تفسير الطبري تفسير الصفحة 447 من المصحف

 تفسير الطبري - صفحة القرآن رقم 447
448
446
 الآية : 24 -27
القول فـي تأويـل قوله تعالـى: {وَقِفُوهُمْ إِنّهُمْ مّسْئُولُونَ * مَا لَكُمْ لاَ تَنَاصَرُونَ * بَلْ هُمُ الْيَوْمَ مُسْتَسْلِمُونَ * وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَىَ بَعْضٍ يَتَسَآءَلُونَ }.
يقول تعالـى ذكره: وَقِـفُوهُمْ: احبسوهم: أي احبسوا أيها الـملائكة هؤلاء الـمشركين الذين ظلـموا أنفسهم وأزواجهم, وما كانوا يعبدون من دون الله من الاَلهة إنّهُمْ مَسْئُولُونَ فـاختلف أهل التأويـل فـي الـمعنى الذي يأمر الله تعالـى ذكره بوقـفهم لـمسألتهم عنه, فقال بعضهم: يسألهم هل يعجبهم ورود النار. ذكر من قال ذلك:
22460ـ حدثنا مـحمد بن بشار, قال: حدثنا عبد الرحمن, قال: حدثنا سفـيان, عن سلـمة بن كهيـل, قال: حدثنا أبو الزعراء, قال: كنا عند عبد الله, فذكر قصة, ثم قال: يتـمثل الله للـخـلق فـيـلقاهم, فلـيس أحد من الـخـلق كان يعبد مِن دون الله شيئا إلا وهو مرفوع له يتبعه قال: فـيـلقـى الـيهود فـيقول: من تعبدون؟ فـيقولون: نعبد عُزَيرا, قال: فـيقول: هل يسرّكم الـماء؟ فـيقولون: نعم, فـيريهم جهنـم وهي كهيئة السّراب, ثم قرأ: وَعَرَضْنا جَهَنّـمَ لِلْكافِرِينَ عَرْضا قال: ثم يـلقـى النصارَى فـيقول: من تعبدون؟ فـيقولون: الـمسيح, فـيقول: هل يسرّكم الـماء؟ فـيقولون: نعم, فـيريهم جهنـم, وهي كهيئة السراب, ثم كذلك لـمن كان بعبد من دون الله شيئا, ثم قرأ عبد الله وَقـفُوهُمْ إنّهُمْ مَسْئُولُونَ.
وقال آخرون: بل ذلك للسؤال عن أعمالهم. ذكر من قال ذلك:
22461ـ حدثنـي يعقوب بن إبراهيـم, قال: حدثنا معتـمر, عن لـيث, عن رجل, عن أنس بن مالك, قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «أيّـمَا رَجُلٍ دَعا رَجُلاً إلـى شَيْءٍ كانَ مَوْقُوفـا لازِما بِهِ, لا يُغادِرُهُ, وَلا يُفـارقُهُ» ثُمّ قَرأ هَذِهِ الاَيَةَ: وَقِـفُوهُمْ إنّهُم مَسْئُولُونَ.
وقال آخرون: بل معنى ذلك: وقـفوا هؤلاء الذين ظلـموا أنفسهم وأزواجهم إنهم مسئلون عما كانوا يعبدون من دون الله.
وقوله: مالَكُمْ لا تَناصَرُونَ يقول: مالكم أيها الـمشركون بـالله لا ينصر بعضكم بعضا بَلْ هُمُ الـيوْمَ مُسْتَسْلِـمُونَ يقول: بل هم الـيوم مستسلـمون لأمر الله فـيهم وقضائه, موقنون بعذابه, كما:
22462ـ حدثنا بشر, قال: حدثنا يزيد, قال: حدثنا سعيد, عن قتادة, قوله: ما لَكُمْ لا تَناصَرُونَ لا والله لا يتناصرون, ولا يدفع بعضهم عن بعض بَلْ هُمُ الـيَوْمَ مُسْتَسْلِـمُونَ فـي عذاب الله.
وقوله: وأقْبَلَ بَعْضُهُمْ علـى بَعْضٍ يَتَساءَلُونَ قـيـل: معنى ذلك: وأقبل الإنس علـى الـجنّ يتساءلون. ذكر من قال ذلك:
22463ـ حدثنا بشر, قال: حدثنا يزيد, قال: حدثنا سعيد, عن قتادة, قوله: وأقْبَلَ بَعْضُهُمْ علـى بَعْضٍ يَتَساءَلُونَ الإنسُ علـى الـجنّ.

الآية : 28 -30
القول فـي تأويـل قوله تعالـى: {قَالُوَاْ إِنّكُمْ كُنتُمْ تَأْتُونَنَا عَنِ الْيَمِينِ * قَالُواْ بَلْ لّمْ تَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ * وَمَا كَانَ لَنَا عَلَيْكُمْ مّن سُلْطَانٍ بَلْ كُنتُمْ قَوْماً طَاغِينَ }.
يقول تعالـى ذكره: قالت الإنس للـجنّ: إنكم أيها الـجنّ كنتـم تأتوننا من قِبَل الدين والـحقّ فتـخدعوننا بأقوى الوجوه والـيـمين: القوّة والقدرة فـي كلام العرب ومنه قول الشاعر:
إذَا ما رَايَةٌ رُفِعَتْ لِـمَـجْدٍتَلَقّاها عَرَابَةُ بـالْـيَـمِينَ
يعنـي: بـالقوّة والقدرة. وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل. ذكر من قال ذلك:
22464ـ حدثنـي مـحمد بن عمرو, قال: حدثنا أبو عاصم, قال: حدثنا عيسى وحدثنـي الـحارث, قال: حدثنا الـحسن, قال: حدثنا ورقاء, جميعا عن ابن أبـي نـجيح, عن مـجاهد, فـي قوله: تَأْتُونَنَا عَنِ الـيَـمِينِ قال: عن الـحقّ, الكفـار تقوله للشياطين.
22465ـ حدثنا بشر, قال: حدثنا يزيد, قال: حدثنا سعيد, عن قتادة قالُوا إنّكُمْ كُنْتُـمْ تَأْتُونَنا عَنِ الـيَـمِينِ قال: قالت الإنس للـجنّ: إنكم كنتـم تأتوننا عن الـيـمين, قال: من قبل الـخير, فتنهوننا عنه, وتبطّئوننا عنه.
22466ـ حدثنا مـحمد بن الـحسين, قال: حدثنا أحمد بن الـمفضل, قال: حدثنا أسبـاط, عن السديّ, فـي قوله: إنّكُمْ كُنْتُـمْ تَأْتُونَنا عَنِ الـيَـمِينِ قال: تأتوننا من قبل الـحقّ تزينون لنا البـاطل, وتصدّوننا عن الـحقّ.
22467ـ حدثنـي يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد فـي قوله: إنّكُمْ كُنْتُـمْ تَأْتُونَنا عَنِ الـيَـمِينِ قال: قال بنو آدم للشياطين الذين كفروا: إنكم كنتـم تأتوننا عن الـيـمين, قال: تـحولون بـيننا وبـين الـخير, ورددتـمونا عن الإسلام والإيـمان, والعمل بـالـخير الذي أمر الله به.
وقوله: قالُوا بَلْ لَـمْ تكُونُوا مُؤْمِنِـينَ وَما كانَ لَنا عَلَـيْكُمْ مِنْ سُلْطانٍ يقول تعالـى ذكره: قالت الـجنّ للإنس مـجيبة لهم: بل لـم تكونوا بتوحيد الله مُقِرّين, وكنتـم للأصنام عابدين وَما كانَ لنَا عَلَـيْكُمْ مِنْ سُلْطانٍ يقول: قالوا: وما كان لنا علـيكم من حُجّة, فنصدّكم بها عن الإيـمان, ونـحول بـينكم من أجلها وبـين اتبـاع الـحقّ بَلْ كُنْتُـمْ قَوْما طاغِينَ يقول: قالوا لهم: بل كنتـم أيها الـمشركون قوما طاغين علـى الله, متعدّين إلـى ما لـيس لكم التعدّي إلـيه من معصية الله وخلاف أمره. وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل. ذكر من قال ذلك:
22468ـ حدثنا بشر, قال: حدثنا يزيد, قال: حدثنا سعيد, عن قتادة, قال: قالت لهم الـجنّ: بَلْ لَـمْ تَكونُوا مُؤْمِنِـينَ حتـى بلغ قَوْما طاغِينَ.
22469ـ حدثنا مـحمد بن الـحسين, قال: حدثنا أحمد بن الـمفضل, قال: حدثنا أسبـاط, عن السديّ, فـي قوله: وَما كانَ لنَا عَلَـيْكُمْ مِنْ سُلْطانٍ قال: الـحجة... وفـي قوله: بَلْ كُنْتُـمْ قَوْما طاغِينَ قال: كفّـار ضُلاّل.
الآية : 31 -34
القول فـي تأويـل قوله تعالـى: {فَحَقّ عَلَيْنَا قَوْلُ رَبّنَآ إِنّا لَذَآئِقُونَ * فَأَغْوَيْنَاكُمْ إِنّا كُنّا غَاوِينَ * فَإِنّهُمْ يَوْمَئِذٍ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ * إِنّا كَذَلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ }.
يقول تعالـى ذكره: فحقّ علـينا قول ربنا, فوجب علـينا عذاب ربنا, إنا لذائقون العذاب نـحن وأنتـم بـما قدّمنا من ذنوبنا ومعصيتنا فـي الدنـيا فهذا خبر من الله عن قـيـل الـجنّ والإنس, كما:
22470ـ حدثنا بشر, قال: حدثنا يزيد, قال: حدثنا سعيد, عن قتادة فَحَقّ عَلَـيْنا قَوْلُ رَبّنا... الاَية, قال: هذا قول الـجنّ.
وقوله: فأغْوَيْناكُمْ إنّا كُنّا غاوِينَ يقول: فأضللناكم عن سبـيـل الله والإيـمان به إنا كنا ضالـين وهذا أيضا خبر من الله عن قـيـل الـجنّ والإنس, قال الله: فإنّهُمْ يَوْمَئِذٍ فِـي العَذَابِ مُشْتَركُونَ يقول: فإن الإنس الذين كفروا بـالله وأزواجهم, وما كانوا يعبدون من دون الله, والّذين أَغْوَوا الإنس من الـجنّ يوم القـيامة فـي العذاب مشتركون جميعا فـي النار, كما اشتركوا فـي الدنـيا فـي معصية الله.
22471ـ حدثنـي يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد فـي قوله: فإنّهُمْ يَوْمَئِذٍ فِـي العَذَابِ مُشْتَرِكُونَ قال: هم والشياطين.
إنّا كذلكَ نَفْعَلُ بـالـمُـجْرِمِينَ يقول تعالـى ذكره: إنا هكذا نفعل بـالذين اختاروا معاصيَ الله فـي الدنـيا علـى طاعته, والكفر به علـى الإيـمان, فنذيقهم العذاب الألـيـم, ونـجمع بـينهم وبـين قرنائهم فـي النار.

الآية : 35 -37
القول فـي تأويـل قوله تعالـى: {إِنّهُمْ كَانُوَاْ إِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ إِلَـَهَ إِلاّ اللّهُ يَسْتَكْبِرُونَ * وَيَقُولُونَ أَإِنّا لَتَارِكُوَ آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مّجْنُونٍ * بَلْ جَآءَ بِالْحَقّ وَصَدّقَ الْمُرْسَلِينَ }.
يقول تعالـى ذكره: وإن هؤلاء الـمشركين بـالله الذين وصف صفتهم فـي هذه الاَيات كانوا فـي الدنـيا إذا قـيـل لهم: قولوا لا إلَه إلاّ اللّهُ يَسْتَكْبِرُونَ يقول: يتعظّمون عن قِـيـل ذلك ويتكبرون وترك من الكلام قولوا, اكتفـاء بدلالة الكلام علـيه من ذكره. وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل. ذكر من قال ذلك:
22472ـ حدثنا مـحمد بن الـحسين, قال: حدثنا أحمد بن مفضل, قال: حدثنا أسبـاط, عن السديّ, فـي قوله: إذَا قِـيـلَ لَهُمْ لا إلهَ إلاّ اللّهُ يَسْتَكْبِرُونَ قال: يعنـي الـمشركين خاصّة.
22473ـ حدثنا بشر, قال: حدثنا يزيد, قال: حدثنا سعيد, عن قتادة, قوله: إنّهُمْ كانُوا إذَا قِـيـلَ لَهُمْ لا إلهَ إلاّ اللّهُ يَسْتَكْبِرُونَ قال: قال عمر بن الـخطاب: احْضُروا موتاكم, ولقنوهم لا إله إلا الله, فإنهم يرون ويسمعون.
وقوله: وَيَقُولُونَ أئِنّا لَتارِكُوا آلِهَتِنا لِشاعرٍ مَـجْنُونٍ يقول تعالـى ذكره: ويقول هؤلاء الـمشركون من قريش: أنترك عبـادة آلهتنا لشاعر مـجنون؟ يقول: لاتّبـاع شاعر مـجنون, يعنون بذلك نبّـي الله صلى الله عليه وسلم, ونقول: لا إله إلا الله, كما:
22474ـ حدثنا بشر, قال: حدثنا يزيد, قال: حدثنا سعيد, عن قتادة وَيَقُولُونَ آئِنّا لَتارِكُوا آلِهَتِنا لِشاعِرٍ مَـجْنُونٍ يعنون مـحمدا صلى الله عليه وسلم.
وقوله: بَلْ جاءَ بـالـحَقّ وهذا خبر من الله مكذّبـا للـمشركين الذين قالوا للنبـيّ صلى الله عليه وسلم: شاعر مـجنون, كذبوا, ما مـحمد كما وصفوه به من أنه شاعر مـجنون, بل هو الله نبـيّ جاء بـالـحقّ من عنده, وهو القرآن الذي أنزله علـيه, وصدّق الـمرسلـين الذين كانوا من قبله. وبـمثل الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل. ذكر من قال ذلك:
22475ـ حدثنا بشر, قال: حدثنا يزيد, قال: حدثنا سعيد, عن قتادة بَلْ جاءَ بـالـحَقّ بـالقرآن وَصَدّقّ الـمُرْسَلِـينَ: أي صدّق من كان قبله من الـمرسلـين.
الآية : 38 -41
القول فـي تأويـل قوله تعالـى: {إِنّكُمْ لَذَآئِقُو الْعَذَابَ الألِيمِ * وَمَا تُجْزَوْنَ إِلاّ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ * إِلاّ عِبَادَ اللّهِ الْمُخْلَصِينَ * أُوْلَئِكَ لَهُمْ رِزْقٌ مّعْلُومٌ }.
يقول تعالـى ذكره لهؤلاء الـمشركين من أهل مكة, القائلـين لـمـحمد: شاعر مـجنون إنّكُمْ أيها الـمشركون لَذائِقُوا العَذَابِ الألـيـمِ الـموجع فـي الاَخرة وَما تُـجْزَوْنَ يقول: وما تُثابون فـي الاَخرة إذا ذقتـم العذاب الألـيـم فـيها إلاّ ثواب ما كُنْتُـمْ تَعْمَلُونَ فـي الدنـيا, معاصِيَ الله. وقوله: إلاّ عِبـادَ اللّهِ الـمُخْـلَصِينَ يقول: إلا عبـاد الله الذين أخـلصهم يوم خـلقهم لرحمته, وكتب لهم السعادة فـي أمّ الكتاب, فإنهم لا يذوقون العذاب, لأنهم أهل طاعة الله, وأهل الإيـمان به.
22476ـ حدثنا بشر, قال: حدثنا يزيد, قال: حدثنا سعيد, عن قتادة إلاّ عِبـادَ اللّهِ الـمُخْـلَصِينَ قال: هذه ثَنِـية الله.
وقوله: أُولَئِكَ لَهُمْ رِزْقٌ مَعْلُومٌ يقول: هؤلاء هم عبـاد الله الـمخـلَصون لهم رزق معلوم وذلك الرزق الـمعلوم: هو الفواكه التـي خـلقها الله لهم فـي الـجنة, كما:
22477ـ حدثنا بشر, قال: حدثنا يزيد, قال: حدثنا سعيد, عن قتادة أُولَئِكَ لَهُمْ رِزْقٌ معْلُومٌ فـي الـجنة.
22478ـ حدثنا مـحمد بن الـحسين, قال: حدثنا أحمد بن الـمفضل, قال: حدثنا أسبـاط, عن السديّ, فـي قوله: أُولئكَ لَهُمْ رِزْقٌ مَعْلُومٌ قال: فـي الـجنة.

الآية : 42 -47
القول فـي تأويـل قوله تعالـى: {فَوَاكِهُ وَهُم مّكْرَمُونَ * فِي جَنّاتِ النّعِيمِ * عَلَىَ سُرُرٍ مّتَقَابِلِينَ * يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِكَأْسٍ مّن مّعِينٍ * بَيْضَآءَ لَذّةٍ لّلشّارِبِينَ * لاَ فِيهَا غَوْلٌ وَلاَ هُمْ عَنْهَا يُنزَفُونَ }.
قوله فَوَاكِهُ ردّا علـى الرزق الـمعلوم تفسيرا له, ولذلك رفعت. وقوله: وَهُمْ مُكْرَمُونَ يقول: وهم مع الذي لهم من الرزق الـمعلوم فـي الـجنة, مكرمون بكرامة الله التـي أكرمهم الله بها فِـي جَنّاتِ النّعِيـمِ يعنـي: فـي بساتـين النعيـم علـى سُرُرٍ مُتَقابِلِـينَ يعنـي: أن بعضهم يقابل بعضا, ولا ينظر بعضهم فـي قـفـا بعض. وقوله: يُطافُ عَلَـيْهِمْ بكأْسٍ مِنْ مَعِينٍ يقول تعالـى ذكره: يطوف الـخدم علـيهم بكأس من خمر جارية ظاهرة لأعينهم غير غائرة, كما:
22479ـ حدثنا بشر, قال: حدثنا يزيد, قال: حدثنا سعيد, عن قتادة يُطافُ عَلَـيْهِمْ بكأْسٍ مِنْ مَعِينٍ قال: كأس من خمر جارية, والـمعين: هي الـجارية.
22480ـ حدثنا مـحمد بن بشار, قال: حدثنا أبو عاصم, قال: حدثنا سفـيان, عن سلـمة بن نبـيط, عن الضحاك بن مزاحم, فـي قوله: بكأْسٍ مِنْ مَعِينٍ قال: كلّ كأس فـي القرآن فهو خمر.
حدثنا ابن بشار, قال: حدثنا عبد الله بن داود, عن سلـمة بن نبـيط, عن الضحاك بن مزاحم, قال: كل كأس فـي القرآن فهو خمر.
22481ـ حدثنا مـحمد بن الـحسين, قال: حدثنا أحمد, قال: حدثنا أسبـاط, عن السديّ, فـي قوله: بكأْسٍ مِن مَعِينٍ قال: الـخمر. والكأس عند العرب: كلّ إناء فـيه شراب, فإن لـم يكن فـيه شراب لـم يكن كأسا, ولكنه يكون إناء.
وقوله: بَـيْضَاءَ لَذّةٍ للشّارِبِـينَ يعنـي بـالبـيضاء: الكأس, ولتأنـيث الكأس أنثت البـيضاء, ولـم يقل أبـيض, وذُكر أن ذلك فـي قراءة عبد الله: «صفراء».
22482ـ حدثنا مـحمد بن الـحسين, قال: حدثنا أحمد, قال: حدثنا أسبـاط, عن السديّ, فـي قوله: بَـيْضَاءَ قال السديّ: فـي قراءة عبد الله: «صفراء».
وقوله: لَذّةٍ للشّارِبـينَ يقول: هذه الـخمر لذّة يـلتذّها شاربوها.
وقوله: لا فِـيها غَوْلٌ يقول: لا فـي هذه الـخمر غَوْل, وهو أن تغتال عقولهم يقول: لا تذهب هذه الـخمر بعقول شاربـيها, كما تذهب بها خمور أهل الدنـيا إذا شربوها فأكثروا منها, كما قال الشاعر:
وَما زَالَتِ الكأْسُ تَغْتالُنَاوَتَذْهَبُ بـالأَوّلِ الأَوّلِ
والعرب تقول: لـيس فـيها غيـلة وغائلة وغَوْل بـمعنى واحد ورفع غَوْل ولـم ينصب بلا لدخول حرف الصفة بـينها وبـين الغول, وكذلك تفعل العرب فـي التبرئة إذا حالت بـين لا والاسم بحرف من حروف الصفـات رفعوا الاسم ولـم ينصبوه, وقد يحتـمل قوله: لا فِـيها غَوْلٌ أن يكون معنـيا به: لـيس فـيها ما يؤذيهم من مكروه, وذلك أن العرب تقول للرجل يصاب بأمر مكروه, أو يُنال بداهية عظيـمة: غالَ فلانا غُولٌ. وقد اختلف أهل التأويـل فـي تأويـل ذلك, فقال بعضهم: معناه: لـيس فـيها صُداع. ذكر من قال ذلك:
22483ـ حدثنـي علـيّ, قال: حدثنا أبو صالـح, قال: ثنـي معاوية, عن علـيّ, عن ابن عبـاس, قوله: لا فِـيها غَوْلٌ يقول: لـيس فـيها صُداع.
وقال آخرون: بل معنى ذلك: لـيس فـيها أذًى فتشكّي منه بطونهم. ذكر من قال ذلك:
22484ـ حدثنـي مـحمد بن سعد, قال: ثنـي أبـي, قال: ثنـي عمي, قال: ثنـي أبـي, عن أبـيه, عن ابن عبـاس لا فِـيها غَوْلٌ قال: هي الـخمر لـيس فـيها وجع بطن.
22485ـ حدثنـي مـحمد بن عمرو, قال: حدثنا أبو عاصم, قال: حدثنا عيسى وحدثنـي الـحارث, قال: حدثنا الـحسن, قال: حدثنا ورقاء, جميعا عن ابن أبـي نـجيح, عن مـجاهد قوله: لا فِـيها غَوْلٌ قال: وجع بطن.
22486ـ حدثنـي يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد فـي قوله: لا فِـيها غَوْلٌ قال: الغول ما يوجع البطون, وشارب الـخمر ههنا يشتكي بطنه.
22487ـ حدثنا بشر, قال: حدثنا يزيد, قال: حدثنا سعيد, عن قتادة لا فِـيها غَوْلٌ يقول: لـيس فـيها وجع بطن, ولا صُداع رأس.
وقال آخرون: معنى ذلك: أنها لا تغول عقولهم. ذكر من قال ذلك:
22488ـ حدثنـي مـحمد بن الـحسين, قال: حدثنا أحمد, قال: حدثنا أسبـاط, عن السديّ لا فِـيها غَوْلٌ قال: لا تغتال عقولهم.
وقال آخرون: بل معنى ذلك: لـيس فـيها أذًى ولا مكروه. ذكر من قال ذلك:
22489ـ حُدثت عن يحيى بن زكريا بن أبـي زائدة, عن إسرائيـل, عن سالـم الأفطس, عن سعيد بن جُبَـير, فـي قوله: لا فِـيها غَوْلٌ قال: أذًى ولا مكروه.
حدثنا مـحمد بن سنان القزّاز, قال: حدثنا عبد الله بن بزيعة, قال: أخبرنا إسرائيـل, عن سالـم, عن سعيد بن جُبَـير, فـي قوله: لا فِـيها غَوْلٌ قال: لـيس فـيها أذًى ولا مكروه.
وقال آخرون: بل معنى ذلك: لـيس فـيها إثم.
ولكلّ هذه الأقوال التـي ذكرناها وجه, وذلك أن الغَوْل فـي كلام العرب: هو ما غال الإنسان فذهب به, فكلّ من ناله أمر يكرهه ضربوا له بذلك الـمثل, فقالوا: غالت فلانا غول, فـالذاهب العقل من شرب الشراب, والـمشتكي البطن منه, والـمصدّع الرأس من ذلك, والذي ناله منه مكروه كلهم قد غالته غُول.
فإذا كان ذلك كذلك, وكان الله تعالـى ذكره قد نفـى عن شراب الـجنة أن يكون فـيه غَوْل, فـالذي هو أولـى بصفته أن يقال فـيه كما قال جلّ ثناؤه لا فِـيها غَوْلٌ فـيعمّ بنفـي كلّ معانـي الغَوْل عنه, وأعمّ ذلك أن يقال: لا أذى فـيها ولا مكروه علـى شاربـيها فـي جسم ولا عقل, ولا غير ذلك.
واختلفت القرّاء فـي قراءة قوله وَلا هُمْ عَنْها يُنْزَفُونَ فقرأته عامة قرّاء الـمدينة والبصرة وبعض قرّاء الكوفة يُنْزَفُونَ بفتـح الزاي, بـمعنى: ولا هم عن شربها تُنْزَف عقولهم. وقرأ ذلك عامة قرّاء الكوفة: «وَلا هُمْ عَنْها يُنْزِفُونَ» بكسر الزاي, بـمعنى: ولا هم عن شربها يَنْفَد شرابهم.
والصواب من القول فـي ذلك أنهما قراءتان معروفتان صحيحتا الـمعنى غير مختلفتـيه, فبأيتهما قرأ القارىء فمصيب وذلك أن أهل الـجنة لا ينفد شرابهم, ولا يُسكرهم شربهم إياه, فـيُذهِب عقولَهم.
واختلف أهل التأويـل فـي معنى ذلك, فقال بعضهم: معناه: لا تذهب عقولهم. ذكر من قال ذلك:
22490ـ حدثنـي علـيّ, قال: حدثنا أبو صالـح, قال: ثنـي معاوية, عن علـيّ, عن ابن عبـاس وَلا هُمْ عَنْها يُنْزَفُونَ يقول: لا تذهب عقولهم.
حدثنـي مـحمد بن سعد, قال: ثنـي أبـي, قال: ثنـي عمي, قال: ثنـي أبـي, عن أبـيه, عن ابن عبـاس وَلا هُمْ عَنْها يُنْزَفُونَ قال: لا تُنْزَف فتذهب عقولهم.
22491ـ حدثنـي مـحمد بن عمرو, قال: حدثنا أبو عاصم, قال: حدثنا عيسى وحدثنـي الـحارث, قال: حدثنا الـحسن, قال: حدثنا ورقاء, جميعا عن ابن أبـي نـجيح, عن مـجاهد وَلا هُمْ عَنْها يُنْزَفُونَ قال: لا تذهب عقولهم.
22492ـ حدثنا مـحمد بن الـحسين, قال: حدثنا أحمد بن الـمفضل, قال: حدثنا أسبـاط, عن السديّ, فـي قوله: وَلا هُمْ عَنْها يُنْزَفُونَ قال: لا تُنْزَف عقولهم.
22493ـ حدثنـي يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد, فـي قوله: وَلا هُمْ عَنْها يُنْزَفُونَ قال: لا تُنْزِف العقول.
22494ـ حدثنا بشر, قال: حدثنا يزيد, قال: حدثنا سعيد, عن قتادة وَلا هُمْ عَنْها يُنْزَفُونَ قال: لا تغلبهم علـى عقولهم.
وهذا التأويـل الذي ذكرناه عمن ذكرنا عنه لـم تفصّل لنا رَواته القراءة الذي هذا تأويـلها, وقد يحتـمل أن يكون ذلك تأويـل قراءة من قرأها يَنْزِفُونَ ويُنْزَفُون كلتـيهما, وذلك أن العرب تقول: قد نُزِف الرجل فهو منزوف: إذا ذهب عقله من السكر, وأَنْزَف فهو مُنْزِف, مـحكية عنهم اللغتان كلتاهما فـي ذهاب العقل من السكر وأما إذا فَنِـيت خمر القوم فإنـي لـم أسمع فـيه إلا أنزَفَ القومُ بـالألف, ومن الإنزاف بـمعنى: ذهاب العقل من السكر, قول الأُبَـيرد:
لَعَمْرِي لَئِنْ أنْزَفْتُـمُوا أوْ صَحَوْتُـمُلبِئْسَ النّدامَى كنْتُـمُ آلَ أبْجَرَا

الآية : 48 -50
القول فـي تأويـل قوله تعالـى: {وَعِندَهُمْ قَاصِرَاتُ الطّرْفِ عِينٌ * كَأَنّهُنّ بَيْضٌ مّكْنُونٌ * فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَىَ بَعْضٍ يَتَسَآءَلُونَ }.
يقول تعالـى ذكره: وعند هؤلاء الـمخـلَصين من عبـاد الله فـي الـجنة قاصرات الطرف, وهنّ النساء اللواتـي قَصَرْن أطرافهنّ علـى بُعُولتهنّ, لا يُرِدْن غيرهم, ولا يَـمْدُدْن أبصارهنّ إلـى غيرهم. وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل. ذكر من قال ذلك:
22495ـ حدثنـي علـيّ, قال: حدثنا أبو صالـح, قال: ثنـي معاوية, عن علّـي, عن ابن عبـاس وَعِنْدَهُمْ قاصِرَاتُ الطّرْفِ عِينٌ يقول: عن غير أزواجهنّ.
22496ـ حدثنـي مـحم بن عمرو, قال: حدثنا أبو عاصم, قال: حدثنا عيسى وحدثنـي الـحارث, قال: حدثنا الـحسن, قال: حدثنا ورقاء, جميعا عن ابن أبـي نـجيح, عن مـجاهد وَعِنْدَهُمْ قاصِراتُ الطّرْفِ عِينٌ قال: علـى أزواجهن زاد الـحارث فـي حديثه: لا تبغي غيرهم.
22497ـ حدثنا مـحمد بن الـحسين, قال: حدثنا أحمد, قال: حدثنا أسبـاط, عن السديّ, فـي قوله: وَعِنْدَهُمْ قاصِرَاتُ الطّرْفِ قال: قَصَرْن أبصارهنّ وقلوبهنّ علـى أزواجهن, فلا يُردن غيرهم.
حدثنا مـحمد بن الـحسين, قال: حدثنا أحمد, قال: حدثنا أسبـاط, عن السديّ, قال: ذُكر أيضا عن منصور, عن مـجاهد, مثله.
22498ـ حدثنا بشر, قال: حدثنا يزيد, قال: حدثنا سعيد, عن قتادة وَعِنْدَهُمْ قاصِرَاتُ الطّرْفِ قال: قَصَرْن طرفهنّ علـى أزواجهنّ, فلا يُردْن غيرهم.
22499ـ حدثنـي يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد, فـي قول الله قاصِراتُ الطّرْفِ قال: لا ينظرن إلا إلـى أزواجهنّ, قد قَصَرْن أطرافهنّ علـى أزواجهنّ, لـيس كما يكون نساء أهل الدنـيا.
وقوله: عِينٌ يعنـي بـالعِين: النّـجْلَ العيون عِظامها, وهي جمع عيناء, والعيناء: الـمرأة الواسعة العين عظيـمتها, وهي أحسن ما تكون من العيون. وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل. ذكر من قال ذلك:
22500ـ حدثنا مـحمد بن الـحسين, قال: حدثنا أحمد, قال: حدثنا أسبـاط, عن السديّ, فـي قوله: عِينٌ قال: عظام الأعين.
22501ـ حدثنـي يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد, فـي قوله: عِينٌ قال: العَيناء: العظيـمة العين.
22502ـ حدثنا أحمد بن عبد الرحمن بن وهب, قال: حدثنا مـحمد بن الفرج الصّدَفـي الدّمْياطيّ, عن عمرو بن هاشم, عن ابن أبـي كريـمة, عن هشام بن حسان, عن أبـيه, عن أمّ سلـمة زوج النبـيّ صلى الله عليه وسلم أنها قالت: قلت: يا رسول الله أخبرنـي عن قول الله: حُورٌ عِينٌ قال: «العِينُ: الضّخامُ العُيُونِ شُفْرُ الـحَوْرَاءِ بِـمَنْزِلَةِ جَناحِ النّسْرِ».
وقوله: كأنّهُنّ بَـيضٌ مَكْنُونٌ اختلف أهل التأويـل فـي الذي به شبهن من البـيض بهذا القول, فقال بعضهم: شبهن ببطن البـيض فـي البـياض, وهو الذي داخـل القِشْر, وذلك أن ذلك لـم يـمسّه شيء. ذكر من قال ذلك:
22503ـ حدثنا أبو كُرَيب, قال: حدثنا ابن يـمان, عن أشعث, عن جعفر, عن سعيد بن جُبَـير, فـي قوله: كأنّهُنّ بَـيضٌ مَكْنُونٌ قال: كأنهن بطْن البـيض.
22504ـ حدثنا مـحمد بن الـحسين, قال: حدثنا أحمد بن مفضل, قال: حدثنا أسبـاط, عن السديّ كأنّهُنّ بَـيضٌ مَكْنُونٌ قال: البـيض حين يُقْشر قبل أن تـمسّه الأيدي.
22505ـ حدثنا بشر, قال: حدثنا يزيد, قال: حدثنا سعيد, عن قتادة كأنّهُنّ بَـيضٌ مَكْنُونٌ لـم تـمرّ به الأيدي ولـم تـمسه, يشبهن بـياضه.
وقال آخرون: بل شبهن بـالبـيض الذي يحضنه الطائر, فهو إلـى الصفرة, فشبه بـياضهنّ فـي الصفرة بذلك. ذكر من قال ذلك:
22506ـ حدثنـي يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد, فـي قوله: كأنّهُنّ بَـيضٌ مكْنونٌ قال: البـيض الذي يُكنه الريش, مثل بـيض النعام الذي قد أكنه الريش من الريح, فهو أبـيض إلـى الصّفْرة فكأنه يُبرُقُ, فذلك الـمكنون.
وقال آخرون: بل عنى بـالبـيض فـي هذا الـموضع: اللؤلؤ, وبه شبهن فـي بـياضه وصفـائه. ذكر من قال ذلك:
22507ـ حدثنـي علـيّ, قال: حدثنا أبو صالـح, قال: ثنـي معاوية, عن علـيّ, عن ابن عبـاس, قوله: كأنّهُنّ بَـيضٌ مَكْنُونٌ يقول: اللؤلؤ الـمكنون.
وأولـى الأقوال فـي ذلك بـالصواب عندي قول من قال: شبهن فـي بـياضهن, وأنهنّ لـم يـمسّهنّ قبل أزواجهنّ إنس ولا جانّ ببـياض البـيض الذي هو داخـل القشر, وذلك هو الـجلدة الـمُلْبَسة الـمُـحّ قبل أن تـمسه يد أو شيء غيرها, وذلك لا شكّ هو الـمكنون فأما القشرة العلـيا فإن الطائر يـمسها, والأيدي تبـاشرها, والعُشّ يـلقاها. والعرب تقول لكلّ مصون مكنون ما كان ذلك الشيء لؤلؤا كان أو بـيضا أو متاعا, كما قال أبو دَهْبَل:
وَهْيَ زَهْرَاءُ مِثْلُ لُؤْلُؤَةِ الغَوّاصِ مِيزَتْ مِنْ جَوْهَرٍ مَكْنُونِ
وتقول لكلّ شيء أضمرته الصدور: أكنته, فهو مُكنّ. وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك جاء الأثر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. ذكر من قال ذلك:
22508ـ حدثنا أحمد بن عبد الرحمن بن وهب, قال: حدثنا مـحمد بن الفرج الصّدَفـي الدّمياطيّ, عن عمرو بن هاشم عن ابن أبـي كريـمة, عن هشام, عن الـحسن, عن أمه, عن أمّ سلـمة قلتُ: يا رسول الله أخبرنـي عن قوله كأنّهُنّ بَـيْضٌ مَكْنُون قال: «رِقّتُهُنّ كَرِقّةِ الـجِلْدَةِ التـي رأيْتَها فِـي داخِـلِ البَـيْضَة التـي تَلِـي القِشْرَ وَهِيَ الغِرْقـيءُ».
وقوله: فأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ علـى بَعْضٍ يَتَساءَلُونَ يقول تعالـى ذكره: فأقبل بعض أهل الـجنة علـى بعض يتساءلون, يقول: يسأل بعضهم بعضا. كما:
22509ـ حدثنا بشر, قال: حدثنا يزيد, قال: حدثنا سعيد, عن قتادة فأَقْبَلَ بَعْضَهُمْ علـى بَعْضٍ يَتَساءَلُونَ أهل الـجنة.
22510ـ حدثنـي يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد, فـي قوله: فأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ علـى بَعْضٍ يَتَساءَلُونَ قال: أهل الـجنة