صيد سباع البهائم والطيور المعلمة - الأحاديث الصحيحة
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الكتب الستة
باب ما جاء في صيد سباع البهائم والطيور المعلَّمة
قال ابن جرير الطبري في تفسيره (٨/ ١٠٦): «كل ما صاد من الطير والسباع فمن الجوارح، وأنّ صيدَ جميع ذلك حلالٌ إذا صادَ بعد التعلم، لأن الله جلَّ ثناؤه عمَّ بقوله: ﴿وَمَا عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ﴾ كلَّ جارحة، ولم يخصصْ منها شيئًا. فكلُّ جارحةٍ كانت بالصفة التي وصف الله من كل طائرٍ وسبع، فحلالٌ أكلُ صيدها». اهـ.
قال الأعظمي: ومن الطيور الصقور والبازي، ومن السباع الكلاب والفهد.
قال ابن عبد البر في الاستذكار (١٥/ ٢٨٩): لا أعلم في صيد سباع الطير المعلمة خلافا، إنه جائز كالكلب المعلم سواء إلا مجاهد بن جبر، فإنه كان يكره صيد الطير، ويقول: إنما قال الله تعالى: ﴿وَمَا عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ﴾ فإنما هي الكلاب.
وخالفه عامّةُ العلماء قديمًا وحديثًا فأجازوا الاصطياد بالبازي، والشوذنين، وسائر سباع الطير المعلمة.
المعلَّم، فما يصلح لي. قال: «أمّا ما ذكرتَ من أهل الكتاب فإن وجدتم غيرها فلا تأكلوا فيها، وإن لم تجدوا فاغسلوها وكلوا فيها، وما صدتَ بقوسك فذكرت اسم الله فكُلْ، وما صدتَ بكلبك المعلَّم فذكرت اسم الله فكُلْ، وما صدتَ بكلبك غير معلَّمٍ فأدركتَ ذكاتَه فكُلْ».
متفق عليه: رواه البخاري في الذبائح والصيد (٥٤٧٨)، ومسلم في الصيد والذبائح (١٩٣٠: ٨) كلاهما من طريق حيوة بن شريح، قال سمعت ربيعة بن يزيد الدمشقي يقول: أخبرني أبو إدريس عائذ الله، قال: سمعتُ أبا ثعلبة الخشني يقول فذكره.
متفق عليه: رواه البخاري في الذبائح والصيد (٥٤٧٧)، ومسلم في الصيد والذبائح (١٩٢٩: ١) كلاهما من طريق منصور، عن إبراهيم، عن همام بن الحارث، عن عدي بن حاتم قال فذكره.
واللفظ لمسلم، وليس عند البخاري: «ما لم يشركها كلب ليس معها».
قوله: «بالمعراض» قيل في تفسيره عدة أقوال، ولكن المشهور أنه خشبة ثقيلة آخرها عصا محدَّد رأسها، وقد لا يحدَّد.
وقوله: «فخزق» يقال خزق السهم خَزْقًا: نفذ من الرمية.
متفق عليه: رواه البخاري في الذبائح والصيد (٥٤٨٣)، ومسلم في الصيد والذبائح (١٩٢٩: ٢) كلاهما من طريق محمد بن فضيل، عن بيان، عن الشعبي، عن عدي بن حاتم، فذكره.
قال النووي: «وهو صريح في منع أكل ما أكلت منه الجارحة، وبه قال أكثر العلماء منهم: ابن عباس، وأبو هريرة، وعطاء، وسعيد بن جبير، والحسن، والشعبي، والنخعي، وعكرمة، وقتادة، وأبو حنيفة وأصحابه، وأحمد وإسحق، وأبو ثور، وابن المنذر، وداود ... واحتجوا بقوله تعالى: ﴿فَكُلُوا مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ﴾ وهذا مما لم يمسك علينا، بل على نفسه». اهد. شرح مسلم (١٣/ ٧٥).
صحيح: رواه الترمذي (١٤٦٨)، والنسائي (٤٣١٢) من طريق شعبة - والنسائي (٤٣١١)، وأحمد (١٩٣٦٩) من طريق هشيم - كلاهما عن أبي بشر، عن سعيد بن جبير، عن عدي بن حاتم، فذكره.
وإسناده صحيح، وأبو بشر جعفر بن إياس اليشكري، ثقة من أثبت الناس في سعيد بن جبير.
وقال الترمذي: «هذا حديث حسن صحيح، والعمل على هذا عند أهل العلم».
وأما ما رويَ عن عدي بن حاتم قال: سألت رسول الله ﷺ عن صيد البازي؟ فقال: «ما أمسك عليك فكُلْ«فهو شاذ بذكر البازي.
رواه الترمذي (١٤٦٧) من طريق عيسى بن يونس، عن مجالد، عن الشعبي، عن عدي بن حاتم، فذكره.
ورواه أبو داود (٢٨٥١)، وأحمد (١٨٢٥٨) من طريق عبد الله بن نمير، ثنا مجالد به، فذكراه مطولًا، وهو عند أحمد أطول، وفيه: إنا قوم نتصيد بهذه الكلاب، والبزاةَ فما يحل لنا منها؟
وقال الترمذي: هذا حديث لا نعرفه إلا من حديث مجالد عن الشعبي». ورواه البيهقي (٩/ ٢٣٨) من طريق أبي داود ثم قال: «ذكر البازي في هذه الرواية لم يأت به الحفاظ عن الشعبي، وإنما أتى به مجالد» اهـ.
قال الأعظمي: ومجالد هو ابن سعد الهمداني الكوفي ضعيف.
وكذلك لا يصح ما رُوي عن جابر بن عبد الله قال: نهينا عن صيد كلب المجوس.
رواه الترمذي (١٤١٦)، وابن ماجه (٣٢٠٩) من طريق وكيع، ثنا شريك، عن حجاج بن أرطاة، عن القاسم بن أبي بزّة، عن سليمان اليشكري، عن جابر بن عبد الله فذكره.
وإسناده ضعيف، فيه علتان: شريك هو ابن عبد الله النخعي القاضي سيء الحفظ، وحجاج بن أرطاة مدلس وقد عنعن. ولذا ضعّفه الترمذي بقوله: «حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه».
قال: «والعمل على هذا عند أكثر أهل العلم، لا يرخصون في صيد كلب المجوس» اهـ.
قال ابن عبد البر في الاستذكار (١٥/ ٢٩٥ - ٢٩٦): «وأما صيد المسلم بكلب المجوسي، فالاختلاف فيه قديم، كرهتْه طائفةٌ ولم تجزه، وأجازه آخرون، فممن كرهه جابر بن عبد الله صاحب رسول الله ﷺ، والحسن البصري، وعطاء، ومجاهد، وإبراهيم النخعي، وسفيان الثوري، وإليه ذهب إسحاق بن راهويه ...
وخالفهم آخرون فقالوا: تعليم المجوسي له وتعليم المسلم سواء، وإنما الكلب كآلة الذبح والذكاة، وممن ذهب إلى هذا سعيد بن المسيب، وابن شهاب والحكم، وعطاء - وهو الأصح عنه - وهو قول مالك والشافعي وأبي حنيفة وأصحابهم» اهـ.
أبواب الكتاب
- 1 باب ما جاء في صيد سباع البهائم والطيور المعلَّمة
- 2 باب من قال يُباح أكل الصيد وإن أكل منه الكلب
- 3 باب إذا وجد مع الصيد كلبا آخر
- 4 باب الصيد يوجد ميتا في الماء
- 5 باب ما جاء في صيد المعراض والحجر
- 6 باب النهي عن صبر البهائم ورميها
- 7 باب ما رُوي في اتباع الصيد
- 8 باب تحريم الذبح لغير الله ولعن فاعله
- 9 باب لا عقر في الإسلام
- 10 باب ما جاء في التسمية على الذبائح
- 11 باب ما جاء في التسمية على اللحم المشكوك فيه هل ذُكر اسم الله عليه أو لا؟
- 12 باب ما جاء في ذبائح أهل الكتاب
- 13 باب جواز ذبيحة المرأة
- 14 باب ما جاء في التذكية بكلِّ شيء حادٍّ إذا أنهر الدم غير السن والظُفر وسائر العظام
- 15 باب ما جاء في ذكاة الجنين
- 16 باب ما جاء في سلخ الشاة
- 17 باب الاجتناب من ذبح الشاة الحلوب
معلومات عن حديث: صيد سباع البهائم والطيور المعلمة
📜 حديث عن صيد سباع البهائم والطيور المعلمة
أحاديث نبوية شريفة تتعلق بـ صيد سباع البهائم والطيور المعلمة من مصادر موثوقة.
🔍 صحة حديث صيد سباع البهائم والطيور المعلمة
تحقق من درجة أحاديث صيد سباع البهائم والطيور المعلمة (صحيح، حسن، ضعيف).
📖 تخريج حديث صيد سباع البهائم والطيور المعلمة
تخريج علمي لأسانيد أحاديث صيد سباع البهائم والطيور المعلمة ومصادرها.
📚 أحاديث عن صيد سباع البهائم والطيور المعلمة
مجموعة شاملة من الأحاديث النبوية في موضوع صيد سباع البهائم والطيور المعلمة.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Sunday, August 24, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب