الاستغفار للميت عند القبر بعد دفنه - الأحاديث الصحيحة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الكتب الستة

باب الاستغفار للميت عند القبر بعد دفنه

عن عثمان بن عفان قال: كان النبي ﷺ إذا فرغ من دفن الميت، وقف عليه
فقال: «استغفروا لأخيكم، وسَلُوا له التثبيتَ، فإنه الآن يُسأل».

حسن: أخرجه أبو داود (٣٢٢١) عن إبراهيم بن موسي الرازي، حدثنا هشام، عن عبد الله بن بَحير، عن هانئ مولي عثمان، عن عثمان بن عفان فذكره.
ورواه البيهقي في إثبات عذاب القبر (٥٠) من وجه آخر عن هشام بن يوسف بإسناده مثله. وعبد الله بن بحير -بفتح الموحدة، وكسر المهملة- ابن رَيسان أبو وائل القاص وثَّقه ابن معين، وذكره ابن حبان في: الثقات (٨/ ٣٣١).
وأما قول الحافظ في: التقريب«: «واضطرب فيه كلام ابن حبان«فالصحيح أنه لم يضطرب، لأنه فرق بين عبد الله بن بحير بن رَيسان وبين عبد الله بن بَحير الصنعاني فذكر الأول في: الثقات«كما تقدم، والثاني في: المجروحين (٥٤٨) فقال: «وليس هذا عبد الله بن بَحير بن رَيسان ذاك ثقة، وهذا هالك، هذا يروي عن عروة بن محمد بن عطية وعبد الرحمن بن يزيد الصنعاني العجائب التي كأنها معمولة، لا يجوز الاحتجاج به«إلا أنه كنَّى الصنعاني بأبي وائل القاص، وصاحبنا هو الأول، ولكن في الإسناد هانئ مولي عثمان، وهو أبو سعيد البربري قال فيه النسائي: ليس به بأس»، وذكره ابن حبان في «الثقات» فهو حسن الحديث، لا يرتقي إلى درجة «ثقة».
وأخرجه الحاكم في «المستدرك» (١/ ٣٧٠) من هذا الوجه، وقال: «صحيح على شرط الإسناد». وأمّا التلقين، فقال الحافظ ابن القيم في «زاده» (١/ ٥٢٢ - ٥٢٣): «لم يكن من هديه ﷺ أن يجلس يقرأ عند القبر، ولا يلقَّن الميِّت كما يفعله النّاسُ اليوم، وأمّا الحديث الذي رواه الطّبراني في: معجمه«[٧٩٧٩] من حديث أبي أمامة مرفوعًا، فلا يصح». وأورده الهيثميّ في «مجمع الزوائد» (٢/ ٣٢٤) وقال: «رواه الطّبراني في: الكبير«، وفيه من لم أعرفه».
أما رفع اليدين مستقبل القبلة عند دفن الميت والدعاء له فلم يثبت، وأما ما روي عن عبد الله بن مسعود قال: والله لكأني أنطبع رسول الله ﷺ في غزوة تبوك، وهو في قبر ذي البجادين، وأبو بكر وعمر، وهو يقول: «أدنيا إلى أخاكما»، فأخذه من قبل القبلة حتى أسنده في لحده، ثم خرج النبي ﷺ ووليا العمل، فلما فرغ من دفنه استقبل القبلة رافعا يديه يقول: «اللهم! إني أمسيت عنه راضيًا، فارض عنه»، وكان ذلك ليلا، فواللهّ لقد رأيتني ولقد أسلمت قبله بخمسة وعشرين سنة ولوددت أني مكانه، فهو غريب.
رواه البغوي في «معجم الصحابة» (٢/ ٣٢٣) عن عبد الله بن أبي سعد، نا إسحاق بن إبراهيم الفارسي، قال: ثني جدي سعد بن الصلت، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن عبد الله، فذكره.
ورواه أبو نعيم في «الحلية» (١/ ١٢٢)، وفي «معجم الصحابة» (٣/ ١٦٣٦) من طريق محمد بن عمر بن حفص، ثنا إسحاق بن إبراهيم شاذان بإسناده مثله.
وأخرجه ابن مندة -كما في «الإصابة»- من طريق سعد بن الصلت بإسناده، والغالب أنه من
طريق إسحاق بن إبراهيم والنهشلي، المعروف بشاذان الفارسي، ابن ابنة سعد بن الصلت ترجمه ابن أبي حاتم في «الجرح والتعديل» (٢/ ٢١١)، وقال: «هو صدوق».
وسعد بن الصلت هو ابن بُرد بن أسلم القاضي، ترجمه الذهبي في «السير» (٩/ ٣١٧) ووصفه بأنه الإمام المحدث الفقيه. سأل عنه سفيان الثوري، فقال: «ما فعل سعد؟» قالوا: ولي قضاء شيراز، قال: «دُرة وقع في الحُشّ»، قال الذهبي: «هو صالح الحديث، وما علمت لأحد فيه جرحًا». انتهى.
وذكره ابن حبان في «الثقات» وقال: «ربما أغرب».
قال الأعظمي: لعل هذا الحديث من غرائبه، فإنه تفرد بالرواية عن الأعمش، وهو كثير الرواية. وقد حكم الذهبي أيضًا على حديث رواه سعد بن الصلت، عن عيسي بن عمر بإسناده مرفوعًا: «من حج عن أبويه، ولم يحجا جزي عنهما، وعنه، ونُشرت أرواحهما في السماء، وكتب عند الله برًا».
قال الذهبي: «غريب جدًّا، وعيسي هذا هو الكوفي المقرئ صدوق».
وللحديث إسناد آخر وهو ما رواه محمد بن إسحاق، قال: حدثني محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي، أن عبد الله بن مسعود كان يحدث، قال: قمت من جوف الليل، وأنا مع رسول الله ﷺ في غزوة تبوك، قال: فرأيت شعلة من نار في ناحية العسكر، قال: فاتبعتها أنظر إليها، فإذا رسول الله ﷺ، وأبو بكر، وعمر، وإذا عبد الله ذو البجادين المزني قد مات، وإذا هم قد حفروا له، ورسول الله ﷺ في حفرته، وأبو بكر وعمر يدلّيانه إليه، وهو يقول: «أدنيا إلي أخاكم»، فدلّياه، فلما هيأه لشقِّه قال: «اللهم! إني أمسيت راضيًا عنه، فارض عنه»، قال: يقول عبد الله بن مسعود: ياليتني كنت صاحب الحفرة.
رواه البغوي في «معجم الصحابة»، وأبو نعيم في «الحلية»، وهو في «سيرة ابن هشام» (٢/ ٥٢٧) كلهم من حديث محمد بن إسحاق، وفيه انقطاع كما أشار إليه ابن حجر في «الإصابة» (٢/ ٣٣٩)، فإن محمد بن إبراهيم الحارث لم يسمع من عبد الله بن مسعود، ثم هو مختلف فيه، فوثقه ابن معين وأبو حاتم والنسائي.
وقال أحمد: «في حديثه شيء، يروي أحاديث مناكير، أو منكرة». ثم ليس فيه محل الشاهد وهو: «استقبل القبلة رافعًا يديه». وعبد الله ذو البجادين سمي به لأنه كان يتيمًا في حجر عمه، وكان محسنًا له، فبلغ عمه أنه أسلم، فنزع منه كل شيء أعطاه، حتي جرّده من ثوبه، فأتى أمه، فقطعت له بجادًا لها اثنتين، فاتزر نصفًا، وارتدى نصفًا، ثم أسلم، فقال له النبي ﷺ: «أنت عبد الله ذو البجادين»، فلزم به. هذا عند دفن الميت، أما رفع اليدين للدعاء عند زيارة المقابر فهو صحيح ثابت من حديث عائشة كما هو مذكور في باب الأدعية لأصحاب القبور.
عن عثمان بن عفان قال: كان النبي ﷺ إذا فرغ من دفن الميت، وقف عليه فقال: «استغفروا لأخيكم، وسَلُوا له التثبيتَ، فإنه الآن يُسأل».

حسن: أخرجه أبو داود (٣٢٢١) عن إبراهيم بن موسى الرازي، حدثنا هشام، عن عبد الله بن بَحير، عن هانيء مولى عثمان، عن عثمان بن عفان فذكره.
وإسناده حسن من أجل هانئ مولى عثمان، وهو أبو سعيد البربري قال فيه النسائي: ليس به بأس، وذكره ابن حبان في الثقات فهو حسن الحديث.
وأخرجه الحاكم (١/ ٣٧٠) من هذا الوجه، وقال: صحيح على شرط الإسناد.
وأمّا التلقين، فقال الحافظ ابن القيم في «زاده» (١/ ٥٢٢ - ٥٢٣): «لم يكن من هديه ﷺ أن يجلس يقرأ عند القبر، ولا يلقِّن الميِّت كما يفعله النّاسُ اليوم».
وأما الحديث الذي رواه الطبراني في الكبير (٨/ ٢٩٨ - ٢٩٩) عن أبي أمامة فلا يصح، وهو ما رواه عن أبي عقيل أنس بن مسلم الخولاني، ثنا محمد بن إبراهيم بن العلاء الحمصي، ثنا إسماعيل بن عياش، ثنا عبد الله بن محمد القرشي، عن يحيى بن أبي كثير، عن سعيد بن عبد الله الأودي قال: شهدت أبا أمامة وهو في النزع فقال: إذا مت فاصنعوا بي كما أمرنا رسول الله ﷺ أن نصنع بموتانا، أمرنا رسول الله ﷺ فقال: «إذا مات أحد من إخوانكم فسويتم التراب على قبره فليقم أحدكم على رأس قبره ثم ليقل: يا فلان بن فلانة فإنه يسمعه ولا يجيب ثم يقول: يا فلان بن فلانة فإنه يستوي قاعدا ثم يقول: يا فلان بن فلانة فإنه يقول: أرشدنا رحمك الله ولكن لا تشعرون فليقل: اذكر ما خرجت عليه من الدنيا شهادة لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله وأنك رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد نبيا وبالقرآن إماما فإن منكرا ونكيرا يأخذ واحد منهما بيد صاحبه
ويقول: انطلق بنا ما نقعد عند من قد لقن حجته فيكون الله حجيجه دونهما» فقال رجل: يا رسول الله فإن لم يعرف أمه قال: «فينسبه إلى حواء يا فلان بن حواء».
قال الهيثمي في المجمع (٣/ ٤٥) وفي إسناده جماعة لم أعرفهم.
ونقل ابن علان في الفتوحات الربانية (٤/ ١٩٦) عن الحافظ ابن حجر أنه قال: «حديث غريب، وسند الحديث من الطريقين ضعيف جدا».
وقال الحافظ ابن القيم: «هذا حديث لا يصح رفعه».

أبواب الكتاب (عرض 50 باباً حول الباب الحالي)

الباب الحالي في المركز 168 من أصل 215 باباً

معلومات عن حديث: الاستغفار للميت عند القبر بعد دفنه

  • 📜 حديث عن الاستغفار للميت عند القبر بعد دفنه

    أحاديث نبوية شريفة تتعلق بـ الاستغفار للميت عند القبر بعد دفنه من مصادر موثوقة.

  • 🔍 صحة حديث الاستغفار للميت عند القبر بعد دفنه

    تحقق من درجة أحاديث الاستغفار للميت عند القبر بعد دفنه (صحيح، حسن، ضعيف).

  • 📖 تخريج حديث الاستغفار للميت عند القبر بعد دفنه

    تخريج علمي لأسانيد أحاديث الاستغفار للميت عند القبر بعد دفنه ومصادرها.

  • 📚 أحاديث عن الاستغفار للميت عند القبر بعد دفنه

    مجموعة شاملة من الأحاديث النبوية في موضوع الاستغفار للميت عند القبر بعد دفنه.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Sunday, August 24, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب