نداء رسول الله ﷺ بأسماء قتلى بدر بعد إلقائهم في القليب - الأحاديث الصحيحة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الكتب الستة

باب نداء رسول الله ﷺ بأسماء قتلى بدر بعد إلقائهم في القليب

عن أبي طلحة أن نبي الله ﷺ أمر يوم بدر بأربعة وعشرين رجلًا من صناديد قريش، فقذفوا في طوىً من أطواء بدر خبيث مخبث. وكان إذا ظهر على قوم أقام بالعرْصة ثلاث ليالٍ. فلمّا كان ببدر اليوم الثالث أمر براحلته فشدّ عليها رحلها، ثمّ مشى واتّبعه أصحابه وقالوا: ما نرى ينطلق إِلَّا لبعض حاجته حتَّى قام على شفة الرّكي فجعل يناديهم بأسمائهم وأسماء آبائهم: «يا فلان بن فلان، ويا فلان بن فلان، أيسرّكم أنكم أطعتم الله ورسوله؟ فإنا قد وجدنا ما وعدنا ربّنا حقًّا، فهل وجدتم ما وعد ربّكم حقًّا؟» قال: فقال عمر: يا رسول الله! ما تكلم من أجساد لا أرواح لها، فقال رسول الله ﷺ «والذي نفس محمد بيده، ما أنتم بأسمع لما أقول منهم».
قال قتادة: أحياهم الله حتَّى أسمعهم قوله توبيخًا وتصغيرًا ونقيمة وحسرة وندمًا.

متفق عليه: رواه البخاري في المغازي (٣٩٧٦) ومسلم في الجنّة وصفة نعيمها وأهلها (٧٨: ٢٨٧٥) كلاهما من طريق سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، من أنس بن مالك، عن أبي طلحة (هو زيد بن سهل الأنصاري) قال: فذكره. والسياق للبخاري، واختصره مسلم.
قوله: «على شفة الركيّ» أي طرف البئر، والركيّ بفتح الراء وكسر الكاف وتشديد آخره: البئر قبل أن تطوى.
قوله: «في طويّ من أطواء بدر» طوي: وهي البئر التي طويت وبنيت بالحجارة لتثبت ولا تنهار. ويجمع بين الروايتين بأنها كانت مطوية فاستهدمت فصارت كالركي. انظر: الفتح (٧/ ٣٠٢) قوله: «أقام بالعرصة ثلاث ليال» العرصة: الساحة أو البقعة الواسعة.
وعدد قتلى المشركين كان سبعين. فلعل الآخرين دفنوا في أماكن أخرى.
عن أنس بن مالك أن رسول الله ﷺ ترك قتلى بدر ثلاثًا، ثمّ أتاهم فقام عليهم، فناداهم، فقال: «يا أبا جهل بن هشام! يا أمية بن خلف! يا عتبة بن ربيعة! يا شيبة بن ربيعة! أليس قد وجدتم ما وعد ربّكم حقًّا؟ فإني قد وجدت ما وعدني ربي حقًّا» فسمع عمر قول النَّبِي ﷺ فقال: يا رسول الله! كيف يسمعوا وأنّى يجيبوا وقد جيفوا؟ قال: «والذي نفسي بيده! ما أنتم بأسمع لما أقول منهم، ولكنهم لا يقدرون أن يجيبوا» ثمّ أمر بهم فسحبوا فألقوا في قليب بدر.

صحيح: رواه مسلم في الجنّة وصفة نعيمها وأهلها (٧٧: ٢٨٧٤) عن هدّاب بن خالد، حَدَّثَنَا حمّاد بن سلمة، عن ثابت البناني، عن أنس بن مالك فذكره.
قوله: «فأُلقوا في قليب بدر» لم يكن أمية بن خلف في القليب لأنه كان ضخمًا فانتفخ وتقطّعت أوصاله بعد الجرّ فألقوا عليه من الحجارة والتراب ما غيبه، لكنه كان قريبًا من القليب فنودي فيمن نودي.
عن ابن عمر قال: وقف النَّبِي ﷺ على قليب بدر فقال: «هل وجدتم ما وعد ربّكم حقًّا؟» ثمّ قال: «إنَّهم الآن يسمعون ما أقول»، فذكر لعائشة فقالت: إنّما قال النَّبِي ﷺ: «إنهم الآن ليعلمون أن الذي كنت أقول لهم هو الحق». ثم قرأت: ﴿إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى﴾ [النمل: ٨٠] حتَّى قرأت الآية.

