الرحلة في طلب العلم - الأحاديث الصحيحة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الكتب الستة

باب الرحلة في طلب العلم

عن عبد اللَّه بن أُنيس، قال: سمعتُ رسول اللَّه ﷺ يقول: «يُحشر النّاس يوم القيامة -أو قال: العباد- عُراةً غُرلًا بُهما». قال: قلنا: وما بُهْمًا؟ قال: «ليس معهم شيءٌ، ثم يناديهم بصوتٍ يسمعه مَن بعُد كما يسمعه مَن قَرُب، أنا الملك، أنا الدّيان، ولا ينبغي لأحد من أهل النّار أن يدخل النّار، وله عند أحدٍ من أهل الجنّة حقٌّ حتّى أُقِصَّه منه، ولا ينبغي لأحد من أهل الجنّة أن يدخلَ الجنّة وأحد من أهل النّار عنده حقٌّ حتّى أُقِصَّه منه حتّى اللَّطمة» قال: قلنا: كيف وإنّا إنّما نأتي اللَّه عز وجل عُراة غُرلًا بُهْمًا؟ قال: «بالحسنات والسّيئات».

حسن: رواه الإمام أحمد (١٦٤٠٢) واللّفظ له، والحارث بن أبي أسامة في «زوائده» (٤٤)، والبخاري في الأدب المفرد (٩٧٠) وفي خلق أفعال العباد (ص ٩٢)، وابن أبي عاصم في السنة (٥١٤)، وصحّحه الحاكم (٢/ ٤٣٧) كلّهم من طرق عن همام بن يحيى، عن القاسم بن عبد الواحد المكيّ، عن عبد اللَّه بن محمد بن عقيل، أنّه سمع جابر بن عبد اللَّه يقول: بلغني حديث عن رجل سمعه من رسول اللَّه ﷺ، فأشتريتُ بعيرًا، ثم شددتُ عليه رحلي، فسرتُ إليه شهرًا حتّى قدمتُ عليه الشام فإذا عبد اللَّه بن أُنيس، فقال للبّواب: قل له جابر على الباب قال: ابن عبد اللَّه؟ قلت: نعم. فخرج يطأ ثوبه فاعتنقني واعتنقته، فقلت: حديثًا بلغني عنك أنّك سمعته من رسول اللَّه ﷺ في القصاص، فخشيتُ أن تموتَ أو أموتَ قبل أن أسمعه. قال: سمعتُ رسول اللَّه ﷺ يقول (فذكر الحديث).
وإسناده حسن من أجل القاسم بن عبد الواحد المكيّ، وشيخه عبد اللَّه بن محمد بن عقيل، فإنهما لم يبلغا درجة «الثّقات» وحسَّنه أيضًا المنذري في «الترغيب والترهيب» (٤/ ٢٠٢)، وإن
كان الهيثميّ ﵀ ضعّفه في «المجمع» (١/ ١٣٣) من أجل عبد اللَّه بن محمد بن عقيل، ولكن الصواب أنه حسن الحديث إِلَّا إذا خالف فلا يقبل كما قال الذّهبيّ في ترجمته في «الميزان»، وعلقه البخاريّ بصيغة الجزم (١/ ١٧٣) وقال: «رحل جابر بن عبد اللَّه مسيرة شهر إلى عبد اللَّه بن أنيس في حديث واحد».
قال الحافظ في «الفتح» (١/ ١٧٤): «وله طريق أخرى أخرجها الطبرانيّ في: مسند الشاميين«، وتمام في: فوائده«من طريق الحجاج بن دينار، عن محمد بن المنكدر، عن جابر، وذكر نحوه وقال: وإسناده صالح، وله طريق ثالثة أخرجها الخطيب في: الرحلة«من طريق أبي الجارود العنسيّ -وهو بالنون الساكنة- عن جابر، فذكر نحوه، وفي إسناده ضعف». انتهى.
وقال ابن عباس: «كان يبلغني الحديث عن الرّجل من أصحاب النبيّ ﷺ فلو أشاء أن أرسل إليه حتّى يجيء فيحدّثني فعلتُ، ولكني كنتُ أذهبُ إليه، فأقيل على بابه حتّى يخرج إليَّ فيحدّثني».
وعن سعيد بن المسيب أنه قال: «إن كنتُ لأسير اللَّيالي والأيام في طلب الحديث الواحد».
أخرجه ابن عبد البر في «جامع بيان العلم» (٥٦٩ - ٥٧٠)، والخطيب في «الرحلة» (٤١ - ٤٢) وغيرهما.
ومن هنا قيل: الرحلة في طلب الحديث سنّة عمن سلف.
وأمّا ما رُوي أنّ أبا أيوب رحل إلى عقبة بن عامر، فأتى مسلمة بن مخلَّد، فخرج إليه، فقال: دلُّوني، فأتى عقبة، فقال: حدّثنا ما سمعته من رسول اللَّه ﷺ لم يبق أحدٌ سمعه. قال: سمعتُ رسولَ اللَّه ﷺ يقول: «من ستر على مؤمن في الدّنيا ستره اللَّه يوم القيامة، فأتى راحلته فركب، فرجع. فهو ضعيف.
رواه الإمام أحمد (١٧٣٩١)، والحميدي في: مسنده (٣٨٤)، وابن عبد البر في: جامع بيان العلم (٥٦٧) كلّهم من طريق سفيان، عن ابن جريج، عن أبي سعيد الأعمى، أنّه حدّث عطاءً، فذكر نحوه.
وأبو سعيد الأعمى (وقيل: أبو سعد) لم يرو عنه غير ابن جريج، وليس فيه توثيق لأحد، لذا قال فيه الذّهبيّ وابن حجر: «مجهول».
وأخرجه الطبرانيّ في الكبير (١٩/ ٤٣٩) عن عبد اللَّه بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، عن عباد بن عباد المهلبيّ، عن ابن عون، عن مكحول، أنّ عقبة بن عامر أتى مسلمة بن مخلد، وكان بينه وبين البواب شيء، فسمع صوته فأذن له، فقال: إنّي لم آتك زائرًا، ولكن جئتك بحاجة، أتذكر يوم قال رسول اللَّه ﷺ: «من علم من أخيه سيئة، فسترها ستر اللَّه عليه يوم القيامة«؟ قال: نعم. قال: لهذا جئتُ».
فهذا إسناد قال فيه الهيثميّ: «رجاله رجال الصحيح» وهو كما قال، لكن المشهور أنّ الذي
خرج هو أبو أيوب إلى عقبة، ثم أيضًا في صحبة مسلمة بن مخلد اختلاف، فقيل: ولد على عهد النبيّ ﷺ، وأقرَّ بصحبته البخاريّ وتعقبه ابن أبي حاتم فقال: «ليست له صحبة، نزل مصر، وكان البخاريّ كتب: إنّ له صحبة، فغيّر أبي ذلك وقال: ليست له صحبة». وقال الإمام أحمد: «مسلمة ابن مخلد ليست له صحبة». وقال ابن حبان: «ولد في السنة الأولى من الهجرة». ونقل الحافظ عن العسكريّ أنه قال: «له رؤية وليست له صحبة».
وقيل: الذي خرج إلى مسلمة بن مخلد هو جابر بن عبد اللَّه.
ورد ذلك في رواية عند الطبراني (مجمع البحرين - ٢١٧) من طريق عبيد اللَّه بن محمد بن أبي عائشة، عن يحيى بن أبي الحجاج، عن أبي سنان، عن رجاء بن حيوة، سمعت مسلمة بن مخلد.
وفيه يحيى بن أبي الحجاج، وأبو سنان عيسى بن سنان، وفيهما كلام.
والظاهر أنه وقع في إسناد هذا الخبر اضطراب لا يخلو طريق من طرقه من مقال.
والصّحيح أن جابر بن عبد اللَّه إنّما رحل إلى عبد اللَّه بن أنيس، كما سبق، واللَّه أعلم.

أبواب الكتاب (عرض 50 باباً حول الباب الحالي)

الباب الحالي في المركز 5 من أصل 78 باباً

معلومات عن حديث: الرحلة في طلب العلم

  • 📜 حديث عن الرحلة في طلب العلم

    أحاديث نبوية شريفة تتعلق بـ الرحلة في طلب العلم من مصادر موثوقة.

  • 🔍 صحة حديث الرحلة في طلب العلم

    تحقق من درجة أحاديث الرحلة في طلب العلم (صحيح، حسن، ضعيف).

  • 📖 تخريج حديث الرحلة في طلب العلم

    تخريج علمي لأسانيد أحاديث الرحلة في طلب العلم ومصادرها.

  • 📚 أحاديث عن الرحلة في طلب العلم

    مجموعة شاملة من الأحاديث النبوية في موضوع الرحلة في طلب العلم.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Friday, August 22, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب