حكم سعد بن معاذ في بني قريظة - الأحاديث الصحيحة
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الكتب الستة
حكم سعد بن معاذ في بني قريظة
متفق عليه: رواه البخاريّ في المغازي (٤١٢١) ومسلم في الجهاد والسير (٦٤: ١٧٦٨) كلاهما عن محمد بن بشار، حَدَّثَنَا غندر (هو محمد بن جعفر) حَدَّثَنَا شعبة، عن سعد بن إبراهيم، قال: سمعت أبا أمامة قال: سمعت أبا سعيد الخدريّ قال: فذكره.
وأمّا ما رواه الحاكم (٢/ ١٢٣ - ١٢٤) وعنه البيهقيّ في الكبرى (٩/ ٦٣) من حديث محمد بن صالح التمار المديني، عن سعد بن إبراهيم، عن عامر بن سعد بن أبي وقَّاص، أن سعد بن معاذ حكم على بني قريظة فذكر الحديث.
وجاء فيه: «لقد حكم اليوم فيهم بحكم الله الذي حكم به من فوق السماوات» فهو معلول، فإن محمد بن صالح التمار خالف شعبة بن الحجاج الإمام المعروف، ولا تقبل مخالفته، أشار إليه أبو حاتم في العلل (٩٧١) والبخاري في التاريخ الكبير (٤/ ٢٩١) والدراقطني في العلل (٥٧٣).
قال هشام: فأخبرني أبي، عن عائشة: أن سعدًا قال: اللهم إنك تعلم أنه ليس أحد أحب إلي أن أجاهدهم فيك، من قوم كذبوا رسولك ﷺ وأخرجوه، اللهم فإني أظن أنك قد وضعت الحرب بيننا وبينهم، فإن كان بقي من حرب قريش شيء فأبقني له، حتَّى أجاهدهم فيك، وإن كنت وضعت الحرب فافجرها واجعل موتتي فيها، فانفجرت من لبته، فلم يرعهم، وفي المسجد خيمة من بني غفار، إِلَّا الدم يسيل إليهم، فقالوا: يا أهل الخيمة! ما هذا الذي يأتينا من قبلكم؟ فإذا سعد يغذو جرحه
دمًا، فمات رضي الله عنه.
متفق عليه: رواه البخاري في المغازي (٤١٢٢) ومسلم في الجهاد والسير (٦٥: ١٧٦٩) كلاهما من طريق عبد الله بن نمير، حَدَّثَنَا هشام، عن أبيه، عن عائشة فذكرته.
وزاد مسلم قول عروة: فأخبرت أن رسول الله ﷺ قال: «لقد حكمت فيهم بحكم الله عز وجل».
وزاد مسلم أيضًا (٦٨: ١٧٦٩) من طريق آخر عن هشام بن عروة بهذا الإسناد فانفجر من ليلته فما زال يسيل حتَّى مات.
وزاد في الحديث قال: فذاك حين يقول الشاعر:
ألا يا سعد سعد بني معاذ ... فما فعلت قريظة والنضير
لعمرك إن سعد بني معاذ ... غداة تحملوا لهو الصبور
تركتم قِدركم لا شيء فيها ... وقِدر القوم حامية تفور
وقد قال الكريم أبو حُباب ... أقيموا قينُقاع ولا تسيروا
وقد كانوا ببلدتهم ثقالًا ... كما ثقلت بميطان الصخور
وقوله: «تركتم قدركم» أراد به الأوس لقلة حلفائهم، فإن حلفاءهم قريظة وقد قتلوا.
وقوله: «قدر القوم» الخزرج لشفاعتهم في حلفائهم بني قينقاع حتَّى منّ عليهم النَّبِيّ ﷺ وتركهم لعبد الله بن أبي ابن سلول. وهو أبو حباب المذكور في البيت الأخير.
وقوله: «ثقالا» هم بنو قريظة.
وقوله: «كما ثقلت بميطان الصخور» ميطان - اسم جبل من أرض الحجاز في ديار بني مزينة، إنّما قصد هذا الشاعر تحريض سعد على استبقاء بني قريظة حلفائه. ويلومه على حكمه فيهم، ويذكره بفعل عبد الله بن أبي، ويمدحه بشفاعته في حلفائهم بني قينقاع.
لبث قليلًا يدرك الهيجا حمل ... ما أحسن الموت إذا حان الأجل
قالت: فقمت، فاقتحمت حديقة، فإذا فيها نفر من المسلمين، وإذا فيهم عمر بن
الخطّاب وفيهم رجل عليه تسبغة له - يعني مغفرًا - فقال عمر: ما جاء بك؟ ! لعمري والله إنك لجريئة، وما يؤمنك أن يكون بلاء، أو يكون تحوز؟ قالت: فما زال يلومني حتَّى تمنيت أن الأرض انشقت لي ساعتئذ، فدخلت فيها، قالت: فرفع الرّجل التسبغة عن وجهه، فإذا طلحة بن عبيد الله، فقال: يا عمر! إنك قد أكثرت منذ اليوم، وأين التحوز أو الفرار إِلَّا إلى الله عز وجل؟ !
قالت: ويرمي سعدًا رجل من المشركين من قريش - يقال له: ابن العرقة - بسهم له، فقال له: خذها وأنا ابن العرقة، فأصاب أكحله، فقطعه، فدعا الله عز وجل سعد، فقال: اللهم لا تمتني حتَّى تقر عيني من قريظة. قالت: وكانوا حلفاءه ومواليه في الجاهليّة.
قالت: فرقأ كلمه، وبعث الله عز وجل الريح على المشركين، فكفى الله عز وجل المؤمنين القتال، وكان الله قويًا عزيزًا، فلحق أبو سفيان ومن معه بتهامة، ولحق عيينة بن بدر ومن معه بنجد، ورجعت بنو قريظة، فتحصنوا في صياصيهم، ورجع رسول الله ﷺ إلى المدينة، فوضع السلاح، وأمر بقبة من أدم، فضربت على سعد في المسجد.
قالت: فجاء جبريل عليه السلام، وإن على ثناياه لنقع الغبار فقال: أقد وضعت السلاح؟ والله ما وضعت الملائكة بعد السلاح، اخرج إلى بني قريظة فقاتلهم، قالت: فلبس رسول الله ﷺ لأمته، وأذن في الناس بالرحيل أن يخرجوا، فخرج رسول الله ﷺ، فمر على بني غنم، وهم جيران المسجد حوله، فقال: «من مر بكم؟» قالوا: مر بنا دحية الكلبي، وكان دحية الكلبي تشبه لحيته وسنة وجهه جبريل عليه السلام.
فقالت: فأتاهم رسول الله ﷺ فحاصرهم خمسًا وعشرين ليلة، فلمّا اشتد حصرهم واشتد البلاء، قيل لهم: انزلوا على حكم رسول الله ﷺ، فاستشاروا أبا لبابة بن عبد المنذر، فأشار إليهم أنه الذبح قالوا: ننزل على حكم سعد بن معاذ، فقال رسول الله ﷺ: «انزلوا على حكم سعد بن معاذ» فنزلوا وبعث رسول الله ﷺ إلى سعد بن معاذ، فأتي به على حمار عليه إكاف من ليف، قد حمل عليه، وحف به قومه، فقالوا: يا أبا عمرو! حلفاؤك ومواليك وأهل النكاية ومن قد علمت. قالت: لا يُرجِع إليهم شيئًا، ولا يلتفت إليهم حتَّى إذا دنا من دورهم، التفت إلى قومه، فقال: قد أنى لي أن لا أبالي في الله لومة لائم.
قال: قال أبو سعيد: فلمّا طلع على رسول الله ﷺ قال: «قوموا إلى سيدكم فأنزلوه» فقال عمر: سيدنا الله عز وجل. قال: أنزلوه، فأنزلوه، قال رسول الله ﷺ: «حكم فيهم» قال سعد: فإني أحكم فيهم، أن تُقتل مقاتلتهم، وتُسبى ذراريهم، وتقسم أموالهم - وقال يزيد ببغداد: ويقسم - فقال رسول الله ﷺ: «لقد حكمت بحكم الله عز وجل وحكم رسوله».
قالت: ثمّ دعا سعد قال: اللهم إن كنت أبقيت على نبيك ﷺ من حرب قريش شيئًا، فأبقني لها، وإن كنت قطعت الحرب بينه وبينهم، فاقبضني إليك. قالت: فانفجر كلمه، وكان قد برئ حتَّى ما يرى منه إِلَّا مثل الخرص، ورجع إلى قبته التي ضرب عليه رسول الله ﷺ.
قالت عائشة: فحضره رسول الله ﷺ وأبو بكر وعمر. قالت: فوالذي نفس محمد بيده! إني لأعرف بكاء عمر من بكاء أبي بكر، وأنا في حجرتي، وكانوا كما قال الله عز وجل: ﴿رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ﴾ [الفتح: ٢٩] قال علقمة: قلت: أي أمه! فكيف كان رسول الله ﷺ يصنع؟ قالت: كانت عينه لا تدمع على أحد، ولكنه كان إذا وجد، فإنما هو آخذ بلحيته.
حسن: رواه أحمد (٢٥٠٩٧) وابن سعد (٣/ ٤٢١) وابن حبَّان (٧٠٢٨) كلّهم من حديث يزيد، قال: أخبرنا محمد بن عمرو، عن أبيه، عن جده علقمة بن وقَّاص، قال: أخبرتني عائشة فذكرته.
فيه عمرو بن علقمة لم يوثّقه أحد، وذكره ابن حبَّان في «الثّقات» على قاعدته ولذا قال الحافظ في التقريب: «مقبول» أي عند المتابعة، وبعض فقراته صحيح ثابت في الصحيحين وغيرهما. كما أن لبعض فقراته متابعة ذكرت في مواضعها، ولذا حسّنه الحافظ في الفتح (١١/ ٥١).
صحيح: رواه مسلم في السّلام (٢٢٠٨: ٧٥) من طرق عن أبي خيثمة زهير بن حرب، حَدَّثَنَا أبو الزُّبير، عن جابر فذكره.
فحكم أن يقتل رجالهم وتستحيى نساؤهم، يستعين بهن المسلمون، فقال رسول الله ﷺ: «أصبت حكم الله فيهم» وكانوا أربعمائة، فلمّا فرغ من قتلهم انفتق عرقه فمات.
صحيح: رواه الترمذيّ (١٥٨٢) وأحمد (١٤٧٧٣) وابن حبَّان (٤٧٨٤) كلّهم من طرق عن اللّيث بن سعد، عن أبي الزُّبير، عن جابر قال: فذكره.
وإسناده صحيح، وقال الترمذيّ: حسن صحيح.
صحّح إسناده أيضًا الحافظ في الفتح (٧/ ٤١٤).
ويستفاد من هذا الحديث أن الذين قتلوا يوم قريظة كان عددهم أربعمائة.
اختلف أهل المغازي والسير في عدتهم إلى تسعمائة. والصحيح ما في حديث جابر، وقد حمل بعضهم بأن العدد الذي ذكره جابر للمقاتلين، والباقي تبع لهم.
هذا مصير كل من يخون بلده، وينقض عهده، لأن أمن الدولة فوق كل شيء، فإن هؤلاء الخونة جعلوا مدينة النَّبِيّ ﷺ والمسلمين في خطر عظيم، فنصرهم الله على أعدائهم بأن قتّل رجالهم وسبيتْ نساءهم، وبهذا انتهى الحظر المحدق حول دولة الإسلام. يقال: إنهم أُدخلوا المدينة وحفر لهم أخدود في السوق، وضربت أعناقهم.
صحيح: رواه أبو داود (٤٤٠٤، ٤٤٠٥)، والتِّرمذيّ (١٥٨٤)، والنسائي (٤٩٨١، ٣٤٣٠)، وابن ماجة (٢٥٤١، ٢٥٤٢)، وأحمد (١٨٧٦٦)، وصحّحه ابن حبَّان (٤٧٨٠، ٤٧٨٣، ٤٧٨٨)، والحاكم (٢/ ١٢٣ و٣/ ١٣٥) كلّهم من طرق عن عبد الملك بن عمير، حَدَّثَنِي عطية القرظي فذكره. وإسناده صحيح.
قال الترمذيّ: هذا حديث حسن صحيح. وقال الحاكم: صحيح الإسناد.
أبواب الكتاب (عرض 50 باباً حول الباب الحالي)
الباب الحالي في المركز 234 من أصل 659 باباً
- 209 باب حديث الإفك في غزوة بني المصطلق
- 210 قصة جويرية بنت الحارث وزواج النبي ﷺ بها
- 211 الذي تولّى كبره
- 212 إقامة الحد على القاذفين
- 213 باب أن عائشة فهمتْ من قول علي بن أبي طالب أنه ممن أساء الظن بها
- 214 صفوان بن المعطل يعدو على حسان
- 215 باب غزوة الأحزاب وتسمى أيضًا غزوة الخندق سنة خمس
- 216 كان أبو سفيان من رأس الأحزاب يوم الخندق
- 217 باب سياق قصة الخندق وسبب تسميتها الأحزاب
- 218 باب حال المسلمين يوم الخندق
- 219 باب جعل النساء والذراري في الآطام الحصينة
- 220 باب همّ الرسول ﷺ بعقد الصلح بينه وبين غطفان ثم عدلَ عنه
- 221 باب أمر النبي ﷺ بحفر الخندق حول المدينة وحث أصحابه على ذلك
- 222 باب إنشاد الشعر والرجز في غزوة الخندق لأجل الأعمال والتنشيط
- 223 مدة حفر الخندق
- 224 المعجزات التي ظهرت أثناء حفر الخندق
- 225 باب حراسة النَّبِيّ ﷺ يوم الخندق
- 226 باب شجاعة الزُّبير يوم الأحزاب
- 227 باب دعاء النَّبِيّ ﷺ يوم الأحزاب
- 228 باب بيان أن الله هو الذي هزم الأحزاب ونصر النَّبِيّ ﷺ بالصبا
- 229 باب بيان أن المسلمين هم الذين يغزون المشركين بعد غزوة الأحزاب
- 230 باب من استشهد من المسلمين يوم الخندق
- 231 باب خروج النَّبِيّ ﷺ إلى بني قريظة
- 232 باب المبادرة بغزو أهل قريظة
- 233 هجاء حسان
- 234 حكم سعد بن معاذ في بني قريظة
- 235 لم يقتل من النساء إِلَّا امرأة واحدة
- 236 باب إجلاء يهود المدينة
- 237 باب استغناء النَّبِيّ ﷺ عن منائح الأنصار بعد فتح قريظة
- 238 سرية محمد بن مسلمة إلى القرطاء
- 239 غزوة بني لحيان
- 240 سرية عكاشة بن محصن الأسدي إلى الغمر
- 241 سرية محمد بن مسلمة إلى ذي القصة
- 242 سرية أبي عبيدة بن الجراح إلى ذي القصة
- 243 سرية زيد بن حارثة إلى بني سُليم بالجموم
- 244 سرية زيد بن حارثة إلى العيص
- 245 سرية زيد بن حارثة إلى الطرف
- 246 سرية زيد بن حارثة إلى وادي القرى
- 247 سرية أبي عبيدة بن الجراح على سيف البحر
- 248 سرية عبد الرحمن بن عوف إلى دومة الجندل
- 249 سرية عليّ بن أبي طالب إلى بني سعد بن بكر بفدك
- 250 سرية عبد الله بن رواحة إلى أسير بن زارم بخيبر
- 251 سرية كرز بن جابر الفهري إلى العرنيين
- 252 سرية عمرو بن أمية الضمري إلى أبي سفيان بن حرب بمكة
- 253 باب غزوة الحديبية
- 254 إحرام النَّبِيّ ﷺ من ذي الحليفة
- 255 طريق المسلمين إلى الحديبية
- 256 باب نزول المطر في الحديبية
- 257 باب الفتح بيعة الرضوان يوم الحديبية
- 258 باب من شهد غزوة الحديبية
معلومات عن حديث: حكم سعد بن معاذ في بني قريظة
📜 حديث عن حكم سعد بن معاذ في بني قريظة
أحاديث نبوية شريفة تتعلق بـ حكم سعد بن معاذ في بني قريظة من مصادر موثوقة.
🔍 صحة حديث حكم سعد بن معاذ في بني قريظة
تحقق من درجة أحاديث حكم سعد بن معاذ في بني قريظة (صحيح، حسن، ضعيف).
📖 تخريج حديث حكم سعد بن معاذ في بني قريظة
تخريج علمي لأسانيد أحاديث حكم سعد بن معاذ في بني قريظة ومصادرها.
📚 أحاديث عن حكم سعد بن معاذ في بني قريظة
مجموعة شاملة من الأحاديث النبوية في موضوع حكم سعد بن معاذ في بني قريظة.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Friday, August 22, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب