سورة الفتح | للقراءة من المصحف بخط كبير واضح
استماع mp3 | الجلالين&الميسر | تفسير الشوكاني |
إعراب الصفحة | تفسير ابن كثير | تفسير القرطبي |
التفسير المختصر | تفسير الطبري | تفسير السعدي |
تفسير الشوكاني تفسير الصفحة 513 من المصحف
قوله: 16- "قل للمخلفين من الأعراب" هم المذكورون سابقاً "ستدعون إلى قوم أولي بأس شديد" قال عطاء بن أبي رباح ومجاهد وابن أبي ليلى وعطاء الخراساني: هم فارس وقال كعب والحسن: هم الروم. وروي عن الحسن أيضاً أنه قال: هم فارس والروم. وقال سعيد بن جبير: هم هوازن وثقيف. وقال عكرمة: هوازان. وقال قتادة: هوازن وغطفان يوم حنين. وقال الزهري ومقاتل: هم بنو حنيفة أهل اليمامة أصحاب مسيلمة. وحكى هذا القول الواحدي عن أكثر المفسرين "تقاتلونهم أو يسلمون" أي يكون أحد الأمرين: إما المقاتلة، أو الإسلام لا ثالث لهما، وهذا حكم الكفار الذين لا تؤخذ منهم الجزية. قال الزجاج: التقدير أو هم يسلمون، وفي قراءة أبي أو يسلموا أي حتى يسلموا "فإن تطيعوا يؤتكم الله أجراً حسناً" وهو الغنيمة في الدنيا والجنة في الآخرة "وإن تتولوا" أي تعرضوا "كما توليتم من قبل" وذلك عام الحديبية "يعذبكم عذاباً أليماً" بالقتل والأسر والقهر في الدنيا وبعذاب النار في الآخرة لتضاعف جرمكم.
17- "ليس على الأعمى حرج ولا على الأعرج حرج ولا على المريض حرج" أي ليس على هؤلاء المعذورين بهذه الأعذار حرج في التخلف عن الغزو لعدم استطاعتهم. قال مقاتل: عذر الله أهل الزمانة الذين تخلفوا عن المسير إلى الحديبية بهذه الآية، والحرج: الإثم "ومن يطع الله ورسوله" فيما أمرا به ونهياه عنه " يدخله جنات تجري من تحتها الأنهار " قرأ الجمهور "يدخله" بالتحتية، واختار هذه القراءة أبو حاتم وأبو عبيد، وقرأ نافع وابن عامر بالنون "ومن يتول يعذبه عذاباً أليماً" أي ومن يعرض عن الطاعة يعذبه الله عذاباً شديد الألم.
ثم ذكر سبحانه الذين أخلصوا نياتهم وشهدوا بيعة الرضوان، فقال: 18- "لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة" أي رضي الله عنهم وقت تلك البيعة، وهي بيعة الرضوان، وكانت بالحديبية، والعامل فيها، "تحت" إما يبايعونك، أو محذوف على أنه حال من المفعول، وهذه الشجرة المذكورة هي شجرة كانت بالحديبية وقيل سدرة، وكانت البيعة على أن يقاتلوا قريشاً ولا يفروا. وروي أنه بايعهم على الموت، وقد تقدم ذكر عدد أهل هذه البيعة قريباً، والقصة مبسوطة في كتب الحديث والسير "فعلم ما في قلوبهم" معطوف على يبايعونك. قال الفراء: أي علم ما في قلوبهم من الصدق والوفاء. وقال قتادة وابن جريح: من الرضى بأمر البيعة على أن لا يفروا. وقال مقاتل: من كراهة البيعة على الموت "فأنزل السكينة عليهم" معطوف على رضى، والسكينة: الطمأنينة وسكون النفس كما تقدم، وقيل الصبر "وأثابهم فتحاً قريباً" هو فتح خيبر عند انصرافهم من الحديبية. قاله قتادة وابن أبي ليلى وغيرهما، وقيل فتح مكة، والأول أولى.
19- "ومغانم كثيرة يأخذونها" أي وأثابكم مغانم كثيرة، أو وآتاكم، وهي غنائم خيبر، والالتفات لتشريفهم بالخطاب "وكان الله عزيزاً حكيماً" أي غالباً مصدراً أفعاله وأقواله على أسلوب الحكمة.
20- "وعدكم الله مغانم كثيرة تأخذونها" في هذا وعد منه سبحانه لعباده المؤمنين بما سيفتحه عليهم من الغنائم إلى يوم القيامة يأخذونها في أوقاتها التي قدر وقوعها فيها "فعجل لكم هذه" أي غنائم خيبر، قاله مجاهد وغيره، وقيل صلح الحديبية "وكف أيدي الناس عنكم" أي وكف أيدي قريش عنكم يوم الحديبية بالصلح، وقيل كف أيدي أهل خيبر وأنصارهم عن قتالكم وقذف في قلوبهم الرعب. وقال قتادة: كف أيدي اليهود عن المدينة بعد خروج النبي صلى الله عليه وسلم إلى الحديبية وخيبر، ورجح هذا ابن جرير، قال: لأن كف أيدي الناس بالحديبية مذكور في قوله: "وهو الذي كف أيديهم عنكم" وقيل كف أيدي الناس عنكم: يعني عيينة بين حصن الفزاري، وعوف بن مالك النضري ومن كان معهما، إذ جاءوا لينصروا أهل خيبر عند حصار النبي صلى الله عليه وسلم لهم "ولتكون آية للمؤمنين" اللام يجوز أن تتعلق بفعل محذوف يقدر بعده: أي فعل ما فعل من التعجيل والكف لتكون آية، أو على علة محذوفة تقديرها وعد فعجل وكف لتنتفعوا بذلك ولتكون آية. وقيل إن الواو مزيدة واللام لتعليل ما قبله: أي وكف لتكون، والمعنى: ذلك الكف آية يعلم بها صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم في جمع ما يعدكم به " ويهديكم صراطا مستقيما " أي يزيدكم بتلك الآية هدى ، أو يثبتكم على الهداية إلى الطريق الحق .
21- "وأخرى لم تقدروا عليها" معطوف على هذه: أي فعجل لكم هذه المغانم، ومغانم أخرى لم تقدروا عليها، وهي الفتوح التي فتحها الله على المسلمين من بعد كفارس والروم ونحوهما، كذا قال الحسن ومقاتل وابن أبي ليلى. وقال الضحاك وابن زيد وابن أبي إسحاق: هي خيبر وعدها الله نبيه قبل أن يفتحها ولم يكونوا يرجونها. وقال قتادة: فتح مكة. وقال عكرمة: حنين، والأول أولى "قد أحاط الله بها" صفة ثانية لأخرى. قال الفراء: أحاط الله بها لكم حتى تفتحوها وتأخذوها، والمعنى، أنه أعدها لهم وجعلها كالشيء الذي قد أحيط به من جميع جوانبه، فهو محصور لا يفوت منه شيء، فهم وإن لم يقدروا عليها في الحال فهي محبوسة لهم لا تفوتهم، وقيل معنى أحاط: علم أنها ستكون لهم "وكان الله على كل شيء قديراً" لا يعجزه شيء ولا تختص قدرته ببعض المقدورات دون بعض.
22- "ولو قاتلكم الذين كفروا لولوا الأدبار" قال قتادة يعني كفار قريش بالحديبية، وقيل أسد وغطفان الذين أرادوا نصر أهل خيبر، والأول أولى "ثم لا يجدون ولياً" يواليهم على قتالكم "ولا نصيراً" ينصرهم عليكم.
23- "سنة الله التي قد خلت من قبل" أي طريقته وعادته التي قد مضت في الأمم من نصر أوليائه على أعدائه، وانتصاب سنة على المصدرية بفعل محذوف: أي بين الله سنة الله، أو هو مصدر مؤكد لمضمون الجملة المتقدمة "ولن تجد لسنة الله تبديلاً" أي لن تجد لها تغييراً، بل هي مستمرة ثابتة.
فتح القدير - صفحة القرآن رقم 513
512قوله: 16- "قل للمخلفين من الأعراب" هم المذكورون سابقاً "ستدعون إلى قوم أولي بأس شديد" قال عطاء بن أبي رباح ومجاهد وابن أبي ليلى وعطاء الخراساني: هم فارس وقال كعب والحسن: هم الروم. وروي عن الحسن أيضاً أنه قال: هم فارس والروم. وقال سعيد بن جبير: هم هوازن وثقيف. وقال عكرمة: هوازان. وقال قتادة: هوازن وغطفان يوم حنين. وقال الزهري ومقاتل: هم بنو حنيفة أهل اليمامة أصحاب مسيلمة. وحكى هذا القول الواحدي عن أكثر المفسرين "تقاتلونهم أو يسلمون" أي يكون أحد الأمرين: إما المقاتلة، أو الإسلام لا ثالث لهما، وهذا حكم الكفار الذين لا تؤخذ منهم الجزية. قال الزجاج: التقدير أو هم يسلمون، وفي قراءة أبي أو يسلموا أي حتى يسلموا "فإن تطيعوا يؤتكم الله أجراً حسناً" وهو الغنيمة في الدنيا والجنة في الآخرة "وإن تتولوا" أي تعرضوا "كما توليتم من قبل" وذلك عام الحديبية "يعذبكم عذاباً أليماً" بالقتل والأسر والقهر في الدنيا وبعذاب النار في الآخرة لتضاعف جرمكم.
17- "ليس على الأعمى حرج ولا على الأعرج حرج ولا على المريض حرج" أي ليس على هؤلاء المعذورين بهذه الأعذار حرج في التخلف عن الغزو لعدم استطاعتهم. قال مقاتل: عذر الله أهل الزمانة الذين تخلفوا عن المسير إلى الحديبية بهذه الآية، والحرج: الإثم "ومن يطع الله ورسوله" فيما أمرا به ونهياه عنه " يدخله جنات تجري من تحتها الأنهار " قرأ الجمهور "يدخله" بالتحتية، واختار هذه القراءة أبو حاتم وأبو عبيد، وقرأ نافع وابن عامر بالنون "ومن يتول يعذبه عذاباً أليماً" أي ومن يعرض عن الطاعة يعذبه الله عذاباً شديد الألم.
ثم ذكر سبحانه الذين أخلصوا نياتهم وشهدوا بيعة الرضوان، فقال: 18- "لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة" أي رضي الله عنهم وقت تلك البيعة، وهي بيعة الرضوان، وكانت بالحديبية، والعامل فيها، "تحت" إما يبايعونك، أو محذوف على أنه حال من المفعول، وهذه الشجرة المذكورة هي شجرة كانت بالحديبية وقيل سدرة، وكانت البيعة على أن يقاتلوا قريشاً ولا يفروا. وروي أنه بايعهم على الموت، وقد تقدم ذكر عدد أهل هذه البيعة قريباً، والقصة مبسوطة في كتب الحديث والسير "فعلم ما في قلوبهم" معطوف على يبايعونك. قال الفراء: أي علم ما في قلوبهم من الصدق والوفاء. وقال قتادة وابن جريح: من الرضى بأمر البيعة على أن لا يفروا. وقال مقاتل: من كراهة البيعة على الموت "فأنزل السكينة عليهم" معطوف على رضى، والسكينة: الطمأنينة وسكون النفس كما تقدم، وقيل الصبر "وأثابهم فتحاً قريباً" هو فتح خيبر عند انصرافهم من الحديبية. قاله قتادة وابن أبي ليلى وغيرهما، وقيل فتح مكة، والأول أولى.
19- "ومغانم كثيرة يأخذونها" أي وأثابكم مغانم كثيرة، أو وآتاكم، وهي غنائم خيبر، والالتفات لتشريفهم بالخطاب "وكان الله عزيزاً حكيماً" أي غالباً مصدراً أفعاله وأقواله على أسلوب الحكمة.
20- "وعدكم الله مغانم كثيرة تأخذونها" في هذا وعد منه سبحانه لعباده المؤمنين بما سيفتحه عليهم من الغنائم إلى يوم القيامة يأخذونها في أوقاتها التي قدر وقوعها فيها "فعجل لكم هذه" أي غنائم خيبر، قاله مجاهد وغيره، وقيل صلح الحديبية "وكف أيدي الناس عنكم" أي وكف أيدي قريش عنكم يوم الحديبية بالصلح، وقيل كف أيدي أهل خيبر وأنصارهم عن قتالكم وقذف في قلوبهم الرعب. وقال قتادة: كف أيدي اليهود عن المدينة بعد خروج النبي صلى الله عليه وسلم إلى الحديبية وخيبر، ورجح هذا ابن جرير، قال: لأن كف أيدي الناس بالحديبية مذكور في قوله: "وهو الذي كف أيديهم عنكم" وقيل كف أيدي الناس عنكم: يعني عيينة بين حصن الفزاري، وعوف بن مالك النضري ومن كان معهما، إذ جاءوا لينصروا أهل خيبر عند حصار النبي صلى الله عليه وسلم لهم "ولتكون آية للمؤمنين" اللام يجوز أن تتعلق بفعل محذوف يقدر بعده: أي فعل ما فعل من التعجيل والكف لتكون آية، أو على علة محذوفة تقديرها وعد فعجل وكف لتنتفعوا بذلك ولتكون آية. وقيل إن الواو مزيدة واللام لتعليل ما قبله: أي وكف لتكون، والمعنى: ذلك الكف آية يعلم بها صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم في جمع ما يعدكم به " ويهديكم صراطا مستقيما " أي يزيدكم بتلك الآية هدى ، أو يثبتكم على الهداية إلى الطريق الحق .
21- "وأخرى لم تقدروا عليها" معطوف على هذه: أي فعجل لكم هذه المغانم، ومغانم أخرى لم تقدروا عليها، وهي الفتوح التي فتحها الله على المسلمين من بعد كفارس والروم ونحوهما، كذا قال الحسن ومقاتل وابن أبي ليلى. وقال الضحاك وابن زيد وابن أبي إسحاق: هي خيبر وعدها الله نبيه قبل أن يفتحها ولم يكونوا يرجونها. وقال قتادة: فتح مكة. وقال عكرمة: حنين، والأول أولى "قد أحاط الله بها" صفة ثانية لأخرى. قال الفراء: أحاط الله بها لكم حتى تفتحوها وتأخذوها، والمعنى، أنه أعدها لهم وجعلها كالشيء الذي قد أحيط به من جميع جوانبه، فهو محصور لا يفوت منه شيء، فهم وإن لم يقدروا عليها في الحال فهي محبوسة لهم لا تفوتهم، وقيل معنى أحاط: علم أنها ستكون لهم "وكان الله على كل شيء قديراً" لا يعجزه شيء ولا تختص قدرته ببعض المقدورات دون بعض.
22- "ولو قاتلكم الذين كفروا لولوا الأدبار" قال قتادة يعني كفار قريش بالحديبية، وقيل أسد وغطفان الذين أرادوا نصر أهل خيبر، والأول أولى "ثم لا يجدون ولياً" يواليهم على قتالكم "ولا نصيراً" ينصرهم عليكم.
23- "سنة الله التي قد خلت من قبل" أي طريقته وعادته التي قد مضت في الأمم من نصر أوليائه على أعدائه، وانتصاب سنة على المصدرية بفعل محذوف: أي بين الله سنة الله، أو هو مصدر مؤكد لمضمون الجملة المتقدمة "ولن تجد لسنة الله تبديلاً" أي لن تجد لها تغييراً، بل هي مستمرة ثابتة.
الصفحة رقم 513 من المصحف تحميل و استماع mp3