هم الرسول ﷺ بعقد الصلح بينه وبين غطفان ثم عدل عنه - الأحاديث الصحيحة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الكتب الستة

باب همّ الرسول ﷺ بعقد الصلح بينه وبين غطفان ثم عدلَ عنه

قال ابن إسحاق: فلما اشتد على الناس البلاء، بعث رسول الله ﷺ كما حدثني عاصم بن عمر بن قتادة ومن لا أتهم، عن محمد بن مسلم بن عبيد الله بن شهاب الزهري، إلى عيينة بن حصن بن حذيفة بن بدر، وإلى الحارث بن عوف بن أبي حارثة المري، وهما قائدا غطفان، فأعطاهما ثلث ثمار المدينة على أن يرجعا بمن معهما عنه وعن أصحابه، فجرى بينه وبينهما الصلح، حتى كتبوا الكتاب ولم تقع الشهادة ولا عزيمة الصلح، إلا المراوضة في ذلك، فلما أراد رسول الله ﷺ أن يفعل، بعث إلى سعد بن معاذ وسعد بن عبادة، فذكر ذلك لهما، واستشارهما فيه، فقالا له: يا رسول الله! أمرًا نحبه فنصنعه، أم شيئًا أمرك الله به، لا بد لنا من العمل به، أم شيئًا تصنعه لنا؟ قال: بل شيء أصنعه لكم، والله! ما أصنع ذلك إلا لأنني رأيت العرب قد رمتكم عن قوس واحدة، وكالبوكم من كل جانب، فأردت أن أكسر عنكم من شوكتهم إلى أمر ما، فقال له سعد بن معاذ: يا رسول الله! قد كنا نحن وهؤلاء القوم على الشرك بالله وعبادة الأوثان، لا نعبد الله ولا نعرفه، وهم لا يطمعون أن يأكلوا منها تمرة إلا قرى، أو بيعًا، أفحين أكرمنا الله بالإسلام وهدانا له وأعزنا بك وبه، نعطيهم أموالنا! والله ما لنا بهذا من حاجة، والله لا نعطيهم إلا السيف حتى يحكم الله بيننا وبينهم، قال رسول الله ﷺ: «فأنت وذاك» فتناول سعد بن معاذ الصحيفة، فمحا ما فيها من الكتاب، ثم قال: ليجهدوا علينا. سيرة ابن هشام (٢/ ٢٢٣)
عن أبي هريرة قال: جاء الحارث الغطفاني إلى رسول الله ﷺ، فقال: يا محمد! ناصفنا تمر المدينة، وإلا ملأناها عليك خيلًا ورجالًا، فقال: حتى أستأمر السعود، سعد بن عبادة، وسعد بن معاذ، يعني يشاورهما، فقالا: لا والله، ما أعطينا الدنية من أنفسنا في الجاهلية، فكيف وقد جاء الله بالإسلام؟ فرجع إليه الحارث، فأخبره،
فقال: غدرت يا محمد! قال: فقال حسان:
يا حار من يغدر بذمة جاره ... منكم فإن محمدًا لا يغدر
إن تغدروا فالغدر من عاداتكم ... واللؤم ينبت في أصول السخبر
وأمانة النهدي حيث لقيتها ... مثل الزجاجة صدعها لا يجبر
قال: فقال الحارث: كف عنا يا محمد! لسان حسان، فلو مزج به ماء البحر لمزجه.

حسن: رواه البزار - كشف الأستار (١٨٠٣) عن عقبة بن سنان، ثنا عثمان بن عثمان الغطفاني، ثنا محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة فذكره.
قال البزار: «لا نعلم رواه عن محمد بن عمرو هكذا إلا عثمان، ولم نسمعه إلا من عقبة».
وقال الهيثمي في المجمع (٦/ ١٣٢): رواه البزار والطبراني، ولفظه: عن أبي هريرة قال: جاء الحارث الغطفاني إلى رسول الله ﷺ فقال: يا محمد! شاطرنا تمر المدينة فقال: حتى أستأمر السعود، فبعا إلى سعد بن معاذ، وسعد بن عبادة، وسعد بن الربيع، وسعد بن خيثمة، وسعد بن مسعود، فقال: قد علمت أن العرب قد رمتكم عن قوس واحدة وأن الحارث قد سألكم تشاطروه تمر المدينة، فإن أردتم أن تدفعوه عامكم هذا في (كذا ولعل الصواب حتى) أمركم بعد فقالوا: يا رسول الله أوحي من السماء؟ فالتسليم لأمر الله، أو عن رأيك أو هواك؟ فرأينا نتبع هواك ورأيك، فإن كنت إنما تريد الإبقاء علينا، فوالله! لقد رأيتنا وإياهم على سواء ما ينالون منا تمرة إلا شراء أو قرى، فقال رسول الله - صل: ى ال له عليه وسلم - «هو ذا تسمعون ما يقولون؟» قالوا: غدرت يا محمد، فقال حسان بن ثابت رضي الله عنه:
يا حار من يغدر بذمة جاره ... منكم فإن محمدًا لا يغدر
وأمانة المري حين لقيتها ... كسر الزجاجة صدعها لا يجبر
إن تغدروا فالغدر من عاداتكم ... واللؤم ينبت في أصول السخبر
ورجال البزار والطبراني فيهما محمد بن عمرو وحديثه حسن وبقية رجاله ثقات.
والصحيح الثابت أن النبي ﷺ استشار السعدين وهما سعد بن عبادة وسعد بن معاذ كما قال ابن إسحاق.
فلعل محمد بن عمرو وهو ابن علقمة بن وقاص الليثي المدني أصاب مرة، ووهم مرة أخرى، لأن بعض هؤلاء ماتوا قبل غزوة الخندق وغزوة بني قريظة.

أبواب الكتاب (عرض 50 باباً حول الباب الحالي)

الباب الحالي في المركز 220 من أصل 659 باباً

معلومات عن حديث: هم الرسول ﷺ بعقد الصلح بينه وبين غطفان ثم عدل عنه

  • 📜 حديث عن هم الرسول ﷺ بعقد الصلح بينه وبين غطفان ثم عدل عنه

    أحاديث نبوية شريفة تتعلق بـ هم الرسول ﷺ بعقد الصلح بينه وبين غطفان ثم عدل عنه من مصادر موثوقة.

  • 🔍 صحة حديث هم الرسول ﷺ بعقد الصلح بينه وبين غطفان ثم عدل عنه

    تحقق من درجة أحاديث هم الرسول ﷺ بعقد الصلح بينه وبين غطفان ثم عدل عنه (صحيح، حسن، ضعيف).

  • 📖 تخريج حديث هم الرسول ﷺ بعقد الصلح بينه وبين غطفان ثم عدل عنه

    تخريج علمي لأسانيد أحاديث هم الرسول ﷺ بعقد الصلح بينه وبين غطفان ثم عدل عنه ومصادرها.

  • 📚 أحاديث عن هم الرسول ﷺ بعقد الصلح بينه وبين غطفان ثم عدل عنه

    مجموعة شاملة من الأحاديث النبوية في موضوع هم الرسول ﷺ بعقد الصلح بينه وبين غطفان ثم عدل عنه.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Friday, August 22, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب