سورة الأنبياء | للقراءة من المصحف بخط كبير واضح
استماع mp3 | الجلالين&الميسر | تفسير الشوكاني |
إعراب الصفحة | تفسير ابن كثير | تفسير القرطبي |
التفسير المختصر | تفسير الطبري | تفسير السعدي |
تفسير ابن كثير تفسير الصفحة 325 من المصحف
** وَإِذَا رَآكَ الّذِينَ كَفَرُوَاْ إِن يَتّخِذُونَكَ إِلاّ هُزُواً أَهَـَذَا الّذِي يَذْكُرُ آلِهَتَكُمْ وَهُمْ بِذِكْرِ الرّحْمَـَنِ هُمْ كَافِرُونَ * خُلِقَ الإنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ سَأُوْرِيكُمْ آيَاتِي فَلاَ تَسْتَعْجِلُونِ
يقول تعالى لنبيه صلوات اللهوسلمه عليه {وإذا رآك الذين كفرو} يعني كفار قريش كأبي جهل وأشباهه {إن يتخذونك إلا هزو} أي يستهزئون بك وينتقصونك, يقولون: {أهذا الذي يذكر آلهتكم} يعنون أهذا الذي يسب آلهتكم ويسفه أحلامكم, قال تعالى: {وهم بذكر الرحمن هم كافرون} أي وهم كافرون بالله ومع هذا يستهزئون برسول الله, كما قال في الاَية الأخرى {وإذا رأوك إن يتخذونك إلا هزوا أهذا الذي بعث الله رسولاً * إن كاد ليضلنا عن آلهتنا لولا أن صبرنا عليها وسوف يعلمون حين يرون العذاب من أضل سبيل}.
وقوله: {خلق الإنسان من عجل} كما قال في الاَية الأخرى: {وكان الإنسان عجول} أي في الأمور. قال مجاهد: خلق الله آدم بعد كل شيء من آخر النهار من يوم خلق الخلائق, فلما أحيا الروح عينيه ولسانه ورأسه, ولم يبلغ أسفله, قال: يا رب استعجل بخلقي قبل غروب الشمس. وقال ابن أبي حاتم, حدثنا أحمد بن سنان. حدثنا يزيد بن هارون, أنبأنا محمد بن علقمة بن وقاص الليثي عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خير يوم طلعت فيه الشمس يوم الجمعة, فيه خلق آدم وفيه أدخل الجنة وفيه أهبط منها, وفيه تقوم الساعة وفيه ساعة لا يوافقها مؤمن يصلي ـ وقبض أصابعه يقللها ـ فسأل الله خيراً إلا أعطاه إياه» قال أبو سلمة: فقال عبد الله بن سلام: قد عرفت تلك الساعة, هي آخر ساعات النهار من يوم الجمعة, وهي التي خلق الله فيها آدم, قال الله تعالى: {خلق الإنسان من عجل سأريكم آياتي فلا تستعجلون} والحكمة في ذكر عجلة الإنسان ههنا أنه لما ذكر المستهزئين بالرسول صلوات الله وسلامة عليه, وقع في النفوس سرعة الانتقام منهم واستعجلت ذلك,فقال الله تعالى: {خلق الإنسان من عجل} لأنه تعالى يملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته, يؤجل ثم يعجل, وينظر ثم لا يؤخر, ولهذا قال: {سأريكم آياتي} أي نقمي وحكمي واقتداري على من عصاني {فلا تستعجلون}.
** وَيَقُولُونَ مَتَىَ هَـَذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ * لَوْ يَعْلَمُ الّذِينَ كَفَرُواْ حِينَ لاَ يَكُفّونَ عَن وُجُوهِهِمُ النّارَ وَلاَ عَن ظُهُورِهِمْ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ * بَلْ تَأْتِيهِم بَغْتَةً فَتَبْهَتُهُمْ فَلاَ يَسْتَطِيعُونَ رَدّهَا وَلاَ هُمْ يُنظَرُونَ
يخبر تعالى عن المشركين أنهم يستعجلون أيضاً بوقوع العذاب بهم تكذيباً وجحوداً وكفراً وعناداً واستعباداً, فقال {ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين} قال الله تعالى: {لو يعلم الذين كفروا حين لا يكفون عن وجوههم النار ولا عن ظهورهم} أي لو تيقنوا أنها واقعة بهم لا محالة لما استعجلوا به. ولو يعلمون حين يغشاهم العذاب من فوقهم ومن تحت أرجلهم {لهم من فوقهم ظلل من النار ومن تحتهم ظلل} {لهم من جهنم مهاد ومن فوقهم غواش} وقال في هذه الاَية: {حين لا يكفون عن وجوههم النار ولا عن ظهورهم} وقال: {سرابيلهم من قطران وتغشى وجوههم النار} فالعذاب محيط بهم من جميع جهاتهم {ولا هم ينصرون} أي لا ناصر لهم, كما قال: {وما لهم من الله من واق}. وقوله: {بل تأتيهم بغتة} أي {تأتيهم النار بغتة} أي فجأة, {فتبهتهم} أي تذعرهم, فيستسلمون لها حائرين ولا يدرون ما يصنعون, {فلا يستطعون رده} أي ليس لهم حيلة في ذلك, {ولا هم ينظرون} أي ولا يؤخر عنهم ذلك ساعة واحدة.
** وَلَقَدِ اسْتُهْزِىءَ بِرُسُلٍ مّن قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالّذِينَ سَخِرُواْ مِنْهُمْ مّا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ * قُلْ مَن يَكْلَؤُكُم بِالْلّيْلِ وَالنّهَارِ مِنَ الرّحْمَـَنِ بَلْ هُمْ عَن ذِكْرِ رَبّهِمْ مّعْرِضُونَ * أَمْ لَهُمْ آلِهَةٌ تَمْنَعُهُمْ مّن دُونِنَا لاَ يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَ أَنْفُسِهِمْ وَلاَ هُمْ مّنّا يُصْحَبُونَ
يقول تعالى مسلياً لرسوله عما آذاه به المشركون من الاستهزاء والتكذيب {ولقد استهزىء برسل من قبلك فحاق بالذين سخروا منهم ما كانوا به يستهزئون} يعني من العذاب الذي كانوا يستبعدون وقوعه, كما قال تعالى: {ولقد كذبت رسل من قبلك فصبروا على ما كذبوا وأوذوا حتى أتاهم نصرنا ولا مبدل لكلمات الله * ولقد جاءك من نبأ المرسلين} ثم ذكر تعالى نعمته على عبيده في حفظه بالليل والنهار, وكلاءته وحراسته لهم بعينه التي لا تنام, فقال: {قل من يكلؤكم بالليل والنهار من الرحمن} أي بدل الرحمن يعني غيره, كما قال الشاعر:
جارية لم تلبس المرققاولم تذق من البقول الفستقا
أي لم تذق بدل البقول الفستق. وقوله تعالى: {بل هم عن ذكر ربهم معرضون} أي لا يعترفون بنعمة الله عليهم وإحسانه إليهم, بل يعرضون عن آياته وآلائه, ثم قال {أم لهم آلهة تمنعهم من دونن} استفهام إنكار وتقريع وتوبيخ, أي ألهم آلهة تمنعهم وتكلؤهم غيرنا ؟ ليس الأمر كما توهموا, ولا كما زعموا, ولهذا قال: {لا يستطعون نصر أنفسهم} أن هذه الاَلهة التي استندوا إليها غير الله لا يستطيعون نصر أنفسهم. وقوله: {ولا هم منا يصحبون} قال العوفي عن ابن عباس: ولا هم منا يصحبون أي يجارون. وقال قتادة: لا يصبحون من الله بخير. وقال غيره: ولا هم منا يصحبون يمنعون.
تفسير ابن كثير - صفحة القرآن رقم 325
325 : تفسير الصفحة رقم 325 من القرآن الكريم** وَإِذَا رَآكَ الّذِينَ كَفَرُوَاْ إِن يَتّخِذُونَكَ إِلاّ هُزُواً أَهَـَذَا الّذِي يَذْكُرُ آلِهَتَكُمْ وَهُمْ بِذِكْرِ الرّحْمَـَنِ هُمْ كَافِرُونَ * خُلِقَ الإنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ سَأُوْرِيكُمْ آيَاتِي فَلاَ تَسْتَعْجِلُونِ
يقول تعالى لنبيه صلوات اللهوسلمه عليه {وإذا رآك الذين كفرو} يعني كفار قريش كأبي جهل وأشباهه {إن يتخذونك إلا هزو} أي يستهزئون بك وينتقصونك, يقولون: {أهذا الذي يذكر آلهتكم} يعنون أهذا الذي يسب آلهتكم ويسفه أحلامكم, قال تعالى: {وهم بذكر الرحمن هم كافرون} أي وهم كافرون بالله ومع هذا يستهزئون برسول الله, كما قال في الاَية الأخرى {وإذا رأوك إن يتخذونك إلا هزوا أهذا الذي بعث الله رسولاً * إن كاد ليضلنا عن آلهتنا لولا أن صبرنا عليها وسوف يعلمون حين يرون العذاب من أضل سبيل}.
وقوله: {خلق الإنسان من عجل} كما قال في الاَية الأخرى: {وكان الإنسان عجول} أي في الأمور. قال مجاهد: خلق الله آدم بعد كل شيء من آخر النهار من يوم خلق الخلائق, فلما أحيا الروح عينيه ولسانه ورأسه, ولم يبلغ أسفله, قال: يا رب استعجل بخلقي قبل غروب الشمس. وقال ابن أبي حاتم, حدثنا أحمد بن سنان. حدثنا يزيد بن هارون, أنبأنا محمد بن علقمة بن وقاص الليثي عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خير يوم طلعت فيه الشمس يوم الجمعة, فيه خلق آدم وفيه أدخل الجنة وفيه أهبط منها, وفيه تقوم الساعة وفيه ساعة لا يوافقها مؤمن يصلي ـ وقبض أصابعه يقللها ـ فسأل الله خيراً إلا أعطاه إياه» قال أبو سلمة: فقال عبد الله بن سلام: قد عرفت تلك الساعة, هي آخر ساعات النهار من يوم الجمعة, وهي التي خلق الله فيها آدم, قال الله تعالى: {خلق الإنسان من عجل سأريكم آياتي فلا تستعجلون} والحكمة في ذكر عجلة الإنسان ههنا أنه لما ذكر المستهزئين بالرسول صلوات الله وسلامة عليه, وقع في النفوس سرعة الانتقام منهم واستعجلت ذلك,فقال الله تعالى: {خلق الإنسان من عجل} لأنه تعالى يملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته, يؤجل ثم يعجل, وينظر ثم لا يؤخر, ولهذا قال: {سأريكم آياتي} أي نقمي وحكمي واقتداري على من عصاني {فلا تستعجلون}.
** وَيَقُولُونَ مَتَىَ هَـَذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ * لَوْ يَعْلَمُ الّذِينَ كَفَرُواْ حِينَ لاَ يَكُفّونَ عَن وُجُوهِهِمُ النّارَ وَلاَ عَن ظُهُورِهِمْ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ * بَلْ تَأْتِيهِم بَغْتَةً فَتَبْهَتُهُمْ فَلاَ يَسْتَطِيعُونَ رَدّهَا وَلاَ هُمْ يُنظَرُونَ
يخبر تعالى عن المشركين أنهم يستعجلون أيضاً بوقوع العذاب بهم تكذيباً وجحوداً وكفراً وعناداً واستعباداً, فقال {ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين} قال الله تعالى: {لو يعلم الذين كفروا حين لا يكفون عن وجوههم النار ولا عن ظهورهم} أي لو تيقنوا أنها واقعة بهم لا محالة لما استعجلوا به. ولو يعلمون حين يغشاهم العذاب من فوقهم ومن تحت أرجلهم {لهم من فوقهم ظلل من النار ومن تحتهم ظلل} {لهم من جهنم مهاد ومن فوقهم غواش} وقال في هذه الاَية: {حين لا يكفون عن وجوههم النار ولا عن ظهورهم} وقال: {سرابيلهم من قطران وتغشى وجوههم النار} فالعذاب محيط بهم من جميع جهاتهم {ولا هم ينصرون} أي لا ناصر لهم, كما قال: {وما لهم من الله من واق}. وقوله: {بل تأتيهم بغتة} أي {تأتيهم النار بغتة} أي فجأة, {فتبهتهم} أي تذعرهم, فيستسلمون لها حائرين ولا يدرون ما يصنعون, {فلا يستطعون رده} أي ليس لهم حيلة في ذلك, {ولا هم ينظرون} أي ولا يؤخر عنهم ذلك ساعة واحدة.
** وَلَقَدِ اسْتُهْزِىءَ بِرُسُلٍ مّن قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالّذِينَ سَخِرُواْ مِنْهُمْ مّا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ * قُلْ مَن يَكْلَؤُكُم بِالْلّيْلِ وَالنّهَارِ مِنَ الرّحْمَـَنِ بَلْ هُمْ عَن ذِكْرِ رَبّهِمْ مّعْرِضُونَ * أَمْ لَهُمْ آلِهَةٌ تَمْنَعُهُمْ مّن دُونِنَا لاَ يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَ أَنْفُسِهِمْ وَلاَ هُمْ مّنّا يُصْحَبُونَ
يقول تعالى مسلياً لرسوله عما آذاه به المشركون من الاستهزاء والتكذيب {ولقد استهزىء برسل من قبلك فحاق بالذين سخروا منهم ما كانوا به يستهزئون} يعني من العذاب الذي كانوا يستبعدون وقوعه, كما قال تعالى: {ولقد كذبت رسل من قبلك فصبروا على ما كذبوا وأوذوا حتى أتاهم نصرنا ولا مبدل لكلمات الله * ولقد جاءك من نبأ المرسلين} ثم ذكر تعالى نعمته على عبيده في حفظه بالليل والنهار, وكلاءته وحراسته لهم بعينه التي لا تنام, فقال: {قل من يكلؤكم بالليل والنهار من الرحمن} أي بدل الرحمن يعني غيره, كما قال الشاعر:
جارية لم تلبس المرققاولم تذق من البقول الفستقا
أي لم تذق بدل البقول الفستق. وقوله تعالى: {بل هم عن ذكر ربهم معرضون} أي لا يعترفون بنعمة الله عليهم وإحسانه إليهم, بل يعرضون عن آياته وآلائه, ثم قال {أم لهم آلهة تمنعهم من دونن} استفهام إنكار وتقريع وتوبيخ, أي ألهم آلهة تمنعهم وتكلؤهم غيرنا ؟ ليس الأمر كما توهموا, ولا كما زعموا, ولهذا قال: {لا يستطعون نصر أنفسهم} أن هذه الاَلهة التي استندوا إليها غير الله لا يستطيعون نصر أنفسهم. وقوله: {ولا هم منا يصحبون} قال العوفي عن ابن عباس: ولا هم منا يصحبون أي يجارون. وقال قتادة: لا يصبحون من الله بخير. وقال غيره: ولا هم منا يصحبون يمنعون.
الصفحة رقم 325 من المصحف تحميل و استماع mp3