متفق عليه: رواه البخاري في المغازي (٣٩٨٠) ومسلم في الجنائز (٢٦: ٩٣٢) كلاهما من طريق هشام، عن أبيه، عن ابن عمر قال: فذكره.
عن عائشة قالت: أمر رسول الله ﷺ بالقتلى أن يطرحوا في القليب، فطرحوا فيه، إِلَّا ما كان من أمية بن خلف، فإنه انتفخ في درعه، فملأها، فذهبوا ليحركوه، فتزايل، فأقروه، وألقوا عليه ما غيبه من التراب والحجارة، فلمّا ألقاهم في القليبٍ، وقف عليهم رسول الله ﷺ فقال: «يا أهل القليب، هل وجدتم ما عدكم ربّكم حقًّا؟ فإني قد وجدت ما وعدني ربي حقًّا» قال: فقال له أصحابه: يا رسول الله! أتكلم قومًا موتى؟ ! فقال لهم: «لقد علموا أن ما وعدتهم حق» قالت عائشة: والناس يقولون: لقد سمعوا ما قلت لهم، وإنما قال رسول الله ﷺ: «لقد علموا».

حسن: رواه أحمد (٢٦٣٦١)، وابن حبَّان (٧٠٨٨)، والحاكم (٣/ ٢٢٤) كلّهم من حديث محمد بن إسحاق قال: أخبرني يزيد بن رومان، عن عروة بن الزُّبير، عن عائشة قالت: فذكرته وهو عند ابن هشام (١/ ٦٣٨).
قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم.
قال الأعظمي: إسناده حسن من أجل محمد بن إسحاق فإنه حسن الحديث إذا صرّح.
ثمّ لفظ الحاكم يختلف عن هذه، وإليكم ذكره كاملًا:
قالت عائشة: لما أمر رسول الله ﷺ بالقتلى أن يطرحوا في القليب طرحوا فيه، وأخذ عتبة بن ربيعة، فسحب إلى القليب، فنظر رسول الله ﷺ إلى وجه أبي حذيفة بن عتبة، فإذا هو كئيب، قد تغير لونه، فقال: «يا أبا حذيفة! لعلك قد دخلك من شأن أبيك شيء؟» أو كما قال ﷺ فقال: لا والله يا رسول الله! ما شككت في أبي ولا في مصرعه، ولكني كنت أعرف من أبي رأيًا وحلمًا وفضلًا، فكنت أرجو أن يهديه ذلك إلى الإسلام، فلمّا رأيت ما أصابه، وذكرت ما مات عليه من الكفر بعد الذي كنت أرجو له، أحزنني ذلك، فدعا له رسول الله ﷺ بخير وقال له: «خيرًا» انتهى.
وقصة أبي حذيفة ذكرها ابن إسحاق بقوله: فيما بلغني كما هو عند سيرة ابن هشام (١/
٦٤٠، ٦٣٨) فالله أعلم بالصواب.
وأبو حذيفة هو ابن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف القرشي كان من السابقين إلى الإسلام، وهاجر هجرتين، وصلى إلى القبلتين، وشهد بدرًا وأحدًا والخندق والحديبية والمشاهد كلها، وقتل يوم اليمامة شهيدًا. وهو الذي تبنى سالمًا كما تبنى رسول الله ﷺ زيد بن حارثة، فكان أبو حذيفة يرى أنه ابنه فأنكحه ابنة أخيه فاطمة بنت الوليد بن عتبة، فلمّا أنزل الله ﴿ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ﴾ [الأحزاب: ٥] رد كل أحد تبنّى ابنًا من أولئك إلى أبيه، ومن لم يعرف أبوه رد إلى مواليه.
وقصته في الرضاع مشهورة، فإن سهلة بنت سهيل زوجة أبي حذيفة أتت لرسول الله ﷺ فقالت: إن سالمًا بلغ ما يبلغ الرجال، وإنه يدخل عليّ، وأظن في نفس أبي حذيفة من ذلك شيئًا، فقال: «أرضعيه تحرمي عليه» رواه مسلم كما سبق.

أبواب الكتاب (عرض 50 باباً حول الباب الحالي)

الباب الحالي في المركز 140 من أصل 659 باباً

معلومات عن حديث: نداء رسول الله ﷺ بأسماء قتلى بدر بعد إلقائهم في القليب

  • 📜 حديث عن نداء رسول الله ﷺ بأسماء قتلى بدر بعد إلقائهم في القليب

    أحاديث نبوية شريفة تتعلق بـ نداء رسول الله ﷺ بأسماء قتلى بدر بعد إلقائهم في القليب من مصادر موثوقة.

  • 🔍 صحة حديث نداء رسول الله ﷺ بأسماء قتلى بدر بعد إلقائهم في القليب

    تحقق من درجة أحاديث نداء رسول الله ﷺ بأسماء قتلى بدر بعد إلقائهم في القليب (صحيح، حسن، ضعيف).

  • 📖 تخريج حديث نداء رسول الله ﷺ بأسماء قتلى بدر بعد إلقائهم في القليب

    تخريج علمي لأسانيد أحاديث نداء رسول الله ﷺ بأسماء قتلى بدر بعد إلقائهم في القليب ومصادرها.

  • 📚 أحاديث عن نداء رسول الله ﷺ بأسماء قتلى بدر بعد إلقائهم في القليب

    مجموعة شاملة من الأحاديث النبوية في موضوع نداء رسول الله ﷺ بأسماء قتلى بدر بعد إلقائهم في القليب.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Sunday, August 24, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب