حديث: ما كان لنبي أن يكون له أسرى

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب استشارة النَّبِي ﷺ في أسرى بدر

عن ابن عباس قال: فلمّا أسروا الأسارى قال رسول الله ﷺ لأبي بكر وعمر: «ما ترون في هؤلاء الأسارى؟» فقال أبو بكر: يا نبي الله! هم بنو العم والعشيرة، أرى أن تأخذ منهم فدية فتكون لنا قُوة على الكفار، فعسى الله أن يهديهم للإسلام، فقال رسول الله ﷺ: «ما ترى يا ابن الخطّاب؟» قلت: لا، والله! يا رسول الله! ما أرى الذي رأى أبو بكر، ولكني أرى أن تمكنّا فنضرب أعناقهم، فتمكّن عليًا من عقيل فيضرب عنقه، وتمكنّي من فلان (نسيبًا لعمر) فأضرب عنقه، فإن هؤلاء أئمة الكفر وصناديدها فهوى رسول الله ﷺ ما قال أبو بكر، ولم يهو ما قلت، فلمّا كان من الغد جئت فإذا رسول الله ﷺ وأبو بكر قاعدين يبكيان، قلت: يا رسول الله! أخبرني من أي شيء تبكي أنت وصاحبك، فإن وجدت بكاء بكيت وإن لم أجد تباكيت لبكائكما، فقال رسول الله ﷺ: «أبكي للذي عرض عليّ أصحابك، من أخذهم الفداء، لقد عرض علي عذابهم أدنى من هذه الشجرة» (شجرة قريبة من نبي الله ﷺ) وأنزل الله عز وجل: ﴿مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ﴾ [الأنفال: ٦٧] إِلَى قَولِهِ: ﴿فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلَالًا طَيِبًا﴾ [الأنفال: ٦٩] فأحلّ الله الغنيمة لهم.

صحيح: رواه مسلم في الجهاد والسير (٥٨: ١٧٦٣) من طرق عن عكرمة بن عمار، حَدَّثَنِي أبو زميل سماك الحنفي، حَدَّثَنِي عبد الله بن عباس قال: حَدَّثَنِي عمر بن الخطّاب قال: فذكر الحديث بطوله كما هو مذكور في موضعه.

عن ابن عباس قال: فلمّا أسروا الأسارى قال رسول الله ﷺ لأبي بكر وعمر: «ما ترون في هؤلاء الأسارى؟» فقال أبو بكر: يا نبي الله! هم بنو العم والعشيرة، أرى أن تأخذ منهم فدية فتكون لنا قُوة على الكفار، فعسى الله أن يهديهم للإسلام، فقال رسول الله ﷺ: «ما ترى يا ابن الخطّاب؟» قلت: لا، والله! يا رسول الله! ما أرى الذي رأى أبو بكر، ولكني أرى أن تمكنّا فنضرب أعناقهم، فتمكّن عليًا من عقيل فيضرب عنقه، وتمكنّي من فلان (نسيبًا لعمر) فأضرب عنقه، فإن هؤلاء أئمة الكفر وصناديدها فهوى رسول الله ﷺ ما قال أبو بكر، ولم يهو ما قلت، فلمّا كان من الغد جئت فإذا رسول الله ﷺ وأبو بكر قاعدين يبكيان، قلت: يا رسول الله! أخبرني من أي شيء تبكي أنت وصاحبك، فإن وجدت بكاء بكيت وإن لم أجد تباكيت لبكائكما، فقال رسول الله ﷺ: «أبكي للذي عرض عليّ أصحابك، من أخذهم الفداء، لقد عرض علي عذابهم أدنى من هذه الشجرة» (شجرة قريبة من نبي الله ﷺ) وأنزل الله ﷿: ﴿مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ﴾ [الأنفال: ٦٧] إِلَى قَولِهِ: ﴿فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلَالًا طَيِبًا﴾ [الأنفال: ٦٩] فأحلّ الله الغنيمة لهم.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا الحديث الذي رواه ابن عباس رضي الله عنهما يتعلق بموقف مهم من مواقف السيرة النبوية، وهو ما حدث بعد غزوة بدر الكبرى فيما يتعلق بأسرى قريش. وسأشرحه لكم جزءًا جزءًا مع بيان الدروس والعبر المستفادة منه.

أولاً. شرح المفردات:


● أسروا الأسارى: أمسكوا بالأسرى وهم الذين أُخذوا في الحرب.
● قُوة على الكفار: مالاً وعُدة نستعين بها في قتال الكفار.
● عسى الله أن يهديهم للإسلام: لعل الله أن يوفقهم لقبول الإسلام.
● صَناديدها: جمع صنديد، وهو الشديد في الكفر والعداوة للإسلام.
● هوى رسول الله ﷺ ما قال أبو بكر: مال إليه واختاره.
● يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ: يبالغ في القتل ويشتد على العدو حتى يضعف ويذل.

ثانيًا. شرح الحديث:


بعد انتهاء معركة بدر بانتصار المسلمين، وقع عدد من كفار قريش في الأسر، فاستشار النبي ﷺ صاحبيه أبي بكر وعمر رضي الله عنهما في شأنهم.
● رأي أبي بكر رضي الله عنه:
نصح بأخذ الفدية منهم، وعلل ذلك بأنهم أقارب (بنو العم والعشيرة) وأن هذا المال سيكون قوة للمسلمين في حربهم ضد الكفار، كما أنه قد يكون سببًا في هدايتهم للإسلام فيما بعد.
● رأي عمر رضي الله عنه:
كان رأيه مخالفًا، حيث أشار بقتلهم لأنهم زعماء الكفر وأشداء في عداوتهم للإسلام، وذكر أنه مستعد لقتل قريبه منهم دليلاً على عدم المحاباة.
● قرار النبي ﷺ:
مال رسول الله ﷺ إلى رأي أبي بكر رضي الله عنه، وأخذ الفدية من الأسرى.
● ما حدث بعد ذلك:
في اليوم التالي، وجد عمر رسول الله ﷺ وأبا بكر يبكيان، فسألهما عن سبب البكاء، فأخبره النبي ﷺ أن الله تعالى عاتبه على قبول الفداء، حيث عرض عليه عذاب هؤلاء الأسرى أقرب من الشجرة القريبة منه، أي أن العذاب كان وشيكًا لو لم يُفادوا.
● نزول الآيات:
ثم نزلت الآيات من سورة الأنفال (67-69) تُبيّن أن النبي ﷺ لا ينبغي له أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض (أي يشتد على العدو ويقضي عليهم)، ولكن الله تعالى عفا عنهم وأحل لهم الغنائم.

ثالثًا. الدروس المستفادة:


1- مشورة النبي ﷺ لأصحابه:
فيه دليل على أهمية الشورى حتى من النبي المعصوم الذي يوحى إليه، مما يعلمنا أهمية المشورة في الأمور المهمة.
2- تفاوت الآراء بحسب الحكمة:
رأي أبي بكر كان مبنيًا على الرحمة والأمل في الهداية، ورأي عمر كان مبنيًا على الشدة على الكفار والحد من خطرهم، وكل منهما اجتهد وأخذ بأسباب الخير.
3- التصويب الإلهي:
أن الله تعالى يصوّب اجتهادات البشر حتى ولو كانت من النبي ﷺ، وهذا من رحمة الله تعالى بعباده.
4- حرمة التساهل مع أعداء الدين:
أن الشدة على الكفار وخصوصًا زعمائهم واجبة، ولا ينبغي التراخي في ذلك لمجرد القرابة أو طمع في فدية.
5- بكاء النبي ﷺ وخوفه من الله:
فيه دليل على خوف النبي ﷺ من الله وحرصه على رضاه، حتى إنه بكى لما علم أن فعله لم يوافق الأولى.
6- رحمة الله تعالى بالمؤمنين:
حيث عفا الله عنهم وأحل لهم الغنائم بعد أن نبههم إلى الخطأ.

رابعًا. معلومات إضافية:


- هذا الحديث أخرجه الإمام أحمد في مسنده، وهو حديث صحيح.
- الغزوة التي وقع فيها هذا الحدث هي غزوة بدر الكبرى (سنة 2 هـ).
- كان عدد الأسرى في بدر حوالي سبعين أسيرًا.
- من الأسرى الذين أُخذت منهم الفدية: العباس بن عبد المطلب (عم النبي ﷺ)، وعقيل بن أبي طالب (أخو علي رضي الله عنه)، وغيرهم.
أسأل الله تعالى أن يفقهنا في ديننا، وأن يعلمنا ما ينفعنا، وأن ينفعنا بما علمنا، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الجهاد والسير (٥٨: ١٧٦٣) من طرق عن عكرمة بن عمار، حَدَّثَنِي أبو زميل سماك الحنفي، حَدَّثَنِي عبد الله بن عباس قال: حَدَّثَنِي عمر بن الخطّاب قال: فذكر الحديث بطوله كما هو مذكور في موضعه.
ورواه الإمام أحمد (٢٠٨) عن أبي نوح قراد، قال: أخبرنا عكرمة بن عمار بإسناده أطول من هذا.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 279 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ما كان لنبي أن يكون له أسرى

  • 📜 حديث: ما كان لنبي أن يكون له أسرى

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: ما كان لنبي أن يكون له أسرى

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: ما كان لنبي أن يكون له أسرى

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: ما كان لنبي أن يكون له أسرى

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب