الآية 12 من سورة الصف مكتوبة بالتشكيل

﴿ يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ۚ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾
[ الصف: 12]

سورة : الصف - As-Saff  - الجزء : ( 28 )  -  الصفحة: ( 552 )

(If you do so) He will forgive you your sins, and admit you into Gardens under which rivers flow, and pleasant dwelling in Gardens of 'Adn - Eternity ['Adn (Edn) Paradise], that is indeed the great success.


إن فعلتم -أيها المؤمنون- ما أمركم الله به يستر عليكم ذنوبكم، ويدخلكم جنات تجري من تحت أشجارها الأنهار، ومساكن طاهرة زكية في جنات إقامة دائمة لا تنقطع، ذلك هو الفوز الذي لا فوز بعده. ونعمة أخرى لكم-أيها المؤمنون- تحبونها هي نصر من الله يأتيكم، وفتح عاجل يتم على أيديكم. وبشِّر المؤمنين -أيها النبي- بالنصر والفتح في الدنيا، والجنة في الآخرة.

يغفر لكم ذنوبكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار ومساكن طيبة في - تفسير السعدي

وفي الآخرة الفوز بثواب الله والنجاة من عقابه، ولهذا ذكر الجزاء في الآخرة، فقال: { يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ } وهذا شامل للصغائر والكبائر، فإن الإيمان بالله والجهاد في سبيله، مكفر للذنوب، ولو كانت كبائر.{ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ }- أي: من تحت مساكنها [وقصورها] وغرفها وأشجارها، أنهار من ماء غير آسن، وأنهار من لبن لم يتغير طعمه، وأنهار من خمر لذة للشاربين، وأنهار من عسل مصفى، ولهم فيها من كل الثمرات، { وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ }- أي: جمعت كل طيب، من علو وارتفاع، وحسن بناء وزخرفة، حتى إن أهل الغرف من أهل عليين، يتراءاهم أهل الجنة كما يتراءى الكوكب الدري في الأفق الشرقي أو الغربي، وحتى إن بناء الجنة بعضه من لبن ذهب [وبعضه من] لبن فضة، وخيامها من اللؤلؤ والمرجان، وبعض المنازل من الزمرد والجواهر الملونة بأحسن الألوان، حتى إنها من صفائها يرى ظاهرها من باطنها، وباطنها من ظاهرها، وفيها من الطيب والحسن ما لا يأتي عليه وصف الواصفين، ولا خطر على قلب أحد من العالمين، لا يمكن أن يدركوه حتى يروه، ويتمتعوا بحسنه وتقر أعينهم به، ففي تلك الحالة، لولا أن الله خلق أهل الجنة، وأنشأهم نشأة كاملة لا تقبل العدم، لأوشك أن يموتوا من الفرح، فسبحان من لا يحصي أحد من خلقه ثناء عليه، بل هو كما أثنى على نفسه وفوق ما يثني عليه عباده وتبارك الجليل الجميل، الذي أنشأ دار النعيم، وجعل فيها من الجلال والجمال ما يبهر عقول الخلق ويأخذ بأفئدتهم.وتعالى من له الحكمة التامة، التي من جملتها، أنه الله لو أرى الخلائق الجنة حين خلقها ونظروا إلى ما فيها من النعيم لما تخلف عنها أحد، ولما هناهم العيش في هذه الدار المنغصة، المشوب نعيمها بألمها، وسرورها بترحها.وسميت الجنة جنة عدن، لأن أهلها مقيمون فيها، لا يخرجون منها أبدا، ولا يبغون عنها حولا، ذلك الثواب الجزيل، والأجر الجميل، الفوز العظيم، الذي لا فوز مثله، فهذا الثواب الأخروي.

تفسير الآية 12 - سورة الصف

تفسير الجلالين التفسير الميسر تفسير السعدي
تفسير البغوي التفسير الوسيط تفسير ابن كثير
تفسير الطبري تفسير القرطبي إعراب الآية

يغفر لكم ذنوبكم ويدخلكم جنات تجري من : الآية رقم 12 من سورة الصف

 سورة الصف الآية رقم 12

يغفر لكم ذنوبكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار ومساكن طيبة في - مكتوبة

الآية 12 من سورة الصف بالرسم العثماني


﴿ يَغۡفِرۡ لَكُمۡ ذُنُوبَكُمۡ وَيُدۡخِلۡكُمۡ جَنَّٰتٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ وَمَسَٰكِنَ طَيِّبَةٗ فِي جَنَّٰتِ عَدۡنٖۚ ذَٰلِكَ ٱلۡفَوۡزُ ٱلۡعَظِيمُ  ﴾ [ الصف: 12]


﴿ يغفر لكم ذنوبكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار ومساكن طيبة في جنات عدن ذلك الفوز العظيم ﴾ [ الصف: 12]

  1. الآية مشكولة
  2. تفسير الآية
  3. استماع mp3
  4. الرسم العثماني
  5. تفسير الصفحة
فهرس القرآن | سور القرآن الكريم : سورة الصف As-Saff الآية رقم 12 , مكتوبة بكتابة عادية و كذلك بالشكيل و مصورة مع الاستماع للآية بصوت ثلاثين قارئ من أشهر قراء العالم الاسلامي مع تفسيرها ,مكتوبة بالرسم العثماني لمونتاج فيديو اليوتيوب .
  
   

تحميل الآية 12 من الصف صوت mp3


تدبر الآية: يغفر لكم ذنوبكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار ومساكن طيبة في

فارق المجاهدون المخلصون مساكنَهم، ونأَوا عن ديارهم وأهليهم، فوعدهم الله على تلك المفارقة المؤقَّتة مساكنَ أبديَّةً فيها السعادةُ والحُبور.
ما أوسعَ فضلَ الله تعالى؛ يُحسن المؤمنون في هذه الدنيا أيَّامًا قليلةً بعطاء محدود، فيُكافئُهم ربُّهم ببهجة الخلود، وبرزقٍ وافر ممدود، غير ممنوع ولا مقطوع.
كلُّ آتٍ قريب، وما على العبد إلا أن يصبرَ ويصابرَ في الثبات على الدِّين، والاستقامة على الحقِّ، والجهاد في سبيل الله، حتى يفوزَ بوعد ربِّه.
مهما أوتيَ المسلمُ من أسباب القوَّة في بدَنه، وفي عُدَّته وعَتاده، فليحذَرِ الركونَ إلى الأسباب، فإنَّ النصر من عند الله، فليخلِص في طلبه منه وحدَه.

وقوله- سبحانه -: يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ مجزوم على أنه جواب لشرط مقدر، أى:إن تمتثلوا أمره-تبارك وتعالى- يغفر لكم ذنوبكم.
ويصح أن يكون مجزوما على أنه جواب للأمر المدلول عليه بلفظ الخبر في قوله-تبارك وتعالى- قبل ذلك تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجاهِدُونَ.
لأنهما- كما قلنا- وإن جاءا بلفظ الخبر، إلا أنهما في معنى الأمر، أى: آمنوا وجاهدوا.
أى: آمنوا بالله-تبارك وتعالى- إيمانا حقا، وجاهدوا في سبيل إعلاء كلمته بأموالكم وأنفسكم، يغفر لكم- سبحانه - ذنوبكم، بأن يزيلها عنكم، ويسترها عليكم.
وَيُدْخِلْكُمْ فضلا عن ذلك جَنَّاتٍ عاليات تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ أى:تجرى من تحت مساكنها وبساتينها الأنهار.
ويعطيكم مَساكِنَ طَيِّبَةً أى: قصورا مشتملة على كل ما هو طيب ونافع.
وخصت المساكن الطيبة بالذكر، لأن المجاهدين قد فارقوا مساكنهم، ومنهم من استشهد بعيدا عنها، وفيها أهله وماله ...
فوعدهم- سبحانه - بما هو خير منها.
وقوله فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ أى: هذه المساكن الطيبة كائنة في جنات باقية خالدة، لا تزول ولا تنتهي، بل أصحابها يقيمون فيها إقامة دائمة، يقال: عدن فلان بالمكان، إذا أقام فيه إقامة مؤبدة.
ذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ أى: ذلك الذي منحناكم إياه من مغفرة لذنوبكم، ومن خلودكم في الجنة ...
هو الفوز العظيم الذي لا يقاربه فوز، ولا يدانيه ظفر.
يغفر لكم .
قال المهدوي : فإن لم تقدر هذا التقدير لم تصح المسألة ; لأن التقدير يصير إن دللتم يغفر لكم ; والغفران إنما نعت بالقبول والإيمان لا بالدلالة .
قال الزجاج : ليس إذا دلهم على ما ينفعهم يغفر لهم ; إنما يغفر لهم إذا آمنوا وجاهدوا .
وقرأ زيد بن علي " تؤمنوا " ، و " تجاهدوا " على إضمار لام الأمر ; كقوله :محمد تفد نفسك كل نفس إذا ما خفت من شيء تبالاأراد لتفد .
وأدغم بعضهم فقال : " يغفر لكم " والأحسن ترك الإدغام ; لأن الراء حرف متكرر قوي فلا يحسن إدغامه في اللام ; لأن الأقوى لا يدغم في الأضعف .
قوله تعالى : " ومساكن طيبة " خرج أبو الحسين الآجري عن الحسن قال : سألت عمران بن الحصين وأبا هريرة عن تفسير هذه الآية ( ومساكن طيبة ) فقالا : على الخبير سقطت ، سألنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عنها فقال : " قصر من لؤلؤة في الجنة فيه سبعون دارا من ياقوتة حمراء ، في كل دار سبعون بيتا من زبرجدة خضراء ، في كل بيت سبعون سريرا ، على كل سرير سبعون فراشا من كل لون ، على كل فراش سبعون امرأة من الحور العين ، في كل بيت سبعون مائدة ، على كل مائدة سبعون لونا من الطعام ، في كل بيت سبعون وصيفا ووصيفة ، فيعطي الله تبارك وتعالى المؤمن من القوة في غداة واحدة ما يأتي على ذلك كله " .
في جنات عدن أي إقامة .
ذلك الفوز العظيم أي السعادة الدائمة الكبيرة .
وأصل الفوز الظفر بالمطلوب .


شرح المفردات و معاني الكلمات : يغفر , ذنوبكم , ويدخلكم , جنات , تجري , الأنهار , ومساكن , طيبة , جنات , عدن , الفوز , العظيم ,
English Türkçe Indonesia
Русский Français فارسی
تفسير انجليزي اعراب

آيات من القرآن الكريم

  1. ياأبت لا تعبد الشيطان إن الشيطان كان للرحمن عصيا
  2. الذين كفروا لهم عذاب شديد والذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم مغفرة وأجر كبير
  3. ولما فصلت العير قال أبوهم إني لأجد ريح يوسف لولا أن تفندون
  4. ومنهم من يستمع إليك وجعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفي آذانهم وقرا وإن يروا
  5. ما له من دافع
  6. كلا لا وزر
  7. ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم في ربه أن آتاه الله الملك إذ قال إبراهيم
  8. ولقد أرسلنا من قبلك في شيع الأولين
  9. ونمارق مصفوفة
  10. ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون

تحميل سورة الصف mp3 :

سورة الصف mp3 : قم باختيار القارئ للاستماع و تحميل سورة الصف

سورة الصف بصوت ماهر المعيقلي
ماهر المعيقلي
سورة الصف بصوت سعد الغامدي
سعد الغامدي
سورة الصف بصوت عبد  الباسط عبد الصمد
عبد الباسط
سورة الصف بصوت أحمد العجمي
أحمد العجمي
سورة الصف بصوت محمد صديق المنشاوي
المنشاوي
سورة الصف بصوت محمود خليل الحصري
الحصري
سورة الصف بصوت مشاري راشد العفاسي
مشاري العفاسي
سورة الصف بصوت ناصر القطامي
ناصر القطامي
سورة الصف بصوت فارس عباد
فارس عباد
سورة الصف بصوت ياسر لدوسري
ياسر الدوسري


الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 21, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب