قائمة السور | مواضيع القرآن الكريم مرتبة حسب الآيات :آيات القرآن الكريم مقسمة حسب كل موضوع و فئة | لقراءة سورة كاملة اختر من : فهرس القرآن | - للاستماع للقراء : القرآن الكريم mp3
آيات قرآنية عن القتل العمد في القرآن الكريم
✅ مواضيع القرآن الكريم
﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ كُتِبَ عَلَيۡكُمُ ٱلۡقِصَاصُ فِي ٱلۡقَتۡلَىۖ ٱلۡحُرُّ بِٱلۡحُرِّ وَٱلۡعَبۡدُ بِٱلۡعَبۡدِ وَٱلۡأُنثَىٰ بِٱلۡأُنثَىٰۚ فَمَنۡ عُفِيَ لَهُۥ مِنۡ أَخِيهِ شَيۡءٞ فَٱتِّبَاعُۢ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَأَدَآءٌ إِلَيۡهِ بِإِحۡسَٰنٖۗ ذَٰلِكَ تَخۡفِيفٞ مِّن رَّبِّكُمۡ وَرَحۡمَةٞۗ فَمَنِ ٱعۡتَدَىٰ بَعۡدَ ذَٰلِكَ فَلَهُۥ عَذَابٌ أَلِيمٞ ﴾ [البقرة: 178]
في ذكر الأخوَّة دعوةٌ إلى العفو والصَّفح والإحسان، وإيذانٌ بأن القتل لا يقطع أخوَّةَ الإيمان. متى قَبل وليُّ الدم الدِّيةَ فليَطلُبها بالمعروف، وليؤدِّها القاتل أو وليُّه بإحسان؛ تحقيقًا لصفاء القلوب، وشفاءً لجراح النفوس، وتقويةً لأواصر الأخوَّة بين الأحياء. ما في الشريعة من التخفيف والرحمة يستحقُّ التأمُّلَ والحمد. العُدوان بعد العفو أشدُّ خطرًا وأعظم وعيدًا، فهو نَكثٌ للعهد، وإثارةٌ للبغض. |
﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ٱتَّقُواْ رَبَّكُمُ ٱلَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفۡسٖ وَٰحِدَةٖ وَخَلَقَ مِنۡهَا زَوۡجَهَا وَبَثَّ مِنۡهُمَا رِجَالٗا كَثِيرٗا وَنِسَآءٗۚ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ ٱلَّذِي تَسَآءَلُونَ بِهِۦ وَٱلۡأَرۡحَامَۚ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلَيۡكُمۡ رَقِيبٗا ﴾ [النساء: 1]
إنه لا أحقَّ بالاتِّقاء من الله المكرِم، الخالق المنعِم، الذي جعل من خَلقه للعباد آيةً دالَّةً على قدرته، وناطقةً بعظمته. خلق الله الناسَ من نفسٍ واحدة؛ ليعطِفَ بعضُهم على بعض، ويَرفُقَ بعضُهم ببعض، مهما تفرَّقوا في الأقطار، ونأت بهم الدِّيار. عَلاقة الزوجيَّة من أوثق العَلاقات، وبين الزوجين نسَبٌ واتِّصال ما أشدَّه! أوَ ليست حوَّاء خُلقت من ضِلَع آدم؟ والفرع يحنُّ إلى أصله، والأصلُ يحنو على فَرْعه. قبيحٌ بالمرء أن يُظهرَ التعظيم لله تعالى حتى يحصِّلَ مرادَه، فإذا أمره ونهاه كان غافلًا عن مراد الله منه، تلك عبادةُ تجَّار، لا عبادةُ أبرار. قرَنَ الله بين شريفِ حقِّه، وحقوقِ أرحامِ عباده وأقربيهم، فمَن ذا الذي يستهين بحقٍّ قرنَه الله بحقِّه، ويغفُل عن أمرٍ عظَّمه الله بجعله مع أمره؟ إن الرقيب عليك هو الله تعالى، الخالق الذي يعلم مَن خلق، العليم الخبير الذي لا تخفى عليه خافية، لا في ظواهر الأفعال ولا خفايا القلوب. |
﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَأۡكُلُوٓاْ أَمۡوَٰلَكُم بَيۡنَكُم بِٱلۡبَٰطِلِ إِلَّآ أَن تَكُونَ تِجَٰرَةً عَن تَرَاضٖ مِّنكُمۡۚ وَلَا تَقۡتُلُوٓاْ أَنفُسَكُمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ بِكُمۡ رَحِيمٗا ﴾ [النساء: 29]
الإسلام حريصٌ على مالك أكثرَ من حرصك عليه؛ حيث أرشدك إلى طرق تحصيله وزيادته، وحذَّرك من سُبل مَحْقِه وتبديده. تُعقَد العقودُ بما دلَّ عليها من قولٍ أو فعل؛ لأنَّ الله شرَط الرِّضا، فبأيِّ طريقٍ حصل الرِّضا انعقَد به العقدُ، إلا عقودَ الحرام كالرِّبا، فإنها لا تصحُّ عن تَراضٍ أو عن غيره. حين تضاف الأموالُ والأنفس إلى عموم المؤمنين ففي ذلك دلالةٌ على أن المؤمنين في توادِّهم ومصالحهم كالجسد الواحد، فإن الإيمان يجمعهم على مصالحهم الدينيَّة والدنيويَّة. لا غَـروَ أن تقــترنَ حرمـةُ النفوس بحُرمة الأموال، فكم في سبيل الأموال من نفوسٍ أُزهقت، وكم من دماء لأجلها أُريقت. ألا ترى أن الله تعالى أرحمُ بك منك؛ فهو يشرع لك ما يصون نفسَك، ويحمي عِرضَك؟! |
﴿وَدُّواْ لَوۡ تَكۡفُرُونَ كَمَا كَفَرُواْ فَتَكُونُونَ سَوَآءٗۖ فَلَا تَتَّخِذُواْ مِنۡهُمۡ أَوۡلِيَآءَ حَتَّىٰ يُهَاجِرُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِۚ فَإِن تَوَلَّوۡاْ فَخُذُوهُمۡ وَٱقۡتُلُوهُمۡ حَيۡثُ وَجَدتُّمُوهُمۡۖ وَلَا تَتَّخِذُواْ مِنۡهُمۡ وَلِيّٗا وَلَا نَصِيرًا ﴾ [النساء: 89]
إذا كان ما تودُّه القلوب يُترجَم عنه بالأفعال، فما الذي يُفسِّر ما نراه من نشر الرذيلة والانحلال، والإلحاد والكفر وأنواع الضَّلال؟! ممَّا يُعرَف به الفرقُ بين المؤمن والكافر غاياتُ كلٍّ منهما، فغاية المؤمن نشرُ الحقِّ وظهورُه، وغاية الكافر بثُّ الباطل وذيوعُه. موالاة الكافرين، والنأيُ عن نصرة المؤمنين، لَبُوسٌ يرتديه المنافقون فيشِفُّ عمَّا تحته من قُبح الكفر، وكلُّ مَن التَحفَ به كان عاريًا عن الإيمان. لا ولايةَ بين مؤمنٍ وكافر؛ لأن الولاية تقتضي النُّصرةَ والمحبَّة، وحسنَ الرأي والتماسَ الأعذار. ترك موالاة الكفَّار واستنصارِهم يعدُّ من عُرى الإيمان الوثيقة، ومن براهين الأفهام الصحيحة العميقة؛ لأن الله تعالى نهى عن موالاتهم، وطلبِ النُّصرة منهم. إنما تكون الولايةُ والنصرة حيث يُرتجى النفع، فما الذي ترتجيه ممَّن يُضمِر لك العداوة، ويودُّ لك أشدَّ أنواع الضَّرر؟! |
﴿إِلَّا ٱلَّذِينَ يَصِلُونَ إِلَىٰ قَوۡمِۭ بَيۡنَكُمۡ وَبَيۡنَهُم مِّيثَٰقٌ أَوۡ جَآءُوكُمۡ حَصِرَتۡ صُدُورُهُمۡ أَن يُقَٰتِلُوكُمۡ أَوۡ يُقَٰتِلُواْ قَوۡمَهُمۡۚ وَلَوۡ شَآءَ ٱللَّهُ لَسَلَّطَهُمۡ عَلَيۡكُمۡ فَلَقَٰتَلُوكُمۡۚ فَإِنِ ٱعۡتَزَلُوكُمۡ فَلَمۡ يُقَٰتِلُوكُمۡ وَأَلۡقَوۡاْ إِلَيۡكُمُ ٱلسَّلَمَ فَمَا جَعَلَ ٱللَّهُ لَكُمۡ عَلَيۡهِمۡ سَبِيلٗا ﴾ [النساء: 90]
يُمهل الإسلامُ المتردِّدين الذين تختلجُ في صدورهم مشاعرُ متناقضة، ومراداتٌ شتَّى، فهؤلاء يُؤخَذون باللُّطف؛ عسى رحمةٌ تشملُهم فيغلِب خيرُهم شرَّهم. اختيار الإسلام للسِّلم حيثُما وُجدَ لا يتعارضُ مع منهجه الأساسيِّ، فمتى امتدَّت إليه يدٌ صادقة تريد الأمان غيرَ متلفِّعةٍ بالغدر فإنه يصافحها، ويُوفي عهدَه لها. الأمر كلُّه بيد الله، يحكم بما يشاء، في الحرام والحلال، وما على العبد إلا الامتثالُ دون تردُّد، فمتى أمرَه بالجهاد فعَل، أو بالكفِّ امتثَل. |
﴿سَتَجِدُونَ ءَاخَرِينَ يُرِيدُونَ أَن يَأۡمَنُوكُمۡ وَيَأۡمَنُواْ قَوۡمَهُمۡ كُلَّ مَا رُدُّوٓاْ إِلَى ٱلۡفِتۡنَةِ أُرۡكِسُواْ فِيهَاۚ فَإِن لَّمۡ يَعۡتَزِلُوكُمۡ وَيُلۡقُوٓاْ إِلَيۡكُمُ ٱلسَّلَمَ وَيَكُفُّوٓاْ أَيۡدِيَهُمۡ فَخُذُوهُمۡ وَٱقۡتُلُوهُمۡ حَيۡثُ ثَقِفۡتُمُوهُمۡۚ وَأُوْلَٰٓئِكُمۡ جَعَلۡنَا لَكُمۡ عَلَيۡهِمۡ سُلۡطَٰنٗا مُّبِينٗا ﴾ [النساء: 91]
المنافقون ليسوا صِنفًا واحدًا، وهم مع اتِّفاقهم على كُره الإسلام ومعاداته يختلفون في الأحكام الشرعيَّة الدنيويَّة، حيث خصَّت الشريعة كلَّ فريقٍ منهم بحُكم. مَن رامَ الجمعَ بين عهد المسلمين ومناصرة عدوِّهم فقد رامَ الجمعَ بين العهد والنَّكث، لكن مَن اعتزل سَلِم. كلُّ إنسان غيرِ صادق الإيمان لا يلبَثُ أن يتقلَّبَ في الفتن من حالٍ سيِّئ إلى أسوأَ منه، ومَن رُزق عاصمَ التوفيق أمسك جِماحَ نفسه عن موارد الفتنة. ليس المؤمن بالِخبِّ ولا يدَعُ الخِبَّ يخدعه، بل هو الحذِر الفَطِن، ولا سيَّما في تعامُله مع مَن يظنُّ فيهم الخبثَ والمكر. سلوك المؤمن مرتبطٌ بأحكام الله وتشريعه، فلا سلطانَ لرغبةٍ ولا شهوة ولا نَزغة أمام سلطانه سبحانه. |
﴿وَمَا كَانَ لِمُؤۡمِنٍ أَن يَقۡتُلَ مُؤۡمِنًا إِلَّا خَطَـٔٗاۚ وَمَن قَتَلَ مُؤۡمِنًا خَطَـٔٗا فَتَحۡرِيرُ رَقَبَةٖ مُّؤۡمِنَةٖ وَدِيَةٞ مُّسَلَّمَةٌ إِلَىٰٓ أَهۡلِهِۦٓ إِلَّآ أَن يَصَّدَّقُواْۚ فَإِن كَانَ مِن قَوۡمٍ عَدُوّٖ لَّكُمۡ وَهُوَ مُؤۡمِنٞ فَتَحۡرِيرُ رَقَبَةٖ مُّؤۡمِنَةٖۖ وَإِن كَانَ مِن قَوۡمِۭ بَيۡنَكُمۡ وَبَيۡنَهُم مِّيثَٰقٞ فَدِيَةٞ مُّسَلَّمَةٌ إِلَىٰٓ أَهۡلِهِۦ وَتَحۡرِيرُ رَقَبَةٖ مُّؤۡمِنَةٖۖ فَمَن لَّمۡ يَجِدۡ فَصِيَامُ شَهۡرَيۡنِ مُتَتَابِعَيۡنِ تَوۡبَةٗ مِّنَ ٱللَّهِۗ وَكَانَ ٱللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمٗا ﴾ [النساء: 92]
دم المسلم عزيزٌ عند الله تعالى أن يُراقَ بغير وجه حقٍّ، والأُخوَّة بين المؤمنين أوثقُ من أن يستهينَ أحدُهم بدم أخيه. الخطأ في الدماء ليس بالأمر الهيِّن، كبعض الأخطاء التي يُتسامَح فيها؛ فلذلك جاء التشديدُ فيه؛ حفظًا للنفوس، وصيانةً لحقِّ الحياة. مَـن كان سببًا في إزهاق نفسٍ معصومة خطأً فعليه أن يردَّ معاني الحياة الحُرَّة إلى نفسٍ فقدَتها بالرِّق، فإن أعتقها أعتقه الله من رِقِّ الذنب. لعلَّ الله ينظر إلى من يُعتق رقبةً مؤمنة من رِقِّ العبودية فيُعتق رقبتَه من رِقِّ الذنب في الدنيا، والنارِ يوم القيامة. من حِكَم إيجاب الدِّية في القتل الخطأ تسكينُ ثائرة النفوس الموجوعة، وجبرُ الخواطر المفجوعة، وتعويضُ أقاربِ القتيل ما فاتهم من منافعه والسرور بحياته. سمَّى الله تعالى العفوَ صدقة؛ لأنه صدقةٌ على القاتل تحطُّ عنه ثِقَل الدِّية، وصدقةٌ من الأولياء على أنفسهم يربحون بها الأجرَ والذِّكر، وصدقةٌ على المجتمع بإشاعة روح العفو بين المسلمين. المسلم رفيعُ القدر عند الله؛ فلذلك حفِظَ الإسلامُ حقَّ حياته ولو كان بين قومٍ كافرين. رعى الإسلام العهودَ حقَّ الرعاية، وحفظ للمُعاهَد الكافر دمَه، وأنصف أهلَه إذ أوجب لهم الدِّيةَ ممَّن قتله خطأً، فإذا كان هذا في حقِّ مَن قُتل خطأً، فكيف بمَن يقتُل المعاهَد عمدًا؟! من رحمةِ الإسلام بالعباد مراعاتُه أحوالَ المذنبين بتنويع الكفَّارات عليهم، حيث يسَّر سُبلًا مختلفة للتخلُّص من تبِعات المعاصي المترتِّبة عليها الكفَّارة. |
﴿وَمَن يَقۡتُلۡ مُؤۡمِنٗا مُّتَعَمِّدٗا فَجَزَآؤُهُۥ جَهَنَّمُ خَٰلِدٗا فِيهَا وَغَضِبَ ٱللَّهُ عَلَيۡهِ وَلَعَنَهُۥ وَأَعَدَّ لَهُۥ عَذَابًا عَظِيمٗا ﴾ [النساء: 93]
القتل العمدُ للنفس المؤمنة هو الكبيرةُ التي لا تكفِّرها ديةٌ مسلَّمة، ولا عتقُ رقبةٍ مؤمنة، وإنما يُوكَل جزاؤها إلى الله الحكَم العدل، فيا ويلَ قاتلِ المؤمنين، من غضب ربِّ العالمين! قتل المؤمن عمدًا، يُورِد صاحبَه جهنَّم ويخلِّده فيها، مع غضب الله عليه، وإحلالِه لعنتَه به، وإعدادِه العذابَ العظيم له، ما لم يتُب توبةً صادقة قبل مماته. |
﴿مِنۡ أَجۡلِ ذَٰلِكَ كَتَبۡنَا عَلَىٰ بَنِيٓ إِسۡرَٰٓءِيلَ أَنَّهُۥ مَن قَتَلَ نَفۡسَۢا بِغَيۡرِ نَفۡسٍ أَوۡ فَسَادٖ فِي ٱلۡأَرۡضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ ٱلنَّاسَ جَمِيعٗا وَمَنۡ أَحۡيَاهَا فَكَأَنَّمَآ أَحۡيَا ٱلنَّاسَ جَمِيعٗاۚ وَلَقَدۡ جَآءَتۡهُمۡ رُسُلُنَا بِٱلۡبَيِّنَٰتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرٗا مِّنۡهُم بَعۡدَ ذَٰلِكَ فِي ٱلۡأَرۡضِ لَمُسۡرِفُونَ ﴾ [المائدة: 32]
المتورِّع عن سفك الدم الحرام حافظٌ لحرُمات الأنفُس كلِّها، فهو أهلٌ للتبجيل من الأحياء، والسلامة من الاعتداء. يحبُّ الله تعالى الإعذارَ إلى خَلقه، وإقامةَ الحجَّة على عباده؛ ولذا جعل مع كلِّ رسول آيةً يؤمن على مثلها البشر؛ لئلا يقولوا: أين بيِّنةُ صدقه، وبرهانُ دعوته؟ الأرض لا تصلُح بالإسراف؛ لأنه طريقُ الإتلاف، وهادم سُورِ الألفة بين الناس، سواءٌ أكان ذلك بمجاوزة المباح إلى الفُضول، أم بعبور الحلال إلى الحرام في الأموال أو النفوس. |
﴿وَكَتَبۡنَا عَلَيۡهِمۡ فِيهَآ أَنَّ ٱلنَّفۡسَ بِٱلنَّفۡسِ وَٱلۡعَيۡنَ بِٱلۡعَيۡنِ وَٱلۡأَنفَ بِٱلۡأَنفِ وَٱلۡأُذُنَ بِٱلۡأُذُنِ وَٱلسِّنَّ بِٱلسِّنِّ وَٱلۡجُرُوحَ قِصَاصٞۚ فَمَن تَصَدَّقَ بِهِۦ فَهُوَ كَفَّارَةٞ لَّهُۥۚ وَمَن لَّمۡ يَحۡكُم بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلظَّٰلِمُونَ ﴾ [المائدة: 45]
تشريع القِصاص أمرٌ يلائم الفِطرة، ويخفِّف الوجعَ والحسرة، ويُذهِب ما في القلوب من الجِراحات، ويقضي على الثارات في المجتمعات. مَن نظر إلى الأحكام المترتِّبة على الاعتداء على الناس سيفكِّر طويلًا قبل أن يُقدمَ على حماقةٍ تكلِّفه نفسَه أو بعضَ جسده. فتحَ شرعُنا بالتعويضات المالية بابًا لمداواة الأنفُس المكلومة في حصول الاعتداء بالقتل أو الجَرح لها أو لذويها، فالمالُ هنا قد يكون مَرهمًا تُداوى به الجروح، وتَشفى به القروح. العفو عن المعتدين غيرِ المسرفين من شِيَم الأكرمين، فمَن ترك الانتصافَ عن قُدرةٍ نال الرفعةَ بكريم صنيعه. ألا ما أشدَّه من ظلم! ألا يُـحكَمَ بتشريع يقتصُّ فيه المظلومُ من الظالم، بل يُترك الناس فيه بلا أحكام عادلة تحمي ضعيفَهم، وتنتصف من قويِّهم. |
﴿قَدۡ خَسِرَ ٱلَّذِينَ قَتَلُوٓاْ أَوۡلَٰدَهُمۡ سَفَهَۢا بِغَيۡرِ عِلۡمٖ وَحَرَّمُواْ مَا رَزَقَهُمُ ٱللَّهُ ٱفۡتِرَآءً عَلَى ٱللَّهِۚ قَدۡ ضَلُّواْ وَمَا كَانُواْ مُهۡتَدِينَ ﴾ [الأنعام: 140]
ألا إن الخَسارةَ الفادحة، وطريقةَ السوء الواضحة، أن تنحرفَ البشرية عن صراط اللهِ القويم، وتتردَّى في سبيل الجاهلية الأثيم، وتَرجِعَ إلى عبودية المشرِّعين من العبيد، وتنحدرَ إلى هذا القعر البعيد. لا تزالُ النُّظُم الوضعيةُ المخالفةُ للشريعة الإسلامية تعصِفُ بالناس من شرٍّ إلى شر، حتى تزيِّنَ لهم قتلَ الأولاد، وتحريمَ الأرزاق الطيبةِ بين العباد. عندما يستعمرُ العقولَ ضلالُ الأفكار المنحرفة، وكمالُ الاستسلامِ للإملاءات الضالة؛ يتخلى أصحابُها عن بعض إنسانيتهم، فتذهبُ عواطفُهم، وتُستنكَر مواقفُهم، حتى يصلَ شرُّهم إلى أقربِ الأقربين عن إرادةٍ وقصد. ما أعظمَ الهدايةَ سبيلًا إلى صلاح الدنيا والآخرة، وطريقًا إلى التراحم والتلاحم، وأبعدَ عن الشَّقاوة والعمى! |
﴿۞ قُلۡ تَعَالَوۡاْ أَتۡلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمۡ عَلَيۡكُمۡۖ أَلَّا تُشۡرِكُواْ بِهِۦ شَيۡـٔٗاۖ وَبِٱلۡوَٰلِدَيۡنِ إِحۡسَٰنٗاۖ وَلَا تَقۡتُلُوٓاْ أَوۡلَٰدَكُم مِّنۡ إِمۡلَٰقٖ نَّحۡنُ نَرۡزُقُكُمۡ وَإِيَّاهُمۡۖ وَلَا تَقۡرَبُواْ ٱلۡفَوَٰحِشَ مَا ظَهَرَ مِنۡهَا وَمَا بَطَنَۖ وَلَا تَقۡتُلُواْ ٱلنَّفۡسَ ٱلَّتِي حَرَّمَ ٱللَّهُ إِلَّا بِٱلۡحَقِّۚ ذَٰلِكُمۡ وَصَّىٰكُم بِهِۦ لَعَلَّكُمۡ تَعۡقِلُونَ ﴾ [الأنعام: 151]
ارتقُوا أيها الناس، وارتفِعوا من حضيض التشريعات الوضعيَّة، إلى سموِّ الأحكام الربانيَّة. إن الله هو الربُّ لعباده فهل يكونُ الحُكم فيهم إلا له وهو خالقُهم العليمُ بما يُصلِحُهم؟! الشِّرك بالله هو أشدُّ المحرَّماتِ وأعلاها، وشرُّ المعاصي وأخبثُها؛ لأنه خروجٌ عن حقِّ العبودية الخالصة للمعبود الواحد إلى غيره من خلقه. الأمر ببرِّ الوالدين مقترنٌ بالأمر بتوحيد الله، وذلك لأن للهِ تعالى على الإنسان نعمةَ الخلق والإيجاد، وللوالدين بعد الله نعمةَ التربية والإيلاد، فاشكرِ الله بالتوحيد، واشكر والديك بالبِرِّ. لقد ضمنَ اللهُ للناسِ أرزاقَهم قبل الإيجاد، فليس للإنسان العاقلِ أن يخشى كثرةَ الأولاد، فالخالقُ هو الرازق سبحانه وتعالى. تحديد النَّسلِ من أجل الحفاظ على رُقيِّ الاقتصاد نظرةٌ مادِّية خاطئة، فكلُّ مخلوقٍ ورزقُه مقترنان، وزيادةُ الأعداد زيادةٌ في الإنتاج. الإسلامُ دِينُ وقايةٍ قبل أن يقيمَ الحدودَ ويوقِعَ العقوبات، وهو دينُ حمايةٍ للضمائر والجوارح قبل التأديبِ على ركوبِ الموبقات. الإنسان المراقِبُ لله يفرُّ عن المعاصي خوفًا من ربِّه المعبود، لا فرارًا من العقوبة وإقامةِ الحدود، ويتعبَّدُ لله بترك الخطيئات، كما يتعبَّدُ له تعالى بفعل الطاعات. ظاهر النصِّ القرآنيِّ النهيُ عن القُرب من المعصيةِ لا عن إتيانها، ليحثَّ العبدَ على البعد عن أسبابها، وطرقِ الوصول إليها. |
﴿فَإِذَا ٱنسَلَخَ ٱلۡأَشۡهُرُ ٱلۡحُرُمُ فَٱقۡتُلُواْ ٱلۡمُشۡرِكِينَ حَيۡثُ وَجَدتُّمُوهُمۡ وَخُذُوهُمۡ وَٱحۡصُرُوهُمۡ وَٱقۡعُدُواْ لَهُمۡ كُلَّ مَرۡصَدٖۚ فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتَوُاْ ٱلزَّكَوٰةَ فَخَلُّواْ سَبِيلَهُمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٞ رَّحِيمٞ ﴾ [التوبة: 5]
على المسلمين اليقظةُ في معاملة العدوِّ، وحراسةُ المراصد التي يُخشى تسلُّلُ الأعداء منها، فليس أخو الحاجات مَن بات نائمًا. التوبة النصوح مَطهرةٌ عامَّةٌ لكلِّ ذنب، فمَن امتلأت صفحتُه أذًى ومحاربة، وفتنةً ومخالفة، فليتُب إلى ربِّه، وليستقِم على شريعته. لقد جعل اللهُ في التوبة والصلاة والزكاة مخرجًا لمَن ضُيِّقت عليه الخيرات، وأُلقيَ في صنوف الآفات. فضيلةٌ ظاهرةٌ للصلاة والزكاة في حفظ دماء الناس وأموالهم، فما أعظمَ أن تُراعى حرمةُ المصلِّين المُزكِّين! إن التوبة لا تكون توبةً مقبولة حتى يُبرهَنَ عليها بأعمالٍ صالحة تدلُّ على صدق صاحبها. ينال التائبون مغفرةَ الله رحمةً منه بهم، لا بمجرَّد عملهم؛ فالحمد لله على رحمته. |
﴿وَلَا تَقۡتُلُوٓاْ أَوۡلَٰدَكُمۡ خَشۡيَةَ إِمۡلَٰقٖۖ نَّحۡنُ نَرۡزُقُهُمۡ وَإِيَّاكُمۡۚ إِنَّ قَتۡلَهُمۡ كَانَ خِطۡـٔٗا كَبِيرٗا ﴾ [الإسراء: 31]
الله تعالى أرحمُ بالولد من والدَيه، فقد نهاهما عن قتله خشيةَ الإنفاق عليه، وتكفَّل سبحانه برزق الوالد وما ولد. إن المجتمع الذي يُبيح قتلَ الأولاد وإجهاض الأجِنَّة ومنعَ النسل؛ خوفًا من الفقر، لا يمكن أن يصلحَ شأنُه؛ لأنه مجتمع نفعيٌّ تسوده الأثَرة والأنانيَّة. |
﴿وَلَا تَقۡتُلُواْ ٱلنَّفۡسَ ٱلَّتِي حَرَّمَ ٱللَّهُ إِلَّا بِٱلۡحَقِّۗ وَمَن قُتِلَ مَظۡلُومٗا فَقَدۡ جَعَلۡنَا لِوَلِيِّهِۦ سُلۡطَٰنٗا فَلَا يُسۡرِف فِّي ٱلۡقَتۡلِۖ إِنَّهُۥ كَانَ مَنصُورٗا ﴾ [الإسراء: 33]
الإسلام دينُ الحياة والسلام، ولا يسمحُ لعبد أن يسلُبَ حياةَ أحدٍ إلا بإذن الشارع سبحانه، فهو باري الحياة ومالكها. الإسلام دينُ عدل، أنصف المظلومَ بقدر حقِّه، من غير تجاوزٍ قدرَ ظُلامتِه. |
﴿وَٱلَّذِينَ لَا يَدۡعُونَ مَعَ ٱللَّهِ إِلَٰهًا ءَاخَرَ وَلَا يَقۡتُلُونَ ٱلنَّفۡسَ ٱلَّتِي حَرَّمَ ٱللَّهُ إِلَّا بِٱلۡحَقِّ وَلَا يَزۡنُونَۚ وَمَن يَفۡعَلۡ ذَٰلِكَ يَلۡقَ أَثَامٗا ﴾ [الفرقان: 68]
توحيد الله تعالى هو أساسُ هذه العقيدة، ومَفرِق الطريق بين الوضوح والاستقامة في الاعتقاد، وبين الغموض والالتواء والتعقيد الذي لا يقوم على أساسه نظامٌ صالح للحياة. حين يكون هنالك تحرُّجٌ من قتل النفس بغير حق، تغدو الحياة آمنةً مطمئنَّة، إذ تُحترم فيها الحياة الإنسانيَّة، ولا تكون كحياة الغابات التي لا اطمئنانَ فيها ولا أمان. كم في جريمة الزنى من بُعد عن الرحمة التي تقوم عليها المجتمعات المسلمة، إذ كم شُرِّد بسببها من لقيط، ووُئد من إنسان، وتهدَّمت من بيوت! جمع الله في هذه الآية أصولَ المحرَّمات؛ فالشرك يفسد الأديان، وقتلُ النفس بغير حقٍّ يفسد الأبدان، والزنا يفسد الأعراضَ والأنساب. |
﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ إِذَا جَآءَكَ ٱلۡمُؤۡمِنَٰتُ يُبَايِعۡنَكَ عَلَىٰٓ أَن لَّا يُشۡرِكۡنَ بِٱللَّهِ شَيۡـٔٗا وَلَا يَسۡرِقۡنَ وَلَا يَزۡنِينَ وَلَا يَقۡتُلۡنَ أَوۡلَٰدَهُنَّ وَلَا يَأۡتِينَ بِبُهۡتَٰنٖ يَفۡتَرِينَهُۥ بَيۡنَ أَيۡدِيهِنَّ وَأَرۡجُلِهِنَّ وَلَا يَعۡصِينَكَ فِي مَعۡرُوفٖ فَبَايِعۡهُنَّ وَٱسۡتَغۡفِرۡ لَهُنَّ ٱللَّهَۚ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٞ رَّحِيمٞ ﴾ [الممتحنة: 12]
كلُّ مسلم رضي بالله ربًّا وبالإسلام دينًا وبمحمَّد ﷺ نبيًّا ورسولًا، في عُنقه بيعةٌ على السَّمع والطاعة، فإيَّاكم ونقضَ بيعتكم. الطاعة الواجبةُ إنما تكون في المشروع والمعروف، ولا طاعةَ لمخلوق في معصية الخالق. من رحمة الله بعباده أنَّ بنود البيعة اشتملت على المقوِّمات الكُبرى للعقيدة والحياة، بما يُصلح حالَ العبد والمجتمع والأمَّة. قوَّة التشريع مستمدَّةٌ من قوَّة الشريعة القائمة على المعروف؛ لأنها حُكم الله الحكيم الخبير، لا من إرادة الحاكم ولا الأمَّة ولا ذي رأي فَطير. |
مواضيع أخرى في القرآن الكريم
اسم الله الباطن إعتاق الرقاب نبي الله لوط الفرق بين الإيمان والإسلام كتم الشهادة فتح مكة العبر التاريخية في أنباء القرى رب الأرض الفجور إشاعة الفاحشة
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Thursday, November 21, 2024
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب