صلاة النبي ﷺ على ولده إبراهيم - الأحاديث الصحيحة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الكتب الستة

باب ما جاء في صلاة النبي ﷺ على ولده إبراهيم ﵇

عن إسماعيل السدي قال: سألت أنس بن مالك قلت: صلَّى رسول الله ﷺ على ابنه إبراهيم؟ قال: لا أدري، رحمةُ الله على إبراهيم، لو عاش كان صديقًا بينًّا، قال: قلت: كيف أنصرف إذا صليتُ، عن يميني أو عن يساري؟ قال: أما أنا فرأيتُ رسول الله ﷺ ينصرف عن يمينه.

حسن: رواه الإمام أحمد (١٣٩٨٥) عن عفان، حدثنا أبو عوانة، عن إسماعيل السدي به مثله.
وإسماعيل السدي هو: ابن عبد الرحمن بن أبي كريمة السُدِّي، أبو محمد الكوفي من رجال مسلم، وقد روى مسلم في الصلاة (٧٠٨) الحديث المذكور عن قتيبة بن سعيد، حدثنا أبو عوانة، عن السُدي قال: سألت أنسًا كيف أنصرفُ إذا صليتُ؟ عن يميني أو عن يساري؟ قال: أما أنا فأكثر ما رأيتُ رسول الله ﷺ ينصرف عن يمينه. انتهي.
ولم يذكر فيه سؤاله عن الصلاة على إبراهيم عليه السلام.
وقول أنس: «لا أدري» يحتمل أنه نفي علمه به لأنه قد يكون بعيدا عن المسجد لقضاء حاجة من حاجات رسول الله ﷺ لأنه خادمه. وقد رُوي في الصلاة عليه أحاديث مسندة ومرسلة.
فأما المسندة: فمنها: ما روي عن البراء بن عازب قال: «صلَّي رسول الله ﷺ على ابنه إبراهيم، ومات وهو ابن ستة عشر شهرًا وقال: إن له في الجنة من تُتِم رَضاعَه، وهو صديق».
رواه الإمام أحمد (١٨٤٩٧) عن أسود بن عامر، حدثنا إسرائيل، عن جابر، عن عامر، عن البراء فذكره. وإسناده ضعيف، لأجل جابر وهو: ابن يزيد الجعفي.
وعامر هو: الشعبي، وقد رُوي عنه مرسلًا بدون ذكر البراء.
ومنها: ما رُوي عن عبد الله بن عباس قال: لما مات إبراهيم بن محمد رسول الله ﷺ صلَّي رسول الله ﷺ وقال: «إن له مرضعًا في الجنة، ولو عاش لكان صديقًا نبيًّا، ولو عاش لعتقت أخوالُه القبطُ، وما استرقَّ قِبطي».
رواه ابن ماجه (١٥١١) عن عبد القدوس بن محمد، قال: حدثنا داود بن شَبيب الباهلي، قال: حدثنا إبراهيم بن عثمان، قال: حدثنا الحكم بن عيينة، عن مقسم، عن ابن عباس فذكره.
وإسناده ضعيف جدًّا، فيه إبراهيم بن عثمان وهو: أبو شيبة الكوفي قاضي واسط متروك الحديث. ومنها ما رُوي عن أنس بن مالك أن النبي ﷺ صلى على ابنه إبراهيم، فكبر عليه أربعا.
رواه أبو يعلي (٣٦٦٠) وفيه محمد بن عبيد الله الفزاري العرزمي ضعيف باتفاق أهل العلم، وشيخه عطاء بن عجلان متروك أيضا.
ومنها ما رُوي عن أبي سعيد الخدري عند البزار «كشف الأستار» (٨٠٦) وهي كلها معلولة.
وأما المرسلة فمنها ما رواه أبو داود (٣١٨٨) بإسناده عن البهي، قال: لما مات إبراهيم بن النبي ﷺ صلَّى عليه رسول الله ﷺ في المقاعد.
قال المنذري: «والبهي هو: عبد الله بن يسار مولي مصعب بن الزبير، تابعي يُعد في الكوفيين.
والمقاعد -أي كان منتهيًا إلى موضع يسمى مقاعد بقرب المسجد الشريف، اتخذ للقعود فيه للحوائج والوضوء». انتهى كلام المنذري.
ومنها ما رُوي عن عطاء قال: إن النبي ﷺ صلَّى على ابنه إبراهيم وهو ابن سبعين ليلة، وهذا مرسل أيضًا، رواه أبو داود.
وقد أورد الحافظ الزيلعي في «نصب الراية»: (٢/ ٢٨٠) هذه الآثار، وهي وإن كان لا يصح منها شيء ولكن يشد بعضها بعضا، وقد ذكر الخطابي مرسل عطاء في صلاته ﷺ عليه ثم قال: «هذا أولى الأمرين، وإن كان حديث عائشة أحسن اتصالا».
وممن ذهب إلى تقوية هذه الآثار البيهقي (٤/ ٩) وابن القيم في «زاد المعاد»، وفي «تحفة المودود» بناء على أصل استحباب الصلاة على الأطفال، وبالله التوفيق.
وأما حديث عائشة الذي أشار إليه الخطابي فهو ما روي عنها، قالت: مات إبراهيم بن النبي ﷺ، وهو ابن ثمانية عشر شهرًا، فلم يُصل عليه رسول الله ﷺ.
رواه أبو داود (٣١٨٧) عن محمد بن يحيى بن فارس، حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد، حدثني أبي، عن ابن إسحاق، حدثني عبد الله بن أبي بكر، عن عمرة بنت عبد الرحمن، عن عائشة فذكرته.
ورواه الإمام أحمد (٢٦٣٠٥) عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد به مثله.
قال الأعظمي: ظاهر إسناده حسن من أجل محمد بن إسحاق إلا أن فيه علة خفية، وهي تفرده،
والجمهور على عدم قبول تفرده في الأحكام. ولذا قال الإمام أحمد: هذا حديث منكر جدا، ووَهَّي ابن إسحاق. كذا ذكره ابن القيم في زاده (١/ ٥١٤).
وقال ابن عبد البر في «الاستيعاب»: «هذا غير صحيح والله أعلم؛ لأن الجمهور قد أجمعوا على الصلاة على الأطفال إذا أستهلوا وراثة وعملا مستفيضا عن السلف والخلف، ولا أعلم أحدا جاء عنه غير هذا إلا عن سمرة بن جندب».
وممن ذهبوا إلى ترك الصلاة عليه علَّلوه بعلل:
منها: شُغل النبي ﷺ بصلاة الكسوف.
ومنها: أنه استغني بفضيلة نبوة النبي ﷺ عن الصلاة عليه، كما استغنى الشهداء بفضيلة الشهادة.
ومنها: أنه لا يصلي نبي على نبي، وقد جاء في الأخبار: أنه لو عاش لكان نبيًا إلا أنه لا يصح كما سيأتي.
ومنها: أنه لم يصل عليه بنفسه، وصلى عليه غيره.
ذكر هذه العلل الحافظ الزيلعي، ووصفها بأنها: علل ضعيفة. يعني أنها لا تضاهي أدلة القائلين بجواز الصلاة على إبراهيم.

أبواب الكتاب (عرض 50 باباً حول الباب الحالي)

الباب الحالي في المركز 157 من أصل 215 باباً

معلومات عن حديث: صلاة النبي ﷺ على ولده إبراهيم

  • 📜 حديث عن صلاة النبي ﷺ على ولده إبراهيم

    أحاديث نبوية شريفة تتعلق بـ صلاة النبي ﷺ على ولده إبراهيم من مصادر موثوقة.

  • 🔍 صحة حديث صلاة النبي ﷺ على ولده إبراهيم

    تحقق من درجة أحاديث صلاة النبي ﷺ على ولده إبراهيم (صحيح، حسن، ضعيف).

  • 📖 تخريج حديث صلاة النبي ﷺ على ولده إبراهيم

    تخريج علمي لأسانيد أحاديث صلاة النبي ﷺ على ولده إبراهيم ومصادرها.

  • 📚 أحاديث عن صلاة النبي ﷺ على ولده إبراهيم

    مجموعة شاملة من الأحاديث النبوية في موضوع صلاة النبي ﷺ على ولده إبراهيم .


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Friday, August 22, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب