قائمة السور | مواضيع القرآن الكريم مرتبة حسب الآيات :آيات القرآن الكريم مقسمة حسب كل موضوع و فئة | لقراءة سورة كاملة اختر من : فهرس القرآن | - للاستماع للقراء : القرآن الكريم mp3
آيات قرآنية عن تحريم الاثم في القرآن الكريم
✅ مواضيع القرآن الكريم
﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُ ٱتَّقِ ٱللَّهَ أَخَذَتۡهُ ٱلۡعِزَّةُ بِٱلۡإِثۡمِۚ فَحَسۡبُهُۥ جَهَنَّمُۖ وَلَبِئۡسَ ٱلۡمِهَادُ ﴾ [البقرة: 206]
تزيد المعصية قبحًا بتكبُّر صاحبها وبطَره الحقَّ، قال ابنُ مسعود: إن من أكبر الذنب عند الله أن يقولَ الرجل لأخيه: اتَّقِ الله، فيقول: عليك بنفسِك، أنت تأمرني؟! قد يحرق قلبَك عدوانُ المعتدين، وتنتظر نَكالَ الله بهم وعقابَه فيهم. لا تستعجل جزاءهم، إنَّ لهم في الآخرة ما ينتظرهم، عذاب جهنَّم يكفيهم! |
﴿۞ يَسۡـَٔلُونَكَ عَنِ ٱلۡخَمۡرِ وَٱلۡمَيۡسِرِۖ قُلۡ فِيهِمَآ إِثۡمٞ كَبِيرٞ وَمَنَٰفِعُ لِلنَّاسِ وَإِثۡمُهُمَآ أَكۡبَرُ مِن نَّفۡعِهِمَاۗ وَيَسۡـَٔلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَۖ قُلِ ٱلۡعَفۡوَۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ ٱللَّهُ لَكُمُ ٱلۡأٓيَٰتِ لَعَلَّكُمۡ تَتَفَكَّرُونَ ﴾ [البقرة: 219]
اشتمال بعض المحرَّمات على بعض المنافع لا يسوِّغ ارتكابَها والتشغيبَ على تحريمها، والتغاضي عن شرورها وعظيم مفاسدها، فهذه الخمر رأسُ الآثام لا تخلو من منفعة. الإسلام دين يُسرٍ وسماحة، لا يُرهق أتباعَه ولا يكلِّفهم من أمرهم عُسرًا، فمَن فَضَل من ماله شيءٌ وزاد عن حاجته فليُنفقه في طاعة ربِّه، ولا يكلِّف الله نفسًا إلَّا وسعَها. التفكُّر في مقاصد الشريعة واستنباط أحكامها هو الغايةُ من تبيين الآيات؛ للأخذ بالأصلح النافع، واجتناب المفسد الضارِّ. تأمَّل أيها الداعيةُ في الحكمة من التدرُّج في تحريم المسكِر والقِمار، ولو شاء الله أن يحرِّمَهما ابتداءً لفعل، ولكنَّ في ذلك إرشادًا إلى ضرورة مراعاة أحوال المدعوِّين وتقدير ظروفهم. |
﴿وَلَا يَحۡسَبَنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ أَنَّمَا نُمۡلِي لَهُمۡ خَيۡرٞ لِّأَنفُسِهِمۡۚ إِنَّمَا نُمۡلِي لَهُمۡ لِيَزۡدَادُوٓاْ إِثۡمٗاۖ وَلَهُمۡ عَذَابٞ مُّهِينٞ ﴾ [آل عمران: 178]
المـوت خـــيرٌ للمـرء مـن أن يصـرفَ عمـرَه في الغفلـة عن الله تعالى، فشرُّ الناس مَن طال عمرُه وساء عملُه. على المؤمن ألا يغتر بما يراه من إمهال الله للكافر، فيظن أن حياته الرغيدة هي الحياة الطيبة، وليتفكر في عواقبها فإن فيها المعتبر. أهل الخطايا المنعَّمون بطيِّبات الدنيا يرتقون بها إلى آفاق الكِبْر والغرور على الخلق، فكان جزاؤهم الأُخرويُّ الإهانةَ والذل؛ فعُلوُّ الدنيا بالمعصية جزاؤه الهوانُ في الآخرة. |
﴿إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَغۡفِرُ أَن يُشۡرَكَ بِهِۦ وَيَغۡفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَآءُۚ وَمَن يُشۡرِكۡ بِٱللَّهِ فَقَدِ ٱفۡتَرَىٰٓ إِثۡمًا عَظِيمًا ﴾ [النساء: 48]
التوحيد الصافي هو الذي تُشرَع له أبواب المغفرة، وتُفتح له نوافذُ الرحمة، فمَن أشرك ومات على ذلك فقد قطعَ بيده أسبابَ النجاة. إذا عصى الموحِّدون ربَّهم بذنوبٍ غيرِ الشِّرك فهم مضافون في الغفران إلى مشيئته، ومشيئتُه تابعةٌ لحكمته، وهو تعالى أعلمُ بمواضع فضله، كما هو أعلمُ بمواضع عدله. المشرك ينازع اللهَ جلَّ شأنُه في أُلوهيَّته حين يجعل له ندًّا، فأيُّ ذنبٍ أعظم من هذا، وأيُّ عملٍ ينفع معه إن غادر الدنيا عليه؟! |
﴿وَمَن يَكۡسِبۡ إِثۡمٗا فَإِنَّمَا يَكۡسِبُهُۥ عَلَىٰ نَفۡسِهِۦۚ وَكَانَ ٱللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمٗا ﴾ [النساء: 111]
كلُّ إنسان مسؤولٌ عن أفعاله، ما عمل من خير فله، أو شرٍّ فعليه، لا يجني على غيره، ولا يجني عليه غيرُه، فكلُّ نفس بما كسَبَت رهينة. الإثم مُستعلٍ على فاعله، مستولٍ عليه، قاهرٌ له، تثقُل به أحمالُه، وتَنوءُ به أثقالُه. الله يعلم دقيقَ أعمال عباده وجليلَها، لا يَعزُب عنه شيءٌ منها صغيرِها وكبيرِها، ولعلمه وحكمته لا يجازي أحدًا إلا بمقدار خطيئته. |
﴿وَمَن يَكۡسِبۡ خَطِيٓـَٔةً أَوۡ إِثۡمٗا ثُمَّ يَرۡمِ بِهِۦ بَرِيٓـٔٗا فَقَدِ ٱحۡتَمَلَ بُهۡتَٰنٗا وَإِثۡمٗا مُّبِينٗا ﴾ [النساء: 112]
مِن دَغَل النفوس الشرِّيرة أن ترتكبَ الجَريرةَ وتتنصَّلَ منها برميها على النفوس البريئة، فيا له من جُرمٍ عظيم تجاوز الأخلاق! من أسوأ الأحمال حِملُ البهتان، الذي يقصِم ظهرَ صاحبه ما بقيَ على مَتنِه من غير غُفران. |
﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تُحِلُّواْ شَعَٰٓئِرَ ٱللَّهِ وَلَا ٱلشَّهۡرَ ٱلۡحَرَامَ وَلَا ٱلۡهَدۡيَ وَلَا ٱلۡقَلَٰٓئِدَ وَلَآ ءَآمِّينَ ٱلۡبَيۡتَ ٱلۡحَرَامَ يَبۡتَغُونَ فَضۡلٗا مِّن رَّبِّهِمۡ وَرِضۡوَٰنٗاۚ وَإِذَا حَلَلۡتُمۡ فَٱصۡطَادُواْۚ وَلَا يَجۡرِمَنَّكُمۡ شَنَـَٔانُ قَوۡمٍ أَن صَدُّوكُمۡ عَنِ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِ أَن تَعۡتَدُواْۘ وَتَعَاوَنُواْ عَلَى ٱلۡبِرِّ وَٱلتَّقۡوَىٰۖ وَلَا تَعَاوَنُواْ عَلَى ٱلۡإِثۡمِ وَٱلۡعُدۡوَٰنِۚ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَۖ إِنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلۡعِقَابِ ﴾ [المائدة: 2]
أوامر اللهِ ونواهيه تُشعِر العبدَ أنها حدودُه التي يُطيعه فيها، فلا يتجاوزُها، ولا يستهينُ بأمرها، ولا يُضِيعها، فمَن لزمَ حدودَه بقيَ على الجادة، ومَن تجاوزها تاهَ في أودية الهلَكة. داخلَ حدودِ الحَرم أيامَ النُّسُك تجتمع قداسةُ الزمان والمكان، وتُظلِّلُ البُقعةَ المباركة سحُبُ الأمان؛ كونًا وشرعًا. في رحاب الحرَم يذوق طعمَ الأمن البشرُ والشجر والطير وحيَوانُ البَرِّ، فما أعظمَ نعمةَ الأمان! يا قاصدَ البيت الحرام، اجعل ربَّك تعالى وِجهتَك، ورِضوانه قصدَك، وما ابتغيتَ من مصالح دينك ودنياك فاسعَ لها متوكِّلًا عليه، غيرَ معلِّق قلبَك بأحد من خلقه. إذا كان هذا الأمانُ لضيوف بيته من أهل طاعته في الدنيا، فكيف بضيوفه المتَّقين الذين يَنزِلون بجواره في الآخرة؟! لو تأمَّل الإنسانُ في شريعة الله لوجد أن المحظوراتِ قليلةُ العدد، قصيرةُ المُدَد، وأن المباحاتِ كثيرةٌ في عَددها ومُددها، فكيف يَرِدُ العاقلُ الآسنَ من الشهَوات، وعنده أنهارُ الطيِّبات؟! ثَمةَ قمةٌ لا بدَّ أن ترقى إليها نفوسُ الأمة، إنها ضبطُ النفس، وسماحةُ القلب في الحقِّ. الإسلام يربِّي أهلَه على الإنصاف مع الخصوم والأعداء، فكيف مع الإخوة والأولياء؟! قال بعضُ السلف: (ما عاملتَ مَن عصى اللهَ فيك بمثل أن تُطيعَ اللهَ فيه). |
﴿حُرِّمَتۡ عَلَيۡكُمُ ٱلۡمَيۡتَةُ وَٱلدَّمُ وَلَحۡمُ ٱلۡخِنزِيرِ وَمَآ أُهِلَّ لِغَيۡرِ ٱللَّهِ بِهِۦ وَٱلۡمُنۡخَنِقَةُ وَٱلۡمَوۡقُوذَةُ وَٱلۡمُتَرَدِّيَةُ وَٱلنَّطِيحَةُ وَمَآ أَكَلَ ٱلسَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيۡتُمۡ وَمَا ذُبِحَ عَلَى ٱلنُّصُبِ وَأَن تَسۡتَقۡسِمُواْ بِٱلۡأَزۡلَٰمِۚ ذَٰلِكُمۡ فِسۡقٌۗ ٱلۡيَوۡمَ يَئِسَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِن دِينِكُمۡ فَلَا تَخۡشَوۡهُمۡ وَٱخۡشَوۡنِۚ ٱلۡيَوۡمَ أَكۡمَلۡتُ لَكُمۡ دِينَكُمۡ وَأَتۡمَمۡتُ عَلَيۡكُمۡ نِعۡمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ ٱلۡإِسۡلَٰمَ دِينٗاۚ فَمَنِ ٱضۡطُرَّ فِي مَخۡمَصَةٍ غَيۡرَ مُتَجَانِفٖ لِّإِثۡمٖ فَإِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٞ رَّحِيمٞ ﴾ [المائدة: 3]
ما من عاقلٍ إلا ويُدرك أن الحكيم تعالى لا يأمرُ بغير الحكمة، وإن قصَّر عِلمُه عن إدراكها، ويزيدُه يقينًا ما تُبديه الأيام من حِكَم التشريع تحريمًا وتحليلًا. النيَّة ميزانٌ يُعرَف به صلاحُ الأعمال من فسادها، وصحَّتُها من بُطلانها، فمَن ذبحَ لغير الله كان حرامًا ولو ذَكر اسمَ الله عليه. مَن استقسمَ بالأزلام، للإقدام أو الإحجام، فقد جَنى على دينه ودنياه وعقلِه، ولا شفاءَ له إلا الفِرارُ إلى التوحيد الخالص. الإسلام كالشمس؛ لا يستطيع عُشاقُ ظلام الكفر حجبَها عن العالَم، غيرَ أنهم قد يُكدِّرون الأجواءَ حتى لا يراها بعضُ الناس على صفائها ونقائها، ولكن أنّى للقَتَر البقاءُ في الآفاق؟! هـــذا الإسـلامُ بكمــاله وتمامه، فأيُّ يدٍ إليه بالإبطال تمتد؟ وأيُّ قوةٍ بشرية قادرةٌ على إطفاء نورٍ أضاءه الواحدُ الأحد، وأيُّ عاقلٍ يرفض دينًا رضيَه اللهُ إلى أبدِ الأبد؟! الإسلام أعظمُ نعمة، فالواجب شكرُهـــا، والعملُ بمحتواها، فمَـن كفرَها ورفضَها فقد استنزلَ أعظمَ نقمة، واستبدلها بأعظمِ نعمة. امتدَّ ثوبُ الكمال والتمام على هذا الدين فلم يبقَ فيه خَرقٌ أو نَقص، فمَن نظر فيه يبغي قُصورَه رجع بصرُه خاسئًا وهو حسير. إكمال الدين، وإتمامُ النعمة، ورضا الله به لعباده؛ كلماتٌ توجب شكرَ الله وتعظيمَه على هذا الإكرام، والقيامَ بما جاء به دينُ الإسلام. قد رضيَ الله تعالى للناس خيرَ دينٍ وأكملَه، فما حُجةُ مَن يرفضه ويختار غيرَه؟ |
﴿وَتَرَىٰ كَثِيرٗا مِّنۡهُمۡ يُسَٰرِعُونَ فِي ٱلۡإِثۡمِ وَٱلۡعُدۡوَٰنِ وَأَكۡلِهِمُ ٱلسُّحۡتَۚ لَبِئۡسَ مَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ ﴾ [المائدة: 62]
إقدام الخاطئين على خطاياهم مسرعين، حتى كأنهم فيها على حقٍّ، يدلُّ على تمكُّن الشرِّ من نفوسهم، ومَن خَفِيَت عليه أحوالُ الذوات، فلينظر إلى الأعمال والصِّفات. ليس مرتكبُ الحرام الجاهلُ به كمَن عمِله وقد نُهيَ عنه، وعلم بحُرمته. |
﴿وَذَرُواْ ظَٰهِرَ ٱلۡإِثۡمِ وَبَاطِنَهُۥٓۚ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَكۡسِبُونَ ٱلۡإِثۡمَ سَيُجۡزَوۡنَ بِمَا كَانُواْ يَقۡتَرِفُونَ ﴾ [الأنعام: 120]
يريد الله تعالى من عبده أن يكونَ طاهرًا من معاصيه في ظاهره وباطنه، فإن معاصي القلب قد تتغلغل في المرء دونَ أن يشعر، وكلا الداءين يوجب الحذَر. إذا تفكَّر العاقلُ أن هناك جزاءً عادلًا على كسبه، وحسابًا دقيقًا على اقترافه مساخطَ ربِّه؛ فعسى أن يقيِّدَ ذاك خُطاه، عن السعي إلى خطاياه. |
﴿قُلۡ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ ٱلۡفَوَٰحِشَ مَا ظَهَرَ مِنۡهَا وَمَا بَطَنَ وَٱلۡإِثۡمَ وَٱلۡبَغۡيَ بِغَيۡرِ ٱلۡحَقِّ وَأَن تُشۡرِكُواْ بِٱللَّهِ مَا لَمۡ يُنَزِّلۡ بِهِۦ سُلۡطَٰنٗا وَأَن تَقُولُواْ عَلَى ٱللَّهِ مَا لَا تَعۡلَمُونَ ﴾ [الأعراف: 33]
حُرِّمت أصولُ المحرَّماتِ هذه لفسادٍ لازم فيها، لا لعلَّةٍ عارضةٍ طرأت عليها. تأمَّل ما حَرَّمه سبحانه على عباده في هذه الآية، كأنه يشير إلى ما فيه فسادُ الشَّهوة والعمل والعدل والعلم؛ فبفسادِ هذه الأمور فسادُ الدين. |
﴿فَلَا تَعۡلَمُ نَفۡسٞ مَّآ أُخۡفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعۡيُنٖ جَزَآءَۢ بِمَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ ﴾ [السجدة: 17]
تأمَّل كيف قابل ما أخفَوه من قيام الليل بالجزاء الذي أخفاه لهم ممَّا لا تعلمه نفس، وكيف قابل تجافِيَهم عن مضاجعهم وخوفَهم وطمعهم في صلاتهم بقرَّة الأعين في الجنَّة. نيل الإنسان نعيمًا تقَرُّ به عينه، وتسكن ولا تمتد إلى غيره ولا تطمع فيما سواه، جزاءٌ عظيم يستحق ألا يترك المرء قيام الليل، وينشغل بغيره عنه. |
﴿وَيۡلٞ لِّكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٖ ﴾ [الجاثية: 7]
لا شيءَ أعظمُ من الافتراء على الله، والقول عليه بغير علم، فتلك هي الطامَّة الكبرى، والماحقة العظمى. من علامات إفك ذلك الأثيم أنه يكره آياتِ الله ويُعرض عنها، ويتكبَّر عليها، وفي هذا تعريضٌ بمَن يكره سماعَ القرآن. كلُّ مَن لم ينتفع بآيات الله تعالى ويستكبر عنها، فلم تَرُدَّه إلى الحقِّ، ولم تمنعه من الباطل فقد استحقَّ الويلَ في جهنَّم. |
﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱجۡتَنِبُواْ كَثِيرٗا مِّنَ ٱلظَّنِّ إِنَّ بَعۡضَ ٱلظَّنِّ إِثۡمٞۖ وَلَا تَجَسَّسُواْ وَلَا يَغۡتَب بَّعۡضُكُم بَعۡضًاۚ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمۡ أَن يَأۡكُلَ لَحۡمَ أَخِيهِ مَيۡتٗا فَكَرِهۡتُمُوهُۚ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَۚ إِنَّ ٱللَّهَ تَوَّابٞ رَّحِيمٞ ﴾ [الحجرات: 12]
سوء الظنِّ حرامٌ كسوء القول، فالكلام حديثُ اللسان، والظنُّ حديث القلب، والذي يَحرُم منه ما انعقد عليه القلب، لا الخواطر وحديث النفس. إن هناك ظنًّا ليس بإثم، فعلى المسلم أن يكونَ معياره في تمييز أحد الظنَّيين من الآخر أن يَعرِضَه على ما بيَّنته الشريعة، وأدَّى إليه الاجتهاد الصحيح، فمن ذلك ظنٌّ يجب اتِّباعه كالحذَر من مكايد العدو، وكالظنِّ المستند إلى الدليل الناصع. تتبُّع عورات المسلمين دَلالةٌ على ضَعف إيمان صاحبه وعدم اكتماله، فإنه لو اكتمل لانشغل بعيبه عن عيوب الناس، ورضي بظاهرهم عن باطنهم. الأمن سِمةٌ من سِمات المجتمع المسلم الذي أمِنَ الناسُ فيه على خصوصيَّاتهم من أن تُنتهكَ أو تُكشفَ، فلا مسوِّغَ لانتهاك حرُمات الناس وكشف أسرارهم. لا تتأتَّى الغِيبةُ إلا عند غياب التقوى والمراقبة عن القلب، وعدم تدبُّر الوعيد لمَن يأتي هذه المعصية، فإن مَن استقرَّت في قلبه شناعتها بَعُدَ عنها وتجنَّبها. إن الذي أكل لحمَ أخيه وهو ميِّت قد انتهك حرمتَه وهو لا يشعر، وكذلك الغِيبةُ ينتهك المرء حُرمةَ أخيه دون أن يشعر. لو أخذ الناس بالتقوى لصلَحت أحوالهم، ولحسُنَت أخلاقهم، ولانتهت خلافاتهم، واختفت نزاعاتهم. إن الله لا يمَلُّ من المغفرة لعباده والتوبة عليهم، فلا ييئس أحدٌ من التوبة لكثرة ذنوبه وإن عظُمت، فرحمة الله واسعة، وباب التوبة إليه مفتوح. |
﴿ٱلَّذِينَ يَجۡتَنِبُونَ كَبَٰٓئِرَ ٱلۡإِثۡمِ وَٱلۡفَوَٰحِشَ إِلَّا ٱللَّمَمَۚ إِنَّ رَبَّكَ وَٰسِعُ ٱلۡمَغۡفِرَةِۚ هُوَ أَعۡلَمُ بِكُمۡ إِذۡ أَنشَأَكُم مِّنَ ٱلۡأَرۡضِ وَإِذۡ أَنتُمۡ أَجِنَّةٞ فِي بُطُونِ أُمَّهَٰتِكُمۡۖ فَلَا تُزَكُّوٓاْ أَنفُسَكُمۡۖ هُوَ أَعۡلَمُ بِمَنِ ٱتَّقَىٰٓ ﴾ [النجم: 32]
مَن جعل دأبَه كفَّ نفسه عن الفواحش والمنكرات، واجتنابَ الكبائر والموبقات، كان من الصالحين المحسنين، المستحقِّين لجليل المَكرُمات. إن الله أعلمُ بعباده، فلا حاجةَ إلى أن تُعلنَ بعملك وتجهرَ بفضلك، فالزكيُّ مَن زكَّاه ربُّه لا من زكَّى نفسَه. قال الحسن: (علمَ الله من كلِّ نفسٍ ما هي عاملة، وما هي صانعة، وما هي إليه صائرة). إن وجدتَّ نفسَك على خير وطاعة فإيَّاكَ أن تغترَّ فيُصيبَك العُجب بعملك، ولكن ازدَد لله تواضعًا وشكرًا، واسأله دوامَ الثبات. |
﴿أَلَمۡ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ نُهُواْ عَنِ ٱلنَّجۡوَىٰ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا نُهُواْ عَنۡهُ وَيَتَنَٰجَوۡنَ بِٱلۡإِثۡمِ وَٱلۡعُدۡوَٰنِ وَمَعۡصِيَتِ ٱلرَّسُولِۖ وَإِذَا جَآءُوكَ حَيَّوۡكَ بِمَا لَمۡ يُحَيِّكَ بِهِ ٱللَّهُ وَيَقُولُونَ فِيٓ أَنفُسِهِمۡ لَوۡلَا يُعَذِّبُنَا ٱللَّهُ بِمَا نَقُولُۚ حَسۡبُهُمۡ جَهَنَّمُ يَصۡلَوۡنَهَاۖ فَبِئۡسَ ٱلۡمَصِيرُ ﴾ [المجادلة: 8]
من أخلاق يهودَ الإصرارُ على الذنوب وعدمُ الامتثال لأمر الله، ومن فعلَ هذا من المسلمين فقد تشبَّه بهم، وبئس التشبُّه! لا أمانَ لليهود ولا عهدَ ولا ميثاق، فهم أمَّةُ فجور وكذب وخداع، حتى سلامُهم على النبيِّ ﷺ جعلوه سبًّا مُقذعًا شنيعًا! مَن أيقنَ أن الله تعالى يعلم ظاهرَه وباطنَه وما يُعلن وما يُخفي، خشيَ ربَّه، واتخذ حِذرَه! التحدِّي باستعجال العذاب دليلٌ على انطماس البصيرة؛ إذ يظنُّ الفاجر أن تأخُّر العقوبات الظاهرة علامةٌ على سقوطها، وما درى المسكين ما ينتظرُه يوم الحساب. |
﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِذَا تَنَٰجَيۡتُمۡ فَلَا تَتَنَٰجَوۡاْ بِٱلۡإِثۡمِ وَٱلۡعُدۡوَٰنِ وَمَعۡصِيَتِ ٱلرَّسُولِ وَتَنَٰجَوۡاْ بِٱلۡبِرِّ وَٱلتَّقۡوَىٰۖ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ ٱلَّذِيٓ إِلَيۡهِ تُحۡشَرُونَ ﴾ [المجادلة: 9]
التناجي بالإثم والعدوان ظلماتٌ بعضُها فوق بعض، كلَّما أسرفَ فيها العبدُ ازداد ضلالًا وجنوحًا. شتَّانَ بين مناجاة المؤمنين الصالحين، ومناجاة الفجَّار المعاندين، فإن المرجوَّ من المؤمنين إذا تناجَوا ألا يتناجَوا إلا بخير. إذا كان أهلُ الباطل يجتمعون ويأتمرون بمعصية الله ورسوله، فعلى أهل الحقِّ أن يجتمعوا على البِرِّ والتقوى؛ نصرةً لدينهم وشريعة ربِّهم. |
﴿وَمَا يُكَذِّبُ بِهِۦٓ إِلَّا كُلُّ مُعۡتَدٍ أَثِيمٍ ﴾ [المطففين: 12]
لا يكتمل إيمانُ العبد حتى يؤمنَ باليوم الآخر، فإنه يحمل الإنسانَ على محاسبة نفسه ومراقبة عمله، قبل أن يُحاسَبَ ويُناقش. لولا التكذيبُ بالآخرة والغفلةُ عنها لما أحدث عبدٌ ذنبًا، ولا طفَّف مطفِّفٌ في كَيلٍ ولا وزن، فويلٌ لمَن ظلم نفسَه بعدوانه الأثيم. |
مواضيع أخرى في القرآن الكريم
الاختلاف الناس الهزيمة التحليل والتحريم بلوى الموت الزبور تقليد الآباء والأجداد الصدقة الغيب ثواب المهاجرين استعمال العقل
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Thursday, November 21, 2024
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب