قائمة السور | مواضيع القرآن الكريم مرتبة حسب الآيات :آيات القرآن الكريم مقسمة حسب كل موضوع و فئة | لقراءة سورة كاملة اختر من : فهرس القرآن | - للاستماع للقراء : القرآن الكريم mp3
آيات قرآنية عن التبليغ في القرآن الكريم
✅ مواضيع القرآن الكريم
﴿يَٰٓأَهۡلَ ٱلۡكِتَٰبِ قَدۡ جَآءَكُمۡ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمۡ كَثِيرٗا مِّمَّا كُنتُمۡ تُخۡفُونَ مِنَ ٱلۡكِتَٰبِ وَيَعۡفُواْ عَن كَثِيرٖۚ قَدۡ جَآءَكُم مِّنَ ٱللَّهِ نُورٞ وَكِتَٰبٞ مُّبِينٞ ﴾ [المائدة: 15]
تخلِّي الإنسان عمَّا يأمر به لقبُه الحسَن أو وصفُه الجميل وصمةٌ تَشِينُه؛ فأهل الكتاب ما كان أحراهم بالعمل به، ومراعاةِ أحكامه، والقيام بما فيه حقَّ القيام! لا ينقطع وهَجُ دين الله جلَّ جلاله، ولا أنوارُ بيانه، فإن أظلمَت غفلةُ العباد ومعاصيهم بعضَ آفاقه قيَّض اللهُ للناس مَن يعيد إلى تلك الآفاقِ ضياءها وسَناءها. كتمان الحقِّ صفةُ ذمٍّ في أهل الكتاب، فمَن كتم العلمَ من العلماء عمَّن يستحقُّه ففيه شَبهٌ باليهود والنصارى، وقد أُمرنا بمخالفتهما. إبداء ضلالاتِ الكافرين والمنافقين وإعلانُها ينبغي أن تُراعى فيه الحكمةُ والتبصُّر في المآلات، فإن أغنى القليلُ عن الكثير فقد تمَّ به البيان. نور الهداية بالقرآن وبإرسال خاتَم الرسُل فضلٌ من الله تعالى، فما أعظمَه من نورٍ عمَّ الثقَلَين، وملأ الخافقَين! نور القرآن نورٌ خالد لا يحتجب، وضياءٌ ساطع لا يأفُل، فكم أنار اللهُ به من بصائرَ فمازَت به طريقَ الحقِّ من طريق الباطل! |
﴿يَٰٓأَهۡلَ ٱلۡكِتَٰبِ قَدۡ جَآءَكُمۡ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمۡ عَلَىٰ فَتۡرَةٖ مِّنَ ٱلرُّسُلِ أَن تَقُولُواْ مَا جَآءَنَا مِنۢ بَشِيرٖ وَلَا نَذِيرٖۖ فَقَدۡ جَآءَكُم بَشِيرٞ وَنَذِيرٞۗ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٞ ﴾ [المائدة: 19]
إن زمنًا طال على الناس فيه العهدُ بلا أنبياء لَزمنُ فُتور. ألا إن الدين يحتاج إلى ذوي هِمَم، ينفُضون الفتور، وينهَضون لمعالي الأمور. ماء الوحي العَذبُ ما زال يترقرقُ أمام الظامئين، غيرَ أن تقادُمَ عهد الرسالة، والبعدَ عن خير القرون، جعل بعضَ الناس يأوون إلى فيافي الفُتور القاحلة، فمَن يحملُ لأولئك العِطاش ماءَ الوحي النمير؟ قد زُرع النقصانُ في طبائع الإنسان، فهو بين رغبةٍ تَشوقُه، ورهبةٍ تَسوقُه، يبشَّر فيُهرَع، ويحذَّر فيَفزَع، فإن جاءه بشيرٌ نذيرٌ اعتدل حاله. من فقه الدعوة الجمع بين الترغيب والترهيب، وتقديم ما يقتضيه الحال منهما. |
﴿۞ يَٰٓأَيُّهَا ٱلرَّسُولُ بَلِّغۡ مَآ أُنزِلَ إِلَيۡكَ مِن رَّبِّكَۖ وَإِن لَّمۡ تَفۡعَلۡ فَمَا بَلَّغۡتَ رِسَالَتَهُۥۚ وَٱللَّهُ يَعۡصِمُكَ مِنَ ٱلنَّاسِۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلۡكَٰفِرِينَ ﴾ [المائدة: 67]
العلم بدين الله نورٌ يضيء للناس الطريقَ المستقيم، وحاملُ هذا النور مأمورٌ بتبليغه، فإن كتمَه فإنه لم يبلِّغ رسالةَ ربِّه، وكفى بهذا ذمًّا. لله في ثنايا التكاليف ألطافٌ تعين عليها، فانظر كيف أمر الله رسولَه بالصَّدع والبلاغ، والقومُ مبغِضون له معاندون، ثم كفَلَ له العصمةَ من الناس إن قام بالتكليف، وقد فعل. فما أحرانا أن نتأسَّى بنبيِّنا في تبليغ رسالة ربِّنا، متَّكلين عليه وحدَه! يا داعيَ الحقِّ، ثِق بحُسن العاقبة إن كانت دعوتُك إليه خالصة، وعلى سبيله مستقيمة، فأنت في أمانه وكلاءته، وحفظه ورعايته، فاحفظ الله يحفَظك. حسبُك أيها الداعية البلاغُ المبين، فمَن اهتدى فلنفسه، أمَّا الكافرون الذين لا قصدَ لهم إلا اتِّباعُ أهوائهم فإن الله لا يَهديهم ولا يوفِّقهم للخير؛ لإصرارهم على الكفر وعنادهم. |
﴿وَمَا نُرۡسِلُ ٱلۡمُرۡسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَۖ فَمَنۡ ءَامَنَ وَأَصۡلَحَ فَلَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ ﴾ [الأنعام: 48]
إنما تصلُح النفوسُ باجتماع البِشارة والنِّذارة، وهذه مهمَّةُ الأنبياء، يعالجون بها الآفات والأدواء. يحسُن بالمتحدِّثِ عن أحكام الحلال والحرام أن يُتبِعَها بالحديث عن حِكَمِها وأسرارِها؛ فإن ذلك يرغِّبُ بحلالها، وينفِّرُ من حرامها. الإيمان والعملُ الصالح يُودِعانِ صاحبَهما في حِصن الأمان والسعادة، فلا خوفَ إلا من الله، ولا حزنَ إلا على التقصير في حقِّه. إصلاح الإنسان نفسَه بالإيمان والعمل، وإصلاحُ غيره بالنصيحة والإرشاد، يجعلانه في اطمئنانٍ وأمان، وعيشٍ بعيدٍ عن الأحزان. |
﴿لِّكُلِّ نَبَإٖ مُّسۡتَقَرّٞۚ وَسَوۡفَ تَعۡلَمُونَ ﴾ [الأنعام: 67]
ما أحوجَ الدعاةَ حين يواجهون شدَّةَ إعراض المدعوِّين وقسوةَ أذاهم إلى الثقة التامَّة بأن للباطل نهايةً وأجلًا! |
﴿وَنُقَلِّبُ أَفۡـِٔدَتَهُمۡ وَأَبۡصَٰرَهُمۡ كَمَا لَمۡ يُؤۡمِنُواْ بِهِۦٓ أَوَّلَ مَرَّةٖ وَنَذَرُهُمۡ فِي طُغۡيَٰنِهِمۡ يَعۡمَهُونَ ﴾ [الأنعام: 110]
القلب كثيرُ التقلُّب سريعُ التحوُّل، وهذا يوجبُ على المؤمن دوامَ حراسته، واللجوء إلى خالقه؛ كي يحفظَه من التغيُّر إلى خلاف طاعته. الردُّ المبكِّر لأوامر الله وعدمُ التسليم لها قد يكون سببًا لطمسِ البصيرة، وصعوبةِ الهداية. حقيقة حال مَن لم يهتدِ بالقرآن: الحَيرةُ والتردُّد والخِذلان، والمضيُّ مع الفساد والطغيان. |
﴿وَإِن تُطِعۡ أَكۡثَرَ مَن فِي ٱلۡأَرۡضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِۚ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا ٱلظَّنَّ وَإِنۡ هُمۡ إِلَّا يَخۡرُصُونَ ﴾ [الأنعام: 116]
كيف يلتفت العقلاءُ إلى كلمات الجهلاء، وقد أظهر اللهُ بكلماته الحجَّة، وأزال ببيِّناته كلَّ شُبهة؟ مَبنى الدين على الجزم واليقين، وليس على الظنِّ والتخمين، فآراءُ الظانِّين لا تُفيدُ الإقناع، وليست جديرةً بالاتِّباع. مهما أُضفيَ على ما يخالفُ الوحيَ من بَهارِج، وأُخرج في قوالبَ بحثيَّة علميَّة، فلن يعدوَ كونَه ظنًّا أو كذبًا. مَن أمركم الله باتِّباعه فاتَّبعوه، وما نهاكم عنه فاجتنبوه، فمَن ضلَّ أرداه، ومَن اهتدى أنجاه، فاستمسكوا بأسبابه؛ حذَرًا من وَبيل عقابه. |
﴿وَلِكُلِّ أُمَّةٖ رَّسُولٞۖ فَإِذَا جَآءَ رَسُولُهُمۡ قُضِيَ بَيۡنَهُم بِٱلۡقِسۡطِ وَهُمۡ لَا يُظۡلَمُونَ ﴾ [يونس: 47]
حاجة الناس إلى الرسول أشدُّ من حاجتهم إلى الطعام والشراب؛ إذ به الهداية لمَصالحهم العُظمى في الدنيا والأخرى. بلَّغ رسولُ الله ﷺ في الدنيا عن الله أمرَه، وهو يومَ القيامةِ خَصمٌ لمن كذَّب رسالتَه. |
﴿وَيَقُولُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَسۡتَ مُرۡسَلٗاۚ قُلۡ كَفَىٰ بِٱللَّهِ شَهِيدَۢا بَيۡنِي وَبَيۡنَكُمۡ وَمَنۡ عِندَهُۥ عِلۡمُ ٱلۡكِتَٰبِ ﴾ [الرعد: 43]
يا صاحبَ الحقِّ لا تكترث لما يقول أعداؤك فيك، من نزع صفاتِ الثناء، وإلصاقِ التُّهَم التي أنت منها بَراء، بل يكفيك أن الله راضٍ عنك. أهل العلم محلٌّ للثقة وقولِ الحقيقة، فعليهم ألا يهبطوا عن هذه الرتبة العلِيَّة، بكتمان الحقِّ والشهادة بخلافه. ما أجلَّه من تناسبٍ بين مطلعِ السورة الذي يبدأُ بإثبات الرسالة، وختامِها الذي ينتهي بإنكارِ الكفارِ لها! |
﴿فَإِن تَوَلَّوۡاْ فَإِنَّمَا عَلَيۡكَ ٱلۡبَلَٰغُ ٱلۡمُبِينُ ﴾ [النحل: 82]
على الداعية أن يسعى إلى أن يكونَ بلاغُه مبينًا، فيستعملَ من الوسائل والآلات ما يوصله إلى ذلك، وعندئذٍ يكونُ معذورًا عند تولِّي المدعوِّين عنه. |
﴿رَّبُّكُمۡ أَعۡلَمُ بِكُمۡۖ إِن يَشَأۡ يَرۡحَمۡكُمۡ أَوۡ إِن يَشَأۡ يُعَذِّبۡكُمۡۚ وَمَآ أَرۡسَلۡنَٰكَ عَلَيۡهِمۡ وَكِيلٗا ﴾ [الإسراء: 54]
يخوض بعضُ الناس في حالِ غيره ومآله، في هدايته وضلاله، وإنما أمرُ ذلك كلِّه إلى الله الذي يملك القلوب، ويعلم الغيوب، فلندَع الأمرَ لصاحب الأمر. ليس الداعيةُ ربًّا على الخلائق، ولا رقيبًا عليهم، وهو لا يدري عاقبة نفسه، وهو مسؤولٌ عن دعوته لا عن حال مدعوِّيه، ولقد ارتاحت نفسٌ أدَّت ما عليها، وتركت همَّ ما ليس لها. |
﴿قُلۡ يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنَّمَآ أَنَا۠ لَكُمۡ نَذِيرٞ مُّبِينٞ ﴾ [الحج: 49]
مَن واجهَ دعوةَ الرسل بالتكذيب والاستهزاء واستعجال العذاب فهو إلى الإنذار أحوج منه إلى التبشير، ففي الإنذار ترهيبٌ يحجُز عن الاستمرار في الإصرار على تلك الخطايا. ليس بين الأنبياء وأقوامهم صراعاتٌ شخصية ليطلبوا النكاية بهم، ولا مصالح دنيوية ليتزلفوا إليهم، وإنما هم مبلِّغون ومنذِرون، فمَن آمن من قومهم فلنفسه، ومَن كفر فعليها. رزقُ الله الكريم الذي وعد به عباده المؤمنين وافرٌ، فما أسعد مَن ناله، وحقق في ظله آماله! |
﴿قُلۡ أَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَۖ فَإِن تَوَلَّوۡاْ فَإِنَّمَا عَلَيۡهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيۡكُم مَّا حُمِّلۡتُمۡۖ وَإِن تُطِيعُوهُ تَهۡتَدُواْۚ وَمَا عَلَى ٱلرَّسُولِ إِلَّا ٱلۡبَلَٰغُ ٱلۡمُبِينُ ﴾ [النور: 54]
الطاعة الصادقة تكشف عمَّا في الضمير من نية، فمَن صدق كان إسراعُه إلى العمل لا إلى الوعد به؛ إذ طاعةٌ في الوقت أولى من تسويف بالوعد. على الرسول مُهمَّة هي البلاغ المبين، وعلى الناس مهمَّة هي الاستجابة له، فإن أعرضوا فليس عليه حسابهم، وإن أقبلوا فعلى الله أجرُهم وثوابهم. سئل بعض الصالحين: كيف الطريقُ إلى الله؟ فقال: أصحُّ الطرق وأعمرها وأبعدها من الشُّبَه اتِّباعُ الكتاب والسنَّة، قولًا وفعلًا وعقدًا ونيَّة. مَن أراد الهدايةَ إلى كل خير فطاعةُ الرسول عليه الصلاة والسلام هي طريق ما أراد، ومَن حاد عن ذلك فلا هدى له بين العباد. |
﴿إِنَّكَ لَا تُسۡمِعُ ٱلۡمَوۡتَىٰ وَلَا تُسۡمِعُ ٱلصُّمَّ ٱلدُّعَآءَ إِذَا وَلَّوۡاْ مُدۡبِرِينَ ﴾ [النمل: 80]
لا يعرف الحق ويُقبل عليه ويحبه ويؤثره على غيره إلا ذو قلب حيٍّ، وأما القلب الميت فلا إحساس فيه ولا تمييز. ما أشبهَ المعرضين عن كتاب الله تعالى بحال الأصَم الذي لو أقبل على محدِّثه ما سمعه، فكيف به وهو مدبر عنه؟ |
﴿وَمَآ أَنتَ بِهَٰدِي ٱلۡعُمۡيِ عَن ضَلَٰلَتِهِمۡۖ إِن تُسۡمِعُ إِلَّا مَن يُؤۡمِنُ بِـَٔايَٰتِنَا فَهُم مُّسۡلِمُونَ ﴾ [النمل: 81]
مَن غاب عقله وانطمسَت بصيرته وأصبح يقوده هواه فقد عميَ عن طريق الهداية، فأنَّى يُهدى مَن هذا حاله؟! ما يصغي امرؤٌ لآيات الله بقلبه ويُقبل عليها بروحه إلا وجدتَّه مسارعًا إلى الإيمان بها، فإن صفاءها يحتاج إلى قلب صافٍ حتى تستقرَّ فيه. |
﴿وَأَنۡ أَتۡلُوَاْ ٱلۡقُرۡءَانَۖ فَمَنِ ٱهۡتَدَىٰ فَإِنَّمَا يَهۡتَدِي لِنَفۡسِهِۦۖ وَمَن ضَلَّ فَقُلۡ إِنَّمَآ أَنَا۠ مِنَ ٱلۡمُنذِرِينَ ﴾ [النمل: 92]
لكلِّ داعية من توجيه هذه الآية نصيب؛ بأن يُبلِّغ وحيَ ربِّه، وينذرَ قومه، ولا يضرُّه بعد ذلك مَن لم يستجب له. تلاوة القرآن من أعظم أسباب الهداية، ومن أقوم الطرق لإيصال الرسالة، فما أحسنَ أن يكونَ ذلك مصحوبًا بتبيُّن مبانيها، وكشف أسرار معانيها! إن القرآن لعظمته وجلاله لا يستطيع أحدٌ أن يقفَ منه موقفَ حياد من غير أن يغنَم أو يغرَم، فالقرآن حجَّة لك أو عليك. شأن الأنبيـاء وأتباعِهـم أنهـم يوقظــون في النــاس الفطــرة، ويبلِّغونهم الوحي، دون أن يَحملوهم على الحقِّ كُرهًا، أو يسوقوهم إلى الدين مرغمين، فمَن آمن من الناس نجا، وإلا فحسابه على الله. |
﴿وَإِن تُكَذِّبُواْ فَقَدۡ كَذَّبَ أُمَمٞ مِّن قَبۡلِكُمۡۖ وَمَا عَلَى ٱلرَّسُولِ إِلَّا ٱلۡبَلَٰغُ ٱلۡمُبِينُ ﴾ [العنكبوت: 18]
من كذَّب محمَّدًا عليه الصلاة والسلام فما هو بأولِ مَن كذَّب رسوله؛ فقد سبق المكذِّبَ مكذِّبون، فحلَّ بهم سخَط الله وعقابه، وعلى سَننهم تكون عقوبة مَن وافقهم في التكذيب. ليس على الرسول حسابُ قومه، وإنما عليه إيصالُ البلاغ المبين إليهم، فعلى مَن ورث الأنبياء في البلاغ أن يُبلِّغَ رسالتهم كما بلَّغوها، بنصاعتها وتمامها، من غير نقص ولا إخفاء ولا تغيير. مَن نظر في دين الله تعالى بعين التأمَّل وجده واضحًا بلا غموض، جليًّا بلا خفاء؛ لأن من مهمَّات الرسول البلاغَ المبين، وقد فعل عليه الصلاة والسلام. |
﴿وَلَقَدۡ أَرۡسَلۡنَا رُسُلٗا مِّن قَبۡلِكَ مِنۡهُم مَّن قَصَصۡنَا عَلَيۡكَ وَمِنۡهُم مَّن لَّمۡ نَقۡصُصۡ عَلَيۡكَۗ وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَن يَأۡتِيَ بِـَٔايَةٍ إِلَّا بِإِذۡنِ ٱللَّهِۚ فَإِذَا جَآءَ أَمۡرُ ٱللَّهِ قُضِيَ بِٱلۡحَقِّ وَخَسِرَ هُنَالِكَ ٱلۡمُبۡطِلُونَ ﴾ [غافر: 78]
أرسل الله من الرسُل جمًّا غَفيرًا؛ أمروا بالمعروف ونهَوا عن المنكر، وصبروا على تكذيب أقوامهم وإيذائهم، وما أحسنَ أن يقتديَ بصبرهم المصلحون المخلصون! الرسُل عليهم الصلاة والسلام يدعون إلى ربِّهم، ويبلِّغون رسالته كما أراد منهم، وهو وحدَه الذي يؤيِّدهم بالمعجزات، والآيات الباهرات، التي يأتون بها أقوامهم، وليس في وُسع رسولٍ منهم أن يأتيَ بمعجزةٍ أرادها قومه منه؛ إلا بإذن الله تعالى. لا بدَّ من لحظةٍ فارقة يُقضى فيها بالحقِّ؛ فيعزُّ أهل التقوى والإيمان، ويذلُّ أهل الشرك والعصيان، أعاذنا الله من الخزي والخُسران. مهما ربح المبطلون في الدنيا من أعراضها، وتعزَّزوا على المؤمنين بسلطانهم وقوَّتهم فيها، فإن الخسارة الحقيقيَّة التي لا ربحَ بعدها تنتظرهم يوم القيامة بين يدَي الملك العظيم سبحانه وتعالى. |
﴿وَٱلَّذِينَ ٱتَّخَذُواْ مِن دُونِهِۦٓ أَوۡلِيَآءَ ٱللَّهُ حَفِيظٌ عَلَيۡهِمۡ وَمَآ أَنتَ عَلَيۡهِم بِوَكِيلٖ ﴾ [الشورى: 6]
خاب مَن اتَّخذ الشيطانَ وليًّا، وكفر وصدَّ عن طاعة الله ربِّه؛ ﴿ومَن يتَّخِذِ الشَّيطانَ ولِيًّا من دُونِ الله فَقَد خَسِرَ خُسرانًا مُبِينًا﴾ . على الداعية البلاغُ للناس، وليس عليه حسابُهم ومجازاتهم، فإن ذلك إلى الله لا إليه. ألا فليهتمَّ المبلِّغ بما عليه، وليدَع حسابَ الخلق على الخالق سبحانه. |
﴿فَإِنۡ أَعۡرَضُواْ فَمَآ أَرۡسَلۡنَٰكَ عَلَيۡهِمۡ حَفِيظًاۖ إِنۡ عَلَيۡكَ إِلَّا ٱلۡبَلَٰغُۗ وَإِنَّآ إِذَآ أَذَقۡنَا ٱلۡإِنسَٰنَ مِنَّا رَحۡمَةٗ فَرِحَ بِهَاۖ وَإِن تُصِبۡهُمۡ سَيِّئَةُۢ بِمَا قَدَّمَتۡ أَيۡدِيهِمۡ فَإِنَّ ٱلۡإِنسَٰنَ كَفُورٞ ﴾ [الشورى: 48]
على الرسول ومَن دعا بدعوته من أمَّته مُهمَّة البلاغ المبين، وليس عليهم حسابُ مَن أعرض عن الحقِّ أو عقابُه، فذلك على خالقهم سبحانه، فكن أيُّها الداعية مبلِّغًا ولا تكن مُحاسِبا. قُتل الإنسانُ ما أكفرَه! يُفيض الله عليه من نعمه فيفرَح ويطرَب، فإن ابتلاه أو أصابه بذنبه جزِعَ وتسخَّط، وجحَد كلَّ ما سبق! مَن ضعُف اعتقاده في سعادات الآخرة، طار فرحًا بسعادات الدنيا وعرَضها، حتى ينتهي غرورُه بها إلى الكِبْر والعُجب. إن الإنسان لربِّه لَكَنود؛ ينسى نِعم ربِّه عليه، وآلاءه التي ساقها إليه، ولا يذكر إلا البؤس والعناء، فتراه دائمَ الشكوى في بلائه، غير صابر على قضاء الله وقدره. |
﴿فَإِمَّا نَذۡهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنۡهُم مُّنتَقِمُونَ ﴾ [الزخرف: 41]
لا يظنَّ المشركون المعاندون أنهم في مأمن من أخذة الله عزَّ وجلَّ وانتقامه؛ فإن قدرته تعالى تحيط بهم، وعذابَه سيَحُلُّ بهم، فالحذرَ الحذرَ من الشرك وطرُقه. |
﴿أَوۡ نُرِيَنَّكَ ٱلَّذِي وَعَدۡنَٰهُمۡ فَإِنَّا عَلَيۡهِم مُّقۡتَدِرُونَ ﴾ [الزخرف: 42]
لا يظنَّ المشركون المعاندون أنهم في مأمن من أخذة الله عزَّ وجلَّ وانتقامه؛ فإن قدرته تعالى تحيط بهم، وعذابَه سيَحُلُّ بهم، فالحذرَ الحذرَ من الشرك وطرُقه. |
﴿نَّحۡنُ أَعۡلَمُ بِمَا يَقُولُونَۖ وَمَآ أَنتَ عَلَيۡهِم بِجَبَّارٖۖ فَذَكِّرۡ بِٱلۡقُرۡءَانِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ ﴾ [ق: 45]
أيها الدعاةُ، إنما وظيفتكم تبليغُ رسالة الإسلام وتبيينُ شرع الله، وهو سبحانه أعلمُ بخصومكم، وعند الله تجتمعُ الخصوم. القرآن تبصرةٌ وعِظة، فيه الحجَّةُ البالغة والموعظةُ البليغة، ولكن هيهاتَ أن ينتفعَ به إلا من يخافُ الوعيد، ويطمعُ بالموعود. |
﴿وَأَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَۚ فَإِن تَوَلَّيۡتُمۡ فَإِنَّمَا عَلَىٰ رَسُولِنَا ٱلۡبَلَٰغُ ٱلۡمُبِينُ ﴾ [التغابن: 12]
طاعةُ الرسول واتِّباعُ أمره إنما هو من طاعة الله تعالى، فمَن أنكر السنَّةَ والعمل بها فقد عطَّل الشَّرعَ وخالف القرآن. قال الزُّهري: (منَ الله الرسالة، وعلى الرسول البلاغ، وعلينا التسليم). لا تحزن أيها الداعي إن انفضَّ عنك الناسُ ولم يستجيبوا لما تعِظُهم به، فتلك طبيعةُ الدعوة، وأجرُك محفوظ غير منقوص. |
﴿إِلَّا بَلَٰغٗا مِّنَ ٱللَّهِ وَرِسَٰلَٰتِهِۦۚ وَمَن يَعۡصِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ فَإِنَّ لَهُۥ نَارَ جَهَنَّمَ خَٰلِدِينَ فِيهَآ أَبَدًا ﴾ [الجن: 23]
يتجلَّى في هذا القول كمالُ العبوديَّة لله تعالى؛ بالإقرار بالعَجز التامِّ، وأنه لا حولَ ولا قوَّةَ لأحدٍ إلا بالله العليِّ العظيم. إذا كان رسولُ الله ﷺ سيِّدُ الأوَّلين والآخرين، وأحبُّ الخلق إلى ربِّ العالمين، لا يملكُ لأحدٍ نفعًا ولا ضرًّا، ولا يمنع نفسَه من الله، فكيف بغيره من البشَر؟! لا تشغَل نفسَك أيها الداعيةُ بالخَلق؛ فإنما أنت مبلِّغٌ عن ربِّك، فانصح لأمَّتك بصدق وإخلاص، ودَعك من سوى ذلك؛ فإنك لا تملك لهم شيئًا. |
﴿فَذَكِّرۡ إِنَّمَآ أَنتَ مُذَكِّرٞ ﴾ [الغاشية: 21]
ليس لك أيها الداعيةُ إكراهُ الناس على الإيمان، وما عليك إلا أن تعِظَ وتنصح، والله تعالى هو الهادي إلى سَواء السَّبيل. يقينُ الداعية والمربِّي أن الهداية بيد الله وحدَه يسلِّيه ويُذهب عنه الضِّيقَ من إعراض الناس عن دعوته. |
مواضيع أخرى في القرآن الكريم
طاعة ولي الأمر نشر الشائعات ذو عقاب أليم فتنة الثروة اسم الله الظاهر حسن السلوك الغضب التسليم لله أفضل دين في العالم البسملة
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Thursday, November 21, 2024
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب