قائمة السور | مواضيع القرآن الكريم مرتبة حسب الآيات :آيات القرآن الكريم مقسمة حسب كل موضوع و فئة | لقراءة سورة كاملة اختر من : فهرس القرآن | - للاستماع للقراء : القرآن الكريم mp3
آيات قرآنية عن الرجوع إلى الله في القرآن الكريم
✅ مواضيع القرآن الكريم
﴿كَيۡفَ تَكۡفُرُونَ بِٱللَّهِ وَكُنتُمۡ أَمۡوَٰتٗا فَأَحۡيَٰكُمۡۖ ثُمَّ يُمِيتُكُمۡ ثُمَّ يُحۡيِيكُمۡ ثُمَّ إِلَيۡهِ تُرۡجَعُونَ ﴾ [البقرة: 28]
إن أمر الكفَّار لعجَب، كيف يجحدون بالله وأدلَّةُ عظمته وقدرته في أنفسهم وما يحيط بهم كثيرةٌ ظاهرة؟! (وفي كلِّ شيءٍ له آيةٌ / تدلُّ على أنه واحدُ). إلى الله تعالى مرجعُ الأوَّلين والآخرين، فعلامَ يعاند الكافرون ويصرُّ المستكبرون؟! هلَّا رجعوا إلى ربِّهم الحقِّ تائبين منيبين؟ |
﴿ٱلَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلَٰقُواْ رَبِّهِمۡ وَأَنَّهُمۡ إِلَيۡهِ رَٰجِعُونَ ﴾ [البقرة: 46]
مَن تيقَّن الموت على الدَّوام، لم يُفارقه الخشوعُ في كلِّ آن؛ لأن استحضار الموت يقوِّي دواعيَ التوبة والقنوت، والقانتُ يخشى من التقصير. |
﴿ٱلَّذِينَ إِذَآ أَصَٰبَتۡهُم مُّصِيبَةٞ قَالُوٓاْ إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّآ إِلَيۡهِ رَٰجِعُونَ ﴾ [البقرة: 156]
ليس كلُّ مسترجِع صابرًا، ولا كلُّ صابر شجاعةً أو حميَّةً مبشَّرًا، ولكنَّ المبشَّرين هم الصابرون الموقنون برجوعهم إلى ربِّهم، الذي عافى كثيرًا وأنعم، وأصاب قليلًا وآجَر. ﴿إنَّا لله﴾ عبيدٌ له، فلا ينبغي أن نخافَ غيرَه فهو الغالب، أو نخشى الجوعَ فهو الرزَّاق، وما أموالنا وأنفسُنا إلا ملكٌ له يتصرَّف فيها بما يشاء. تذكَّر في مصائبك أنك إلى الله راجع؛ فارجُ في صبرك منه الثواب، واخشَ إن جَزِعتَ منه العقاب. |
﴿هَلۡ يَنظُرُونَ إِلَّآ أَن يَأۡتِيَهُمُ ٱللَّهُ فِي ظُلَلٖ مِّنَ ٱلۡغَمَامِ وَٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ وَقُضِيَ ٱلۡأَمۡرُۚ وَإِلَى ٱللَّهِ تُرۡجَعُ ٱلۡأُمُورُ ﴾ [البقرة: 210]
ماذا ينتظر المفسدون، الذين هم لخطُوات الشيطان متَّبعون؟! الهُدى بين أيديهم، والبيِّنات نُصبَ أعينهم، ولم يبقَ إلا قضاء الله فيهم. إلى الله وحدَه ترجع الأمور كلُّها، فيحكم فيها بعدله، ويرحم مَن يشاء بفضله، فلا تعلِّق رجاءك بغيره. |
﴿مَّن ذَا ٱلَّذِي يُقۡرِضُ ٱللَّهَ قَرۡضًا حَسَنٗا فَيُضَٰعِفَهُۥ لَهُۥٓ أَضۡعَافٗا كَثِيرَةٗۚ وَٱللَّهُ يَقۡبِضُ وَيَبۡصُۜطُ وَإِلَيۡهِ تُرۡجَعُونَ ﴾ [البقرة: 245]
أنفِق أيها المسلمُ في سبيل ربِّك، فإنما هو قرضٌ حسن لله، يضاعفه لك أضعافًا كثيرة؛ مالًا وبركةً وسعادةً في الدنيا، ونعيمًا ورضًا ونضارةً في الآخرة. لا تبخل بما آتاك؛ لئلَّا يسلُبَك ما أعطاك، فإن الأمر كلَّه بيده، يعطي مَن يشاء ويمنع مَن يشاء. كيف يبخل بالإنفاق في مَرضاة الله مَن يعلم أن مرجعه في نهاية المطاف إليه، وأنه موقوفٌ غدًا للحساب بين يديه؟! |
﴿وَٱتَّقُواْ يَوۡمٗا تُرۡجَعُونَ فِيهِ إِلَى ٱللَّهِۖ ثُمَّ تُوَفَّىٰ كُلُّ نَفۡسٖ مَّا كَسَبَتۡ وَهُمۡ لَا يُظۡلَمُونَ ﴾ [البقرة: 281]
مَن قدَّر اليوم الآخرَ حقَّ قدره، وعلم أنه محاسبٌ فيه على كلِّ أعماله، أصلح كلَّ معاملاته. في التذكير بيوم الجزاء بعد آيات المعاملات تنبيهٌ للعباد؛ ليتَّقوا الظلمَ، ويجتنبوا الشهَوات. |
﴿إِذۡ قَالَ ٱللَّهُ يَٰعِيسَىٰٓ إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَجَاعِلُ ٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُوكَ فَوۡقَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ إِلَىٰ يَوۡمِ ٱلۡقِيَٰمَةِۖ ثُمَّ إِلَيَّ مَرۡجِعُكُمۡ فَأَحۡكُمُ بَيۡنَكُمۡ فِيمَا كُنتُمۡ فِيهِ تَخۡتَلِفُونَ ﴾ [آل عمران: 55]
في هذه الآية دليلٌ على علوِّ الله تعالى حقيقةً، كما دلَّت على ذلك النصوصُ القرآنيَّة والأحاديث النبويَّة التي تلقَّاها أهل العلم والإيمان بالقَبول والتسليم. مَن ابتُلي برُفقةٍ فاسدة فلينأَ بنفسه عنهم، وليتطهَّر بمفارقتهم. مَن عرَف مرادَ الله تعالى من ابتلائه، وتلقَّاه بالرِّضا والحمد، صار ذلك البلاء له نعمةً ومِنحة. اتِّباع الأنبياء عليهم السلام والتزام نهجهم، مؤذنٌ برفعة الأمَّة وانتصارها إلى يوم القيامة. انتصار المؤمنين في الدنيا ليس هو نهايةَ المطاف، ففي يوم القيامة يكون الانتصارُ الأعظم. |
﴿أَفَغَيۡرَ دِينِ ٱللَّهِ يَبۡغُونَ وَلَهُۥٓ أَسۡلَمَ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ طَوۡعٗا وَكَرۡهٗا وَإِلَيۡهِ يُرۡجَعُونَ ﴾ [آل عمران: 83]
مَن ابتغى سعادتَه وصلاحَ حاله رجع إلى منهج الله في ذات نفسِه، ونظام حياته، ومنهج مجتمعه، ليتناسقَ مع نظام الكون كلِّه. كلٌّ راجعٌ إلى الله، أمَّا المؤمن فيستسلم بقلبه وقالَبه لله، فيعود إليه فائزًا، وأمَّا الكافر فيستسلم له تحت الكُره والسلطان، فيعود إليه خاسرًا. على العبد أن يحذرَ كلَّ الحذر من الرجوع إلى ربِّه على غير ملَّة الإسلام التي ارتضاها تعالى دينًا واحدًا لعباده. |
﴿وَلِلَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِۚ وَإِلَى ٱللَّهِ تُرۡجَعُ ٱلۡأُمُورُ ﴾ [آل عمران: 109]
من علم أنه لن يُغنيَ مملوكٌ عن مملوك شيئًا، وأن الخلق كلَّهم لله يتصرَّف فيهم كيـف يشـاء، ويجـازي كلًّا بمـا يستحقُّ، استعدَّ لما أمامه، ولم يرضَ أن يكونَ ذيلًا لأحدٍ في الباطل. إذا كان جميع ما في السماوات والأرض لله، وجميع الأمور ترجع إلى الله، فاجعل أمرك كلَّه لله؛ فذلك سبيلُ نجاتك ونجاحك. |
﴿وَأَنزَلۡنَآ إِلَيۡكَ ٱلۡكِتَٰبَ بِٱلۡحَقِّ مُصَدِّقٗا لِّمَا بَيۡنَ يَدَيۡهِ مِنَ ٱلۡكِتَٰبِ وَمُهَيۡمِنًا عَلَيۡهِۖ فَٱحۡكُم بَيۡنَهُم بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُۖ وَلَا تَتَّبِعۡ أَهۡوَآءَهُمۡ عَمَّا جَآءَكَ مِنَ ٱلۡحَقِّۚ لِكُلّٖ جَعَلۡنَا مِنكُمۡ شِرۡعَةٗ وَمِنۡهَاجٗاۚ وَلَوۡ شَآءَ ٱللَّهُ لَجَعَلَكُمۡ أُمَّةٗ وَٰحِدَةٗ وَلَٰكِن لِّيَبۡلُوَكُمۡ فِي مَآ ءَاتَىٰكُمۡۖ فَٱسۡتَبِقُواْ ٱلۡخَيۡرَٰتِۚ إِلَى ٱللَّهِ مَرۡجِعُكُمۡ جَمِيعٗا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمۡ فِيهِ تَخۡتَلِفُونَ ﴾ [المائدة: 48]
كم معانٍ للحقِّ تتجلّى في هذا الكتاب الكريم! ولا غَروَ؛ فإنه منزَّل من عند الله الحقِّ العظيم، فالحقُّ يُشرق في عقائده وأحكامه، وأخباره ومواعظه. إذا كان القرآنُ الكريم مهيمنًا على الكتب السابقة وهي كتب الله، فكيف لا يكون مهيمنًا على آراء الأنام، وتصوُّراتِ الأفهام، وأقلام الكتاب، ونتائج الألباب؟! تحكيم الشريعة لا يقوم على إرضاء الأهواء، وتجميع مختلِفي الآراء، وإنما يقوم على القضاء بالحقِّ، رضيَ مَن رضي، وسَخِط مَن سخِط. لمَّا قامت طرائقُ المُعرضين عن الشرع على الضَّلال الموافقِ للشهَوات سماها الله أهواءً؛ لصُدورها عنها. إذا كان الرسولُ الكريم ﷺ قد نُهيَ عن اتِّباع أهواء الناس وهو المؤيَّد من ربِّه، البريءُ من أهواء نفسه، فما بالك بغيره ممَّن ينازعُه الهوى ويغالبه، وتحاصرُه الشهواتُ وتحاربه؟ ما من طريقٍ ثالث لصاحب الحقِّ مع المخالف. إما أن يسلكَ معه جادَّتَه، وإما أن يذَرَه ومنهاجَه. سُنة من الابتلاء ماضيةٌ، وطريقةٌ في الحياة باقية، أن الناسَ لا يزالون مختلفين، وعلى الحقِّ متنازعين، فجمعُهم كلِّهم على نهج واحد محاولةٌ عقيمة لا تكون، وغايةٌ بعيدةٌ لا تُدرَك. في طريق الخيرات لا تستعمل كوابحَ الوقوف، ولا تُبطِئ إن رأيتَ كثرة الواقفين، ولكن استَبِق وسارع، واغتنم ونافس. بيَّن الله للناس في الدنيا ما فيه يختلفون، بإرسال المرسَلين، وإظهار أدلَّة الحقِّ المبين، ومع ذلك قد يَخفى المحقُّ من المُبطل، لكنَّه في الآخرة إذا جازاهم امتاز أهلُ الحقِّ من أهل الباطل. |
﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ عَلَيۡكُمۡ أَنفُسَكُمۡۖ لَا يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا ٱهۡتَدَيۡتُمۡۚ إِلَى ٱللَّهِ مَرۡجِعُكُمۡ جَمِيعٗا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ ﴾ [المائدة: 105]
لا يتِمُّ اهتداءُ الإنسان حتى يقومَ بالواجبات ويترُكَ المحرَّمات، ويأمرَ بالمعروف غيرَه من الناس، فإن ضلُّوا بعد ذلك فلن يضرَّه ضلالُهم، ولا يَنقصُ اهتداءَه انحرافُهم. أقبِـل على نفسـك فاستكمِـل فضائلَهـــا، واشتغل بتزكيتها وتطهيرِ أخلاقها؛ فإن ذلك يُعينك على الثبات إذا فسَد الزمان بأهله. سـواءٌ مَن اتَّبعَ منهـاجَ الحقِّ أو مَـن اتَّبـع مناهجَ الخَلق، الكلُّ إلى الله عائد، ولكن شتَّانَ بين عواقب الفريقين يومَ المعاد. |
﴿۞ إِنَّمَا يَسۡتَجِيبُ ٱلَّذِينَ يَسۡمَعُونَۘ وَٱلۡمَوۡتَىٰ يَبۡعَثُهُمُ ٱللَّهُ ثُمَّ إِلَيۡهِ يُرۡجَعُونَ ﴾ [الأنعام: 36]
إذا مات القلبُ ماتت رسلُه، فصَمَمُ الآذان من صمَمِ القلب، فأقبِل على كلام الله بقلبك، فذاكَ أمثَلُ ما يُعينُك على الاستجابة له بجوارحك. حياة القلب بالاستجابةِ للحقِّ، فإن لم يستجب له فَقَدَ حياتَه، وذهبَ نصيبُ الروح منه، وإن بقيَ خفَقانُه لحياةِ الجسد. |
﴿وَهُوَ ٱلَّذِي يَتَوَفَّىٰكُم بِٱلَّيۡلِ وَيَعۡلَمُ مَا جَرَحۡتُم بِٱلنَّهَارِ ثُمَّ يَبۡعَثُكُمۡ فِيهِ لِيُقۡضَىٰٓ أَجَلٞ مُّسَمّٗىۖ ثُمَّ إِلَيۡهِ مَرۡجِعُكُمۡ ثُمَّ يُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ ﴾ [الأنعام: 60]
يتوفَّى اللهُ عبادَه في مراقدهم ليلًا ليستريحوا من عناء النهار، ثم يبعثُهم بعد نومهم وهو يعلم أن كثيرًا منهم سيتوجَّهون إلى غيره، ويفعلون ما نهاهم عنه، فما أرحمَه سبحانه وما أحلمَه! استحضِر عند الوفاةِ الصغرى (النوم) الوفاةَ الكبرى (الموت)، وتذكَّر عند البعثِ الأصغر (الاستيقاظ) البعثَ الأكبر (يوم الجزاء)؛ فكم نائمٍ لم يقُم من فراشه، ومستيقظٍ لم يعُد إلى مَضجَعه! نومُك ويقظتُك تحت سلطان الله وقهرِه، فإن شاءَ ألا تنامَ فلن تنام، وإن شاء ألا تصحوَ فلن تصحو، فلا مُكرهَ له، ولا غالبَ على ما يريد. |
﴿وَلَا تَسُبُّواْ ٱلَّذِينَ يَدۡعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ فَيَسُبُّواْ ٱللَّهَ عَدۡوَۢا بِغَيۡرِ عِلۡمٖۗ كَذَٰلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمۡ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّهِم مَّرۡجِعُهُمۡ فَيُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ ﴾ [الأنعام: 108]
قد ينجَرُّ المسلم في محبَّته للحقِّ إلى ذمِّ الباطلِ بما يضرُّ ولا ينفع، فيُفسد وهو مريدٌ للإصلاح. العقلاء يَنظرون إلى مآلاتِ الأمورِ قبل الإقدام عليها، فما أدَّى إلى فسادٍ يفوِّتُ المصلحةَ أو يزيدُ عليها فإنهم يُحجِمون عنه. الحُكم الشرعيُّ يلائم الحكمَ الكونيَّ في الإصلاح، فالنهيُ عن سبِّ آلهة المشركين ليس احترامًا لها، بل لأن الحَمِيَّةَ للضلال المزيَّن تَدفعُ إلى سبِّ الحقِّ سبحانه. ما أكثرَ تزيُّنَ الباطلِ وتزيينَه في العصر الحاضر! والعجبُ العُجابُ أن يجدَ له من بني جلدتنا سمَّاعين ومُغترِّين. |
﴿قُلۡ أَغَيۡرَ ٱللَّهِ أَبۡغِي رَبّٗا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيۡءٖۚ وَلَا تَكۡسِبُ كُلُّ نَفۡسٍ إِلَّا عَلَيۡهَاۚ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٞ وِزۡرَ أُخۡرَىٰۚ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّكُم مَّرۡجِعُكُمۡ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمۡ فِيهِ تَخۡتَلِفُونَ ﴾ [الأنعام: 164]
أيدَعُ امرؤٌ عاقل عبادةَ خالقه، ويَدينُ لمخلوقٍ مثلِه؟! ما يكونُ لذي لُبٍّ أن يفعلَ ذلك. شرعُ الله لا يقبل أن يُؤخذَ فيه بريءٌ بذنب غيره، فأيُّ حُجَّةٍ لمَن خالف هذا القضاءَ العادل؟! عدم مؤاخذةِ الإنسان بجنايةِ غيره لا تشملُ المتسبِّبَ في جنايته، وداعيه إليها، فوِزرُ الضلال مكتوب، ووِزرُ الإضلال محسوب. |
﴿وَإِذۡ يُرِيكُمُوهُمۡ إِذِ ٱلۡتَقَيۡتُمۡ فِيٓ أَعۡيُنِكُمۡ قَلِيلٗا وَيُقَلِّلُكُمۡ فِيٓ أَعۡيُنِهِمۡ لِيَقۡضِيَ ٱللَّهُ أَمۡرٗا كَانَ مَفۡعُولٗاۗ وَإِلَى ٱللَّهِ تُرۡجَعُ ٱلۡأُمُورُ ﴾ [الأنفال: 44]
جرت حكمةُ الله في ترتيب أمور الحياة على أسباب؛ ففي غزوة بدر قلَّل الله كلَّ فريقٍ في نظر الآخر؛ حتى يُتمَّ نصرَه لجنده المؤمنين، وهو قادرٌ على نصرهم بلا أسباب. |
﴿إِلَيۡهِ مَرۡجِعُكُمۡ جَمِيعٗاۖ وَعۡدَ ٱللَّهِ حَقًّاۚ إِنَّهُۥ يَبۡدَؤُاْ ٱلۡخَلۡقَ ثُمَّ يُعِيدُهُۥ لِيَجۡزِيَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ بِٱلۡقِسۡطِۚ وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَهُمۡ شَرَابٞ مِّنۡ حَمِيمٖ وَعَذَابٌ أَلِيمُۢ بِمَا كَانُواْ يَكۡفُرُونَ ﴾ [يونس: 4]
أليس القادرُ على بَدءِ الخَلق قادرًا على إعادته؟ فكيف لعاقلٍ أن يؤمنَ بالأُولى ويُنكر الآخرة؟! أحسِن العملَ، فهناك جزاءٌ ينتظرُك عند الله تعالى، وجِدَّ في سيرك إلى ربِّك، لعلَّك أن تظفر بالدرجات العُلى. ما أعظمَ ما ينتظرُ الكافرين من العذاب! فهل من عاقلٍ يَعرفُ خطأه، ثمَّ يتمادى في البعد عن الصواب؟ |
﴿فَلَمَّآ أَنجَىٰهُمۡ إِذَا هُمۡ يَبۡغُونَ فِي ٱلۡأَرۡضِ بِغَيۡرِ ٱلۡحَقِّۗ يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنَّمَا بَغۡيُكُمۡ عَلَىٰٓ أَنفُسِكُمۖ مَّتَٰعَ ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَاۖ ثُمَّ إِلَيۡنَا مَرۡجِعُكُمۡ فَنُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ ﴾ [يونس: 23]
فسادُ الشِّركِ فسادٌ عظيم، فكأنه إذا حصلَ في بقعةٍ من الأرض عمَّ الأرضَ كلَّها، فلا يزال ينتشرُ فيها ظلامُه حتى يُطفئَه اللهُ بنور التوحيد. لا يكونُ البغيُ بحقٍّ أبدًا، لكنه بالباطل الصُّراحِ دائمًا، فأصحابُه لا يفعلونه عن شُبهة، وإنما تمرُّدًا وعِنادًا وتشهِّيًا. البغيُ هو البغي، سواءٌ كان على النفس بإيرادها مواردَ التَّهلُكة، والزَّجِّ بها في رَكب الندامة، أو كان بغيًا على الناس؛ فإن الناسَ نفسٌ واحدة. كيف يبغي مَن يؤمنُ بأن وراءه يومًا سيُقتصُّ منه فيه على ما فعل؟ مَن أيقن أنه إلى الله راجع، وبين يديه واقف، وعلى عمله مُحاسَبٌ ومُجازى؛ انكفَّ عن معاصيه، وكان لربِّه على ما يُرضيه. |
﴿وَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعۡضَ ٱلَّذِي نَعِدُهُمۡ أَوۡ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيۡنَا مَرۡجِعُهُمۡ ثُمَّ ٱللَّهُ شَهِيدٌ عَلَىٰ مَا يَفۡعَلُونَ ﴾ [يونس: 46]
لا تستعجلنَّ قضاءَ الله في المُعرِضينَ عن الحق، فإنه آتٍ بلا شكٍّ، وإن لم ترَه بعينك؛ ذلك أن أمرَ الخلقِ إلى الخالق، يُنفِذُ قضاءَه فيهم متى شاء. على داعي الحقِّ أن يبلِّغَ فحسب، دون انتظار أن يرى مَصارعَ المكذِّبين له. |
﴿هُوَ يُحۡيِۦ وَيُمِيتُ وَإِلَيۡهِ تُرۡجَعُونَ ﴾ [يونس: 56]
مَن يملِكُ الحياةَ والموت يملِكُ الرَّجعةَ والحساب، ولا يكونُ ذلك إلا لربِّ الأرباب. |
﴿إِلَى ٱللَّهِ مَرۡجِعُكُمۡۖ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٌ ﴾ [هود: 4]
لا مرجِعَ للعبدِ إلا إلى اللهِ تعالى، فهو وحدَه سبحانه المدبِّرُ والمتصرِّف، فيا ضيعةَ من تعلَّق بغيره حتى وردَ عليه! الله جلَّ جلاله قادرٌ على ما يشاء، من الإحسان إلى أوليائه، والانتقام من أعدائه، وإعادةِ الخلائق يومَ القيامة، فما ظنُّكم برجوعكم إلى القادر على كلِّ شيء وقد عصيتُم أمره؛ أليس يعذِّبكم عذابًا كبيرًا؟! |
﴿وَلَا يَنفَعُكُمۡ نُصۡحِيٓ إِنۡ أَرَدتُّ أَنۡ أَنصَحَ لَكُمۡ إِن كَانَ ٱللَّهُ يُرِيدُ أَن يُغۡوِيَكُمۡۚ هُوَ رَبُّكُمۡ وَإِلَيۡهِ تُرۡجَعُونَ ﴾ [هود: 34]
الداعي إلى الله يوصِلُ الحقَّ إلى الأسماع، واللهُ وحدَه هو الذي يوصلُه إلى القلوبِ فتهتدي. الله تعالى هو المتصرِّفُ في شؤون عباده بما يشاء وَفْقَ حكمته، فهلا تجهَّزَ الناسُ لليوم الذي يرجِعون فيه إليه؟ |
﴿وَلِلَّهِ غَيۡبُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَإِلَيۡهِ يُرۡجَعُ ٱلۡأَمۡرُ كُلُّهُۥ فَٱعۡبُدۡهُ وَتَوَكَّلۡ عَلَيۡهِۚ وَمَا رَبُّكَ بِغَٰفِلٍ عَمَّا تَعۡمَلُونَ ﴾ [هود: 123]
وأنت تترك أهلَ الباطل وتنتظر قضاءَ الله فيهم فلا تستعجله، فموعدُه عند علَّامِ الغيوب، وحسبُك أن تَنصَبَ في عبادته، وتتوكَّلَ عليه في الأمر كلِّه. إنما ينفع التوكُّلُ على الله مَن عبَده، وما أحسنَ العبادةَ عونًا في الأعمال، وصلاحًا للأحوال! يعمل الكافرون ويعمل المؤمنون، ولا يغفُل الله تعالى عن عملهم أجمعين، فيُجازي المؤمنين بفضله، والكافرين بعدله. |
﴿إِنَّا نَحۡنُ نَرِثُ ٱلۡأَرۡضَ وَمَنۡ عَلَيۡهَا وَإِلَيۡنَا يُرۡجَعُونَ ﴾ [مريم: 40]
أترى كلَّ ما تملكه؟ ستدعُه برمَّته، ثم ستقف بين يدي مَن ائتمنك عليه ليسألك: ما الذي فعلته به، فماذا أنت قائل؟ |
﴿وَتَقَطَّعُوٓاْ أَمۡرَهُم بَيۡنَهُمۡۖ كُلٌّ إِلَيۡنَا رَٰجِعُونَ ﴾ [الأنبياء: 93]
قد جاء الناسَ من الوحي ما يجمعُهم على الحقِّ، فعلامَ التكلُّف في التفرُّق والتنازع؟! سيعلم المخطئُ صوابَ مَن كان على الدين القويم، حين يرجع الجميعُ إلى الله الذي سيفصل بينهم. |
﴿ٱلَّذِينَ إِن مَّكَّنَّٰهُمۡ فِي ٱلۡأَرۡضِ أَقَامُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتَوُاْ ٱلزَّكَوٰةَ وَأَمَرُواْ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَنَهَوۡاْ عَنِ ٱلۡمُنكَرِۗ وَلِلَّهِ عَٰقِبَةُ ٱلۡأُمُورِ ﴾ [الحج: 41]
للنصر تكاليفُه وأعباؤه حين يأذَن الله تعالى به بعد استيفاء أسبابه وأداء ثمنه، وتهيُّؤ الجوِّ حوله لاستقباله واستبقائه. الأمَّة المسلمة على الحقيقة لا تُبقي على منكر وهي قادرةٌ على تغييره، ولا تقعد عن معروف وهي قادرةٌ على تحقيقه. عامَّة أهل الإسلام يصلُّون ويزكُّون، لكنَّ الموعودين بالنصر منهم هم الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر. العاقبة الحسنةُ للمتَّقين، والنصر هو موعودُ المؤمنين، ولكن قد يُجعل للشيطان حظٌّ في البادئة ليتبيَّن الصادقَ من الكاذب، والمُزلزَل من الثابت، فالمؤمن الصادق موقن، وغيره متشكِّك. |
﴿يَعۡلَمُ مَا بَيۡنَ أَيۡدِيهِمۡ وَمَا خَلۡفَهُمۡۚ وَإِلَى ٱللَّهِ تُرۡجَعُ ٱلۡأُمُورُ ﴾ [الحج: 76]
الله جلَّ وعلا هو الرقيب على صنيع أنبيائه، الشهيد على جواب أقوامهم، الحافظ لهم من كيد أعدائه، والناصر لجنابهم بين خلائقه. إلى الله مرجع عباده بعدما بلغتهم دعوةُ رسله، فمَن أجابهم فنعمَ المرجع الذي سيصير إليه، ومَن أعرض عنهم فبئس المآل الذي سيَقدُم عليه. |
﴿وَٱلَّذِينَ يُؤۡتُونَ مَآ ءَاتَواْ وَّقُلُوبُهُمۡ وَجِلَةٌ أَنَّهُمۡ إِلَىٰ رَبِّهِمۡ رَٰجِعُونَ ﴾ [المؤمنون: 60]
يستشعر المؤمن فضل الله عليه، ويُحِسُّ آلاءه في كلِّ نفَس وكلِّ نبضة، ومن ثَم يستصغر كلَّ عباداته، ويستقلُّ كلَّ طاعاته، إلى جانب آلاء الله. كان سهلُ بن عبد الله التُّستَريُّ يقول: (إنما خوف الصِّدِّيقين من سوء الخاتمة عند كلِّ خَطْرة، وعند كلِّ حركة). |
﴿أَلَآ إِنَّ لِلَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۖ قَدۡ يَعۡلَمُ مَآ أَنتُمۡ عَلَيۡهِ وَيَوۡمَ يُرۡجَعُونَ إِلَيۡهِ فَيُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُواْۗ وَٱللَّهُ بِكُلِّ شَيۡءٍ عَلِيمُۢ ﴾ [النور: 64]
لو عرَف المخالف لأمر الله تعالى قدرته تعالى عليه وعلى جميع ما في الكون، وعلمه سبحانه وتعــالى بكلِّ ما يفعل، وأنَّ وراء ذلك حسابًا وجزاءً؛ لانزجر. إن الضمان الأخير، والحارس الأمين للأوامر والنواهي والأخلاق والآداب التي فرضها الله في هذه السورة، هو تعليقُ القلوب والأبصار بالله، وتذكيرها بخَشيته وتقواه. |
﴿وَهُوَ ٱللَّهُ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَۖ لَهُ ٱلۡحَمۡدُ فِي ٱلۡأُولَىٰ وَٱلۡأٓخِرَةِۖ وَلَهُ ٱلۡحُكۡمُ وَإِلَيۡهِ تُرۡجَعُونَ ﴾ [القصص: 70]
مَن كان له الحمد كاملًا دائمًا، فله وحده الدِّينُ خالصًا، فما أخسر مَن دعا غيره! وما أضلَّ مَن زعم أن له شريكا! في الإخبار بمرجع الخلق إلى الخالق تقوية لقلوب المطيعين، فربهم الذي يرجِعون إليه عادلٌ في حكمه، عالمٌ بكل عملِ عبده. إذا كان مرجعك إلى ربك، وإليه الحكم في عملك، وهو العليم بكل صغيرة وكبيرة منك، فماذا أعددت ليوم لقائه حتى تنجوَ من سَخطه؟ |
﴿وَلَا تَدۡعُ مَعَ ٱللَّهِ إِلَٰهًا ءَاخَرَۘ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَۚ كُلُّ شَيۡءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجۡهَهُۥۚ لَهُ ٱلۡحُكۡمُ وَإِلَيۡهِ تُرۡجَعُونَ ﴾ [القصص: 88]
حذارِ أن تدعوَ مع الله سبحانه وتعالى أحدًا؛ فإن ذلك يخالف مقتضى شهادة التوحيد، ويوصل صاحبه إلى أسوأ مصير. لا معبودَ يستحقُّ أن تَصرفَ له عبادتك ودعاءك، وتوجُّهك ورجاءك، إلا الله وحده الذي بيده كلُّ شيء. إن الله تعالى هو الحيُّ القيُّوم الذي لا يموت، وما سواه إلى فناء وزوال، ونقص واضمحلال، فأيُّ عاقل يدَعُ الباقي، ويتوجَّه إلى الفاني؟ مصير الخلق إليه، وحسابهم عليه يوم يقفون بين يديه، فيا سعادةَ الموحدين! ويا شقاء المشركين! |
﴿وَوَصَّيۡنَا ٱلۡإِنسَٰنَ بِوَٰلِدَيۡهِ حُسۡنٗاۖ وَإِن جَٰهَدَاكَ لِتُشۡرِكَ بِي مَا لَيۡسَ لَكَ بِهِۦ عِلۡمٞ فَلَا تُطِعۡهُمَآۚ إِلَيَّ مَرۡجِعُكُمۡ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ ﴾ [العنكبوت: 8]
أرحمُ بك من نفسك مَن أوصى بك ولدك، ووصى والدك بك، مع ما جعل في الفطرة من حبِّ الإنسان لابنه ولأبيه. ما لا يعلم المرء صحَّته فلا يجوز له اتِّباعه، فكيف بما يعلم بُطلانه؟ ما دام الابن يعلم بأن مردَّه إلى من هو ناظرٌ إليه، ومحصٍ عمله عليه، فإنه لا يألو جهدًا في خدمة والديه بالمعروف؛ طاعةً لمَن إليه المآب، وعليه الحساب. |
﴿إِنَّمَا تَعۡبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ أَوۡثَٰنٗا وَتَخۡلُقُونَ إِفۡكًاۚ إِنَّ ٱلَّذِينَ تَعۡبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ لَا يَمۡلِكُونَ لَكُمۡ رِزۡقٗا فَٱبۡتَغُواْ عِندَ ٱللَّهِ ٱلرِّزۡقَ وَٱعۡبُدُوهُ وَٱشۡكُرُواْ لَهُۥٓۖ إِلَيۡهِ تُرۡجَعُونَ ﴾ [العنكبوت: 17]
كيف أيقنت قلوبهم بوثنٍ يعبدونه، وقبلت عقولهم إفكًا يفترونه، وما عبدوه لا يرزقهم ولا يعطيهم، ولا يحفظهم ولا يحميهم، ولا يميتهم ولا يحييهم؟! ما يصلك من النعم فهو رزقٌ يسوقه الله إليك، وما يندفع عنك من النقَم فإنه رحمةٌ من الله بك، وأمَّا الأوثان فإنها لا ترزُق ولا ترحم، فأحسِن عبادة الله وحدَه، وأكثِر من شكره. جميع الخلق إلى الله تعالى عائدون، وعلى أعمالهم محاسبون ومجزيُّون، فمَن كان له عابدًا شاكرًا أثابه خيرًا، وإلا جوزي بما يستحقه. |
﴿كُلُّ نَفۡسٖ ذَآئِقَةُ ٱلۡمَوۡتِۖ ثُمَّ إِلَيۡنَا تُرۡجَعُونَ ﴾ [العنكبوت: 57]
إذا قدَّر المؤمن الذي أوذي في دينه أنه ميِّت سهُلت عليه الهجرة عن أرضه، فإنه إن لم يفارق بعضَ مألوفه بها فارق كلَّ مألوفه بالموت. ليست الدنيا دارَ بقاء، بل هي منتقلة بالموت إلى دار الجزاء، فكل نفس ستذوق الموت وتفارق الحياة لترجِع إلى ربها، فمَن كانت هذه حاله فليستعدَّ بزاد التقوى. |
﴿ٱللَّهُ يَبۡدَؤُاْ ٱلۡخَلۡقَ ثُمَّ يُعِيدُهُۥ ثُمَّ إِلَيۡهِ تُرۡجَعُونَ ﴾ [الروم: 11]
لا ينازع عمومُ البشر في أن الله تعالى هو مَن بدأ الخلق، فعلامَ ينازع بعضهم في الإعادة بعد الموت، مع أن التسليم بها أولى وأجدر؟ |
﴿وَإِن جَٰهَدَاكَ عَلَىٰٓ أَن تُشۡرِكَ بِي مَا لَيۡسَ لَكَ بِهِۦ عِلۡمٞ فَلَا تُطِعۡهُمَاۖ وَصَاحِبۡهُمَا فِي ٱلدُّنۡيَا مَعۡرُوفٗاۖ وَٱتَّبِعۡ سَبِيلَ مَنۡ أَنَابَ إِلَيَّۚ ثُمَّ إِلَيَّ مَرۡجِعُكُمۡ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ ﴾ [لقمان: 15]
مَن خلقك هو صاحب الحقِّ الأوَّل عليك في الطاعة، فلا يُطاع امرؤٌ في معصيته، حتى مَن ولدك وربَّاك. الاختلاف في العقيدة بين الابن ووالديه لا يُسقط حقَّهما في البِرِّ وحسن المعاملة. كلُّ مَن ادَّعى الألوهيَّة فلا حُجَّة له، ولا علم معه، ولا برهان لديه، بخلاف ألوهيَّة الله تعالى التي تظاهرت الأدلَّة عليها، حتى غدا العلم بها محتَّمًا، والإيمان بها واجبًا. كم مشى قبلك في طريق الحق والبر والإنابة من الصالحين والأولياء حتى انتهت بهم إلى رحمة الله تعالى، فلا تستوحش فيه من قلة سالكيه! |
﴿وَمَن كَفَرَ فَلَا يَحۡزُنكَ كُفۡرُهُۥٓۚ إِلَيۡنَا مَرۡجِعُهُمۡ فَنُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوٓاْۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمُۢ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ ﴾ [لقمان: 23]
لا تحزن إن تجرأ قومٌ على دعوة الحق وحاربوها، فإن مرجعهم إلى الله تعالى فيجازيهم، وهو الذي لا تخفى عليه ما تُكنه ضمائرهم. |
﴿ٱللَّهُ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ وَمَا بَيۡنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٖ ثُمَّ ٱسۡتَوَىٰ عَلَى ٱلۡعَرۡشِۖ مَا لَكُم مِّن دُونِهِۦ مِن وَلِيّٖ وَلَا شَفِيعٍۚ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ ﴾ [السجدة: 4]
تأمل كيف يعرِّف الله سبحانه وتعالى عباده كمال قدرته؛ حتى يسمعوا كلامه، ويتأملوا ما فيه من الحق، ويتعظوا بما فيه من الوعظ. لمَّا كان المشرك يتعلَّق بغير الله تعالى رغبةً في أن ينصرَه أو يشفعَ له أو ينفعه؛ نفى الله عمَّا سواه كلَّ ما يتعلق به المشركون. أليس في خلقِ الله تعالى للسماوات والأرض وما بينهما وانفرادِه بالأمر كله عظةٌ لمن أشرك في ألوهيَّة الله، ولم يخلص له العبادة، فيدرك أنه أحقُّ بالعبوديَّة وحده؟! |
﴿يُدَبِّرُ ٱلۡأَمۡرَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ إِلَى ٱلۡأَرۡضِ ثُمَّ يَعۡرُجُ إِلَيۡهِ فِي يَوۡمٖ كَانَ مِقۡدَارُهُۥٓ أَلۡفَ سَنَةٖ مِّمَّا تَعُدُّونَ ﴾ [السجدة: 5]
ليس شيء من الخلق متروكًا سدى، ولا مخلوقًا عبثًا، بل يُدبَّر بأمر الله تعالى إلى أجل مرسوم يرتفع إليه حين يشاء. |
﴿۞ قُلۡ يَتَوَفَّىٰكُم مَّلَكُ ٱلۡمَوۡتِ ٱلَّذِي وُكِّلَ بِكُمۡ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّكُمۡ تُرۡجَعُونَ ﴾ [السجدة: 11]
لن يَغفُل ملَكُ الموت عن قبض روح عبدٍ حين أجله، وكيف يغفل عنه وذلك عمله الذي وكَّله ربُّه تعالى به؟ مَن أيقن أن له مصيرًا سيعود إليه ويحاسَب على ما قدَّم في سالف زمنه، فلن يغفُلَ عن الاستعداد لذلك المعاد، فكيف إذا كان المصير إلى الربِّ القدير، المحاسِب على الكبير والصغير؟ |
﴿وَإِن يُكَذِّبُوكَ فَقَدۡ كُذِّبَتۡ رُسُلٞ مِّن قَبۡلِكَۚ وَإِلَى ٱللَّهِ تُرۡجَعُ ٱلۡأُمُورُ ﴾ [فاطر: 4]
أيها الداعية، إن لم تُقابَل دعوتُك بالقَبول وقد بذلت ما تستطيع من أساليب النجاح فلا تحزن، فقد رُدَّت دعوة رسُلٍ مؤيَّدين بالمعجزات البيِّنات! في مآل الأمور إلى الله تعالى سَلوى لكلِّ داعٍ صادق لم تُقبل دعوته، فعند الله يُجزى العباد؛ الداعي ومَن صدَّقه ومَن كذَّبه. |
﴿فَسُبۡحَٰنَ ٱلَّذِي بِيَدِهِۦ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيۡءٖ وَإِلَيۡهِ تُرۡجَعُونَ ﴾ [يس: 83]
ما تأمَّل عبدٌ في ملكوت الله وسلطانه إلا خشع بصره، وخضع قلبه، ونطق لسانه بتمجيد ربِّه وتنزيهه، فله وحدَه كمالُ المحامد والمدائح، والبراءة من كلِّ العيوب والقبائح. مهما طالت بنا الحياةُ فإن مردَّنا إلى مَن بيده ملكُ كلِّ شيء؛ أفلا يورثنا ذلك الرهبةَ منه والرغبةَ إليه؟! |
﴿إِن تَكۡفُرُواْ فَإِنَّ ٱللَّهَ غَنِيٌّ عَنكُمۡۖ وَلَا يَرۡضَىٰ لِعِبَادِهِ ٱلۡكُفۡرَۖ وَإِن تَشۡكُرُواْ يَرۡضَهُ لَكُمۡۗ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٞ وِزۡرَ أُخۡرَىٰۚ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّكُم مَّرۡجِعُكُمۡ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَۚ إِنَّهُۥ عَلِيمُۢ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ ﴾ [الزمر: 7]
إن الله غنيٌّ عن عباده وطاعتهم، ولكنه لكمالِ رأفته بهم يحبُّ الطاعةَ منهم، لإكرامهم والتفضُّل عليهم. عن قَتادة قال: (والله ما رضيَ الله لعبده ضلالةً، ولا أمره بها ولا دعا إليها، ولكن رضي لكم طاعتَه وأمركم بها). شتَّانَ بين رضا الناس ورضا خالق الناس، فهنيئًا للشاكرين لأنعُم الله، الفائزين برضاه؛ فإنه نعمَ الفوز. كلُّ نفس مَجزيَّة عن عملها، لا يَضِيرها إفساد المفسد، كما لا ينفعها إحسانُ المحسن، فإيَّاك أن تتعلَّق بعمل غيرك، ولكن أحسِن يُحسَن إليك. |
﴿قُل لِّلَّهِ ٱلشَّفَٰعَةُ جَمِيعٗاۖ لَّهُۥ مُلۡكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۖ ثُمَّ إِلَيۡهِ تُرۡجَعُونَ ﴾ [الزمر: 44]
استحسَنوا بعقولهم القاصرة ما اتَّخذوه دينًا والدين منه بَراء، فأضلَّهم الله وأبعدهم عن رحمته، وذاك جزاءُ المبتدِعين بلا دليل ولا برهان. أنَّى لمَن ليس له من الأمر شيء أن يَشفَع لغيره؟ ألا إن الشفاعة لجبَّار السماوات والأرض، لا يَشرَكه فيها أحد. اقطع حبالَ الطمع بكلِّ مَن يَخفِق قلبُك بالحاجة إليه؛ فإن الخلق جميعًا مهما بلغوا قوَّةً وقدرة، إنما هم ملكٌ لله، عبيدٌ لجبَروته. |
﴿وَقَالُواْ لِجُلُودِهِمۡ لِمَ شَهِدتُّمۡ عَلَيۡنَاۖ قَالُوٓاْ أَنطَقَنَا ٱللَّهُ ٱلَّذِيٓ أَنطَقَ كُلَّ شَيۡءٖۚ وَهُوَ خَلَقَكُمۡ أَوَّلَ مَرَّةٖ وَإِلَيۡهِ تُرۡجَعُونَ ﴾ [فصلت: 21]
ما من شيء إلا خاضعٌ لسلطان الله وحكمه، حتى الجلودُ التي لا تتكلَّم ستنطِق مستجيبةً لأمر ربِّها، فأولى بك أن تجعلَ شهادتها لك لا عليك. إن الذي ابتدأ الخلقَ قادرٌ على أن يعيدَه مرَّةً أخرى، فجلَّ مَن يُبدئ ويعيد، وهو سبحانه الأوَّل والآخِر؛ ﴿له الحمدُ في الأولى والآخرة، وله الحُكمُ وإليه تُرجَعون﴾ . |
﴿وَتَبَارَكَ ٱلَّذِي لَهُۥ مُلۡكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَمَا بَيۡنَهُمَا وَعِندَهُۥ عِلۡمُ ٱلسَّاعَةِ وَإِلَيۡهِ تُرۡجَعُونَ ﴾ [الزخرف: 85]
مَن فكَّر بأنه راجعٌ إلى مالك السماوات والأرض، واقفٌ بين يدي العليم بكلِّ شيء، الذي سيحاسبه على الدقيق والجليل؛ استعدَّ لذاك الموقف، وتهيَّأ لذلك اليوم العظيم. |
﴿مَنۡ عَمِلَ صَٰلِحٗا فَلِنَفۡسِهِۦۖ وَمَنۡ أَسَآءَ فَعَلَيۡهَاۖ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّكُمۡ تُرۡجَعُونَ ﴾ [الجاثية: 15]
اعمل ما شئتَ فإنك ملاقيه، وأقدم على ما شئت فإنك مَجزيٌّ به، هي نفسك إمَّا أن تسعدَها، وإمَّا أن تشقيَها. مهما فعل المرء في الدنيا من خير أو شرٍّ، فإن له مقامًا بين يدي ربِّه، يجد فيه ما عمل من خير مُحضَرًا وما عمل من سوء . |
﴿وَأَنَّ إِلَىٰ رَبِّكَ ٱلۡمُنتَهَىٰ ﴾ [النجم: 42]
إذا كان مصيرُ الخَلق جميعًا ومُنتهاهم إلى الله وحدَه، أفلا تجعلُه سبحانه مُنتهاكَ في جميع أمرك؟! مَن كان اللهُ سبحانه انتهاءَ محبَّته ورغبته ورهبتِه، ظَفِرَ أبدًا بنِعَمه وأُنسه ومعيَّتِه. لا يُقبَل عملٌ حتى يكونَ مُنتهاه إلى الله تعالى؛ أي خالصًا لوجهه الكريم، ولا خيرَ فيما سوى ذلك. |
﴿لَّهُۥ مُلۡكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۚ وَإِلَى ٱللَّهِ تُرۡجَعُ ٱلۡأُمُورُ ﴾ [الحديد: 5]
اليقينُ برجوع كلِّ شيء إلى الله يخفِّف آلامَ المبتَلين، ويُذهب غيظَ المظلومين، ويَسوقُ إلى الصالحات أقدامَ المتَّقين، ويكفُّ النفوسَ عن معصية ربِّ العالمين. |
﴿إِنَّهُۥ هُوَ يُبۡدِئُ وَيُعِيدُ ﴾ [البروج: 13]
خير تِرياقٍ لشفاء جراح المظلومين، وتخفيف عذاب المكلومين، يقينُهم أنَّ تدبير الأمور بيد الله الذي يُبدئ الخلقَ ثم يُعيده، لا شريكَ له. |
﴿إِنَّ إِلَىٰ رَبِّكَ ٱلرُّجۡعَىٰٓ ﴾ [العلق: 8]
هو تحذيرٌ صريح لكلِّ مَن أطغاه ماله أو علمه أو منصبه؛ إنَّ مرجعَك ومآلك شئتَ أو لم تشأ إنما هو إلى الله، وهَيهاتَ أن تفرَّ من قضائه. |
مواضيع أخرى في القرآن الكريم
العدل الصلاة وقت الحرب علام الغيوب تغيير حكم الله غزوة الخندق ثواب الآخرة والدنيا جزاء من يشاقق الرسول ازدواجية المادة لا يقبل الله أعمال الكفار مخالفة الفعل للقول
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Thursday, December 26, 2024
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب