تفسير الشوكاني تفسير الصفحة 259 من المصحف



فتح القدير - صفحة القرآن رقم 259

258

ثم وصفها سبحانه بأنها 25- "تؤتي أكلها كل حين" كل وقت "بإذن ربها" بإرادته ومشيئته، قيل وهي النخلة، وقيل غيرها. قيل والمراد بكونها تؤتي أكلها كل حين: أي كل ساعة من الساعات من ليل أو نهار في جميع الأوقات من غير فرق بين شتاء وصيف، وقيل المراد في أوقات مختلفة من غير تعيين، وقيل كل غدوة وعشية، وقيل كل شهر، وقيل كل ستة أشهر. قال النحاس: وهذه الأقوال متقاربة غير متناقضة لأن الخبر عند جميع أهل اللغة إلا من شذ منهم بمعنى الوقت يقع لقليل الزمان وكثيره، وأنشد الأصمعي قول النابغة: تطلقه حيناً وحينا تراجع قال النحاس: وهذا يبين لك أن الحين بمعنى الوقت. وقد ورد الحين في بعض المواضع يراد به أكثر كقوله: "هل أتى على الإنسان حين من الدهر". وقد تقدم بيان أقوال العلماء في الحين في سورة البقرة في قوله: "ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين". وقال الزجاج: الحين الوقت طال أم قصر "ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون" يتفكرون أحوال المبدإ والمعاد، وبدائع صنعه سبحانه الدالة على وجوده ووحدانيته، وفي ضرب الأمثال زيادة تذكير وتفهيم وتصوير للمعاني.
26- "ومثل كلمة خبيثة" قد تقدم تفسيرها، وقيل هي الكافر نفسه، والكلمة الطيبة: المؤمن نفسه "كشجرة خبيثة" أي كمثل شجرة خبيثة، قيل هي شجرة الحنظل، وقيل هي شجرة الثوم، وقيل الكمأة، وقيل الطحلبة، وقيل هي الكشوث بالضم وآخره مثلثة، وهي شجرة لا ورق لها ولا عروق في الأرض. قال الشاعر: وهي كشوث فلا أصل ولا ثمر وقرئ " مثلا كلمة " بالنصب عطفاً على كلمة طيبة "اجتثت من فوق الأرض" أي استؤصلت واقتلعت من أصلها، ومنه قول الشاعر: هو الجلاء الذي يجتث أصلكم قال المؤرخ: أخذت جثتها وهي نفسها، والجثة: شخص الإنسان، يقال جثه: قلعه، واجتثه: اقتلعه، ومعنى من فوق الأرض: أنه ليس لها أصل راسخ وعروق متمكنة من الأرض "ما لها من قرار" أي من استقرار على الأرض. وقيل من ثبات على الأرض، كما أن الكافر وكلمته لا حجة له ولا ثبات فيه ولا خير يأتي منه أصلاً، ولا يصعد له قول طيب ولا عمل طيب.
27- "يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت" أي بالحجة الواضحة، وهي الكلمة الطيبة المتقدم ذكرها. وقد ثبت في الصحيح أنها كلمة الشهادة شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله وذلك إذا قعد المؤمن في قبره قال النبي صلى الله عليه وسلم: فذلك قوله تعالى: "يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت"، وقيل معنى تثبيت الله لهم هو أن يدوموا على القول الثابت، ومنه قول عبد الله بن رواحة: يثبت الله ما آتاك من حسن تثبيت موسى ونصراً كالذي نصروا ومعنى "في الحياة الدنيا" أنهم يستمرون على القول الثابت في الحياة الدنيا، قال جماعة: المراد بالحياة الدنيا في هذه الآية القبر لأن الموتى في الدنيا حتى يبعثوا، ومعنى "وفي الآخرة" وقت الحساب. وقيل المراد بالحياة الدنيا: وقت المساءلة في القبر، وفي الآخرة: وقت المساءلة يوم القيامة: والمراد أنهم إذا سئلوا عن معتقدهم ودينهم أوضحوا ذلك بالقول الثابت من دون تلعثم ولا تردد ولا جهل، كما يقول من لم يوفق: لا أدري، فيقال له لا دريت ولا تليت "ويضل الله الظالمين" أي يضلهم عن حجتهم التي هي القول الثابت فلا يقدرون على التكلم بها في قبورهم ولا عند الحساب، كما أضلهم عن اتباع الحق في الدنيا. قيل والمراد بالظالمين هنا الكفرة، وقيل كل من ظلم نفسه ولو بمجرد الإعراض عن البينات الواضحة فإنه لا يثبت في مواقف الفتن ولا يهتدي إلى الحق، ثم ذكر سبحانه أنه يفعل ما يشاء من التثبيت والخذلان لا راد لحكمه، ولا يسأل عما يفعل. قال الفراء: أي لا تنكر له قدرة ولا يسأل عما يفعل، والإظهار في محل الإضمار في الموضعين لتربية المهابة كما قيل والله أعلم. وقد أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي عن ابن عباس في قوله: "ألم تر كيف ضرب الله مثلاً كلمة طيبة" قال: شهادة أن لا إله إلا الله "كشجرة طيبة" وهو المؤمن "أصلها ثابت" يقول: لا إله إلا الله ثابت في قلب المؤمن "وفرعها في السماء" يقول: يرفع بها عمل المؤمن إلى السماء "ومثل كلمة خبيثة" وهي الشرك "كشجرة خبيثة" يعني الكافر "اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار" يقول: الشرك ليس له أصل يأخذ به الكافر ولا برهان، ولا يقبل الله مع الشرك عملاً. وقد روي نحو هذا عن جماعة من التابعين ومن بعدهم. وأخرج الترمذي والنسائي والبزار وأبو يعلى وابن جرير وابن أبي حاتم وابن حبان والحاكم وصححه، وابن مردويه عن أنس قال: "أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بقناع من بسر فقال: " مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة " حتى بلغ "تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها" قال: هي النخلة "ومثل كلمة خبيثة" حتى بلغ "ما لها من قرار" قال: هي الحنظلة". وروي موقوفاً على أنس، قال الترمذي: الموقوف أصح. وأخرج أحمد وابن مردويه. قال السيوطي بسند جيد عن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: "كشجرة طيبة"، قال هي التي لا ينقص ورقها قال: هي النخلة. وأخرج البخاري وغيره من حديث ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً لأصحابه: "إن شجرة من الشجر لا يطرح ورقها مثل المؤمن، قال: فوقع الناس في شجرة البوادي، ووقع في قلبي أنها النخلة، فاستحييت حتى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هي النخلة"، وفي لفظ للبخاري قال: "أخبروني عن شجرة كالرجل المسلم لا يتحات ورقها ولا تؤتي أكلها كل حين، فذكر نحوه". وفي لفظ لابن جرير وابن مردويه من حديث ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "هل تدرون ما الشجرة الطيبة؟، ثم قال: هي النخلة" وروي نحو هذا عن جماعة من الصحابة والتابعين. وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: "تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها" قال: كل ساعة بالليل والنهار والشتاء والصيف، وذلك مثل المؤمن يطيع ربه بالليل والنهار والشتاء والصيف. وأخرج ابن أبي حاتم عنه في الآية قال: يكون أخضر ثم يكون أصفر. وأخرج عنه أيضاً في قوله: "كل حين" قال: جذاذ النخل. وأخرج الفريابي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عنه أيضاً "تؤتي أكلها كل حين" قال: تطعم في كل ستة أشهر. وأخرج أبو عبيد وابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر عنه أيضاً قال: الحين هنا سنة. وأخرج البيهقي عنه أيضاً قال: الحين قد يكون غدوة وعشية. وقد روي عن جماعة من السلف في هذا أقوال كثيرة. وأخرج البخاري ومسلم وأهل السنن وغيرهم عن البراء بن عازب: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "المسلم إذا سئل في القبر يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله"، فذلك قوله سبحانه: "يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة". وأخرج ابن أبي شيبة والبيهقي عن البراء بن عازب في قوله: "يثبت الله الذين آمنوا" الآية قال: التثبيت في الحياة الدنيا إذا جاء الملكان إلى الرجل في القبر فقالا من ربك؟ فقال ربي الله، قال: وما دينك؟ قال ديني الإسلام، قال: ومن نبيك؟ قال نبيي محمد صلى الله عليه وسلم، فذلك التثبيت في الحياة الدنيا. وأخرج البيهقي عن ابن عباس نحوه. وأخرج الطبراني في الأوسط وابن مردويه عن أبي سعيد في الآية قال: في الآخرة القبر. وأخرج ابن مردويه عن عائشة قالت: "قال النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى: "يثبت الله الذين آمنوا" الآية قال: هذا في القبر". وأخرج البيهقي من حديثها نحوه. وأخرج البزار عنها أيضاً قالت "قلت يا رسول الله تبتلى هذه الأمة في قبورها، فكيف بي وأنا امرأة ضعيفة؟ قال: "يثبت الله الذين آمنوا" الآية"، وقد وردت أحاديث كثيرة في سؤال الملائكة للميت في قبره، وفي جوابه عليهم وفي عذاب القبر وفتنته، وليس هذا موضع بسطها، وهي معروفة.
قوله: 28- "ألم تر" هذا خطاب لرسول الله صلى الله عليه وسلم أو لكل من يصلح له، وهو تعجيب من حال الكفار حيث جعلوا بدل نعمة الله عليهم الكفر: أي بدل شكرها الكفر بها، وذلك بتكذيبهم محمداً صلى الله عليه وسلم حين بعثه الله منهم وأنعم عليهم به. وقد ذهب جمهور المفسرين إلى أنهم كفار مكة وأن الآية نزلت فيهم وقيل نزلت في الذين قاتلوا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر، وقيل نزلت في بطنين من بطون قريش بني مخزوم وبني أمية، وقيل نزلت في متنصرة العرب، وهم جبلة بن الأيهم وأصحابه، وفيه نظر، فإن جبلة وأصحابه لم يسلموا إلا في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وقيل إنها عامة في جميع المشركين، وقيل المراد بتبديل نعمة الله كفراً أنهم لما كفروها سلبهم الله ذلك فصاروا متبدلين بها الكفر "وأحلوا قومهم دار البوار" أي أنزلوا قومهم بسبب ما زينوه لهم من الكفر دار البوار، وهي جهنم، والبوار الهلاك، وقيل هم قادة قريش أحلوا قومهم يوم بدر دار البوار: أي الهلاك وهو القتل الذي أصيبوا به، ومنه قول الشاعر: فلم أر مثلهم أبطال حرب غداة الحرب إذ خيف البوار
والأول أولى لقوله: 29- "جهنم" فإنه عطف بيان لدار البوار، و "يصلونها" في محل نصب على الحال، أو هو مستأنف لبيان كيفية حلولهم فيها "وبئس القرار" أي بئس القرار قرارهم فيها، أو بئس المقر جهنم، فالمخصوص بالذم محذوف.
30- "وجعلوا لله أنداداً" معطوف على: وأحلوا: أي جعلوا لله شركاء في الربوبية، أو في التسمية وهي الأصنام. قرأ ابن كثير وأبو عمرو "ليضلوا" بفتح الياء: أي ليضلوا أنفسهم عن سبيل الله، وتكون اللام للعاقبة: أي ليتعقب جهلهم لله أنداداً ضلالهم، لأن العاقل لا يريد ضلال نفسه، وحسن استعمال لام العاقبة هنا لأنها تشبه الغرض والغاية من جهة حصولها في آخر المراتب، والمشابهة أحد الأمور المصححة للمجاز. وقرأ الباقون بضم الياء ليوقعوا قومهم في الضلال عن سبيل الله، فهذا هو الغرض من جعلهم لله أنداداً. ثم هددهم سبحانه، فقال لنبيه صلى الله عليه وسلم "قل تمتعوا" بما أنتم فيه من الشهوات، وما زينته لكم أنفسكم من كفران النعم وإضلال الناس "فإن مصيركم إلى النار" أي مردكم ومرجعكم إليها ليس إلا، ولما كان هذا حالهم، وقد صاروا لفرط تهالكهم عليه وانهماكهم فيه لا يقلعون عنه، ولا يقبلون فيه نصح الناصحين جعل الأمر بمباشرته مكان النهي قربانه إيضاحاً لما تكون عليه عاقبتهم، وأنهم لا محالة صائرون إلى النار فلا بد لهم من تعاطي الأسباب المقتضية ذلك، فجملة "فإن مصيركم إلى النار" تعليل للأمر بالتمتع، وفيه من التهديد ما لا يقادر قدره، ويجوز أن تكون هذه الجملة جواباً لمحذوف دل عليه سياق الكلام، كأنه قيل: فإن دمتم على ذلك فإن مصيركم إلى النار، والأول أولى والنظم القرآني عليه أدل، وذلك كما يقال لمن يسعى في مخالفة السلطان: اصنع ما شئت من المخالفة، فإن مصيرك إلى السيف.
31- "قل لعبادي الذين آمنوا يقيموا الصلاة وينفقوا مما رزقناهم سراً وعلانية" لما أمره بأن يقول للمبدلين نعمة الله كفراً الجاعلين لله أنداداً ما قاله لهم أمره سبحانه أن يقول للطائفة المقابلة لهم، وهي طائفة المؤمنين هذا القول والمقول محذوف دل عليه المذكور: أي قل لعبادي أقيموا وأنفقوا ويقيموا وينفقوا، فجزم يقيموا على أنه جواب الأمر المحذوف، وكذلك ينفقوا، ذكر معنى هذا الفراء. وقال الزجاج: إن يقيموا مجزوم بمعنى اللام: أي ليقيموا فأسقطت اللام: ثم ذكر وجهاً آخر للجزم مثل ما ذكره الفراء: وانتصاب سراً وعلانية، إما على الحال: أي مسرين ومعلنين، أو على المصدر: أي إنفاق سر وإنفاق علانية، أو على الظرف: أي وقت سر ووقت علانية. قال الجمهور: السر ما خفي، والعلانية ما ظهر. وقيل السر التطوع، والعلانية الفرض، وقد تقدم بيان هذا عند تفسير قوله: "إن تبدوا الصدقات فنعما هي" "من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلال" قال أبو عبيدة: البيع ها هنا الفداء والخلال المخالة، وهو مصدر. قال الواحدي: هذا قول جميع أهل اللغة. وقال أبو علي الفارسي: يجوز أن يكون جمع خلة مثل برمة وبرام وعلبة وعلاب، والمعنى: أن يوم القيامة لا بيع فيه حتى يفتدي المقصر في العمل نفسه من عذاب الله بدفع عوض عن ذلك، وليس هناك مخاللة حتى يشفع الخليل لخليله وينقذه من العذاب، فأمرهم سبحانه بالإنفاق في وجوه الخير مما رزقهم الله ما داموا في الحياة الدنيا قادرين على إنفاق أموالهم من قبل أن يأتي يوم القيامة، فإنهم لا يقدرون على ذلك بل لا مال لهم إذ ذاك، فالجملة أعني "من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلال" لتأكيد مضمون الأمر بالإنفاق مما رزقهم الله. ويمكن أن يكون فيها أيضاً تأكيد لمضمون الأمر بإقامة الصلاة، وذلك لأن تركها كثيراً ما يكون بسبب الاشتغال بالبيع ورعاية حقوق الأخلاء، وقد تقدم في البقرة تفسير البيع والخلال.
32- "الله الذي خلق السموات والأرض" أي أبدعهما واخترعهما على غير مثال وخلق ما فيهما من الأجرام العلوية والسفلية، والاسم الشريف مبتدأ وما بعده خبره "وأنزل من السماء ماء" المراد بالسماء هنا جهة العلو، فإنه يدخل في ذلك الفلك عند من قال إن ابتداء المطر منه، ويدخل فيه السحاب عند من قال إن ابتداء المطر منها، وتدخل فيه الأسباب التي تثير السحاب كالرياح، وتنكير الماء هنا للنوعية: أي نوعاً من أنواع الماء، وهو ماء المطر "فأخرج به من الثمرات رزقاً لكم" أي أخرج بذلك الماء من الثمرات المتنوعة رزقاً لبني آدم يعيشون به، و "من" في "من الثمرات" للبيان كقولك: أنفقت من الدراهم، وقيل للتبعيض لأن الثمرات منها ما هو رزق لبني آدم، ومنها ما ليس برزق لهم، وهو ما لا يأكلونه ولا ينتفعون به "وسخر لكم الفلك" فجرت على إرادتكم واستعملتموها في مصالحكم، ولذا قال: "لتجري في البحر" كما تريدون وعلى ما تطلبون "بأمره" أي بأمر الله ومشيئته، وقد تقدم تفسير هذا في البقرة "وسخر لكم الأنهار" أي ذللها لكم بالركوب عليها والإجراء لها إلى حيث تريدون.
33- "وسخر لكم الشمس والقمر" لتنتفعوا بهما وتستضيئوا بضوئهما، وانتصاب "دائبين" على الحال، والدؤوب مرور الشيء في العمل على عادة جارية: أي دائبين في إصلاح ما يصلحانه من النبات وغيره، وقيل دائبين في السير امتثالاً لأمر الله، والمعنى: يجريان إلى يوم القيامة لا يفتران ولا ينقطع سيرهما "وسخر لكم الليل والنهار" يتعاقبان، فالنهار لسعيكم في أمور معاشكم وما تحتاجون إليه من أمور دنياكم، والليل لتسكنوا كما قال سبحانه: "ومن رحمته جعل لكم الليل والنهار لتسكنوا فيه ولتبتغوا من فضله".