﴿ ۞ وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَا إِلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ الْمَوْتَىٰ وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلًا مَّا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ﴾
[ الأنعام: 111]
سورة : الأنعام - Al-Anam
- الجزء : ( 8 )
-
الصفحة: ( 142 )
And even if We had sent down unto them angels, and the dead had spoken unto them, and We had gathered together all things before their very eyes, they would not have believed, unless Allah willed, but most of them behave ignorantly.
حشرنا : جمعنا
قُبُلا : مُقابلة و مواجهة أو جماعة جماعةولو أننا أجبنا طلب هؤلاء، فنزَّلنا إليهم الملائكة من السماء، وأحيينا لهم الموتى، فكلموهم، وجمعنا لهم كل شيء طلبوه فعاينوه مواجهة، لم يصدِّقوا بما دعوتهم إليه -أيها الرسول- ولم يعملوا به، إلا من شاء الله له الهداية، ولكن أكثر هؤلاء الكفار يجهلون الحق الذي جئت به من عند الله تعالى.
ولو أننا نـزلنا إليهم الملائكة وكلمهم الموتى وحشرنا عليهم كل شيء قبلا - تفسير السعدي
تفسير الآيتين 110 و111 : { وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ }- أي: ونعاقبهم، إذا لم يؤمنوا أول مرة يأتيهم فيها الداعي، وتقوم عليهم الحجة، بتقليب القلوب، والحيلولة بينهم وبين الإيمان، وعدم التوفيق لسلوك الصراط المستقيم.
وهذا من عدل الله، وحكمته بعباده، فإنهم الذين جنوا على أنفسهم، وفتح لهم الباب فلم يدخلوا، وبين لهم الطريق فلم يسلكوا، فبعد ذلك إذا حرموا التوفيق، كان مناسبا لأحوالهم.
وكذلك تعليقهم الإيمان بإرادتهم، ومشيئتهم وحدهم، وعدم الاعتماد على الله من أكبر الغلط، فإنهم لو جاءتهم الآيات العظيمة، من تنزيل الملائكة إليهم، يشهدون للرسول بالرسالة، وتكليم الموتى وبعثهم بعد موتهم، وحشر كل شيء إليهم حتى يكلمهم { قُبُلًا } ومشاهدة، ومباشرة، بصدق ما جاء به الرسول ما حصل منهم الإيمان، إذا لم يشأ الله إيمانهم، ولكن أكثرهم يجهلون.
فلذلك رتبوا إيمانهم، على مجرد إتيان الآيات، وإنما العقل والعلم، أن يكون العبد مقصوده اتباع الحق، ويطلبه بالطرق التي بينها الله، ويعمل بذلك، ويستعين ربه في اتباعه، ولا يتكل على نفسه وحوله وقوته، ولا يطلب من الآيات الاقتراحية ما لا فائدة فيه.
تفسير الآية 111 - سورة الأنعام
تفسير الجلالين | التفسير الميسر | تفسير السعدي |
تفسير البغوي | التفسير الوسيط | تفسير ابن كثير |
تفسير الطبري | تفسير القرطبي | إعراب الآية |
ولو أننا نـزلنا إليهم الملائكة وكلمهم الموتى : الآية رقم 111 من سورة الأنعام

ولو أننا نـزلنا إليهم الملائكة وكلمهم الموتى وحشرنا عليهم كل شيء قبلا - مكتوبة
الآية 111 من سورة الأنعام بالرسم العثماني
﴿ ۞ وَلَوۡ أَنَّنَا نَزَّلۡنَآ إِلَيۡهِمُ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ ٱلۡمَوۡتَىٰ وَحَشَرۡنَا عَلَيۡهِمۡ كُلَّ شَيۡءٖ قُبُلٗا مَّا كَانُواْ لِيُؤۡمِنُوٓاْ إِلَّآ أَن يَشَآءَ ٱللَّهُ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَهُمۡ يَجۡهَلُونَ ﴾ [ الأنعام: 111]
﴿ ولو أننا نـزلنا إليهم الملائكة وكلمهم الموتى وحشرنا عليهم كل شيء قبلا ما كانوا ليؤمنوا إلا أن يشاء الله ولكن أكثرهم يجهلون ﴾ [ الأنعام: 111]
تحميل الآية 111 من الأنعام صوت mp3
تدبر الآية: ولو أننا نـزلنا إليهم الملائكة وكلمهم الموتى وحشرنا عليهم كل شيء قبلا
إذا سُوِّرت القلوبُ بأسوارِ الكراهية والعِناد، وجُلِّلت الجوارحُ بالضلالة والفساد، فقد تحصَّنت عن الحقِّ بحِصنٍ حَصين، فلا تُقنعُها عندئذٍ العِظاتُ ولا البراهين.
على العبد أن يكونَ مقصودَه اتِّباعُ الحقِّ، وأن يطلبَه بالطرق التي بيَّنها الله، ويستعينَ ربَّه في اتِّباعه، غيرَ متَّكلٍ على نفسه ولا قوَّته.
فلتسكن قلوبُ الدعاة إذا رأوا الخَلقَ غيرَ مستجيبين، فلو شاء اللهُ لهداهم أجمعين، ولكنَّ حكمته اقتضَت أن يكونوا مختلفين.
وقُبُلًا- بضم القاف والباء- حال من «كل شيء» وفيه أوجه:الأول: أنه جمع قبيل بمعنى كفيل مثل قليب وقلب، أى: وحشرنا عليهم كل شيء من المخلوقات ليكونوا كفلاء بصدقك.
والثاني: أنه مفرد كقبل الإنسان ودبره فيكون معناه المواجهة والمعاينة ومنه آتيك قبلا لا دبرا أى آتيك من قبل وجهك والمعنى.
وحشرنا عليهم كل شيء مواجهة وعيانا ليشهدوا بأنك على الحق.
والثالث: أن يكون قبلا جمع قبيل لكن بمعنى جماعة جماعة أو صنفا صنفا والمعنى: وحشرنا عليهم كل شيء فوجا فوجا ونوعا نوعا من سائر المخلوقات ليشهدوا بصدقك.
وجملة ما كانُوا لِيُؤْمِنُوا إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللَّهُ جواب لو.
أى: لو فعلنا لهم كل ذلك ما كانوا ليؤمنوا في حال من الأحوال بسبب غلوهم في التمرد والعصيان، إلا في حال مشيئة الله إيمانهم فيؤمنوا، لأنه- سبحانه - هو القادر على كل شيء.
وقوله وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ.
أى: ولكن أكثر هؤلاء المشركين يجهلون أنهم لو أوتوا كل آية لم يؤمنوا فهم لذلك يحلفون الأيمان المغلظة بأنهم لو جاءتهم آية ليؤمنن بها.
أو يجهلون أن الإيمان بمشيئة الله لا بخوارق العادات.
وقيل الضمير يعود على المؤمنين فيكون المعنى.
ولكن أكثر المؤمنين يجهلون عدم إيمان أولئك المشركين عند مجيء الآيات لجهلهم عدم مشيئة الله-تبارك وتعالى- لإيمانهم، فيتمنون مجيء الآيات طمعا في إيمانهم.
قال الشيخ القاسمى: في قوله إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللَّهُ حجة واضحة على المعتزلة لدلالته على أن جميع الأشياء بمشيئة الله-تبارك وتعالى- حتى الإيمان والكفر.
وقد اتفق سلف هذه الأمة وحملة شريعتها على أنه «ما شاء الله كان وما لم يشأ لهم يكن» .
والمعتزلة يقولون «إلا أن يشاء الله مشيئة قسر وإكراه» .
وكلمهم الموتى بإحيائنا إياهم .
وحشرنا عليهم كل شيء سألوه من الآيات .
" قبلا " مقابلة ; عن ابن عباس وقتادة وابن زيد .
وهي قراءة نافع وابن عامر .
وقيل : معاينة ، لما آمنوا .
وقال محمد بن يزيد : يكون " قبلا " بمعنى ناحية ; كما تقول : لي قبل فلان مال ; فقبلا نصب على الظرف .
وقرأ الباقون " قبلا " بضم القاف والباء ، ومعناه ضمناء ; فيكون جمع قبيل بمعنى كفيل ، نحو رغيف ورغف ; كما قال : أو تأتي بالله والملائكة قبيلا ; أي يضمنون ذلك ; عن الفراء .
وقال الأخفش : هو بمعنى قبيل قبيل ; أي جماعة جماعة ، وقاله مجاهد ، وهو نصب على الحال على القولين .
وقال محمد بن يزيد قبلا أي مقابلة ; ومنه إن كان قميصه قد من قبل .
ومنه قبل الرجل ودبره لما كان من بين يديه ومن ورائه .
ومنه قبل الحيض .
حكى أبو زيد : لقيت فلانا قبلا ومقابلة وقبلا وقبلا ، كله بمعنى المواجهة ; فيكون الضم كالكسر في المعنى وتستوي القراءتان ; قاله مكي .
وقرأ الحسن " قبلا " حذف الضمة من الباء لثقلها .
وعلى قول الفراء يكون فيه نطق ما لا ينطق ، وفي كفالة ما لا يعقل آية عظيمة لهم .
وعلى قول الأخفش يكون فيه اجتماع الأجناس الذي ليس بمعهود .
والحشر الجمع .
ما كانوا ليؤمنوا إلا أن يشاء الله " أن " في موضع استثناء ليس من الأول ; أي لكن إن شاء ذلك لهم .
وقيل : الاستثناء لأهل السعادة الذين سبق لهم في علم الله الإيمان .
وفي هذا تسلية للنبي صلى الله عليه وسلم .
ولكن أكثرهم يجهلون أي يجهلون الحق .
وقيل : يجهلون أنه لا يجوز اقتراح الآيات بعد أن رأوا آية واحدة .
شرح المفردات و معاني الكلمات : نزلنا , الملائكة , كلمهم , الموتى , وحشرنا , شيء , قبلا , ليؤمنوا , يشاء , الله , أكثرهم , يجهلون ,
English | Türkçe | Indonesia |
Русский | Français | فارسی |
تفسير | انجليزي | اعراب |
آيات من القرآن الكريم
- أفحسب الذين كفروا أن يتخذوا عبادي من دوني أولياء إنا أعتدنا جهنم للكافرين نـزلا
- وقالوا قلوبنا غلف بل لعنهم الله بكفرهم فقليلا ما يؤمنون
- قال فرعون آمنتم به قبل أن آذن لكم إن هذا لمكر مكرتموه في المدينة لتخرجوا
- وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير
- والذين آمنوا وعملوا الصالحات سندخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا لهم فيها
- قيل ادخلوا أبواب جهنم خالدين فيها فبئس مثوى المتكبرين
- ثم أنتم هؤلاء تقتلون أنفسكم وتخرجون فريقا منكم من ديارهم تظاهرون عليهم بالإثم والعدوان وإن
- فيعذبه الله العذاب الأكبر
- والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاء بما كسبا نكالا من الله والله عزيز حكيم
- ليكفروا بما آتيناهم فتمتعوا فسوف تعلمون
تحميل سورة الأنعام mp3 :
سورة الأنعام mp3 : قم باختيار القارئ للاستماع و تحميل سورة الأنعام
ماهر المعيقلي
سعد الغامدي
عبد الباسط
أحمد العجمي
المنشاوي
الحصري
مشاري العفاسي
عمار الملا علي
فارس عباد
ياسر الدوسري
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Thursday, March 27, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب