﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ ۚ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُوا أَنفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَّحِيمًا﴾
[ النساء: 64]

سورة : النساء - An-Nisa  - الجزء : ( 5 )  -  الصفحة: ( 88 )

We sent no Messenger, but to be obeyed by Allah's Leave. If they (hypocrites), when they had been unjust to themselves, had come to you (Muhammad SAW) and begged Allah's Forgiveness, and the Messenger had begged forgiveness for them: indeed, they would have found Allah All-Forgiving (One Who accepts repentance), Most Merciful.


وما بعَثْنَا من رسول من رسلنا، إلا ليستجاب له، بأمر الله تعالى وقضائه. ولو أن هؤلاء الذين ظلموا أنفسهم باقتراف السيئات، جاؤوك -أيها الرسول- في حياتك تائبين سائلين الله أن يغفر لهم ذنوبهم، واستغفرت لهم، لوجدوا الله توابًا رحيمًا.

وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله ولو أنهم إذ ظلموا - تفسير السعدي

يخبر تعالى خبرا في ضمنه الأمر والحث على طاعة الرسول والانقياد له.
وأن الغاية من إرسال الرسل أن يكونوا مطاعين ينقاد لهم المرسلُ إليهم في جميع ما أمروا به ونهوا عنه، وأن يكونوا معظمين تعظيم المطيع للمطاع.
وفي هذا إثبات عصمة الرسل فيما يبلغونه عن الله، وفيما يأمرون به وينهون عنه؛ لأن الله أمر بطاعتهم مطلقا، فلولا أنهم معصومون لا يشرعون ما هو خطأ، لما أمر بذلك مطلقا.
وقوله: { بِإِذْنِ اللَّهِ }- أي: الطاعة من المطيع صادرة بقضاء الله وقدره.
ففيه إثبات القضاء والقدر، والحث على الاستعانة بالله، وبيان أنه لا يمكن الإنسان -إن لم يعنه الله- أن يطيع الرسول.
ثم أخبر عن كرمه العظيم وجوده، ودعوته لمن اقترفوا السيئات أن يعترفوا ويتوبوا ويستغفروا الله فقال: { وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ }- أي: معترفين بذنوبهم باخعين بها.
{ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا }- أي: لتاب عليهم بمغفرته ظلْمَهم، ورحمهم بقبول التوبة والتوفيق لها والثواب عليها، وهذا المجيء إلى الرسول صلى الله عليه وسلم مختص بحياته؛ لأن السياق يدل على ذلك لكون الاستغفار من الرسول لا يكون إلا في حياته، وأما بعد موته فإنه لا يطلب منه شيء بل ذلك شرك.

تفسير الآية 64 - سورة النساء

تفسير الجلالين التفسير الميسر تفسير السعدي
تفسير البغوي التفسير الوسيط تفسير ابن كثير
تفسير الطبري تفسير القرطبي إعراب الآية

وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن : الآية رقم 64 من سورة النساء

 سورة النساء الآية رقم 64

وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله ولو أنهم إذ ظلموا - مكتوبة

الآية 64 من سورة النساء بالرسم العثماني


﴿ وَمَآ أَرۡسَلۡنَا مِن رَّسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذۡنِ ٱللَّهِۚ وَلَوۡ أَنَّهُمۡ إِذ ظَّلَمُوٓاْ أَنفُسَهُمۡ جَآءُوكَ فَٱسۡتَغۡفَرُواْ ٱللَّهَ وَٱسۡتَغۡفَرَ لَهُمُ ٱلرَّسُولُ لَوَجَدُواْ ٱللَّهَ تَوَّابٗا رَّحِيمٗا  ﴾ [ النساء: 64]


﴿ وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما ﴾ [ النساء: 64]

  1. الآية مشكولة
  2. تفسير الآية
  3. استماع mp3
  4. الرسم العثماني
  5. تفسير الصفحة
فهرس القرآن | سور القرآن الكريم : سورة النساء An-Nisa الآية رقم 64 , مكتوبة بكتابة عادية و كذلك بالشكيل و مصورة مع الاستماع للآية بصوت ثلاثين قارئ من أشهر قراء العالم الاسلامي مع تفسيرها ,مكتوبة بالرسم العثماني لمونتاج فيديو اليوتيوب .
  
   

تحميل الآية 64 من النساء صوت mp3


تدبر الآية: وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله ولو أنهم إذ ظلموا

إنما أرسل الله رسُلَه ليُطاعوا بإذنه، لا ليكونوا مجرَّدَ متحدِّثين، تُسمَع أقوالُهم ويوازَن بينها وبين غيرها من المقالات والآراء.
لا يمكن لعبدٍ أن يفعلَ المأمورَ أو يتركَ المحذورَ ما لم يكن له من الله عونٌ ومَدَد، فاطلب من الله عونَه وتوفيقَه عند توجُّهك إلى طاعته فعلًا وتركًا.
يعجِّل العاصي انتقامَ الله تعالى منه في دنياه، وينتظر العذابَ في أُخراه، فأيُّ ظلم يجرُّه على النفس الإصرارُ على الذنوب، وتركُ التوبة والاستغفار؟! التائب الصادق ضيفُ الله، فينبغي أن نُحسنَ معاملته؛ حتى يرغبَ في البقاء في ضيافة الله تعالى، وهكذا كان يصنع رسولُ الله ﷺ مع التائبين.
إن اسمَ الله ( التوَّاب ) ليُغري العاصيَ بالتوبة، مهما عظُمت معصيتُه.

ثم بين- سبحانه - أنه ما أرسل رسله إلا ليطاعوا لا ليخالفوا، وأرشد المخالفين إلى ما يجب عليهم فعله للتكفير عن مخالفتهم فقال تعالى:وَما أَرْسَلْنا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا لِيُطاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ.
وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جاؤُكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ، لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّاباً رَحِيماً.
ومِنْ في قوله مِنْ رَسُولٍ زائدة للتأكيد والتعميم، واللام في قوله لِيُطاعَ للتعليل، والاستثناء مفرغ من المفعول لأجله.
أى: وما أرسلنا رسولا من الرسل لشيء من الأشياء إلا ليطاع فيما أمر ونهى وحكم، لا ليطلب ذلك من غيره.
فطاعته فرض على من أرسل إليهم.
وإنكار فرضيتها كفر.
لأن طاعة الرسول طاعة لله، ومعصيته معصية لله.
قال-تبارك وتعالى-: مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ اللَّهَ.
وقوله بِإِذْنِ اللَّهِ أى: بسبب إذنه- سبحانه - في طاعة رسوله.
لأنه هو الذي أمر بهذه الطاعة لرسله.
ويجوز أن يراد بقوله بِإِذْنِ اللَّهِ أى بتوفيقه- سبحانه - إلى هذه الطاعة من يشاء توفيقه إليها من عباده.
وقوله وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جاؤُكَ.. إلخ بيان لما كان يجب عليهم أن يفعلوه بعد وقوعهم في الخطأ.
أى ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم بسبب تحاكمهم إلى الطاغوت، وبخروجهم عن تعاليم الإسلام، لو أنهم بسبب ذلك وغيره جاؤُكَ تائبين توبة صادقة من هذا النفاق فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ مما اجترحوه من ذنوب وسيئات وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ.
أى.
دعوا الله-تبارك وتعالى- بأن يقبل توبتهم، ويغفر ذنوبهم.
لو أنهم فعلوا ذلك لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّاباً أى كثير القبول للتوبة من التائبين رَحِيماً أى كثير التفضل على عباده بالرحمة والمغفرة.
قال الفخر الرازي: لقائل أن يقول: أليس لو استغفروا الله وتابوا على وجه صحيح، كانت توبتهم مقبولة؟ فما الفائدة في ضم استغفار الرسول إلى استغفارهم؟قلنا: الجواب عنه من وجوه:الأول: أن ذلك التحاكم إلى الطاغوت كان مخالفة لحكم الله.
وكان أيضا إساءة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم ومن كان ذنبه كذلك وجب عليه الاعتذار عن ذلك الذنب لغيره.
فلهذا المعنى وجب عليهم أن يطلبوا من الرسول أن يستغفر لهم.
الثاني: أن القوم لما لم يرضوا بحكم الرسول، ظهر منهم ذلك التمرد.
فإذا تابوا وجب عليهم أن يفعلوا ما يزيل عنهم ذلك التمرد، وما ذاك إلا بأن يذهبوا إلى الرسول صلى الله عليه وسلم ويطلبوا منه الاستغفار.
الثالث: لعلهم إذا أتوا بالتوبة أتوا بها على وجه الخلل، فإذا انضم إليها استغفار الرسول صارت مستحقة للقبول.
ثم قال: وإنما قال- سبحانه - وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ.
ولم يقل واستغفرت لهم: إجلالا للرسول صلى الله عليه وسلم.
وأنهم إذا جاءوا من خصه الله برسالته، وأكرمه بوحيه، وجعله سفيرا بينه وبين خلقه، ومن كان كذلك فإن الله لا يرد شفاعته، فكانت الفائدة في العدول عن لفظ الخطاب إلى لفظ المغايبة .
فالآية الكريمة قد فتحت باب التوبة أمام العصاة والمذنبين، وسمت بمكانة الرسول صلى الله عليه وسلم عند ربه سموا عظيما.
ورحم الله ابن كثير فقد قال عند تفسيره لهذه الآية: وقوله: وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جاؤُكَ.
الآية.
يرشد-تبارك وتعالى- العصاة والمذنبين إذا وقع منهم الخطأ والعصيان أن يأتوا إلى الرسول صلى الله عليه وسلم فيستغفروا الله عنده، ويسألوه أن يستغفر لهم، فإنهم إذا فعلوا ذلك تاب الله عليهم ورحمهم وغفر لهم ولهذا قال: لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّاباً رَحِيماً.
وقد جاء عن الإمام العتبى أنه قال: كنت جالسا عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم فجاء أعرابى فقال:السلام عليك يا رسول الله!! سمعت الله يقول: وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جاؤُكَ.
الآية: وقد جئتك مستغفرا لذنبي، مستشفعا بك عند ربي.
ثم أنشأ يقول:يا خير من دفنت بالقاع أعظمه ...
فطاب من طيبهن القاع والأكمنفسي الفداء لقبر أنت ساكنه ...
فيه العفاف وفيه الجود والكرمقال العتبى: ثم انصرف الأعرابى، فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم فقال «يا عتبى الحق الأعرابى فبشره أن الله قد غفر له» .
قوله تعالى : وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيماقوله تعالى : وما أرسلنا من رسول " من " زائدة للتوكيد .
إلا ليطاع فيما أمر به ونهى عنه .
بإذن الله " بعلم الله .
وقيل : بتوفيق الله .
ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك روى أبو صادق عن علي قال : قدم علينا أعرابي بعدما دفنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بثلاثة أيام ، فرمى بنفسه على قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وحثا على رأسه من ترابه ؛ فقال : قلت يا رسول الله فسمعنا قولك ، ووعيت عن الله فوعينا عنك ، وكان فيما أنزل الله عليك ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم الآية ، وقد ظلمت نفسي وجئتك تستغفر لي .
فنودي من القبر إنه قد غفر لك .
ومعنى لوجدوا الله توابا رحيما أي قابلا لتوبتهم ، وهما مفعولان لا غير .


شرح المفردات و معاني الكلمات : أرسلنا , رسول , ليطاع , الله , ظلموا , أنفسهم , جاءوك , استغفروا , الله , استغفر , الرسول , لوجدوا , الله , توابا , رحيما ,
English Türkçe Indonesia
Русский Français فارسی
تفسير انجليزي اعراب

آيات من القرآن الكريم

  1. قالوا سنراود عنه أباه وإنا لفاعلون
  2. وآتوا النساء صدقاتهن نحلة فإن طبن لكم عن شيء منه نفسا فكلوه هنيئا مريئا
  3. هل أتاك حديث موسى
  4. وتركنا عليه في الآخرين
  5. قل أغير الله أبغي ربا وهو رب كل شيء ولا تكسب كل نفس إلا عليها
  6. ولئن متم أو قتلتم لإلى الله تحشرون
  7. فما اسطاعوا أن يظهروه وما استطاعوا له نقبا
  8. إن الذين اشتروا الكفر بالإيمان لن يضروا الله شيئا ولهم عذاب أليم
  9. واتل ما أوحي إليك من كتاب ربك لا مبدل لكلماته ولن تجد من دونه ملتحدا
  10. لا يسمعون فيها لغوا ولا تأثيما

تحميل سورة النساء mp3 :

سورة النساء mp3 : قم باختيار القارئ للاستماع و تحميل سورة النساء

سورة النساء بصوت ماهر المعيقلي
ماهر المعيقلي
سورة النساء بصوت سعد الغامدي
سعد الغامدي
سورة النساء بصوت عبد  الباسط عبد الصمد
عبد الباسط
سورة النساء بصوت أحمد العجمي
أحمد العجمي
سورة النساء بصوت محمد صديق المنشاوي
المنشاوي
سورة النساء بصوت محمود خليل الحصري
الحصري
سورة النساء بصوت مشاري راشد العفاسي
مشاري العفاسي
سورة النساء بصوت ناصر القطامي
ناصر القطامي
سورة النساء بصوت فارس عباد
فارس عباد
سورة النساء بصوت ياسر لدوسري
ياسر الدوسري


الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Saturday, December 7, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب