استشارة النبي ﷺ في أسرى بدر - الأحاديث الصحيحة
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الكتب الستة
باب استشارة النَّبِي ﷺ في أسرى بدر
صحيح: رواه مسلم في الجهاد والسير (٥٨: ١٧٦٣) من طرق عن عكرمة بن عمار، حَدَّثَنِي أبو زميل سماك الحنفي، حَدَّثَنِي عبد الله بن عباس قال: حَدَّثَنِي عمر بن الخطّاب قال: فذكر الحديث بطوله كما هو مذكور في موضعه.
ورواه الإمام أحمد (٢٠٨) عن أبي نوح قراد، قال: أخبرنا عكرمة بن عمار بإسناده أطول من هذا.
حسن: رواه الحاكم (٢/ ٣٢٩) عن أبي العباس محمد بن أحمد المحبوبي، ثنا سعيد بن مسعود، ثنا عبيد الله بن موسى، ثنا إسرائيل، عن إبراهيم بن مهاجر، عن مجاهد، عن ابن عمر فذكره.
قال الحاكم: صحيح الإسناد. وقال الذّهبي: على شرط مسلم.
قال الأعظمي: وهو كما قال غير أن إبراهيم بن مهاجر البجلي وإن كان من رجال مسلم إِلَّا أنه مختلف فيه
فقال أبو حاتم: ليس بالقوي، وقال ابن حبَّان: كثير الخطأ، ومشّاه الآخرون. وبه صار الإسناد حسنًا.
حسن: رواه أحمد (١٣٥٥٥) عن علي بن عاصم، عن حميد، عن أنس فذكره.
ورُوي مرسلًا عن الحسن كما هو، إِلَّا أن الراوي عن الحسن لم يُسم.
وإسناده حسن من أجل علي بن عاصم هو ابن صُهيب الواسطي وهو ضعيف عند أكثر أهل العلم إِلَّا أن العجلي وثّقه، وكان أحمد لا يرى بأسًا بالرواية عنه.
قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: حَدَّثَنِي أبي قال: قال وكيع وذكر علي بن عاصم فقال: خذوا من حديثه ما صحّ ودعوا ما غلط، أو ما أخطأ فيه.
قال عبد الله: «كان أبي يحتج بهذا ويقول: كان يغلط ويخطئ، وكان فيه لجاج، ولم يكن متهما بالكذب».
وهذا الحديث مما لم يخطئ فيه.
وبمعناه ما رُوي عن عبد الله قال: لما كان يوم بدر، قال رسول الله ﷺ: «ما تقولون في هؤلاء الأسرى؟» قال: فقال أبو بكر: يا رسول الله! قومك وأهلك، استبقهم، واستأن بهم، لعل الله أن يتوب عليهم، قال: وقال عمر: يا رسول الله! أخرجوك وكذبوك، قربهم فاضرب أعناقهم، قال: وقال عبد الله بن رواحة: يا رسول الله! انظر واديًا كثير الحطب، فأدخلهم فيه، ثمّ أضرم عليهم نارًا، قال: فقال العباس: قطعت رحمك، قال: فدخل رسول الله ﷺ ولم يردّ عليهم شيئًا، قال: فقال ناس: يأخذ بقول أبي بكر، وقال ناس: يأخذ بقول عمر، وقال ناس: يأخذ بقول عبد الله بن رواحة. قال: فخرج عليهم رسول الله ﷺ فقال: «إنَّ الله ليلين قلوب الرجال فيه، حتَّى تكون ألين من اللبن، وإن الله ليشد قلوب رجال فيه، حتَّى تكون أشد من الحجارة، وإن مثلك يا أبا بكر كمثل إبراهيم عليه السلام، قال: ﴿فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ [إبراهيم: ٣٦] ومثلك يا
أبا بكر كمثل عيسى قال: ﴿إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ [المائدة: ١١٨] وإن مثلك يا عمر كمثل نوح قال: ﴿وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا﴾ [نوح: ٢٦] وإن مثلك يا عمر كمثل موسى قال: ﴿وَقَالَ مُوسَى رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلأَهُ زِينَةً وَأَمْوَالًا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ﴾ [يونس: ٨٨] أنتم عالة فلا ينفلتن منهم أحد إلا بفداء أو ضربة عنق».
قال عبد الله: فقلت: يا رسول الله، إلا سهيل ابن بيضاء، فإني قد سمعته يذكر الإسلام، قال: فسكت قال: فما رأيتني في يوم أخوف من أن تقع عليّ حجارة من السماء في ذلك اليوم حتى قال: «إلا سهيل ابن بيضاء» قال: فأنزل الله عز وجل: ﴿مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (٦٧) لَوْلَا كِتَابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴾ [الأنفال: ٦٧ - ٦٨].
رواه أحمد (٣٦٣٢) عن أبي معاوية، عن الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن أبي عبيدة، عن عبد الله بن مسعود فذكره.
ورواه الترمذي (١٧١٤)، (٣٠٨٤) من طريق أبي معاوية به، إلا أنه لم يذكر القصة بطولها.
ورواه أحمد (٣٦٣٤) عن حسين - يعني ابن محمد - حدثنا جرير - يعني ابن حازم - عن الأعمش ... فذكر نحوه. إلا أنه قال: فقام عبد الله بن جحش، فقال: يا رسول الله! أعداء الله، كذبوك، وآذوك، وأخرجوك، وقاتلوك، وأنت بواد كثير الحطب، فاجمع لهم حطبًا كثيرًا، ثم أضرمه عليهم، وقال: سهل بن بيضاء.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن، وأبو عبيدة لم يسمع من أبيه.
وكذلك جزم غير واحد من أهل العلم بأنه لم يسمع من أبيه، بل وقد صرّح هو بنفسه بأنه لم يسمع من أبيه، ولكن قال بعض أهل العلم: إنه حديث أهل البيت ولم يأت في حديثه ما ينكر عليه.
وللحديث طرق أخرى عن ابن مسعود، لكنها أشد ضعفًا من هذه.
وقوله (سهيل ابن بيضاء) كذا في حديث أبي معاوية، وجاء في حديث جرير بن حازم: (سهل ابن بيضاء) وهذا هو الصواب.
قال ابن سعد في الطبقات (٤/ ٢٣١): «والذي روى هذه القصة في سهيل ابن بيضاء قد أخطأ، سهيل ابن بيضاء أسلم قبل عبد الله بن مسعود ولم يستخف بإسلامه، وهاجر إلى المدينة، وشهد بدرًا مع رسول الله ﷺ مسلما لا شك فيه، فغلط من روى ذلك الحديث ما بينه وبين أخيه، لأن سهيلا أشهر من أخيه سهل، والقصة في سهل، وأقام سهل بالمدينة بعد ذلك، وشهد مع النبي ﷺ بعض المشاهد، وبقي بعد النبي ﷺ. اهـ
وقوله: (عبد الله بن رواحة) كذا جاء في حديث أبي معاوية، وجاء في حديث جرير: (عبد الله
ابن جحش) بدل (عبد الله بن رواحة) قال الطبراني (١٠٢٥٩): والصواب عبد الله بن جحش.
وأما ما رُوي عن علي، أن رسول الله ﷺ قال: «إن جبرائيل هبط عليه فقال له: خيّرهم - يعني أصحابك - في أسارى بدر القتل أو الفداء على أن يقتل منهم قابل مثلهم، قالوا: الفداء، ويقتل منا».
وفي رواية: «خيرهم - يعني أصحابك - في الأسارى إن شاؤوا الفداء على أن يُقتل العام المقبل منهم عدتهم قالوا: الفداء، ويقتل منا عدتهم». فهو معلول سندًا ومتنًا. رواه الترمذي (١٥٦٧) وابن حبان في صحيحه (٤٧٩٥) كلاهما من حديث أبي داود الحفري (وهو عمرو بن سعد) قال: حدثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، عن سفيان بن سعيد الثوري، عن هشام بن حسان، عن ابن سيرين، عن عبيدة (وهو ابن عمرو السلماني) عن علي فذكره.
واللفظ للترمذي، واللفظ الثاني لابن حبان.
وأعله الترمذي فقال: «هذا حديث حسن غريب من حديث الثوري، لا نعرفه إلا من حديث ابن أبي زائدة. وروى أبو أسامة، عن هشام، عن ابن سيرين، عن عبيدة، عن النبي ﷺ نحوه. وروى ابن عون عن ابن سيرين، عن عبيدة، عن النبي ﷺ مرسلا. وأبو داود الحفري اسمه: عمر بن سعد» اهـ.
فتفرد ابن أبي زائدة مع كونه ثقة دون أصحاب الثوري محل نظر.
ثم الاختلاف في الوصل والإرسال، قال البخاري: «روى أكثر الناس هذا الحديث عن ابن سيرين، عن عبيدة مرسلا». (علل الترمذي الكبير ٢/ ٩٧١).
وقال الدارقطني: «المرسل أشبه بالصواب». (العلل ٤/ ٣١).
وزدْ على ذلك كله أن في معناه غرابة؛ فإن التخيير لو حصل للنبي ﷺ من الوحي لما جاءت المعاتبة على اختياره الفداء دون القتل في قوله تعالى: ﴿مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (٦٧) لَوْلَا كِتَابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴾ [الأنفال: ٦٧ - ٦٨] ومن حاول الجمع فقد تكلف.
وقوله: «قابل» أي في العام المقبل يقتل من المسلمين مثل هذا العدد.
أبواب الكتاب (عرض 50 باباً حول الباب الحالي)
الباب الحالي في المركز 144 من أصل 659 باباً
- 119 حامل الرايات في يوم بدر
- 120 باب من استصغر يوم بدر
- 121 وفاء النَّبِي ﷺ بعهد أصحابه في الجهاد
- 122 باب عدد المشركين يوم بدر
- 123 باب ما جاء في شجاعة النَّبِي ﷺ يوم بدر
- 124 باب شجاعة الزُّبير يوم بدر
- 125 باب المبارزة يوم بدر
- 126 باب أمر النَّبِي ﷺ بنضح المشركين بالنبل
- 127 صفوف المسلمين للقتال يوم بدر
- 128 باب ما جاء في مناجاة النَّبِي ﷺ ربه ونزول الملائكة وقتالهم مع المسلمين
- 129 باب رمي النَّبِي ﷺ بقبضة من الحصباء في وجوه المشركين
- 130 وقوع النعاس يوم بدر
- 131 استنصار أبي جهل يوم بدر
- 132 دعوة عتبة بن ربيعة بالانسحاب من القتال
- 133 باب قتل أبي جهل وهو عمرو بن هشام
- 134 باب قتل عبيدة بن سعيد بن العاص المكنى بأبي ذات الكرش يوم بدر
- 135 باب قتل أمية بن خلف
- 136 باب قتل عقبة بن أبي معيط صبرًا وهو في الطريق إلى المدينة
- 137 باب ما ذكر في الريح العقيم أرسلت على المشركين
- 138 باب مصارع المشركين يوم بدر
- 139 باب من قتل من المشركين في غزوة بدر
- 140 باب نداء رسول الله ﷺ بأسماء قتلى بدر بعد إلقائهم في القليب
- 141 باب عدد المشركين الذين قُتِلوا وأُسِروا في بدر
- 142 باب أمر النَّبِي ﷺ بأسر بني عبد المطلب دون قتلهم
- 143 العباس بن عبد المطلب أسره ملك كريم
- 144 باب استشارة النَّبِي ﷺ في أسرى بدر
- 145 مقدار فداء أسرى بدر
- 146 فداء العباس بن عبد المطلب
- 147 باب جعل رسول الله ﷺ فداء بعض الأسرى أن يعلموا أولاد الأنصار الكتابة
- 148 باب ممّن مُنّ عليه بغير فداء أبو العاص بن الربيع زوج بنت رسول الله ﷺ -
- 149 قبول النبي ﷺ شفاعة المطعم لو كان حيًا
- 150 باب ما رُوي في اختلاف الصحابة في غنائم بدر
- 151 عدد السهم للمهاجرين
- 152 كان أهل بدر يُفَضَّلون في العطاء
- 153 تقسيم النبي ﷺ الخمس لذوي القربى
- 154 قصة ذي الجوشن بعد الفراغ من بدر
- 155 باب إقامة النبي ﷺ ببدر ثلاثة أيام بعد الفتح وعودتُه إلى المدينة
- 156 باب قدوم عبد الله بن رواحة وزيد بن حارثة على أهل المدينة بشيرَين بفتح المسلمين ببدر
- 157 باب توصية النبي ﷺ بالأسرى خيرًا
- 158 باب فضل من شهد بدرًا
- 159 باب ممن شهد بدرًا، واستشهد فيه
- 160 باب انتقام قريش لقتلى بدر بالتآمر على النبي ﷺ -
- 161 سرية عمير بن عدي إلى عصماء بنت مروان
- 162 سرية سالم بن عمير إلى أبي عفك
- 163 غزوة بني قينقاع
- 164 باب سبب إجلاء بني قينقاع
- 165 غزوة السويق
- 166 باب ما جاء في غزوة بني سليم بالكدر
- 167 باب غزوة ذي أمر
- 168 غزوة الفرع من بحران
معلومات عن حديث: استشارة النبي ﷺ في أسرى بدر
📜 حديث عن استشارة النبي ﷺ في أسرى بدر
أحاديث نبوية شريفة تتعلق بـ استشارة النبي ﷺ في أسرى بدر من مصادر موثوقة.
🔍 صحة حديث استشارة النبي ﷺ في أسرى بدر
تحقق من درجة أحاديث استشارة النبي ﷺ في أسرى بدر (صحيح، حسن، ضعيف).
📖 تخريج حديث استشارة النبي ﷺ في أسرى بدر
تخريج علمي لأسانيد أحاديث استشارة النبي ﷺ في أسرى بدر ومصادرها.
📚 أحاديث عن استشارة النبي ﷺ في أسرى بدر
مجموعة شاملة من الأحاديث النبوية في موضوع استشارة النبي ﷺ في أسرى بدر.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Friday, August 22, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب