تفسير الطبري تفسير الصفحة 445 من المصحف

 تفسير الطبري - صفحة القرآن رقم 445
446
444
 الآية : 71 -72
القول فـي تأويـل قوله تعالـى: {أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنّا خَلَقْنَا لَهُم مِمّا عَمِلَتْ أَيْدِينَآ أَنْعاماً فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ * وَذَلّلْنَاهَا لَهُمْ فَمِنْهَا رَكُوبُهُمْ وَمِنْهَا يَأْكُلُونَ }.
يقول تعالـى ذكره: أوَ لَـمْ يَرَ هؤلاء الـمشركون بـالله الاَلهة والأوثانَ أنّا خَـلَقْنا لَهُمْ مِـمّا عَمِلَتْ أيْدِينا يقول: مـما خـلقنا من الـخـلق أنْعاما وهي الـمواشي التـي خـلقها الله لبنـي آدم, فسخّرها لهم من الإبل والبقر والغنـم فَهُمْ لَهَا مالِكُونَ يقول: فهم لها مصرّفون كيف شاءوا بـالقهر منهم لها والضبط, كما:
22380ـ حدثنا بشر, قال: حدثنا يزيد, قال: حدثنا سعيد, عن قتادة, قوله: فَهَمُ لَهَا مالِكُونَ: أي ضابطون.
22381ـ حدثنـي يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد, فـي قوله: أوَ لَـمْ يَرَوْا أنّا خَـلَقْنا لَهُمْ مِـمّا عَمِلَتْ أيْدِينا أنْعاما فَهُمْ لَهَا مالِكُونَ فقـيـل له: أهي الإبل؟ فقال: نعم, قال: والبقر من الأنعام, ولـيست بداخـلة فـي هذه الاَية, قال: والإبل والبقر والغنـم من الأنعام, وقرأ: ثَمانِـيَةَ أزْوَاجٍ قال: والبقر والإبل هي النعم, ولـيست تدخـل الشاء فـي النعم.
وقوله: وَذَلّلْناها لَهُمْ يقول: وذللنا لهم هذه الأنعام فَمِنْها رَكُوبُهُمْ يقول: فمنها ما يركبون كالإبل يسافرون علـيها يقال: هذه دابة ركوب, والرّكوب بـالضمّ: هو الفعل وَمِنْها يأْكُلونَ لـحومها. وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل. ذكر من قال ذلك:
22382ـ حدثنا بشر, قال: حدثنا يزيد, قال: حدثنا سعيد, عن قتادة وَذَلّلْناها لَهُمْ فَمِنْها رَكُوُبُهُمْ: يركبونها يسافرون علـيها وَمِنْها يأْكُلُونَ لـحومها.
الآية : 73 -74
القول فـي تأويـل قوله تعالـى: {وَلَهُمْ فِيهَا مَنَافِعُ وَمَشَارِبُ أَفَلاَ يَشْكُرُونَ * وَاتّخَذُواْ مِن دُونِ اللّهِ آلِهَةً لّعَلّهُمْ يُنصَرُونَ }.
يقول تعالـى ذكره: ولهم فـي هذه الأنعام منافع, وذلك منافع فـي أصوافها وأوبـارها وأشعارها بـاتـخاذهم من ذلك أثاثا ومتاعا, ومن جلودها أكنانا, ومشارب يشربون ألبـانها, كما:
22383ـ حدثنا بشر, قال: حدثنا يزيد, قال: حدثنا سعيد, عن قتادة ولَهُمْ فِـيها مَنافِعُ يَـلْبسون أصوافها وَمَشارِبُ يشربون ألبـانها.
وقوله: أفَلا يَشْكُرُونَ يقول: أفلا يشكرون نعمتـي هذه, وإحسانـي إلـيهم بطاعتـي, وإفراد الألوهية والعبـادة, وترك طاعة الشيطان وعبـادة الأصنام.
قوله: واتّـخَذُوا مِنْ دُونِ اللّهِ آلِهَةً يقول: واتـخذ هؤلاء الـمشركون من دون الله آلهة يعبدونها لَعَلّهُمْ يُنْصَرُونَ يقول: طمعا أن تنصرهم تلك الاَلهة من عقاب الله وعذابه.
الآية : 75 -76
القول فـي تأويـل قوله تعالـى: {لاَ يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَهُمْ وَهُمْ لَهُمْ جُندٌ مّحْضَرُونَ * فَلاَ يَحْزُنكَ قَوْلُهُمْ إِنّا نَعْلَمُ مَا يُسِرّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ }.
يقول تعالـى ذكره: لا تستطيع هذه الاَلهة نصرهم من الله إن أراد بهم سوءا, ولا تدفع عنهم ضرّا.
وقوله: وَهُمْ لَهُمْ جُنْدٌ مُـحْضَرُونَ يقول: وهؤلاء الـمشركون لاَلهتهم جند مـحضَرون.
واختلف أهل التأويـل فـي تأويـل قوله: مُـحْضَرُونَ وأين حضورهم إياهم, فقال بعضهم: عُنـي بذلك: وهم لهم جند مـحضرون عند الـحساب. ذكر من قال ذلك:
22384ـ حدثنـي مـحمد بن عمرو, قال: حدثنا أبو عاصم, قال: حدثنا عيسى وحدثنـي الـحارث, قال: حدثنا الـحسن, قال: حدثنا ورقاء, جميعا عن ابن أبـي نـجيح, عن مـجاهد, فـي قوله: وَهُمْ لَهُمْ جُنْدٌ مُـحْضَرُونَ قال: عند الـحساب.
وقال آخرون: بل معنى ذلك: وهم لهم جند مـحضَرون فـي الدنـيا يغضبون لهم. ذكر من قال ذلك:
22385ـ حدثنا بشر, قال: حدثنا يزيد, قال: حدثنا سعيد, عن قتادة لا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَهُمْ الاَلهة وَهُمْ لَهُمْ جُنْدٌ مُـحْضَرُونَ والـمشركون يغضَبون للاَلهة فـي الدنـيا, وهي لا تسوق إلـيهم خيرا, ولا تدفع عنهم سوءا, إنـما هي أصنام.
وهذا الذي قاله قتادة أولـى القولـين عندنا بـالصواب فـي تأويـل ذلك, لأن الـمشركين عند الـحساب تتبرأ منهم الأصنام, وما كانوا يعبدونه, فكيف يكونون لها جندا حينئذٍ, ولكنهم فـي الدنـيا لهم جند يغضبون لهم, ويقاتلون دونهم.
وقوله تعالـى: فَلا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ يقول تعالـى ذكره لنبـيه مـحمد صلى الله عليه وسلم: فلاَ يحْزُنْك يا مـحمد قول هؤلاء الـمشركين بـالله من قومك لك: إنك شاعر, وما جئتنا به شعر, ولا تكذيبهم بآيات الله وجحودهم نبوّتك. وقوله: إنّا نَعْلَـمُ ما يُسِرّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ يقول تعالـى ذكره: إنا نعلـم أن الذي يدعوهم إلـى قـيـل ذلك الـحسد, وهم يعلـمون أن الذي جئتهم به لـيس بشعر, ولا يشبه الشعر, وأنك لست بكذّاب, فنعلـم ما يسرّون من معرفتهم بحقـيقة ما تدعوهم إلـيه, وما يعلنون من جحودهم ذلك بألسنتهم علانـية.

الآية : 77 -79
القول فـي تأويـل قوله تعالـى: {أَوَلَمْ يَرَ الإِنسَانُ أَنّا خَلَقْنَاهُ مِن نّطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مّبِينٌ * وَضَرَبَ لَنَا مَثَلاً وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَن يُحيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ * قُلْ يُحْيِيهَا الّذِيَ أَنشَأَهَآ أَوّلَ مَرّةٍ وَهُوَ بِكُلّ خَلْقٍ عَلِيمٌ }.
يقول تعالـى ذكره: أوَ لَـمْ يَرَ الإنْسانُ أنّا خَـلَقْناهُ. واختُلف فـي الإنسان الذي عُنـي بقوله: أوَ لَـمْ يَرَ الإنْسانُ فقال بعضهم: عُنـي به أُبّـي بن خـلف. ذكر من قال ذلك:
22386ـ حدثنـي مـحمد بن عُمارة, قال: حدثنا عبـيد الله بن موسى, قال: حدثنا إسرائيـل, عن أبـي يحيى عن مـجاهد, فـي قوله: مَنْ يُحْيِـي العِظامَ وَهِيَ رَمِيـمٌ قال: أُبـيّ بن خَـلَف أتـى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعَظْم.
حدثنـي مـحمد بن عمرو, قال: حدثنا أبو عاصم, قال: حدثنا عيسى وحدثنـي الـحارث, قال: حدثنا الـحسن, قال: حدثنا ورقاء, جميعا عن ابن أبـي نـجيح, عن مـجاهد, قوله: وَضَرَبَ لنَا مَثَلاً أُبـيّ بن خـلف.
22387ـ حدثنا بشر, قال: حدثنا يزيد, قال: حدثنا سعيد, عن قتادة, قوله: قالَ مَنْ يُحْيِـي العِظامَ وَهِيَ رَمِيـمٌ: ذُكر لنا أن أُبـيّ بن خـلف, أتـى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعظْم حائل, ففتّه, ثم ذرّاه فـي الريح, ثم قال: يا مـحمد من يحيـي هذا وهو رميـم؟ قال: «الله يحيـيه, ثم يـميته, ثم يُدخـلك النار» قال: فقتله رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أُحد.
وقال آخرون: بل عُنـي به: العاص بن وائل السّهميّ. ذكر من قال ذلك:
22388ـ حدثنـي يعقوب بن إبراهيـم, قال: حدثنا هشيـم, قال: أخبرنا أبو بشر, عن سعيد بن جبـير, قال: جاء العاص بن وائل السهميّ إلـى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعظّم حائل, ففتّه بـين يديه, فقال: يا مـحمد أيبعث الله هذا حيا بعد ما أرمّ؟ قال: «نَعَمْ يَبْعَثُ اللّهُ هَذَا, ثُمّ يُـمِتُكَ ثُمّ يُحْيِـيكَ, ثُم يُدْخِـلُكَ نارَ جَهَنّـم» قال: ونزلت الاَيات: أوَ لَـمْ يَرَ الإنْسانُ أنّا خَـلَقْناهُ مِنْ نُطْفَةٍ فإذَا هُوَ خَصِيـمٌ مُبِـينٌ...» إلـى آخر الاَية.
وقال آخرون: بل عُنِـي به: عبد الله بن أُبـيّ. ذكر من قال ذلك:
22389ـ حدثنـي مـحمد بن سعد, قال: ثنـي أبـي, قال: ثنـي عمي, قال: ثنـي أبـي, عن أبـيه, عن ابن عبـاس أوَ لَـمْ يَرَ الإنْسانُ أنّا خَـلَقْناهُ مِنْ نُطْفَةٍ... إلـى قوله: وَهِيَ رَمِيـمٌ قال: جاء عبد الله بن أُبـيّ إلـى النبـيّ صلى الله عليه وسلم بعظْم حائل فكسره بـيده, ثم قال: يا مـحمد كيف يبعث الله هذا وهو رميـم؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يَبْعَثُ اللّهُ هَذَا, ويُـمِيتُكَ ثُمّ يُدْخِـلُكَ جَهَنّـمَ», فقال الله: قُلْ يُحْيِـيها الّذِي أنشأها أوّلَ مَرّةٍ وَهُو بِكُلّ خَـلْقٍ عَلِـيـمٌ.
فتأويـل الكلام إذن: أو لـم ير هذا الإنسان الذي يقول: مَنْ يُحْيِـي العِظامَ وَهِيَ رَمِيـمٌ أنا خـلقناه من نطفة فسوّيناه خـلقا سَوِيّا فإذَا هوَ خَصِيـمٌ يقول: فإذا هو ذو خصومة لربه, يخاصمه فـيـما قال له ربه إنـي فـاعل, وذلك إخبـار لله إياه أنه مُـحْيـي خـلقه بعد مـماتهم, فـيقول: مَنْ يحيـي هذه العظام وهي رميـم؟ إنكارا منه لقُدرة الله علـى إحيائها.
وقوله: مُبِـينٌ يقول: يبـين لـمن سمع خُصومته وقـيـله ذلك أنه مخاصم ربه الذي خـلقه. وقوله: وَضَرَبَ لنَا مَثَلاً وَنَسِيَ خَـلْقَهُ يقول: ومثّل لنا شبها بقوله: مَنْ يُحْيِـي العِظَامَ وَهِيَ رَمِيـمٌ إذ كان لا يقدر علـى إحياء ذلك أحد, يقول: فجعلنا كمن لا يقدر علـى إحياء ذلك من الـخـلق وَنَسِيَ خَـلْقَهُ يقول: ونسي خـلْقنَا إياه كيف خـلقناه, وأنه لـم يكن إلا نطفة, فجعلناها خـلقا سَوِيّا ناطقا, يقول: فلـم يفكر فـي خـلقناه, فـيعلـم أن من خـلقه من نطفه حتـى صار بشرا سويا ناطقا متصرّفـا, لا يعْجِز أن يعيد الأموات أحياء, والعظام الرّميـم بشَرا كهيئتهم التـي كانوا بها قبل الفناء يقول الله لنبـيه مـحمد صلى الله عليه وسلم: قُلْ لهذا الـمشرك القائل لك: من يُحيـي العظام وهي رميـم يُحْيِـيها الّذِي أنشأَها أوّلَ مَرّةٍ يقول: يحيـيها الذي ابتدع خـلْقها أوّل مرّة ولـم تكن شيئا وَهُوَ بِكُلّ خَـلْقٍ عَلِـيـمٌ يقول: وهو بجميع خـلقه ذو علـم كيف يـميت, وكيف يحيـي, وكيف يبدىء, وكيف يعيد, لا يخفـى علـيه شيء من أمر خـلقه.
الآية : 80 -81
القول فـي تأويـل قوله تعالـى: {الّذِي جَعَلَ لَكُم مّنَ الشّجَرِ الأخْضَرِ نَاراً فَإِذَآ أَنتُم مّنْه تُوقِدُونَ * أَوَلَـيْسَ الَذِي خَلَقَ السّمَاواتِ وَالأرْضَ بِقَادِرٍ عَلَىَ أَن يَخْلُقَ مِثْلَهُم بَلَىَ وَهُوَ الْخَلاّقُ الْعَلِيمُ }.
يقول تعالـى ذكره: قل يحيـيها الذي أنشأها أوّل مرّة الّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشّجَرِ الأخْضَر نارا يقول: الذي أخرج لكم من الشجر الأخضر نارا تُـحْرق الشجر, لا يـمتنع علـيه فعل ما أراد, ولا يعجز عن إحياء العظام التـي قد رَمّت, وإعادتها بشَرا سويا, وخـلقا جديدا, كما بدأها أوّل مرّة. وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل. ذكر من قال ذلك:
22390ـ حدثنا بشر, قال: حدثنا يزيد, قال: حدثنا سعيد, عن قتادة الّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشّجَرِ الأخْضَرِ نارا يقول: الذي أخرج هذه النار من هذا الشجر قادر أن يبعثه.
قوله: فإذَا أنْتُـمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ يقول: فإذا أنتـم من الشجر توقدون النار وقال: مِنْهُ والهاء من ذكر الشجر, ولـم يقل: منها, والشجر جمع شجرة, لأنه خرج مخرج الثمر والـحصَى, ولو قـيـل: منها كان صوابـا أيضا, لأن العرب تذكّر مثل هذا وتؤنّثه. وقوله: أوَ لَـيْسَ الّذِي خَـلَقَ السّمَوَاتِ والأرْضَ بِقادِرٍ عَلـى أنْ يَخْـلُقَ مِثْلَهُمْ يقول تعالـى ذكره منبها هذا الكافر الذي قال: مَنْ يُحْيـي العِظامَ وَهيَ رَميـمٌ علـى خطأ قوله, وعظيـم جهله أوَ لَـيْسَ الّذِي خَـلَقَ السّمَوَات السبع والأرْضَ بقادِرٍ عَلـى أنْ يَخْـلُقَ مثلكم, فإن خـلق مثلكم من العظام الرميـم لـيس بأعظم من خـلق السموات والأرض. يقول: فمن لـم يتعذّر علـيه خـلق ما هو أعظم من خـلقكم, فكيف يتعذّر علـيه إحياء العظام بعد ما قد رمّت وبَلِـيَت؟ وقوله: بلَـى وَهُوَ الـخَلاّقُ العَلـيـمُ يقول: بلـى هو قادر علـى أن يخـلق مثلهم وهو الـخلاق لـما يشاء, الفعّال لـما يريد, العلـيـم بكلّ ما خـلق ويخـلق لا يخفـى علـيه خافـية.

الآية : 82 - 83
القول فـي تأويـل قوله تعالـى: {إِنّمَآ أَمْرُهُ إِذَآ أَرَادَ شَيْئاً أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ * فَسُبْحَانَ الّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ }.
يقول تعالـى ذكره: إنّـمَا أمْرهُ إذَا أرَادّ شَيْئا أنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَـيَكُونُ. وكان قتادة يقول فـي ذلك ما:
22391ـ حدثنا بشر, قال: حدثنا يزيد, قال: حدثنا سعيد, عن قتادة أوَ لَـيْسَ الّذِي خَـلَقَ السَمَوَاتِ والأرْضَ بقادِرٍ عَلـى أنْ يَخْـلُقَ مِثْلَهُمْ بَلـى وَهُوَ الـخَلاّقُ العَلِـيـمُ قال: هذا مثل إنـما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فـيكون, قال: لـيس من كلام العرب شيء هو أخفّ من ذلك, ولا أهون, فأمر الله كذلك.
وقوله: فَسُبْحانَ الّذِي بِـيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلّ شَيْءٍ يقول تعالـى ذكره: فتنزيه الذي بـيده ملك كلّ شيء وخزائنه. وقوله: وَإلَـيْهِ تُرْجَعُونَ يقول: وإلـيه تردّون وتصيرون بعد مـماتكم.
آخر تفسير سورة يس

نهاية تفسير الإمام الطبري لسورة يس