استشهاد القراء في بئر معونة في صفر سنة أربع - الأحاديث الصحيحة
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الكتب الستة
باب استشهاد القراء في بئر معونة في صفر سنة أربع
قال ابن إسحاق: حدثني أبي إسحاق بن يسار، عن المغيرة بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، وعبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم وغيره من أهل العلم قالوا: قدم أبو براء عامر بن مالك بن جعفر ملاعب الأسنّة على رسول الله ﷺ المدينة، فعرض عليه رسول الله ﷺ الإسلام، ودعاه إليه، فلم يسلم ولم يبعد من الإسلام وقال: يا محمد! لو بعثت رجالا من
أصحابك إلى أهل نجد، فدعوهم إلى أمرك، رجوت أن يستجيبوا لك، فقال رسول الله ﷺ: «إني أخشى عليهم أهل نجد» قال أبو براء: أنا لهم جار، فابعثهم فليدعو الناس إلى أمرك.
فبعث رسول الله ﷺ أربعين رجلا من أصحابه من خيار المسلمين.
سيرة ابن هشام (٢/ ١٨٣ - ١٨٤) وهو مرسل.
رواه أيضًا عبد الرزاق (٩٧٤١) عن معمر، عن الزهري، قال: أخبرني ابن كعب بن مالك فذكر نحوه وهو مرسل أيضًا.
قول ابن إسحاق: أربعين رجلا وهم، والصحيح سبعين رجلا كما في الصحيحين. فبعث رسول الله ﷺ المنذر بن عمرو منهم: الحارث بن الصمة، وحرام بن ملحان خال أنس بن مالك، وعامر بن فهيرة مولى الصديق فساروا حتى نزلوا بئر معونة، فبعثوا حرام بن ملحان بكتاب رسول الله ﷺ إلى عامر بن الطفيل، فلما أتاه لم ينظر في الكتاب، وأوعز إلى رجل فأنفذه بالرمح من خلفه فقال حرام: فزت ورب الكعبة.
ثم استصرخ عليهم بني عامر فأبوا أن يجيبوه إلى ما دعاهم إليه، وقالوا: لن نخفر أبا براء، وقد عقد لهم عقدًا وجوارًا، فاستصرخ عليهم قبائل من بني سليم - عصية ورعل وذكوان فأجابوه إلى ذلك، فخرجوا حتى غشوا القوم، فأحاطوا بهم في رحالهم. فلما رأوهم أخذوا سيوفهم، ثم قاتلوهم حتى قتلوا من عند آخرهم إلا كعب بن زيد فإنهم تركوه وبه رمق، فارتثّ من بين القتلى، فعاش حتى قتل يوم الخندق شهيدًا.
إلا عمرو بن أمية الضمري، والمنذر بن محمد بن عقبة، فقد كانا في سرح القوم فلم ينبئهما بمصاب أصحابهما إلا الطير تحوم حول العسكر، فقالا: والله إن لهذا الطير لشأنا، فأقبلا لينظرا فإذا القوم في دمائهم، وإذا الخيل التي أصابتها وأقفة، فقال المنذر لعمرو: ما ترى؟ فقال: أرى أن نلحق برسول الله ﷺ فنخبره الخبر، فقال المنذر بن محمد: لكني لا أرغب بنفسي عن موطن قتل فيه المنذر بن عمرو، وما كنت لأخبر عنه الرجال.
وقاتل القوم حتى قتل رضي الله عنه شهيد البطولة والوفاء، وأخذوا عمرو بن أمية أسيرًا، فلما أخبرهم أنه من مضر أطلقه عامر بن الطفيل بعد أن جزّ ناصيته، وأعتقه عن رقبة كانت عن أمة فيما زعم، فخرج عمرو قاصدًا المدينة، فلقي رجلين من بني عامر، وكان معهما عهد من الرسول وهو لا يعلم، فأمهلهما حتى ناما فقتلهما، وهو يرى أنه أصاب بهذا ثأرًا من بني عامر، فلما قدم عمرو وأخبر الرسول بقصتهما قال: «لقد قتلتَ قتيلين لأدينهما».
ثم قال: «هذا عمل أبي براء، قد كنت لهذا كارهًا متخوفًا» فبلغ ذلك أبا براء، فشق عليه إخفار ابن أخيه عامر إياه، فذهب ابنه ربيعة إلى عامر بن الطفيل فطعنه بالرمح انتقامًا منه على فِعلته النكراء، فجرح ولكنه لم يمت، ثم وفد على النبي ﷺ بعد قاصدًا الغدر به فمنعه الله منه، وقد دعا
عليه النبي ﷺ فقال: «اللهم اكفني عامرًا» فأصابه الله بغدة في بيت امرأة من بني سلول، فكان يقول: غدة كغدة البعير في بيت امرأة سلولية، ثم ركب فرسه، فمات على ظهره بالعراء، تطعم منه الطيور والسباع.
وكان وصول خبر سرية الرجيع وبئر معونة في يوم واحد، فحزن النبي ﷺ والمسلمون حزنًا شديدًا لم يخفف منه إلا أنهم شهداء عند ربهم يرزقون، ولقد بلغ حزن النبي ﷺ أنه مكث شهرًا يدعو في صلاة الصبح على رعل وذكوان وعصية الذين غدروا بالقراء.
هذه خلاصة ما ذكر في يوم بئر معونة، وإليكم تفصيل ما جاء في الصحيحين وغيرهما:
متفق عليه: رواه البخاري في المغازي (٤٠٨٨) عن أبي معمر، حدثنا عبد الوارث، حدثنا عبد العزيز، عن أنس فذكره.
وقوله: لحاجة - وهي التعليم كما جاء التصريح به في رواية مسلم في كتاب الإمارة (١٤٧: ٦٧٧) رواه عن محمد بن حاتم حدثنا عفان، حدثنا حماد، أخبرنا ثابت عن أنس بن مالك قال: جاء ناس إلى النبي ﷺ فقالوا: أن ابعث معنا رجالا يعلمونا القرآن والسنة. فبعث إليهم سبعين رجلا من الأنصار يقال لهم: القراء، فيهم خالي حرام، يقرؤون القرآن، ويتدارسون بالليل يتعلمون. وكانوا بالنهار يجيئون بالماء فيضعونه في المسجد، ويحتطبون فيبيعونه، ويشترون به الطعام لأهل الصفة وللفقراء، فبعثهم النبي ﷺ إليهم، فعرضوا لهم فقتلوهم قبل أن يبلغوا المكان فقالوا: اللهم بلّغ عنا نبينا أن قد لقيناك فرضينا عنك ورضيت عنا.
قال: وأتى رجل حرامًا خال أنس من خلفه فطعنه برمح حتى أنفذه، فقال حرام: فزت ورب الكعبة.
فقال رسول الله ﷺ لأصحابه: «إن إخوانكم قد قتلوا، وإنهم قالوا: اللهم بلغ عنا نبينا أنا قد لقيناك فرضينا عنك ورضيت عنا».
فرضي عنا وأرضانا.
وعن قتادة عن أنس بن مالك حدثه أن نبي الله ﷺ قنت شهرًا في صلاة الصبح يدعو على أحياء العرب: على رعل وذكوان وعصية وبني لحيان.
صحيح: رواه البخاري في المغازي (٤٠٩٠) عن عبد الأعلى بن حماد، حدثنا يزيد بن زريع، حدثنا سعيد، عن قتادة، عن أنس بن مالك فذكره.
وقوله: استمدوا رسول الله ﷺ على عدو: يظهر منه أنهم جاءوا إلى النبي ﷺ طلبا للنجدة على عدوهم، وهو يخالف السياق السابق. فيمكن الجمع بين السياقين أنهم جاءوا إلى النبي ﷺ وطلبوا منه الأمرين، التعليم ثم النجدة فبعث إليهم النبي ﷺ سبعين قراء للتعليم والنجدة معًا.
صحيح: رواه البخاري (٤٠٩١) عن موسى بن إسماعيل، حدثنا همام، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة قال: حدثني أنس فذكره.
وقوله: فانطلق حرام أخو أم سليم - وهو رجل أعرج فصار الأعرج صفة لحرام وهو ليس بصحيح، بل الأعرج رجل غيره. فالذي يظهر كما يقول ابن حجر: أن الواو في قوله وهو قدمت سهوًا من الكاتب والصواب تأخيرها فيكون الكلام الصحيح: فانطلق هو، ورجل أعرج. واسمه كعب بن زيد بن دينار بن النجار.
واسم حرام هو ابن ملحان.
بالدم هكذا. فنضحه على وجهه ورأسه ثم قال: فزت ورب الكعبة.
متفق عليه: رواه البخاري في المغازي (٤٠٩٢) عن حبان، حدثنا عبد الله، أخبرني معمر، حدثني ثمامة بن عبد الله بن أنس، أنه سمع أنس بن مالك فذكره.
وعن أبي أسامة قال: قال هشام بن عروة: فأخبرني أبي قال: لما قتل الذين ببئر معونة، وأسر عمرو بن أمية الضمري، قال له عامر بن الطفيل: من هذا؟ فأشار إلى قتيل، فقال له عمرو بن أمية: هذا عامر بن فهيرة، فقال: لقد رأيته بعدما قتل رفع إلى السماء، حتى إني لأنظر إلى السماء بينه وبين الأرض، ثم وضع، فأتى النبي ﷺ خبرهم فنعاهم، فقال: «إن أصحابكم قد أصيبوا، وإنهم قد سألوا ربهم، فقالوا: ربنا أخبر عنا إخواننا بما رضينا عنك ورضيت عنا، فأخبرهم عنهم» وأصيب يومئذ فيهم عروة بن أسماء بن الصلت فسمي عروة به، ومنذر بن عمرو سمي به منذرًا.
صحيح: رواه البخاري (٤٠٩٣) عن عبيد بن إسماعيل حدثنا أبو أسامة، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة فذكرته.
وقوله: وعن أبي أسامة قال: قال هشام بن عروة، فأخبرني أبي قال ... هكذا ذكره مرسلًا عن عروة بن الزبير ولكن إدراج هذا المرسل في قصة الهجرة الموصولة عن عائشة يشير إلى أنها موصولة أيضًا بذكر عائشة.
قال أنس: فأنزل الله تعالى لنبيه ﷺ في الذين قتلوا - أصحاب بئر معونة - قرآنًا قرأناه حتى نسخ بعد: بلغوا قومنا فقد لقينا ربنا فرضي عنا ورضينا عنه.
صحيح: رواه البخاري (٤٠٩٥) عن يحيى بن بكير، حدثنا مالك، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أنس فذكره.
متفق عليه: رواه البخاري (٤٠٩٦) عن موسى بن إسماعيل حدثنا عبد الواحد، حدثنا عاصم الأحول قال: فذكره.
قال العيني: «تقدير الكلام أنه بعث إلى ناس من المشركين غير المعاهدين، والحال أن بين ناس منهم هم مقابل المبعوث عليهم وبين رسول الله ﷺ عهد، فغلب المعاهدون وغدروا فقتلوا القراء المبعوثين لإمدادهم على عدوهم. عمدة القاري (١٧/ ١٧٦).
حسن: رواه أبو داود (١٤٤٣) وأحمد (٢٧٤٦) وصحّحه ابن خزيمة (٦١٨) والحاكم (١/ ٢٢٦ - ٢٢٥) كلهم من طريق ثابت بن يزيد الأحول، حدثنا هلال، عن عكرمة، عن ابن عباس فذكره. قال الحاكم: على شرط البخاري.
قال الأعظمي: إسناده حسن من أجل هلال وهو ابن خبّاب مختلف فيه غير أنه حسن الحديث وأنه ليس من رجال البخاري.
أبواب الكتاب (عرض 50 باباً حول الباب الحالي)
الباب الحالي في المركز 204 من أصل 659 باباً
- 179 باب من أحسن القتال يوم أحد
- 180 باب هزيمة المشركين يوم أحد
- 181 باب ترك الرماة الجبل الذي عيّنهم عليه رسولُ الله ﷺ -
- 182 دعاء رسول الله ﷺ يوم أحد
- 183 باب وقوع النعاس يوم أحد
- 184 باب عفو الله ﷿ عمّن فرّ من غزوة أحد
- 185 باب أول من عرف النبي ﷺ بأنه حيٌّ هو كعب بن مالك
- 186 باب عدد مَنْ قُتِلَ مِنَ المسلمين يومَ أحد
- 187 باب في استشهاد حمزة بن عبد المطلب
- 188 هل هند أكلت كبد حمزة ﵁
- 189 باب دعاء النبي ﷺ لمن استشهد في غزوة أحد
- 190 باب بكاء النبي ﷺ ونساء الأنصار على حمزة
- 191 باب غسل الملائكة حنظلة الراهب
- 192 باب صفة المنافقين واليهود في غزوة أحد
- 193 باب شهود الملائكة بأحد
- 194 باب من ثبت مع النبي ﷺ يوم أحد
- 195 باب خدمة النساء يوم أحد
- 196 باب ما أصاب النبي ﷺ من الجروح يوم أحد
- 197 باب كيف دفن من قتل في غزوة أحد
- 198 دعاء النبي ﷺ بعد دفن الشهداء
- 199 خروج النبي ﷺ لمتابعة العدو حتى لا يقصدوا المدينة
- 200 من قتل من المشركين في العودة إلى المدينة
- 201 غزوة الرجيع في سنة ثلاث
- 202 سرية أبي سلمة بن عبد الأسد المخزومي إلى قطن في محرم سنة أربع
- 203 سرية عبد الله بن أنيس إلى خالد بن سفيان بعرنة في محرم سنة أربع
- 204 باب استشهاد القراء في بئر معونة في صفر سنة أربع
- 205 باب غزوة بني النضير
- 206 فتح بني النضير صلحًا
- 207 باب غزوة بني المصطلق وهي غزوة المريسيع وكانت سنة خمس
- 208 باب العزل في غزوة بني المصطلق
- 209 باب حديث الإفك في غزوة بني المصطلق
- 210 قصة جويرية بنت الحارث وزواج النبي ﷺ بها
- 211 الذي تولّى كبره
- 212 إقامة الحد على القاذفين
- 213 باب أن عائشة فهمتْ من قول علي بن أبي طالب أنه ممن أساء الظن بها
- 214 صفوان بن المعطل يعدو على حسان
- 215 باب غزوة الأحزاب وتسمى أيضًا غزوة الخندق سنة خمس
- 216 كان أبو سفيان من رأس الأحزاب يوم الخندق
- 217 باب سياق قصة الخندق وسبب تسميتها الأحزاب
- 218 باب حال المسلمين يوم الخندق
- 219 باب جعل النساء والذراري في الآطام الحصينة
- 220 باب همّ الرسول ﷺ بعقد الصلح بينه وبين غطفان ثم عدلَ عنه
- 221 باب أمر النبي ﷺ بحفر الخندق حول المدينة وحث أصحابه على ذلك
- 222 باب إنشاد الشعر والرجز في غزوة الخندق لأجل الأعمال والتنشيط
- 223 مدة حفر الخندق
- 224 المعجزات التي ظهرت أثناء حفر الخندق
- 225 باب حراسة النَّبِيّ ﷺ يوم الخندق
- 226 باب شجاعة الزُّبير يوم الأحزاب
- 227 باب دعاء النَّبِيّ ﷺ يوم الأحزاب
- 228 باب بيان أن الله هو الذي هزم الأحزاب ونصر النَّبِيّ ﷺ بالصبا
معلومات عن حديث: استشهاد القراء في بئر معونة في صفر سنة أربع
📜 حديث عن استشهاد القراء في بئر معونة في صفر سنة أربع
أحاديث نبوية شريفة تتعلق بـ استشهاد القراء في بئر معونة في صفر سنة أربع من مصادر موثوقة.
🔍 صحة حديث استشهاد القراء في بئر معونة في صفر سنة أربع
تحقق من درجة أحاديث استشهاد القراء في بئر معونة في صفر سنة أربع (صحيح، حسن، ضعيف).
📖 تخريج حديث استشهاد القراء في بئر معونة في صفر سنة أربع
تخريج علمي لأسانيد أحاديث استشهاد القراء في بئر معونة في صفر سنة أربع ومصادرها.
📚 أحاديث عن استشهاد القراء في بئر معونة في صفر سنة أربع
مجموعة شاملة من الأحاديث النبوية في موضوع استشهاد القراء في بئر معونة في صفر سنة أربع.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Friday, August 22, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب