تفسير الآية - القول في معنى قوله تعالى : حتى زرتم المقابر ..
﴿ حَتَّىٰ زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ﴾
[ سورة التكاثر: 2]
معنى و تفسير الآية 2 من سورة التكاثر : حتى زرتم المقابر .
تفسير الجلالين | التفسير الميسر | تفسير السعدي |
تفسير البغوي | التفسير الوسيط | تفسير ابن كثير |
تفسير الطبري | تفسير القرطبي | إعراب الآية |
تفسير السعدي : حتى زرتم المقابر
فاستمرت غفلتكم ولهوتكم [وتشاغلكم] { حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ } فانكشف لكم حينئذ الغطاء، ولكن بعد ما تعذر عليكم استئنافه.ودل قوله: { حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ } أن البرزخ دار مقصود منها النفوذ إلى الدار الباقية ، أن الله سماهم زائرين، ولم يسمهم مقيمين.
تفسير البغوي : مضمون الآية 2 من سورة التكاثر
( حتى زرتم المقابر ) حتى [ متم ] ودفنتم في المقابر .قال قتادة : نزلت في اليهود ، قالوا : نحن أكثر من بني فلان ، وبنو فلان أكثر من بني فلان ، شغلهم ذلك حتى ماتوا ضلالا .وقال مقاتل والكلبي : نزلت في حيين من قريش ; بني عبد مناف بن قصي ، وبني سهم بن عمرو ، كان بينهم تفاخر ، [ فتعاد ] السادة والأشراف أيهم أكثر عددا ؟ فقال بنو عبد مناف : نحن أكثر سيدا وأعز عزيزا وأعظم نفرا وأكثر عددا ، وقال بنو سهم مثل ذلك ، فكثرهم بنو عبد مناف ، ثم قالوا : نعد موتانا ، حتى زاروا القبور فعدوهم ، فقالوا : هذا قبر فلان وهذا قبر فلان فكثرهم بنو سهم بثلاثة أبيات لأنهم كانوا في الجاهلية أكثر عددا ، فأنزل الله هذه الآية .أخبرنا أحمد بن عبد الله الصالحي ، أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسين الحيري ، أخبرنا حاجب بن أحمد الطوسي ، حدثنا عبد الرحيم بن منيب ، حدثنا النضر بن شميل ، عن قتادة عن مطرف بن عبد الله الشخير ، عن أبيه قال : انتهيت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يقرأ هذه الآية : " ألهاكم التكاثر " ، قال : " يقول ابن آدم : مالي مالي ، وهل لك من مالك ، إلا ما أكلت فأفنيت ، أو لبست فأبليت ، أو تصدقت فأمضيت " .أخبرنا عبد الواحد المليحي ، أخبرنا أحمد بن عبد الله النعيمي ، أخبرنا محمد بن يوسف ، حدثنا محمد بن إسماعيل ، حدثنا الحميدي ، حدثنا سفيان ، حدثنا عبد الله بن أبي بكر بن عمرو بن حزم أنه سمع أنس بن مالك يقول : قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " يتبع ، الميت ثلاثة ، فيرجع اثنان ويبقى معه واحد ، يتبعه أهله وماله وعمله ، فيرجع أهله وماله ، ويبقى عمله " .
التفسير الوسيط : حتى زرتم المقابر
حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقابِرَ أى: بقيتم على هذه الحال، حتى أتاكم الموت، ودفنتم في قبوركم، وانصرف عنكم أحب الناس إليكم، وبقيتم وحدكم.والخطاب عام لكل عاقل، ويدخل فيه المشركون والفاسقون، الذين آثروا الدنيا على الآخرة دخولا أوليا.فالمراد بزيارة المقابر: انتهاء الآجال، والدفن في القبور بعد الموت. وعبر- سبحانه - عن ذلك بالزيارة. لأن الميت يأتى الى القبر كالزائر له، ثم بعد ذلك يخرج منه يوم البعث والنشور، للحساب والجزاء، فوجوده في القبر إنما هو وجود مؤقت بوقت يعلمه الله-تبارك وتعالى-.وقد روى أن أعرابيا عند ما سمع هذه الآية قال: بعثوا ورب الكعبة، فقيل له كيف ذلك؟فقال: لأن الزائر لا بد أن يرتحل.وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن التهالك على حطام الدنيا، في أحاديث كثيرة منها ما رواه مسلم في صحيحه عن عبد الله بن الشّخّير قال: انتهيت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول:«ألهاكم التكاثر قال: يقول ابن آدم مالي مالي، وهل لك من مالك يا ابن آدم إلا ما أكلت فأفنيت أو لبست فأبليت، أو تصدقت فأمضيت» .
تفسير ابن كثير : شرح الآية 2 من سورة التكاثر
وقال قتادة : { ألهاكم التكاثر حتى زرتم المقابر } كانوا يقولون نحن أكثر من بني فلان ونحن أعد من بني فلان ، وهم كل يوم يتساقطون إلى آخرهم ، والله ما زالوا كذلك حتى صاروا من أهل القبور كلهم .
والصحيح أن المراد بقوله : { زرتم المقابر } أي: صرتم إليها ودفنتم فيها ، كما جاء في الصحيح : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل على رجل من الأعراب يعوده ، فقال : " لا بأس ، طهور إن شاء الله " . فقال : قلت : طهور ؟! بل هي حمى تفور ، على شيخ كبير ، تزيره القبور ! قال : " فنعم إذا " .
وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبو زرعة ، حدثنا محمد بن سعيد الأصبهاني ، أخبرنا حكام بن سلم الرازي ، عن عمرو بن أبي قيس ، عن الحجاج ، عن المنهال ، عن زر بن حبيش عن علي قال : ما زلنا نشك في عذاب القبر حتى نزلت : { ألهاكم التكاثر حتى زرتم المقابر }
ورواه الترمذي ، عن أبي كريب ، عن حكام بن سلم [ به ] وقال : غريب .
وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي ، حدثنا سلمة بن داود العرضي ، حدثنا أبو المليح الرقي ، عن ميمون بن مهران قال : كنت جالسا عند عمر بن عبد العزيز ، فقرأ : { ألهاكم التكاثر حتى زرتم المقابر } فلبث هنيهة فقال : يا ميمون ، ما أرى المقابر إلا زيارة ، وما للزائر بد من أن يرجع إلى منزله .
قال أبو محمد : يعني أن يرجع إلى منزله - إلى جنة أو نار . وهكذا ذكر أن بعض الأعراب سمع رجلا يتلو هذه الآية : { حتى زرتم المقابر } فقال : بعث اليوم ورب الكعبة . أي: إن الزائر سيرحل من مقامه ذلك إلى غيره .
تفسير الطبري : معنى الآية 2 من سورة التكاثر
وقوله: ( حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ ) يعني: حتى صرتم إلى المقابر فدفنتم فيها؛ وفي هذا دليل على صحة القول بعذاب القبر، لأن الله تعالى ذكره، أخبر عن هؤلاء القوم الذين ألهاهم التكاثر، أنهم سيعلمون ما يلقون إذا هم زاروا القبور وعيدا منه لهم وتهدّدا.وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.* ذكر من قال ذلك:حدثنا أبو كُرَيب، قال: ثنا ابن عطية، عن قيس، عن حجاج، عن المنهال، عن زِرّ، عن عليّ، قال: كنا نشكّ في عذاب القبر، حتى نزلت هذه الآية: ( أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ ) . .. إلى: ( كَلا سَوْفَ تَعْلَمُونَ ) في عذاب القبر.حدثنا ابن حميد، قال: ثنا حكام بن سلم، عن عنبسة، عن ابن أبي ليلى، عن المنهال، عن زِرّ، عن عليّ، قال: نزلت ( أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ ) في عذاب القبر.حدثنا ابن حميد، قال: ثنا حكام، عن عمرو، عن الحجاج، عن المنهال بن عمرو، عن زِرّ، عن عليّ، قال: ما زلنا نشكّ في عذاب القبر، حتى نزلت: ( أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ * حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ ) .
تفسير آيات من القرآن الكريم
- تفسير: وإن يكذبوك فقد كذبت رسل من قبلك وإلى الله ترجع الأمور
- تفسير: أفلا تذكرون
- تفسير: فنادته الملائكة وهو قائم يصلي في المحراب أن الله يبشرك بيحيى مصدقا بكلمة من الله
- تفسير: قل أرأيتكم إن أتاكم عذاب الله بغتة أو جهرة هل يهلك إلا القوم الظالمون
- تفسير: وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون
- تفسير: من ورائهم جهنم ولا يغني عنهم ما كسبوا شيئا ولا ما اتخذوا من دون الله
- تفسير: ما ضل صاحبكم وما غوى
- تفسير: وبرزت الجحيم لمن يرى
- تفسير: حتى إذا جاءنا قال ياليت بيني وبينك بعد المشرقين فبئس القرين
- تفسير: أيحسب الإنسان أن يترك سدى
تحميل سورة التكاثر mp3 :
سورة التكاثر mp3 : قم باختيار القارئ للاستماع و تحميل سورة التكاثر
ماهر المعيقلي
سعد الغامدي
عبد الباسط
أحمد العجمي
المنشاوي
الحصري
مشاري العفاسي
ناصر القطامي
فارس عباد
ياسر الدوسري
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب