اللحد ونصب اللبن على الميت - الأحاديث الصحيحة
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الكتب الستة
باب ما جاء في اللحد ونصب اللبن على الميت
صحيح: رواه مسلم في الجنائز (٩٦٦) عن يحيى بن يحيى، نا عبد الله بن جعفر المِسْوَرِي، عن إسماعيل بن محمد بن سعد، عن عامر بن سعد بن أبي وقاص فذكره.
صحيح: رواه الحاكم (١/ ٣٦٢) وعنه البيهقي (٣/ ٣٨٨) من طريق مسدد، ثنا عبد الواحد بن زياد، ثنا معمر، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، قال: قال علي بن أبي طالب فذكره.
ورواه ابن ماجه (١٤٦٧) عن يحيى بن خذام، قال: حدثنا صفوان بن عيسى، قال: أخبرنا معمر بإسناده مختصرًا، وشيخ ابن ماجه يحيى بن خِذام «مقبول» لأنه توبع.
قال الحاكم: «هذا حديث صحيح على شرط الشيخين»، وتعقّبه الذهبي فقال: «فيه انقطاع».
قال الأعظمي: إن كان يقصد به الانقطاع بين سعيد بن المسيب وبين على ففيه نظر، لأن سعيد بن المسيب ولد بعد مضي سنتين من خلافة عمر - أي في سنة أربع عشرة أو خمس عشرة، وقد ثبت سماعه من عثمان، وإنما اختلف في سماعه من عمر، فكيف لا يصح سماعه من علي بن أبي طالب، على أني لم أجد من نص على عدم سماعه منه.
حسن: رواه ابن ماجه (١٥٥٧) قال: حدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا هاشم بن القاسم، قال: حدثنا مبارك بن فَضالة، قال: حدثني حُميد الطويل، عن أنس فذكر الحديث.
وهاشم بن القاسم هو أبو النضر شيخ الإمام أحمد، وعنه رواه في مسنده (١٢٤١٥) مثله.
وإسناده حسن من أجل مبارك بن فَضالة فإنه «صدوق يدلس ويُسوي»، قال أبو زرعة: يُدَلِّس كثيرًا فإذا قال: «حدثنا» فهو ثقة، وقد صرَّح هنا بالحديث، وبقية رجاله ثقات، وقد حسنه الحافظ في «التلخيص» (٢/ ١٢٨).
وقال البوصيري: «إسناده صحيح ورجاله ثقات» والصواب كما قلت.
وجاء في بعض الروايات أن الذي يُصرح هو: أبو عبيدة، وأن الذي كان يلحد هو: أبو طلحة.
وقوله: «يلحد» هو عمل الشق الذي يُعمل في جانب القبر لموضع الميت، لأنه أمْيل عن وسط القبر إلى جانبه.
و«يُضرح» وهو عمل الضريح، وهو القبر، من الضرح وهو الشقُّ في الأرض.
وأبو عبيدة هو ابن الجرَّاح، وهو عامر بن عبد الله بن الجراح القرشي المكي شهد له النبي ﷺ بالجنة، وسماه أمين الأمة، وله مناقب كثيرة توفي سنة ثمان عشرة في طاعون عَمَواس.
وأبو طلحة هو زيد بن سهل الخزرجي النجاري الأنصاري، من بني أحوال النبي ﷺ، أحد أعيان البدريين، وأحد النقباء الاثني عشر ليلة العقبة، وله مناقب كثيرة توفي سنة أربع وثلاثين.
صحيح: رواه ابن سعد (٢/ ٢٩٥) عن يزيد بن هارون وهشام أبي الوليد الطيالسي، قال يزيد: قال أخبرنا، وقال هشام: أخبرنا حماد بن سلمة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة فذكرته وإسناده صحيح. ورواه مالك في الموطأ عن هشام بن عروة، عن أبيه مرسلًا.
وأما ما رواه ابن ماجه (١٥٥٨) من وجه آخر عن عائشة قالت: لما مات رسول الله ﷺ اختلفوا في اللحد والشق حتى تكلموا في ذلك، وارتفعتْ أصواتُهم، فقال عمر: لا تَصخبوا عند رسول الله ﷺ حيًّا ولا ميتًا، أو كلمة نحوها، فأَرْسِلوا إلى الشَقَّاق واللاحِد جميعًا فجاء اللاجِدُ، فلحد لرسول الله ﷺ، ثم دُفن ﷺ، ففي إسناده عبيد بن طفيل المُقري قال فيه الحافظ: «مجهول» وشيخه عبد الرحمن بن أبي مليكة القرشي وهو عبد الرحمن بن أبي بكر بن عبيد الله بن أبي مليكة قال فيه الحافظ: «ضعيف» وضعَّفه أيضًا في «التلخيص» (٢/ ١٢٨).
وأما البوصيري فلم يتنبه فقال: «إسناده صحيح رجاله ثقات».
صحيح: رواه ابن الجارود في «المنتفى» (٥٤٧) عن محمد بن عبد الملك بن زنجويه، قال: ثنا أبو بدر شجاع بن الوليد، قال: ثني زياد بن خيثمة، قال: أني إسماعيلُ السدي، عن عكرمة، عن
ابن عباس فذكره.
وأما ما رُوي عن ابن عباس مرفوعًا: «اللحد لنا، والشق لغيرنا» فهو ضعيف. رواه أبو داود (٣٢٠٨)، والترمذي (١٠٤٥)، والنسائي (٢٠٠٩)، وابن ماجه (١٥٥٤) كلهم من طرق، عن حُكَّام ابن سَلْم الرازي، عن علي بن عبد الأعلى، عن أبيه، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس فذكره.
وضعَّفه النووي في «الخلاصة» (٣٦١٦) وقال: «مداره على عبد الأعلى بن عامر وهو ضعيف» وبه ضعَّفه الحافظ في «التلخيص» (٢/ ١٢٧).
قال الأعظمي: عبد الأعلى بن عامر الثعلبي الكوفي ضعَّفه جمهور أهل العلم، منهم أحمد وأبو زرعة وأبو حاتم، والنسائي وابن عدي ويحيى بن سعيد والعقلي ويعقوب بن سفيان، وابن سعد وغيرهم، نقل أقوالهم الحافظ في «التهذيب» وقال في نهاية الترجمة: «وصحَّح الطبري حديثه في الكسوف، وحسَّن له الترمذي، وصحَّح له الحاكم وهو من تساهله» انتهى.
فالخلاصة فيه أنه: «ضعيف».
وأما الترمذي فقال فيه: «حسن غريب من هذا الوجه» وهو الذي أشار إليه الحافظ آنفًا، ولعل تحسين الترمذي يعود إلى شواهده. وأما ولده علي فهو أحسن حالًا من أبيه، فقد وثَّقه البخاري، وقال أحمد والنسائي: ليس به بأس، وذكره ابن حبان في «الثقات».
وكذلك لا يصح ما رُوي عن جرير بن عبد الله البجلي مرفوعًا: «اللحد لنا، والشق لغيرنا» رواه ابن ماجه (١٥٥٥) وفيه أبو اليقظان واسمه عثمان بن عمير وهو متفق على ضعفه، كما قال البوصيري.
ورواه الإمام أحمد (١٩١٥٨) وفيه الحجاج - وهو ابن أرطاة وفيه كلام معروف، وله طريق آخر عند الإمام أحمد (١٩١٧٧) وفيه ثابت وهو ابن أبي صفية أبو حمزة الشمالي وهو«ضعيف رافضي» كما قال الحافظ في«التقريب»، ورواه أيضًا الإمام أحمد (١٨١٧٦) في سياق طويل وفيه أبو جناب وهو يحيى بن أبي حية الكلبي ضعيف. انظر «التلخيص» (٢/ ١٢٧).
وقال النووي في «الخلاصة» (٣٦١٧): «رواه أحمد وابن ماجه من رواية جرير وهو ضعيف أيضًا».
والخلاصة أني لم أقف على سند صحيح أو حسن لحديث جرير بن عبد الله البجلي إلا أن يقال إن هذه الأسانيد يُقوي بعضُها بعضًا.
وكذلك لا يصح إسناد ما رُوي عن عائشة وابن عمر أن النبي- ﷺ أُلحد له لحد، والحديث صحيح.
رواه الإمام أحمد (٤٧٦٢) عن وكيع، حدثنا العمري، عن نافع، عن ابن عمر وعن عبد الرحمن ابن القاسم، عن أبيه، عن عائشة.
وإسناده ضعيف من أجل العُمري: وهو عبد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب أبو عبد الرحمن المدني، قال النسائي: ضعيف الحديث. وقال ابن حبان: كان ممن غلب عليه الصلاح حتى غفل عن الضبط، ومشاه بعض أهل العلم فقال ابن عدي: لا بأس به في
رواياته، صدوق، وروى له مسلم، ولذا قال الحافظ الهيثمي في «المجمع» (٣/ ٤٢): «رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح».
والخلاصة أن النبي ﷺ لُحد له، واللحد والشق كلاهما جائز.
قال النووي في «المجموع» (٥/ ٢٨٧): «أجمع العلماءُ أن الدفن في اللحد والشق جائزان، لكن إن كانت الأرض صلبةً لا ينهار ترابُها فاللحد أفضل لما سبق من الأدلة، وإن كانت رخوةً تنهار فالشق أفضل».
أبواب الكتاب (عرض 50 باباً حول الباب الحالي)
الباب الحالي في المركز 180 من أصل 215 باباً
- 155 باب ما جاء في أولاد المسلمين
- 156 باب الصلاة على أطفال المسلمين وسِقطهم
- 157 باب ما جاء في صلاة النبي ﷺ على ولده إبراهيم ﵇
- 158 باب ما قيل في أولاد المشركين
- 159 باب عرض الإسلام على الصبي عند الموت
- 160 باب من أحب أن يدفن في الأرض المقدسة أو نحوها
- 161 باب ما جاء في الأوقات التي تكره فيها الصلاة على الجنازة
- 162 باب الدفن بالليل
- 163 باب ما جاء في النهي عن الدفن بالليل، والمراد به كيلا تفوته الصلاة على الجنازة
- 164 باب من السنة أن يُدْخَل الميت من قبل رجلي القبر
- 165 باب ما جاء في تولي الرجال إنزال الميت في القبر ولو كانت امرأة أجنبية
- 166 باب ماذا يقال إذا أدخل الميت في القبر
- 167 باب ما جاء في حثو التراب في القبر ثلاثا
- 168 باب الاستغفار للميت عند القبر بعد دفنه
- 169 باب في دفن الكافر والمشرك في مقابرهم الخاصة، وأنهم لا يُدفنون في مقابر المسلمين
- 170 باب ما جاء في دفن المشرك
- 171 باب ما جاء في احترام الميت والنهي عن كسر عظامه
- 172 باب كراهية الذبح عند القبر
- 173 باب النهي عن بناء المسجد على القبر
- 174 باب النهي عن تجصيص القبور والكتابة عليها
- 175 باب الأمر بتسوية القبور
- 176 باب النهي عن الجلوس على القبر ووطئه والصلاة عليه
- 177 باب كراهية المشي في النّعال بين القبور
- 178 باب من قال بجواز المشي بالنعال بين القبور
- 179 باب ما جاء في إعماق القبر وتوسيعه
- 180 باب ما جاء في اللحد ونصب اللبن على الميت
- 181 باب دفن الجماعة في قبر واحد ويقدم من هو أكثر قرآنا وقصة حمزة عم النبي ﷺ -
- 182 باب جواز إخراجِ الميتِ من القبرِ للضرورةِ
- 183 باب وضع العَلَم على القبر
- 184 باب ما جاء في طرح الإذْخِر في القبر وبسطه فيه
- 185 باب ما جاء في الثوب الذي يُلْقي تحت الميت في القبر
- 186 باب الجلوس عند القبر أثناء الدفن للتذكير والموعظة
- 187 باب ما جاء في قبر النبي ﷺ وأبي بكر وعمر ﵄
- 188 باب إن الله حرَّم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء
- 189 باب ما جاء في الأنبياء أنهم أحياء في قبورهم يصلون
- 190 باب إنَّ القبر أول منازل الآخرة
- 191 باب إن الميت يسمع خفق النعال
- 192 باب ما جاء في سماع الموتي
- 193 باب ما جاء من إنكار عائشة على سماع الموتي
- 194 باب إثبات عذاب القبر
- 195 باب أن أهل الجاهلية يُعذَّبون في قبورهم
- 196 باب ما جاء أن أكثر عذاب القبر من البول والنميمة
- 197 باب ما يخاف من عذاب القبر في الغلول
- 198 باب ما جاء إن للقبر ضغطة ً
- 199 باب ما يكون على من أعرض عن ذكر الله تعالى من العذاب في القبر قبل عذاب يوم القيامة
- 200 باب ما روي في الجلد في القبر
- 201 باب إن المؤمن والكافر جميعًا يُسْألان وإن أهل القبور تعرض عليهم مقاعدهم في كل يوم مرّتين
- 202 باب إن الله يثبت الذين آمنوا بالقول الثابت في القبر، ويُضل الله الظالمين في القبر
- 203 باب ما جاء أنَّ الشهيد لا يُفْتتن في قبره
- 204 باب من قتله بطنُه لا يُعَذَّب في قبره
معلومات عن حديث: اللحد ونصب اللبن على الميت
📜 حديث عن اللحد ونصب اللبن على الميت
أحاديث نبوية شريفة تتعلق بـ اللحد ونصب اللبن على الميت من مصادر موثوقة.
🔍 صحة حديث اللحد ونصب اللبن على الميت
تحقق من درجة أحاديث اللحد ونصب اللبن على الميت (صحيح، حسن، ضعيف).
📖 تخريج حديث اللحد ونصب اللبن على الميت
تخريج علمي لأسانيد أحاديث اللحد ونصب اللبن على الميت ومصادرها.
📚 أحاديث عن اللحد ونصب اللبن على الميت
مجموعة شاملة من الأحاديث النبوية في موضوع اللحد ونصب اللبن على الميت.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Friday, August 22, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب