تفسير الطبري تفسير الصفحة 296 من المصحف

 تفسير الطبري - صفحة القرآن رقم 296
297
295
 الآية : 21
القول فـي تأويـل قوله تعالـى: {وَكَذَلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوَاْ أَنّ وَعْدَ اللّهِ حَقّ وَأَنّ السّاعَةَ لاَ رَيْبَ فِيهَا إِذْ يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ فَقَالُواْ ابْنُواْ عَلَيْهِمْ بُنْيَاناً رّبّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ قَالَ الّذِينَ غَلَبُواْ عَلَىَ أَمْرِهِمْ لَنَتّخِذَنّ عَلَيْهِمْ مّسْجِداً }.
يقول تعالـى ذكره: وكما بعثناهم بعد طول رقدتهم كهيئتهم ساعة رقدوا, لـيتساءلوا بـينهم, فـيزدادوا بعظيـم سلطان الله بصيرة, وبحسن دفـاع الله عن أولـيائه معرفة كَذلكَ أعْثَرْنا عَلَـيْهِمْ يقول: كذلك أطلعنا علـيهم الفريق الاَخر الذين كانوا فـي شكّ من قُدرة الله علـى إحياء الـموتـى, وفـي مِرْية من إنشاء أجسام خـلقه, كهيئتهم يوم قبضهم بعد البِلَـى, فـيعلـموا أن وعْد الله حقّ, ويُوقنوا أن الساعة آتـية لا ريب فـيها. وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك, قال أهل التأويـل. ذكر من قال ذلك:
17324ـ حدثنا بشر, قال: حدثنا يزيد, قال: حدثنا سعيد, عن قتادة, قوله: وكذلكَ أعْثَرْنا عَلَـيْهِمْ يقول: أطلعنا علـيهم لـيعلـم من كذب بهذا الـحديث, أن وعد الله حقّ, وأن الساعة لا ريب فـيها.
وقوله: إذْ يَتَنازَعُون بَـيْنَهُمْ أمْرَهُمْ يعنـي: الذين أعثروا علـى الفتـية. يقول تعالـى: وكذلك أعثرنا هؤلاء الـمختلفـين فـي قـيام الساعة, وإحياء الله الـموتـى بعد مـماتهم من قوم تـيذوسيس, حين يتنازعون بـينهم أمرهم فـيـما الله فـاعل بـمن أفناه من عبـاده, فأبلاه فـي قبره بعد مـماته, أمنشئهم هو أم غير منشئهم. وقوله: فقالُوا ابْنُوا عَلَـيْهِمْ بُنْـيانا يقول: فقال الذين أعثرناهم علـى أصحاب الكهف: ابنوا علـيهم بنـيانا رَبّهمْ أعْلَـمُ بِهِمْ يقول: ربّ الفتـية أعلـم بـالفتـية وشأنهم. وقوله: قالَ الّذِينَ غَلَبُوا عَلـى أمْرِهِمْ يقول جلّ ثناؤه: قال القوم الذين غلبوا علـى أمر أصحاب الكهف لَنَتّـخِذَنّ عَلَـيْهِمْ مَسْجِدا.
وقد اختُلف فـي قائلـي هذه الـمقالة, أهم الرهط الـمسلـمون, أم هم الكفـار؟ وقد ذكرنا بعض ذلك فـيـما مضى, وسنذكر إن شاء الله ما لـم يـمض منه.
17325ـ حدثنـي مـحمد بن سعد, قال: ثنـي أبـي, قال: ثنـي عمي, قال: ثنـي أبـي, عن أبـيه, عن ابن عبـاس, قوله: قالَ الّذِينَ غَلَبُوا علـى أمْرِهِمْ لَنَتّـخِذَنّ عَلَـيْهِمْ مَسْجِدا قال: يعنـي عدوّهم.
17326ـ حدثنا ابن حميد, قال: حدثنا سلـمة, عن عبد العزيز بن أبـي روّاد, عن عبد الله بن عبـيد بن عمير, قال: عمّى الله علـى الذين أعثرهم علـى أصحاب الكهف مكانهم, فلـم يهتدوا, فقال الـمشركون: نبنـي علـيهم بنـيانا, فإنهم أبناء آبـائنا, ونعبد الله فـيها, وقال الـمسلـمون: بل نـحن أحقّ بهم, هم منا, نبنـي علـيهم مسجدا نصلـي فـيه, ونعبد الله فـيه.
الآية : 22
القول فـي تأويـل قوله تعالـى: {سَيَقُولُونَ ثَلاثَةٌ رّابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْماً بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُل رّبّي أَعْلَمُ بِعِدّتِهِم مّا يَعْلَمُهُمْ إِلاّ قَلِيلٌ فَلاَ تُمَارِ فِيهِمْ إِلاّ مِرَآءً ظَاهِراً وَلاَ تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مّنْهُمْ أَحَداً }.
يقول تعالـى ذكره: سيقول بعض الـخائضين فـي أمر الفِتْـية من أصحاب الكهف, هم ثلاثة رابعهم كلبهم, ويقول بعضهم: هم خمسة سادسهم كلبهم رجْما بـالغَيْبِ: يقول: قذفـا بـالظنّ غير يقـين علـم, كما قال الشاعر:
(وأجْعَلُ مِنّـي الـحَقّ غَيْبـا مُرَجّمَا )
وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك, قال أهل التأويـل. ذكر من قال ذلك:
17327ـ حدثنا بشر, قال: حدثنا يزيد, قال: حدثنا سعيد, عن قتادة, قوله: سَيَقُولُونَ ثَلاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْما بـالغَيْبِ: أي قذفـا بـالغيب.
حدثنا الـحسن بن يحيى, قال: أخبرنا عبد الرزاق, قال: أخبرنا معمر, عن قتادة, فـي قوله: رَجْما بـالغَيْبِ قال: قذفـا بـالظنّ.
وقوله: وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثامنُهُمْ كَلْبُهُمْ يقول: ويقول بعضهم: هم سبعة وثامنهم كلبهم. قُلْ رَبـيّ أعْلَـمُ بِعِدّتِهِمْ يقول عزّ ذكره لنبـيه مـحمد صلى الله عليه وسلم: قل يا مـحمد لقائلـي هذه الأقوال فـي عدد الفتـية من أصحاب الكهف رجما منهم بـالغيب: رَبّـي أعْلَـمُ بِعِدّتِهِمْ ما يَعْلَـمُهُمْ يقول: ما يعلـم عددهم إلاّ قَلِـيـلٌ من خـلقه, كما:
حدثنا بشر, قال: حدثنا يزيد, قال: حدثنا سعيد, عن قتادة ما يَعْلَـمُهُمْ إلاّ قَلِـيـلٌ يقول: قلـيـل من الناس.
وقال آخرون: بل عنى بـالقلـيـل: أهل الكتاب. ذكر من قال ذلك:
17328ـ حدثنا القاسم, قال: حدثنا الـحسين, قال: ثنـي حجاج, عن ابن جريج, عن عطاء الـخراسانـي, عن ابن عبـاس ما يَعْلَـمُهُمْ إلاّ قَلِـيـلٌ قال: يعنـي أهل الكتاب. وكان ابن عبـاس يقول: أنا مـمن استثناه الله, ويقول: عدتهم سبعة.
حدثنا ابن بشار, قال: حدثنا عبد الرحمن, قال: حدثنا إسرائيـل, عن سماك, عن عكرمة, عن ابن عبـاس ما يَعْلَـمُهُمْ إلاّ قَلِـيـلٌ قال: أنا من القلـيـل, كانوا سبعة.
حدثنا بشر, قال: حدثنا يزيد, قال: حدثنا سعيد, عن قتادة, ذكر لنا أن ابن عبـاس كان يقول: أنا من أولئك القلـيـل الذين استثنى الله, كانوا سبعة وثامنهم كلبهم.
حدثنا القاسم, قال: حدثنا الـحسين, قال: ثنـي حجاج, قال: قال ابن جريج: قال ابن عبـاس: عدتهم سبعة وثامنهم كلبهم, وأنا مـمن استثنى الله.
حدثنا الـحسن بن يحيى, قال: أخبرنا عبد الرزاق, قال: أخبرنا معمر, عن قتادة, فـي قوله: ما يَعْلَـمُهُمْ إلاّ قَلِـيـلٌ قال: كان ابن عبـاس يقول: أنا من القلـيـل, هم سبعة وثامنهم كلبهم.
وقوله: فَلا تُـمَارِ فِـيهِمْ إلاّ مِرَاءً ظاهِرا يقول عزّ ذكره لنبـيه مـحمد صلى الله عليه وسلم: فلا تـمار يا مـحمد: يقول: لا تـجادل أهل الكتاب فـيهم, يعنـي فـي عدّة أهل الكهف, وحُذِفت العِدّة اكتفـاء بذكرهم فـيها لـمعرفة السامعين بـالـمراد. وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك, قال أهل التأويـل. ذكر من قال ذلك:
حدثنـي يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد فـي قوله: فَلا تُـمارِ فِـيهِمْ قال: لا تـمار فـي عدّتهم.
وقوله: إلاّ مِرَاءً ظاهِرا اختلف أهل التأويـل فـي معنى الـمِراء الظاهر الذي استثناه الله, ورخص فـيه لنبـيه صلى الله عليه وسلم, فقال بعضهم: هو ما قصّ الله فـي كتابه أبـيح له أن يتلوه علـيهم, ولا يـماريهم بغير ذلك. ذكر من قال ذلك:
17329ـ حدثنـي مـحمد بن سعيد, قال: ثنـي أبـي, قال: ثنـي عمي, قال: ثنـي أبـي, عن أبـيه, عن ابن عبـاس, قوله: فَلا تُـمَارِ فِـيهِمْ إلاّ مِرَاءً ظاهِرا يقول: حَسْبُك ما قصصت علـيك فلا تـمار فـيهم.
17330ـ حدثنا القاسم, قال: حدثنا الـحسين, قال: ثنـي حجاج, عن ابن جريج, عن مـجاهد فَلا تُـمَارِ فِـيهِمْ إلاّ مِرَاءً ظاهِرا يقول: إلا بـما قد أظهرنا لك من أمرهم.
17331ـ حدثنا بشر, قال: حدثنا يزيد, قال: حدثنا سعيد, عن قتادة, قوله: فَلا تُـمَارِ فِـيهِمْ إلاّ مِرَاءً ظاهِرا: أي حسبك ما قصصنا علـيك من شأنهم.
حدثنا الـحسن بن يحيى, قال: أخبرنا عبد الرزاق, قال: أخبرنا معمر, عن قتادة فَلا تُـمَارِ فِـيهِمْ قال: حَسْبُك ما قصصنا علـيك من شأنهم.
17332ـ حُدثت عن الـحسين بن الفرج, قال: سمعت أبـا معاذ يقول: حدثنا عبـيد, قال: سمعت الضحاك يقول فـي قوله: فَلا تُـمَارِ فِـيهِمْ إلاّ مِرَاءً ظاهِرا يقول: حَسْبُك ما قصصنا علـيك.
وقال آخرون: الـمِراء الظاهر هو أن يقول لـيس كما تقولون, ونـحو هذا من القول. ذكر من قال ذلك:
17333ـ حدثنـي يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد فـي قوله: إلاّ مِرَاءً ظاهِرا قال: أن يقول لهم: لـيس كما تقولون, لـيس تعلـمون عدّتهم إن قالوا كذا وكذا فقل لـيس كذلك, فإنهم لا يعلـمون عدّتهم, وقرأ: سَيَقُولُونَ ثَلاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ حتـى بلغ رَجْما بـالغَيْبِ.
وقوله: وَلا تَسْتَفْتِ فِـيهِمْ مِنْهُمْ أحَدا يقول تعالـى ذكره: ولا تستفت فـي عدّة الفتـية من أصحاب الكهف منهم, يعنـي من أهل الكتاب, أحدا, لأنهم لا يعلـمون عدتهم, وإنـما يقولون فـيهم رجما بـالغيب, لا يقـينا من القول. وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك, قال أهل التأويـل. ذكر من قال ذلك:
17334ـ حدثنا أبو كريب, قال: حدثنا يحيى بن عيسى, عن سفـيان, عن قابوس, عن أبـيه, عن ابن عبـاس, فـي قوله: وَلا تَسْتَفْتِ فِـيهِمْ مِنْهُمْ أحَدا قال: هم أهل الكتاب.
17335ـ حدثنـي مـحمد بن عمرو, قال: حدثنا أبو عاصم, قال: حدثنا عيسى وحدثنـي الـحرث, قال: حدثنا الـحسن, قال: حدثنا ورقاء, جميعا عن ابن أبـي نـجيح, عن مـجاهد وَلا تَسْتَفْتِ فِـيهِمْ مِنْهُمْ أحَدا من يهود.
حدثنا القاسم, قال: حدثنا الـحسين, قال: ثنـي حجاج, عن ابن جريج, عن مـجاهد وَلا تَسْتَفْتِ فِـيهِمْ مِنْهُمْ أحَدا: من يهود, قال: ولا تسأل يهودَ عن أمر أصحاب الكهف, إلا ما قد أخبرتك من أمرهم.
17336ـ حدثنا بشر, قال: حدثنا يزيد, قال: حدثنا سعيد, عن قتادة وَلا تَسْتَفْتِ فِـيهِمْ مِنْهُمْ أحَدا: من أهل الكتاب. كنا نـحدّث أنهم كانوا بنـي الركنا. والركنا: ملوك الروم, رزقهم الله الإسلام, فتفرّدوا بدينهم, واعتزلوا قومهم, حتـى انتهوا إلـى الكهف, فضرب الله علـى أصمختهم, فلبثوا دهرا طويلاً حتـى هلكت أمّتهم وجاءت أمّة مسلـمة بعدهم, وكان ملكهم مسلـما.
الآية : 23 و 24
القول فـي تأويـل قوله تعالـى: {وَلاَ تَقْولَنّ لِشَيْءٍ إِنّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَداً * إِلاّ أَن يَشَآءَ اللّهُ وَاذْكُر رّبّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلْ عَسَىَ أَن يَهْدِيَنِ رَبّي لأقْرَبَ مِنْ هَـَذَا رَشَداً }.
وهذا تأديب من الله عزّ ذكره لنبـيه صلى الله عليه وسلم عهد إلـيه أن لا يجزم علـى ما يحدث من الأمور أنه كائن لا مـحالة, إلا أن يصله بـمشيئة الله, لأنه لا يكون شيء إلا بـمشيئة الله.
وإنـما قـيـل له ذلك فـيـما بلغنا من أجل أنه وعد سائلـيه عن الـمسائل الثلاث اللواتـي قد ذكرناها فـيـما مضى, اللواتـي إحداهنّ الـمسألة عن أمر الفتـية من أصحاب الكهف أن يجيبهم عنهنّ غد يومهم, ولـم يستثن, فـاحتبس الوحي عنه فـيـما قـيـل من أجل ذلك خمس عشرة, حتـى حزنه إبطاؤه, ثم أنزل الله علـيه الـجواب عنهنّ, وعرف نبـيه سبب احتبـاس الوحي عنه, وعلّـمه ما الذي ينبغي أن يستعمل فـي عِدَاته وخبره عما يحدث من الأمور التـي لـم يأته من الله بها تنزيـل, فقال: وَلا تَقُولَنّ يا مـحمد لِشَيْءٍ إنّـي فـاعِلٌ ذلك غَدا كما قلت لهؤلاء الذين سألوك عن أمر أصحاب الكهف, والـمسائل التـي سألوك عنها, سأخبركم عنها غدا إلاّ أنْ يَشاءَ اللّهُ. ومعنى الكلام: إلا أن تقول معه: إن شاء الله, فترك ذكر تقول اكتفـاء بـما ذكر منه, إذ كان فـي الكلام دلالة علـيه. وكان بعض أهل العربـية يقول: جائز أن يكون معنى قوله: إلاّ أنْ يَشاءَ اللّهُ استثناء من القول, لا من الفعل كأن معناه عنده: لا تقولنّ قولاً إلا أن يشاء الله ذلك القول, وهذا وجه بعيد من الـمفهوم بـالظاهر من التنزيـل مع خلافه تأويـل أهل التأويـل.
وقوله: وَاذْكُرْ رَبّكَ إذَا نَسِيتَ اختلف أهل التأويـل فـي معناه, فقال بعضهم: واستثن فـي يـمينك إذا ذكرت أنك نسيت ذلك فـي حال الـيـمين. ذكر من قال ذلك:
17337ـ حدثنا مـحمد بن هارون الـحربـيّ, قال: حدثنا نعيـم بن حماد, قال: حدثنا هشيـم, عن الأعمش, عن مـجاهد, عن ابن عبـاس, فـي الرجل يحلف, قال له: أن يستثنَـي ولو إلـى سنة, وكان يقول: وَاذْكُرْ رَبّكَ إذَا نَسِيتَ فـي ذلك قـيـل للأعمش سمعتَه من مـجاهد, فقال: ثنـي به لـيث بن أبـي سلـيـم, يرى ذهب كسائي هذا.
17338ـ حدثنا القاسم, قال: حدثنا الـحسين, قال: ثنـي حجاج, عن أبـي جعفر, عن الربـيع, عن أبـي العالـية, فـي قوله وَلا تَقُولَنّ لِشَيْءٍ إنّـي فـاعِلٌ ذلكَ غَدا إلاّ أنْ يَشاءَ اللّهُ وَاذْكُرْ رَبّكَ إذَا نَسِيتَ الاستثناء, ثم ذكرت فـاستثن.
17339ـ حدثنا مـحمد بن عبد الأعلـى, قال: حدثنا الـمعتـمر, عن أبـيه, فـي قوله: وَاذْكُرْ رَبّكَ إذَا نَسِيتَ قال: بلغنـي أن الـحسن, قال: إذا ذكر أنه لـم يقل: إن شاء الله, فلـيقل: إن شاء الله.
وقال آخرون: معناه: واذكر ربك إذا عصيت. ذكر من قال ذلك:
17340ـ حدثنـي نصر بن عبد الرحمن, قال: حدثنا حكام بن سلـم, عن أبـي سنان, عن ثابت, عن عكرِمة, فـي قول الله: وَاذْكُرْ رَبّكَ إذَا نَسِيتَ قال: اذكر ربك إذا عصيت.
حدثنا ابن حميد, قال: حدثنا حكام, عن أبـي سنان, عن ثابت, عن عكرمة, مثله.
وأولـى القولـين فـي ذلك بـالصواب, قول من قال: معناه: واذكر ربك إذا تركت ذكره, لأن أحد معانـي النسيان فـي كلام العرب الترك, وقد بـيّنا ذلك فـيـما مضى قبل.
فإن قال قائل: أفجائز للرجل أن يستثنـيَ فـي يـمينه إذ كان معنى الكلام ما ذكرت بعد مدة من حال حلفه؟ قـيـل: بل الصواب أن يستثنى ولو بعد حِنْثه فـي يـمينه, فـيقول: إن شاء الله لـيخرج بقـيـله ذلك مـما ألزمه الله فـي ذلك بهذه الاَية, فـيسقط عنه الـحرج بتركه ما أمره بقـيـله من ذلك فأما الكفـارة فلا تسقط عنه بحال, إلا أن يكون استثناؤه موصولاً بـيـمينه.
فإن قال: فما وجه قول من قال له: ثُنْـياه ولو بعد سنة, ومن قال له ذلك ولو بعد شهر, وقول من قال ما دام فـي مـجلسه؟ قـيـل: إن معناهم فـي ذلك نـحو معنانا فـي أن ذلك له, ولو بعد عشر سنـين, وأنه بـاستثنائه وقـيـله إن شاء الله بعد حين من حال حلفه, يسقط عنه الـحرج الذي لو لـم يقله كان له لازما فأما الكفـارة فله لازمة بـالـحِنْث بكلّ حال, إلا أن يكون استثناؤه كان موصولاً بـالـحلف, وذلك أنا لا نعلـم قائلاً قال مـمن قال له الثّنْـيا بعد حين يزعم أن ذلك يضع عنه الكفـارة إذا حنِث, ففـي ذلك أوضح الدلـيـل علـى صحة ما قلنا فـي ذلك, وأن معنى
القول فـيه, كان نـحو معنانا فـيه.
وقوله: وَقُلْ عَسَى أنْ يَهْدِينِ رَبّـي لأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَدا يقول عزّ ذكره لنبـيه صلى الله عليه وسلم: قل ولعلّ الله أن يهدينـي فـيسدّدنـي لأسدّ مـما وعدتكم وأخبرتكم أنه سيكون, إن هو شاء.
وقد قـيـل: إن ذلك مـما أُمر النبـيّ صلى الله عليه وسلم أن يقوله إذا نسي الاستثناء فـي كلامه, الذي هو عنده فـي أمر مستقبل مع قوله: إن شاء الله, إذا ذكر. ذكر من قال ذلك:
17341ـ حدثنا ابن عبد الأعلـى, قال: حدثنا الـمعتـمر, عن أبـيه, عن مـحمد, رجل من أهل الكوفة, كان يفسر القرآن, وكان يجلس إلـيه يحيى بن عبـاد, قال: وَلا تَقُولَنّ لِشَيْءٍ إنّـي فـاعِلٌ ذلكَ غَدا إلاّ أنْ يَشاءَ اللّهُ وَاذْكُرْ رَبّكَ إذَا نَسِيتَ وَقُلْ عَسَى أنْ يَهْدِيَنَ رَبّـي لأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَدا قال فقال: وإذا نسي الإنسان أن يقول: إن شاء الله, قال: فتوبته من ذلك, أو كفّـارة ذلك أن يقول: عَسَى أنْ يَهْدِينِ رَبّـي لأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَدا.


الآية : 25 و 26
القول فـي تأويـل قوله تعالـى: {وَلَبِثُواْ فِي كَهْفِهِمْ ثَلاثَ مِئَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُواْ تِسْعاً * قُلِ اللّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُواْ لَهُ غَيْبُ السّمَاوَاتِ وَالأرْضِ أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ مَا لَهُم مّن دُونِهِ مِن وَلِيّ وَلاَ يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَداً }.
اختلف أهل التأويـل فـي معنى قوله وَلَبَثُوا فِـي كَهْفِهِمْ ثَلاثَ مِئَةٍ سِنِـينَ وَازْدَادُوا تِسْعا فقال بعضهم: ذلك خبر من الله تعالـى ذكره عن أهل الكتاب أنهم يقولون ذلك كذلك, واستشهدوا علـى صحة قولهم ذلك بقوله: قُلِ اللّهُ أعْلَـمُ بِـمَا لَبِثُوا وقالوا: لو كان ذلك خبرا من الله عن قدر لبثهم فـي الكهف, لـم يكن لقوله قُلِ اللّهُ أعْلَـمُ بِـمَا لَبِثُوا وجه مفهوم, وقد أعلـم الله خـلقه مبلغ لبثهم فـيه وقدره. ذكر من قال ذلك:
17342ـ حدثنا بشر, قال: حدثنا يزيد, قال: حدثنا سعيد, عن قتادة, قوله: وَلَبِثُوا فِـي كَهْفِهِمْ ثلاثَ مِئَةٍ سِنِـينَ وَازْدَادُوا تِسْعا هذا قول أهل الكتاب, فردّه الله علـيهم فقال: قُلِ اللّهُ أعْلَـمُ بِـمَا لَبِثُوا لَهُ غَيْبُ السّمَواتِ والأرْضِ.
حدثنا الـحسن بن يحيى, قال: أخبرنا عبد الرزاق, قال: أخبرنا معمر, عن قتادة فـي قوله وَلَبِثُوا فِـي كَهْفِهِمْ قال: فـي حرف ابن مسعود: «وَقالُوا وَلَبِثُوا» يعنـي أنه قال الناس, ألا ترى أنه قال: قُلِ اللّهُ أعْلَـمُ بِـمَا لَبِثُوا.
17343ـ حدثنا علـيّ بن سهل, قال: حدثنا ضمرة بن ربـيعة, عن ابن شوذب عن مطر الورّاق, فـي قول الله: وَلَبِثُوا فِـي كَهْفِهِمْ ثَلاثَ مِئَةٍ سِنِـينَ قال: إنـما هو شيء قالته الـيهود, فردّه الله علـيهم وقال: قُلِ اللّهُ أعْلَـمُ بِـمَا لَبِثُوا.
وقال آخرون: بل ذلك خبر من الله عن مبلغ ما لبثوا فـي كهفهم. ذكر من قال ذلك:
17344ـ حدثنـي مـحمد بن عمرو, قال: حدثنا أبو عاصم, قال: حدثنا عيسى وحدثنـي الـحرث, قال: حدثنا الـحسن, قال: حدثنا ورقاء, جميعا عن ابن أبـي نـجيح, عن مـجاهد وَلَبِثُوا فِـي كَهْفِهِمْ ثَلاثَ مِئَةٍ سِنِـينَ وَازْدَادُوا تِسْعا قال: عدد ما لبثوا.
حدثنا القاسم, قال: حدثنا الـحسين, قال: ثنـي حجاج, عن ابن جريج, عن مـجاهد بنـحوه, وزاد فـيه قُلِ اللّهُ أعْلَـمُ بِـمَا لَبِثُوا.
17345ـ حدثنا ابن حميد, قال: حدثنا سلـمة, عن عبد العزيز بن أبـي رواد, عن عبد الله بن عبـيد بن عمير, قال: ولَبَثُوا فـي كْهفِهْم ثَلاثَ مِئَةٍ سِنِـينَ وَازْدَادُوا تِسْعا قال: وتسع سنـين.
17346ـ حدثنا ابن حميد, قال: حدثنا سلـمة, عن ابن إسحاق بنـحوه.
17347ـ حدثنا موسى بن عبد الرحمن الـمسروقـي, قال: حدثنا أبو أسامة, قال: ثنـي الأجلـح, عن الضحاك بن مزاحم, قال: نزلت هذه الاَية وَلَبِثُوا فِـي كَهْفِهِمْ ثَلاثَ مِئَةٍ فقالوا: أياما أو أشهرا أو سنـين؟ فأنزل الله: سِنِـينَ وَازْدَادُوا تِسْعا.
17348ـ حدثنـي مـحمد بن عمرو, قال: حدثنا أبو عاصم, قال: حدثنا عيسى وحدثنـي الـحرث, قال: حدثنا الـحسن, قال: حدثنا ورقاء, جميعا عن ابن أبـي نـجيح, عن مـجاهد وَلَبِثُوا فـي كَهْفِهِمْ قال: بـين جبلـين.
حدثنا القاسم, قال: حدثنا الـحسين, قال: ثنـي حجاج, عن ابن جريج, عن مـجاهد, مثله.
وأولـى الأقوال فـي ذلك بـالصواب أن يقال كما قال الله عزّ ذكره: ولبث أصحاب الكهف فـي كهفهم رقودا إلـى أن بعثهم الله, لـيتساءلوا بـينهم, وإلـى أن أعثر علـيهم من أعثر, ثلاث مئة سنـين وتسع سنـين, وذلك أن الله بذلك أخبر فـي كتابه. وأما الذي ذُكر عن ابن مسعود أنه قرأ «وَقالُوا: وَلَبِثُوا فِـي كَهْفِهِم» وقول من قال: ذلك من قول أهل الكتاب, وقد ردّ الله ذلك علـيهم, فإن معناه فـي ذلك: إن شاء الله كان أن أهل الكتاب قالوا فـيـما ذكر علـى عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن للفتـية من لدن دخـلوا الكهف إلـى يومنا ثلاث مئة سنـين وتسع سنـين, فردّ الله ذلك علـيهم, وأخبر نبـيه أن ذلك قدر لبثهم فـي الكهف من لدن أوَوا إلـيه أن بعثهم لـيتساءلوا بـينهم ثم قال جلّ ثناؤه لنبـيه صلى الله عليه وسلم: قل يا مـحمد: الله أعلـم بـما لبثوا بعد أن قبض أرواحهم, من بعد أن بعثهم من رقدتهم إلـى يومهم هذا, لا يعلـم بذلك غير الله, وغير من أعلـمه الله ذلك.
فإن قال قائل: وما يدلّ علـى أن ذلك كذلك؟ قـيـل: الدالّ علـى ذلك أنه جلّ ثناؤه ابتدأ الـخبر عن قدر لبثهم فـي كهفهم ابتداء, فقال: وَلِبثُوا فـي كَهْفِهِمْ ثَلاثَ مئَةٍ سنـينَ وَازْدَادُوا تسْعا ولـم يضع دلـيلاً علـى أن ذلك خبر منه عن قول قوم قالوه, وغير جائز أن يضاف خبره عن شيء إلـى أنه خبر عن غيره بغير برهان, لأن ذلك لو جاز جاز فـي كلّ أخبـاره, وإذا جاز ذلك فـي أخبـاره جاز فـي أخبـار غيره أن يضاف إلـيه أنها أخبـاره, وذلك قلب أعيان الـحقائق وما لا يخيـل فساده.
فإن ظنّ ظانّ أن قوله: قُلِ اللّهُ أعْلَـمُ بِـمَا لَبِثُوا دلـيـل علـى أن قوله: وَلِبثُوا فِـي كَهْفِهِمْ خبر منه عن قوم قالوه, فإن ذلك كان يجب أن يكون كذلك لو كان لا يحتـمل من التأويـل غيره فأما وهو مـحتـمل ما قلنا من أن يكون معناه: قل الله أعلـم بـما لبثوا إلـى يوم أنزلنا هذه السورة, وما أشبه ذلك من الـمعانـي فغير واجب أن يكون ذلك دلـيلاً علـى أن قوله: وَلِبِثُوا فـي كَهْفِهِمْ خبر من الله عن قوم قالوه, وإذا لـم يكن دلـيلاً علـى ذلك, ولـم يأت خبر بأن قوله: وَلِبِثُوا فـي كَهْفِهِمْ خَبر من الله عن قوم قالوه, ولا قامت بصحة ذلك حجة يجب التسلـيـم لها, صحّ ما قلنا, وفسَد ما خالفه.
واختلفت القرّاء فـي قراءة قوله: ثَلاثَ مِئَةٍ سِنِـينَ فقرأت ذلك عامة قرّاء الـمدينة والبصرة وبعض الكوفـين ثَلاثِ مِئَةٍ سِنِـينَ بتنوين: ثلاث مئةٍ, بـمعنى: ولبثوا فـي كهفهم سنـين ثلاث مئة. وقرأته عامة قرّاء أهل الكوفة: «ثَلاثَ مِئَةِ سِنِـينَ» بإضافة ثلاث مئة إلـى السنـين, غير منوّن.
وأولـى القراءتـين فـي ذلك عندي بـالصواب قراة من قرأه: ثلاثَ مِئَةٍ بـالتنوين سِنِـينَ, وذلك أن العرب إنـما تضيف الـمئة إلـى ما يفسرها إذا جاء تفسيرها بلفظ الواحد, وذلك كقولهم ثلاث مئة درهم, وعندي مئة دينار, لأن الـمئة والألف عدد كثـير, والعرب لا تفسر ذلك إلا بـما كان بـمعناه فـي كثرة العدد, والواحد يؤدّي عن الـجنس, ولـيس ذلك للقلـيـل من العدد, وإن كانت العرب ربـما وضعت الـجمع القلـيـل موضع الكثـير, ولـيس ذلك بـالكثـير. وأما إذا جاء تفسيرها بلفظ الـجمع, فإنها تنوّن, فتقول: عندي ألفٌ دراهمُ, وعندي مئةٌ دنانـير, علـى ما قد وصفت.
وقوله: لَهُ غَيْبُ السّمَوَاتِ والأرْضِ يقول تعالـى ذكره: لله علـم غيب السموات والأرض, لا يعزب عنه علـم شيء منه, ولا يخفـى علـيه شيء, يقول: فسلـموا له علـم مبلغ ما لبثت الفتـية فـي الكهف إلـى يومكم هذا, فإن ذلك لا يعلـمه سوى الذي يعلـم غيب السموات والأرض, ولـيس ذلك إلا الله الواحد القهار.
وقوله: أبْصرْ بِهِ وأسمِعْ يقول: أبصر بـالله وأسمع, وذلك بـمعنى الـمبـالغة فـي الـمدح, كأنه قـيـل: ما أبصره وأسمعه.
وتأويـل الكلام: ما أبصر الله لكلّ موجود, وأسمعه لكلّ مسموع, لا يخفـى علـيه من ذلك شيء, كما:
17349ـ حدثنا بشر, قال: حدثنا يزيد, قال: حدثنا سعيد, عن قتادة أبْصرْ بِهِ وأسمِعْ فلا أحد أبصر من الله ولا أسمع, تبـارك وتعالـى.
17350ـ حدثنا يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد, فـي قوله: أبْصرْ بِهِ وأسمِعْ ما لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِـيّ قال: يرى أعمالهم, ويسمع ذلك منهم سميعا بصيرا.
وقوله: ما لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِـيّ يقول جلّ ثناؤه: ما لـخـلقه دون ربهم الذي خـلقهم ولـيّ, يـلـي أمرهم وتدبـيرهم, وصرفهم فـيـما هم فـيه مصرفون. وَلا يُشْرِكُ فِـي حُكمِهِ أحَدا يقول: ولا يجعل الله فـي قضائه, وحكمه فـي خـلقه أحدا سواه شريكا, بل هو الـمنفرد بـالـحكم والقضاء فـيهم, وتدبـيرهم وتصريفهم فـيـما شاء وأحبّ.

الآية : 27
القول فـي تأويـل قوله تعالـى: {وَاتْلُ مَآ أُوْحِيَ إِلَيْكَ مِن كِتَابِ رَبّكَ لاَ مُبَدّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَلَن تَجِدَ مِن دُونِهِ مُلْتَحَداً }.
يقول تعالـى ذكره لنبـيه مـحمد صلى الله عليه وسلم: واتبع يا مـحمد ما أنزل إلـيك من كتاب ربك هذا, ولا تتركنّ تلاوته, واتبـاع ما فـيه من أمر الله ونهيه, والعمل بحلاله وحرامه, فتكون من الهالكين وذلك أن مصير من خالفه, وترك اتبـاعه يوم القـيامة إلـى جهنـم لا مُبَدّلَ لكَلـماتِهِ يقول: لا مغير لـما أوعد بكلـماته التـي أنزلها علـيك أهل معاصيه, والعاملـين بخلاف هذا الكتاب الذي أوحيناه إلـيك.
وقوله: وَلَنْ تَـجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَـحَدا يقول: وإن أنت يا مـحمد لـم تتل ما أوحى إلـيك من كتاب ربك فتتبعه وتأتـمّ به, فنالك وعيد الله الذي أوعد فـيه الـمخالفـين حدوده, لن تـجد من دون الله موئلاً تئل إلـيه ومعدلاً تعدل عنه إلـيه, لأن قدرة الله مـحيطة بك وبجميع خـلقه, لا يقدر أحد منهم علـى الهرب من أمر أراد به.
وبنـحو الذي قلنا فـي معنى قوله: مُلْتَـحَدا قال أهل التأويـل, وإن اختلفت ألفـاظهم فـي البـيان عنه. ذكر من قال ذلك:
17351ـ حدثنا مـحمد بن بشار, قال: حدثنا يحيى بن سعيد, عن سفـيان, عن منصور, عن مـجاهد, فـي قوله: مُلْتَـحَدا قال: مَلْـجَأ.
حدثنـي مـحمد بن عمرو, قال: حدثنا أبو عاصم, قال: حدثنا عيسى وحدثنـي الـحرث, قال: حدثنا الـحسن, قال: حدثنا ورقاء, جميعا, عن ابن أبـي نـجيح, عن مـجاهد مُلْتَـحَدا قال: ملـجأ.
حدثنا القاسم, قال: حدثنا الـحسين, قال: ثنـي حجاج, عن ابن جريج, عن مـجاهد, مثله.
17352ـ حدثنا بشر, قال: حدثنا يزيد, قال: حدثنا سعيد, عن قتادة وَلَنْ تَـجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَـحَدا قال: موئلاً.
حدثنا الـحسن, قال: أخبرنا عبد الرزاق, قال: أخبرنا معمر, عن قتادة, فـي قوله: مُلْتَـحَدا قال: ملـجأ ولا موئلاً.
17353ـ حدثنـي يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد, فـي قوله: وَلَنْ تَـجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَـحَدا قال: لا يجدون ملتـحدا يـلتـحدونه, ولا يجدون من دونه ملـجأ ولا أحدا يـمنعهم. والـملتـحد: إنـما هو الـمفتعل من اللـحد, يقال منه: لـحدت إلـى كذا: إذا ملت إلـيه ومنه قـيـل للـحد: لـحد, لأنه فـي ناحية من القبر, ولـيس بـالشقّ الذي فـي وسطه, ومنه الإلـحاد فـي الدين, وهو الـمعاندة بـالعدول عنه, والترك له