يلبثون خلافك إلا قليلا
- الذين يقولون ربنا إننا آمنا فاغفر لنا ذنوبنا وقنا عذاب النار
- ولقد بوأنا بني إسرائيل مبوأ صدق ورزقناهم من الطيبات فما اختلفوا حتى جاءهم العلم إن
- بسم الله الرحمن الرحيم
تحميل سورة البقرة mp3 :
سورة البقرة mp3 : قم باختيار القارئ للاستماع و تحميل سورة البقرة
ماهر المعيقلي
سعد الغامدي
عبد الباسط
أحمد العجمي
المنشاوي
الحصري
مشاري العفاسي
ناصر القطامي
فارس عباد
ياسر الدوسري
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Sunday, November 17, 2024
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب