تفسير الآية - القول في معنى قوله تعالى : قال اخرج منها مذءوما مدحورا لمن تبعك ..

  1. تفسير السعدي
  2. تفسير البغوي
  3. التفسير الوسيط
  4. تفسير ابن كثير
  5. تفسير الطبري
الفسير الوسيط | التفسير الوسيط للقرآن الكريم للطنطاوي | تأليف شيخ الأزهر محمد سيد طنطاوي (المتوفى: 1431هـ) : ويعتبر هذا التفسير من التفاسير الحديثة و القيمة لطلاب العلم و الباحثين في تفسير القرآن العظيم بأسلوب منهجي سهل و عبارة مفهومة, تفسير الآية 18 من سورة الأعراف - التفسير الوسيط .
  
   

﴿ قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُومًا مَّدْحُورًا ۖ لَّمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكُمْ أَجْمَعِينَ﴾
[ سورة الأعراف: 18]

معنى و تفسير الآية 18 من سورة الأعراف : قال اخرج منها مذءوما مدحورا لمن تبعك .


تفسير الجلالين التفسير الميسر تفسير السعدي
تفسير البغوي التفسير الوسيط تفسير ابن كثير
تفسير الطبري تفسير القرطبي إعراب الآية

تفسير السعدي : قال اخرج منها مذءوما مدحورا لمن تبعك


أي: قال اللّه لإبليس لما قال ما قال: { اخْرُجْ مِنْهَا } خروج صغار واحتقار، لا خروج إكرام بل { مَذْءُومًا }- أي: مذموما { مَدْحُورًا } مبعدا عن اللّه وعن رحمته وعن كل خير.
{ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ } منك وممن تبعك منهم { أَجْمَعِينَ } وهذا قسم منه تعالى، أن النار دار العصاة، لا بد أن يملأها من إبليس وأتباعه من الجن والإنس.

تفسير البغوي : مضمون الآية 18 من سورة الأعراف


( قال ) الله تعالى لإبليس ، ( اخرج منها مذءوما مدحورا ) أي : معيبا ، والذيم والذأم أشد العيب ، يقال : ذأمه يذأمه ذأما فهو مذءوم وذامه يذيمه ذاما فهو مذيم ، مثل سار يسير سيرا .
والمدحور : المبعد المطرود ، يقال : دحره يدحره دحرا إذا أبعده وطرده .
قال ابن عباس : مذءوما أي ممقوتا .
وقال قتادة : مذءوما مدحورا : أي لعينا منفيا .
وقال الكلبي : مذءوما مدحورا : مقصيا من الجنة ومن كل خير .
( لمن تبعك منهم ) من بني آدم ، ( لأملأن جهنم ) اللام لام القسم ، ( منكم أجمعين ) أي : منك ومن ذريتك ومن كفار ذرية آدم أجمعين .

التفسير الوسيط : قال اخرج منها مذءوما مدحورا لمن تبعك


ثم حكى القرآن ما توعد الله به الشيطان واتباعه فقال: قالَ اخْرُجْ مِنْها مَذْؤُماً أى:اخرج من الجنة أو من تلك الروضة مهانا محقرا.
يقال: ذأمه يذأمه ذأما إذا عاقبه وحقره فهو مذءوم، وقوله: مَدْحُوراً أى: مطرودا مبعدا.
يقال: دحره دحرا ودحورا طرده وأبعده.
لَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكُمْ أَجْمَعِينَ أى: لمن أطاعك من الجن والإنس لأملأن جهنم من كفاركم.
كقوله-تبارك وتعالى-: قالَ اذْهَبْ فَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزاؤُكُمْ جَزاءً مَوْفُوراً.
واللام في قوله: لَمَنْ لتوطئة القسم والجواب لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكُمْ أَجْمَعِينَ ثم حكى القرآن ما أمر الله-تبارك وتعالى- به آدم فقال:

تفسير ابن كثير : شرح الآية 18 من سورة الأعراف


أكد تعالى ، عليه اللعنة والطرد والإبعاد والنفي عن محل الملأ الأعلى بقوله : { اخرج منها مذءوما مدحورا } .
قال ابن جرير : أما " المذءوم " فهو المعيب ، والذأم غير مشدد : العيب . يقال : " ذأمه يذأمه ذأما فهو مذءوم " ويتركون الهمز فيقولون : " ذمته أذيمه ذيما وذاما ، والذام والذيم أبلغ في العيب من الذم "
قال : " والمدحور " : المقصى . وهو المبعد المطرود .
وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم : ما نعرف المذءوم " و " المذموم " إلا واحدا .
وقال سفيان الثوري ، عن أبي إسحاق ، عن التميمي ، عن ابن عباس : { اخرج منها مذءوما مدحورا } قال : مقيتا .
وقال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس : صغيرا مقيتا . وقال السدي : مقيتا مطرودا . وقال قتادة : لعينا مقيتا . وقال مجاهد : منفيا مطرودا . وقال الربيع بن أنس : مذءوما : منفيا ، والمدحور : المصغر .
وقوله تعالى : { لمن تبعك منهم لأملأن جهنم منكم أجمعين } كقوله { قال اذهب فمن تبعك منهم فإن جهنم جزاؤكم جزاء موفورا واستفزز من استطعت منهم بصوتك وأجلب عليهم بخيلك ورجلك وشاركهم في الأموال والأولاد وعدهم وما يعدهم الشيطان إلا غرورا إن عبادي ليس لك عليهم سلطان وكفى بربك وكيلا } [ الإسراء : 63 - 65 ] .

تفسير الطبري : معنى الآية 18 من سورة الأعراف


القول في تأويل قوله : قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُومًا مَدْحُورًاقال أبو جعفر: وهذا خبر من الله تعالى ذكره عن إحلاله بالخبيث عدوِّ الله ما أحلّ به من نقمته ولعنته, وطرده إياه عن جنته, إذ عصاه وخالف أمره, وراجعه من الجواب بما لم يكن له مراجعته به .
يقول: قال الله له عند ذلك: ( اخرج منها )، أي من الجنة =( مذؤُومًا مدحورًا )، يقول: مَعِيبًا.
* * *و " الذأم "، العيب.
يقال منه: " ذأمَه يذأمه ذأمًا فهو مذؤوم ", ويتركون الهمز فيقولون: " ذِمْته أذيمه ذيمًا وذامًا ", و " الذأم " و " الذيم "، أبلغ في العيب من " الذمّ "، وقد أنشد بعضهم هذا البيت: ( 41 )صَحِبْتُكَ إذْ عَيْنِي عَلَيْهَا غِشَاوَةٌفَلَمَّا انْجَلَتْ قَطَّعْتُ نَفْسِي أَذِيمُهَا ( 42 )وأكثر الرواة على إنشاده " ألومها ".
* * *وأما المدحور: فهو المُقْصَى, يقال: " دحره يدحَرُه دَحْرًا ودُحُورًا "، إذا أقصاه وأخرجه، ومنه قولهم: " ادحَرْ عنكَ الشيطان ".
( 43 )* * *وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:14384- حدثنا بشر بن معاذ قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد, عن قتادة قوله: ( اخرج منها مذؤومًا مدحورًا )، يقول: اخرج منها لعينًا منفيًّا.
14385- حدثنا المثنى قال، حدثنا أبو صالح قال، حدثني معاوية, عن علي, عن ابن عباس: " مذؤومًا " ممقوتًا.
14386- حدثني محمد بن سعد قال، حدثني أبى قال، حدثني عمي قال، حدثني أبي, عن أبيه, عن ابن عباس قوله: ( قال اخرج منها مذؤومًا )، يقول: صغيرًا منفيًّا.
14387- حدثني محمد بن الحسين قال، حدثنا أحمد بن المفضل قال، حدثنا أسباط, عن السدي قوله: ( اخرج منها مذؤومًا مدحورًا )، أما " مذؤومًا "، فمنفيًّا, وأما " مدحورا "، فمطرودًا.
14388- حدثني محمد بن عمرو قال، حدثنا أبو عاصم قال، حدثنا عيسى, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد: ( مذؤومًا )، قال: منفيًّا =( مدحورًا )، قال: مطرودًا.
14389- حدثني المثنى قال، حدثنا إسحاق قال، حدثنا عبد الله بن أبي جعفر, عن أبيه, عن الربيع قوله: ( اخرج منها مذؤومًا )، قال: منفيًّا.
= و " المدحور ", قال: المصغَّر.
14390- حدثني المثنى قال، حدثنا إسحاق قال:، حدثنا عبد الله بن الزبير, عن ابن عيينة, عن يونس وإسرائيل, عن أبي إسحاق, عن التميمي, عن ابن عباس: ( اخرج منها مذؤومًا )، قال: منفيًّا.
14391- حدثني أبو عمرو القرقساني عثمان بن يحيى قال، حدثنا سفيان, عن أبي إسحاق, عن التميمي, سأل ابن عباس: ما( اخرج منها مذؤومًا مدحورًا )، قال: مقيتًا.
( 44 )14392- حدثني يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال، قال ابن زيد في قوله: ( اخرج منها مذؤومًا مدحورًا )، فقال: ما نعرف " المذؤوم " و " المذموم " إلا واحدًا, ولكن تكون حروف منتقصة, وقد قال الشاعر لعامر: يا " عام ", ولحارث: " يا حار ", ( 45 ) وإنما أنزل القرآن على كلام العرب.
* * *القول في تأويل قوله : لَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكُمْ أَجْمَعِينَ ( 18 )قال أبو جعفر: وهذا قسم من الله جل ثناؤه.
أقسم أن مَنْ اتبع من بني آدم عدوَّ الله إبليس وأطاعه وصَدَّق ظنه عليه، أن يملأ من جميعهم = يعني: من كفرة بني آدم تُبّاع إبليس، ومن إبليس وذريته = جهنم.
فرحم الله امرأً كذّب ظن عدوِّ الله في نفسه, وخيَّب فيها أمله وأمنيته, ولم يمكّن من طمعَ طمعٍ فيها عدوَّه, ( 46 ) واستغشَّه ولم يستنصحه، فإن الله تعالى ذكره إنما نبّه بهذه الآيات عباده على قِدَم عداوة عدوِّه وعدوهم إبليس لهم, وسالف ما سلف من حسده لأبيهم, وبغيه عليه وعليهم, وعرّفهم مواقع نعمه عليهم قديمًا في أنفسهم ووالدهم ليدّبروا آياته, وليتذكر أولو الألباب, فينزجروا عن طاعة عدوه وعدوهم إلى طاعته ويُنيبوا إليها.

الهوامش :( 41 ) هو الحارث بن خالد المخزومي .
( 42 ) مضى البيت وشرحه وتخريجه ، وبغير هذه الرواية فيما سلف 1 : 265 .
( 43 ) انظر مجاز القرآن لأبي عبيدة 1 : 212 .
( 44 ) الأثر : 14391 - ( ( أبو عمرو القرقساني )) ، ( ( عثمان بن يحيى )) ، شيخ الطبري ، لم أجد له ترجمة فيما بين يدي من الكتب .
ويزيد الأمر إشكالا أني وجدت أبا جعفر في تاريخه يذكر إسنادًا عن شيخ يقال له ( ( عثمان بن يحيى )) ، فيه نصه : ( ( حدثني عثمان بن يحيى ، عن عثمان القرقساني ، قال حدثنا سفيان بن عيينة )) ، فجعل بين ( ( عثمان بن يحيى )) و ( ( سفيان بن عيينة )) رجلا يقال له ( ( عثمان القرقساني )) ! والذي في التفسير يدل على أن الراوي عن سفيان بن عيينة هو ( ( عثمان بن يحيى )) نفسه .
فظني أن في إسناد التاريخ خطأ ، ولعل صوابه : ( ( حدثني عثمان بن يحيى بن عثمان القرقساني ، قال حدثنا سفيان بن عيينة )) .
هذا ما وجدت ، فعسى أن يجتمع عندي ما أتبين به صواب ذلك أو خطأه .
( 45 ) في المطبوعة : ( ( ولكن يكون منتقصة ، وقال العرب لعامر . ..
)
) ، وبين الكلام بياض .
وفي المخطوطة : ( ( ولكن تكون ف منتقصة .
وقد قال الشاعر . ..
)
) بياض بين الكلام ، فغير ناشر المطبوعة ما في المخطوطة بلا أمانة .
وفي المخطوطة فوق البياض ( ( كذا )) وفي الهامش حرف ( ط ) للدلالة على الخطأ .
ودلتني لافاء بعد البياض أن صواب هذا الذي بيض له ناسخ المخطوطة هو ( ( حروف )) ، فاستقام الكلام .
ومثال الترخيم في ( ( عامر )) قول الحطيئة لعامر بن الطفيل :يَا عَامِ ، قد كُنْتَ ذَا بَاعٍ وَمَكْرُمَةٍلَوْ أَنَّ مَسْعَاةَ مَنْ جَارَيْتَهُ أَمَمُومثال الترخيم في ( ( الحارث )) قول زهير :يَا حارِ ، لا أُرْمَيَنْ مِنْكُمْ بِدَاهِيَةٍلَم يَلْقَهَا سُوقَةٌ قَبْلِي وَلا مَلِكُ( 46 ) في المطبوعة : ( ( ولم يكن ممن طمع فيها عدوه )) ، غير ما في المخطوطة لأنه لم يفهمه ، فأساء غاية الإساءة ، وافسد الكلام

قال اخرج منها مذءوما مدحورا لمن تبعك منهم لأملأن جهنم منكم أجمعين

سورة : الأعراف - الأية : ( 18 )  - الجزء : ( 8 )  -  الصفحة: ( 152 ) - عدد الأيات : ( 206 )

تفسير آيات من القرآن الكريم

  1. تفسير: ياأيها الإنسان ما غرك بربك الكريم
  2. تفسير: من دونه فكيدوني جميعا ثم لا تنظرون
  3. تفسير: لأي يوم أجلت
  4. تفسير: تلك آيات الكتاب المبين
  5. تفسير: إنما يأمركم بالسوء والفحشاء وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون
  6. تفسير: لا يغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد
  7. تفسير: سبحان الله عما يصفون
  8. تفسير: وآتيناه في الدنيا حسنة وإنه في الآخرة لمن الصالحين
  9. تفسير: أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى فما ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين
  10. تفسير: وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات قال الذين كفروا للذين آمنوا أي الفريقين خير مقاما وأحسن

تحميل سورة الأعراف mp3 :

سورة الأعراف mp3 : قم باختيار القارئ للاستماع و تحميل سورة الأعراف

سورة الأعراف بصوت ماهر المعيقلي
ماهر المعيقلي
سورة الأعراف بصوت سعد الغامدي
سعد الغامدي
سورة الأعراف بصوت عبد  الباسط عبد الصمد
عبد الباسط
سورة الأعراف بصوت أحمد العجمي
أحمد العجمي
سورة الأعراف بصوت محمد صديق المنشاوي
المنشاوي
سورة الأعراف بصوت محمود خليل الحصري
الحصري
سورة الأعراف بصوت مشاري راشد العفاسي
مشاري العفاسي
سورة الأعراف بصوت ناصر القطامي
ناصر القطامي
سورة الأعراف بصوت فارس عباد
فارس عباد
سورة الأعراف بصوت ياسر لدوسري
ياسر الدوسري

,

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب